أخر الاخبار

رواية القلب الاخضر الفصل الثامن8 بقلم رباب عبد الصمد

رواية القلب الاخضر 

الفصل الثامن8 

بقلم رباب عبد الصمد

انا عيدت الحديث بتاع على من اوله عشان تركزوا


 الحاج صالح / لا عليك يا بنى وما دمت انت موجود فانت مكانه وسارحل انا وساترك العريس معكم 

 بالفعل رحل الحاج صالح وترك طارق وهو فى قمه ضيقه مع على 

 لم يخفى على علي ملامح طارق المتجهمة فقال له بهدوء / اريد ان اتكلم معك يا طارق فى موضوع مهم وكنت اود ان تحين فرصته من قبل ولكنك تركت القرية معترضاعلى تلك الزيجةهربت للقاهرة 

 طارق بحدة / انا لست بضعيف لاهرب 

 على بتحد مثله / لا انك ضعيف وانا ايضا ضعيف وابى وابيك كلاهما ايضا ضعفاء ولكنه ضعف القوة اذ اننا جميعا تنازلنا عن حريتنا لاجل افراد عائلتينا ان يتنعموا بعيشة هادئة خالية من نزعات قبلية لا يد لنا فيها 

 طارق اخذ ينصت له وقد بدا يهدا قليلا لكلام علي الصادق ولكنه حتى الان متجهم الملامح ولم تذهب صورة ليلى تلك عن خياله 

 على مكملا / ولما تركنا حريتنا لاجل غيرنا فمن الطبيعى ان يجازينا الله على ذلك وانا والحمد لله قد جزانى الله خير الجزاء باختكم 

 بدات نظرات طارق تبدوا كانه يتعالى فخرا باخته 

 لاحظ على هذا فاكمل قائلا / واخيك ايضا جازاه الله خير الجزاء بزواجة من اختى صفاء 

 لاحظ ايضا تبدل ملامح طارق مرة اخرى للسخرية فلم يهتم واستطرد قائلا / ولكنى احسدك فانت افضلنا جزاء

 طارق بسرعة وبسخرية / انا ؟ تحسدنى انا ؟ وانا خيركم جزاء ؟ كيف هذا ؟

 تجاهل علي سخرية طارق فى الكلام وقال / نعم انت افضلنا جزاء فقد نلت افضل امراة على وجه الارض انا ادرى بما اتفوه به فقد ارسل الله لك نعمة غاليه ولكن اياك ودرء النعم فان لم تحافظ عليها سلبها الله منك والله لا يعطى نعمته الا مرة واحدة فاذا استهنت بها ولم تصونها سلبها منك ولكنه لن يعيدها اليك مرة ثانية ابدا فان قلنا ان الانسان قد يتوب ويندم على تلك النعمة ودعا الله برجوعها فتاكد انه اما ان تعود اليه بافضل مما اعطت له اول مرة او لا تعود له ابدا 

 توتر طارق قليلا فقد تاثر بكلام على ولكنه حتى الان لم يفهم معنى كلام وان كان قد فهم ان المقصود به ليلى 

 هنا ايضا لم يخفى على علي تاثر طارق بكلامه فقال مكملا / لقد جاء نصيبك مع ليلى اختى وبالطبع كل معلوماتك عنها انها ربة منزل وطبعا مظهرها الذى رايتها عليه الان اكد لك المعلومة وانها جهلة لم تكمل تعليمها ولا تعى للثقافة المتحررة اى شىء وبالطبع فهى لا تليق ابدا بطاووس النساء 

 اوما طارق بنعم ولكنه لم يتفوه بحرف مسموع 

 علي / احب اعرف ان كل معلوماتك عن اختى ليلتى جميعها خطأ ولا تتعجب ان قلت عنها ليلتى فهى حقا ليلتى ان لم تكن نهارى ودنياى كلها فدوما ما اشعر معها اننى اقف امام مراةنفسى فهى الوحيدة التى تستطيع ان تخترقنى وتقرا اعماقى واتمنى ان تكون انت لها كذلك والان فساصحح اليك المعلومات المغلوطة عن ليلتى ولكن بعد ان تعدنى انها ستظل سرا بيننا ولا يعلم بها ابى والا كان هذا موعد هلاكها 

 وعده طارق وشغف لسماع المعلومات من علي وكان الحديث قدجاء على هواه 

 على / لم تستسلم اختى لقرار ابى بمنعها من تعليمها لاجل مساعدة والدتى فطلبت من مساعدتها واكملت تعليمها سرا وحصلت على بكالوريوس لغات وترجمة 

