رواية عنان المدمر الجزء الثاني2الفصل الاول1بقلم فاطمة ابراهيم
انتهي الفرح وكان يوم يذكر في التاريخ فهو كان يوم زفاف اربع عرائس من الاشخاص الذي يتشرف بهم المجتمع من فهد المخابرات لرجال الأعمال وغير كل ذلك كان كتب كتاب أيضا "المـدمـر".
أخذ كل عريس زوجته وانطلق بها نحو سيارته ومنها علي المطار إلي وجهت الخاصه فمثلا ..!!
انطلق إياد و أميره إلي طيارته الخاصه إلي باريس لقضاء شهر عسل خاص بهم دون انزعاج من اشخاص اخره .
مع انطلاق الطائره من ارض مصر تحدث إياد بمرح وهو يغمز لأميره ويصفق بيده قائلاً:
"هــتــولــع"
اولته ظهرها من كثره الخجل ولكن مع اول اهتزازه للطائره كانت تقبع داخل احضانه قهقه ضاحكاً عليها ، مما جعلها تضم يدها و تلكمه بصدره بحرج.
قبل أعلي رأسها بحنان قائلاً بحب وهو يشدد من احتضانها :
نامي يا حبيبتي لسه قدامنا كتير علي ما نوصل
"ارتخي جسدها بين زراعيه ومن ثم اغمضت عيناها بأمان "
وكأنه تقول :
"غارقهٌ بكَ متناسياً هذا العالم بأكمله".
وعلي الجهه الاخرى كان يقبع سيف داخل طياره منطلقه نحو البرازيل موافقا لطلب تاره..
كانت هي تميل برأسها علي كتفه وهي تبتسم ببلاهه لا تصدق فقد تغيرت موازين حياتها التي كانت ترسمها بمخيلاتها منذ الصغر ، فا الذي بجانبها الان هو سيف معشوقها وحبيبها الحب الصادق ، لا حب المراهقه كما كانت تعتقد وترسم حياتها مع ابن خالتها "تـمـيـم"، حقا كانت خاطئه تحمد الله وتشكره كثيرًا أنه اظهر بحياتها "سيف" سارق قلبها منذ الوهله الاوله ولكنها كانت تكذب ذاتها فهي حقا تعشقه وتعشق لقبه الذي تلقيه عليه دائما ، وعند هذه النقطه انفلتت منها ضحكه مصطحبه صوت رقيق مما جعله بعدما كان شارد هو الآخر ينظر لها و يبتسم ابتسامه عذبه تسرق لُـب من يراه وهو يمسح علي خصلاتها قائلاً:
طب ضحكيني معاكي بدل الصمت اللي قاعدين فيه دا يا مجنناني.
رفعت تاره انظارها له قائله وهي تتخصر بمجلسها :
"انا مجنناك انا !!؟"
"طب والله حلال فيك اللقب اللي مطلعاه عليك"
سيف وهو يقرصها من أذنها بمرح متصنع الصرامه :
طب حذاري تقوليه تاني يا تاره بقي سيف باشا اللي مفيش شنب فيكي يا اسكندريه إلا لما بيعمله ألف حساب بيقي علي آخر الزمن علي إيدك ميكانيكي !!!
"قال اخر جملته وهو يقوس فمه بحنق"
قهقهت ضاحكه مما جعله يزداد حنقه ولكنه اختفي سريعا عندما اقتربت منه وهي تقرص وجنته كــ طفل يبلغ من العمر ثلاث أعوام قائله :
"أحلي باش ميكانيكي في حياتي كلها"
ضمها بين ذراعيه بحنان قائلا بحنق مصطنع:
"بتصلحي ابن اختك انتي ماشي لينا مكان يلمنا لما نوصل"
وصل لها معناه مما جعل الاحمرار يغزوا وجنتها وهي تخبأ رأسها بين صدره مما جعله يقهقه ضاحكاً عليها و هو يشدد ذراعيه عليها يود إدخالها بين ضلوعه..
"لو استطعتُ عانقتك عناقاً يجعِلك لا تفُرق بين نبضي و نبضك."
اما عند ثنائي المشاكسات كان تميم ينطلق بسيارته نحو طريق مخالف لطريق منزلهم مما جعل آيات تتحدث قائله بشك:
"دا مش طريق البيت ، انت رايح فين !!"
غمز لها تميم بعبث قائلاً وهو يكمل سواقته :
"لاء دا مش طريق البيت ، دا طريق شهر العسل ي كشمائي".
