رواية وعد وعشائر الجن
الفصل الرابع4
بقلم جوري محمد
أحببت حياتي كما هي؛ فهل يلعب القدر معي وأقابل من يحبني كما أنا؟
وهذا ما كانت تفكر فيه سهر دائما!
ونبدأ من لحظة دخول سهر الى الباب الرئيسي لمدخل محل إقامتها لتفاجئ بمن ينتظرها؟
سهر: لماذا تقف هكذا يا فتى؟!
الشبح(أحمد): إني أحبك يا سهر؛ لماذا لم توافقي على الزواج بي؟
سهر: يا أحمد لماذا لا تصدق أنك أصبحت شبح؟ فكيف تريد مني أن أوافق على الإرتباط بك؛ وأنا رفضت هذا الارتباط وأنت حي ترزق.
الشبح: ولكني أحبك وماذا فعلتي أنتي في مقابل هذا الحب طلبتِ من فريال تخرجني من غرفتك؟!
وما زالت سهر لم تتحرك ومعها نور؛ فهي طبعا ترى وتسمع ما يقوله الشبح لأنها مثله؛ وظهر على وجوههم الاندهاش!
وسهر تحاول ان تجد مخرج من هذا المأزق ؛هنا بدات ملامح سهر تتغير وقامت بعقد حاجبيها ثم أخذت نفس عميق و وتحدثت:
- هل فريال قالت لك ذلك؟!
الشبح(أحمد): نعم هي من أخبرتني بذلك.
سهر وهي تحدث نفسها " انا ساجعلك تقومي بالجلوس بداخل المرحاض هذه الليلة عقابا على نشر الحوار الذي دار بيني وبينك يا فريال"!
الشبح(أحمد): هل يوجد عندك اي تفسير لما سمعتي مني؟
سهر وهي ترسم على وجهها إبتسامه بريئة :
-أتصدق شبح وتكذبني هي كانت تقوم بالدعابة معك ليس أكثر؛ أنا كل ما فعلته هو طلبي منها ان تخبرك بأن تقف على الباب الرئيسي لمسكني لحمايه المسكن ومنع دخول الاشباح الأشرار الذين يقومون بتدميره عندما يحضرون .
الشبح(آحمد): وكيف أصدق ذلك؟ ولماذا أنا الشبح الوحيد الذي طلبت منه ذلك؟!
سهر : انت كنت تقوم بهذا العمل وأنت على قيد الحياه فسهل أن تقوم به وأنت بين الاموات.
أحمد وهو ما زال ينظر لها تحت انظار الاندهاش التي تظهر على ملامح نور.
سهر: هل تتركني اصعد إلى اعلى لأني مرهقه؟
أحمد: اصعدي يا سهر؛ ولكن ما زال بيننا حديث سوف نقوم باستكماله في أقرب وقت.
سهر: أتفقنا.
وبدأت تصعد إلى أعلى حتى وصلت إلى باب مسكنها وفتحت الباب لتدخل ومن وراءها نور.
وهنا بدات سهر تنادي على جدها لكي تطمئن عليه وتخبره أنها رجعت من الجامعة؛ وهنا خرج جدها عندما سمع صوتها من المكان الذي يعد فيه الطعام ؛وفي يده معدات الطهي واخبارها انه هنا يحضر لها الغداء..
سهر: الغداء وبدأت تتحرك حوالين المكان وهي تحاول ان تتأكد من رائحه الطعام؛ ثم تحدثت :
-هذه الرائحة اعرفها جيداً!
جدها وهو يضحك بصوت عالي:
- جيد فأنتي تميزي رائحة الطعام لأنها فعلا الوجبة التي تقومين بالإشارة اليها. ثم ألم أتفق إنا وأنتي على وضع وجبات الاسبوع كي لا تتفاجئي بوجودها على الطعام.
سهر: أعلم جيدا واتذكر الاتفاق ؛ولكن انا قمت بالتأكيد عليك أن تحاول أن تتجنب هذه الوجبة؛ عدس انه يسبب لي بعض الاضطرابات في جهازي الهضمي.
وكانت تتحدث وهي تقوم بالتمثيل كأنها تشعر بالألم لمجرد ذكر اسمها.
جدها كأن يضحك بصوت عالي. وقام بالتأكيد عليها أن وجبه العشاء سوف تكون فول.
سهر: وهي تضع يداها على بطنها وتحركها مره اخرى ؛ أنا لا اشعر بالجوع سوف انام افضل حتى لا يزيد وزني بسبب كثره الطعام.
جدها بدا يشعر بالألم بسبب حالتهم المادية ؛لأنه لا يستطيع أن يوفر إلى سهر أبسط الاشياء؛ فبدا يعتذر منها وبدا يؤكد عليها أن المعاش يكفي بالكد مصروف البيت ومصروفها الشخصية؛ وانه لو كان يستطيع أن يقوم بعمل اخر كان فعل ذلك؛ ولكنه مريض وأصبح لا يقدر على العمل.
