رواية نجع العرب) الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم سهيله عاشور


 
 
 
رواية نجع العرب
 الفصل الثامن عشر والتاسع عشر
 بقلم سهيله عاشور


في غرفة تميم ووداد

كانت وداد تجلس على السرير وتميم يتوسط قدمها برأسها وهو ينام براحه وينعم بحنانها وحبها الواضح الليه

وداد بنبره حنونه: اي يا تميم.. مالك حساك شايل طاجن ستك لي

تميم بزفر: هو انا شايله بعقل يا وداد... انا خايف اوي بجد داغر ووتين دماغهم ناشفه اوي محدش فيهم سامع غير اللي في دماغه بس مش عارف اعمل معاهم اي... انا خايف عليهم اوي

وداد بتفاهم: انا حاسه بيك اكيد لازم تكون خايف... هو انا صحيح مش متعلمه ومش فاهمه اوي هما عاوزين يعملوا اي بس اللي انا حساه انهم فعلا عاوزين يعملوا حاجه كويسه... يعني احنا لازم نقف جمبهم ونساعدهم يا تميم

تميم بحيره: حتى لو كان اللي هيعملوه دا ممكن يعرض حياتهم للخ*طر

وداد بعقلانيه: جايز فعلا يعرضهم للخطر بس على الاقل هيكونوا هما ضحوا علشان غيرهم يكون كويس... واكيد ربنا هيقف معاهم الروح مش هينه ابدا يا تميم ربنا اكيد هيكرمهم بعطفه وهيقف جمبهم علشان دا عمل فعلا يتقدر

جلس تميم وقبل يدها بحب: ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي يارب.... يلا خلينا ننام احنا تعبنا اوي النهارده

**********************************

في غرقة داغر وزهره 

كان داغر يقف في الشرفه قليلا... فكر ان يُبقي لها بعض وقت حتى تكون على راحتها ولكن على الرغم من طيلة الوقت الذي وقف به الا انه عندما دلف الغرفه وجدها كما هي على كرسيها المتحرك وشاره تماما كما تركها

داغر بتعجب: انت منمتيش لي؟

زهره  بإنتباه: اي... ثم قالت بتوتر: مش جيلي نوم

داغر بإبتسامه فيبدو انها لا تستطيع الكذب: بجد والله طب ما تطلعي اقعدي على السرير  على الاقل افردي ظهرك الطريق كان طويل واليوم كان متعب

نظرت له بحرج فالسرير مرتفع جدا عن سريرها القديم وهي بالطبع لم تكن لتقدر ان تصعد عليه بسبب عجز قدميها... اقترب منها داغر بهدوء ونزل لمستواها وحملها برفق ومن ثم مددها على الفراش بهدوء ووضع عليها الغطاء وتمدد بجوارها... أما هي فكانت وجهها محمر بشده فلأول مره تكون قريبه من احدهم بهذا القدر

داغر بضحك: نامي يا وزه

لم تكن حالتها تسمح بالرد عليه أو الاعتراض  فأغمضت عينيها ورعان ما نامت بسبب تعب اليوم

داغر  في نفسه وهو يتأمل ملامحها: انا مش عارف انا اتجوزتك لي ولا انا بعمل كل دا لي بس اللي اعرفه اني بحبك بجد يا نور... هحاول اخليكي تحبيني وتكوني معايا علشان انا فعلا محتجلك

قبلها من جبهتها برقه ونام بجوارها وكان سعيد  لقربها بشده......

