CMP: AIE: رواية القدر الفصل التاسع والثلاثون39بقلم رحمه ايمن
أخر الاخبار

رواية القدر الفصل التاسع والثلاثون39بقلم رحمه ايمن

 
رواية القدر
 الفصل التاسع والثلاثون39
بقلم رحمه ايمن


كنا في وضع لا يُحسد عليه واحنا بنشاور علي بعض بصوابع الاتهام
والحقيقه بس هي الى هتوضّح مين الخاين ومين البريئ. 

قعدنا قدام بعض وانا الي ببدأ الاول،  يمكن برجفه خفيفه حسّها في كلامي ونبرتي ،  لكن افهمه ازاي انه خوف علي الصور الي شوفتها،  خوف اني اخسره،  خوف انه يكون عمل كده فعلا
نفضت افكاري وانا بحاول افتكر الي حصل بتركيز. 

                ƑĹÃŜĤ βÃČЌ 
3:00 مساءا

- اي يا فوفه طمنيني علي النتيجه؟ 
فيروز 
:  لسه مطلعتش يا عهود،  لسه كام يوم كمان 
كنت عايزه اسألك عن خلطه الڤجتار الي بتعمليها في البيت عشان نسيت اشتري كيس جاهز من سوبر ماركت 
- عينيه يا باشا،  ابدأى معايا يلا. 

اتكلمت معاها وانا بقلى السمك وبعمل رز صياديه وبتلكع عشان حرفيا برجع الساعة 8 او 10 الايام دي وبستنى ف زي الفل اوي 

فتحت تلفوني علي مسج منه علي الساعه 9:00 بليل 
وانا بقراها بقلق
" عهد انا واقع في مشكله كبيره حاليا،  هبعتلك عنوان تيجي عليه ، واول ما تيجي هحكيلك،  تلفوني هيفصل شحن فمتبعتيش حاجه،  مستنيكي ضروري متتاخريش "

قفلت التلفون والقلق والخوف بسيطره عليا وانا بشوفه offline وتقريبا تلفونه فصل فعلا،  جريت علي فوق وانا بلبس اي حاجه قدامي وركبت تاكسي وعرفته العنوان ووصلني عليه 

اول ما دخلت دورت ب يعيني ملقتوش،  اتصلت مبردش وبعدها لقيت معتز قدامي! 

معتز بخضه مصتنعه 
:  عهد!  بتعملي اي هنا؟ 
نزلت عيني بهدوء وانا برد عليه وصوتي واضح القلق في نبرته 
- مفيش إياد كلمني وقلى انه في مشكله كبيره عنده وبعتلي العنوان ده فجيت عليه،  انت شوفته او حاجه؟ 
معتز بقلق كاذب وتحدث بتلقائيه 
:  لاء يا عهد مشفتوش،  متقلقيش ان شاء الله خير،  تعالي اقعدي هنا في الاستقبال وانا هسالك عليه 
باين عليكي تعبانه اوي 
- لاء انا مرتاحه كده شكرا
معتز 
:  يا بنتي هو انا بقلك نطلع فوق،  اهو الاستقبال في وشك تعالي معايا متتعبنيش. 

اتحركت معاه بإستسلام بعد ما لح عليا وقعدت قدامه علي التربيزه الكبيره وانا بكتشف المكان،  طلع فندق! 
إياد هيكلمني دلوقتي ويقولي انه عنده مشكله في فندق! 
واذا صح لي اقابل معتز هنا؟!  معقول يكون كل ده صدفه 
بس ازاي وإياد قال لي إمبارح مخطط يومه وانه اخر اليوم عنده اجتماع طويل اوي في الشركه واحتمال يتاخر 
اكيد بفكر اكتر من الازم 
قربت إيدي من كوبايه قزاز فيها مايه فقرب إيده هو كمان ومسكناها مع بعض! 
اتوترت وسيبتها بعنف فوقعت علي المفرش بعد ما سابها هو كمان 

- انا..  اسفه مقصدتش 
معتز بالوقوف 
:  حصل خير مفيش حاجه،  هروح اقلهم واجي
وجددهالك 

تحرك من قدامي وتنفست بهدوء،  المكان ده خنقني،  وإياد مظهرش كل ده،  الشك بدا يتسرب جوايا فمسكت تلفوني وكلمت فيروز بسرعه 