توسعت عيناها بصدمه قائله:
"شهر عسل أي دا ، اشـ حال اننا متجوزين من زمان"
تميم بصدمه:
"من زمان مين يا بت دا من كام شهر ، وبعدين احنا يعتبر لسه بنتجوز دلوقت ،ولا انتِ اي رأيك" انهي جملته الاخيره بغمزه مرحه مشاكسه ..
ضربت علي صدرها بحركه شعبيها مصطحباها بشهقه مما جعل عيناه تتوسع بشده.
آيات: حتي لو من أسبوعين بس خلاص يا حبيبي راحت علينا يلا لف وارجع تاني علي البيت .
تميم: انتي اتحولتي ولا أي فين الرقه والكسوفه اللي كانوا بيلبسوكي اول ما اتكلم معاكي وقلاقي طماطم زرعت في خدودك ولا عنيك اللي كنت بغرق فيها من لامعانهم ، وبعدين مين قالك بس انها راحت علينا دا الجاي احلي اسمعي منين بس انتي اتهدي شويه ونامي لحد ما نوصل ، مش نفسك تروحي دهب تقضي فيها كام يوم حلوين ، وتسترخي كدا قبل الدراسه.
آيات بتوتر وخجل حاولت مداراته تحدثت قائله:
اديك قولت الدراسه ، دا خلاص الدراسه الاسبوع الجاي ، وبعدين عايزنا نسيب امي وامك لوحدهم في البيت دا حتي تاره سافرت .
فهم تميم ما يدور ببالها ركن السياره علي جانب الطريق امام المطار ، ثم سحب يدها يقبل باطن كفها بحب وعمق ، ثم تحدث قائلا وهو ينظر لغاباتها الزيتونيه مما جعلها تبتسم تلقائيا.
تحدث تميم و عيناه تطلق بريق العشق الامع مما جعل نبضات قلبها تتسارع وهي تري كم الحب والحنان والدفء بداخل عيونه .
تميم:
"انا عايزك تهدي خالص ، وتعرفي ان انا مش بس بحبك لاء دا انتي ساكنه جوي قلبي من الطفوله ، من اول ما وقعتي عليا كوبايه العصير وانتي عندك سنه ونص وانا وقعت في غرامك مع وقوع العصير عليا ، انا اللي مكنش في واحده تملي عيني وكان دايما البنات حواليا "
نظرت له آيات نظره حارقه مما جعله يبتسم بعذوبة وحنان مكملاً حديثه:
"لحد ما لقيت ست البنات اللي مش ملت عيني بس ، ملت قلبي وحياتي كلها ، بحب عنيكي اوي بحس فيه بالدفء والحنان والحب اللي بتتكسفي تبيني غير لما بتغيري عليا او تلمحي بس اسم انثي قريب مني ، وقتها بتظهر كشمائي بجد بقي ، أحلي عيون شفتها في حياتي كلها عيوني بتسحرني ، مع ان عنيا نفس اللون بس عنيكي فيها لامعه خاصه وغريبه زي ما يكون فيها مغناطيس يشدني ليكي "
"فأصبحت أنا شَخصٌ غَارِقٌ فِي عُمقِ عِيناكِ" .
"بـــحـــبــــك"
تفوهت أيات بهذه الكلمه تأثيراً من عذوبة كلماته التي خطفت لُـبها وأغرقتها في بحور عشقه .
سحبها تميم سريها من يدها وهو يجري بها اتجاه المطار من الداخل وهو يتحدث قائلاً:
"بعد الكلمه اللي قولتيها دي قولي يا رب نوصل للطياره بسرعه قبل ما يمسكونا بفعل فاضح في الشارح ، اجري "
تلطخت وجنتها بحمره الخجل وهي تشتمه بسرها علي هذا الموقف المحرج وهما يجريان بملابس الزفاف بالمطار و صدح بجانبه اصوات التهنئه والتصفيق ومنهم همهمات الناس .
_ربنا يخليهم لبعض .
_شكلهم بيحبوا بعض اوي.
_اوعدنا يـا رب .
تحدثت آيات بحرج بعدما استمعت لبعض همهمات الناس:
"تميم أعقل مش كدا الناس بتتفرج علينا"
تميم وهو مازال يسحبهـا خلفه ويتمني وصول الطائره بأسرع وقت تحدث:
"انتِ دلوقت تسكتي خالص ومسمعش نفسك غير لما نوصل ،عشان مرزعكيش بوسه في نص المطار دلوقت" ، تسمرت بمكانها ونفضت يدها منه قائله مقاطعه إياه:
"بطل قلت أدب"
تميم وهو ينظر لها ولبريق عيناها و وجنتها الملطخة بحمره الخجل الزائده تحدث قائلاً:
"والاحسن كمان انك تقفلي عينك دي وتخبي خدودك اللي شبه الطمطمايه الطازه اللي عايزه تتاكل .
