رواية جاريتي الجزء الثاني2
الفصل السابع والعشرون و الثامن والعشرون27و28
بقلم سارة مجدي
كان يقف أمام السلم عيناه معلقه بأعلاه ينتظرها بشوق كبير اليوم ستصير زوجته فى بيته وبين ذراعيه اليوم سوف يشبع شوق سنين طويله كانت هى حلمه البعيد الذى لم يحلم يوماً لن يتحقق
كان قلبه يقرع بداخل صدره كطبول الحرب انتفض كل جسده حين استمع إلى صوت الموسيقى المتفق عليها وقت نزولها إليه لتتعلق عيناه بها بطلتها البهيه الملائكيه .... بثوبها المنفوش تتعلق بيد أخيها .. تبدوا كأميرات القصص الخياليه .... أخفض عينيه إلى قدميها يتابع تقدم خطواتها على السلم وقلبه معلق بتلك القدم الصغيره وتلك الخطوات يشعر أنه سيتوقف قلبه قبل أن تصل إليه رفع وجهه إلى وجهها من جديد .... ليرى إبتسامة السعاده المرتسمه على شفاهها ... ترسم سعاده أخرى بداخل قلبه .... كانت هى الأخرى تشعر بقلبها يقفز بداخل صدرها شوقاً إلى صاحبه وسعاده بقرب الوصال ... هى الأخرى تشعر أن قدماها ستخونها وتسقط الأن لولا ذراع أخيها القويه ..... كان الجميع يتابع ما يحدث بسعاده حقيقيه
وأخيرا وصلت إليه وقفت أمامه ليظل ينظر إليها ولم يتحرك ليقول سفيان بملل
- أيه غيرت رأيك .... أحسن أنا أصلاً مش عايز أجوزها
وكاد أن يتحرك من أمامه ليمسك حذيفه بيدها وجذبها إليه وهو يقول
- تاخد مين يا بابا دى بقت بتاعتى أنا
ثم دفع سفيان بكفه لينحيه جانباً وكاد أن يتحرك بها إلى داخل القاعه
ليجد يد سفيان على كتفه يضغط عليه بقوه وهو يقول
- أعمل حسابك لو فكرت ... ها فكرت تزعلها
ليقترب منه ويقول بشر حقيقى داخل أذنه ولكنه مسموع للجميع
- هدفنك حى .
لينظر حذيفه إليه وهو يقول
- ما تسبلى مراتى وروح لمراتك .
وأزاح يد سفيان من على كتفه واحتضن كف جودى من جديد وسار بها إلى داخل القاعه
ظل سفيان واقف فى مكانه ينظر إليهم .... يشعر بسعاده حقيقيه لزواج أخته وصديقه ويشعر بالأطمئنان عليها فحذيفه ونعم الأخ .... ولكنه يشعر أن روحه تأخذ منه .. يشعر بوغز داخل قلبه تنهد بصوت عالى بعد أن أختفى الجميع بداخل القاعه ليلتفت يبحث عنها ليجدها تقف وحدها أعلى الدرج عيناها ممتلئه بالدموع تنظر إليه بألم كبير ..... شعر بقبضه قويه تعتصر قلبه عليها يشعر بها هى لم يحدث معها أى من ذلك .... لم يكن لها زفاف كزفاف جودى ... ولم تقوم بتجهيز بيتها كما فعلت أخته ... وأيضاً لم يسلمها أحد له او يوصيه بها .... لم تشعر أن لها ظهر قوى تحتمى به حين يظلمها زوجها او يحزنها يوماً وقبل أن يتحرك لها كان أيمن يقف بجانبها يمسح دموعها ... ويربت على كتفها ثم قدم لها ذراعه لتتئبطه ونظر لسفيان نظره فهمها الأخير سريعاً ليقف أسفل السلم كما كان حذيفه يقف منذ قليل وكانت هى تنزل السلالم ببطئ مع أخيها تمسح عينيها بطرف أصبعها وبدأت ترتسم على ملامحها سعاده وابتسامه .... من يراها من بعيد يقول أن تلك الفتاه سعيده جداً ولا يوجد ما يضايقها ... ولكن بالنسبه لذلك القلب العاشق الذى تسكنه ويشعر بها ... ويفهمها ... كان يتألم حقاً أنها كفتاه صغيره يتيمه تقف فى الطريق أمام محل حلوى اشتهتها فقدم صاحب المحل لها قطعه .... كانت تنظر إليها بسعاده وعينيها ممتلئه بالدموع .... ومن فرط سعادتها خافت ان تأكلها فاخبئتها فى ملابسها .
وصلت أمامه ليقول له أيمن
- عارف أنك جوزها .... وعارف أنك بتحبها .... وعارف كمان أنها أغلى عندك من الدنيا .... بس ده ميمنعش أنى أقولك أن ليها أخ وسند وظهر .... لو فكرت مره مجرد فكرت أنك تزعلها ..... هتلاقيتى فى وشك .... ومش بعيد أنسفك .