" فيروز،  انا إياد بعتلي رساله وقلي انه ف مشكله وبعتلي عنوان وطلع فندق هبعتلك موقعه ،  ولقيت معتز هنا،  شوفي يامن فين وافهمى منه الي بيحصل وكلميني ضروري،  هستني رسالتك عشان اتحرك ،  فيروز ردى عليا ضروري  "

بعت الرساله وحطيت التلفون علي التربيزه بعد ما غيره المفرش،  جيه ومعاه كوبايه معايا وادهالي 
لكن طبعا عملت نفسي بشرب منها وملمستش بُقي بنقطه مايه من إيده وانا تلفوني بيفتح واشوف رد فيروز بعين ونص عشان مياخدش باله بعد ما قعد

" عهد طلع كدب ، يامن وإياد في اجتماع في الشركه دلوقتي وكلو تمام ،  متتحركيش من قدامه عشان ميشكش في حاجه،  انتِ بعتي لي الموقع خمس ثانوي واكون عندك 
متخفيش انا موجوده اتعاملي عادي.. "

اول ما وقفت عند "عادي"  التلفون شاشته اتقفلت وانا ببصله بخوف وتوتر محِتهم وركبت الوش المبتسم قدامه. 

معتز
: شربتي؟ 
- الحمد لله 

قعد يفتح مواضيع ويهزر وجاريته لحد ما جت ست كبيره وباين عليها التعب وقعدت علي كرسي جنبي وهي بتقول بإرهاق

~ كوبايه المايه دي يا بنتي لو سمحتي 
- اتفضلي يا طنط،  حضرتك كويسه؟ 

شربت الميه وهي بتخلصها و بتنهج وكانها راجعه من سباق 
واول ما خلصت ابتسمت وفتحت علبه حلويات قدامي وقدمت لي قطعه بإيديها وقلتلي بود 

~ اتفضلي يا بنتي،  حق كوبايه المايه 
- لاء يا طنط ده وجبي والله 
~ هتكسفيني اومال،  غسله إيدي قبل ما ادهالك متخفيش 

اتحرجت من جملتها وانا باكلها مره واحده وبقلها تسلم إيديها وانى مقصدش وبعدها تحركت من قدامي وخرجت من مكان ما دخلت وانا الدنيا بتلف من حوليا! 

حسيت بدوخه وانه جسمي كله بيتنفض!  ،  معقول تكون حطه لي حاجه في الحلويات!  

قمت من مكانى وانا شويه وهفقد الوعي فختل توازنى وكنت هقع فمسكتني إيد خشنه مكنتش غير هو 

معتز بإبتسامه نصر 
:  انتِ كويسه؟  في اى؟ 
- ان.. انا لل لازم اروح 

كنت بترنح والدنيا بتسود وتغيم في وشي اكتر واكتر ولسه إيده مسكاني ولسه جسمي بقشعر وبتصلب بسبب مسكته الغير مريحه بالمره 
وبعدها الدنيا اسودت خالص وانا بفقد الوعي وبروح لعالم تاني وبدعي فيروز تيجي بأسرع وقت. 

فوقت في البيت وانا بشوف فيروز قدامي وهي بتحاول تفوقني بمايه وعينيها بتنط شرر بعصبيه وخوف في تعبير واحد 

- اي الي حصل؟ 
فيروز 
:  الحيوان خدرك وكان هيطلع بيكي علي الاوضه بس انا لحقته ووصلت قبل ما يطلع وشوفتك وانتِ بتقعي بين إيديه
- الحمد لله يا فيروز،  الحمد لله انك وصلتي . 

حضنتني وعينيها بتفيض فرحه وشكر انها لحقتني في الوقت المناسب واني فُقت علي خير 
قعدت معايا شويه هديت وحكتلها الي حصل ومشيت وانا بأكد عليها متقلش حاجه لاياد واني انا هقله في الوقت المناسب بالهداوه. 

