أخر الاخبار

رواية القلب الاخضر الفصل الثالث عشر13 بقلم رباب عبد الصمد

رواية القلب الاخضر 

الفصل الثالث عشر13

 بقلم رباب عبد الصمد

 الحاج صالح لمعتز ابنه بحدة / هل يعجبك ما حدث بسبب اهمال زوجتك لك ؟ لقد اهملتك وهى لا تزال عروسة فما الحل اذن ان انشغلت باطفال ؟ 

 تلعثم معتز فى الرد وقد خجل من والده ولم يعرف بما يرد ولكنه قال / كنت لتوى اتناقش معها فى هذا الموضوع و...

 قاطعه والده بعصبية / ماذا قولت ؟ تناقشت معها ؟ احقا ما سمعته اذناى ؟ 

 توقفت الكلمات فى حلق معتز فهو لاول مرة يرى والده بهذه العصبيه فهو دوما ما يعاملهم كصديق ولم يتذكر مرة ان تعصب عليهم هكذا 

 الحاج صالح مكمل بنفس عصبيته / وهل للرجل ان يتناقش مع زوجته فى كيفيه الاعتناء باقل واجباتها . فاقل واجبات المراة هو تحضير طعام زوجها وغسل ملابسه ثم صمت لبرهه وقال اذهب الحياء منك لدرجة انك لم تستحى ان ليلى هى من تقوم بغسل ملابسك . وان لم تستحى انت فهل زوجتك المدلله لم تغار من مدحك فى طعام ليلى ؟ ثم ارتفع صوته اكثر وازداد حدة وهو يقول ما ذنبها تلك المسكينه فيما تعرضت له من احراج بسبب افعالك انت وزوجتك المصون 

 اخذ نفس عميق وزفره بسرعة وقال / يبدوا اننى لم انجب رجال سوى ايوب انه الوحيد القادر على ان يدير بيته بما يليق برجل شرقى ريفى وان كان هنا لثار عليكما وانت تعرف انه ما يثور الا للحق 

 معتز حاول انت يتاسف ولكن والده لم يمهله واكمل قائلا / لا تتاسف فالغلط ليس عليك وحدك بل كلنا اشتركنا فى قهر تلك المسكينه وانا اولكم وانا متاكد ان كان الفهد هنا لنهرنى مثلما ينهركم وقد ينسى انى والده فى الحق 

 دخل طارق فى تلك اللحظة فتعجب من عصبية والده فسال ما باله 

 سخر منه ابيه وقال / اتسال ما بالى يا طاووس النساء ؟ انا اعترف اننى لم انجب رجلا سوى الفهد الثائر 

 طارق بضيق / ولما كل تلك العصبية ؟ وماذا حدث ؟ ولماذا تخصه وحده بذلك الثناء ؟

 الحاج صالح / كنتى لتوى اعترف اننا جميعا اخطانا فى حق تلك المسكينه وجميعنا اشترك فى احراجها بتلك الطريقة 

 فهم طارق الموضوع فقال بكل هدوء / لا عليك يا ابى فهى لم تشعر باى شىء من هذا بل على العكس فقد اعتذرت 

 الحاج صالح بضيق / كل دقيقة تثبت لى انها بنت اصول وانها ما تستحق منك تلك المعاملة ابدا 

 طارق بلا مبالاه / انا لم افعل معها شىء ليضيك صدرك هكذا 

 الحاج صالح وكاد ان ينفجر من غيظه ولكنه وجد ان عصبيته لن تفيد بشىء ولكن جاء وقت الكلام بالعقل والاقناع فقال وهو يحاول ان يتمالك غضبه واشار لمعتز / اسمع يا بنى لا يشعر الرجل برجولته فى الدنيا الا اذا شعر بها فى بيته وان فقد هيبته فى بيته فقدها فى اى مكان اخر فالبيت هو الاساس وعلى الرغم انك رجل ناجح وذى عقل رزين الا انك تترك كل هذا عند باب البيت وانت تدخل لزوجتك ولا اعرف لماذا واين شعورك بالنخوة وانت ترى زوجتك تتزين فى كل دقيقة الم يخطر ببالك انه قد ياتى اى زائر على حين غرة ويرى زوجتك هكذا فينجذب اليها ؟ ام لم تشتاق انت لطعم الرجوله وانت ترى زوجتك تهتم بخصوصياتك وتكون لك الصدر الحنون 

