CMP: AIE: رواية ورد وشوك الفصل الاول1بقلم نجمه براقه
أخر الاخبار

رواية ورد وشوك الفصل الاول1بقلم نجمه براقه


 رواية ورد وشوك
 الفصل الاول1
بقلم نجمه براقه



اسرع الحارس الشخصي، بفتح باب السيارة، ليخرج منها « كرم» وهو يغلق زر بذلته، ثم يتجه 


لداخل الشركة، وخلفه إحدى حرسه ممسك بحقيبته، ثم ينزع نظارته ويعطيها له،  وما انا وصل للباب حتى


 وقف الجميع وألقو  إليه التحية، وكعادته يرد عليهم برفع يده ويكمل طريقه متجاهل الكل، الي ان وصل لمكتب السكرتيرة،  و وقف لحظه  هتف قائل:




  خلي سامح يجيلي فوراً،  لتجيبه:  حاضر استاذ كرم،  ثم يدخل  مكتبه ويجلس ليلحق به الحارس ويضع الحقيبه على مكتبه ويتراجع خطوتين 


الحارس:  تؤمرني بحاجه تانيه كرم باشا 

( يأشر بيده بمعني اذهب ثم يفتح الاب توب ويتفحص موقع العمل حتى دخل سامح) 


سامح:  كرم باشا 

كرم:  عملت ايه؟!

سامح وهو يجلس: البت مش راضيه تبيع 

كرم:  افندم يا استاذ سامح،  يعني ايه مش راضيه 

سامح:  يعني بتقول مش هبيع محل ابويا 

كرم يميل على كرسيه ويمسك القلم بين يديه:  ودا بمزاجها؟! ....  مزغللتش عينها بالفلوس ليه 

سامح:  عرضت عليها لغيت عشرة مليون وهي بردو مُصره متبعش

كرم: هي ليها شركاء فيه؟! 

سامح: بنت و ولد اخواتها 

كرم: طيب وهما رأيهم إيه 

سامح: هما صدقو ما لقوها، ومستعدين بس المشكله فيها هي 

كرم: اسمها ايه البنت دي؟ وقد ايه؟ ومرتبطه ولا لأ؟!

سامح: اسمها هاله و مش متجوزه، تقدر تقول بايره 

كرم: قد ايه يعنى 

سامح: تيجي في الاربعين كده 

كرم : بايره؟!

سامح: متجوزتش، تبقا بايره 

كرم:  طيب عاوزك تجبلي كل المعلومات الخاصه بيها،!  ادق التفاصيل توصلني، حتى الحاجات اللي بتحبها لو قدرت

سامح: حاضر 24 ساعه ويكون كله تحت امرك....( يتابع)  بس هتعمل ايه؟!

كرم: هعمل اي حاجه المهم انها تخلصنا وتبيع، مش  هنعطل شغلنا عشان  حتت محل كشري،..  كل اللي  حوليها باعو ومش فاضل غيرها 

سامح:  لو فاكر انك هتميل دماغها بالهدايه والكلام المعسول تبقا غلطان دي جد اوي ومبتضحكش تقريباً 

كرم :  هات المعلومات انت بس وسيبلي الباقي 

سامح ينهض: حاضر 

كرم: بقولك ايه يا سامح 

سامح: باشا؟!

كرم: قول ل اسمها ايه دي اللي برا ان ده مكان شغل خليها تستر نفسها شويه 

سامح:  ههههه باشا حاضر

كرم: اتفضل 


( كرم المهدي 41 عام المدير العام لشركة المهدي  للأنشاءات) 

****


في المساء قريب الساعة الثانية  عشر صباحآ تقدمت نحو غرفة ميسره اختها الصغيره، لتطمئن عليها، وقبل ان تفتح الباب سمعت حديثها مع احد بالهاتف 


