رواية جاريتي
الفصل الحادي والعشرون و الثاني والعشرون21و22
بقلم سارة مجدي
كانت زهره جالسه فى غرفتها تفكر فى كل ما حدث اليوم ... لقد صدمت حين رأت الصور لكنها تعرف صديقتها جيداً تعلم عن عشقها لحذيفه منذ كانت صغيره ... لكن تلك الصور ولما مع حذيفه تحديدا ذلك السؤال الذى تحتاج إلى إجابه إليه ..... أمسكت هاتفها وطلبت رقمه هو الوحيد الذى تستطيع أن تحكى له كل شىء حتى أفكارها غير المقتنعه بها
ظل رنين الهاتف حتى ظنت أنه لن يجيب ولكن بالأخير فتح الخط وسمعت صوته الحبيب وهو يقول
- السلام عليكم
ابتسمت وظلت صامته تستمع لصوت أنفاسه ابتسم هو الأخر وظل صامت لبعض الوقت ثم تكلم قائلاً
- هتفضلى ساكته كتير .
ضحكت وهى تقول
- حتى صوت أنفاسك بعشق أسمعها .... صوت أنفاسك حياه يا صهيب
كاد قلبه ان يقفز خارج صدره من كلماتها ..يشعر ان كل الكلمات والاشعار ليس لها معنى أمام حبها له
تكلم بصوت هادئ ولكن به حشرجه من احساسه بها
- بحس أنى قدامك وقدام كلامك طفل صغير لسه متعلمش الكلام .
صمتت فكانت فرصته لسماع أنفاسها الذى شعر فيها بتوترها سألها قائلاً
- مالك يا زهره
تكلمت و قصت عليه كل ما حدث بالجامعه وكل الأفكار التى تدور داخل رأسها ... والسؤال الملح لما حذيفه بالتحديد
أبتسم صهيب وهو يقول
- أولا أنا شايف إللى حصل ده حسب تفكير واحد زى حازم ده طبيعى أنه يفكر يشوه سمعتها علشان رفضته كتير وزى ما قولتى أخر مره ضربته بالقلم ... فالحل الوحيد أنه يقول لكل الناس اهى إللى عامللنا شريفه و عفيفه ... وليه حذيفه بالتحديد لأنه آخر واحد دافع عنها وكمان شهد على القلم إياه
تنهدت زهره بصوت عالى وهى تقول
- أنا عمرى ما شكيت فى جودى يمكن صدمه الموقف ... يمكن خوف ... بس أكتر حاجه حسيتها أنى كنت محتجالك جداً وعلشان كده كلمتك على طول بس مرات عمى قالتلى أنك نايم فقولت أجرب دلوقتى واهو بكلمك
ضحك صهيب وهو يقول
- امى ما قلتليش ... على العموم حقك عليا أنى كنت نايم هفضل صاحى ومش هنام ابدا علشان لما تتصلى فى أى وقت ارد على طول
ضحكت بصوت عالى وهى تقول
- ده أنا كده أكون جايه عليك بخسارة .... وبعدين أى حاجه فى الدنيا تستنى المهم راحتك
صمتت قليلاً وهو أيضاً ثم قالت
- صهيب
- نعم
ابتسمت بخفوت ثم قالت
- أنا بحبك
صمت تام لم يجيبها بشئ وهى أيضاً ظلت صامته تستمع لصوت أنفاسه المرتفعة
طال الصمت بينهم لم تمل هى ولن يتكلم هو ومر وقت طويل حتى سمع صوت زوجة عمه تتحدث إليه
- إزيك يا صهيب ... معلش يا ابنى زهره نامت
ضحك بصوت عالى وقال
- ولا يهمك يا مرات عمى .. هى صوتها كان مجهد جداً .
المهم حضرتك كويسه
اجابته بابتسامه ناعمه ترتسم على وجهها
- الحمد لله يا ابنى والله .... وأنت يا حبيبى طمنى عليك .
قال سريعاً
- انا كويس جداً الحمد لله والحقيقة الفضل كله لزهره
كانت سعيده بكلماته صهيب هو الولد التى تمنته ولم تنله يوماً فالقدير تفضل عليها بزهره ثم ابتلاها ولم تنجب بعدها
قالت برضا وسعاده
- اهم حاجه سعادتكم يا ابنى .
تنحنح بصوت عالى ثم قال
- مرات عمى كنت عايز اطلب من حضرتك طلب
اجابته سريعاً
- اكيد يا حبيبى .
صمت لثوانى ثم قال
- انا عايز أعمل مفاجئه لزهره ممكن تساعدينى .
