أخر الاخبار

رواية القلب الاخضر الفصل التاسع9 بقلم رباب عبد الصمد

رواية القلب الاخضر

 الفصل التاسع9

 بقلم رباب عبد الصمد

 استاذن طارق للرحيل وقال لها سابيت ليلى اعد الدقائق لغدا 

 ودعته ليلى باجمل ابتسامة راتها عيناه 

 جاء على لتوديعه فقال له مازحا / لا انت ستاتى معى لبيتنا فمطلوب القبض عليك من الفهد الثائر 

 على بقلق / ايوب يريدنى انا ؟

 طارق بضحك وبسخرية / وما كل هذا القلق اتعتقد انه سيرجع فى زواجك من جوهرتنا المصون فريدة اعتقد لا والا ساكون انا اول المعترضين لاجل الا يتعطل زواجى من ليلتك 

 علي ابتسم هو الاخر مازحا معه وقد استشعر انه اعجب حقا بليلى 

 ذهب علي لمقابلة ايوب وانتظره قليل فى حجرة الضيوف فقد جاء الدور عليه هو ليستمع نصائح ولى امر حبيبته 

 ايوب دخل على علي بهيبته التى لا تختلف عن هيبه ابيه الحاج صالح والتى لا نكذب ان قلنا انه تفوق عن هيبة ابيه اذ دوما ما يشوب ايوب السكينه مع الغموض مما يجعل من امامه لا يتوقع ما قد يتفوه به او يصدر منه وعلي كان يعلم ان فريده لم تخفى قصة عشقهم عليه ولكن لم يستطيع ان يستشف ما يريده ايوب من تلك الملامح الساكنة 

 ايوب دخل وسلم على علي وقال بهدوء / انا اسف لانى دعوتك وكان من المفترض ان اتى اليكم مع ابى ولكنى فضلت ان يذهب طارق معه فلا داعى من وجودى 

 علي بوقار / اصغركم يكفينا فانتم اهل عزة ووقار يا ايوب فليست الهيبة بالعدد ولكنها باصالة صاحبها 

 اعجب ايوب باثراء على وراى ان الرجوله تنضح فى كلماته فابتسم له وقال / انت ايضا يا علي اراك اهلا للفوز باختى ولكنى لن اخفى عليك سرا ان قلت انك ستسلب منى مهجتى ووجب على ان احذرك ان تحافظ عليها والا وجدتنى انا اول مدافعا 

 علي بابتسامة عذبة / ان كنت تخشى على فريدتى منى فانت اذن لم تعرفنى بعد فاختك تلك التى تعترف بكل فخر انها مهجتك فانا ازيد على الفخر افتخارا بانها كيانى وانا منها وليست هى منى فان شققت قلبى الان لا تجد الا قطرات دمها اما دمى فذاب فيه 

 ايوب / اعلم ان اقسى ما يؤلمنى هو رؤية الدموع فى مقلتيها واياك واياك من ثورتى فانا لا اثور الا على الحق ومادمت على الحق فلا يلومنى لائم 

 استشعر افراحها واحزانها قبل ان تجبر على البوح بها فهذا اقرب لقلبها واعلم ان قوة المراة فى ضعفها فلا تقسو عليها فتفنى حتى ضعفها واعلم ان كانت النساء مثل الرجال ما تربى الابناء وما وجد الرجال من يتحمل عيوبهم واختى اضعف تلك النساء فلا تطلب منها ما فوق طاقتها 

 اعلم ان الزواج رق واردت ان اتاكد من صلاح المكان الذى اضع فيه مهجتى فان صلح المكان صلح الزوج وانا على يقين ان كنت زوجا صالحا فانا قد كسبت ابن واخ وصديق ولكن ان لم تكن كذلك فقد خسرت انا مهجتى 

 تنهد تنهيدة حزينه تدل على حزنه على فراق اخته واستطرد قائلا / انا اعطيك اختى وابنتى ولا اطلب منك سوى مطلبا وحيدا فحققه لى راغبا والا ستحققه راغما فلا اريد ان تعرف الدموع لاحداقها طريق ولا تهان فان اهانتها من اهانتى واعلم ان الاسد لم يكن ملكا لانه يزئر ولكنه لان يترفع عن صيد غيره حتى وان مات هلكا من الجوع فكن فى بيتك اسدا ولا تتجرا عليها حتى وان حزنت منها واعلم انك انت القواد عليها وتذكر ان ورائها فهدها وهو لا يقل عن الاسد شىء الا انه فهو قرينه فى كل الطباع سوى انه هو الملك وانت ملكها ولكنك لن ترحم منى ان لم ترحمها 

 واخرج ورقة من جيبه وقال له وقع هنا على قائمة منقولاتها 

 لم يتردد علي فى التوقيع ولكنه تفاجا مما هو مكتوب فلم يرى فى الورقة اى شىء للمنقولات ولا اى شىء مما هو معتاد وانما وجد ورقة مكتوب فيها 

