أخر الاخبار

رواية القلب الاخضر الفصل السادس6 بقلم رباب عبد الصمد

رواية القلب الاخضر

 الفصل السادس6 

بقلم رباب عبد الصمد


 فى اليوم التالى استيقظ ايوب على صوت فريدة ولكنها لم تكن على مثل الحالة التى تركته عليها امس فقد كانت متوترة وهى توقظه 

 فريدة بصوت خافض اخت توقظه وهى تقول / قم يا اخى فالوضع لا يتحمل ولن يوقف تلك المشادة سوى وجودك 

 قام ايوب على الفور وسالها عن سبب توترها 

 فريدة بخوف / انت بالطبع تعلم بخطة ابيك لانهاء المشاحنات بين عائلتنا وعائلة الحاج نعمان المنشاوى 

 ايوب وهو يركز فى كلامها / بالطبع اعرف كل شىء وانه سيخوض الانتخابات بنفسه ولن يسمح لغيره بالفوز

 فريدة / اذن عرفت ان والدنا سيذهب الان الى منزله ويخطب بناته لكلا من طارق ومعتز 

 ايوب / نعم 

 فريدة ولكن هذا ليس على هوى طارق ورفض بشدة ودخل فى مشاحنات مع والدك 

 ايوب وهو يزيح عنه الغطاء ويعتدل واقفا بسرعة وبعصبية / ومن يكون طارق ليقف امام ابيه فليس له اى قرار فى هذا 

 وهبط مسرعا لاسفل وما ان سمع طارق من الخارج صوت وقع اقدام ايوب الا وتوتر وسكت على الفور فهو يخشى ثورته 

 ايوب بعصبية / اجروءت لان ترفع صوتك فى حضرة ابيك ؟

 هدا الجميع خوفا من ثورة ايوب بينما تقدم نحو اخيه ووقف قبالته وقال / كيف تعترض على راى ابيك ام انك اعتدت انه يتعامل معنا كصديق ونسيت انه كبير العائلة وقبلهم فهو ابيك والراى الاول والاخر له وليس لك اى خيار فى اى قرار يتاخذه 

 طارق بحده / انت تقول هذا لانك لم تجبر مثلى على شىء 

 ايوب / انا لم اجبر لانى لم اعصى اما انت فلابد من وضع حد لنزواتك الشيطانية ام انك تعتقد انى اغفل عما تفعله فى شركتى ام ظننت اننى عميت عن كم المصاريف التى تبذرها دون مبالاه . يجب ان تعلم ان كنت لا احاسبك فهذا لا يعنى اننى اعمى وان كنت اعمى العين فلست باعمى البصيرة فاياك واياك ان اسمع لك همسا امام ابيك 

 طارق بعصبية / وكيف لى ان اتزوج من فتاه ريفيه لاتعقل للحياة شىء اهذه هى اخرتى ؟ اتزوج من فتاه جاهلة 

 ايوب وهو مضيق العينين / الجزاء من جنس العمل 

 طارق بتحدى / انا غير موافق وان كان فيها موتى او خسارة ابى فى الانتخابات 

 لم يكمل كلامه لانه تلقى صفعة على وجهه من يد ايوب ثم مد يده وامسكه من تلابيبه واخذ يهزه وه يقول اذن فانت قد حددت موعد نهايتك 

 بكت والدتهم ولمنها لم تجروء على الحديث فى وجود زوجها وابنها الكبير الذى ثارت ثورته 

 فريدة بترجى / ارجوكى يا ايوب اتركه فهو لا يعرف ليلى جيدا فهو يتخيلها فتاه جاهلة وهى ليست كذلك 

 الحاج صالح بصرامة / انه غبى ليرفضها وان عرفها حقا لتمنى بنفسه الزواج منها 

 طارق وهو مصدوم من لطم ايوب اياه / لكنكم منعتونى حقى فى الحياة بهذه الطريقة 

 دايوب تركه وهو يشعر ان اخيه عنده فقال بصوت اشبه للهدوء / تزوجها الان وبعدها ان اردت تزوج عليها من القاهرة وانت اقدر على فتح بيتين هنا وهناك ولا اظنها ستعترض ولكن يجب اولا ان تنقذ موقف اباك فى الانتخابات وتنقذ قرية باكملها قبل اشعال الفتنة فيها 

 فريدة وقد بدا الجو امامها اهدا من ذى قبل فقالت بهدوء / صدقنى يا ايوب ليلى فتاة هادئة وتحبك من زمن 

 طارق بعصبيه / ومن هى تلك الليلى لتحبنى فانا بالنسبة لها امنيه غاليه ولكن انا اين انا من هذا كله

 ايوب بعصبيه / كفاك ايها المغرور غرورا واحمد الله ان ارسل اليك من تحبك دون امل ولم يرسل اليك من تنتقم منك لافعالك ولا تنسى انك لابد ان تتذوق مرارة افعلك فما رد الدقة الا دقة مثلها 