الساعه 12:00 مساءا 

دخل بقميصه المتشمر وماسك الجاكت ورا ضهره بصباعه 
وعيونه الي بتتطلب النوم منه غسلت روحي وابتسمت ونسيت كل الي حصل. 
= مساء الورد 
- اهلا يا حبيبي 
دخلني في حضنه كالمعتاد اول ما يرجع فتشبثت فيه ومخرجتش منه بسرعه عكس كل مره فبصلي والقلق مالي عينيه 

= في حاجه؟ 
- مفيش تعبانه شويه فكنت باخد طاقه، المهم عملتلك شويه سمك انما اي قمااار 
= ايوا بقي الحقينا باكلك هقع من الجوع والله 

                βÃČЌ.

عروقه برزت وهو بضم إيده بعصبيه والنار بتطلع من عينيه وهو بشتم معتز باسوء الالفاظ الى سمعتها منه يوم 
وبعدها سأل بهدوء عكس الي بيحصل في جسمه 
= مقلتليش لي من وقتها؟ 
- بعدها بيوم كنا معزومين عند عمتي جميله 
وبعدها نتيجه عمر وكنت مستنياك انهارده عشان اقلك فسابقني. 

سكت ونزل عينيه في الارض وهو الندم بيطبع علي وشه بعد ما رديت علي سؤاله بنبره بارده مسمعهاش مني من زمان،
من اول جوازنا تقريبا. 
كسرت الصمت وانا بقولوا ببرود 
- ودلوقتي دورك يا إياد،  اطربني اتفضل 
حرك راسه الاتجاه التاني وهو بقول بترجي واضح وصدق كبير في صوته وعينيه 
= بس لازم تكوني عرفه انه كان غصب عني،  والله يا عهد ما ليا ذنب في حاجه. 

كورت إيدي وانا براكين بتطلع من قلبي،  قُربها منه لدرجه دي دمرني !  ،  وعدم منعه ليها دمرني اكتر 
لي يا إياد،  لي كده. 

                ƑĹÃŜĤ βÃČЌ. 

= حاضر يا عمو مستنين حضرتك،  سلام 
يامن بتعب 
:  إياد انت شوف الحج حازم واعمل الصفقه دي،  لازم امشي لانه فيروز مستنياني ووعدتها هروّح بدري انهارده 
= حاضر يا أبيه،  روح انت وانا هخلص معاه. 

يتحرك يامن وهو يأخد حقيبته ويذهب إياد لاخذ الورق من مكتبه والتحرك خلفه .  
يدخل مطعم فاخر إعتادوا دئما توقيع الصفقات بيه،  ف هو تابع لحازم الشهواني ويحب إياد ويامن أكله كثيرا. 

حازم بترحيب حار 
:  اهلا اهلا بالملك بتاعنا ول الكينج 
= ههه ازي حضرتك يا عمو؟ من زمان اوي مشفتكش 
حازم 
:  معترف يعني؟! يامن الي بيجي يشوفني ويتفق معايا كل شهر،  انما انت؟ 
عامل نفسك غضبان مني ومش عايز تشوفني 
= لاء والله ابدا!،  حضرتك تعرف معزتك عندي وانه الحياه العمليه بنسبالي تختلف اكيد،  وخيرك عليا مستحيل انكره

يربت علي كتفه بمرح ويتجه به لقاعه الطعام وهو يضع يده فوق زراعه كحركه عفويه منه بحنان صادق 
وبعد مرور دقائق جلسه ليتناولوا الطعام 

حازم بحُزن قليلا لم يبينه
:  عرفت انك اتجوزت،  الصور و الي حصل في الفرح منتشر علي النت بإتساع ،  بس حبيت اتاكد منك برضه واعرف تفصيل اكتر طبعا لو انت حابب 
= اه يا عمو اتجوزت وواحده زي القمر كمان 
حازم 
:  فرحان يبني؟ 
= صدقني مفرحتش في حياتي قد ما فرحت وانا جنبها،  علمتني معني السعاده والحب والراحه 
متفّهمه وزوق ومحترمه، بنت مكنتش احلم بوجودها في حياتي في يوم والحمد لله ربنا عوضني بيها بعد تعب كبير
وبقت شريكه حياه مش عبء عليا. 

حازم بإبتسامه هادئه لفهمه ما يقصد 
:   إياد الي بقول كده!   طلعت فعلا بتحبها 
اللمعه الي في عينيك تشبه كلامك عن حد زمان 
بس ميتعتبش عليك،  فرحان انك كملت حياتك بعد فتره قليله وقدرت تتغلب علي خزلانك وبقيت ترجع إياد المرح والمثابر الي نعرفه بتدريج 
كان عليك نظره من سنه بترعب السلطات الاعلي والاقل منك،  عملت لنا رعب علي الفضائيات وانت قد كده! 

