أخر الاخبار

رواية القلب الاخضر الفصل السابع عشر17 بقلم رباب عبد الصمد

رواية القلب الاخضر

 الفصل السابع عشر17

 بقلم رباب عبد الصمد


 على يجلس شاردا بينما جاءت فريدة وحاوطته من خلفه وقالت / ما بال زوجى مشغولا عنى وعن ابنه 

 علي مد يده لها وجذبها واجلسها على ساقيه وهو يبتسم ابتسامة حنونه وقال / لا عليكى منى الاهم انى اراكى ترهقين نفسك فى خدمتى وانا لا ارغب فى هذا فما يهمنى هو انتى وابنى 

 فريدة / اممم قلت لك قبل ذلك انك كتاب مفتوح امامى فقل لى ما الذى يشغل بالك ولا تراوغنى 

 علي اخذ نفس عميق وزفره وقال / انا لا انشغل الا بك وبليلى 

 فريدة / وما لها ليلى فانا اراها على ما يرام مع اخى 

 علي / اذن فقد غشى عينك الضباب فانا اعلم الناس باختى فهى تشعر بالوحدة واظنها الان فى اكثر الاحتياج الى وجود طارق معها حتى يؤنسها فهى مما لا شط فيه حزنت لعدم حملها وودت ان فرحت مثلكم فهذه غريزة كل انثى وليلى من يومها تبحث عن قلب يضمها ودوما ما كانت جائعة للعواطف

 صمت لبرهه ثم اكمل قائلا ومثل ليلى ما ان ترى مجرد بصيص امل لذاك القلب الا وركضت نحوه وتشبثت به واقلت اليه بكل فيض مشاعرها قبل ان تتاكد ان كان هو يضا يحبها ام لا واراها انها فعلت هذا مع طارق ولكنها فاقت على صدمة موجعه فلا هو احبها ولا هو كرهها فجعلها تتخبط بين مشاعرها وعقلها 

 ثم نظر لفريدة بالم لعلها تفهم ما يقوله / اخاف ان يتسبب اخيك فى كس قلب ليلى ويومها سيكتشف انه لم يكسر قلبها فقط بل كسر قلب اخته ايضا 

 فريدة بعدم فهم مع دهشة وبدات تبعد يدها المحاوطه له وقالت بقلق / وما شانى انا باخى فهلا جمعتنى معه فى سلة واحدة 

 علي بالم على ما اصاب زوجته من قلق / ولكنها الحقيقة فهل تعتقدى انى ارضى انعم انا واختى مكسورة 

 فريدة وقد تجمعت الدموع فى عينيها وبدات ترتعد اطرافها / هل يعنى كلامك ان فشل زواج ليلى وطارق انك ستطلقنى ؟

 علي / سيكون دمار شامل على الجميع حتى معتز وصفاء 

 فريدة وقد حاوطت وجه زوجها بيديها وكانها تود ان تترجاه / ولكن انا وانت غيرهم وتواعدنا ان نحارب لاجل حبنا فاياك ان تتركنى مهما حدث 

 دفن علي وجهه فى صدرها وقال / انا اكثر منكى الما فانا لا اتخيل الحياة بدونك 

 ...............

 فى القاهرة 


 طارق فى بيته ومعه صديقه عامر 

 عامر/ ما بك هكذا مشتت منذ ان عدت من البلد ولم تعد تضحك كما كنت ففى النهار انت فى العمل صارم وهذا ليس بجديد علينا ولكن كلنا نعلم انك تتبدل فى الليل وتعيش يومك بكل اريحية وتضحك وتخرج وتختار اى رفيقة لتعيش معها ملذه اخر يومك فماذا حل بك

 طارق وهو جالس امامه ويضع احدى ساقيه على الاخرى وقد ارجع راسه للخلف وسندها على مسند الاكنبة التى يجلس عليها وفرد كلتا يديه على ذات المسند وحدق ببصره لسقف الغرفة ولم يرد على عامر 

 تعجب عامر اكثر من حالته وقام وجلس جواره واعاد عليه السؤال / ماذا حل بك ولما اراك هكذا مشتت