 اقشعر قلب طارق فهو لا يتخيل ان يتزوج بمن تسقيه من نفس كاس الخيانة 

 الحاج صالح لهم جميعا / ساذهب انا وايوب غدا الى منزل نعمان وساطرح فكرتى وان وجدت قبولا ساجهز لعرسكم جميعا 

 لم يعترض معتز فهو يعرف تمام المعرفة انه لاجدوى من اعتراضه والا نال من ابيه واخيه مثل ما ناله طارق 

 بينما فريدة فكان هذا اسعد خبر يطرب له قلبها ولكن فى وسط هذا التوتر لم يسعها الوقت لاخبار علي او ليلى بما قرره والدها على امل ان تلتقى بها ليلا فى الجمعية وستخبرها 

 فى المساء لم تستطع ليلى الذهاب الى الجمعية حيث كان كلا من ابيها وابن عمها الذى سيخوض الانتخابات مجتمعان فى منزلهم للترتيب على الحملة الدعائية للانتخابات 

 وحاولت ان تتصل بفريدة او بعلي ولكن هواتهفهم كانت مغلقة 

 فى الصباح ذهب الحاج صالح وايوب الى منزل الحاج نعمان والذى لم يكن فى مقدوره ان يستوعب ما قاله الحاج صالح فعلى الرغم ان الحاج نعمان يحب الحاج صالح ويثق فى كل قراراته الا ان النزاعات المكمونة بين العائلتين حالت ان يندمجان كلية معا ولهذا لم يتوقع ابدا الحاج نعمان ان صديقه قد يجروء على الاقدام على تلك الطريقة 

 الحاج نعمان مرحبا بهم ولازالت الصدمة واضحة على ملامح وجهه فها هى حقيقة فالحاج صالح واكبر ابناءه وكبير العائلة من بعد ابيه فى داره

 لم يكن الخبر بالشىء الهين على جميع اهل البيت وبالاخص ليلى 

 عرض الحاج صالح موضوعه وطلب يد ليلى لطارق ويد صفاء لمعتز وفى المقابل طلب الحاج نعمان يد فريدة لعلى 

 خرج الحاج صالح بعدما اخذ وعد من الحاج نعمان بانه سيجعل ابن اخيه يتنازل عن الترشح له 

 ما ان اخبر الحاج نعمان اهل بيته عن سبب زيارة الحاج صالح وما تم الاتفاق عليه الا وصاح الجميع بين مهللا وبين مندهشا وبين موجوعا وبالطبع لم يكن موجوع سوى ليلى فبكت بشدة ولكنه كان بكاء مكتوما وصعدت لحجرتها 

 لم يشعر بها سوى اخيها علي فصعد خلفها وما ان دخل عليها الا وتعجب من حالها فقد كانت فى حالة انهيار فسالها بتعجب / لما كل هذا البكاء ولا اراه بكاء فرحة ولكنى اتعجب الم يكن هذا من كنتى تتمنينه وتعشقينه فى صمت الم تفرحى وتزهو نفسك وقد اتى اليك وطرق بابك بنفسه 

 ليلى بدموع / لا لم افرح ولم تزهو نفسى وتمنيت ان لم يكن يحدث هذا 

 علي / اتعجب من حالك حقا الم يكن هذا ما كنتى تسعين اليه فقد تحققت الالفة بين العائلتين وستتزوجين ممن تمنيتى فلما هذا القهر والالم اذاً ؟

 ليلى بدموع / لا هذا نصف ما كنت اتمناه فكون تحققت الالفة بين العائلتين شىء يسعدنى اما ان اتزوج بتلك الطريقة فلا ثم نظرت لاخيها وفى عينيها قهر الزمان وقالت وهى تشير بيدها على نفسها .اريد ان اجد من يحبنى لذاتى ويراى ما بيداخلى قبل ان يهتم بشكلى . كم وددت ان اتزوج بمن يشعر بى 

 علي / ولما لا تعتبرين ان مجيئه الان هو مكافئة الله لكى وقد اختصر عليك طريق الشقاء . اقترب منها ووضع يده على كتفها وقال بهدوء . افرحى بما اتاكى الله به فتصبحين من الفائزين هذا اولا 

 اما ثانيا فالوضع الان لا يحتمل الرفض لان هذا سيكون بمثابة الشرارة التى قد تشعل الحرب بين اهل القرية كلهم 

 اما ثالثا وهذا هو الاهم انه بمقدورك انتى ان تجعليه يراكى من داخلك فقلب الرجل مهما كان فهو فى الاخر قلب طفل يتاثر بالمغريات والكلام المعسول وبالمشاعر الفياضة 

 ليلى وهى تمسح دموعها وقد بدات انها وافقت على ما اختاره الله لها فقالت / عندك حق فلم يعد لدى اى خيار بل على ان اتظاهر بالقبول حتى وان كنت رافضة 

 ابتسم لها على وقال / لقد ضاعت فرحة عمرى بحزن هذا فكم كنت انتظر ذلك اليوم الذى اتقدم فيه لفريدة وها هو عندما اتى ضاعت فيه فرحتى ايعجبك هذا يا ليلتى ؟