لينظر له سفيان بشر مع ذلك الحاجب المرفوع وقال
- مش محتاج تهديد مهيره نفسى ... دمى إللى بيجرى فى عروقى .... هى نبضات قلبى إللى بيخلينى عايش ..... لو فكرت أزعلها أموت نفسى قبلها
كانت تنظر إليهم بسعاده حقيقيه لتحضن كف أخيها وتقبلها بأحترام وهى تقول
- شكراً لظهورك فى حياتى ..... أنت أحلى أخ فى الدنيا
ثم أقتربت من سفيان لتضم ذراعه إلى صدرها وهى تحاول أن تصل إلى وجنته لينحنى لها قليلاً لتقبلها وهى تقول
- ربنا ما يحرمني منك يا أحن زوج .... وأقرب صديق .... وأجمل حبيب فى الدنيا
كان الأثنان على وجههم ابتسامه جميله لها ولكن قلبهم يتقطع ألماً عليها ..... شعر أيمن بقبلتها على يده أمتنان وتذلل و رجاء بالبقاء دائما .... وشعرها أيضاً سفيان هكذا ...حاولوا تغير ذلك الجو ليقول أيمن
- يلا ندخل نشوف العرسان بيعملوا أيه .
ليدلف أولا وهو يبحث بعينيه عن معشوقته ... ودلفا خلفه مهيره وسفيان يجلسا بجوار نوال وأواب ليشاهدا رقصة العروسين الأولى .
~~~~~~~~~~~~~~~~
كان الجميع سعيد وعلى وجوههم إبتسامه جميله
كانت زهره جالسه بجانب صهيب تصف له حركات جودى وحذيفه وهو يبتسم لتعليقاتها المرحه على صديقتها وزوجها .... وتخبره بكم هى سعيده أن جودى وجدت سعادتها أخيراً وحصلت على حب حياتها .. كما هى أيضاً حصلت عليه
كان أيمن وملك جلسان على طاوله تضم والديها وزين
زين الذى حضر اليوم صباحاً بمفرده بعد حرب ضروس مع فرح للحضور معه ولكنها رفضت بشده ولم تعطيه فرصه أن يتحدث إلى والدها
كان أيمن ينظر إلى ملك بسعاده وهو يقول
- عقبالنا .
لتنظر له بخجل ثم قالت بتوتر
- لسه بدرى
ليقطب جبينه وهو يقول
- ليه أحنا بعد الخطوبه نبدء نجهز الفيله ونتجوز على طول
لتنظر له بتوتر واضح وهى تقول
- أحنا لسه معرفناش بعض كويس ... مش يمكن لما نقرب أكتر نلاقى أننا مش مناسبين لبعض
شعر من كلماتها شكها به ... وأنه حين يقترب من حياتها البسيطه يشعر أنها غير مناسبه له فيبتعد .
تنهد بصوت عالى ونظر لها بديق وهو يقول
- لو فاكره أنى هبعد عنك لأى سبب فأنتِ غلطانه أنا مصدقت لقيتك وعمرى ما هسيبك ... لكن لو أنتِ عايزه تخدى فرصتك وتتعرفى عليا يمكن معجبكيش وتسبينى فمفيش مشكله براحتك خالص .
شعرت بغضبه ... وشعرت أيضاً بحزنه ولكنه لم يعطيها فرصه للتحدث حين قال
- أنا هقوم أشوف أختى ... شويه وراجع
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أخرج هاتفه ليعمل مكالمه فيديو وحين أجابته قال
- حبيت أخليكى تشوفى العروسه .
لتضحك ببلاهه وهى تقول
- الله فستانها حلوه اووى
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- يا بنتى أنتِ كل يوم بتثبتيلى أنك هبله
لتقطب جبينها وهى تقول
- أنا هبله .. ليه بقا ان شاء الله
- يا بنتى بحاول أكون رومانسى وإنتِ ديما تقفلينى منك .... يا فرح أنا بحاول أكون زى أى راجل مع خطيبته أنا لو سبت نفسى أتعامل معاكى بشخصيتى هتكرهى نفسك
لترفع حاجبها وهى تقول
- ورينى أخرك أيه
ليرفع حاجبه وكاد أن يرد ولكنه وجد أتصال من مديره السابق فى الداخليه فتبدلت ملامحه لشر قوى لاحظته فرح وخافت منه سألته بهدوء
- مالك يا زين
لينظر لها وعيناه تقدح شر وقال
- هكلمك بعدين
وأغلق معها ليتلقى مكالمة مديره السابق بكره واضح على كل أنش من ملامحه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت جالسه بجانبه تستند برأسها على كتفه حين رن هاتفها لتجدها والدتها ابتسمت بسعاده وأشارت لسفيان إنها ستخرج لتجيبها فأشار لها برأسه فخرجت ووقفت فى مكان هادئ واجابتها قائله
- كان نفسى تبقى معايا النهارده
لتبتسم أمها بحزن وهى تقول
- حقك عليا كل مره تبقى محتجانى متلاقينيش هلبس حالا واجيلك
لتقول مهيره بسرعه
- لالا يا ماما ... أنتِ تعبانه وأنا عارفه ده كويس .. وبعدين أنا كويسه صدقينى بس أيمن هنا وخطيبته كمان وكان نفسى تتعرفى عليهم .
لتقول مريم بأقرار
- هكلمه فوراً وأكلم خطيبته كمان واعزمهم أيه رأيك
لتقول مهيره بسعاده
- ياريت ... وأنا هجيلك وأساعد داده زينب فى كل حاجه .
لتبتسم مريم بسعاده وهى تقول
- يلا روحى بقا لجوزك .... سلام يا حبيبتى
أغلقت معها وكادت أن تدلف إلى الداخل حين سمعت فتاتان تتحدثان عن سفيان الذى يقف الأن مع زين يتحدثان بعصبية واضحه
- شفتى الشاب الحلو بزياده ده ... طول ودقن ... يالهوووى على جماله
لتقول الأخرى
- ولا لون عينيه .... يجننوا
لتقول الأولى مره أخرى
- اه مفيش منه ... بس شفتى البنت إللى كانت داخله معاه بتعرج أنا مش عارفه دى تبقا أخته ولا واحده قريبته مريضه وبيساعدها .... مش لايقه عليه خالص .... هو عايز واحده زينا كده ...... كويس أنه قام من جمبها جتلنا الفرصه .