**********************************

في غرفة شهين ووتين

كانت تجلس منذ اكثر من ساعتين وامامها الكثير من الأوراق على مكتبها الصغير وتبحث في الجهاز اللويحي الخاص بها وتكتب في دفتر صغير.... كان من الواضح امها تعمل بجد وانها تدقق في كل شيء بالطبع غضب كثيرا فهي لا تعطيه اي اهتمام مطلقا فهي تصب كل تركيزها واهتمامها في هذه الأوراق فهدأ من نفسه حيث قال إنها من المؤكد تذاكر فروضها من أجل الامتحان... ولكن قد تأخر الوقت وهي تجلس هكذا فأقترب منها حيث انها لم تلاحظ من الاساس ونظر في الحاسوب الخاص بها ووجد اسم هذا الدواء اللعين المسمى بريدوكائين... تملك منه الغضب بشده فحتى امتحان ها لا تهتم به انها بالفعل عطشت من أجل روحها

شهين بغضب: انت بتهببي اي ؟... انت حتى مش عامله حساب لأمتحانك وان دا التخرج مش لعبه وعماله برضه تجري ورا الهم دا انت عاوزه توصلي لإي بجد انا مش فاهم... انت عاوزه ت*موتي

وتين بتعجب: انت متعصب كده لي... اولا انا كنت بذاكر فعلا وانجزت جزء، كبير اوي من اللي ورايا وبعدين قلت اتأكد من شوية حاجات انا كنت عاوزه اعرفها عن موضوع الدواء دا بس... انا معملتش حاجه تستحق العصبيه دي

شهين وقد تملك منه الغضب: معملتيش حاجه!!.... أما تدخلي مستشفى وانت عامله فيها دكتوره يعني انتحال شخصيه وتسألي في حاجات ملكيش فيها وقابلتي صاحب المستشفى  وانت طالعه منها واللي كان لو شك فيكي او مسك عليكي اي حاجه كان ممكن يس*جنك او يمو*تك ومكنش حد هيعرف عنك حاجه اصلا... جريك ورا المشاكل كل دا ومعملتيش حاجه انت عاوزه تجننيني

وتين بغضب: انا مكذبتش عليك... انا لو كنت شخص وحش مكنتش هعرفك اي حاجه وكنت هعمل كل حاجه انا عوزاها ومكنتش هتقف دلوقتي قدامي وتفضل تزعق كده... وانا فعلا لحد دلوقتي معملتش اي حاجه يا شهين فكر معايا كده ونروح بعيد اهي نور عندك شايف حالة نور عامله ازاي يا شهين... دا من ورا راس المستشفى دي والعلاج دا واللي صاحبهم يبقى اخوك انا مش بقلك كده علشان اقلب عليك المواجع بالعكس انا بلفت نظرك للي احنا فيه احنا مش عايشين في الدنيا لوحدنا واللي انا بعمله دا مع الوقت هتفهم انه هو اللي صح... لكن انا وبعد ما اخيرا قدرت فعلا اني اوصل لحاجه اسيب الموضوع كده دا مستحيل فاااهم

تركته وصبت تركيزها مره اخرى للحاسوب وأما هو فلم يتحمل البقاء معها فنزل الأسفل وقاد سيارته بسرعه كبيره وكان غاضبا بشده... يعلم أن معها كل الحق ولكنه يخاف عليها بشده يعلم أن اصابها مكروه لن يسامح نفسه ابدا وهو بحبها بقدر كبير ويعلم قذارة اسلام اخوه ومن معه فهم لا يرحمون والكل يعرف هذا......

**********************************

في صباح اليوم التالي

في شقة اسلام

كانت نور تجلس بجواره تنتظر ان يفيق وهي تتأمل ملامحه بإبتسامه رقيقه جدا منها... بدأ يتملل تحت آثار أشعة الشمس التي كانت تتداعب وجهه مما أصابه بالازعاج فها هو يوم اخر من هذه الحياه التي بات يكرهها بشده... ولكن مهلا عندما فتح عينيه ونظر لوجه القمر التي أمامه ابستم لها بحب

نور بنبره حنونه: صباح الخير... تحب احضرلك فطار اي؟

نظر في ساعته ليرى انها الواحده ظهرا

اسلام: انت لسه مكلتيش لحد دلوقتي ؟!

نور بتوتر: اصل يعني انت رجعت امبارح متأخر اوي وكان باين عليك مدايق وتعبان... قلت استناك نفطر سوا وتحكيلي مالك

اسلام وقد تذكر حاله وغضب: وانت مالك... انت هتصحبيني ولا اي؟!....روحي اعمليلي قهوه

نور بخوف عليه: بس قهوه من غير اكل غلط لازم.....

