أخر الاخبار

رواية القلب الاخضر الفصل الحادي عشر11 بقلم رباب عبد الصمد

رواية القلب الاخضر 

الفصل الحادي عشر11

 بقلم رباب عبد الصمد

 لاحظ معتز ان ليلى هى وحدها من تقوم بكل اعمال البيت حتى انها اصبحت تهتم بحاجياته هو شخصيا من غسيل وكى وتحضير طعام حتى انها حفظت مواعيد عمله اكثر من زوجته شخصيا 

 وكم كان هذا يؤرق معتز جدا فهو فى الاول والاخر رجل ريفى يحب ان تهتم به زوجته وليس زوجة اخيه كما لاحظ نفور والديه منها لعدم معازونتهم فى شىء وتكبرها فى التعامل 

 بينما الحاج صالح والحاج نعمان زاد الترابط بينهما ودخلوا شراكة فى كثير من الاعمال وسارت الامور ساكنة فى البلدة بالاضافة الى الالفة التى صنعتها ليلى بين افراد العائلتين 

 اما على وفريدة فكل يوما يزداد ترابطهم ببعض واصبح بيتهم ينضح من السعادة والهدوء 

 مرت ثلاث شهور اخرى ولا يزال طارق منهمكا فى عمله نهارا وبين فتياته ليلا وبدا يتناسى ليلى وبدات مكالمته لها تتباعد فى الفترات وتقصر فى الدقائق ويضن عليها فى الكلمات حتى صار معها فاترا فى المكالمات النادرة بينهم 

 اصبح الحزن حليف ليلى واخذت تتذكر ذكرياتها معه وضحكاته التى لا زالت تطرب اذنها ولا تزال مرتسمة فى الذهن سارية فى الجوارح كانها وظيفة من وظائف الاعضاء 

 فمن عجائب العواطف الرومانسية انها تظل مولعة بالذكريات فلا تستولى على النفس الا ورسمت لها طقوسا خاصة فى الخيال 

 لقد تمكن الحزن منها فلا حرمان او حزن يفوق حزن المراة التى فارقتها السعادة فان المراة التى لم تعرف السعادة يوما يكون حرمانها منها الطف من تلك التى ذاقتها حتى ولو لساعات 

 ولم تجد اى اجابة على فتور زوجها منها واخذت الاسئله تصدع راسها ليل نهار لما قضى كل تلك المدة دون ان ياتى ليراها ؟ الم يشتاق اليها كما اشتاقت هى اليه ؟ هل لم يعد يحبها ؟

 لم يشعر بها سوى الحاج صالح فنادى عليها ذات يوم فلبت طلبه ودخلت عليه حجرته فابتسم لها واشار لها لتجلس جواره على الاريكة فجلست على استحياء فابتسم لها بحنان اب وقال لها / هل اشتقتى اليه ولم يذكر كلمة زوجك او يذكره باسمه ليعلمها بطريق غير مباشر انه يفهم ما يدور بخلدها دون ان تتفوه بشىء ؟ 

 توترت من سؤاله المفاجى وبهتت من نفسها فهل عشقها فضحها الى هذه الدرجة ؟

 لم تعرف بما تجيب ولاحظ هو ارتجافها وتوترها فاراد ان يرفع عنها خجلها وقال مداعبا اياها / انا اكثر الناس احساسا بما تمرين به فانا عاشق قديم 

 ابتسمت له وقد دهشت من اسلوبه فى الكلام وكم هو ودود فهى كانت تسمع من فريده على اسلوب تعامله مع ابناءه وكيف كان يتعامل معهم كانهم اصدقاءه وليس كابناءه ولكنها لم تكن تتخيل ان يتعامل معها كذلك 

 ابتسم مرة اخرى وقال هل حقا كنت تعشق خالتى ( وتقصد والدة زوجها ) قبل الزواج ؟

 ابتسم هو لها فقدى علم انها خجلت من سؤاله فارادت مراوغته بموضوع اخر ومع ذلك قرر ان يجاريها حتى يزيل رهبتها فقال وهو لا يزال مبتسما / لا بل عشقت زميلة دراستى فقد رست فى جامعة القاهرة وكنت بطبيعة حالى لكونى مغترب فلم احاول ان اكون انا البادىء فى اى علاقة سواء كانت مع شباب او بنات ومع ذلك وجدتها هى اول من تعرفت على ووجدتنى انا انجذب اليها دون اى تردد ومرت الايام وصرنا ثلاثة اصدقاء لا نفترق انا وهى وصديقى الوحيد وقد كانت هى ايضا سبب معرفتى به 