ظلت مهيره واقفه فى مكانها تشتعل النار بداخلها هذا ما كانت تخشاه .... ها هو يتحقق ... لا أحد يجدها مناسبه له .. الجميع يراها أنها أقل من أن تكون زوجته .
نظرت إليه لتلمع الدموع بداخل عينيها .... ولكن عقلها بدء يذكرها بكل مواقفه معها ..... كلماته صدقه ... وحبه الكبير ... كلمات أيمن لها عن حبه الواضح ... شعرت بالدوار ولكنها تحاملت على نفسها لتقترب من الفتايات وقالت بثقه اكتسبتها من حبه وعينيه التى لا ترى غيرها .... من دعمه اللا مشروط ... من ثقته بها وأن حياته معها هى الجنه بالنسبه لها
وقفت أمامهم بشموخ وقالت
- نورتوا الفرح .. يا ترى أنتوا تعرفوا مين جودى ولا دكتور حذيفه .
لتتلجلج الفتاتان وقالا
- أحنا يعنى .
لتبتسم مهيره وهى تقول
- اه فهمت ... على العموم البوفيه هيتفتح كمان ساعه .... منورينا بس ياريت تقعدوا بأدبكم .... وعنيكم متجيش على حاجة غيركم ... مفمهوم
وأشارت بعينيها إلى سفيان .
لتشتعل وجنتى الفتاتان من الخجل وتحركا مغادرين دون كلمه أخرى .
عاد شعورها بالدوار من جديد ولكنها تحاملت على نفسها حتى وصلت إلى الطاوله وجلست بهدوء حتى لا تثير ريبة نوال
نظرت إلى جودى التى تمسك بيد حذيفه كأنه سيختفى من أمامها وتبتسم بسعاده وهما يتمايلان على النغمات الهادئه ليحول حذيفه ذلك الهدوء إلى صخب من الزغاريد والصفير والتهليل حين حمل حذيفه جودى ودار بها وهو يقول بصوت عالى
- بحبااااااااااااك
ليزداد التصفيق والصفير .... ليقترب سفيان من مهيره وسحبها من يدها ليقترب من صديقه وانضم إليهم أيضاً أيمن وملك وساعدت زهره صهيب ووقفوا جميعاً حولهم يصفقون ويهللون ويتراقصون معه أقترب سفيان من مهيره ليقول لها بسعاده بعد متابعته لها وما حدث مع هاتان الفتاتان هو لا يعرف ما دار بينهم بالتحديد ولكنه شعر أنها تدافع عن حقها فيه
- أنا بحبك جداً .... وأكتر حاجه مفرحانى النهارده أنك جمبى ومعايا فى يوم زى ده .
لتنظر له بسعاده ولمعة ثقه وليده تنبت بداخل عينيها يتمنى أن لا تختفى .
مر الوقت سريعاً وكان الجميع سعيد بتلك العروس المرحه التى تحمل ابن زوجها وتراقصه وكان الطفل يضحك بسعاده وهو يلف يده حول عنقها ويقبلها من وقت لآخر
اقترب حذيفه من عائلته الصغيره يضمهم بحب وهو يقبل كف صغيره وأعلى رأس جودى بسعاده لينتهى الحفل سريعاً وأصرت جودى أن يجلس أواب على قدميها حتى يصلوا إلى المنزل وجاهدت كثيراً حتى يظل معها ولكن الجميع رفض .. حتى هو ذلك الذكى الصغير حين قال
- أنا عايز أفضل مع تيته نوال ... وأنتِ اتعودى على البيت .
لتضمه بقوه وهى تقول
- هتوحشنى على فكره
ليقول وهو يبتسم ابتسامته الطفولية الجذابه
- وأنتِ كمان هتوحشينى اوووى على فكره
مر اليوم أخيراً بخاتمه أكثر من رائعه وهى معرفتهم بخبر حمل مهيره مرت الأيام سريعاً .... كانت زهره كل شهر تنتظر أن يحدث حمل ولكن كل شهر تشعر بالحزن لعدم حدوثه
وكانت حياة جودى تزداد راحه وسعاده خاصه بوجود أواب وفى يوم
كانت جالسه فى غرفتهم تطوى بعض الثياب حين دخل إليها أواب على كرسيه المدولب يضع على قدمه ألبوم كبير لصور ابتسمت له فى سعاده وهى تقول
- أيه إللى على رجلك ده
لينظر لما تشير وهو يقول
- هكشفلك شويه أسرار
وغمز لها بشقاوه ضحكت بصوت عالى أن ذلك الطفل حين تتعامل معه تشعر أنها تجلس مع شخص كبير بالغ وليس مجرد طفل فى الرابعه من عمره
وقفت على قدميها لتجلس على الكرسى القريب من موضع كرسيه وقالت
- بحب الأسرار اوووى يلا ورينى
ليضحك وهو يفتح لها ألبوم الصور ويعطيه لها لتنظر إلى الصور بداخله لتجد صوره لحذيفه وهو يحضتن طفل رضيع بملامح ملائكيه لتشير للصوره وهى تبتسم وتقول
- ده أنت صح
ليهز رأسه بنعم لتنظر لصوره أخرى فيها حذيفه يقوم بحركات مجنونه وهو ينظر للكاميره و أواب أمامه يضحك بقوه لتضحك هى الأخرى بصوت عالى وهى تنظر لأواب وتقول
- من يومه وهو مجنون
ليضحك أواب وذلك الواقف عند الباب يشاهد أحب شخصين على قلبه
لتنظر لصوره أخرى لتجد أواب يجلس على كرسيه المدولب وهو يضع يده أسفل ذقنه وكذلك حذيفه وكل منهم يرتدى نظاره كم يشبهان بعضهما لتنظر لأواب ليقول هو
- شبه بعض مش كده .