اسلام بمقاطعه وغضب: انت هتعمليني اعمل اي... انت تنفذي اللي انا بقلك عليه وبس فاهمه يلا غوري من وشي

ركضت من أمامه وقد تملكها الخوف من بنرته الغاضبه... ذهبت للمطبخ وهي تبكي بشده

اما هو فدلف للمرحاض واخذ حمام بارد لعله يخفف  من ضغط اعصابه قليلا... وبعدها ارتدى ملابسه وصفف شعره وأجرى عدة مكالمات حيث أن اليوم في الليل عليه افتتاح مستشفى ملع'ونه أخرى حتى يحقق غاية هذا الرجل البغيض... وكاد ان يذهب ولكنه تذكر معاملته معها قد المه قلبه عليها بشده ولكن ماذا تنتظر من رجل لم يرى نبره حنونه من احدهم من قبل... ولكن لم يتحمل ان يذهب وهي حزينه بسببه فذهب الليها كانت موليه ظهره لها وجسمها يرتجف بشده وتبكي وهي تصنع القهوه... اقترب منها وامسك خصرها مما افزعها بشده وجعل كوب القهوه يسقط منها

نور بخوف وببكاء: هلم كل حاجه... ثانيه ثانيه واحده وهجهز واحد غيره

اسلام بحزن على حالها وهي يقربها منه: هش.. خلاص اهدي ولا يهمك عادي اي يعني فداكي اي حاجه متزعليش مني... بس بلاش تسأليني عن اي حاجه انا لما اعوز اقول بقول فاهمه

امأت له في هدوء وهو يزيد من احتضانها وبث الطمأنينه فيها ومن ثم ودعها وودع مالك الذي كان يشاهد التلفاز وذهب.....

**********************************
في منزل الاخوه كما أطلقت عليه 

قد فاق الجميع من نومهم كانت المشاعر مختلطه ومربكه بعض الشيء ولكن اظن انهم كانوا سعداء... كان تميم يحضر طعام الغداء بعدما جاء من عمله فرح للغايه حيث أن مديره قد أعطاه مكافأه كهديه من أجل الطفل القادم فعلى الرغم من صوامه هذا المدير الا انه يحب تميم بشده وبالطبع كانت وداد تساعده بحب وحنان بالغين وكلما تذكرت ان بداخلها شيء صغير من هذا المعتوه تفرح بشده.... أما داغر فساعد نور على ارتداء الملابس في قمة خجلها بالطبع ولكنها كانت تشعر براحه شديده معه وهذا اعجبها بشده... أما وتين فمنذ ان استيقظت لن تجد شهين ابدا حاولت الاتصال به اكثر من مره دون فائده دب القلق في اوصالها بشده ولكنها قررت الانضمام الليهم حتى تكف قليلا عن التفكير 

تميم بفخر: دوقي كده يا بنتي وقليلي رأيك 

وداد بضحك وهي تأخذ ملعقه من الحساء: بجد مش مصدقه... حلو اوي فعلا 

تميم بمرح: اقل حاجه عندي 

وداد بتساؤل: بس انا مستغربه اوي... انت مين علمك الطبخ 

تميم بجديه: لما اهلي مشوا وسابوني احنا كنا ساكنين انا وداغر مع بعض وكنت بزهق اوي... فكنت بدخل المطبخ اقعد اعك واخترع لحد مره في مره بقا بيطلع مني حاجات تتاكل فهمتي 

وداد بإيماء: ااه اه فهمت... بس انا ازاي محدتش بالي وبعدين انا عمري ما شفتك بتدخل المطبخ او حد بيجيب سيرة انك بتعرف تطبخ 

