رواية وعد وعشائر الجن
الفصل الثالث3
بقلم جوري محمد
(لقد جعلت من قلبي بيتا لتسكن فيه وعندما اصبحت انت مالكه؛ فاصبته بسهام الغدر فمات قلبي واصبح لا نبض فيه)
وظلت تمشي في طريقها وهي لا تدري كيف ومتى وصلت الى باب منزلها.
فعندما دخلت تطلع في وجهها ابيها بندهاش وسالها: نور يا حبيبتي ماذا بك لماذا يبدو عليكي التعب؟!
نور: انا بخير ولكني مجهده قليلا لاني لم اتناول الطعام اليوم.
والد نور: وحاول يقنع نفسه بكلامها؛ اعلم جيدا اني لم اشدد عليكي اليوم في تناول طعام الفطور؛ ولكن ساعوض عليكي هذا الان؛ فاذهبي انتي وقومي بتبديل ملابسك وسوف اقوم انا بتجهيز الطعام.
وبعد ما ذهبت نور بتبديل ملابسها، فخرجت وجلست لتناول الغداء هي ووالدها فبداوا يتحدثوا.
نور: لو سمحت يا ابي ارغب في الحصول على رضاك واطلب منك ان تسامحني لو اغضبتك في اي شيء في الايام التي مرت.
فقام والدها بالتاكيد عليها انه يفهم شعورها فبدا يحدثها: انا اعلم جيدا ان تغيير الفتره العمريه و مستوى الجامعه و لبس الاولاد اللي انت شايفاه هناك وامكانياتهم غير امكانياتنا ؛ ولاجل ذلك انت اصبحت طوال الوقت غاضبه تصدقي بالله!
نور:ونعم بالله.
والد نور : يا ليتني لم اوافق على المنحه؛ وكنتي دخلتي كليه الطب ولا الهندسه حكوميه!! اه الناس اللي فيها الى حد ما مستواهم الاجتماعي قريب منه؛ وفيها الفقير وفيها الغني.
نور: ربنا اراد ذلك ولكني ارغب بقى في انك تسامحيني بجد.
باباها: يا حبيبتي انا لما اغضب منك لكي اسامحك، فانت ابنتي الحبيبه برغم عيوبك، ولكني اريد منك ان تقومي بالدراسه جيدا لكي تحصلي على علامات مرتفعه في الجامعه؛ وانا سارتب لكي هديه جميله وحفله صغيره احضر فيها انا وأنتي فقط.
نور: ربنا يخليك لي يا حبيبي انا هدخل انام لكي انال قسطا من الراحه؛ وبعد ذلك سوف اقوم بالدراسه داخل المنزل اليوم .
والدها: انتظري سوف اقوم بعمل كوب من الشاي لكي.
نورا لا يا ابي لا ارغب في تناوله الان.
ودخلت نور و وبدات تحدث نفسها ؛انا لازم انزل البيبي الاول وبعد كده انتحر ؛لا انني لو انتحرت والبيبي معي بابا سوف يغضب ؛و سيتلقى اللوم من الجميع لانه لم يحسن تربيتي؛ انما لو اجهضت الطفل ممكن يقول اي سبب ثاني.
ولكنهم هيعرفوا ان انا مش بنت كيف ساتصرف في هذا الموضوع ايضا؟!
انا اعلم جيدا اني المخطئه الاولى في ما حدث لي لانني ابتعدت عن قيمي ومبادئي؛ فوصل بي الحال الى هذا المنعطف.
ولكن يجب علي جعله يتحمل المسئوليه معي؛ لانه هو من قام باغوائي واستغل سذاجتي حتى سلبني وهنا تجمعت الدموع بداخل عيناها ولكنها حاولت ان تتملك نفسها ؛وبدات نور تتصل مرارا وتكرارا ولكن لا يوجد رد! ولكنها تفاجات عندما جاءها الرد من تليفون كريم!!
وهنا فتاه قامت بالرد عليها ولهذا تفاجات نور وسالتها من انتي،؟!
فاخذ كريم التليفون من الفتاه وبدا يتحدث معها لانه شاهده رقم المتصل؛ وعرفه انه رقم نور فتغيرت ملامح وجهه وبدا حديثه.