لتهز رأسها بنعم ولكنها شعرت بحزن يسكن فى عيونه لتغلق الألبوم وتمسك يده قائله
- مالك يا حبيبى فى أيه
لتنزل دموعه وهو يقول
- كل الألبوم ده صور ليا أنا وبابا بس مفيش ولا صوره لماما تعرفى أنا نفسى أشوفها .
ليتدخل حذيفه فى تلك اللحظه و يجلس أمام إبنه على ركبتيه وهو يقول
- أيه يا حبيبى مش أنا قولتلك أن ماما عند ربنا لأنها بعد ماولدتك تعبت جدا ومعرفتش اصوركم مع بعض .
ليهز أواب رأسه بنعم حينها أمسكت جودى يده تقبلها بحب وقالت
- أيه رأيك نتصور كلنا مع بعض ومن النهارده كل يوم هنتصور صوره
ليقول حذيفه بمرح
- حلوه جدا الفكره ونبدء حالاَ
وأخرج هاتفه ليقتربوا من بعضهم ويقوموا بحركات مضحكه ليلتقط حذيفه الصور الأولى لهم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لتمر شهور أخرى لتنجب مريم خديجه كان الكل سعيد حولها وعلى وجوه الجميع إبتسامه ولكن مريم كانت تبحث بعينيها عن عادل ولكنها لا تجده
اقتربت منها مهيره التى تسير بصعوبه من أثر الحمل وهمست لها
- قالى رايح يطلع حق ربنا علشان رجعك ليه بالسلامه .... وخديجه الصغيره بخير
لتقترب خديجه منها وقالت
- ده عادل وده طبعه .... كان ديما يعمل كده قبل ما يشوفنى او يشوف البيبى يخرج يطلع حق ربنا
لتبتسم بوهن وأغمضت عينيها لتنام
عاد عادل ليبتسم بسعاده اقترب من السرير ليقبل أعلى رأس خديجه ثم اقترب ليقبل رأس مريم الغارقه فى النوم
ثم تحرك ليمسك بالصغيره ويحتضنها بحب وكبر فى أذنها وقبل يدها الصغيره
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تجلس على سريرها ممده قدميها فى تعب واضح أن أعراض الحمل ترهقها كثيراً فدائما قدماها متورمتان .... و تشعر دائما بالغثيان ... كانت دائما تشعر بالحزن والأحراج من سفيان دائما تتأفف من رائحته ولا تستطيع تحمل رائحة الطعام .. كان دائما يبتسم لها بحب دون تذمر لكنها ويالا الأسف لم تتخلص بعد من احساسها بالدونيه كاملا فبعد موقفها مع الفتايات يوم عرس جودى ... ولكنها دائما تشعر أن عليها بذل الكثير لتبقى بجانبه
اعتدلت فى جلستها لتنزل قدميها أرضاً وهى تأن ألما من تورمها ولكن لتتحامل على نفسها قليلاً حتى تعد وجبة طعام بسيطه لزوجها الذى لا يأكل طعام جيد إلا إذا قامت والدته بإعداده فهو دائماً يخبرهم كذباً أنها تطهوا له أشهى الأكلات
كانت تعمل ببطء شديد وبألم أشد ولكن كانت تقوى نفسها بأنه يستحق ذلك وأنها مقصره كثيراً فى حقه
أعدت بعض من المعكرونه مع صدور الدجاج وطبق كبير من السلطه وبعض من البطاطا
كادت أن تعود إلى الغرفه حتى تريح قدميها قليلاً حتى تستطيع الوقوف أمامه دون ألم ولكن لسفيان رأى آخر
حين دلف إلى المنزل علم أن هناك طعام منزلى سعد كثيراً وشكر أمه فى باله
رآها تقف أمام طاولة الطعام فابتسم فى سعاده واقترب منها ليقبلها
تحاملت على ألامها وابتسمت فى سعاده حين سألها
- حبيبتى عامله أيه
ووضع يده على بطنها البارز بوضوح وهو يكمل
- وحبيب بابا لسه تعابك .
لتبتسم وهى تجيبه قائله
- أحنا كويسين ... أنت عامل أيه
ليضمها إلى صدره بحب حقيقى وهو يقول
- طول ما أنتِ كويسه أنا كويس .
ثم أبتعد عنها وهو يقول
- ماما طلعتلك أكل النهارده ... أنا بصراحه ميت من الجوع .بصى أقعدى على ما اغرف واجيلك .
قال هذا وهو يسحب لها كرسى ويجلسها برفق .
لم تستطع أن تجيب على كلماته ولكنها جلست فى إرهاق واضح وهى تضع رأسها بين كفيها
انتفضت فى مكانها حين سمعت صوته الغاضب يقول
- ماما طلعت هنا علشان تطبخ قولى اه أحسنلك
لتنظر أرضا دون رد
ليتقدم منها ويجلس على ركبته وهو يمسك قدمها من أسفل الطاوله ليجدها متورمه وبشده علاوه على صوت تأوها حين مسكها ليزداد غضبه ويؤلمه قلبه
ليقول بصوت يكسوه الغضب
- ليه .. ليه وأنتِ تعبانه كده ..