رمش عدت مرات بعينيها غير مستوعبه ما يقوله:
"تميم انت كويس يا حبيبــ؟!؟"
قطع باقي جملتها بيده قائلاً بتحزير مضحك بعض الشيء..
"بلاش تكمليها احسن ، اللهم بلغت وانتِ حره بقي ويلا الطياره وصلت". قال اخر جملته تزامناً مع صدور صوت يدل علي وصول الطائره وعلي الركاب الذهاب إليها ..
صمت ولم تعرف بماذا تُجيبه فالتزمت الصمت حتي صعدوا الطائره وكان طوال الوقت ينظر إلي داخل غابتها الزيتونيه الساحره بالنسبه له تحت خجلها الشديد ..
استكانت علي كتفه بعد مده وعلي ثغرها ابتسامه عذبه لا تعلم شعوره وقتها عندما يري هذه الابتسامه وكأنه كسب المباره بمركز أول ، وكأنه كان بسباق وهو الفائز ، وحقا هو الفائز بحبها ، هو الفائز بشعورها بالامان بجانبه ، هو الفائز بشعوره عندما تحتمي منه بين ذراعيه وداخل احضانه ، فهو سعي للحظه كهذه حتي يفوز بقلبها وحبها لـه.
"اللي بيحبك بجد هيبذل أقصي ما بوسعه عشان يطمنك ويخليك تثق فيه وتديله الأمان، مش هيخليك تايه ومحتار في اختيارك ليه، اللي بيحبك هيريحك لما يحس إنك كمان بتحبه وعندك الطاقة اللي تبادله بيها نفس الشعور، بس الأهم من ده كله انك تلاقي اللي يحبك بجد"
كانت تدخل إلي غرفتها مباشرةً دون التفوه ببنط شفه بعدما انتهي الزفاف ، بعدما كانت تجلس بجانب والديها بالسياره وهم بطريقهم للعوده إلي المنزل ، و رفضت الجلوس بجانب ما يسمي "زوجها المستقبلي" فهي حتي الآن مشتته تريد المكوس بمفردها وترتيب افكارها جيداً !!
دلف بعدها إلي المنزل والديها وأخوها "أسر"نظراً أن حسام يقوم بتوصيل محبوبته "هدير"..
تحدثت حنان بتنهيده قلقه :
تفتكر هي هتعمل أي ، انت عارف بنتك مش هتعدي الموضوع دا عادي كدا ، وهي مش بتحب حد يغصبها علي حاجه أو يجبرها تعمل حاجه مش عيزاها.
نظر لها أحمد مردفًا بحنان و ابتسامه تعلو ثغره:
انتي اللي قولتيها مش بتحب حد يجبرها علي حاجه ، وفعلاً محدش جبرها.
عقدت حنان حاجبيه لعدم فهم قائله :
ازاي محدش جبرها علي حاجه ، امال أي اللي حصل من شويه دا .
اردف أسر قائلاً بمرح :
يعني عايزه تقنعيني يا حنه ان البروته اللي اللي اتعملتلها دي في الفرح وضحكتها اللي كانت من الودن للودن دي ، وفي الاخر تقولي حد جبرها علي الجوازه .
أحمد وهو يضرب كف بآخر مردفًا بيأس :
يا ابني هو انتَ مش هتبطل تتصنت علينا يا ابن الجزمه انت.
حنان وهي تضربه بغيظ علي كتفه مردف بحنق :
ما تشتمش أمه .
أحمد وهو يلف يده حول كتفها بمزاح قائلاً:
وانا اقدر بردوا ، انا كان قصدي عليه هو ، تعالي يلا ننام وسيبك منه ، و اهو قال حاجه مفيده مره ، وعرفتي ان بنتك محدش جبرها علي حاجه ، وكل اللي حصل كان بمزاجها ، لأن لو هي كانت رافضه عمر ما كان حاجه هتوقفها ، وانتِ اكتر واحده عارفه بنتك وإصرارها .
"قال اخر جملته و هو يتجه بها نحو غرفة نومهم".
آسر قائلاً بمزاح:
الله يسهلوا يا حج أحمد ، خلي كل واحد فيكوا كدا مع الجو بتاعه وانا قاعد سنجول مع نفسي ، اما اروح أنام احسن ما يجيلي جفاف عاطفي .
