أخر الاخبار

رواية القلب الاخضر الفصل الرابع عشر14 بقلم رباب عبد الصمد

رواية القلب الاخضر

 الفصل الرابع عشر14 

بقلم رباب عبد الصمد

 اخيرا وصل الى القاهرة وما وصل الا ووجد نفسه يتلقى مكالمة من فتاه عش ظلها كثيرا فحقا كانت تشع منها الانوثة الطاغية وقالت له مرضية غروره / اين انت يا طاووس النساء لقد اشتقت لاحضانك وللمساتك التى تجعلنى اتململ على جمر 

 طارق وقد اتسعت ابتسامته وقال مرضيا لنفسه / اين تلك التى تسمى زوجتى من تلك الكلمات العاشقة التى تذيبنى 

 بينما عادت ليلى لحزنها ولما قل عليها عبء العمل فى البيت والذى كان يشغلها كثيرا عن تذكر طارق فاصبحت تتذكره دوما ويتلهف قلبها للقاءه 

 اخيرا استطاع الحاج صالح ان يتواصل مع ابنه ايوب وبعد ان تحدث معه عن حاله واطمان عليه ساله فى لهفة / الم يحن الوقت لتعود يا بنى لوطنك وتستقر فيه 

 ايوب / ولانه لا يقل عن ابيه ذكاءاً فقد علم ان هناك شىء عجز والده عن علاجه فساله بتركيز / ماذا حدث يا حاج صالح ؟

 الحاج صالح مبتسما على حال ابنه فقد استشعر ما به رغم انه لم يراه امامه فقال / لم اخطىء يوما ان رايت فيك نفسى ورايت انك تفوقنى ذكاءً وكثيرا ما اشعر انى اتكلم مع مرآتى او انك توامى وليس ابنى 

 ضحك ايوب مناغشا له وقال / اتود ان تتصابى ايها العجوز لتتصور نفسك توام لى ام انت ترانى صرت كهلا أي الوصفين يروق لك 

 ابتسم الحاج صالح وقال / بل انا من صرت شابا يا ايها الكهل 

 ثم اخذ نفس عميق قبل ان يسرد له ما حدث وما هى الا دقائق وقد انتهى من قص كل شىء على ابنه ولكنه لم يرى منه اى رد سريع فصمت هو الاخر ولم يطالبه بالرد لانه يعرف انه الان يقلب الامور براسه ليخرج براى موافق او مخالف لراى ابيه ولكنه سرعان ما ارتاح صدره اذ سمع من ابنه ما اراح صدره فقد وافقه على كلامه 

 ايوب مكملا كلامه / اما من حيث ان ياتى طارق لعندك فلا فهو لن يستسيغ ابدا العيش هناك ثم انه متمردا ولا يحب ان يجبر على شىء وان استجاب لك فسرعان ما يهرب منك مرة اخرى فما نتيجة الاجبارالا الفرار وان هرب لن نستطيع اجباره على قبوله اياها ولا تنسى انه من البداية مكره على تللك الزيجة والاكراه دوما ما كان مكروه 

 صمت لبرهه وقال بضيق / وجب علينا ايضا ان نؤكد لانفسنا ان طارق رجل خبير بالنساء يشبع منهن فيزهد فيهن ولا يتهالك عليهن هذا كله فى حالة انه مخير فما بالك ان اجبر وبالنسبة لزوجته تلك فقد اخذ منها رونقها لانها كانت بمثابة شىء جديد غريب وما ان لمسه الا وانطفا بين يديه ولكن يسظل لامع بين الحين والاخر ولهذا هو مذبذب الراى فى قبوله اياها فى حيرة لا تدع للذهن ان يتجه خطوة الى اليمين حتى يرجع فيتجه خطوة الى اليسار ثم يتبلد حائرا فى موقفه لا الى هنا ولا الى هناك 

 اخذ نفس عميق اتبعه بتنهيدة حارة واستطرد قائلا / وكما فهمت منك فى انها تحاول ان تسترضيه ولكن بصمت وعدم مغالاه فهذا لانها على علم وثقه بخبرته فى امثالها ولهذا هى لم تبذل اى حيل مصطنعه لاسترضاءه لانها على علم ان مثل هذه الحيل لا يخيل عليه فقد راى مثل تلك الحيل ممن قبلها ولان المراة عموما ان شعرت بفتور من رجلها خاصه ذلك الذى مثل طارق لامت نفسها فى جمالها ولن تلومه ابدا فى ذوقه هو وانا على يقين الان انها حزينه من نفسها وقد قلت ثقتها بنفسها 