لتجيبه بضعف ودموع تسيل على خدها
- أنا مقصره معاك فى كل حاجه .. زوجه فاشله... على طول تعبانه وأنت بتاكل أى حاجه ... يأما ماما نوال تعملك أكل ... ومع كل ده ما بنش عليك زعل ولا غضبت عليا فى يوم ... فيها أيه يعنى لما أستحمل ورم رجلى وأقف أعملك أكله كويسه .وياريتها أكله كويسه دى مكرونه وبانيه .. على الأقل يكون ليا لازمه فى البيت ده
لينظر لها باندهاش لقد ظن أنها لم تعد تفكر بتلك
الطريقه فبعد موقفها الأخير معه فى فرح جودى ولكنه كان مخطئا شعر بالغضب داخله يتأكله ينغذه قلبه بشده ويشعر بغصه فى حلقه ....
أخذ نفس عميق وأخرجه بهدوء حتى يهدء وقال
- عندى سؤال نفسى تجوبينى عليه
لتنظر له باهتمام ...ليكمل هو قائلاً
- هو أنا أشتريتك من أنهى سوق ؟
لتنظر له ببلاهه ليكمل هو بغضب
- أصل المفروض أن أنتِ مراتى ... مش جايبك من سوق العبيد أنيمك على الأرض وأحط على صدرك حجر واشقيكى طول اليوم ..وفى الآخر أرميلك لقمه تكليها من على الأرض .... ولا أنتِ المفروض و لازم تخدمينى وتعمللى الأكل حتى لو بتموتى من الألم
أمتى وفين أتعاملت معاكى على أنك خدامه علشان تفضلى عايشه جوه الأحساس ده
أمسك كف يدها ليقبله بحب وقدسيه وهو يكمل
- يا مهيره أنتِ حبيبتى ومراتى بنتى واختى وامى وعشقتى .... يا بنت الناس أنتِ ملكة قلبى ..تاج ..تاج فوق راسى بتباه بيه قدام الناس .... مش لازم تيجى على نفسك علشانى خصوصاً وأنتِ تعبانه بالشكل ده .... أنتِ عندى بالدنيا كلها ... أكل أيه إللى أفكر فيه وأغضب عليكى بسببه وأنتِ رجلك وارمه بالمنظر ده ... أنتِ بتفكري إزاى .
كانت تبكى مع كل كلمه يقولها نعم هى تشعر بذلك دائما تشعر بضرورة أن يكون لها فائده وإلا ما فائدة وجودها بجواره أفاقت من تفكيرها على يديه التى تحملها ليتجه بها إلى الغرفه ويمددها على السرير وهو ينظر إلى قدميها المتورمه بشكل كبير تحرك ليجلس بجانب قدميها وهو يضع يده عليها بحنان وهو يقول
- لازم تعرفى أن الألم إللى أنتِ حساه فى رجلك دلوقتى أنا حسه فى قلبى يا مهيره ... ياريت تفتكرى الكلمه دى كل ما تعملى مجهود وتحسى بالألم
وانحنى يقبل قدميها بعشق خالص
شهقت حين شعرت بشفتيه على بشره قدمها وحاولت سحب قدمها بعيدا لكنه ربت على ساقها ورفع رأسه بأبتسامه حانيه ونظره عشق خالصه وهو يقول
- خليكى مرتاحه هنا هجيب الأكل وجاى
وغادر الغرفه وهو لا يعلم ماذا فعل بقلب تلك التى سلمت قلبها وروحها له دون قيد او شرط يكفيها قلبه وحبه الكبير وهى لا تعلم كم يتألم مما تمر به ومن أفكارها المؤلمه له قبل أن تؤلمها
الفصل الثامن والعشرون
كان الجميع فى إستقبال مريم والصغيره خديجه كان البيت مزين بالبالونات وكان الأولاد سعيدين جداً بوجود أخت صغيره لهم كان عادل قد جهز لها غرفتها الصغيره بكل ما يلزمها من ألعاب وسرير صغير كانت لمحات من الألم تظهر على خديجه كانت تلاحظها مريم أحياناً وأحياناً أخرى عادل الذى يقترب منها يضمها ويقبل أعلى رأسها لتبتسم من جديد أشارت لها مريم أن تحمل الصغيره عنها قليلاً
حين لاحظت ملامح سفيان القلقه
وقفت بجانبه تنظر إليه باستفهام وقالت
- مالك يا ابنى فى أيه شكلك قلقان
كان يفكر قبل أن تقترب منه بقلق فى حالة مهيره الذى يراها صعبه وغير محتمله والطبيبه تصر على أن كل الأمور طبيعيه كيف تكون الأمور طبيعيه بذلك التورم فى قدميها غثيانها المستمر رفضها لتناول الطعام احساسها الدائم بالأرهاق والرغبه فى النوم
قال كل ذلك لمريم لتضحك بقوه حتى تألمت من جرحها القيصرى وقالت
- يا ابنى طيب ما هو فعلاً كل ده طبيعى ومعظم الستات بتمر بالحاجات دى وقت الحمل
لينظر لها بتركيز لتقول موضحه
- كل حامل وليها الحاجات إللى بتتعبها فى الحمل ... يعنى فى إللى بتورم كده زى مهيره وفى إللى بتخس جداً ... فى إللى بتبقا نفسها مفتوحه على الأكل والشرب وجوزها كمان وفى إللى لا بتستحمل ريحة الأكل ولا ريحة جوزها .. متقلقش يا حبيبى كل الأمور دى طبيعيه
لينفخ فى الهواء وهو يقول
- أومال فى الأفلام والمسلسلات ... مفيش حاجه من دى بتظهر ليه .... ليه ديما بنشوفهم بطنهم منفوخه وحلوين كده ومشرقين
لتضحك مره أخرى وقالت
- بطل تضحكنى الجرح بيوجع ... معلش هما معندهمش مصدقيه بس
ليبتسم ثم قال بجديه
- يعنى بجد مهيره كويسه ولا أوديها لدكتور تانى
لتربت على كتفه بحنان وسعاده فزوج ابنتها رجل تتمناه اى أم لابنتها
- أطمن خليها بس ترتاح وترفع رجليها من على الأرض علشان الورم يقل شويه .