ضحكت وهى تقول
- أكيد طبعاً قولى عايز أيه وأنا أعمله .
عاد سفيان و جودى إلى البيت بعد ان اتفقا على عدم أخبار أمهم بشئ
كانت نوال تجلس فى صاله منزلها بعد إصرار مهيره على غسل الصحون دخل سفيان قبل رأسها وجلس بجانبها وجلست جودى على الكرسى المنفرد بعد ان حيت أمها بقبله على خدها كما هى العاده
سألتهم قائله
- أنت جيت بدرى ليه يا سفيان ... وكمان جودى جايه بدرى فى حاجه ولا أيه يا ولاد
نظر سفيان لجودى ثم ابتسم لأمه وقال
- ابدا يا ست الكل ... انا جيت بدرى علشان نتغدى بدرى وأخد مهيره ونخرج شويه واهو نتعرف شويه وتاخد عليا
وجودى كان فى إحتفال فى الكليه النهارده فلغوا المحاضرات .
ثم نظر حوله ثم سأل
- هى فين مهيره صحيح .
حركت نوال رأسها بلا معنى وقالت
- فى المطبخ بتغسل المواعين
ظهرت معالم الاندهاش على وجه سفيان وجودى التى ترجمت اندهاشها قائله
- مهيره الكاشف بنت راجى باشا الكاشف بتغسل المواعين جباره يا نوال
ضحك سفيان وهو يتحرك من مكانه ليذهب لتلك القابعه بالمطبخ
وقف عند الباب ينظر إليها وهى تتعثر فى كل حركه ولكنها تحاول بكل جهد ان تنجح
اقترب منها بهدوء ووقف خلفها مباشره ثم قال
- أنا متفاجئ الحقيقه
شهقت بصوت عالى وهى تلتفت إليه ويديها كلها صابون لتكون بين يديه داخل حضنه لا يفصل بينهم أى شىء
عينيها غارقه فى لون عينيه المميز ....ظل ينظر إليها وقلبه يضرب صدره بقوه يكاد يخرج من صدره كم حلم وتمنى ان تكون بين يديه فى حضنه وبين ذراعيه كم تمنى ان يرى الحب والشوق بعينيها بدل الخوف والرعب نعم هى بين يديه نعم داخل حضنه عينيها فى عينيه ولكن ليس هناك الشوق والحب والغرام ولكن أيضاً لا يجد خوف ورعب يجد راحه و امان وذلك اهم لديه واسعده جدا والأكثر اسعاداً انها تنظر إلى عينيه دون نفور
اقترب وجهه إلى وجهها وهو يقول
- مهيره الكاشف بتغسل مواعين انا حقيقى مش مصدق عنيا
تململت بين ذراعيه وهى تقول
- عارفه أنك شايفنى فاشله عارفه مش محتاج تقولى
ضحك على تذمرها وتفكيرها وقال
- فين الفاشله دى هى الفاشله دى تقدر تعمل حاجه لأول مره وتبقا بالشطاره دى .... انا مش شايف هنا حد فاشل ... انا شايف واحده قادره تكون إللى هى عايزاه فى اى وقت وتحت اى ظروف
كانت نظراتها كلها رجاء وتلمع من كثرة الدموع المتجمعه بها
أكمل كلماته ومازالت تلك الابتسامه المحبه المشجعه ترتسم على ملامحه
- وبعدين أنا مسمحلكيش تقولى على مراتى فاشله ... أنا مراتى أحسن واحده فى الدنيا .... وحتى لو مش بتعرف تعمل اى حاجه .... هى بتتعلم بسرعه ولماحه وذكيه ...وأنا بحبها
كانت وجنتيها تتحول من الوردى إلى الأحمر القانى مع كل كلمه حتى قال الكلمه الأخيره رفعت عينيها إليه تنظر له باندهاش وتساؤل
ظل هو ينظر إليها عيناه تنطق بحب كبير وعشق لا نهايه له ولكنها خائفه لا تصدق كسى الحزن وجهها وهى تقول
- أنت بتضحك عليا إمتى حبيتنى
اقترب أكثر وهو يقول عايزه تعرفى
- من أول يوم جيت القصر وشفتك فيه وأنتِ لابسه يونفورم المدرسه وبالشريط الأبيض فى شعرك ... وكنتِ بتقولى لزينب ...« نجحت يا داده وكمان طلعت الأولى ...وكل البنات إللى كانوا ديماً بيتريقوا عليا ويقولولى يا عارجه كانوا بيسقفولى»
وفضلتى تلفى حوليها وأنتِ بتغنى الناجح يرفع إيده .