كريم: اريد ان اعلم ماذا تريدين يا نور؛ ولماذا تتصلين في هذا الوقت؛ وهل قمتي باجهاض البيبي؟
نور: وهي تحاول ان تمنع دموعها من النزول او تصدر صوت لكي لا يسمعها والدها؛ وقالت انا لم اتمكن من اجهاضوا لانني لا اعرف احد يمكن ان يساعدني.
كريم :تاكدي يا نور لا فائده من اللعب معي.
نور: لا العب معك ولكني اريدك ان تتاكد اني الان لا ارغب في هذا الطفل؛ وايضا لا ارغب في وجودك بجانبي ولكن الظروف جعلت هذا الامر يحدث؛ واعلم جيدا اني سوف اقوم بعمليه تساعدني لكي اصبح فتاه مره اخرى.
كريم: تحدثي واظهري ما بداخلك هل تريدين ان تواعدين شخص اخر؟!
نور: هذا ليس من شانك ولكن انا اريد هذا ويجب عليك ان تدفع ثمن ذلك.
كريم: معكي حق سوف ابدا بالبحث عن دكتور ليقوم بهذه العمليه وسوف اتصل عليكي بعد ذلك.
نور: سوف انتظر اتصالك.
و ولقد مر على هذا الحوار يوم واثنين وكريم اتصل ثاني علي واعطى الي البشاره.
كريم: انا تواصلت مع دكتور هيعملها هي والعمليه الثانيه في وقت واحد.
نور: بجد!! حدد معه وقت تنفيذ العمليه بسرعه.
كريم: لا تقلقي سوف اقوم بذلك ولكن يجب عليكي ان ترتاحي جيدا لكي تتحمليها ؛وايضا سوف تحتاجين للراحه بعد اجرائها.
نور: فاذا يجب علي ترك المنزل لفتره من الوقت ؛ولذلك سوف اخبر والدي اني سوف اجلس مع صديقتي لفتره.
كريم : وهل سيوافق على ذلك؟! لا اعتقد سوف يرفض اكيد.
نور: اعلم ذلك ولذلك سوف اقوم بعمل مشاجره كبيره بيني وبينه؛ وساترك البيت دون ان اعلمه عن مكان تواجدي؛ وبعد الانتهاء من كل هذا سوف ارجع له واعتذر واعلم انه سيقبل اعتذاري.
كريم : افعلي ما تريدين ولكن يجب عليكي ان تتاكدي بعد الانتهاء من كل هذا ؛لا اريد ان اسمع عنكي اي شيء او اراك بالصدفه فتجنبيني في الجامعه.
نور: لست بحاجه ان تبلغني بطلبك لاني سافعل ذلك؛ لكي اواصل تحقيق حلمي الذي اوقفته من اجل التفاهات.
واغلقت الهاتف لكي تذهب الى كريم ويذهبان سويا لتحديد موعد العمليه مع الطبيب؛ وبعد الاتفاق وتحديد اليوم لتنفيذ العمليه؛ ذهبت نور لكي تقوم بتنفيذ ما خططت له.
وعندما وصلت نور الى البنايه التي تعيش بداخلها ؛فصعدت على السلالم ؛وهي تفكر كيف سيكون حال ابيها بعد ما تفعل معه المشاجره؛ ولكنها يجب عليها ان تفعل ذلك فحاولت ان تنظم ضربات قلبها لكي يصبح الامر طبيعي؛ ثم فتحت الباب ودخلت بدا ابيها في التحدث معها وهو بداخل المطبخ يعد طعام العشاء.
والد نور: هل انتي رجعتي من الجامعه يا حبيبتي؟
نور: شيء طبيعي يكون انا مش هيكون عفريتي! ده ايه القرف ده الواحد زهق بيتعب في المواصلات وابدا في النزول وطلوع لكي اوصل لهذا المكان الذي يشبه علبه صغيره من السردين ولكن ماذا افعل فانا فقيره.
والد نور: يا بنتي اهدي واتركينا من الكلام بتاعك ده؛ لماذا تقومين دائما بتجريحي؟ فانا لم اقصر في شيء فعلت كل ما في استطاعتي.