ميسره: اقعدي ساكته هي مش هتجوز.....( تتابع)  حقها اه، بس اي حد بيتقدملها، بيكون طمعان في المحل،  استني يكون اتباع وبعد كده هي حره توافق، ترفض، براحتها.....( تتابع)  يابنتي انا مش وحشه،  بس مين هيبص لواحده قربت تكمل الاربعين وشكلها متبهدل كده غير علشان المحل،  وتلاقيهم فاكرين تحت القبه شيخ 


سمعت ذلك  لتعود لغرفتها خائبه منكسرة الخاطر، يعتم الحزن على قلبها، ثم تغلق الباب وتتقدم نحو المرأه،  تتطلع لوجهها الشاحب والمجهد، والتجاعيد التي تظهر اسفل عينيها، لتتحسسه  لتعبس تعابيرها، ثم تفتح الدرج وتمسك احمر الشفاه و الكحل وتعود بنظرها للمِرأه، وتقرب احمر الشفاه إليها وهي تتطلع لنفسها بانطفاء ثم تقف وترميه على الأرض وتعود لتتحسس وجهها حتي نادتها ميسره وفتحت الباب عليها ودخلت


ميسره: هاله

تستدير وتجلس على سريرها: ايه 

ميسره: ايه انتي؟!،....  انتي مش عاوزانا نرتاح ولا ايه؟!

هاله: بتقولي ليه كده؟!

ميسره بتذمر: يعني مش عارفه،.. بزمتك ياشيخه المحل يجبلنا 100 الف ف عشر  سنين  حتى؟! 

هاله: قولت مش هنبيع يا ميسره،.. ده ملكنا ومصدر زقنا اللي  ورثناه من بابا 

ميسره:  بابا لو كان عايش كان باعه بمليون واحد،  بس انتي اللي عاجبك الفقر اللي احنا فيه، وحتي مش بتفكري فينا انا واخوكي اللي مقدرش يشتري شقه وعايش معانا هو ومراته 

هاله: مش بفكر فيكم؟!   متاكده من كلامك ده؟!

ميسره بتذمر:  من فضلك ما تبدئيش،.. محدش قالك ضيعي شبابك علشانا،...  كنتي  فكرتي في  نفسك  وسبتينا بدال المعايره دي كل شويه

هاله: مش بعايركم،.. انتو اخواتي ومكنش ينفع  افكر في  نفسي  واسيبكم.. بس انا مش عاوزه غير التقدير وتاخدو بالكم من كلامكم اللي بتقولوه

ميسره: انت بتتخيلي حاجات وتيجي تزعلي،  امتي  اتكلمنا وقولنا حآجه  تزعلك 

هاله بتنهيده: خلاص يا ميسّرة سيبيني دلوقتي 

ميسره: مش قبل ما توافقي علي البيع،  ..... هاله انا مش عارفه اقول ايه ل ياسر وهو كل شويه يقولي امتي هنتجوز 

هاله:  قولتلك جهازك كله هيجيلك،  انا  هتصرف،  بس المحل مش هيتباع 

ميسره بتذمر:  منين يا هاله منين،.. ولا يكونشي ورثتي حآجه احنا منعرفهاش

هاله: ايوه ليه اهل تانى ورثوني يا ميسّرة 

ميسّرة بنرفزه: تصدقي انا اتخنقتلك،.. ياشيخه حرام عليكي، اتنازلي شويه علشانا.. ايه الانانية دي.....  يعني نرفض عشرة  مليون  عشان  المحل من ريحة اهلنا وقرف من اللي  بتقوليه ده 

هاله: امشي 

ميسره بنرفزه: همشي يا هاله همشي، بس لو ياسر طفش وسابني هيكون  بسببك ( قالتها وذهبت وتركتها لتمسك صورة والديها وتنظر اليهم لتبتسم بعبس ثم تخرج دمعه من عينيها وتسقط على الصورة) 


هاله بصوت مختنق: تعبت،....  والله تعبت يا بابا،.......تعبت ومحدش حاسس 


« بمحل الكشري بعد يومين» 