 طارق وقد اعتدل فى جلسته واخذ يخلل اصابعه فى خصلات شعره لعله يركز فى تفكيره ونظر لعامر نظرة باردة ولم يرد ايضا عليه 

 تعجب عامر اكثر لحالته ولم يتفوه بحرف اخر 

 فجاة قام طارق منمكانه واخذ مفاتيح سيارته وقال / لا تحزن ايها الابله فهيا لنخرج 

 عامر بتعجب من تقلب حاله من حال لحال فى فى نفس الثانية ومع ذلك نظر له محدقا وقال / لن ابرح مكانى حتى افهم حالتك تلك اتحسبنى غريب عنك ولا افهمك اجلس هنا وجاوبنى عن سر شرودك هذا 

 جلس طارق بجواره مرة اخرى متاففا وقال بعصبية / ماذا تريد منى الان؟

 عامر / لقد قلت ما اريده اكثر من ثلاث مرات ومنتظر اجابتك

 طارق بعصبية اكثر / انا حقا متوتر وشارد وانا نفسى لم اعرف ما حل بى ولم اتمكن من اخذ قرار 

 عامر / قرار فى ماذا ؟ 

 طارق / فى زوجتى فلم اعد افهم شعورى هل انا احببتها ام انه اعجاب بشىء جديد ليس الا

 عامر / ولما من الاساس تزعج نفسك انت تحبها وهى كما قولت فعلت ما تريده وغيرت من نفسها فلما التضارب فى حقيقة شعورك اغرورك يمنعك من الاعتراف بحبها ؟

 طارق بنفس العصبية / انا لم احبها حب يكفينى بها دون غيها ولكنى دوما ما ارى فيها شىء مختلفا عمن عرفتهم فارى قلبها الاخضر البرىء فاحبها وارى حياءها فاحبها وعندما اراها وهى تتوانى فى خدمتى احبها اكثر ولكن ما ان اقترب منها بلهفتى الا وجدتنى اتبلد معها واشعر بان بريقها اختفى 

 عامر بعدم فهم / ولما كل هذا 

 طارق / اسمع يا عامر انا احب النساء ولى معهم باع ولمست فيهم كل شىء فكانت كل انثى فيهم فيها تصفة تسلب لب اى رجل وكنت دوما اشعر اننى لن اتزوج الا اذا وجدت انثى تكون بها كل صفات الاناث التى عرفتهم حتى لا ينقصنى شىء ولا اضعف امام اى انثى اخرى فكنت دوما اتخيل نفسى وانا مكتفى بتلك التى اختارها لاكمل معها حياتى وكم ساكون معها سعيدا وانها لابد ستكون شىء جديدا مختلفا يشبعنى ويكفينى 

 انا اريد انثى يا عامر تحتوينى واشعر بقوتى معها واتلذذ بضعفها معى . اريد انثى تتشكل كل يوم فى عينى ببريق جديد حتى يظل عقلى مسلوبا اليها . صمت للحظة وكانه يتذكر ليلى وقال / انا لا انكر انى شعرت بسعادة وانا املكها واجدها بكرا فهذه اول تجربة لى مع بكر وكنت اتلذذ بحياءها ولكن هذا ليس معناه ان تكون معى دوما خجولة فاشعر معها بالتبلد كما انى اشعر انها على رغم تعليمها العالى الا انها ينقصها الاناقة والاهتمام بالذات 

 اغمض عينه بضيق واخذ نفس عميق ثم قال / كنت اود ان اتعامل مع انثى ناعمة الجسد واتلذذ برائحة عطرها واغراءها واهتمامها باناقتها خارجيا وداخليا اريد انثى عصرية تفهم كل شىء عن العالم الخارجى حتى اشعر ان حكيت معها انها تواكبنى فى كلامى وتفهمنى اما ليلى فلازالت فى مكانها محلك سر رغم تعليمها 

