أخر الاخبار

رواية القلب الاخضر الفصل الثاني عشر12 بقلم رباب عبد الصمد

رواية القلب الاخضر 

الفصل الثاني عشر12

 بقلم رباب عبد الصمد

 فى احد الموانىء فى احدى البلاد الاوروبية فى حوالى التاسعة صباحا 

 ايوب يتابع حركة خروج السياح لقضاء نزهاتهم فى تلك البلد ويؤكد لهم عبر مكبر الصوت باللغة الانجليزية ان التجمع على سطح السفينة مرة اخرى سيكون الساعة الحادية عشر مساء وان السفينة ستتحرك فى تمام تلك الساعة وعلى الجميع التجمع من قبلها وانه لن ينتظر احد مهما كان شخصه

 احد السياح باللغة الروسية لرفيقته / عليكى يا عزيزتى ان تنهى سياحتك مبكرا فان ربان هذه السفينه اعرفه جيدا جاد جدا وحاد جدا وان تاخرنا ثانية واحده سيقلع دوننا 

 رفيقته / ايعقل ان يقلع دون وصول احد الركاب ؟

 السائح الروسى / نعم واكثر من هذا فقد ترك صديقى ذات مرة وهو فى احدى موانىء هولندا واقلع وكان دافعه الم يحافظ هو على مواعيده فلا يجب على ان اعطل من هم حافظوا على مواعيدهم فهو دوما ثائر وحاد 

 رفيقته / وماذا فعل صديقك ؟

 السائح / لقد اضطر لان يحجز على اول رحلة طيران وانتظرهم فى الميناء الذى كانت السفينة سترسو فيه فى المرة القادمة 

 رفيقته /امم اذن هيا بنا لننجز جولتنا 

 بنما اقترب مساعد الربان الاول لايوب وقال له / الن تاخذ قسط من الراحة ايها الفهد فانت منذ ايام ولم تتذوق طعم النوم 

 ايوب / ساذهب اولا لامر سريعا على المخازن والمطاعم لارى العاملين واطمان عليى عملهم ثم ساخلد الى النوم 

 قاطعه الربا الاول والتى كانت جنسيته هولندية / الكل على ما يرام فلا تقلق بشان احد والكل يعرف عمله واختصاصه فلن يهمل احد مادام كان يعمل ضمن فريقك فهم يعلمون تمام العلم انك لا تتهاون فى مجازاة احد ولكن انت من تجازى دوما نفسك بالعمل الدائم فهلا هانت عليك نفسك لتريحها بقليل من الساعات بعيدا عن التركيز والعمل 

 ايوب / لا عليك ففى عملى راحتى 

 المساعد / لا انت تهين جسدك بالفناء فى العمل فانت تعمل مكان كل فرد فينا لتريحنا جميعا وترهق نفسك 

 ايوب / لان كلا منكم له اسرة تحتاجه فى كامل عقله وجسده اما انا لم اكون اسرة بعد فلما لا اعينكم على ان تحيوا حياة طيبة مادام هذا فى استطاعتى ولن ينقصنى شىء 

 ابتسم المساعد ساخرا وقال / لم ينقصك ؟ كيف وانت تهلك نفسك فى العمل الدائم الم يكن هذا تجنى على راحتك ؟

 ابتسم ايوب ابتسامة عذبه له وقال / لا تخف سامر سريعا وساعود لاخذ قسطا من راحتى 

 ..............

 فى منزل والد ليلى 

 الحاج نعمان لزوجته / انا اول من تاثرت بزواج ليلى فهى الوحيدة التى كانت تعتنى بشئونى وتحضر لى كل شىء 

 زوجته / انا ايضا اصبحت ارهق من العمل فعلى الرغم من ان فريدة تساعدنى ولكنها لم تنجز معى ما كانت ليلى تفعله فقد كانت تقوم بكل شىء بنفسها 

 دخل عليهم على وقد سمعهم فقال ساخرا منهم / حتى وانتم تتذكرونها تتذكرونها فقط لاعمال البيت ولم تتذكرونها شوقا لها ولطلتها البشوشة فى البيت 

 الحاج نعمان / ما لك دوما تتجنى علينا ودوما ما تتهمنا بما ليس فينا 

 علي / معاذ ان اتهمك يا ابى ولكنى كنت اتمنى ان اسمع منك كلمة لهفه عليها مثلما سمعتك وانت تتذكر صفاء وتقول لقد اشتقت لمناغشتها ولجمال طلتها 