 وقد ولد هذا الفتور منه فتور ايضا منها فاصبح كلاهما متوتران فلا هما هانئان بوئام ولا هما قادران على خصام ولكن كلاهما يصرخ من حيرته 

 هو حائر لانه لا يعرف هل يرضى بها ام يرفضها وهى حائرة هل العيب فيها فتسترضيه ام ان العيب فيه فيجب عليها صون كرامتها 

 رد الحاج صالح بقلق من تحليل ايوب فقد وجد فعلا انها معضلة ليست بالحل السهل فقال / وما الحل اذاً ؟ 

 ايوب / الحل الامثل لطارق ترويضه عن طريق محاربته بنفس السلاح 

 الحاج صالح / كيف يا بنى 

 ايوب سافكر فى ذلك ولكن الاهم الان ان تراعى تلك المسكينه لانك انت الان المسئول عنها ولا تترك لتلك المغرورة اختها ان تنال منها اكثر من ذلك وانا من رايى ان تتركها تذهب لبيت اهلها لتراهم لعلها تغير من جو الحزن التى تعيش فيه وتعود لبيتك باشراقة جديدة ففريدة كما نعلم صديقتها وقد يتسليان معا فتنسى جفاء طارق معها 

 اما عن معتز فلا تخف عليه فهو رجل جسور وسيستطيع ان يروض تلك المتعجرفه 

 الحاج صالح / اعلم ذلك ولكنى وددت ان اشد عليه حتى اشعل فيه رجولته التى قد ينساها وسط عشقه لها فهى حقا ذكية وتعلم كيف تسلب لبه ونحن اولاد ادم نصير اطفال مهما كبرنا وبالاخص امام زوجاتنا وشهواتنا 

 .......

 ما ان انهى الحاج صالح كلامه مع ابنه الا ودعى ليلى وطرح عليها فكرة ان تزور عائلتها وتمكث عندهم فترة بسيطة لعلها تجدد نشاطها وتشتغل فرصة عدم وجود زوجها لتاخذ راحتها 

 استساغت ليلى الفكرة فقد كانت فى اشد الحاجة للحديث مع اخاها فهو الوحيد الذى ينصت لها كثيرا ويشعر بما تشعر به حتى وان لم تتكلم 

 باتت ليلتها حزينه تفكر فى زوجها الذى لم يتصل بها حتى الان وان اتصلت هى لا يجيبها 


غبت عنى وغاب كل شىء 

اين همسك واين قلبك واين انا 

ضائعة بين ذكرى وحلم وقلمى من بعدك يائن 

ايها الكثير بعضك يكفينى 

ايها الحنون غيابك يضنينى 


 ما ان انهى ايوب مكالمته مع والده الا وشرد فيما دار حوله الحوار وتنفس بضيق وتحاور مع نفسه وادرك انه قد ان الاوان ليعود ويساند والده فقد كبر والده ولم يعد يتحمل مسئولية ابنائه فهو بالكاد يتحامل على نفسه ليتولى شئون عائلته الكبيرة بما انه كبيرها ولكن ثقل المسئوليات وتشعبها يزيده هم على هم وبما انه قد ربى اخوته معه فهو الان الاولى ان يتحمل مسؤلياتهم 

 وقد شعر ايضا ان اخوته لم يعدوا اطفالا كما كانوا ولكنهم اصبحوا رجالا ولكنهم مع ذلك يحتاجون الى اعادة تاهيل وترويض وفى ذلك فهم يحتاجون يد من حديد تحكم السيطرة عليهم 

 ومع شروده فى حال اخوته تحول شروده على حال نفسه فالان قد قرر ان يعود ويستقر وهو من تمرد على ذلك من قبل وكان قد قرر انه لا استقرار له الا عندما يحين له الوقت ليكون اسرة ولن يكون اسرة الا عندما ينبض قلبه من جديد وها هوالان يتنازل عن كل مبادئه لاجل اخوته 

 ثم حادث نفسه مرة اخرى بمرار وقال / الجميع استقر وانا لا زلت ابحث عنه ثم ابتسم بحزن عندما تذكر حبيبته الاولى وقال ان كنت تزوجتها لكان عمر اول اطفالى الان ستة عشر عاما ومن ثم عاود يسال نفسه هل يا ترى اكبر ابناءها الان فى مثل هذ السن ويا ترى كم من الابناء انجبت ؟ 

 عاد الا واقعه وقد رهبه شروده وانب نفسه فهذا ليس وقت شرود فهو ربان سفينه ومسئول عن ارواح بشرية فقام وذهب لغرفة المراقبة وراقب فريق عملها ثم تقدمهم نحو التليسكوب واخذ يراقب هو البحر للحظات ثم نظر لاتجاة البوصله فوجد فيها انحراف قليلا 

