أخر الاخبار

رواية القلب الاخضر الفصل السابع7 بقلم رباب عبد الصمد

رواية القلب الاخضر

 الفصل السابع7 

بقلم رباب عبد الصمد

 فى المساء علي لفريدة فى الهاتف / من فضلك يا فريدة اريد ان اتحدث معكى غدا ضرورى جدا 

 فريدة وقد استشعرت ان هناك خطب ما فهى تعلم حالته حتى من صوته فقد عشقته بكل ما فيه وفهمت كل حالاته فقالت بتعقل دون ان تساله عما يزعجه / ساتى لك حالا فى الجمعيه 

 علي / لا اريدك بعيد عن الجمعيه 

 فريدة / وافقت وبالفعل ذهبت لمقابلته بالقرب من الجمعية 

 ما ان ذهبت ووجدته منتظرا لها فقالت بفرحة / ما بك ايها الزوج الشقى

 ما ان راها الا وتبدلت احزانه ورفرفت السعادة على ملامح وجهه فهى حقا الوحيدة القادرة على قراءة ما بداخله قبل ان يتكلم فابتسم له ابتسامة عذبة ومد لها يده واحتضن كفها فى حنان وقال / ما ان رايتك الا وذهبت كل احزانى 

 فريدة بسعادة / واى احزان تلك التى تداهمك فى يوم الاحتفال بتتويج عشقنا 

 علي بفرحة وقد تناسا ما هاتفها لاجله / حقا يا فريدة اليوم هو يوم ميلادى 

 فريدة مناغشة / اممم اذن لم اتى انا للدنيا بعد 

 وضع على يده على كتفها وقربها من صدره وقال / لقد خلقت انا وانتى فى صدرى نبيته صغيرةوكلما كبت كبرتى انتى وترعرعتى بداخلى حتى ملاتى قلبى وكيانى فصرتى منى وانا منكى 


تبتسم الساعات حين اراها 

ويطيب لى يا سادتى لقياها 

واذوب ولكنى احاول جاهدا 

ان لا ابوح امامها بهواها 

ارنوا اليها فى رقة وعذوبه 

واغار من عينى على رؤياها 

واحبها حبا اذا وزعته 

ملا الحياة محبة وكفاها 


 فريدة وهى تغمض عينيها واستنشقت الهواء البارد لتملا به صدرها وقالت / انا ايضا لم اجد نفسى الا وانا معك ثم نظرت له وقالت / لم اجد نفسى واشعر بانوثتى الا مع ثلاثة من الرجال ابى وانا ارى حنانه معى واخى ايوب وانا ارى فيه حنان الاخ والصديق وانت وقد جمعت في قلبك كل ما احتاجه من اشكال الحياة فصرت انت ابى واخى وصديقى وحبيبى 

 علي اخذ ينظر لها وكانه يتغلغل فى اعماقها وقال / احقا فريدة لن تتركينى يوما 

 قريدة بتعجب من سؤاله ولكنها قالت / ان استطعت انت ان تنزعنى من كيانك ومن قلبك فتاكد وقتها اننى تاركة لك ولكنى تاركة لك وانا ميته فانت الحياة بالنسبة لى يا علي 

 علي بحزن / ولكنى حتى الان لازلت خائفا 

 فريدة بتعجب / بعد هذه الالفة بين العائلتين ؟

 علي / نعم لا زلت خائف ولا تنسين انها الفة زائفة قد تتبدل فى لحظات 

 فريد / لا ارجوك لا تخيفنى واتركنا نعيش سعادتنا 

 علي / ولكن ما يخشينى هى اختى ليلى فهى الوحيدة التى ظلمت فينا بهذا الزواج 

 فريدة ابتعدت عنه قليلا ونظرت لوجهه بتعجب وقالت / ماذا قولت ؟ ثم استطردت قائلة من المفروض ان تكون هى اكثرنا سعادة فقد تحقت كل اماليها 

 قص عليها علي الحوار الذى دار بينه وبين ليلى واوضح لها وجهه نظرها 

 فريدة / انها لبلهاء فانا متاكدة من انها ستجعل طارق يدمنها فانا اعرف اخى فهو يعشق الانثى ذات العقل والدلال وارى ان ليلى ذكية فى هذا 