ليهز رأسه بنعم وتحرك بإتجاه مهيره وجلس بجانبها ثم قال
- مهيره أرفعى رجلك
لتنظر له باندهاش ليكمل هو
- علشان الورم ده يهدى شويه
لتقول له ومازالت ترتسم على وجهها معالم الاندهاش
- أرفع رجلى فين بس ... والناس إللى أحنا قاعدين فى وسطهم .
ليقول لها باقرار
- محدش غريب موجود ... وبعدين أنتِ أهم
وانحنى ليرفع قدميها
لتقول له بلهفه
- بس يا سفيان بالله عليك متحرجنيش ... أحنا شويه وهنمشى .. ولما هروح هبقا أرفع رجلى
نظر لها بشر وكاد أن يتكلم لتقترب منه نوال قائله
- مالكم يولاد فى أيه
لتنظر لها مهيره باستغاثه قائله
- ارجوكى يا ماما الحقينى .
لينظر لها سفيان باندهاش مصحوب بغضب وقال
- تلحقك ده على أساس أنا بعذبك
لتبتسم نوال وهى تقول
- أيه بس المشكله
ليقول سريعاً وكأنه يدفع بتهمه عنه
- عايزها ترفع رجلها علشان الورم ده
لتجيبه نوال باندهاش
- هنا قدام الناس ... ميصحش
ليقطب جبينه وهو يقول
- أولا مفيش حد غريب ... ثانياً هى هترفعها على رجلى ثالثاً أهم حاجه راحتها يا ماما .
لتقول نوال بهدوء فى محاوله لتهدئته
- طيب أيه رأيك تروحوا أحسن أهو أنتوا عملتوا الواجب والكل أصلاً كان مستغرب من مجى مهيره وهى تعبانه كده
لينظر لمهيره التى هزت رأسها بنعم ليتنهد بنفاذ صبر وهو يقول
- طيب يلا بينا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يعمل على بعض أوراق المشروع الجديد لتدخل ملك إليه قائله بعمليه
- باشمهندس أيمن السيد ياسر بره وعايز يقابل حضرتك
لينظر إليها هو يشعر بالضيق منها ومن تصرفاتها ولكن ليس الأن سوف يتحدث معها ويضع حد لكل ذلك قال لها بعمليه
- خليه يتفضل و ابعتيلى المهندس ناجى .
لتحرك رأسها بنعم مصاحبه لقولها
- حالا يا فندم
وبعد ثوانى كان يدلف إلى المكتب السيد ياسر الذى رحب به أيمن بحفاوه ويلحقه بعد ثوانى أخرى المهندس ناجى أستمر الإجتماع أكثر من ساعه طلب فيها أيمن بعض الأوراق من ملك التى كانت تتعامل برسميه شديده واحتراف .... بعد أنتهاء الإجتماع ومغادرة السيد ياسر أمر أيمن المهندس ناجى بتكوين فريق عمل تحت إشرافه للعمل على ذلك المشروع وقال له
- عايزكم تبهرونى .
ليوعده ناجى بذلك وعاد إلى مكتبه .
ليخرج إليها وقف عند الباب ينظر إليها وهى تسجل بعض البيانات على الحاسوب ليبتسم هو يعشق كل تفاصيلها لكن حقا هو يشعر بالضيق منها بشده ... مر شهران الأن على خطبتهم التى قام فيها بكل ما يثبت لها كم هو يحبها ومتمسك بها
جلس أمامها لتنظر له بأبتسامه ناعمه ليقول هو سريعاً
- نتغدى سوى النهارده
لتضع يدها أسفل ذقنها وهى تقول
- هو كل يوم
ليضرب سطح المكتب بيده وهو يقول بعصبية
- ما أنتِ إللى رافضه نتجوز يا ملك ... ما كان زمان لينا بيت نتلم فيه أنا وأنتِ .
اخفضت بصرها وهى تقول
- يا أيمن أنا بجد خايفه .... حاسه بفرق كبير اوووى بينا ... كل لما أشوف أختك او جوزها او اى قريب ليكم بحس بالفرق ده
لينظر لها بتركيز وقال
- حد منهم ضايقك .. حد قالك حاجه من الكلام الهبل ده
لتهز رأسها بلا وقالت
- لأ ... بس الفرق واضح من غير كلام
ليقف بغضب وهو يقول
- الأفكار دى فى دماغك أنتِ بس إللى عايزه تتنسف دى ... وأنا وراكى يا ملك يا بنت إنعام لحد ما أنظفها من كل إللى فيها ده .