 ضابط المراقبة / اراك تهلك نفسك كثيرا ايها القبطان فانت تقوم بعمل كل واحد منا وانت فى غنى عن كل هذا فالاجهزة الحديثة حلت مشاكل كثيرة واراحت الربان نت ثقل عمله 

 رد عليه ايوب وهو يحسب معدل الانحراف للبوصلة ليعرف الانحراف الحقيقى ودون ان ينظر اليه / اتريد ان اترك حياة ارواح بشرية لاجهزة اليكترونية التى من المتوقع ان تعطل فى اى لحظة فماذا يحدث ان لم اراقب بنفسى لاتحسس ان كان هناك شعاب مرجانية قد تصطدم بنا وتتسبب فى غرق السفينه وتوكلت على اطلاق صافرة الانذار الاليكترونية وتشاء الاقدار ات تكون معطله فى هذا الوقت فماذا يحدث للسفينه ؟

 لم يجيبه الضابط فهو يعلم انه محق وان الاجهزة وارد ان تعطل رغم كفائتها العالية ضد تلك المخاطر ومع ذلك فهو يرى ان ايوب يعطى الامور اكثبر من حجمها وانه يقدر وقوع البلاء دون وجود اى سبب للتوقع 

 ......

 ذهبت ليلى لبيت ابيها وما ان دخلت الا استقبلتها والدتها بالترحاب اما عن فريدة فقد صرخت من شدة فرحتها وسلمت عليها بحرارة 

 ابتسمت ليلى رغم حزنها وقالت مناغشة صديقتها / لقد انعكست الادوار واصبحت انا الزائرة وانتى المرحبة 

 فريدة بفرحة / نعم كم انا سعيدة وانا سيدة بيت علي اكرم الناس واحبهم لقلبى 

 ليلى ولا زالت تناغش صديقتها / ولكنى اشاركك حبه فلا تغترى انك استحوذتى على قلبه ايها الحمقاء 

 ضحكت فريده وقالت / اولا انتى لستى فى حاجة لان تعترفى بهذا فاخيك كل يوم يؤكد لى نفس الكلام وانا ارد عليه نفس الرد لن احزن ابدا مدامت من تشاركنى فى حبك هى صديقتى الوحيدة ليلى 

 ابتسمت ليلى وقالت / اننا متشاركتان فى كل شىء حتى فى عشق قلب رجل واحد 

 فريدة غمزت لها بطرف عيناها وقالت / ولكن لا تنسى اننى انا الاخرى اشاركك فى قلب اخى 

 هنا دمعت عين ليلى قالت / ليتكى وحدك من تشاركينى فيه ام نسيتى ان اخيك طاووس النساء فقلبه دوما ما يخلوا من الجنس الناعم 

 شعرت فريدة بحزن ليلى فهمت ان تسالها لولا ان رات علي يدلف الى الحجرة فقطعت كلامها 

 دخل علي وما ان راى اخته الا وفتح ذراعيه وهو يهلل بفرحة واحتضنها / اهلا ايتها العروس الجميلة اخيرا انار بيتنا من جديد فقد اظلم من يوم ان تركتيه 

 تمسحت ليلى فى حضنه وكانها اشتاقت للحنان ومع ذلك غالبت حزنها حتى لا تقلقه عليها وابتسمت رغما عنها وقالت / يكفى ان فريدة فيه فقد زادته نور 

 علي مناغشا اياها / اممم لا تجاملينى فقد ضحكتم جميعكم على وزوجتونى منها رغما عنى 

 فريدة وهى تضربه بخفة على صدره / اعترف ايها المراوغ انك كنت تهيم بى وانا التى كنت اتدلل عليك والادلة عندى كثيرة فاشعارك ملات كتبى 

 ضحك على ومد ذراعه الاخرى واحتضن زوجته وقبل راسها وقال / اعترف بذلك فانتى سر حياتى وضياء دنيتى 

 ابتسمت ليلى بحزن وهى لازالت بحضن اخيها وحزنت على حالها فقد رات بعينها دفء اخيها على زوجته وعليها وهى الان محرومه من اى حنان فقبل الزواج لم تذق اى حنان سوى حنان اخيها وبعد الزواج ظنت انها ستجد كل حنان الدنيا مع زوجها ولكن وجدت نفسها على العكس لم تجد حنان من زوجها وفقدت حنان اخيها لبعده 