تميم بهمس مضحك: بيخافوا عليا من الحسد 

داغر بتمثيل الغضب: انت بتقول يلا 

تميم: لا ابدا كلام سر... خليك في حالك يا عم 

داغر وهو يطعم  زهره رغما عنها: افتحي بؤك يلا 

زهره  بغيظ: انت زهقتني على فكره انا مش صغيره على الكلام دا... وبعدين انت بتأكلني لي وهما خلاص خلصوا الاكل وهناكل معاهم 

داغر بجديه: عاوزك تتغذي علشان لما نروح عند الدكتور تبقى صحتك حلوه 

زهره  بتعجب: دكتور اي؟ 

داغر: كلمت واحد صاحبي...دكتور متخصص في حالتك دي شاطر جدا هنروح نكشف عليكي علشان نعالجك... وكمان انا عاوز لما نعمل فرح تبقى عروسه زي القمر كده 

زهره  بصدمه وفرح: اناا هتعالج....فرح كمان!! 

داغر بإبتسامه: اه ان شاء الله. هتتعالجي وهتبقي احسن حد في الدنيا متخافيش طول منا معاكي.... وبعدين طبعا لازم اعملك فرح انت الوحيده هنا اللي متعملش ليها فرح وتين ووداد اتعملهم 

فرحت زهره  بشده لا تنكر هذا... وقررت ان تهتم بزوجها هذا فهو نعمه من ربها حتى يعوضها عن ما مضى... أتت الليهم وتين ووجهها شاحب بشده كادوا ان يسألوا ما بها الا ان شهين قد اقتحم عليهم المطبخ وهو يبتسم بشده مما آثار غيظها 

شهين بمرح: جبت معايا حلويات... قلت نفرفش شويه 

تميم بتلذذ: الله هات 

وداد بمرح وهي تضربه علي كتفه: عيب يا حبيبي فضحنا في كل حته كده 

داغر بعبث: الااااه... انت كنت فين يا شهين مش باين يعني من الصبح 

وتين بغضب: شهين... لو سمحت عوزاك ثانيه 

انصاغ لأمرها وذهب خلفها نحو غرفتهم... تعجب الجميع بشده ولكن لم يكترثوا فقد تعود الجميع على جنانهم المعتاد 

**********************************

في صعيد مصر

كانت زينب تقف وهي تتلفت حولها يمينا ويسارا خوفا ان يراها احدهم... فقد أخبرها الغفير نفسه ان ياسين يريد رؤيتها في هذا المكان فذهبت على الفور فهي كانت في قمة السعاده عندما شعرت ان احدهم يهتم بها......

ياسين بسعاده: كنت عارف انك هتيجي

زينب بفرحه حاولت اخفائها: انا قلت اجي اشوف انت عاوز اي... بس متتعودش على كده

ياسين بمشاغبه: لا هتعود.... بصي من الاخر كده انا متابعك من زمان اوي يا زينب من واحنا عيال وانا بحبك... حاولت كتير أقرب منك بس في كل مره كنت بتراجع لأني عارف انك من زمان اوي وانت عاوزه تتجوزي شهين بس بعد ما اتأكد انه بيحب مراته انا جيتلك على طول

زينب بصدمه: يعني.... يعني انت بجد متابعني من زمان!!!... ولي مقلتش

ياسين بإنكسار: مكنتش اقدر اتكلم وانا عارف ان تفكيرك كله مع غيري... مكنتش هقبل على نفسي على زي دي وخصوصا اني مش من العيله وكنت عارف انهم مش هيوافقوا عليا

زينب بتفهم: طب وانت عاوز اي دلوقتي.... ثم اكملت بحزن: انا خلاص القطر فاتني ومعدتش أنفع لأي حاجه

ياسين بلهفه:اوعي تقولي كده.... دا انت ست البنات زينب انا بحبك بجد انا كل السنين دي وانا كل يوم مع واحده شكل بحاول انساكي مش عارف... اديني فرصه اصلح اللي راح

زينب بحيره: حتى لو اديتك فرصه يا ياسين انت سكتك سوده وآخرها معروف وانا مش هبقي اللي فاضل في عمري بتحسر عليك لو جرالك حاجه

ياسين بإبتسامه: منا جبتك هنا علشان كده

زينب بتعجب: مش فاهمه قصدك اي

ياسين بثقه: انا هقلك... بس انت لازم تساعديني علشان نخلص ونخلص الكل من الكابوس دا فهمتني يا زينب

امأت له في هدوء وهو يشرح لها بعض الأشياء التي طالما جعلتها تصدم بشده... ولكنه التمست الصدق في حديثه.....