يدخل محل الكشري وهو مرتدي تيشرت وبنطلون جنز ليبدو شكله عادي بدون مبالغه في التأنق كعادته، وبيده دفتر رسم وقلم، ليجلس علي احدى الطاولات ويبحث بعينيه عنها حتى رأها تجلس على مكتب هناك وتدون بعض الاشياء في دفتر كبير،  ويبدو على وجهها الاجهاد والشحوب،  وملابسها ليست أفضل شيء، وبسيطه جداً،.. وعند انتهائها من ما تفعله تغلق الدفتر وترفع رأسها وتنادي العامل ليأتيها وتخبره ببعض الأشياء ثم يذهب، وتعود هي لشرودها،  وكرم يظل جالس مكانه يتابعها ويرسمها وهو  يخفي دفتره اسفل الطاولة حتى رأته لتبعد نظرها عنه وبعد لحظات تنظر إليه مره اخرى وتجده ما زال يتطلع بها مره وينظر للأسفل مره، لتلاحظ انه يفعل شيء،  ثم تقف وتتقدم نحوه وعندما تصل لطاولته ترا طرف اوراق وبيده قلم 


هاله: انت بتعمل ايه؟!

(يتابع عمله بدون رد)   

هاله: يا أستاذ بكلمك 

يتوقف وينظر لها: نعم؟!

هاله: بتعمل ايه؟

كرم: برسم!  في مشكله؟! 

هاله:  بترسم مين؟!

(يدير لها الورقه لتنظر إليها باندهاش، ثم تأخذها منها وتتطلع بها لبعض الوقت،  لتجد انها هي ولكن بشكل تبدو فيه اجمل مما هي عليها، ويبدو عليها البسمه بعض الشيء لتقطع الورقه من دفتر الرسم وتعطيه الباقي ) 

هاله: من الاحترام انك تسأل قبل ما تعمل حآجه زي كده

كرم:  خوفت ترفضي

هاله: ويهمك في ايه علشان ترسمني

كرم: انا دايما بدور الوجوه اللي بتحمل تعبير خاصه عشان ارسمها وقليل جداً لما يلفت انتباهي حد كده ويجبرني ارسمه 

هاله: اها، شكلك غاوي معاكسه، اتفضل خد اللى عاوزة وتقدر تمشي

كرم: يافندم انا مش بعاكس، اهو الدفتر يثبتلك صدق كلامي

هاله: عن اذنك ( قالتها وذهبت وهي ممسكه بالورقه وعادت لمكتبها وبعد دقائق نهض من مجلسه واخذ يتطلع إليها بإبتسامه خفيفه لتنظر إليه بجدية حتي ذهب، لتمسك الرسمه اسفل المكتب وتتطلع بها لتتذكر شكلها قبل سنوات وكيف كانت جميله لتبتسم بخيبه ثم تضع الرسمه بحقيبتها وتعود لعملها،.. وفي نهاية اليوم تخرج من المحل وامام الباب تنظر لجانب الآخر من الشارع، لتجده يجلس بمحل امام محلها ويرسم ولم يلاحظ وجودها، لتقف لبعض الوقت تنظر إليه ثم تخطو خطوات متجهه إليه لتجد ان هناك أشخاص يرسمون ايضاً، ثم تتنهد  وتتركهم وتذهب وتعود للبيت، لتجد اخوتها وزوجة اخيها ينتظرونها 


هاله: متجمعين عند النبي، مش بعاده الاقيكم كده

نادر: تعالي اقعدي عاوزين نتكلم معاكي

تجلس على احدى المقاعد: يارب يكون خير؟!

سحر: خير حبيبتي

هاله: طيب اتكلمو 

نادر: انا وميسره اتكلمنا واتفقنا 

هاله: عظيم، بس علي إيه؟!