بمجرد ما اعطي ظهره لهم وهو يتجه نحو غرفته وجد شيء يصطدم به بقوه من الخلف مسبب لع الألم.
أسر بصدمه :
لاء اوعي يكون اللي في باللي طب لحقت تجيبه امتي دا ، لف و وجد والدته مستنده علي باب الغرفه و هي تمسك بفردت خفها الثانيه وهي تصوبه اتجاهه ولكنه تفاداها وهو يسمعها تتمتم بسخط قائله :
"له حق أبوك يقولك يا ابن الجزمه ، جفاف عاطفي مين يا أبو اولي اعدادي ، روح نام يلا بدل ما اجي اضيعلك انا الجفاف العاطفي دا بالشبشب دلوقت"
جري أسر إلي غرفته سريعاً وهو يتمتم :
لا وعلي أي الطيب احسن ، تصبحي علي خير يا ست الكل ، أنهي جملته مع غلق باب غرفته سريعاً منعاً لأي اصطدام بأي شيء اخر.
دخلت حنان إلي غرفتها وهي تضرب كف بأخر علي عقل ذلك "الأسر" تحت قهقهت زوجها العزيز .
حنان :
طب بتضحك علي أي انت دلوقت ، الواد دا هيجنني في مره.
أحمد بمرح :
سلامتك من الجنان يا روحي ، يلا روحي غيري هدومك و اتوضي وتعالي اما نصلي الفجر قبل ما ننام .
ابتسمت له حنان ابتسامه عذبه خطفت لـُبه للمره التي لا يعرف عددها ، بعد مده كان ينهي صلاتهم التي كان هو بها أمامها في الصلاه ويقبل مقدمه رأسها وهو يدعي لهم بأن يديم الله عليه الستر والصحه، ويدخل الفرح والسرور علي قلوب أسرته جميعها ، ويريح الله قلوب اولاده .
غط الجميع في سبات عميم منهم الهاني بسعاده مع زوجته ، ومنهم من ارهقه التفكير فغلبه سلطان النوم ، ومنهم من ظل حتي بان الخط الابيض من الاسود يهاتف محبوبة فؤاده حتي غلبه سلطان النوم وأخذه إلي سبات عميق علي أمنيه أن يجمعه بمحبوبه بأسرع وقت ،وهنا في مكان آخر كان من يتألم نفسياً وجسدياً فقد خدع من كان يظن أنه اقرب الناس إلي قلبه ولا مره واحده لا اثنان وثلاثه حتي تمني الموت ولم يعد يريد الحياه وحيداً مجددا ..!!
كان مصطفي يصرخ من ألم بطنه حتي ذهبوا به من السجن إلي المشفي حتي يعالجوا ولكن حدث الغير متوقع لا علي البال ولا الخاطر ؟!!
فقد حدث حـريـق داخل المستشفى بأكملها ولم ينجي اي احد منه ظلت النيران تعلوا ولم يقدر أي أحد علي اخمادها تلك النيران ولا احد يعرف ما سبب أشغالها المفاجأ بتلك الطريقه البشعه !!!
بعد وقت طويل خمدت تلك النيران ولكن بعد أن أكلت كما كل من كان موجود بالداخل كانت الجثث مشوهه بطريق بشعه حقاً ..
بعد التحقيقات الكثيره والكشف علي جثث الموجودين و القيام بعمل تحليل الدم DAN عرفوا هويه الاشخاص التي أكلتها تلك النيران اللعينه ، أيضا وجدوا جثه "مصطفي" ولكنها
بالطبع لا يوجد أثر له نتيجه تشوه جثته ولكن تعرفوا عليها عن طريق التحليل ، فا يالا الحظ أن يمرض وينقل المشفي يوم ما تقوم تلك الحادث وتنتهي حياته كما
كان يريد بأسرع وقت ، ولكن هل كان يريد ان تنتهي حياته بتلك الطريقه البشعه ، ام هذا جزء من عقاب الله عما كان يفعله .
فا يا تري ما سوف يكون رد فعل عنان عندما تعلم بخبر مثل هذا ..؟!
يا تري حياة رحمه وإسلام هتوصل لحد فين وإسلام هيسافر و ياخد رحمه معاه عشان أخته ولا هيسيبها عشان حملها..؟!
يا تري حياة كل ثنائي سوف تظل كما هي ام سوف تحدث احداث تقلب لهم الموازين ، وبدل ان يكون شهر بطعم العسل ، يصبح شهر بطعم اخر لا يتمنوه...؟!