سهر :حبيبي يا جدو انا لا اقصد ما فهمت؛ ولكني كنت اقوم بالدعابة معك؛ فانت تعلم جيدا اني من عشاق العدس!
وبدأت تطلب السماح من الله امامه لانها تقوم بالكذب وهي تضحك بصوت عالي؛ وجدها بدا يضحك هو الاخر.
سهر: أعلم جيدا انك لا تصدقني؛ ولكني سوف اجعلك تصدق حبي للعدس لأني سوف أغني له.
(العدس الليلة ليله عيد يا رب تبارك وتزيدوا!
وبدا جدها يشاركها في الغناء ويقول يا رب تبارك يا رب. ينكب العدس ما يتلم)
جدها وهو يضحك بصوت عالي:
- ثانيا تقولين هذا !
اتركينا من كل ذلك ؛واجعلي قلبي يطمئن عليك وعلى أخبارك؛ ما حدث معك اليوم في الجامعة؟
وبدأت سهر تتحدث وهي تتناول طعامها ؛وبدأت تطمئن جدها بأن اليوم سار كأي يوم عادي في حياتها؛ بالعكس فكان اليوم ممتع جدا ويوجد به الاحداث المثيرة.
جدها :جيد ابداي إحكي لي ما حدث بالتفصيل!
سهر: سوف أقوم بحكاية ما حدث في وقت لاحق؛ لأنني الان سوف أقوم بتنظيف ادوات الطهي؛ ثم بعد ذلك سأقوم بعمل كوبين من الشاي مع القليل من النعناع لكي يساعدنا على هضم ما اكلناه.
وسهر تركته ودخلت غرفتها ؛وقامت بالطلب من فريال ان تقوم بتشطيب وتنظيف المكان الذي يستخدمونه للطهي؛
وبدأت بالإشارة لها بيديها وهي تؤكد عليها!
-وتأكدي أنكي تقومين بالعمل جيدا حتى لا يتم تحولك إلى شبح الدولاب بدل من شبح السلم؛ وانتي تعلمين جيدا ماذا أقصد!
فريال(الشبح): أنا لا اعلم ماذا حدث لبنات اليوم؟! فإنهم لا يهتمون بتعليم أعمال المنزل وكيف يقوموا بالتنظيف او طهي الطعام! كل ما يشغل خاطرهم كيف إستخدام ادوات التجميل.!
وبدأت سهر ونور ينظرون إلى بعضهما في اندهاش؛ وبدأت سهر برفع شفتيها العلوية لاعلى وجعل عيناها كأنها شخص مصاب بمرض في عينيه!
وهنا فريال ضحكتك وهي تقول :
- لا أنتي مختلفة لا تهتمي بذلك ولا بتلك فانا يصعب علي أن اصدق انكي فتاه.
سهر: اتعلمين أنا في بعض الاحيان اظنك شبح متخلف عقليا! هل يوجد شخص عاقل على وجه الارض يحب فتاه عند ذكر أسمها فقط؛ تخرج الكلمات بتلقائيه من فم الجميع.
ويتحدثون ويقولون عني اني مريضه نفسيا بالاختصار مجنونه!!
فريال: أنتي لو تقومي بسماع كلامي!! سوف اجعل هؤلاء الاشخاص الذين يتحدثون عنكي بالسوء عندما يلمحون طيفك يمر يخافون منكِ.
سهر: انا لا اصدق انك شبح طفلة؛ وأحيانا اشعر انك تمتلكين بداخلك قوه شريرة؛ ولذلك ينتج عنها الافكار السيئة!!
فريال: أنا كل ما اقصده ان تحاولي أن تثبتي شخصيتك للجميع؛ فأنتي متفوقه ولكن ما فأئده التفوق؟!
والجميع يقولون عنكي مريضه نفسيه.
سهر :لا يهمني حديثهم وما يتحدثون به عني فانا تقبلت حياتي كما هي وإعلمي جيدا انا لا اقدر أن اتحمل ذنب شخص يموت من كثره الرعب بسبب اشباحي.
فريال: أنتي حره وذهبت لتقوم بتنفيذ ما طلبته منها.
سهر: أجلسي هنا يا نور وأرجو من الجميع الهدوء فأنتم لست في إنتظار الطبيب ؛أنتم جالسون هنا دائما فيجب التعاون معي؛ لكي أنال قسطا من الراحة.
وهنا انتبهت لصوت جدها وهو ينادي عليها ويطلب منها الحضور لتتناول هي وهو كوبين من الشاي الساخن؛ وبعد انتهائهم من تناول الشاي استأذنت سهر من جدها لانها ترغب في المذاكرة.