ميسره: على اننا هنبيع نصيبنا من المحل

( تنظر إليهم بصمت)

نادر: ايوه يا هاله احنا هنبيع، ونخرج من الفقر اللي احنا عايشين فيه ده

هاله: عاوز ايه تاني اكتر من بيت لاممنا والحمدلله عمرنا ما قولنا يالي تدينا حآجه..... عاوزين ايه اكتر من انكم خلصتو تعليم،.. واتجوزت يا نادر، ايه اللي ناقصك 

نادر: ناقصني كتير.... ناقصني يكونلي بيت لوحدي اعيش فيه مع مراتي،.. ناقصني افتح مشروع خاص بيه 

هاله: وانتي يا ميسّرة ناقصك ايه

ميسره: ناقصني جهاز،... ناقصني البس زي البنات واعيش حياتي

هاله: وكنتو هتعملو ايه لو العرض ده مجاش، كنتو هتتصرفو ازاي

نادر: بس جه يا هاله،.. وبنصيبك من البيعه، تقدري تفتحي عشره غيره 

هاله: ولما اقابل ابوك اللى وصاني مفرطش فيه هقوله إيه؟!

ميسره: ابوكي مات وشبع موت من زمان، الحيا ابقا من الميت،.... وافقي بقا وخلينا نعيش حياتنا 

نادر: بابا عمره ما هيكون مبسوط لو احتفظنا بالمحل، واحنا راحتنا في بيعه

هاله: مش هبيع 

ميسره بنرفزه: يعني ايه مش هتبيعي،.. انا ونادر  لينا اكتر منك فيه وموافقين 

نادر: يعني ايه يا هاله،.. هو قرارك لوحدك،.. انا ليه النص في المحل وبقولك هنبيع

هاله: قولتلكم مش هنبيع، انسو ان العرض ده جالنا،.... مش هنبيع محل بابا ولو ب 100مليون 

ميسره تنهض بانفعال: واحنا بنقولك هنبيع يعنى هنبيع،.. احنا نشوف حد يشوف ليكي قد إيه وتاخديه 

نادر: وانا مع ميسره 

تنظر لسحر: وانتي

سحر: انا مليش دعوه انتو حرين

هاله تنهض: قولت اللي عندي محل بابا مش هيتباع ( قالتها واتجهت للغرفه ليوقفها صوت ميسره)

ميسره بانفعال: انتي عايزة مننا ايه دلوقتي؟!..... عاوزانا نكون زيك، العمر يجري بينا،.. انا اعجز من غير جواز عشان مش عارفه اجيب جهاز، واخوكي يقعد وسطنا بمراته وميعرفش ياخد راحته معاها علشان خايف علي احساسك، ياشيخه دا انتي انانية 

نادر: طولي بالك يا ميسره

( تستدير وتنظر لها بإبتسامة عابسه) 

هاله: بتعيريني؟!..... بتعيريني بعد ما نسيت نفسي وسيبت خطيبي علشان اربيكم،..... انا سيبت التعليم علشان انتو تتعلمو،.. انا لغيت دلوقتي بستخسر اجيب لنفسي لبس جديد وبجبلك انتي عشان تكوني شياكه وسط زمايلك في الكليه وخطيبك ميحسسكش انك اقل منه،... وانت يا نادر، محدش طلب منك تراعي مشاعري، خد راحتك واضحك وهزر واجرو ورا بعض في البيت، انا بنام مبحسش بحاجه،.....( تتابع) الفلوس دي مكنتش في حسابتنا قبل اسبوع، كنتو هتغيرو حياتكم ازاي من غيرها،..... كنتي هتغيري حياتك ازاي يا ميسّرة وانتي بتستخسري نفسك تتعبي معايا في المحل، وانت يا نادر كنت هتغير حياتك ازاي وانت قبلت تجوز في اوضتك المهم انك تجوز وخلاص