 ام حسبت ان الرجوله تكمن فى الفراش فقط ؟ 

 اخذ نفس ليهدا مرة اخرى من نفسه اذ وجد ان ابنه قد نكس راسه خجل منه فاراد ان يعود ليشد من عزيمته فقال / يا بنى الحق اعمدة بيتك قبل ان ينهار وضع اساسه من جديد واشرح لها اساسيات عش الزوجيه حتى لا تتحجج يوما انها لا تعرف ما تريده بالضبط حتى يكون لك الحق فى معاقبتها ان خالفت ما امرتها به ولا تجعل عشقك لها ولجمالها سببا فى هدم بيتك فكن رجلا لها تكن لك افضل النساء واعلم ان قمة جمال الانثى ليس فى التزين بل فى اكتساب قلب زوجها حتى يكتفى بها عن العالمين وفى حالتك تلك اكتفيت انت بزوجه اخيك عنها 

 اثارت تلك الكلمة غيرة طارق فنظر الى اخيه بحدة فعلم ابيه ان كلمته اصابت موضعها كيفما اراد ولكنه لم يشعره انه انتبه له واكمل كلامه مع معتز لينهيه ثم يبدا الكلام معه 

 الحاج صالح مكملا لمعتز / يا بنى الم اكن انا اولاكم بان تهتم ليلى بشئونى فانا مثل والدها وكهل ووالدتك ايضا لم لم تعد قادرة على كل شىء ومع ذلك لم تتركنى كلية لليلى ولازالت تهتم بخصوصياتى بنفسها على الرغم انها تعرف اننى لم يعد فى رمق لانظر لغيرها ولن اهيم بليلى بالطبع فهى زوجة ابنى ومثل فريدة فايانا اولى بالرعاية من ليلى انا ام انت ؟

 اعتذر معتز نادما وقد شعر بصغر حجمه اذ انه لم قد فشل فى ادارة بيته

 الحاج صالح بود لانه لم يحب ان يرى انكسار ابنه / يا بنى لا تعتذر فجميعنا قد اخطا فى بداية حياته حتى تعلم من كل اخطاءه وصار مستقيم العادات والواجبات ومن الان ستقسم اعمال البيت بين ليلى وصفاء وفى هذا سنريح والدتك ولكن كلا منهن تختص بخصوصيات زوجها ولا تركن فى شىء يخص زوجها على الاخرى 

 معتز برجاء / سافعل كل ما تامرنى به واؤكد لك انى ساكون كما تود ان ترانى ولكن لى رجاء واحد 

 لم يرد الحاج صالح وظل صامتا ليكمل معتز كلامه 

 معتز / رجائى الوحيد الا تخبر فهدنا الثائر بما حدث وهذا لست لانى خائف من ثورته ولكنى لا احب ان يرانى صغيرا فهو قد اشترك معك فى تربيتى ولا اود ان يرى ان تربيته لى كانت هباءً

 الحاج صالح بلطف / ومن قال ان تربيته لك صارت هباءً بل على العكس فان لم يكن رباك على الرجوله لما ندمت الان على تقصيرك فسبب ندمك هو ضغط رجولتك عليك 

 اوما معتز براسه واستاذن وخرج وهم طارق ان يخرج خلفه الا ان ابيه استوقفه 

 وقف طارق وهو يعلم ان ابيه سنال منه مثل اخيه ومع ذلك ظل صامتا 

 الحاج صالح لانه يعلم ابنه جيدا فقال / لقد من الله عليك بنعمة كبيرة واخشى ان تزول منك فتندم فالنعم لا تاتى الا مرة واحدة 

 تذكر طارق على الفور كلمة علي وهو يوصيه على ليلى فقال فى نفسه / لما كلهم يقولون انها نعمة وانا اشعر بانها شىء عادى وليس نادر

 الحاج على مكملا / لما نهرتها واحرجتها هكذا امامنا ؟

 طارق بسرعة وبعصبية / لانى وددت ان اعود اراها فى انتظارى واخذ عقلى يتخيلها ولكنى صدمت من مظهرها 

 الحاج صالح وهو ينظر له بنصف عين ليدرك ابنه انه يقرا ما بداخله ويعرف انه يوهم نفسه باجابة غير تلك التى فى صدره / ان كنتى تحاول ان توهم نفسك بتلك الاجابة الواهية الحجة ومع ذلك انا لن انكرها عليك وساناقشها معك 

 هل كنت ستطير فرحا ان رايتها فى كامل زينتها ام ان وساوس الشيطان كانت ستتملك منك وتقول لما تتزين فى عدم وجودى ؟ فهل عيناها رات غيرى ؟ ام انها لا تحزن من بعدى عنها وانا لا افرق معها ؟