 ومرت الايام ووجدت اننى عشقتها فقد كانت تحمل ملامح ملائكية وتملك ضحكة صافية لا يستطيع اى شاب ان يقومها وقد وجدت منها نفس الانجذاب لى وعشقت كل شىء فيها حتى حفظت حركاتها وتحركاتها وتفاصيل حياتها حتى توقعات ردود افعالها فى اى موقف صرت انا وهى مثل التوامين من شدة ما اختلطت ملامحنا من قوة عشقنا ولم نعرف لقصتنا تلك نهاية لاننا من الاساس لم نضع لها بداية ثم شرد قليلا وكانه يتذكر شىء واستطرد قائلا كنت اعشق شعرها الغجرى وفى الحقيقة لم اكن انا العاشق الوحيد لها فكان هناك كثيرين غيرى يشتهونها فقد كانت فارعة الطول ومتناسقة القوام فكانت حقا تسلب قلب وعقل اى شاب ولذلك كنت اشفق عليهم واقول لنفسى يكفينى انها تعشقنى دونهم وكنا نخفى عشقنا عن الناس خوفا من الحساد ولم نكن نعلم اننا نفعل بانفسنا ما من شانه ان يفرق قلوبنا وقد اتت الرياح بما لا تشتهى السفن ففى اخر سنة لنا بالكلية وقد كنا اتفقنا انى سافاتح والدى بالموضوع لاتقدم لخطبتها واذا بصديقى الوحيد يصارحنى بما يكنه لها وانه ينوى ان يفعل مثل ما نويت انا فعله فكانت تلك هى الصدمة الاولى فكيف اصارحه وامزق قلبه وقد صارحنى هو قبلى وجئت الى هنا وانا شارد الذهن وقد شل عقلى وادركت انى فاقد صداقتى معه لا محالة فليس من المعقول ان ابديه هو عن حبيبتى وما ان وصلت الى هنا وانا عازم على ما بدات قفيه واذ بالطامة الكبرى التى كانت بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير فقد امرنى والدى بالزواج من ابنة عمى حسب عاداتنا واخبرنى ان قد اتفق مع عمى وانا فى الامتحانات النهائية ولم يرد اخبارى حتى لا يؤثر علي فقد كان فى اعتقاده ان هذا خبر يسرنى سماعه ولم يعرف انه قد مزقنى اربا 

 ليلى وهى متاثرة سالته / وهل استسلمت ؟

 الحاج صالح / اتعرفين المقولة التى تقول ان لم يكن الطعم اضعف من السمكة التى تاكله ما كان الطعم ليقودن السمكة للهلاك 

 اى اننى انا كنت الطعم الضعيف وعائلتى هى السمكة فان كنت رفضت لكنت عرضت العائلة لنزاع لا يعلم منتهاه الا الله فاضطررت ان البى نداء ابى وعشت اياما لا اعرف كيف اقابلها لاشرح لها ما حدث ووجدت ان حب صديقى هو منقذى الوحيد فسافرت اليها وشرحت لها ما حدث وللعجب وجدتها من شدة حبها لى توافق ان تكون زوجة ثانية حتى وهى فى ريعان شبابها . حتى وان هناك عشرات من الشباب يهيمون حولها ومع ذلك رفضت اشفاقا بها وقلت لن اخسر صديقى ولن اكون انانى معك فاهنأى بحبه وفوزى بقلبه فهو خير منى فانا ضعيف 

 ولكنها بكت وتمسكت بى اكثر وقالت لا تقل هذا على نفسك فما قوتى الا بك وانت اقوى مما ترى ذاتك ولكن اراك تريد ان تظهر هكذا امامى حتى اتحول عنك ولكن هذا لن يحدث حتى لو صارت بيننا اميالا 

 ليلى متاثرة / وهل رغم ذلك تركتها 

 الحاج صالح / نعم تركتها تنعم بشبابها مع شخص يهيم بها فقد رايت انها ترمى نفسها بين النيران لاجلى ومن الظلم ان اتزوجها سرا لتعيش حياة متضطربة فلن اسم لنفسى ان اكون انانى فالعاشق يفنى نفسه لاجل حبه حتى وان قدم قلبه لغيره مادام سيصون حبه اترين هناك عذاب اكثر من هذا

 لقد اغرورقت عيناه وهو يتذكرها وكانه اشعل فى قلبه حب حاول ان يضمره لسنين بين ثنايات قلبه ولكنه حال ان يسكن ويهدا وقاستطرد قائلا / كنت فى قمة ثورتى بينى وبين نفسى وانا اراها تتزوج غيرى والادهى ان والدها كان متوفى فامر صديقى ان اكون انا وكيلها وان اسلمها انا له بيدى . طلب ان اقدم قلبى على طبق من نار بين يديه وعلى الا اصرخ او حتى أأن بهمس فقد كنت اشعر برعشة يدها فى يدى وانا قادم بها لاسلمها له ووجدها تتشبث بى وكانها تريد ان تقول لى تراجع ووجدتنى انا اشدد على يديها وانا اسلمها له وكانى اقول لها لا رجوع 