 امه / يا ولدى كلتاهما بناتى ولكنك تحب ليلى كثيرا 

 علي بحزن / يجوز ثم تركهم وصعد لفريدة فوجدها نائمة مرهقة 

 علي اقترب منها وملس على شعرها وقال مناغشا لها / 


احبك كلمة لها اول وليس لها ثانى 

فانت فى الحياة نبضى وعنوانى 

فكيف اصف الحب وانت فيه كل المعانى 

جننت بك رغم اتزان عقلى وعميت بك 

رغم سلامة البصر فمنك وبك اكتفيت 


 ابتسمت واعتدلت فى نومها وهمت ان تقوم الا انه استوقفها عن ذلك وقال مبتسما / اميرتى يبدو عليها التعب منذ يومين وانا مشغول عليها فهل طمنتينى عليها 

 اتسعت ابتسامتها العذبه له وقالت / اميرتك تنسى اى تعب مع اشراقة وجهك فى يومها 

 احتضنها وقبل راسها وجهز هو الطعام له ولها 

 فريدة / ارى انى مقصرة معك فلم تعد تتدلل مثلما كنت فى وجود ليلى واعلم اننى لست بماهرة فى صنع الطعام مثل ليلى ولكن اعدك بانى ساتعلم اكثر وساذهب اليها لاتعلم منها كل الاكلات التى كنت تشتهيها 

 علي بحنان / ولكنى لم اطلب منكى ذلك ولم اقل لليلى يوما عما احبه وعما اكرهه ولكنها عرفت كل شىء ببداهتها لانها كانت قريبة منى وكانت تحب ان تفعل ما احبه فترقبت ان تعلم بفراستها ذلك وانا اريدك مثلها لا تسالينى ولكن راقبينى واكتشفى طباعى بنفسك 

 فريدة / ولكنة اريد ان اسرع فى ارضاءك 

 علي / قمة ارضائى هى رؤيتى لكى وانتى تحاولين ارضائى حتى وان لم تفعلى شيئا

 ....................

 فى منزل الحاج صالح


 ليلى لتوها انتهت من اعمال البيت وقد خبزت لهم فطيرا شهيا وجاءت به ساخنا فوجدت ان معتز قد وصل لتوه من عمله وكانت صفاء جالسة جواره وهى فى كامل زينتها واناقتها واخذت تدلل فيه 

 ابتسمت ليلى لهم واعطت صفاء الطبق وقالت لها اطعميه من هذا حتى اجهز له غذاءه 

 اخذت صفاء منها الطبق ومدت يدها بدلال لتطعم زوجها بينما عادت ليلى للمطبخ لتجهز له الغذاء 

 وما ان ذهبت من امامه الا وقال وهو متجهم الوجه / الى متى ستظلين لا تهتمى بشئونى وتتركى ليلى هى من تهتم بى فهل انا زوجك انتى ام زوجها هى ؟

 صفاء بدلال / لا بل انتى حبيبى انا ولكنها هى هكذا دوما تريد ان تخدم الجميع ظنا منها انها بهذا تكسب ودهم وتجعلهم يكرهوننى حتى منذ ان كنا فى بيتنا 

 معتز غير مصدق / لا هذه اوهام انتى تحتالين بها على عدم حبك لخدمة زوجك وحتى ان كانت كما تقولين ليس لى شان بهذا وكل ما يهمنى ان تهتم بى زوجتى افلا تخجلين ان ليلى تغسل لى ملابسى ولا تغارين وانا اتذوق حلاوة طعامها فيالا حظ اخى بها فهى ونعم الزوجة كاملة المواصفات حقا 

 صفاء بغيرة / اهذا ما نجحت هى فى الوصول اليه كما قلت لك فاهتمت بك لتعشقها هى 

 معتز بصدمة / اجننتى هل اعشق زوجة اخى انا لا انظر اليها الا وكانى انظر لفريدة فهل يعقل ان تنظرين انتى لطارق نظرة عاشق ؟

 توترت صفاء فقد كانت بداخلها تحسد ليلى على زوجها اذ انه بارع فى معاملة النساء ولا تعلم ان اختها اول من قاست من جفاءه ولكنها لا تشتكى ابدا 

 استجمعت قواها وقالت / بالطبع لا 

 معتز بثقة / وانا ايضا كذلك والمهم عندى الان ان تهتمى انتى بكل شئونى من اليوم 

 جاءت ليلى باطباق الطعام واخذت تضعهم امامه وهى توصيه بالطعام جيدا اذ انه يبذل مجهودا فى عمله 