جدها: تقصدين انني سوف اجلس وحدي؛ ولذلك اتسمح لي حفيدتي العزيزة بنزول للجلوس مع اصدقائي.
سهر: أنا موافقه ولكن إنتبه ان لا تثير الشغب.
جدها :سوف أقوم بسمع كلامك يا حبيبتي لن اتشاجر مع أحد وظل الإثنين يضحكان بصوت عالي.
وبعد خروج جدها دخلت سهر لتقوم بمذاكرة المحاضرة التي حصلت عليها اليوم.
ولكن شد انتباهها صوت فريال وهي تحدثها ؛وتطلب منها ان تتركها تلعب على سلم المسكن.
سهر : فكرة جيدة لأني اريد ان أخذ مساحتي من الهدوء ليزداد تركيزي وانتهي سريعا من المذاكرة؛ وأتمنى ان تأخذي معكي الأشباح الاخرين قوموا بالتنزه واللعب؛ ولكن انتبهوا ان لا تقوموا بمضايقه اي شخص من الساكنين معنا في المبنى .
وبصفه خاصه أم محمد والحديث متوجه إليكي يا فريال؛ لانها امراه تعاني من المرض حتى لا تسببين لها بساكتة قلبيه.
فريال: لقد أتفقنا ولكن سوف نداعب مين؟! وهنا تذكرت فريال أم صلاح فهي إحدى الأشخاص المقيمين بداخل المبنى معهم؛ فهي دائما تتسبب في جرح نفسية سهر عندما تراها؛
واستغلت ذلك وطلبت من سهر ان تقوم بمضايقتها لأنها امراه سمينه وصحتها جيده؛ غير ذلك فهي دائما لا تتحدث الا بالكلمات السيئة والمبتذلة وتتشاجر مع الجميع.
سهر : وهي تضحك بصوت عالي؛ افعلي ما تشائين ولكن بطريقه خفيفة حتى لا تصيبها بالجنون.
وفريال: وهي تقفز سوف أفعل وتركتها وذهبت.
سهر: شبح طفله فعلا وضحكت؛ وبعد ذلك بدات تذاكر وتراجع ما حصلت عليه اليوم من معلومات في مجالها الجديد.
وبعد مرور الوقت وانتهائها من القيام بواجباتها ؛قامت واحضرت جهازها الإلكتروني خاصتها التي ارسلته لها خالتها نهى من احدى الدول العربية؛ وبدأت تقوم بالبحث عن اي موقع او صفحه تساعدها لتفهم حالتها وتعرف كيف تخلص نفسها من هذا الميراث.
وبعد فترة من البحث شدت انتباهها صفحه لشخص؛ يبحث عن التاريخ والاساطير الخرافية او اي حاله غريبه ممكن ان يكون لها علاقه بهذه المواضيع، او يوجد بينها وبين عالم الاشباح او العفاريت والجن اي صله وراثيه.
سهر : بعد اندهاشها باهتماماته الغريبة؛ ولكنها شعرت انه يمتلك القدرة على توضيح لها ما يحدث معها فبدأت تلقي عليه التحية السلام عليكم.
وائل: و هو صاحب الصفحة وعليكم السلام.
سهر: هل يمكنني أن أستفسر عن سبب انشائك هذه الصفحة وما الذي تقوم بالبحث عنه بالتحديد؟!
وائل: أنا بأهتم بعمليه بحث عن الظواهر الخارقة للطبيعة. ولكن لماذا أنت تهتمين بهذه الصفحة ولما شدت انتباهك؟!
سهر: سوف إحكي لك حكاية خاصه بإحدى صديقاتي؛ يمكن انت تمتلك القدرة لكي تساعدها وتفسر لها ما يحدث.
وائل: تفضلي تحدثي وأنا سوف استمع.
وبدأت سهر في قص الحكاية بالتفصيل كما عرفتها من جدها على امل ان تعرف كيف تقوم بفك طلاسم العقد والخلاص منه نهائيا.
وائل: في الحقيقة حكاية مليئة بالغموض؛ ولكن لا تقلقي سوف أقوم بالبحث عن حالات تشبه هذه الحالة!!
أنا قرأت كثير عن الأشباح وعرفت الطقوس التي تساعدنا على التواصل معهم ؛ولكن لم اقرأ عن اي حاله تشبه حالتك هذه؛ ولكن سأتواصل معك عندما اجد اي معلومة تجعلنا نفهم ما يحدث معها.
سهر: سأنتظر إتصالك وبعد ذلك اغلقت جهازها الإلكتروني وذهبت لكي تنال قسطا من الراحة.
و عندما دخلت سهر لكي تنام بدأ معها دوامه من الأحلام؛ ولكن ما لفت انتباه هذا الحلم وبالرغم من انه حلم ولكنها شعرت به كانه واقع سيحدث!!