 صمت قليلا واخذ نفس عميق وقال / وكنت احسب اننى بهذا لن افقد صديقى ولكنى وجدت نفسى تناى ان تتواصل معه فكيف احادثه وانا اتخيل ما يفعله بحبيبتى فلم تهون على نفسى ووجدتنى فقدت حبيبتى وصديقى للابد ولكنى ظللت اراقبهم من بعيد حتى اطماننت انهم تالفوا معا وعاشوا حياتهم يومها فقط بدات اعيش انا حياتى 

 ثم ابتسم لها بحنان وقال / اياكى ان تصدقين تلك الاكذوبة التى اتدعيتها بخصوص الانتخابات 

 ليلى اومات بعدم فهم ما يقصده 

 فقال موضحا / انا لا احتاج الى مجلس الشعب وان كنت احتاجة كنت سافوز به بلا جد فالناس جميعا هنا يعشقوننى ولكنى عرفت من فريدة انك تعشقين طارق وان اخيك على يعشق ابنتى ولن يتم الزواج والجمع بين قلوبكم الا بتلك الطريقة اما بالنسبة لمعتز وصفاء فقد كنت اسمع عن حبها لذاتها ووجدت ان المناسب لها ليروضها هو معتز وانتى المكناسبة لطارق لتروضيه مع انى كنت اتمنى ان تكونى من نصيب ايوب فهو اكثر ابنائى ملائمة لكى ولكنى تاكدت ان الحب ليس فيه اختيار فنفذت الفكرة على عجل

 ليلى لا زالت صامته ولكن ملامحها قد لانت فقد اعجبت حقا بذلك الكهل الحنون ولاول مرة تشعر معه بحنان الابوة لانها لم تتذوقها يوما من ابيها 

 الحاج صالح / الان جاء دورك فى الاجابة 

 وجدت ليلى انه لا مفر من الاجابة فقالت بخجل / نعم اشتقت اليه 

 الحاج صالح / ولما لم تفعلى ما يجعله ياكل الارض ركضا اليكى ؟

 ليلى باستفسار / كيف ؟

 الحاج صالح / يا بنتيتى المراة لها اسلحتها الخاصة ومكرها وكان من الواجب ان تمطريه بكلمات العشق والهيام وان تتدللى عليه لتجعلى عقله دوما مشغول بكى ولا تترى فرصة ليفكر فى اى امور اخرى الا بكل ما يخصك 

 ليلى / ولكنى لست فقيهة بتلك العبارات 

 الحاج صالح / وهل عندما احببتيه احتاجتى الى عبارات لتعبرى بها عن حبك ؟ يا بنيتى العاشق لا يحتاج الى كلمات محفوظة او احرف متلاصقة ليقول كلمات الحب والهيام انما هو مطالب دوما بان يعبر بسجيته عما يدور فى خلده من اشتياق وهذا ابلغ تعبير عن حبك ام عجبك ان تظلى تعشقينه فى صمت ؟

 ليلى / ولكنى اخجل 

 الحاج صالح / يا بنيتى لقد تزوجتى طاووس النساء الذى لا يبذل جهدا فى انجذابهم اليه ولكنهن ماهرات فى جعله ينشغل بهن ولكنه انشغال كاذب لانه لا يفكر فى امراة الا وجالت بخاطره امراة اخرى واخرى فهذا ليس حب ولكن انتى زوجته واولى من كل هؤلاء ولكن عليك مهمة شاقة للدفاع عن حبك فاثريه بكلماتك ودلالك حتى لا ترى عينه الاجمالك ولا تطرب اذنه الا لسماع كلماتك واهتمى بمظهرك حتى تفتنيه فهكذا نحن ابناء ادم تميل قلوبنا لمن تفتننا ولما كانت قلوبنا تسيع اكثر من امراة شرع الله لنا اربعة واعلمى انا الحياة لحظات نمر بها ندركها وتدركنا وقد تكون تلك اللحظات صادقة او كاذبة وقد تكون سعيدة او حزينة ومنها ما يكون قدريا لنا ومنها من يكون بترتيب منا فلا تتركى لحظاتك الا وقد عشتيها فمهما حدث فيها من الم فقد تتعلمين منها ويمكن ايضا ان تعيشى فيها اجمل اللحظات المهم ان تعيشيها ولا تجعليها تمر هباء ومقصدى لا تتركى وقتك يمر دون ان تعبرى فيها عن حبك ما دام هو حقك 

 ليلى بتفكير / ساحاول واعدك بذلك 

 ابتسم لها وقال / بارك الله فيكى وروض لكى قلب طاووسك

 تركته وصعدت لحجرتك لتبوح لنفسها باشتياقها له 


اتظن ان الوقت فى يوم سوف ينسينى شوقى اليك ولهفتى وحنينى 

اتظن ان البعد سوف يجرحنى لا بل شوقى اليك يقتلنى فيحيينى 

ابقى كما شئت بعيدا وسازداد حبا 

فان كانت بينى وبينك الاقدار قد حالت 

فلا تحسب الايام عن ذكراك تلهينى 

            الفصل الثاني عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-