 العقد شريعة المتعاقدين وقد اتفق الفهد الثائر مع من يريد ان يملك مهجة قلبه على الاتى 

 الا يهينها والا يجبرها على ما لا تطيقه وان يطيب عشرتها ويحسن مسكنها وان يكون هو القوام لها لا عليها وان يكون لها خير سندا وخير اب وخير مالك لها ويجب ان يعلم ان خلفها ثائرها لن يتردد يوما فى محو من يتجبر عليها او يكسرها او يشعرها باى قهر ويعلم ان البادىء هو الظالم ويالا حظ من يظلم مهجة الفهد 

 وله عليها الطاعة وحسن العشرة وحفظه فى غيابه وان تكون له خير معين والا يرى منها الا ما يسره وان تربى ابناءها خير تربية 

 ابتسم على لما هو مكتوب فقد استشعر قلقه على اخته كما هو قلق على اخته فكتب له الرد على نفس الورقه 


فريدتى تمطر سمائى فهى الماء 

وهى مثل النجوم فى السماء 

وهى حب سرى فى الدماء 

فكيف الفرار وحبها موت

ايجدى الفارااذا الموت جاء 

فريدتى نهر يصب مشاعرى فى الاخرين

فاذا طلبت الشىء كان واذا طلبت العمر هان

فريدتى لكى دوما ما تطلبين 

فريدتى قلبى معذب بالحنين فترفقى بمن تتملكين 


 ثم وقع وكتب اوافق على ما دونه الفهد الثائر فما لى اى اختيار فانا اسير مهجة قلبه وهل للاسير اى اختيار 

 ثم طوى الورقة واعطاها لايوب الذى قد اتسعت ابتسامته وهو يراه يرد عما دونه 

 ثم احتضنه حضن اخوى ثم قال على بجدية / انت وصتنى عل اختك وانا اوصيك على اختاى فان كان لك مهجة واحدة فانا لى مهجتان وساراعى الله فى فريدة فراعوا انتم الله فى اختاى 

 اوما ايوب وقال / لا تخف فهما ايضا اختاى 

 .............

 رحل علي وهدات روعه ايوب على اخته واذا به يراى طارق يدخل عليه بوجه بشوش فاشار له بالدخول وهو يقول / ارى ان عروستك قد سرت عيناك والا مارايت تلك البشاشة على وجهك

 طارق بابتسامة / لا انكر عليك انى كنت وجل من رؤياها وكنت دوما ارسم لها صورة لا استوضح معالمها ودوما ما كنت اقارن بينها وبين من عرفتهم سواء فى القاهرة او فى اى بلد اخر ولكنى بعد رؤيتها رايت فيها شىء غريب لم اعتاده بعد 

 ايوب بقلق من فرحة اخيه من ان تكون فرحة بشىء جديد وغريب سرعان ما يندثر ان اعتاد عليه او اذ انطفات لمعته قال مستشفا ما بين السطور / وما الذى رايته فيها مختلفا عن تلك الباقيات 

 طارق / وجدت فيها الخجل والبراءة ولمست فيها القلب العذرى الذى لم يمسسه غير حبى 

 ثم تجهم قليلا وقال / ولكن على قدر ما وجدت فيها البراءة والجمال الهادىء والثقافة التى لم اتوقع ان اراى انها على دراية بها ولكنى ايضا ارى انها تحتاج الى الكثير من ثقافة الذوق والشياكة وفنون التعامل فهى لا تعى لهم شىء

 ارتفعت ظنون ايوب فقد اصبح على وشك اليقين ان اخيه تعلق بشىء جديد لانبهاره بقوة لمعانه الغير معتادة ولكن سينطفىء لهيب شوقه لها بمجرد لمسه اياها فقال على وجل / اياك ان يكون اعجابك بها لمجرد اختلافها عمن عرفتهن او انك تعتبرها نزوة من نزواتك 

 طارق متاسفا وليس نافيا / اتمنى ذلك ولا تنسى يا اخى اننى اولا واخيرا مجبر عليها 

 ايوب / ولكنى لا انسى ايضا ان اخاها تزوج اختك فلابد ان تراعى الله فيها حتى يراعى اخيها الله فى اختك 

 طارق بتعجب / وما لك تتحامل على هكذا انا لم اقل هذا ولكن على العكس تماما فقد اعجبت حقا بها 