 علي باسف / فى العقل والجمال ليلى قادرة على هذا فهى ذكية وليست قبيجة ولكن ينقصها ثقتها بنفسها ثم نظر لفريدة وقال الجوع للعاطفة ابشع احساس يعيشه الانسان لانه ببساطة يكون عرضة للانهرام النفسى ويظل يعيش فى حرب نفسية مع ذاته قبل ان يعيشها مع الاخرين حرب اما ان تنتهى لصالحه او ضده . حرب اما يجنى منها خسائر او قلة من المكاسب لانه ان فاز بها ستكون لمدة قصيرة وتكون مكاسب هشة مثل ما كانت فرحتها بالزواج من اخيكى هشة 

 فريدة باستفهام / كيف ان تكون فرحتها بزواجها ممن تمنته ان تكون هشة 

 علي / تظل هشة لانها ستظل فى حالة جوعها للعواظف ولاى احساس مرهف ياتى تجاهها فمشكلة ليلى تكمن فى الاحتياج للعواطف ولكنى اخشى ان يذهب احتياجها هذا للانسان الخطا فى الوقت الخطا لان قربها منه لان قربها منه فى هذا الوقت وهى فى قمة ضعفها لن يكون الا حوجة وما ادراكى ما الحوجة للعاطفة انها تكسر الذات والكرامة وتظلم ذاك النور الذى خرج من قلب ملىء بامل حزين وما الانسان الا ذات وكرامة وقلب ينبض

 ولهذا انا اخشى عليها وهى تحت وطاة هذا الاحتياج ان تذهب بكل احتياجها هذا لاول حب طرق على قلبها فهى ليس لديها اى تجارب وهذا ما يزيد قلقى عليها 

 صمتت فريدة وهى تتمعن فى معانى كلماته وقد فهمت ما يرنوا اليه وشعرت بقلقه على اخته 

 علي مستطردا كلامة الحزين / كم تمنيت ان طالت المدة لتستبين الامور امامها حتى تدخل حالة من حالات الحب الحقيقية وليست حرب نفسية 

 فريدة / لا تخف على ليلى فهى ستكون وسط عيلة مليئة بالحب والترابط

 علي تنهد وقال / اتمنى ذلك 

 ......................

 فى منزل الحاج صالح / طارق تركهم وسافر وهو متجهم وابغهم انه سيعود على موعد الفرح 

 بينما ذهب الحاج صالح ومعتز لمنزل الحاج نعمان ليرى معتز عروسته

 خرجت صفاء لهم وقد هندمت من حالها وسلمت عليهم وما ان راها معتز الا واغرم بها وبجمالها وحمد الله على نعمته التى اهداها الله له 

 بينما ظلت ليلى فى حجرتها تبكى فقد تصدع قلبها عندما علمت ان طارق لم ياتى معهم ليراها واعتبرت هذا رفض لها منه وشعرت انها لازالت تعتبر بضاعة رخيصة عرضت فى سوق رخيص وقالت لنفسها / الكل قد اتته الفرحة الا انتى فها هى صفاء تنعم بعريسها وفريدة تنعم بمن عشقته الا انتى يا ليلى هرب منكى عريسك

 الحاج صالح ليسد الباب امام اى كلام لسبب غياب ابنه طارق فقال / لقد ذهب طارق لشراء بدلته وبدلة اخيه من افخم المحلات فى القاهرة 

 الحاج نعمان وقد طاب صدره بتلك الجمله / ربنا يكرمهم جميعا وزواج مبارك 

 بينما اخذ معتز يختلس النظرات لعروسه وهو يرقص فرحا عل نصيبه 

 الحاج نعمان / لما لم ياتى معك ايوب 

 الحاج صالح / لقد رفض وفضل ان يترك المجال للعريس 

 اقترب موعد الفرح وطارق لا يزال فى القاهرة ولا يريد التحدث مع اى شخص 

 واخيرا بعد الحاح سافر القرية قبل الفرح بيوم وكان يود الا يعود الا يوم الفرح ولكن ايوب نهره فاضطر للعودة 