نور: تريد ان تؤكد اني اظلمك او ناكره لجميلك وفضلك علي، لماذا لم تقوم بعمل في اكثر من وظيفه لكي تدخر لنا مبلغ من المال؟
ولكن دائما تقول هذه امكانياتي، لماذا قمت بالزواج اذن واذا تزوجت لماذا انجبتني لكي اعيش في هذا الذل والهوان؟
والد نور: يا بنتي ارحميني .
نور: انا سوف اترك هذا المكان لكي اتنفس.
وخرجت واغلقت الباب خلفها دون ان تاخذ اي شيء من ملابسها ؛وتركت والدها وهو في حاله صدمه، وبدا يسال نفسه هل انا اخطات في تربيتها؟!
كيف وهي دائما متفوقه وكانت تشعر به عندما يحزن او يمرض ولم يخبرها؛ ولكن هي كانت دائما ترعاه لماذا يحدث معه الان وما الذي يحدث معها لكي تفعل معه ذلك؟
وكل هذا الحديث قد قراته نور في عين والدها لانها كانت تشاهده من فتحه الباب .
نور: اعتذر يا بابا يا حبيبي انا اسفه لاني لم اراعي سنك او مرضك واخطاء اصبحت كثيره؛ ولكن يجب علي تنفيذ مخططي لكي اقوم باصلاح خطاي؛ ولكن عندما ارجع لم اتركك ابدا او اجعل الحزن يدخل على قلبك؛ ونزلت على السلالم وهي تبكي وذهبت عند كريم الذي اخذها مسرعا الى الطبيب.
الدكتور: اتفضل انت يا كريم باشا وانتظر بالخارج وعندما انتهي من العمليه سوف اخرج لك.
وخرج كريم وتركوا وبعد ذلك طلب الطبيب من الممرضه ان تقوم بتحضير نور للاجراء العمليه؛ وبعد وقت ليس بكثير انتهت الممرضه من تحضير نور للعمليه؛ التي ذهبت في عالمها الاخر بعد اعطائها ماده التخدير.
وبعد فتره من الوقت انتهى الطبيب من اجراء العمليه؛ وانتظر قليلا حتى استعاده نور لوعيها ؛و اكد عليها انها اصبحت فتاه مره اخرى.
نور : تقصد انني الان اقدر أعيش حياتي عادي؟
الدكتور: ايوه ولكن يجب عليكي ان ترتاحي جيدا لكي تثبت العمليه.
نور : سوف افعل ذلك ولكن هل سيظل الالم ينتشر في جسدي بهذه الطريقه؟!
الدكتور: قبل ما كنتي تغلطي كان يجب عليكي ان تفكري في النتائج واظن انتي فاهمه انتي وصلت هنا ليه ؛ فكروا في اهلكم ماذا سيفعل اذا علموا بما جرى؟
وبخاصه انتي كيف لطالبه بمستواك العلم تقع في هذا الخطا؟!
وكانت نور سوف تقوم بتبرير موقفها ؛ولكن اوقفها صوت الدكتور الذي طلب منها عدم تبرير الخطا ؛ولكن يجب عليها ان تقوم باتخاذ قرارها ان لا تقع فيه مره اخرى ثم اشار لها بيده وابلغها انها يمكنها ان تذهب الان.
نور،: نزلت ومشيت مع كريم و بدات تحدث نفسها كده خلاص انا ارتحت؛ وربنا يعدي المشكله دي على خير انا لازم اروح اصالح بابا ولكن سانتظر حتى استعيد قدرتي الجسديه وبدات تمر الايام ونور تستعد و تقوم بتحضير الحوار الذي سوف يدور بينها وبين ابيها.
ومرت الايام ونور رجعت البيت وبتنادي علي باباها لقيته نائم؛ خلاص انا سادخل لكي انام والصبح اصالحه.
وهذا هو الدرس الذي يجب على الجميع ان يتعلمه ؛عندما تريد ان تبوح بمشاعرك؛ فلا تحدث نفسك وتقول سوف اخبره في وقت لاحق؛ لانك لن تعلم هل ما زال يوجد وقت للقائه وهذا ما حدث معي بالفعل ؛ في الصباح خرج ابيها سعيا لطلب للرزق.