كانت تنظر له بضيق ولكن تحول كل ذلك الضيق مع كلماته الأخيره إلى ضحكه قويه عاليه
جعلت قلب ذلك الواقف أمامها يرقص بداخل صدره
قطع ذلك المرح صوت هاتفه لينظر إليه ليجده رقم غير معروف فأجاب مباشره لتظهر معالم الضيق على وجهه لتقف ملك سريعاً وتقف بجانبه لتجده يستمع بصمت وعلامات ضيق تزداد
أغلق الهاتف ليغمض عينيه لثوانى
وضعت يدها على ذراعه وقالت
- فى أيه يا أيمن فى حاجه حصلت .... أختك كويسه
نظر لها لترى بداخل عينيه تشتت وضياع وقال
- راجى تعبان
قطبت جبينها لثوانى ثم قالت
- باباك .
ليهز رأسه بنعم وأكمل
- عايزنى اروحله
لتقول بهدوء
- طيب وفيها أيه
اخفض بصره قليلاً ثم قال
- ولا حاجه .... أنا دخلته المصحه دى براً بيه وخوف من غضب ربنا عليا ..... وديما بسأل عليه ... بس أنا مش هينفع أسافر .... المشروع إللى أنا شغال فى دلوقتى محتاج كل وقتى .
صمت وظلت هى الأخرى صامته ثم قالت
- خلاص كلم أستاذ سفيان وهو يتصرف
ليبتسم لها وهو يقول
- هعمل كده فعلاً ... ربنا يخليكى ليا
لتنظر له باندهاش وقالت
- هو أنا عملت حاجه
ليقترب خطوه منها وهو يقول
- مش هنتجوز بقا
لتهز رأسها بلا
لينفخ بضجر وغادر وهو يتصل بسفيان
لتضحك هى بخفه وتعود إلى مكتبها تكمل ما كانت تقوم به
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر على خطبتهم الكارثيه شهر .... يتذكر وقت ذهابه إلى والدها ورؤيه والدتها .... شعر بشئ ينغز صدره يشتاق إلى والدته كثيراً .... كان ينظر إلى والدتها السيده امينه كم هى حنون وطيبه ... وأيضاً قويه وذات رأى
أخبرهم أنه ليس لديه أحد يحضر معه ولو مصرين على حضور حد معه فممكن أن يحضر صديقه وعائلتهم وحين سأله السيد أحمد عن اى عم او خال او جد ... اى قريب من بعيد او قريب
شعر وقتها أنه صغير جداً ولكنه طلب منه حضور فرح حتى يقص عليهم كل قصته فى حضورها
وحين حضرت فرح وجلست كانت ولأول مره هادئه عاقله
اخفض رأسه من جديد وقال
- والدى كان ظابط شرطه .... شاف والدتى مره وأعجب بيها جداً سأل عليها وعرف عيلتها وراح خطبها .... وفى مده قصيره جدا كانوا متجوزين
كل العيله افتكروا أنه بقا ليهم واسطه وظهر فى الشرطه بقا ... لكن والدى كان ملتزم جداً ... وماكنش بيقبل بالغلط ... ولو حد من عيلة والدتى يغلط او يحصله اى مشكله ويكون غلطان فيها والدى مكنش بيدخل نهائى
وجدى قال لأمي أنها لازم تسيبه بطريقه يضغطوا عليه لكن أمى رفضت ... فكل العيله قطعتها ... كل ده حصل وأنا لسه صغير. .. عمرى ما شفت حد منهم ولا أعرفهم
صمت قليلاً ليقول له السيد أحمد
- طيب يا ابنى واعمامك .
قال بفخر ظهر بتلقائيه فى كلامه
- معظمهم كانوا جيش وشرطه .... وإللى استشهد وإللى مصاب ومتقاعد .... لكن فى الحقيقه هما كلهم زعلانين منى بعد إللى حصل لأمى .... وكلهم محملنى الذنب ... فى الواقع كلهم شايفنى نحس ... علشان أول عمليه خرجتها كان والدى معايا أنا اتصبت وهو استشهد ... وبعدها بكام سنه حدثه أمى .... فمحدش منهم بيحب يتعامل معايا
شعر السيد أحمد بالألم تجاه ذلك الشاب الذى يبدوا عليه الحزن والأسى عانا كثيراً فى حياته .... ولم يجد من يقف بجانبه
قالت السيده أمينه بمرح
- ولله يا ابنى ما أجمع إلا اما وفق
لينظر لها زين بزهول .... وفرح بغضب .... والسيد أحمد علت ضحكته على تلك الكلمات
اتفقوا عل كل شىء وتم قرائة الفاتحه وتحديد موعد الخطبه بحضور أصدقائه وعائلتهم حتى يصبحوا هم عائلة ابنته الجديده
وتركوه معها قليلاً ليتحدثا
قال لها سريعاً قبل كل شىء
- فى حاجات كتير لسه متعرفيهاش عنى لكن مينفعش أقولها لحد غيرك .
نظرت له بتمعن تشعر به طفل صغير فقد والدته ويشعر بالضياع ... رغم ملامحه البارده ... وأسلوبه المتعجرف .... رغم تلك اللامبالاة التى يتعامل بها فى معظم أموره .... ولكن بداخله طفل صغير يحتاج إلى الحنان
هزت رأسها بنعم ثم قالت ما كان سيفقدها صوابها
- أنت يوم الفرح إياه ده كنت مضايق اوووى أيه إللى حصل
تبدلت ملامحه للغضب من جديد ولكنه قال
- مديرى السابق كان بيتصل بيا
لم تفهم ما سبب ضيقه من أتصال مديره به فقالت
- وأيه المشكله فى كده
زم شفتيه بغضب مكتوم وهو يحاول أن ألا تسيطر عليه ذكريات الماضى وقال من بين أسنانه
- عايزنى أرجع الخدمه من جديد .