 قام من مكانه واخذ يتحرك هنا وهناك وقال بعصبية اكيد انت فاهم ما اود ان اقوله ولكنى عاجز عن الشرح انا .. انا..انا تعاملت مع اناث كثيرات ورايت معنى الانوثة بام عينى ورايت النعومة والدلال والجمال والذكاء وضف عليهم تلك التى تهتم بالبيت وتعرف كيف كانت تستقبلنى احسن استقبال فى جو كله حنان حتى انى اود ان اعيش فى هذا البيت طيلة عمرى

 اريد انثى معتزة بنفسها ليست سهلة المنال صدقنى انا رايت كل هذا ولكن كان ينقصهن انى لم اكن اول من لمسهن وان كنت وجدت تلك التى اجتمعت فيها كل تلك الصفات ما كنت ترددت عن الارتباط بها ولهذا اردت ان اجمع كل هذا فيمن اتزوجها حتى اكتفى بها 

 عاد وجلس مرة اخرى وصمت قليلا ثم قال / والحق حق ان يقال لقد وجدتها فى اخر مرة جددت من نفسها وحاولت ان تغير من حالها ولكنى ايضا لم اكن فى قمة انسجامى حيث شعرت منها بالتكلف لارضائى وانا لا اريد التكلف من زوجتى وكم كانت صدمتى عندما كنت اراها بملابس مهلهلة وانا فى خيالى شيئا اخر فكنت انفر منها لعدم اهتمامها بنفسها وكم كان ضيقى منها وانا ارى اختها رغم انها ريفية مثلها ولكنها كانت تعرف كيف تتزين وتظهر جمالها لزوجها 

 وكم شعرت بالغيرة وانا ارى اخى معتز هانىء مع انثى بمعنى الكلمة تحمل من الجمال ما يملا عين زوجها 

 صمت ولم يكمل ونظر لعامر وقال له / ان كنت وعيت ما اقول فاريد رايك 

 صمت عامر لبرهة وقال / انا لا اخالفك الراى فى اى كلمة قلتها بل على العكس كل رجل منا لا يبحث الا على انثى مكتملة الصفات وذكاء الانثى يكمن فى كيفية سلب لب الرجل ولكل انثى طريقتها الخاصة وبصمتها فى ذلك فترى انثى تسلبك باغراء جسدها واخرى بدهاءها ومكرها وثالثة بعنادها واخيرة بحياءها الى اخر ذلك من الصفات ويظل الرجل يبحث عن انثاه التى تحمل كل الصفات معا والقليل بل النادر من يحصل عليها ولكن الكثير من يتزوج ومع ذلك يشعر ان من اختارها وتزوجها هى الانثى المكتملة الصفات ولا يوجد مثيل لها على الارض ويكتفى بها ولا يرى منها الاما هو جميل اما الحال بالنسبة لك وارى انه اكبر غلطة فى حياتك لانه المنغص عليك سعادتك ويجعلك لا تشعر بها ويؤسفنى ان اقول انك ستظل هكذا لن تنعم ابدا بسعادة سواء مع ليلى او غيرها لثلاث اسباب 

 السبب الاول : منهما لان السعادة فى وجه نظرك تتمثل فى الماديات مثل جسد المراة ونعومته واغراءه او رقتها ودلالها حتى ولو كانت لاتحمل جسد مغرى ثم انه ليس هناك انثى جامعه لكل صفات الانوثة ولكن كل انثى لها جمالها الخاص الذى يميزها فكان عليك ان تبحث عن كمال الجوهر والروح لانهم ان كملوا ستكمل معهم الصفات المادية التى ترغبها اما ان وجدت كل تلك الصفات دون اكتمال الروح يومها ستندم النك ستشعر بانك تتعامل مع صنم كامل الجمال ولك لا روح فيه

 السبب الثانى : انك تعاملت مع اناث شتى وجميعهن من الطبقات الراقية او مع هؤلاء اللاتى يعيشن على مقابل جمال اجسادهن وكلا النوعين لا يضنون جهدا فى الانفاق على زينتهن حتى يقضين معظم وقتهن فى مراكز التجميل 