 ثم ابتسم ساخرا وقال / لا تضحك على نفسك بحجج واهية انت جئت دون ميعاد

 لا تعرف لماذا فانت قد اشتقت لتلك المختلفة عما عرفتهم ولكن غرورك يابى الاعتراف ومع ذلك ورغم شوقك لها قابلتها بكل عجرفة وغرور وبحثت عن اى شىء تخفى به اضطرابك امامها فلم تجد الا مظهرها وعلى الرغم من شوقك اليها والذى رايته فى عينيك وجدتك ما هى الا ساعات قضيتها معها منفردا ثم من وقتها حتى الان تهرب منها نافرا لها وتتعامل معها بكل فتور وبالطبع انا اعرف السبب كما انى متاكد انك ستنكره لانك انت شخصيا لا تعرف سبب فتورك منها محددا 

 طارق بتوتر فقد قرا ابيه ما بداخله من حرب ولما لا فهو دوما ما يتعامل معهم ليس بصفته اب وبالتالى هم ايضا تعاملوا على سجيتهم معه فدرسهم جيدا ومع ذلك قال منكرا / لا يا ابى انا حقا نفرت من مظهرها وشعرت انها ريفيةولا تميل للرقى باى شىء وانها حقا لا تناسبنى وهذا كان رايى منذ البداية فلما تنكره علي الان 

 الحاج صالح / ابدا انا لا انكره بل اعترف به بكل صراحة فانا قلت انك اشتقت لذلك الشىء الجديد الذى لم تعتاد عليه ومع قربك منه ولمسك لبريقه وجدت انها لا ترتقى لمن عرفتهم فنفرت منها ولم تكتفى بها لانها لم تثير غرائزك مثلما تعودت ولكن كان عليك الا تقارن بينها وبين ممن عرفتهم فتكون ظالما لها 

 صمت قليلا ثم استطرد قائلا / ولكنها هى على العكس منك تماما اكتفت منك باقل القليل ولم تشتكى ولكن يا بنى الافضل لك ان تاخذ الكر فى كل شىء فتصير دوما الاول فى كل شىء فكان لك ان تفرح لحياءها وعدم خبرتها لتتاكد انك الاول فى حياتها وكان عليك ان تبدا انت معها من جديد وتعلمها حتى تمتزجان معا فتصيران شخص واحد ولكن فتورك السريع سيجنى عليك فتقع فى التهلكة فتحلى بالصبر معها فقلبها لازال اخضر برىء وما يخيفنى هو انت تفيق انت على وجع وما اشد الوجع الذى ياتى بعد الفرح او زوال نعمه كنا نظن انها لن تزول فبتنا مطمانين واذا بنا نفجع بزوالها فنشعر اننا لم ننعم بها يوما 

 طارق استساغ الانصات الى تحليل ابيه المخضرم ولذلك لم يقاطعه 

 الحاج صالح مكملا / يا بنى ارى ان البعد بينكم يزيد الفجوة بين قلبيكما وانت لم تعتاد بعد على امثال تلم المراة ولازال قلبك متعلق بمن يشبعون غرائزك الشهوانية ولكن عليك ان تعلم انهن زائفات حتى فى اشباعهم لك ولا تنسى ان لكل جنة حية ولكن فى يدك كنز ارجو ان تحافظ عليه ولديك حل من اثنين لا ثالث لهما اما ان تاخذها معك للقاهرة وتدير شركة اخاك وهى معك حتى يزيد الترابط بينكما وتستطيع ان تتخلص من شهوانياتك الحيوانيه فالزواج لم يكن ابدا لهذا فقط ولكن للاستقرار وتعمير الكون ونشوء الود بين الزوجين فيصبح كلا منهم حقا مكملا للاخر والا صار نصف اعوج لا يستقيم ابدا مع نصفه الاخر وانا ارى انك انت الاعوج ولابد ان تعدل من حالك حتى تستقيم معها 

 اما الحل الثانى هو ان تترك شركة اخيك نهائيا وتاتى لتستقر هنا مع زوجتك وتدير مع معتز اعمالنا 

 طارق وقد خاف ان يجبره والده على العودة للريف فقال لا يا ابى ان عدت ستضيع شركة فهدنا وليس ذنبه انه اعتمد علي ولكن كونى اخذ ليلى للقاهرة امر سافكر فيه 

 الحاج صالح وقد علم ان ابنه يراوغه فلا هو يريد ليلى معه ولا هو يطيق على العيش فى الريف فقال / لا تحمل هم اخيك فانت تعلم انه قادر على يدير عشر شركات وهو فى مكانه فهذا امر مفروغ منه ولكنك تحب المراوغة 

 طارق بتوتر فقد قرا والده للمرة الثانية افكاره فقال / اعدك ان ارتب لاخذها معى للقاهرة مع انى ارى ان ذلك كله تحصيل حاصل فهى لن تتغير 

 الحاج صالح / خذها اولا وبعدها قرر ما تشاء 

 ..........