 ابتسمت ليلى ابتسامة حزينه وقالت / رزواجك من فريدة احسن ما فى الموضوع فانتم الوحيدون الذين تستحقون فرحتنا جميعا فقد ذبتم من لهيب اشواق قلوبكم 

 قبل على جبينها وقال / وانتى ايضا احق منا بتلك الفرحة فانتى اساسها ثم دعا لها بالهداية وتركها وخرج 

 ظلت ليلى باقى يومها لا تعرف ان كانت تفرح ام تحزن بينما صفاء كانت فى قمة فرحتها فقد كانت تسمع الكثير عن معتز وانه رجل بمعنى الكلمة 

 اما الفرحة الكبرى فكانت لامهم وابيهم اذا اخيرا سكنت النار بين العائلتين 

 الحاج نعمان هو واولاده على مائدة الطعام فبدات والدتهم الكلام بسعادة / كم استراح قلبى لان ابنتى سيكونان مع بعضهما فى بيت واحد وفى الحقيقة زوجة الحاج صالح فى قمة الاحترام وبالتاكيد ستراعى الله في بناتى

 صفاء بابتسامة خجل ماكرة / لقد سمعت يا ابى ان معتز ذاك رجل قوى الشكيمة 

 الحاج صالح بكل هدوء / كل اولاد الحاج صالح رجال بمعنى الكلمة فقد احسن تربيتهم 

 علي وهو ينظر لليلى بحنان فقد لاحظ انها لا تشترك معهم فى الحديث فقال / وطارق ايضا انسان على خلق ويدير اموال والده بذكاء 

 صفاء بغل لليلى / لقد سمعت انه له نزواته مع النساء حتى انه لقب بطاووس النساء 

 علي بضيق / كل رجل قبل زواجه له نزواته 

 الام / انا فرحة لان ليلى سترفع راسى فى خدمة الحاج صالح وفى خدمة زوجتة وخدمة زوجها ايضا 

 لازالت ليلى تستمع فى صمت 

 الحاج نعمان / نعم وستريح صفاء من هذا فهى لم تعتاد على اى شىء من اعمال البيت واهم من هذا كله اننى لم اعد ارجوا احد من ابناء اعمامك للزواج من ليلى

 على بضيق / وهل ليلى وحدها هى من ستخدم الجميع ولما لا تتعلم صفاء ام انك تظن يا ابى ان ليلى ستخدم زوج صفاء ايضا 

 الحاج نعمان ولم يفهم مغزى كلام علي / وما العيب فى ذلك فهما اختان وسيساعدان بعضهما البعض 

 دمعت عين ليلى فهى ستعامل هناك ايضا كخادمة حتى انها ستخدم زوج اختها وتركت ملعقتها وقامت فى صمت 

 ما ان اختفت من امامهم الا وصاح علي فى امه قائلا / هذا نتيجة افعالك فانتى لم تهتمى بتعليم صفاء وتركتيها على انها فتاة لم تخلق للعمل فى البيت ووضعتى كل همك ان تعلمى ليلى لانها هى التى تليق بالخدمة فى البيت الم ترى حزنها واضح عليها ولم تفرح مثلنا 

 ثم نظر لوالده وقال / لما يا ابى تتعمد احراجها بين الحين والاخر فى حين انك انت السبب فى تعاستها 

 الحاج نعمان بصدمة من كلام ابنه ومن اتهامه بذلك فهو فى وجه نظره لم يتعمد هذا قط ولكنه كان يريد ان يستر ابنته / انا سبب تعاسة ابنتى ؟

 علي / اتسال ؟ نعم انت السبب فى كل احزان ليلى فانت من حرمتها من التعليم وانت من فضلت عليها صفاء ودوما ما تميزها لاجل جمالها الم تخاف من عقاب الله وانت تعترض على خلقه 

 ثم قال بعصبية اكبر / هذا ان كانت ليلى قبيحة الوجه وصفاء جميلته كما ترون انتم مع انى ارى ما لا ترون 

 غضبت صفاء منه وكادت ان تتكلم بخبث الا ان والدها اسكتها باشارة وقال لعلي / لم اقصد ذلك ابدا ولكن هى الكبرى وكان من اللازم ان تساعد امها 

 الام مؤكدة على كلام زوجها وقد دمعت عيناها / حقا يا ولدى كلتاهما بناتى ولكن ليلى هى الكبرى 

 علي بضيق / كفاكما انكار ما تفعلزونه معها فانتم تعاملونها بعكس ما تتكلمون الان وانت كنتم حقا كما تقولون لكانت استشعرت منكم الكثير من الحنان لتعويضها عما سلبتوه منها فى حقها فى الحياة 

 ثم قام وترك الطعام وهو فى قمة ضيقه على اخته وما ان ةصعد لغرفته الا وتوقف قليلا امام غرفتها وهم ان يدخلها ولكنه سمح نحيبها الذى تحاول جاهدة الا يسمعه احد فتراجع ولم يحاول ان يقتحم عليها خلوتها ولكن قلبه تمزق لاجلها

                الفصل السابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-