نور: ان شاء الله هصالحه لما ارجع من الجامعه.
وذهبت نور للجامعه وهي لا تعلم ما ينتظرها ؛فعندما دخلت وبدات تسير بداخل الجامعه لاحظت ان الجميع يتهامسون وهم ينظرون اليها؛ ويضحكون وهم ينظرون الى هواتفهم.
و بدؤوا في توجيه الكلام اليها؛ فسالتها احدى الفتيات كيف لكي ان تكوني ماهره في التمثيل اريد منك ان تعلميني كيف اكون بهذه البراعه لكي استطيع ان اخدع الاخرين ببراءتي.
نور ماذا تقصدين؟ فانا لا اعلم عن ما تتحدثين عنه!
الفتاه وهي تضحك بصوت عالي وباسلوب ساخر؛ وطلبت منها ان تشاهد الفيديو الموجود على جروب الجامعه الذي يجمعها هي وكريم؛ ونور اخذت منها الهاتف وشاهدت اللقطات الحميميه بينها وبين كريم.
احدى الشباب تعالي مع نور؛ وكوني رفيقتي وسادفع لك المال التي تريدينه.
نور في هذه اللحظه لم استطيع ان ارى امامي؛ واصبحت امشي مسرعه وبدات صعود السلالم؛ وانا مشتته التفكير كيف لي أن احب شخص بهذه القذاره؟!
لهذه الدرجه كنت مغيبه وبدات الاسئله الكثيره تتضارب بداخل راسي؛ هل هو قام بنشره على المواقع الخاصه بهذه المواضيع ؛ام على مواقع التواصل؛ هل الان اقدر ان اسير في الطريق دون خوف من الاخرين؟
ام سياتي علي اليوم الذي اسير والجميع يوجهون الي اصبع الاتهام ؛وهنا دون ان ارى كنت وصلت الى الطابق الاخير في المبنى؛ فسقطت بسبب حجر صغير لم اراه تدحرج تحت قدمي؛ فتعرقلت قدماي وسقط ونزلت الى الاسفل وانا اشعر اني اغوص في بئر عميق حتى وصلت الى النهايه و فارقت الحياه.
وهذا ما حدث معي انا لم انتحر اتعلمين انا كل ما يسبب الحزن لي؛ اني فارقت الحياه وابي لم يغفر لي او يسامحني لاني لم اطلب ذلك.
وهنا لما ترد سهر عليها ولكنها اكتفت بنظره الحزن والدموع الذي ملات عيناها وهنا توقفت الحافله معلنه عن انتهاء الطريق.
سهر: سوف اقوم بالرد عليك الان.
نور :هنا في الطريق.
سهر عادي هذا هو الطريق المباشر الى منزلي ف البيت يبعد خطوات قليله عن هنا؛ ولذلك الجميع يتحدثون عني ويقولون اني مضطربه نفسيا.
لا تنظري الي باندهاش فعلا هم يتحدثون عني؛ المهم سوف اساعدك وساذهب معكي الى والدك واحاول ان اقوم بتوصيل رسالتك، ولكن يجب ان تعطيني اي موقف خاص بينكم او كلمه كان والدك يقولها لكي انت فقط لكي يصدقني.
نور: في هذه الحاله سوف تساعديني وتجعلي السكينه تدخل الى روحي؛ وابي ايضا سوف يرتاح عندما يعلم اني لم انتحر بسببه وكل ما حدث معي كان صدفه.
سهر: اتفقنا غدا بعد الجامعه سنذهب انا وأنتي الى منزلكم.
نور: خلاص اتفقنا.
سهر لقد نسيت ان اقوم بالترحيب بكي؛ اهلا بكي في فندق الاشباح؛ ثم اشارت بيدها لا تندهشي فالاندهاش الحقيقي الذي ستحصلين عليه عندما تشاهدي غرفتي فهيا نذهب لكي تحصلي على الاثاره الحقيقيه.
وذهبت هي وسهر لمنزل لكي ترى الشيء التي لم تتوقعه سهر ان يحدث معها.