يُحرك «الابهام والسبابه امامه»  ف يُحرج إياد قليلا ويبتسم ببرائه وهو يستمع لضحكته الرجاليه المحببه له فيكمل حازم بود حقيقي 

حازم 
:  ربنا يريح قلبك ويوفقك ، وانا بدعمك وفي ضهرك ديما انت عارف 
= اكيد يا عمي، شكرا ليك 
حازم 
:  نبدا شغل 
= يلا 

يتحدثوا بنهماك في المشروع الجديد بينهم فياتي له اتصال من عهد فيتحرك بإعتذار للاجابه عليها ويذهب للممر الداخلي داخل المطعم لانه اقل صخب وضجيج من غرفه الطعام. 

- السلام عليكم ،  الباشا هيتاخر وهنكد عليه ول اي؟! 
= ههه وعليكم السلام يا قلب الباشا، بحاول انجز والله بس في شغل كتير،  اتعشى ونامي قبلي احتمال كبير اتاخر اه 
- طيب هستناك برضه ولو مقدرتش هتعرف متكومه فين مش محتاجه اشرح 
بمرح 
= بقيتي بتحبي تتشالي كتير وهيجيلي الغضروف ها؟ 
سمي الله في سرك كده برجع تعبان! 
بمرح مماثل وتذمر طفولي
- ضريبه ل تاخيرك يعنيا 
= بقت كده يعني! خلاص يا ستي موافق،  هكلمك لما اخلص 
- ماشي يا حبيبي في حفظ في الله. 

يقفل الخط بإبتسامه هادئه تَشع حب ويلف للخروج فيجد فريده خلفه بمسافه قريبه وتربع يدها بحنق واضح 
تحرك للخلف خطوات بسيطه وملامحه تنقلب من الابتسام للجمود،  ومن السعاده التي تدغدغ قلبه لبركان ينفجر بداخله 

تمالك اعصابه وهو يتحرك بجانبها ويحاول تخطيها بسكوت وتجاهل فتقف امامه وتمنعه من الاكمال وهي ترفع عينيها الدامعه له

فريده بحنق 
:  لدرجه دي بتكرهني!  ،  إياد انت عمرك ما شفتني في حياتك وتجاهلتني ابدا 
من اخر مره في طلاقنا وانت مكلمتنيش ول مره ول بصيت في وشي وملامحي بتركيز من يومها
موحشتكش!  ،  نسيت وعودنا وكلامنا 
ومين دي كمان!  مين الي قدرت تخرّج منك إياد الي كان ملكي انا وتاخده بكل تفصيله وحبه وتضحكلها بكل سعاده وفرحه كده،  إياد قولي انه كل الي بيحصل ده كذب 
انك محبتهاش!  انك بتعمل كده عشان تغظني وديقني وانا فعلا هولع مش متغاظه بس!  هولع وانت قلبك ممكن يكون بدق لواحده تانيه،  إياد انا فريده!  فريده الي بتعشقها 
سيبك من كل ده وتعالي نبدأ صفحه جديده 
انا مش قادره اعيش من غيرك،  متسبنيش انا بحبك. 

نهت كلامها بشقهات وبكاء لم يأثر به او ب قلبه ولو قليلا ظل ينظر لها بجمود دون حركه 
شعر ب لذه الانتصار وهو يتاكد اخيرا من اخراج سم هذه الافعه من داخله وان قلبه لم يدق بصدق وجنون 
غير لعهد فقط الان وهذا يُسعده. 