ميسره بتذمر: بس اهم جم،.. ربنا اراد يجو،.. يمكن نترحم من  معايرتك بأنك نسيتي نفسك وربتينا،.. ياشيخه سيبينا نبيع وبنصيبك عيشي حياتك واتجوزي عيل في العشرين، صدقيني هيصدق ما يلاقيها علشان الفلوس

نادر: هاله انا راضي بالقسمه على تلاته،. مش هاخد النص لوحدي، كل واحد فينا تلاته مليون والباقي نقسمه بالعدل 

هاله بخيبه: كمان  تتنازل،.. انت بقالك قد ايه مجتش المحل،.. بقالك قد إيه سألت علي اسعار الرز والمكرونه والعدس....... وانتي مين قالك اني هموت علي الجواز

نادر: من فضلك احنا دلوقتي بنتكلم في موضوع البيع بتغيري ليه،..... احنا مش عاوزين غير انك توافقي وبس او احنا هنتصرف في نصيبنا 

هاله: اها ( تتابع) طيب اذا كده، عاوزة اعرف حآجه قبل ما اقولكم اللي عندي

ميسره: حآجه إيه

هاله: انا عمري منعت عنكم حآجه كنت قادره ادهالكم، عمري قولت لحد لا مش هجبلك اللي انت عايزة 

ميسره: ايوة، اديكي بترفضي بيع المحل

هاله: قبل بيع المحل، انا بتكلم علي قبل كده

نادر: لا يا هاله عمرك ما قولتي لأ 

هاله: اها ( تتابع) طيب شوفو بقا، المحل ده بتاعي انا بس

ميسره: نعم 

نادر: يعني إيه

هاله: يعني بابا قبل ما يموت كتبلي المحل بأسمي

ميسره بانفعال: اهلاااا، دي سرقه عيني عينك 

نادر: في ايه يا هاله، انتي عاوزة تاكلي حقنا ولا ايه

هاله: المحل بتاعنا كلنا بس لما توصل بيكم الحال انكم تيبعوه ف هو بتاعي انا لوحدي ومحدش ليه فيه


 ( قالتها وذهبت لغرفتها واغلقت الباب من الداخل لتتعالى الأصوات بالخارج،.. لتتجاهل ما يقولونه وتتذكر وصية والدها لها بان تحافظ عليه ولا تبيعه، لأن ما يأتي منه بسبب سمعته الطيبه والبركه الموجودة فيه، قادره ان يجعلهم يعيشو بستر طوال عمرهم،.. وتتذكر عندما اخبرها انه كتبه بأسمها لانه يخاف ان يكبر اخوتها ويبيعونه، ويوصيها بأن لا تخبرهم بذلك السر الا اذا اطرت لأخبارهم


« بڤيلا عمار المهدي»


(يعود للمنزل ليجد والده صاحب ال 65 والستين عام، بالصالون يتابع أخبار البورصه علي الاب توب)


كرم: مساء الخير 

ينظر له: ايه ده ياكرم 

كرم: ايه يا بابا

عمار: إيه البس ده

كرم: كنت برسم 

عمار: مش عارف هتاخد إيه من الشخبطه اللي بتشخبطها دي

كرم: بتسلا 

عمار: وياترا خلصت موضوع البنت اياها، ولا انشغلت في الرسم

كرم: مش عاوزك تقلق، قريب هتبيع

عمار: كل دقيقة تأخير هتخسرنا كتير، اخرك اسبوع وتنهيلي الموضوع ده، لأما تخطفو حد من اهلها لغيت ما توافق

كرم: خطف إيه يا بابا؟!  انت عارف اني مبحبش الأسلوب ده في الشغل

عمار: اتبع اي اسلوب تحبه بس اخرك اسبوع لأما هتصرف انا 

كرم: حاضر،.. وقبل اسبوع كمان 

عمار: طيب اتفضل سيبني اشوف بعمل ايه

كرم: حاضر 


( تركه وصعد درجات السلم، ثم اتجه لغرفة ابنته ويفتح الباب ليجدها تلعب على التابلت وعندما تراه ترتمي على وسادتها وتغلق عينيها، ليبتسم ويتقدم نحوها)