 صدم طارق وجحظت عيناه عندما علم بهذا فتلك الريفية لم يبدوا على مظهرها شىء من هذا اطلاقا 

 على قص عليه كل شىء يخص ليلى حتى فى فكرتها لجمل شمل العائلتين ولا نخفى ان طارق بدا معجبا بتلك المراة الجسورة الطموحة التى تحدت كل الصعاب وظل مستمعا ومستمتعا بحديث على عنها 

 على / وعندما قلت ان الله جزاك خيرا منا لم اقصد بكلامى هذا كل ماسبق وحدثتك به 

 طارق بتعجب / وماذا بعد هذا ؟

 علي / كنت اقصد بكلامى قلبها فقد تتعجب ان اختى قد عشقتك فى صمت منذ سنوات ولم تحاول ان تلفت نظرك واكتفت بصورتك فى خيالها وتركت لقلبها العنان لان يزداد شغفا بك دون ان تتحدث معك ولو بحرف بل لم تعرف انت عنها شيئا من الاساس الم يكن هذا قمة الحب ذاك الذى كان بدون امل 

 قررت الا تلفت انتباهك ولو للحظة حتى يحين الوقت وتراها انت وتتعرف عليها وتعرف ليلى من ذاخلها وعلى الرغم من ذلك ستتعجب ان تقدمك لها لم يشعرها باى فرحة بل على العكس شعرت بكل خذلان وكانت الوحيدة من بيننا التى لم تسعد بهذا الخبر رغم انها اولنا اشتياقا له 

 طارق بتعجب/ ماذا وبكل غرور اكمل سؤاله كيف تتمنانى وان جات اليها ترفضنى ؟

 نعم فكيف تفرح بزواج لم تشعر فيه بكرامتها وهى تعرف انك اتيت لها مجبرا 

 ثم اخذ نفسا عميقا وامل قائلا / لقد قلت هذا لاوضح لك كما قلت صورة اختى كاملة وفى ذات الوقت لاحذرك 

 نظر له طارق وهو مضيق العينين وبنفس الغرور قال / تحذرنى انا ؟

 علي بكل عقلانيه / ولما لا والم انصحك اولا فما المانع ان احذرك وهل غرورك جعلك لا تستوعب من ان يكون هناك اخر يتصدى لك 

 صمت طارق ولم يرد بينما اكمل علي قائلا / اياك واياك ان تكسرها يوما او تظلمها فلن يقف لك الا انا وساتناسى امر عائلتى فكل شىء يهون الا كرامة اختى واعلم ان ليلتى اقرب الاقربين الى ولن اكذب ان قلت انى لم اجنى سواها من الدنيا 

 وما ذاد حبى لها الا حسرة كلما تذكرت انها فى يوم عنى راحلة وكنت دوما ما اذكر نفسى انها معى فى رحلة مؤقته تتهيا لك فكنت خير سفير لها كى تصل لك فكن انت خير مالكا لها فيا ليتك تحفظها بقلبك وكن خير معين لها لا عليها واجعلها فى موطن افضل مما كانت عليه وهى عندى حتى لا تهجر بيتك حنينا الى دفء احضانى 


انادى على اختى واختى بعيدة 

فقلبى من بعد الحبيبة اجوف 

وقد كنت احميها من الريح ان اتت

وقد كنت اخفيها عن الناس ان ترى

وان مكان حيل بينى وبينها 

فالله وحده هو المتصرف 

فلا مرحبا بالعيش بعد شقيقة 

ولا مبسما للثغر الا تكلفا 

سلام على اختى ينير طريقها 

وما للاخ المشتاق الا التافف 


 لا يزال طارق صامتا وهم على ان يكمل كلامه الا انه سمع والدته تنادى عليه فاستاذن منه وقام بينما اخذ طارق يفكر فى تلك الفتاه التى عشقته فى صمت والتى تحمل كل تلك الثقافة والارادة فاصبح عقله مشغولا بها بين مغرما بتلك النوعية الجديدة وبين رافضا لانها فى النهاية فتاة ريفيه لا ترقى ابدا فى مظهرها لمن عرفهم من قبل 

 الام فى وجل / اذهب يا بنى لاختك وهدا منها واقنعها بالنزول لعريسها فهى رافضة كل الرفض 

 ربت على على كتف امه وهدا من روعها وقال / لا تخافى فكل شىء سيكون على مايرام وسيطيب قلبك 

 صعد على لاخته وطرق بابها ودخل برفق وهو بشوش الوجه وقال / هل تاذن لى ليلتى بالدخول ؟