قال بنبره بارده تخلو من العاطفه او الشعور 
= فريده احنا في مكان عام،  دموعك دي اتحفظي بيها لنفسك في البيت، خلينا نتكلم بشكل متحضر وتمني لي الخير،  زي ما انا بتمنى انك تلقى واحد يشبهك رغم انه صعب صراحه نادرا ما تلقي واحد حقير شبهك كده 
اعرفي انه عملت الي عليا وزياده معاكي واحنا حصل بينا نصيب وانتهي الحمد لله فاتمني كل واحد يروح لحاله بكل هدوء ، فرصه سعيده اني شوفتك تاني واتمني متتكررش، ودلوقتي عن اذنك اتاخرت علي الاجتماع

اتسعت عينيها بصدمه لم تغيب عن نظره وهي متوقعه رد اخر غير هذا ف لم يكن إياد ليرد عليها هكذا ابدا في الماضى 
اهو تغير لهذه الدرجه حقا!  مثل ما يقولون اهي ستخسره للابد!  ،  لاء لن ييحدث هذا ابدا 

كان سيتحرك من جانبها بهدوء وتجاهل فقتربت منه بإندفاع قوي وهي تسند يدها علي كتفه وتقبله دون إستعاب منه

وقف في زهول وتسربت قشعريره حارقه في جسده الذي تصلب مره واحده من فعلها غير متوقعه منها 
تدارك نفسه سريعا وهو يُبعدها عنه فتصتدم بالارض بقوه تؤلم جسدها 

فريده رغم جسدها المتؤلم ودموعها المنهمره  
:  انت ملكى انا مفهوم،  مش هسمح لها تاخدك مني 

نظر لها والنيران تخرج من عينيه بغضب اجفلها رعبا 
= انتِ مريضه!  لازم تروحي تتعلجي فورا ول انك بنت كنت مسحت بيكي بلاط المطعم ده كلو،  انا غلطان انى بتعامل معاكى بزوق والي عملتيه ده مش هيعدي بساهل مفهوم!. 

تحدث بنبره غاضبه حد الجنون فألجمها صوته القوي وهو يخرج من الممر بغضب يُخلع له جدران المطعم 
تقف وهي ترتب خصلات شعرها وتنظر للمصور خلف الحائط فيبتسم ويرفع لها «إبهامه»؛ بتم فتبتسم هي الاخرى بإنتصار وتتحرك خلفه. 

«في قاعه الطعام» 
يدخل إياد بعصبيته الجامحه ويأخذ الورق وهو يقول بإختصار شديد 
= عمى انا لازم امشي دلوقتي  ،  هنكمل بعدين 
حازم بقلق 
:  في اي يا إياد؟ حصل حاجه؟ 

تأتي فريده خلفه فينظر لها حازم بإضطراب ويقول بعصبيه 
حازم 
: بتعملي اي هنا يا فريده!  مش انا قلتلك متنزليش ورايه! 
انا اسف يبني ليك. 

نظر له إياد بعصبيه لم يستطع كبتها وهو يتجاهلهم ويخرج بصمت ونظره قاتله. 

لم يستطع الذهاب لعهد بكل هذه الحمم داخله،  ظل يدور بسياره في شوارع اسكندريه والهواء البارد يتخبّط به ولا يؤثر عليه،  يلعن نفسه علي فعل ليس له دخل به 
كم يستحقرها!  وكم يود تهشيم رأسها الان،  سحقا!. 

وصل المنزل الساعه 2 مساءا فوجدها في غرفه فيروز وتعانق الكتاب بيدها وتنام بكل سلام 
يبتسم براحه والسكينه تتمكن منه لرؤيتها وهي تنام في منتصف الفراش وشعرها الناعم يغطى وجهها ويدغدع عينيها بإنزعاج فتغضب وتبعده بيدها فضحك علي ملامحها البريئه.
لم يتكفل عناء حملها،  فنزع جاكته بإرهاق وحرر زِر من قميصه لتنفس ودخل بجانبها وهو يقربها له ويشم راحتها التي تهدأه دائما،   ويهدأ بالفعل

بصوت ناعس 
- إياد جيت؟ 
= وحشتيني 
- فيك حيل تتموحن دلوقتي،  اتخمد 
= ههه 

يضحك علي نبرتها المرحه المحببه له فتتثائب  بنعاس وتطوق رقبته وتنام بهدوء ف تغلبه جفونه وينام وهي داخله. 