كانت تنظر إليه وهى تشعر أنها لأول مره تراه حقاً هل يتذكر ذلك اليوم أنها لم تذكره منذ مده حتى تكلم عنه الأن .... ولكنها تذكرت تلك المكالمه وكلماته العنيفه والقويه لتلك المرأه ....اخفضت بصرها عنه ولكنه لم يسمح لها وكأنه قرأ ما بداخلها فقال
- النهارده هنخرج سوى ... و أوعدك أنى أحكيلك النهارده كل حاجه عنى متفقين .
حركت رأسها بنعم وهى تشعر بخجل أبتسم على ذلك الخجل الذى ينوى ان يقضى عليه الأن
اقترب منها واحضتنها وفى لحظه خاطفه كان يختطف شفتيها فى قبله حلم بها لسنوات قبله يروى بها قلبه المشتاق لها قبله نسى بها أين هم ونسى من حوله كانت هى فى عالم آخر حين أخذها على حين غره فى تلك القبله لم تشعر بشئ سوى الخوف ولكن وبعد لحظات كانت تشعر بالأمان بين ذراعيه ولأول مره تشعر بذلك الأحساس تلك القبله حركت بها مشاعر لم تجربها من قبل مشاعر جعلت قلبها ينبض بقوه داخل صدرها وكأنه عصفور داخل قفص و يحاول الخروج منه والتحليق بعيدا جدا
ابتعد عنها حين شعر بحاجتهم إلى الهواء ووضع جبينه فوق جبينها وقال بكل شوقه ولهفته وحبه الظاهر فى عينيه
- بحبك ... بحبك يا مهيره
الفصل الثانى والعشرون
كانت وجبه الغداء ثقيله جداً على جودى كانت تود ان تختلى بنفسها فى غرفتها تبكى وتبكى تفكر وتحلل .... كانت تشعر أنها تختنق بالبطئ ... أنتهت سريعاً ووقفت وهى تقول بمرح مصتنع
- خلاص كده السرير ينادينى ... تسلم إيدك يا نونو
يفهم سفيان ذلك المرح المصتنع ولاحظته مهيره أما نوال فتعرف أن هذا الشئ عاده فى ابنتها فلم تعطى الموضوع أكبر من حجمه حتى لو انبئها حدثها ان هناك شىء غير عادى فى ابنتها ابتسمت لها وحركت رأسها بنعم
كانت مهيره تشعر بتغير جودى وان هناك شىء يشغل بالها ولكنها خجلت ان تسألها ... أولا هى لم يمر على بقائها أكثر من أسبوع ثانيا هى لا تعرف طبيعة جودى فخجلت من سؤالها
نظر لها سفيان وهى سارحه وتمسك بيدها قطعه خبز أمام فمها ولا تأكلها ابتسم على طلتها اللذيذه تلك فاقترب من اذنها وقال
- لو ماكنتش أمى قاعده كنت أكلتك إللى فى إيدك ده بطريقتى
اتسعت عينيها من كلماته ونظرت للسيده نوال سريعاً فوجدتها لا تنظر إليهم
فعادت بنظرها إليه وهى مقطبه الجبين وعيونها مليئه بالغضب .وقالت بهمس
- أنت .. أنت قليل الأدب على فكره .
ضحك بصوت عالى جعل نوال تنظر إليهم فاخفضت مهيره رأسها وهى تعض على شفتها السفليه فى حرج.
فقالت نوال وهى تبتسم على ضحكه إبنها
- طيب ضحكنى معاك .
نظر لتلك الخجله بجانبه ثم عاد بنظره إلى أمه وغمز لها وقال
- أصل مهيره بتقول عليا قليل الأدب
نظرت له مهيره وهى فارغه الفاه ثم سمعت ضحكه نوال وهى تقول
- معرفتش اربى هنقول ايه بس مقلتليش يا مهيره هو عمل ايه علشان تقوليله يا قليل الأدب ؟
وضحكت بصوت عالى وشاركها الضحك سفيان فوقفت مهيره سريعاً وركضت إلى غرفتها .
نظرت نوال إلى وحيدها وربتت على يديه وقالت
- سعيده جداً أنها بطلت تخاف منك .... ربنا يسعدك يا ابنى .
قبل يديها وهو يقول
- لسه الطريق طويل بس دعاكى معايا يا أمى .