 لم يخفى على علي ما كانت عليه اخته من حزن ولم تخفى لمعه دموعها التى راها اول دخوله ولكنه تجاهل كل هذا حتى تستريح وتهدا وبعدها يتكلم معها على هدوء 

 علي / اين زوجك 

 ليلى / لقد عاد منذ ايام للقاهرة فقد تكاثر عليه العمل 

 علي / كنت اود ان اراه . وما اخبار اختنا المدللة صفاء ؟

 ليلى / فى احسن حال ولا زالت تتدلل ثم صمتت لبرهه وقالت وكيف لا تتدلل ان كان زوجها هو من يدللها 

 فهم على ما ترنوا اليه اخته ولكنه ايضا تجاهل لحين اتاحة الفرصة للانفراد بها حتى تتكلم هى ويتكلم هو دون تكلف او خجل من وجود فريدة 

 دخل الحاج نعمان عليهم فابتسم فرحا لها واول ما سال سال على صفاء فقال / لما لم تاتى اختك معها 

 ليلى بلا مبالاه فهى تعرف ان اباها يفضل اختها ولن تكون مبالغة ان قالت انه كان يتمنى ان يرى صفاء هى الزائرة وليست هى / ان زوجها يغار ان تخرج بمفردها ففضل ان ياتى معها 

 الحاج نعمان بافتخار / له كل الحق فى ان يغار فمثل صفاء جوهرة غاليه يجب ان يخاف عليها 

 والدة ليلى وهى تدخل بالشاى فتقوم ليلى بسرعه لتحمل عنها الصينية / وهل هناك فى مثل جمال صفاء فله كل الحق ان يغار 

 اشمئزت فرية من مغالاتهم فى مدح جمال صفاء ولكنها لم تنطق ولكن كان المتكلم هو علي فقال بضيق منهم / ان معتز يغار عليها ليس لحسنها وجمالها الفتان ولكنه يغار غيرة الرجل الشرقى الذى لا يترك امراته تسير وحدها فى الطرقات فلابد ان كون حمايتها فى كل مكان تخطو اليه ولا تنسون ان معتز نفسه تتهافت عليه النساء ايضا فهو شاب جذاب حقا 

 فريدة بافتخار وبقصد كسرة غرور والدى ليلى / كل اخوتى يحملون من الجمال ما يجعلهم جذابين وامل كل فتاة فطارق اخى طاووس النساء ومعتز سلب عقول كل فتيات قريتنا اما ايوب فهو اكثرهم جاذبية حتى ان كثير من النساء من جنسيات مختلفة هن من يعرضن عليه الارتباط ولكنه ينأى عنهم جميعا وكما اشتركوا فى جاذبيتهم فقد اشتركوا فى انهم لن يرتبطوا الا بمن تصلح لان تكون زوجة تبنى معهم البيت وتناهضهم على الحياة 

 الحاج نعمان ولم يفهم ما قصدته فريدة / فى هذا عندك كل الحق فهم جميعا يشبهون اباكى فى شبابه فقد كان جذابا حتى كنا نحن نغار منه لان كل الفتيات كن يتكمنينه هو ولا ايا منهن تنظر الينا هههه 

 على بغيظ / ارى انكم دوما ما تحملون ان الجمال هو اساس السعادة الزوجية ونجاح الحياة وان كان الحب بجمال المظهر لبارت نصف نساء العالم ولما خلق الله اى امراة قليلة الجمال فقد خلقنا الله لنعمر الكون وان كان تعمير الكون باختيار الاجمل لخلقهن جميعا جميلات ولكن اساس بناء البيت هو عقل المراة وكيف ترضى زوجها بدليل اننا نجد ان هناك كثير لسن بجميلات ومع ذلك هاموا فيهن ازواجهن حتى ان اعينهم لم ترى منهم الا كل جميل ولا تنسوا ان الله عادل ولم يميز فرد عن فرد فان وجدنا امراة رائعة الجمال نجدها ناقصة العقل مثلا والعكس ولكن فى النهاية كلنا متساويين 

 ولايوجد امراة جميلة وامراة دميمة فكل النساء جميلات وعلينا نحن معشر الرجال ان نبحث عن الجمال فيمن ملكت ايدينا لنرى ان كل شىء جميل 

 كل هذا وليلى تنصت لهم فقط ولا تتكلم ولكن بداخلها كلام اخر فكانت تحاور نفسها وتقول / انا زوجى لا يبحث الا على الجمال الخارجى ولم يكلف نفسه ان يبحث عن الجميل فى وكانى لا املك اى شىء يجذبه الى 

           الفصل الخامس عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-