 نظرت له ولم تتفوه بحرف ولكن عيناها كانت ممتلئة بالدموع 

 اقترب منها بحنان وجلس راكعا امامها حتى سار وجهه مقابل لوجهها تمام وقال / لما كل هذا البكاء فلا يليق بعريسك الذى ينتظرك فى شغف 

 ليلى وهى تمسح دموعها / لا اعتقد ان طاووس النساء سيكون سعيدا وهو ينتظر عروسه الخادمة 

 تالم على لحالها وقال متصنعا الابتسام / خادمة ؟ انكى ربة منزل ماهرة وهل يحتاج الرجل منى سوى لمثل مهاراتك وعقلك وقبلهم قلبك فانتى جمعتى فيكى كل الصفات الحسنة التى تخص المراة 

 ليلى / انتى ترانى هكذا لانى اختك ولكن هو لن تختفى صورتى الاولية من خياله 

 علي / اسمعينى يا ليلى كل منا يعيش الحياة كما يجب ان يعيشها ولكن منا ايضا من يعيش الحياة بطريقة يجبر عليها تكون مخالفة لرغبته ولكن السعيد هو من يكيف الجبر هذا لما يحب ويرضى فيحول ظلام دنياه لنور اجبارا كما اجبر هو على العيش ولكن هناك من يستسلم للظلام 

 وفى النهاية فكلا النوعين عاش الحياة بما احب ان يراها 

 وانا لا اريدك انت تعيشى الحياة بياس فكونى واثقة بنفسك وبقدراتك التى لا يضاهيكى فيها احد واياكى ان تتركى نفسك لتعيش دور المظلوم والمقهور وتظلى تبكين على حظك وتنعين ذاتك بل حاربى لتستمتعى بها بما تحبى ان تريها ولا تقبلين على شخص لم يحبك وان اخطاتى الخطى واكتشفتى انه الانسان الخطا اتركيه فورا واشترى ذاتك حتى لا تفيقى على وجع فاشد انواع العذاب هو عذاب النفس واشد عذاب النفس تلك التى تفيق على وجع فالوجع مهما مر عليه الزمان واندمل تظل ذكراه باقيه بمرارتها وما ان تذكرتيه يوما الا عاد وجعك اشد من ذى قبل فكونى قوية بنفسك 

 كانت ليلى تستمع له وقد سكنت الدموع بمقلتاها وهدات نفسها وقالت اتعتقد انه قد ينسى مظهرى الذى رانى عليه 

 علي بابتسامة ليطيب خاطرها / فيما يبدوا انه تيم بكى من اول وهله فعندما حاولت ان اشرح له سبب مظهرك هذا قاطعنى وقال انا احب ان اتزوج زوجه مثالية فى كل شىء ولم اقدم لاتزوج تمثالا جميلا لا تنبض فيه الحياة وبالطبع علي قد كذب عليها فقد راى فى عينى طارق كل غرور وخاف ان تفيق اخته على وجع منه ولهذا حدثها بهذا الكلام 

 ابتسمت ليلى فقد بدل على حزنها لفرحة فى لحظات وقامت قبلت على من صدغه وقالت ياجهز حالا 

 على وهو فرح لاجلها فهو قليل ما يراها فرحة هكذا قال / سانتظرك فى الخارج لانزل معكى له 

 اومات ليلى براسها وشرعت فى تبديل ملابسها وما هى الا ربع ساعة وخرجت لاخيها وهى حقا جميلة 

 نظر لها علي وابتسم لها بحنان ومد لها يده قائلا / هيا ايتها العروس التى سلبت لب معشوقها من اول نظرة 

 علي كان يعلم ان اخته ينقصها الثقة فاعاها ايها لتظهر بمظهر القوى امام ذلك الطاووس المغرور

 بينما كان طارق فى الاسفل يفكر فيما قاله له علي وكيف لها ان تعشقه كل هذه الفترة بدون امل واخذ يفكر فى ارادتها للوصول اليه دون الاجبار ولا نجذ ان قلنا انه حقا اعجب بتلك الشخصية التى لم يعهد له ان يرى مثلها فى الارياف واخذ يتخيلها بعد ان تهندم من نفسها ياترى كيف ستكون ملامحها وما هى الا لحظات ودخل علي عليه وفى يده اخته العروس المنتظرة 