                βÃČЌ 
رغم التبرير سكتنا. 
مقدرتش اقله انه غلطان ول هو قدر يقولي انى غلطانه 
شفايفنا متحركتش لكن عيونا اتكلمت ب. 
ودلوقتي قاعده مش قادره احدد احساسي ول هعمل اي بعد الكلام ده ؟.. 
                ------------------------------------------

تضحك وفي يدها الكأس وهو امامها في وضعيه مماثله يحتفلوا بفرحه الانتصار. 
معتز
: لو تشوفي شكله وهو بيسمع الكلام عنها والشرر بيطلع من عينيه،  متوقعتش يتعصب لدرجه دي الحقيقه 

تُحرك الكأس بيدها وتتبدل ملامحها وتتمتم بديق
فريده 
:  فكره انه تعصب لوحدها مخلتنيش مبسوطه لدرجه الي انت متخيلها دي،  انه يحب واحده تانيه غيري!  إياد! 
هه مين كان يصدق

تقولها بستهزاء وألم ظاهر عليها فيقول معتز بهدوء 
: متخفيش،  انهارده كل حاجه هتنتهى بينهم 
فريده بتنهد
:  بتمنى، صحيح بعت الرساله من رقمه ازاي؟ 
معتز 
: دراعه اليمين في الشغل تبعي،  رغم حبها لكبير ليه الا انها بتضعف قدامي وبتفذ اومري لما ليلتنا بتكون حلوه 

يغمز في اخر الحديث بمكر فتنظر له بغرابه وحيره اكثر فيقول بصوت خافت يغلب عليه الثقه وهو يشرب من كأسه 

معتز 
: ليلي ذات الاطراف الفاتنه 
فريده بضحك 
:  امم فهمت!  ،  بقي منطقى اكتر الي حصل  بنسبالي. 
حلو عجبتني. 
معتز بحنق 
: كنت عارف انها هتشك فيا فتفقت مع واحده كبيره في السن وقدرت اضحك عليها 
ول فيروز جت وسحبتها من إيدي وعرفت اخلع منها وصدقتني بصعوبه،  كنت ندمته عليها العمر كلو ومخلتهاش تعرف ترفع عينيها قدامه،  لكن حظها حلو بقي
نفسي افهم بس عرفت ازاى؟ لكن فيروز معروفه بزكائها من زمان فمش هدقق حلو انها معملتش مشاكل بس. 

تشرب فريده بصمت ولم تعلق علي حديثه فسال بفضول مماثل. 
معتز
: وانتي عرفتي منين مكانهم وجهزتي كل حاجه؟ 
فريده بروتينيه 
: كلمت صديق في شركة بابا وقلي علي المعاد الى بيتقابله فيه كل شهر و كان باقي يومين علي المعاد
لبست وخرجت ورا بابا واول ما فتح العربيه دخلت معاه 
قلي انه خارج ف شغل ف قلتله اني ريحه لوحده صحبتي وعربيتي عطلانه فروح انت مشوارك وانا هكمل بالعربيه بعدك ل بيتها
وطبعا عشان كنت تعبانه بقالي فتره معترضش ونزل قدام المطعم فعرفت انه هناك. 
حذرني اني اتحرك ورا وانه جي يقابل شخص مهم وانه السواق يوصلني ل بيت صحبتي ويرجع يستنى
واول ما تحرك ونزل، السواق تحرك فوقفته ونزلت بعده بمسافه عشان ميشوفنيش
رقبتهم وستنيت إياد يتحرك من قدام السفره واول ما دخل القاعه التانيه دخلت ورا وانت عارف الباقي 

يرفع لها معتز كأسه بفخر 
معتز 
:  بصحه نجاح خططتنا 
تبتسم وتخبطه له 
فريده
: بصحتك. 
                ------------------------------------------

نزّلت الشنطه العجل الصغيره إلي حد ما وفيها هدوم إستعمال مؤقت ليا فتنفض مكانه وقام من قعدته وجيه عليا بإستغراب. 
= اي الشنطه دي؟ 
بهدوء يغلفه البرود قليلا 
- اسمح لي اخرج اقعد مع عمتي شويه اهدا كام يوم ورجع تاني لو سمحت 
بخضه 
=  عهد انتِ بتهزري صح؟! 
- لاء بتكلم بجد،  اذن لي عشان اعرف امشي
= مش موافق 
- إياد انا بقلك لو سمحت؟ 

اتنفس بتعب وهو بسحب الشنطه من إيدي وبقعدني علي الكرسي وبيقعد قدامي وبتكلم بصوت وجعني لتعبه فيه 