**********************************

رأيكم؟

كانت وتين تدب الأرض ذهابا وايابا والتوتر والتردد يكسو وجهها... كان يبدو أن لديها الكثير من الاسئله التي تود معرفة اجابتها ولكنها تخاف من الاجابه.....وكان شهين يتحدث للقائد الخاص به

شهين بجديه: انا رحت النهارده شفت المستشفى الجديده واضح انها مصروف عليها اكتر من الباقي بكتير وعاملين حراسه مشدده.... اه فعلا انا كمان عرفت من الرجاله بتاعتي ان في صفقة م*خدرات هتتم قريب اسلام دا هو اللي هيشتريها

اللواء بتعجب: غريبه.... اللي نعرفه انه بيبيع اي اللي هيخلي واحد زي دا عامل زي المصنع للم*خدرات يشتري

شهين بتأييد: معاك حق فعلا يا فندم بس انا بدور ومش ساكت متقلقش ان شاء الله هنخلص قريب اوي

اللواء بتحذير: انا عارف انك قدها يا شهين بس انا عاوزك تاخد بالك اوعى تخلي عواطفك تسيطر عليك لازم تحكم عقلك... حتى لو كان اخوك

شهين بحزن: متقلقش يا فندم... مع السلامه

ودع قائده ونظر لها وجدها على نفس حالتها... منذ اكثر من نصف ساعه وهو يجلس أمامها هكذا ينتظر منها ان تتحدث دون جدوى

شهين بملل: بقالك ساعه رايحه جايه....ما تنطقي انا مش فاضي

وتين بتوتر: انت تعرف واحد اسمه فايز الحديدي؟

شهين بصدمه: بتسألي لي... سمعتي اسمه فين؟!

وتين: جاوبني بس لو سمحت تعرفه؟

شهين بهدوء: اه اعرفه... كان صاحب والدي من زمان اوي من اول ما وعيت وهو كان معاه

وتين بصدمه: انا عرفت يا شهين... دلوقتي انا فلت ادور كتير اوي لقيت حساب قديم بأسم فايز الحديدي وكان في صوره معاك انت وإسلام وانتو صغيرين... انا عرفته لأن نفس الراجل دا هو اسم اسلام اخوك اللي هو مشهور بيه دلوقتي اسلام فايز محمد الحديدي

شهين بصدمه ولكن حاول اخفائها: ودا هيفيدنا بإي

وتين بثقه: بعد الصوره دي بحوالي خمس او سبع سنين اتعلن في مؤتمر كبير ان الراجل دا مات وبعدها طبعا اخوك ورث كل حاجه وبدأ يتعرف وبعدها على طول بدأت فكرت المستشفيات الغريبه دي... وغير كمان مصانع الادويه وكل الفلوس اللي ظهرت فاجأه دي تفتكر دا معناه اي يا حضرة الظابط

شهين بغموض: معناه اي؟

وتين بفضب: معناه... انه اكيد اسلام ورث الراجل دا في اللي كان بيعملوا واللي اعرفه انه ابوك كان شريك الراجل دا في كل حاجه واديك قلت اهو من يوم ما وعيت على الدنيا والراجل دا كان مع ابوك طول الوقت... دور ورا ابوك

شهين بتساؤل: جبتي التايهه بقا صح.... انا عارف كل دا لاقي حاجه تستاهل اني اقعد واسمعها يا دكتوره قلتلك ركزي في دراستك هي اللي هتفيدك

تركها وذهب وسط غضبها الشديد فقد قضت الكثير من الوقت وهي تحاول جمع هذه المعلومات... هو لم يكن يعلم شيء منها فعلا ولكنه لم يظهر انبهاره تحاول نسيان هذا الموضوع

شهين في نفسه: مش معقول بجد دي طلعت ذكيه اوي شكلي هتعب معاها بجد.... ثم تنهد بحزن: هما لي مصرين ان الكل يطلع وحش في الاخر... انا لازم ادور في القديم..