 اتصل الحاج صالح بابنه الاكبر فهو دوما ما ياخذ رايه فى كل صغيرة وكبيرة ودوما ما يرتاح لرايه فان كان راي ابنه موافقا لرايه تاكد ان رايه صائب اما اذا خالف راى ابنه رايه تراجع فورا لانه يعلم انه سديد الراى اذ انه لف العالم وتعرف على كثير من الاجناس ولديه خبره كبيرة فى نفوس البشر بالاضافة انه لم يبدى ابدا اى راى الا بعد ان يفكر مليا 

 ولكن وجد ان هاتفه غير متاح فعلم انه فى مكان لا تغطيه الاقمار الصناعية التى تبث شبكات النت للسفن البحرية 

 ظل على ذلك يومين يحاول ان يصل اليه 

 بينما اعتدلت الامور الى حد كبير فى البيت فاصبحت صفاء تعتنى برزوجها وبالطبع لم تكن بنفس كفاءة ليلى وهذا ما شعره معتز وشعر حقا بالفارق فيما كانت تفعله ليلى وبين ما تفعله زوجته فتحدث مع نفسه وقال / كنت اظننى انى سانعم باهتمام اكبر ان اهتمت بى زوجتى ولكننى اعترف الان بفشلها ولكن على الصبر حتى تتعلم ولا يجي ان اسخر منها حتى لا اهبط من عزيمتها 

 اما طارق فلم يقل فتوره ولم يزد ولم يكن يجلس مع ليلى الا سويعات قليلة لا يشبع منها ولا تشبع منه وزاد البعد بينهم وقد مل وقته فى الريف فاذا بها تستيقظ فى الصباح فتجده قد جهز حالة للعودة للقاهرة فتعجبت منه فهو لم يخبرها ان عائد فقالت / بحزن انويت العودة لعملك ؟

 طارق وهو يحكم اغلاق حقيبته / نعم 

 ليلى / ولكن لما لم تخبرنى حتى اجهز لك حاجياتك 

 طارق بفتوره المعتاد / لا عليك فلم ارد ازعاجك وانا قد اعتدت على ذلك 

 ليلى وقد اقتربت منه وبهدوء قالت / ولكن الان انت لك زوجة وحقك على ان اهتم بكل ما يخصك 

 طارق وقد ضاق من نفسه ومن معاملته لها فهو بين مشفق عليها وبين فاترا منها / لا عليكى من كل هذا فانا غير غاضب من شىء 

 ليلى سالته وقلبها ينبض ان يجيبها بغير ما تريد / هل ستغيب كثير؟

 طارق / لا اعرف ولكن حسب ضغط العمل 

 ليلى وقد استشعرت بعدم لهفته للرجوع لها فقالت بياس / ولكنى اود الا تغيب عنى كثيرا فانا اشتاق اليك 

 نظر لها فوجدها منكسة راسها فهى اول مرة تقول له ذلك فمد يده ووضعها تحت ذقنها ورفع وجهها لينظر فى عينيها فوجد ان وجهه قد كسته حمرة الخجل وان عيناها قد اغرورقت بالدموع فقال فى نفسه / يا الهى احمر وجهها واغرورقت عيناها من تلك الكلمة البسيطة وماذا ان قالت لى بحبك صريحة 

 ثم عاد وقال لنفسه وكانه يعاند نفسه / ولما لا تقولها صريحة وهل ساظل امطرها انا وحدى بكلمات العشق وهى حجر اصم 

 وعاد مرة اخرى وحادث نفسه بالنقيض وكانه انقسم داخليا الى شخصين متناقضين ووجد نفسه يميل عليها ويقبلها قبلة عميقة لم يتركها سوى بعد فترة وابتسم لها وقال لقد اصبحت مغرم حياءك 

 ابتسمت له خجلا ولم ترد 

 خرج من امامها بسرعة وهو مشتت الافكار فلا يعرف ما ينتابه منها بين الحين والاخر لحظات تمر وهو شغوف بها ولحظات وهو لا يريدها

             الفصل الرابع عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-