 نظر لها طارق مليا ولاول مرة يجد نفسه متوترا لا يعرف من اين يبدا الكلام حيث انها وقفت بجوار على والقت السلام بصوت هادىء ولكنها لم ترفع نظرها اليه واخفضت وجهها فلم يتبين ملامحها بسهوله ولكنه اعجب حقا بشكلها الجديد ومحت من خياله بسرعه صورتها التى راها عليها اول مرة وبما انه خبير فى عالم النساء فقد استطاع بسهولة ان يتفحصها بعين خبير فعرف انها انثى بحق ولا يجوز اى وصف لها سوى انها انثى بمعنى الكلمة فقد استغرق جسدها كل صفات الانوثة فليس فيها الا الانوثة وقد يتخطاها الذى يراها على عجل ولكنه سرعان ما يعود مدركا انه قد تخطى شيئا لا يفات فحقا لقد كانت ليلى تحمل من الانوثة التى تغرى الرجل ولكنها غير ملفته للاذهان من اول نظرة ولكن مع التمعن مثلما فعل طارق تبين انها لا مثيل لها وعلم ان انوثتها تلك ان وزعت على اجسام شتى لكانت بمثابة خميرة انوثه يوشك ان تطغى على جميع تلك الاجسام 

 علي تنحنح وقال / ساذهب لامى لاطلب لك فنجان من القهوة مع انى كنت اود ان تشربها من يدة ليلى فهى امهر فتاه فى صنعها ثم تركهم بسرعه ليعطى لهم مساحة للحديث 

 ظلت ليلى واقفة مكانها على نفس حالها فقال لها طارق بهدوء / تعالى اجلسى 

 تحركت بهدوء وجلست قبالته ولكنها شهقت عندما وجدته يتحرك ويجلس جوارها 

 وما ان شهقت ورفعت وجهها له فنظر لها مليا وقد اعجب حقا بجمالها الهادى فليلى لا تحمل جمال فتان ولكنها تحمل هدوءا يسكن القلوب ويسكر العيون 

 طارق بصوت عذب / لما كل هذا الخجل فاليوم انتى خطيبتى وغدا انتى زوجتى افيعقل ان اتزوجك دون ان اراكى 

 توترت ليلى من كلامه ولكنها لم تفهم ما يريده فظلت ساكنة لا تتحرك ولا تتكلم ولكن رعدة اوصالها واضحة عليها 

 مد طارق يده تحت ذقنها ورفع وجهها وقال / اريد ان اراكى واسكر عينى من جمال عينيكى 

 ليلى بخجل ازاحت يده وقالت ارجوك لا توترنى 

 لا ننكر ان طارق كان ماهر فى الكلام المعسول فبالنسبة له هذا كلام يكرره كل ساعة اما ليلى فهذا شىء جديد عليها فقلبها عذرى لم يفتح لاحد من قبل ولهذا استطاع بشىء بسيط ان يجذبها اليه ويبث فيها الطمانينه والثقة بالنفس 

 ليلى بهدوء / انت لا تعرفنى ولكنى احفظ ملامح وجهك 

 طارق وهو يتصنع عدم المعرفة / حقا ؟ كيف تسنى لكى ذلك وانا اعرف انكم بنات الارياف وبالاخص انتى حسب ما علمت لا تتحركين من بيتك كثيرا 

 مرت نصف ساعة شرحت فيهم ليلى كيف كانت تراه وهو مع فريدة وكيف عشقته دون ان يعلم 

 اعجب بها طارق حقا فهى بالنسبة له شىء جديد فطرية المشاعر عذبة الاحاسيس بريئة الملامح فلم يكن فيها اى شىء من تلك اللاتى اعتاد عليهن 

 طارق / لقد استمتعت بالحديث معكى وكم ودتت ان قابلتك من زمن وكم لود ان يصبح اليوم هو غدا ليجمعنا مكان واحد 

 ليلى بخجل / الا هل اختفت صورتى الاولية التى رايتنى عليها 

 طارق / كيف اتذكرها وقد سكنتى الان فى قلبى وملاتيه ولم يعد لغير صورتك الان اى مكان لغيرها 

 كادت ليلى ان تبكى من فرحتها ولكن اغرورقت عيناها ولاحظها طارق وشعر ببراءة قلبها وصدق حبها 


وفى عينيك القيت الامانى 

وقلت الان اصفح عنى زمانى 

قضيت العمر ابحث عنك حلما 

رايتك من سنين فى كيانى 

تركت القلب عندك دون خوف

واخشى ان يموت اذا اتانى 


 بينما كانت صفاء تصغى لحديثهم من خلف الباب وقد تمكنت الغيرة منها فكيف لمثل ليلى ان تفوز بطاووس النساء بل والادهى انه الان يمطرها بنظرات عاشقة وبكلام معسول يا لها من محظوظة

             الفصل التاسع من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-