شردت وتين في خروجه بكل برود بل وايضا سخريته الشديده يمجهودها الذي صنعته بعد عناء فمن هذا حتى يكبت نفسها هكذا ولكنها أقسمت ان تنفذ ما تفكر به ولا تعطي اهميه لأي أحد من هذه اللحظه... فخرجت من الغرفه وطرقت باب غرفة داغر وزهره والتي كانت زهره ترتدي ملابسها الجميله هي وداغر وهم يستعدون للذهاب للطبيب

داغر: ادخل.... تعالي يا وتين

وتين بإبتسامه: ازيكم... ان شاء الله هتكوني كويسه والدكتور هيطمنا متخافيش

ابتسمت لها زهره بود وجرت كرسيها المتحرك للخارج حتى تترك لهم المساحه للحديث

داغر برفعة حاجب: اي يا وتين... انا عارف دخلتك دي اكيد في حاجه

وتين بغيظ: اه في... انا عرفت معلومات مفيده اوي عن الموضوع دا والنهارده احنا عندنا فرصه مينفعش نفوتها ابدا يا داغر فاهم

بدأت تقص له ما عرفته وما تريد أن تفعله

داغر بقلق: بس المرادي هتبقى صعبه اوي يا وتين اكيد المكان هيكون زحمه وحرس ودعاوي وكده فا صعب اوي

وتين بملل: بقلك اي يا داغر انا خلاص زهقت ولازم نخلص من الموضوع دا في أقرب وقت... لو مش هتيجي معايا فا انا هروح لوحدي

داغر بسرعه: لا لا... هاجي معاكي خليكي انت جاهزه على الوقت

**********************************
في المطبخ 

كان يجلس تميم ووداد على تلك الطاوله الدائريه الصغيره بعدما انتهوا من صنع الطعام 

تميم بملل: تفتكري مشروع الكتاكيت دا فاشل اوي 

وداد بضحك: هو انت لسه في الموضوع دا يا تميم 

تميم بجديه: على فكره انا بتكلم بجد مش بهزر.... انا عاوز افتح مزرعه فراخ وابيع فراخ وبيض وكده 

وداد بتعجب:دا بجد بقا.... ايوه يا حبيبي بس انت الحمد لله شغال شغلانه كويسه في مكان كويس لي تسيبها 

تميم بجديه: انا مش بحب حد يكوم مدير عليا بصراحه بزهق... انا بحب ابقى رايق كده وحر وبراحتي من غير قيود ان أوامر فاهمه... وانا الفكره دي عجباني اوي وبجد نفسي انفذها 

وداد بإبتسامه: طالما عجباك اوي كده... خلاص نعملها نشوف مكان وتاجر نشتري منه كتاكيت مبسوط 

تميم بسعاده وهو يحتضنها: مبسوط اوي ربنا يخليكي ليا يا اجمل حد في الدنيا 

كانت سعيده بشده من أجل زوجها المجنون الذي سعد بشده لمجرد تأيدها لفكرته 

وداد بمرح: مش قلت هتفسحني.... تعالي يلا خلينا ننزل لحد ما داغر وزهره يجوا من عند الدكتور اي رأيك 

تميم بمرح: دا القمر يأمر واحنا ننفذ... يلا بينا 

امسك بيدها ونزل بها للأسفل فقد كانت سعيده للغايه بأجواء المدينه التي  اعجبتها بشده وذهبوا لأحد المقاهي التي كان تميم يحبها بشده وطلب لها حلاه المفضل وظل يعازلها ويتحدث معها في كل شيء تقريبا....... 