 سمعها من خلفها الحاج صالح وقد دخل خرج لتوه من غرفته ومعه زوجته فقال / انصحى نفسك اولا يا ليلى فانتى تحرصين على طعامنا جميعا ولا تنصحين نفسك فقد ساءت صحتك كثيرا يا بنيتى وهذا لا يرضينى 

 زوجته مؤكدة كلامه / معك كل الحق يا حاج صالح فليلى تحمل البيت كله فوق اكتافها ولا تكل ولا تمل من خدمة كل فرد منا ولكنها دوما ما تهمل فى نفسها 

 فى تلك اللحظة دخل زوجها طارق فقد عاد من سفره على حين غرة 

 طارق بطلته المعتادة وباناقته ورائحة عطره النفاذه وابتسامة عذبة / السلام عليكم 

 الجميع وهم متفاجاين / حمدا لله على سلامتك 

 الجميع فرح وهلل بعودته واقبل هو نحو ابيه يقبل يده واقبل نحوه معتز يسلم عليه ويرحب بقدومه بينما ليلى تسمرت فى مكانها لا هى استطاعت ان تتحرك نحوه ولا هى استطاعت ان تهرب منه وخالطها شعور متضاد فلم تعلم اهى فرحة بقدومه ام هى خجلة ان راها بمظهرها هذا فقد كانت بملابس مهلهلة وتوها ما انتهت من تنظيف البيت ولم يسعها الوقت لتغتسل وتهندم من حالها ولم تكن من الاساس تعلم بقدومه 

 لم تعرف اتبتسم من فرحتها ام تبكى من حظها الذى جعل عينه تقع عليها بهذا المظهر الرث

 بينما طارق لم يكن اقل منها توترا فهو ايضا تيبست اقدامه للحظات فلم يعرف لما اتى دون ان يعلمها اهو ليراها مفاجاة ليرى مظهرها دون اى تكلف ؟ ام لانه اراد ان يجد حجة ليبتعد عنها ؟ ام انه حقا اشتاق لتلك الجوهرة ذات القلب الاخضر والتى عشقته دون الطمع فيه ولم تكن مثل من تعرف عليهن ام ماذا ؟ هولم يعرف ان يحدد حقيقة شعورة وسبب مجيئه عل حين غرة ومع هذا تحرك نحوها ببطء وسلم عليها وقبل جبينها بفتور 

 ارتعدت ليلى وازداد خجلها عندما حول نظره للحظة نحو صفاء وعاد ونظر اليها وقال / الم تجدى ملابس افضل من هذه ؟

 اغرورقت عينها فقد شعرت بالحرج او بالاهانه فقالت متاسفة / معذرة فقد انتهيت لتوى من البيت وكنت ساغتسل واهندم من حالى ثم اننى لم اعلم بميعاد قدومك 

 رد هو بفتور تحت اعين الحاج صالح وزوجته الذين راقبوا الموقف وقد اشفقوا على ليلى من معاملة ابنهم ومن فتوره فى السلام عليها بعد كل تلك الغيبة ومن احراجه اياها امامهم وكذلك وكذلك تحت اعين اخيه الذى خجل من نفسه فلولا ان زوجته اهملت زوجته اهملت فى الاهتمام بشئونه ما كان حدث ذلك 

 الحاج صالح مدافعا عنها / الزوجة الصالحة هىى من تهتم ببيتها وبكل تفاصيله وعند عودة زوجها تتزين له والا ما الداعى لتزينها فى عدم وجود زوجها ثم انها ان تزينت فى عدم وجود زوجها لاضاعت الوقت فى الاهتمام ببيتها وفى هذه الحالة لن تعجب زوجها ايضا فايهما اصح ان تهتم ببيتها وتتزين عند قدوم زوجها ام تتزين فى كل وقت وتترك الاهتمام ببيتها 

 لم يتفوه طارق بحرف ولكنه القى نظرة سريعة على صفاء ثم اعاد النظر لها مرة اخرى دون ان ينطق ولكن حركته تلك التى قررها لمرتين على التوالى قد قالت كل ما كان يقصده وهو ان اختها دوما ما تهتم بنفسها 