= لو مشيتي هيكون وصلوا للي هما عايزينه 
الي حصل ده عشان تبعدي عنى وانتِ بتعملي كده يا عهد دلوقتي،  انتِ بتتخلي عني وهتحصل فجوه بينا مش هقدر استحملها فمتعمليش كده رجاءا. 
- هو انى اطلب هُدنه كام يوم يبقي بتخلي عنك؟ 
= لاء بس ده سوء تفاهم وتح... 
- متحلش ومحتاج وقت كمان مني،  دي رغبتي فأحترمها انا مخنوقه ومش قادره اقعد هنا دقيقه،  كل ما تخيل الصور بحس بجبل فوق قلبي ان.. انا آسفه 

خَنقتي غلبتني في اخر جمله وجفوني فاضت من جديد فغمض عينيه بعد ما الاحمرار اكتسحهم بوضوح ومسح دموعي وقام من قدامي وهو بحاول يتمالك اعصابه وقال بهدوء وجعني اكتر

= تمام يا عهد، اعملي الي يريحك وانا موجود ديما واول ما تحسي انك ارتحتي كلميني وهاجي اخدك وعشان خاطري مطوليش انا محتاجك وعشان خاطري مره كمان متعيطيش تاني بسببي او بسبب اي حد،  هجيب المفتاح ووصلك. 

اتحرك من قدامي وعيوني بدمع اكتر وقلبي بعاتبني ويقولي " لي كده؟ " لكن مقدرش اشوفه وتعامل عادي بعد الي حصل،  معنديش القوه دي ابدا،  ولازم امشي حالا ودلوقتي

« بعد ثلاثه ايام» 

عمر 
:  بابا هو فين خاله؟  حتي نادرا ما لقي online 
يامن بتحدث وهو جالس بالمقعد المجاوره له
:  اصل خالك بعيد عنك مكتئب؟ 
عمر 
:  مكتئب؟ 
يامن 
:  امم عهد منكده عليه 
عمر 
:  عهد مين الي تنكد عليه! ،  دي حتت سكره 
ملهاش هي في النكد ابدا،  هو يطول ضفرها اصلا 
روح قلبى دي يبخته بيها. 
يامن 
:  طاايب حلو اوي والله لقول لخالك ووتين واعلن عليك الحرب العالميه التالته بإذن الله 
عمر 
: شكرا يا حج يامن،  ابويا مخزن اسراري مفيش كلام 

يتحرك عمر بمرح ببجامته السوداء ويجلس بجانبه 
عمر 
:  اي رئيك ارن عليه؟ 
يامن 
:  شوف كده يا رب يرد عليك 
عمر 
:  عمره ما عمل غير كده يا حج،  دقيقه. 

= الو يا عمر 
عمر بعصبيه مرحه
:  خاله انا واخد الاجازه لو انت والحج يامن وست فيروز مش واخدين بالكوا يعني،  انا هطق من الزهق 
م يلا بينا السُخنه،  هنخطف المفتاح من التيتا ونروح الشاليه بتاعها هناك اي رئيك؟ 

= عادي يا عمر موافق،  انا فعلا لازم اخرج لتجنن 
عمر 
:  اشطا هنتفق واكلمك 
يامن ببرائه 
:  خدوني معاكوا؟ 
عمر 
:  لاء يا عم انت قَفلي وهتكتفنا،  انا وخاله بنحب الحريه معلش 
بضرب قفاه بعصبيه مزيفه 
يامن 
:  انا اي يا بن يامن يا متربي!  ،  بتقول اي سمعني؟ 
عمر 
:  مبقلش حاجه والله تنور يا حبيب قلبي 
خاله،  اعمل حسابك بابا جي معانا متجبش سجاير معاك ها،  خد بالك 
يامن بخضه
:  ايي! 
عمر بإبتسامه بريئه 
:  احم ازيك يا بابا عامل اي؟. 

يبتسم إياد عليهم بصدق فقده من ايام،  فروحه خرجت معاها من المنزل،  فلا يوجد منها غير رأحتها المعلقه بقمصانه التي إرتدتها ولم تغسلها 



بعد فيقبع عبيرها داخلهم ويعوضه فراغها عن قلبه ولو قليلا،  كم اشتاق!  وكم اصبحت قاسيه عليه. 
       
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-