وكان الحلم عباره عن نور وهي ذاهبه إلى الجامعة؛ وعند دخولها الجامعة قامت بسحب كريم وماجي واجبرتهم على الصعود معها إلى المكان التي لقت حتفها منه؟
وبعد وصولهم بدأت في محاولتها لقتل كريم وماجي؛ ولكن ما هذا سهر هي الذي تقوم بالقتل؟!
لان نور كانت تستحوذ عليها وكانت سهر تطلب من نور أن لا تفعل؛ وتكون هي الافضل لانها لا تجد كريم مخطئ فهي أيضا أخطأت لأنها استجابت له؛ ولكن نور ما زالت تعاند وتخلق المبررات لفعلها ذلك و ما زالت تتحدث بصوت عالي وكل هذا على لسان سهر كأنها تحدث نفسها في مرآه!! هو الذي قام بإغوائي ووجهت المسدس باتجاه كريم.
سهر: ارجوكي يا نور أنتي أصبحت الآن مجتمعه مع والدك وما سوف تقومين بعمله سوف يسبب لي الضرر؛ لأنك تستحوذين الان على جسدي والجميع يرى اني أنا التي أقوم بعمليه القتل.
وهنا قامت سهر من نومها و هي تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؛وبدأت تستوعب أن ما حدث وشاهدته كان حلم ولكنها تشعر بانه سوف يحدث وحاولت ان تهدئ من احساسها بالقلق بانها تذكر نفسها بانه حلم مجرد حلم!
سهر: يا رب أن تجعله خير ؛ونظرت بجوارها وهي ترى السيدة الشبح التي لم تسمع حكايتها؛ فتوجهت لها بالحديث وبدأت بالاعتذار منها.
سهر :أعلم اني لم أهتم ولكن بدون قصد لأني أنشغلت مع حكاية نور؛ فأعطياني وقت سوف أساعد نور وبعد ذلك أقوم بمساعدتك بعد ما تروي لي ما حدث في حكايتك.
السيدة الشبح قالت لها أنها سوف تنتظر؛ حتى تنتهي هي مما تفعله ثم استيقظت نور وتركت الفراش وذهبت لكي تستعد لذهابها الى الجامعة وبعد الانتهاء من تناول الفطور مع جدها
دخلت لغرفتها مره اخرى وقامت بالتأكيد عليهم لانها لا تريد ان لا ترى اي شبح منهم في الجامعة وحدثتهم بذلك.
سهر: انا بطالب منكم إن ما يرغب في اي حوار معي يقوله الان؛ لاني لا اريد ان ارى اشباح بداخل الجامعة.
فريال: مع السلامة وسوف نقوم جميعا بالدعاء لكي؛ اذهبي والقلب سوف يدعي لكي.
سهر: لم اعد اتذكر ما المكان التي كنتي تعيشي فيه! أعلم انك قمت بذكره لي ارجو منك اعاده ذكره مره اخرى.
فريال: بدات تتحدث وهي تعلم ماذا تقصد سهر بذلك السؤال فأجابت عليها من الدرب الاحمر.
سهر: كنت اعلم جيدا فانت شبح بيئة سلام يا بيئة
فريال: اذهبي يا سهر قبل ان اتوعد لكي ان اذهب الى الجامعة واجعلهم يقولون عنك فاقدة للأهلية ولكن في اوراق رسميه.
سهر: وهي تضحك بصوت عالي سلام.
وذهبت الى الجامعة وبعد انتهاء اليوم بدون اي رؤيه للأشباح غير نور؛ وانتهى اليوم الجامعي وطلبت نور منها ان يذهبوا عند والدها لتقوم بتوصيل الرسالة كما وعدتها.
سهر: سوف نفعل ولكن اطلب منكِ أن لا تتحدثي حتى لا اقوم بالرد عليكي، دون أن الاحظ المكان الذي اتواجد فيه فيظن الجميع اني مجنونه.
نور: حسنا أتفقنا وهذا هو العنوان والمسكن في الدور الثالث كنت اعيش أنا وأبي.
وسهر ونور ركبوا المواصلات العامة؛ وذهبوا في طريقهم إلى المسكن الخاص بنور.
وبعد وصولهم تفاجؤوا عندما شاهدوا وسمعوا ما لم يكن في الحسبان؟!
وبدأت نور تبكي وتقوم بشد خصلات شعرها، وهي تضرب بيداها على وجهها.
وتقف سهر وهي عاجزه عن مساعده نور؛ كيف تساعدها او تحدثها وهي في مكان عام يتواجد فيه الكثير من البشر؛ ولكن في نهاية الامر قالت ستفعل! ولكن لحسن الحظ حدث ذلك!