 الحاج صالح / لابد ان تاتى معى لترى عروستك فقد قلت كل الحجج عن سبب غيابك 

 وافق طارق على مضد فاتصل الحاج صالح بالحاج نعمان واخبره بانهم على وصول ليرى طارق عروسته 

 وافق الحاج نعمان ورحب بينما كان هو يجلس مع ابن اخيه الذى كان مرشحا للانتخابات 

 ابن اخيه / كيف يا عمى توافق على انسحابى ليتك تتراجع وساوفى معك ان بوعدى وساتزوج ليلى حالا ولن انتظر لعامين كما ان سبق وواعدتك 

 الحاج نعما بعصبية / كيف لك ان تعتقد انى ساخلف فى وعدى مع الحاج صالح فهل جننت لادخل القرية باكملها فى صراع لن ينتهى الا بعد فناء اما عائلتنا او عائلتهم 

 ابن اخيه بعصبية / ولكنها فرصتى للنجاح وانت بهذا تقضى على 

 الحاج نعمان بعصبية هو الاخر وقد بدا الموقف يتازم بينهم / اقضى عليك فى سبيل بقاء عائلتك افضل ام تنجحى وحدك وفنى عائلتك كلها ايهما اصح لك 

 ابن اخيه بعصبية / انجح انا 

 الحاج نعمان صفعه صفعة قويه وبدا باقى افراد العائلة فى التدخل ونسى الحاج نعمان انه على موعد مع الحاج صالح 

 ذهب الحاج صالح وطارق لمنزل الحاج نعمان وهم يعتقدون انه فى انتظارهم 

 ما ان دلف الحاج صالح وابنه الى حديقة البيت الا ووجدوا ليلى وهى فى الحديقة وتحمل فى يدها زوج من الفراخ وتدخل بهم البيت استعدادا لذبحهم وطهيهم وكانت ملابسها مهلهلة فكانت لتوها انتهت من تنظيف البيت وشعت فى اعداد طعام الغذاء 

 لم تنتبه لهم ليلى فى بادىء الامر وسمعوا والدتها تنادى عليها باسمة لتاتى فردت هى عليها مؤكدة امام اعين طارق التى جحظت عنما سمع اسمها وامها تناديها باسمها 

 ولكن ما ان انتبهت لوجوده الا وصدمت وتسمرتللحظات وفجاة دمعت عيناها بصمت وركضت من امامهم بسرعة وصعدت لغرفتها بينما ظلا كلا من الحاج صالح وابنه مكانهم فى الحديقة 

 طارق بصدمة مصحوبة بعصبية / اهذه هى التى تريدنى ان اربط اسمى باسمها يا ابى اهذا اخر صبرى 

 الحاج صالح مهدا اياه فهو قد نسى انه فى بيتهم وعلى بصوته فقال / اهدا يا بنى ففيما يبدوا انهم لم يعرفون اننا على وصول والا قد هندمت من نفسها 

 طارق / اتعتقد ان هندمت من نفسها سيغير هذا من حالها ؟

 الحاج صالح بهدوء / اهدأ يا ولدى واخفض من صوتك فنحن فى بيتهم ومع ذلك الم تنظر يوما الى امك وهى تنظف البيت فتبدوا ايضا هكذا ولكنها تتبدل قبل وصولى 

 طارق بسخرية / اتقارن من ساتزوجها بامى الكهلة يا له من نصيب . الم ترى فرحة معتز باختها فلما نصيبى انا هكذا 

 بينما فى الداخل تعجبت والدة ليلى وهى تراها تصعد السلالم وهو منهارة فى بكاءها فنادت عليها ولكنها لم ترد 

 قطع الحاج صالح كلام طارق وهو ينادى على الحاج نعمان 

 خرجت زوجته لترى المنادى وما ان راته الا وفهمت سر بكاء ابنتها فرحبت بهم وهى متوترة فقد رات التجهم على وجه طارق وخشت ان يرفض ليلى 

 الحاج صالح / معذرة ولكنى قد ابلغت الحاج نعمان بقدومى واعتقدت انه فى انتظارى 

 الزوجة / لا عليك يا حاج صالح المعذرة عندنا فيبدوا ان الحاج نعمان قد نسى الموعد فلم يبلغنا بشرف قدومك ثم اشارت لهم بالدخول وقالت ان علي موجود سانادى عليه 