**********************************

في شقة اسلام 

كانت نور تجلس هي ومالك يلعبون بالأوراق الرقميه (الكوتشينه) ويبدو انهم مندمجين جدا فكان صوتهم عالي نسبيا ويبدوا على نور الغضب وكان اسلام يراقب كل هذا من بعيد وهو يبتسم على برائة زوجته التي بالفعل كل يوم تثبت له انها نظيفه جدا من الداجل وبالطبع انها أنثى جميله جدا من الخارج  

نور بصوت عالي: انت غشاش والله... انت بتاكل بالشايب 

مالك بعبث: اه عادي... مهو بيتاكل بيه 

نور: انت بتستعبط ولا اي بطل كدب يا مالك 

مالك بغضب:انت اللي مبتعرفيش تلعبي 

اسلام بمقاطعه: باااس اسكتوا اي في اي؟!.... انتو صغيرين على شغل العيال دا صوتكوا جايب اخر الدنيا 

وتين بتوتر: مكنش قصدي اعلي صوتي بس هو اللي رخم... انا هروح احضر الغدا 

اسلام بهدوء: لا لا تعالي معايا انا عاوزك.... وانت يا عم مالك ياريت تاكل كويس لأني خلاص هوديك المدرسه وعاوزك تبقى صحتك كويسه علشان تقدر تذاكر 

مالك بفرحه: بجد يا عمو اسلام 

اسلام بإبتسامه: اه بجد.. يلا روح كُل كويس

امأ له في طاعه وسعاده كبيره فهو الأن سيذهب للمدرسه ويكون مثل هؤلاء الطلاب الذي كان يراهب وهم مارين ويتمنى ان يكون معهم فهو الان سوف يكون معهم... فأخذ اسلام نور نحو غرفتهم وجلس بجوارها وهو يضع أكياس بجوارها 

اسلام بنبره رقيقه وهائمه: النهارده انا عاوزك تكوني احلا واحده النهارده انا مقدرتش اعملك فرح... عاوزك تعتبري النهارده هو فرح مؤقت لحد ما ربنا يبعتلنا حل من عنده.... انا جبتلك فستان ابيض اعرف ان الفرح بيلبسوا فيه ابيض يارب يعجبك... وجبتلك الخاتم دا انا معرفش ذوقك اوي بس انا حبيته 

نظرت لما يتحدث عنه فوجدته فستان ابيض بسيط ورقيق للغايه كان من الشيفون الرقيق يضيق من الصدر ويتوسط الخصر بحزام من نفس الخامه ومعه حجاب  وحذاء من نفس اللون... ويا الله عندما رأت الخاتم فكان جميل بحق خاتم من حجر الألماس الأسود ومزين من الجانب بفصوص بيضاء جميله جدا جدا وكان يبدو عليه أن ثمين بشده 

نور بشهقه: مش معقول بجد... دا دا شكله غالي اوي دا شبه اللي كنت بشوفه في تليفزيون البت جارتنا مستحيل دا يكون بتاعي انت بتضحك عليا صح يا اسلام 

اسلام بإبتسامه: لا يا ستي... ويلا قومي دلوقتي عاوزك تاخدي دش وتلبسي وانا جبلك ميك اب اهو في الكيسه دي عاوزك تظبطي نفسك تمام 

ركضت الليه وتعلقت به بشده وهي تزرف دموع الفرح ولأول مره في حياتها: ربنا يخليك ليا... عارف يا اسلام لو كنت كل دا بتضحك عليا انا راضيه والله اهم حاجه اني فرحت دلوقتى من قلبي واني اول مره احس ان ليا قيمه في الدنيا.... ومن ثم قبله من خده وذهبت للمرحاض سريعا فهي لا تقوى على مواجهته 

ابستم اسلام بفتور عليها فهذه الفتاه جميله ولطيفه بشده... ومن بعدها ذهب لمالك وظل يلعب معه بلايستيشن وكان سعيد بشده فهذا المالك يذكره بأخيه شهين بدرجه كبيره وهذا كان يسعده كثيرا.......