حين عاد حذيفه إلى بيته كان يشعر بالارتباك من ذلك الحلم الذى تمنى وقتها أن يكون حقيقه ولكن بنهايه مختلفه
لماذا عاد ذلك الأحساس كان يظن بعد زواجه من مارى ونسيانه لجودى طوال فتره زواجه وبعدها أنها لم تكن حب حقيقى ... لكن من وقت ملاحظته لتحرشات حازم بها عاد تفكيره بها وأقوى من الأول أصبح يحلم بها وليس فقط وهو نائم بل مستيقظ أيضاً ماذا عليه أن يفعل .... هل ستقبل به أم مازالت تراه مجرد أخ كبير تلجأ إليه حين تحتاج دعم أمام سفيان ..... وان قبلت به زوج هل ستتقبل وجود أواب وبظروفه الصحيه .... تنهد بصوت عالى وعقله يسحبه لمكان آخر فى التفكير ... هل قلبها خالى من الأساس ام هناك من يسكن قلبها ويشغل عقلها
استفاق من شروده على صوت أواب وهو يقول
- بابا مين ضايقك
نظر له حذيفه وابتسم وهو يقترب منه وقبل أعلى رأسه وقال
- مفيش حد مضايقنى ... أنا بس مرهق شويه
لوى أواب شفتيه فى حركه طفوليه وقال
- أنا عايز اشوف جودى .
قطب حذيفه جبينه وهو ينظر لابنه بتركيز ... ثم قال
- عايز تشوف جودى ... جودى مين
نظر له أواب نظره غريبه وقال
- جودى أخت صاحبك .... أنا عايز أشوفها .
لم يندهش من تذكر أواب لجودى فهو يعرف ذاكرة إبنه جيداً .... وأيضاً جودى تركت بصمه قويه بابنه حين كانو لديهم فهى لم تعامله كطفل بل تعاملت معه على أنه شخص ناضج وكانت تناقشه وتستمع لرأيه وتجادله
عاد بتركيزه إلى ابنه الذى كان ينتظر رده فقال له
- حاضر هبقا اسأل سفيان ينفع نرحلهم امتى .
حرك أواب رأسه بلا وقال
- عايز أكلمها ... هى قالتلى لو عايز تكلمنى كلمنى فى أى وقت .
قطب حذيفه جبينه وقال ...
- ماشى يا حبيبى بس أنا مش معايا رقمها ... ومش عارف دلوقتى سفيان فى البيت ولا لأ
نظر أواب الى سقف الغرفه وقال
- أنا معايا رقمها يا بابا .
وأكمل قائلاً
- حتى رقمها هو............ 010
نظر له حذيفه وهو مندهش صحيح كان يعلم عن ذكائه وذاكرته ولكن لم يتخيل انه حفظ رقمها حين قالته له لقد قالته مره واحده فقط أبتسم لصغيره و أخرج هاتفه وأعطاه لصغيره فنظر له أواب وعينه تخبر أباه باقتراب نفاذ صبره فكتم ضحكه كادت ان تخرج منه وقال
- ملينى الرقم ... بس أنت إللى هتتكلم على طول .
هز الصغير رأسه بنعم دون كلمه أخرى وظهرت على وجهه معالم السعاده
كانت جالسه فى منتصف سريرها تبكى بلا صوت تتذكر نظرات زملائها .. كيف كانت جارحه وقاسيه حتى نظرات صديقتها الوحيده تعلم أن زهره لم تشك بها ولا للحظه ولكن لن تنسى بحياتها نظره عينيها المشككه والحذره .
لكن حقاً كانت سعيده بثقه سفيان بها ودعمه اللا مشروط ... وموقف حذيفه الجاد وتصرفه السريع والحكيم
ولكنها كلما تذكرت الصور وتذكرت تفاصيل زوجة حذيفه فستانها وقفتها وضع يدها على صدره واحاطة خصرها بيديه ... كل ذلك مؤلم مؤلم جداً زاد نشيجها فخبئت وجهها فى وسادتها تبكى أيام مرت فى عشق لم يكن لها يوماً
تبكى سعاده بعوده يا ليتها لم تحدث
تبكى أحلام ورديه وتخيلات سعيده لن تتحقق .
وحين بدء بكائها فى الهدوء استمعت لصوت الهاتف كانت تريد تجاهل الرنين ولكن شىء ما جعلها تمسك بالهاتف وتنظر باندهاش لذلك الرقم غير المسجل .
ظلت لثوانى تنظر للرقم ثم قبلت المكالمه ووضعته على اذنها وقبل أن تتكلم سمعت صوت طفل صغير يقول
- جودى أنتِ كويسه .
ظلت صامته لبعض الوقت ثم قالت
- أواب
ابتسم الطفل فى سعاده وقال
- ايوه .... أنتِ بتعيطى ليه
اندهشت لكلماته واحساسه بها وأيضا جذب انتباه الجالس أمامه أرضا ينظر إليه الأن بتركيز
اجابته قائله
- حبيبى أنا كويسه .