 اجابت فى هذه المرة امه بعدما اشتعل غيظها لما وجدت صفاء وفى عينيها التشفى / زوجة اخيك تفعل ما تقصده انت فاهملت زوجها واهتمت بنفسها وكانت النتيجة ان زوجتك حلت محلها واهتمت هى به والحق يقال هى لم تترك منا كبيرا او صغيرا الا واهتمت باصغر اهتماماته 

 كل هذا وليلى لم تتفوه بحرف ولكنها شعرت بان حجمها يتضائل ويتضائل فلم تتحمل اكثر من هذا وركضت مسرعة وصعدت لاعلى لتغتسل وتهندم من حالها ولكن هل ستزيل الزينه كسرة قلبها الداخلية ام ستزيل اهانتها امام الجميع ام ستزيل شعورها بانها لا شىء امام من عشقته ؟

 وقفت صامته تتنفس بانفاس مختنقة تحت رشاش المياه والذى اختلط ماؤه بدموعها 

 انتهت من غسلها وخرجت وهى تؤنب نفسها واخذت تقول فى سرها / انه محق فانا لا اهتم بنفسى وانى لا زلت عروسة وكان على ان اتوقع قدومه بين اللحظة والثانية من غير ان يخبرنى فربما اراد ان يفاجانى وهذا ما فعله حقا ولكنى خذلته بمظهرى يا لحماقتى فزت بطاووس النساء حتى اهمله واتركه لغيرى 

 مدت يدها وبدات تصفف شعرها الطويل فدخل عليها وكان مقتضب الوجه فلاحظت دخوله وقد ارتجفت فلم تدرى من اين تبدا الكلام والاعتذار 

 اما هو فاخذ يتفحصها بعيون رجل خبير فاشتعلت رغبته فيها اذ ان مظهر شعرها المبتل وارتدائها لثوب نومها فكم بدت فى عينه جميلة رغم انها لم تضع اى من مساحيق التجميل فهى جميلة بطبعها 

 فاقترب منها فى بطء واحتضنها من خصرها وكان لمسته تلك كانت لها تحفيزا للاعتذار فاستدارت حتى اصبح وجهها مقابل له ولكونها اقصر منه فقد رفعت وجهها له واعتذرت بحياء عما بدر منها 

 لم يستمع كثيرا لكلماتها اذ ان رائحة قلبها الاخضر الصافى جذبته اليها فقد اعتاد هو على رائحة العطور النفاذة ولكن تلك من بيديه تشع عطرا من نوع اخر عطرا صافى فالصق جبينه بجبينها وقال لها بهمس / اريد ان تكون زوجتى مستعدة دوما لاستقبالى كما لا اريدها ان تخدم غيرى فاخى له زوجته وانا خاصتك وحدك فلا تنفذى طاقتك الا لى 

 تمسحت فى صدره وتشبثت فى صدره وزادت من اعتذارها واشعرته بندمها وشعر هو بصدقها وغاصا معا فى ساعات جميلة 

 نعم مجرد ساعات اختطفها معها ليشبع رغبته بذاك النوع الجديد فهى دوما بين يديه لا تفقه شيئا عن اساليب الاغراء او الكلمات الوالهة فكان هو من يعلمها وكم راق له هذا فقد شعر بخضار قلبها 

 ولكنه سرعان ما يعود الى الشعوربالفتور منها ويشعربانه فى حاجة الى امثال تلك التى تعرف كيف تثيره فى كل لحظة ولم ينكر فى نفسه ان وجد مع ليلى متعة من نوع اخر ولكنها لم تشبع غريزته التى قد اعتاد عليها واعترف امام ذاته انه ان لم يكن تعامل مع تلك الفاتنات قبلها لسعد بحياءها ولكنه الان يريد الاكثر وليلى لم تشبع كل مايريده 

 فاخذ يبتعد عنها ويتجاهلها ويقضى معظم وقته برفقه والده او اخيه او حتى الجلوس امام حاسوبه لمتابعة عمله 

 اذا فقد كانت شهوته معها شهوة لهفة وقتيه لانها لم تكن نابعة عن حب صادق 

 اما هى فكانت على العكس منه لانها كانت تحبه حقا فكانت ترضى منه بالقليل من الكلمات والنظرات وكانت تكفيها فهى لم ترى الاكثر من هذا وقد اعتقدت ان كل الرجال هكذا 

 اما هو فظل فى الحرب الداخليه بينه وبين ذاته بين راغب فيها ولكنه يريد الاكثر فتكون النتيجة انه يبتعد عنها كلية

             الفصل الثالث عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-