ابتسمت بسعاده وهى تقول بفرح حقيقى
- بجد يعنى ترجع ظابط من جديد ... الله
وصفقت بيدها فى الهواء .... لينظر لها بتعجب وقال
- أنتِ فرحانه ليه .... هو أنتِ مش عارفه المخاطر إللى الظباط بيكونو فيها .... ولا المخاطر إللى بتعيشها زوجاتهم
لتتحول ملامحها للجد وهى تقول
- صحيح فى أخطار .... ومتاعب ... وخوف
بس كمان ده شرف عظيم خدمة بلدك ... وحمايتها ... وحماية شعبها ..... أنا بشوف ظباط الشرطه والجيش دول أبطال حقيقين .
كان ينظر إليها باندهاش هى لم تذكر أنه مركز اجتماعى مرموق ولا أنها ستحظى بسلطه ومركز ... ولا أنها ستتباها بذلك
خرج من أفكاره وقال
- يعنى أفكر فى الموضوع بجديه
لتقول له بتعقل نادراً ما يظهر منها
- طبعاً فكر وفكر كويس جداً كمان وادرس الموضوع من كل الاتجاهات وقرر .
عاد من أفكاره عن ذلك اليوم ليقف ينظر إلى النافذه ينظر إلى الخارج يفكر هل يخبرها كل شىء ... ام يترك الماضى بألامه وأوجاعه خلف ظهره ... وينظر إلى المستقبل ... ولكن الماضى بكل ما فيه يؤلمه بشده ويؤثر على مستقبله
خرج إليها ليجدها تمسك بالهاتف تتحدث وهى تعطيه ظهرها وقف صامت يستمع إلى ما تقوله عاده أصبحت فيه من وقت اكتشافه لخيانة هايدى .
- يا ملك متشلنيش ... ما أنتِ عارفه إللى فيها من وقت موت طارق
صمتت قليلاً ثم قالت
- يا ملك أنتِ عارفه ماما و دماغها أنا ساعات بخاف عليها من نفسها .... أنا بفضل طول اليوم أضحك فيها وأهرج وأول ما أدخل اوضتى أفضل أعيط ... وحشنى اووى يا ملك وحشنى هو كان كل حاجه فى حياتى ... صاحبى وحبيبى وأخويا ... موته كسرنى يا ملك كسرنى ومع ذلك لازم أبقا ظهر وسند وضحكه أنا بجد تعبت
كان يشعر بطعنه قويه فى صدره هل تخونه .. هل تحب شخص آخر ... من هو ذلك الطارق الذى كان لها كل شىء وموته كسرها
التفتت لتجده ينظر إليها بشر واضح .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تجلس مع صديقتها بنفس المقهى المعتادين الجلوس فيه من أيام الجامعه
قالت زهره بأبتسامه
- أخبارك أنتِ وحذيفه أيه
ابتسمت جودى بحب وقالت
- مبسوطه اووى يا زهره مبسوطه وسعيده .. حذيفه حضنه حته من الجنه
لتبتسم زهره وهى تقول
- ربنا يديم عليكم السعاده يارب
لتقول جودى بالمقابل
- وأنتِ يا زهره أخبارك وأخبار صهيب
لتتنهد زهره وهى تقول
- مش ملاحقه يا اختى من كتر البنات إللى معجبه بيه
لتضحك جودى بصوت عالى ثم قالت
- طيب وأنتِ مفيش حد معجب كده خلى الباشمهندس يغير
لتلوى زهره فمها وهى تقول
- بحاول ما بينش حاجه كفايه مره كنت ماشيه معاه بعد ما خلصنا الشغل وقولنا نتمشى شويه وواحد معدى وقال كلمتين وعينك ما تشوف إلا النور عصبيه وحالة أنهيار ... وقعدت يومين أحاول ارجعه لطبيعته من تانى
كانت نظرات جودى كلها شفقه على صديقتها و لكنها قالت
- معلش يا زهره بجد صهيب بطل أنه قدر يعدى بكل ده ولسه واقف على رجليه
لتتنهد زهره قائله
- عارفه والله ومقدره ... وبحاول بكل طاقتى ميحصلش حاجات تضايقه ... مش هقدر على أنهياره ده. .. وبحاول ديما أحسسه قد أيه أنا بغير عليه .. وبخاف يضيع منى ويروح لواحده تانيه
لتربت جودى على يد زهره وقالت
- ربنا يسعدك يارب ... طيب أيه مفيش حاجه كده جايه فى السكه
ليظهر الحزن على وجه زهره لتؤنب جودى نفسها حين قالت زهره
- لسه .. كل شهر أقول المره دى هكون حامل ويطلع مفيش حمل ... بس أنا مش هسكت .. هروح للدكتوره وأشوف .... هو صحيح صهيب عمره مسألنى ولا أتكلم فى الموضوع ده لكن برضوا لازم أفهم .
لتهز جودى رأسها بنعم وقالت
- لو عايزانى اجى معاكى أنا معنديش مشكله .
لتبتسم زهره إبتسامه خفيفه وهى تقول
-وأواب أخباره أيه
لتبتسم جودى بسعاده وهى تقول
- ده نعمه كبيره ... ملاك عايش معايا فى البيت .... بيحس بيا اووى وديما بيتكلم معايا فى كل إللى بيفكر فيه ... وبيحسه ... وديما بحس كده أنى قاعده مع حد كبير ... ولما تكون فى حاجه مضيقانى ... كلمه منه تسعدنى وتشيل الهم إللى فى قلبى .
لتقول زهره بصدق
- ربنا يسعدك يا قلبى .
- ويفرحك يا زهره يارب