أجاب سريعاً بنوع من الغضب الطفولى قائلاً
- إللى بيكذب بيروح النار .... مين زعلك
صمتت تفكر أن ذلك الطفل به نقاء وشفافية لا وصف لها إذا قول شىء من الحقيقه هنا هو الحل الوحيد
- صح يا أواب إللى بيكذب ييروح النار ... أنا بس مكنتش عايزه اضايقك يا صاحبى ...
تكلم الصغير قائلاً
- طيب يلا قوليلى مالك .
كان حذيفه يتابع حديث ابنه بتركيز واهتمام يريد الاطمئنان عليها وكان يخجل من محادثه صديقه .
حتى أتى إليه صغيره بالحل السحرى
تنهدت جودى وقالت لأواب
- حصل معايا مشكله صغيره كده فى الجامعه ... وأخويا و صديق ليه حلوها .
هز الصغير رأسه بنعم وكأنها تراه ثم قال
- خلاص اتحلت متعيطيش تانى .
ضحكت جودى وهى تقول
- حاضر مش هعيط تانى .... بس أنت عرفت منين ان أنا كنت بعيط .
قطب الصغير جبينه وهو يقول
- سمعتك. ..... سلام
وأغلق الخط سريعاً دون كلمه أخرى
ظلت جودى تنظر للهاتف باندهاش لقد قال سمعتك كيف هذا ..... لكنها ابتسمت ذلك الطفل هون عليها ما بها حقاً أنه طفل يجلب السعاده لكل من حوله مؤكد حذيفه فخور به .... تنهدت بصوت عالى وهى تمسح وجهها من تلك الدموع وقررت أن تنام حقا حتى ترتاح و تنسى كل ما حدث تعرف جيداً أنه صعب جداً لكن لتحاول على الأقل .
كان حذيفه ينظر لابنه باندهاش كبير ثم قال
- سمعتها .... سمعت أيه
نظر له أواب ببراءه وقال
- أنا كنت قاعد فى الاوضه بلعب ... سمعت صوت جودى وهى بتعيط بس .
كان صهيب يتحدث مع أحد أصدقائه القدامه الذى قطع علاقته بهم بعد الحادث ان زهره بعشقها اللا متناهى تعيده للحياه .... يشعر من داخله أنه عاد صهيب القديم من جديد عاد له حبه للحياه شعوره بالتحدى
عاد من أفكاره على صوت صديقه يقول
- صهيب حبيبى عاش من سمع صوتك وحشنى جداً جداً يا صاحبى .
ابتسم صهيب وهو يشعر أنه أضاع منه الكثير خلال الأربع سنوات التى خاصم فيها العالم واجاب صديقه قائلاً
- وأنت كمان وحشنى ... طمنى عنك يا جواد
تكلم صديقه بسعاده حقيقيه وقال
- الحمد لله اتجوزت اهو ومسكت شركه أبويا ... لا و كمان ولى العهد جاى فى السكه .
ضحك صهيب بصوت عالى وهو يقول
- معقول جواد الهاشم دخل القفص أنا مش مصدق والله ..... ألف مبروك يا صاحبى .... و يوصل ولى العهد بألف سلامه .... بس أوعى تكون اتجوزت ميما
ضحك جواد بصوت عالى وهو يقول
- طبعاً يا صاحبى حب عمرى وبعدين هنعمل أيه بقا يا صاحبى شر لابد منه .بس طبعاً دى أحلى حاجه فى حياتى
ضحك صهيب على صديقه وقال سائلاً
- أيه هى الحكومه جمبك ولا أيه ؟
اجابه صديقه سريعاً
- طبعاً يا ابنى هى معايا فى كل وقت حتى لو مش معايا هى جوه قلبى
قال صهيب
- يا عينى على الرجاله ده أنا كنت هضرب بيك المثل طلعنا كلنا نفس الشخص .
قال صديقه سريعاً
- يبقا أنت كمان دخلت القفص مش كده
ابتسم صهيب وهو يجيبه قائلاً
- فتحت الباب اهو ورجل جوه ورجل بره بس أنا داخل داخل .
ضحك جواد بصوت عالى وهو يهتف بسعاده
- تبقا زهره صح .
اجابه صهيب بحب حقيقى
- طبعاً ومين غيرها .
ظل الحديث بين الأصدقاء لمده طويله كانت تتابع حديث ابنها مع صديق عمره والأقرب إليه كانت سعيده بعودة ابنها إلى الحياه كانت تدعوا الله لزهره التى أعادت ابنها مره أخرى من عالم الأموات الذى دخله باختياره إلى عالم الأحياء من جديد