 دخل الحاج صالح لغرفة الضيوف بينما اختفت هى وصعدت لتبلغ علي بوجودهم 

 وما ان دخلت على ابنها الذى كان يراجع بعض اوراق عمله الا وقالت وهى ترتعد من قلقها من رفض طارق وشرحت له ما حدث وما بدر من ليلى 

 اغمض علي عينيه بحزن وتنهد تنهيدة حارةعلى حال اخته وضروفها التى دوما مكا تعاكسها ثم قال / لا تقلقى يا امى فهو لن يرفض ابدا والا عرض عائلته لحرب ليس لها اخر ولكن ما يهمنى الان هو كبرياء ليلى فبالتاكيد هى مجروحة الان 

 ثم ترك امه وخرج للضيوف بهدوء ورحب بهم واعتذر عن عدم ابلاغ ابيهم لهم 

 الحاج صالح / لا عليك يا بنى وما دمت انت موجود فانت مكانه وسارحل انا وساترك العريس معكم 

 بالفعل رحل الحاج صالح وترك طارق وهو فى قمه ضيقه مع على 

 لم يخفى على علي ملامح طارق المتجهمة فقال له بهدوء / اريد ان اتكلم معك يا طارق فى موضوع مهم وكنت اود ان تحين فرصته من قبل ولكنك تركت القرية معترضاعلى تلك الزيجةهربت للقاهرة 

 طارق بحدة / انا لست بضعيف لاهرب 

 على بتحد مثله / لا انك ضعيف وانا ايضا ضعيف وابى وابيك كلاهما ايضا ضعفاء ولكنه ضعف القوة اذ اننا جميعا تنازلنا عن حريتنا لاجل افراد عائلتينا ان يتنعموا بعيشة هادئة خالية من نزعات قبلية لا يد لنا فيها 

 طارق اخذ ينصت له وقد بدا يهدا قليلا لكلام علي الصادق ولكنه حتى الان متجهم الملامح ولم تذهب صورة ليلى تلك عن خياله 

 على مكملا / ولما تركنا حريتنا لاجل غيرنا فمن الطبيعى ان يجازينا الله على ذلك وانا والحمد لله قد جزانى الله خير الجزاء باختكم 

 بدات نظرات طارق تبدوا كانه يتعالى فخرا باخته 

 لاحظ على هذا فاكمل قائلا / واخيك ايضا جازاه الله خير الجزاء بزواجة من اختى صفاء 

 لاحظ ايضا تبدل ملامح طارق مرة اخرى للسخرية فلم يهتم واستطرد قائلا / ولكنى احسدك فانت افضلنا جزاء

 طارق بسرعة وبسخرية / انا ؟ تحسدنى انا ؟ وانا خيركم جزاء ؟ كيف هذا ؟

 تجاهل علي سخرية طارق فى الكلام وقال / نعم انت افضلنا جزاء فقد نلت افضل امراة على وجه الارض انا ادرى بما اتفوه به فقد ارسل الله لك نعمة غاليه ولكن اياك ودرء النعم فان لم تحافظ عليها سلبها الله منك والله لا يعطى نعمته الا مرة واحدة فاذا استهنت بها ولم تصونها سلبها منك ولكنه لن يعيدها اليك مرة ثانية ابدا فان قلنا ان الانسان قد يتوب ويندم على تلك النعمة ودعا الله برجوعها فتاكد انه اما ان تعود اليه بافضل مما اعطت له اول مرة او لا تعود له ابدا 

 توتر طارق قليلا فقد تاثر بكلام على ولكنه حتى الان لم يفهم معنى كلام وان كان قد فهم ان المقصود به ليلى 

 هنا ايضا لم يخفى على علي تاثر طارق بكلامه فقال مكملا / لقد جاء نصيبك مع ليلى اختى وبالطبع كل معلوماتك عنها انها ربة منزل وطبعا مظهرها الذى رايتها عليه الان اكد لك المعلومة وانها جهلة لم تكمل تعليمها ولا تعى للثقافة المتحررة اى شىء وبالطبع فهى لا تليق ابدا بطاووس النساء 

 اوما طارق بنعم ولكنه لم يتفوه بحرف مسموع

               الفصل الثامن من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-