 ايوب / اتمنى ذلك ولكن نصيحتى لك انه عليك ان تصبر عليها فان كانت كما تصف اذن فهى جوهرة ثمينه واياك ان تجعل الشك يتسلل اليها باى طريقة كانت فالمراة ان ساورها الشك فلا يكون للحب مكان واعلم ان المراة مراة مهما كانت لها قلب مرهف الحس ولكن نوع الحب هو ما يختلف فقد يخرج الرجلان الاب وابنه من بيتهم لعملهم ويتركان فى البيت امراة واحدة بقلب واحد وان غابوا فما يجىء على قلب الام ان ابنها اصابه مكروه ونفس القلب يرى ان زوجها يخونها مع اخرى فقلبها واحد ولكنها توقعت المكروه لابنها لانها لا تخشى الا سواه عليه ونفس القلب توقع الخيانه لزوجها لانها لا تخشى منه الا الخيانة 

 اهتز طارق للحظة لانه اعلم الناس بنفسه وانه لا يستطيع ان يدوم على حب انثى واحدة والا ما لقب بطاووس النساء ولكن هل سيبقى هكذا حتى بعد ان تدخل ليلى فى حياته ام سيبعد عن كل هذا بل رحابة صدر لان ليلى وحدها ستكفيه . هو نفسه لا يعرف الاجابة 

 حاول ان يهلى اخيه عن اطالة الحديث فى هذا الموضوع فمد يده وفتح علبة صغيرة وقال / اريد رايك فى تلك الهدية 

 ايوب لم ينظر الى الهدية وانما نظر الى وجه اخيه ليستشعر اكثر مشاعره الحقيقية ثم نظر الى الهدية فابتسم فقد كانت خاتم جميل فقال له / انا لا اتعدى ابدا ذوقك فانت على دراية كاملة بما يسلب لب النساء وتعرف كيف تدخل قلبهن من اقصر الطرق فهلا تاخذ رايى فى هديتك لعروسك ؟

 طارق / لاول مرة اتردد ولا اثق فى اختيارى فكما قلت لك هى صنف جديد لم اعتاده ولا اعرف ما يروق لها من عدمه واخشى الا تعرف قيمة تلك الهدية فهى ريفيه لا تفهم فى مثل تلك الاشياء

 ايوب / اذهب واعطها اياها فما دمت كنت صادق وانت تشتريها سيصل شعورك هذا لها واعلم ان ما يسعدها لن يكون قيمة الهدية قدر تقديرك لها فهى ايضا من عائلة كبيرة ولا يهمها المال ولكن زواج الاجبار هذا لا يطيبه الا الاهتمام فراعى هذا 

 ذهب طارق لبيت ليلى وما ان وجده على الا وتعجب فقد كان هنا منذ وقت قصير فلما عاد ولكن ما اراح باله تلك الابتسامة التى راها على وجهه

 على مرحبا / اهلا عريسنا الجليل تفضل فابى هنا ويود ان يعتذر لك عن نسيانه موعدكم فى الصباح 

 طارق / لا عليك فانا لم اتى معاتبا ولكنى جئت لزوجتى لاعطيها هدية قبولها لى زوج واخرج من جيبه العلبة 

 ابتسم علي له وقال / ادخل اولا لابى وسانادى على ليلى 

 دخل طارق عند الحاج نعما بينما صعد علي لليلى ووجد صفاء عندها فقال وهو فى قمة سعادته / الم اقل لى انكى سلبتى عقل عريسك فقد اتى مرة اخرى ليراكى ولم يشعر انه تركك منذ قليل 

 اقبلت ليلى نحوة بفرحة وسالته عن سبب الزيارة فشرح لها 

 صفاء بغل / اممم اتعجب كيف عشقك وقد رآك اول ما راى بملابس مهلهلة وعجبت لاخيه معتز كيف لم يتذكرنى بهدية وقد كان مسلوب العقل والنطق وانا امامه من جمالى الذى ابهره

 على وقد استشعر غيره اخته / لا تسخطى على معتز فمعتز رجل يهتم بعمله ومن المؤكد انه مغموس فيه الان لاجل ان يتفرغ لكى فى اول الزواج بينما طارق الان هو فى اجازة من عمله فعقله هادىء ويستطيع ان يفكر فى اشياء اخرى 

 تمتمت صفاء بكلمات غير مفهومة وخرجت وقد نالت الغيرة منها منتهاها 

 ليلى باسف لاختها قالت / ليتك ما قلت هذا امامها فلها حق ان تغار فهى ايضا عروسة وتود ان تاتى اليها هدية 

 علي / ما علينا من صفاء الان هيا استعدى لتزلين لخطيبك 

 ....................

 تركهم الحاج نعمان قليلا ليقدم لها الهدية 

 ليلى بخجل / لما كلفت نفسك فانا يكفينى شرف ارتباط اسمى بك فهذا اعظم واجل 

 كم اعجب بردها وازداد فخرا بها فابتسم لها قائلا / لكن زوجتى احب دوما ان اراها افضل الناس واعظمهم 

 خجلت ليلى من كلمة زوجتى فكم راقت لها وكم تمنت ان تسمعها يوما وها هى الان وقد اصبحت الامنية حقيقة 

                الفصل العاشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-