**********************************

عند الطبيب 

كان يجلس داغر وهو يراقب أفعال الطبيب وهو يحاول ان يفهم حالة زهره.... أما زهره فكانت خائفه ومتوتره تهاب فكرة ان يقول لها الطبيب انها لن تعود لحياتها مره اخرة نعم هي تخاف ان تسمع هذه الجمله ولكن حسنا فاليفعل الله ما يشاء 

داغر بنفاذ صبر: اي يا دكتور طمني... ارجوك 

الطبيب بعبوس: بص يا داغر انا مش هخلي عليك الحاله صعبه اوي فعلا حقيقي .... ثم ابتسم: بس متقلقش ان شاء الله في امل 

داغر بفرح: بجد.... بجد في امل يعني هتمشي خلاص 

زهره وهي تبكي بسعاده: الحمد لله... الحمد لله يارب 

الطبيب بإبتسامه: اه ان شاء الله... بس اسمعوا الموضوع محتاج صبر كبير اوي يا داغر هي محتاجه علاج مكثف وعمليات وعلاج طبيعي... لازم يكون في صبر 

داغر بسعاده: اميك هنصبر ان شاء الله عشر سنين هنصبر... المهم تبقى مبسوطه 

ذهب داغر واحتضن زهره بحنان من كتفيها التي لم تمانع على العكس فرحت بهذا كثيرا... فمان الاثنان في قمة السعاده 

الطبيب بعمليه: اذا كان كده... فأنا هطلب منكم تحاليل واشاعات مهمه جدا لازم تتعمل في أقرب وقت 

امأ له الاثنان في طاعه وسعاده.... (اللهم ما اشفي كل مريض واحكي أمة المسلمين أجمعين أن شاء الله) 

**********************************

في الحفل 

كانت الناس تملئ المكان وبالطبع كان الفاسدين كثر... النساء على كل شكل وكل نوع كلهم يأملون في كسب قلب وجسد هذا الرجل الغني الذي بات نجاحه يكثر كل يوم عن الذي يسبقه مما جعله طمعا للذي لا تُملئ بطونهم ولا أعينهم ولا حتى إذا رزقهم ربهم بمال قارون..... كان اسلام لا يكترث لأي منهم بل كان يصب تركيزه على جميلته الصغيره كما سماها فكانت وكأنها قطعه من القمر بفستاها الأبيض الجميل وملامح وجهها التي ظهرت اكثر بهذه اللمسات البسيطه تمنى لو ينسى نفسه قليلا وأخذها ويهرب بها بعيدا عن هذه الدنيا الخبيثه من وجهة نظره........ 

نور بخجل: هتفضل باصصلي كده 

اسلام بهمس: ابص براحتي.... مراتي بقا ولا اي رأيك ؟

نور بدلال: اكيد مراتك... بقلك اي مش انت صاحب المكان هنا وكده 

اسلام بضحك: اه صاحبه 

نور بدلال اكثر: طب ما تمشي الناس دي وحشين اوي بجد يا اسلام انا مجبتش اي واحده فيهم معندهمش دم ولا حياء... كل شويه واحده تيجي هااي يا اسلام بيه شكلك زي القمر 

اسلام بضحك عليها وهي تقلدهم: متزعليش نفسك ركزي معايا انا 

كادت ان تركز بالفعل ولكن لفت نظرها احدهم فصدمت بشده: مش معقول بجد 

اسلام بعدم فهم: اي في اي؟! 

نور وهي تأشر له: شايف يا اسلام... دي وتين مرات شهين اخوك 

اسلام بصدمه وغضب: نعم!!!.... 

**********************************

في منزل الاخوه 

كان تميم وزهره يجلسون في الشرفه بتوتر كبير ظاهر عليهم حتى ان وداد جلبت ليهم عصير الليمون لكي تهدأ منهم...  حتى جاء صوت شهين الذي ارعب تميم بشده 

شهين بتعجب: وتين... يا وتين...هي وتين فين يا تميم 

تميم بخوف: هااا 

شهين وهد بدأ يشك: تميم... لو طلع اللي في دماغي صح مش هرحمك... وتين فين
تعليقات



<>