 ولكن امثال ليلى فهن جميلات جمال ربانى ليس فيه اى تزييف ولكن مع ذلك يفقدن ملكة الاهتمام بانفسهن وبالطبع هذا عيب فيهن ولا شك وان كان جمالهن الطبيعى يستحق منهم الاعتناء وانت عندما شاهدت جمال اختها كنت ترى الظاهر ولكن ان تعاملت معها ايضا لاكتشفت انها لا تزيد شيئا عنها ومن كلامك فهمت انها لا تفقه شيئا من الاهتمام بشئون الزوج وان من كانت تهتم به هى زوجتك ويومها كنت ستقول انا اريد امراة تهتم بشئونى وتفهم ما اريد قبل ان اطلبه 

 اما السبب الثالث : فان الخلق من اول ادم حتى يومنا هذا مقسم لنصفين نصف رجل ونصف انثى ويظل كلا منهم يبحث عن نصفه الاخر الذى يكمله واؤكد على كلمه يكمله اى يكمل كل نقص فيه اى كان فلابد لك ان تبحث عمن تكملك انت شخصيا فمثلا ان كنت جاد فى حياتك فابحث عمن تملاها لك بهجة ومرح وان كنت اعوج ضال ابحث عمن تساعدك على الصلاح ولكن انت ابتعدت بفكرك عن تلك التى تكملك لتصبحان شخص واحد متجانس وتمتزجون معا حتى تصبحون روح واحدة فى جسدين وبحثت عن مواصفات تعجبك ولكنها لن تكملك 

 والسؤال الذى كنت اود ان تساله لنفسك هل اذا وجدت تلك التى تمتلك كل تلك الصفات بغض النر عن كونها تكملك ام لا فهل يا ترى ستوافق عليك هى وتروق لها صفاتك فمن الطبيعى ان تلك الانثى المكتلمة هى ايضا تريد رجلا مكتملا فيه كل الصفات الخياليه فهل انت مكتمل الصفات وخيالى 

 تنهد باسف على فكر صديقه وقال / لقد اسات التفكير وفكرت بذاتك ولم تفكر بتلك التى تتمناها 

 و يؤسفنى ان اصارحك باننى قد توصلت لنتيجة لن ترضيك فى كل الاحوال فانت لن تسعد بليلى ابدا تلك الانثى الريفيه التى لا تفقه شىء فى كيفية الاغراء ولا تتفنن فيه وتخجل من زوجها وهذا عيب ولا شك لان كل زوج يحب ان يرى من انثاه ما يتخيله ولكن كان يمكن تلافى كل هذا ان صبرت عليها وعلمتها بنفسك ويكفيك انك تعترف انها حاولت ان تغير من نفسها كما كان يكفيك ان تكون انت اول من يلمسها فكل ما تريده سهل التحقيق ولكن المشكله الحقيقية انك من الاساس لم تعشق بقلبك لانك ان عشقتها لم ترى منها الا الجميل ولتلذذت منها بالقليل 

 صمت طارق وكانه يفكر فى كلام عامر فقد واجهه بنفسه التى لم يفهمها فهو حقا بحث عن كل شىء جميل راه فى كل انثى عرفها ولكنه ايضا لم يشعر مع ليلى بحب عاطفى وهذا ليس بيده فالقلب ليس باله يحركها وقتما شاء ولكن كان يشعر معها برغبة شهوانية اذ انه كان تلذذ بكونه اول من لمسها 

 طال صمته والحيرة داخله تنهش فيه ثم استطرد فى الكلام مرة اخرى قائلا / احيانا اشعر بضيق وانا اتذكر انى من الاساس اجبرت عليها فاشعر بقلبى يرفضها ويجوز ان كنت صادفتها دون اجبار لاختلف كل هذا ولم يتمرد عليها قلبى ولم اعد اشعر بان نصفى يريدها ونصفى الاخر يرفضها 

 دفن وجهه بين كفيه للحظات ثم اعاد لوضعه الاول وارجع راسه للخلف واغمض عينه لعل عقله يهدا من تلك الحيرة التى لم تتركه منذ ان تزوجها

          الفصل الثامن عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-