كرم: ياربي دي نايمه بجد

(تبتسم وهي مغمضة العينين)

كرم: طالما نايمة خليني اقرا مذكراتها اللي في الدولاب( قال ذلك لتنهض بسرعه)

لي لي: لا لا يا بابي إلا المذكرات،.... مساء الخير

كرم: بتمثلي على بابي بردو

لي لي: ههههه ولا مره قدرت يا كوكو 

يجلس جانبها ويضرب وجهها بخفه: مسميش كوكو، قولتلك متقوليش الكلمه دي تاني

لي لي بإبتسامة: سوري بابي 

كرم: صاحيه ليه لدلوقتي 

لي لي: بذاكر مش شايف التابلت 

كرم: انتي بتلعبي على التابلت مش بتذاكري،.. نفسي اعرف سامحين ازاي بالألعاب عليه

لي لي:  مش بيعرفو، بنتك هكر قد الدنيا وبتعرف في الثغرات 

كرم: هكر؟!.... ربنا يستر شكلي هطلعك من الاحداث قريب

لي لي: متقلقش بنتك راجل

كرم: هو في راجل حلو كده

لي لي: ههههه الغزاله رايق النهارده، ايييه يا كوكو 

كرم: لي لي، قولتلك بطلي التلمحات دي عيب، وبطلي كوكو دي

لي لي:وفيها ايه يا بابي، انا نفسي افرح بيك بقا، واشوف عيالك بيجرو حوليه 

كرم: يعني لو اتجوزت مش هطفشيها 

لي لي تبتسم بخبث: انا طيبه مليش في الأذيه 

كرم: امال اية،  بنتي وعارفك 

لي لي: بجد والله يا بابي، مبتجوزش ليه

كرم: مش عاوز اجبلك مرات اب

لي لي: وانت ذنبك ايه 

كرم: انتي شكلك جيبالي عروسه 

لي لي: في كتير،...... بجد يا بابي انا نفسي يكون لينا عيله واخوات، ودا مش هيحصل غير لو اتجوزت 

كرم: واحده غيرك كانت خافت ابوها يتجوز

لي لي: هخاف لو هتجوز واحده تبعدك عني بس انا متاكده انك مستحيل تبعد عني، 

كرم: وماما؟!

لي لي: ملحقتش اعرفها عشان ازعل لو اتجوزت،...( تتابع) ومش يمكن اللي هتجوزها تعتبرني بنتها 

كرم: وانتي محتاجه ام؟!

لي لي بتنهيده: اكيد،.. بس انا مش زعلانه لأنك انت عوضتني عن حنان الام.... لكن احتمال اللي هتجبوها تعوضني كمان،... ماهو الست غير الراجل 

كرم:  مفيش حد هياخد مكان امك،.. وعمري ما هلاقي اللي تعوضك عنها،.. وطول ماهو كده ف انا مش هجبلك مرات اب 

لي لي بإبتسامة: انا عليك انت

كرم: لا متشغليش بالك بيه، انا راضي 

لي لي: انت حر، هتعنس 

كرم: هعنس؟... بتجيبي الالفاظ دي منين؟!

لي لي: معايا بنت في المدرسة بتعلمني، وتقولي ايه ياسطا ههههه

كرم: ياسطا؟..... مسمعش انك بتتعاملي معاها تاني انتي فاهمه

لي لي: حاضر يا اباشا 

كرم: بنت 

لي لي بعبس: خلاص يا بوب توبنا 

كرم: هضربك 

ترفع يدها بتبرائه: باشا مش هتكلم تانى

يمسك اذنها: هضرررربك 

لي لي: خلاص يا بابي ههههه مش هتكلم والله

يتركها: طيب نامى  يلا 

لي لي: لسه شويه

كرم: نامى علشان تصحي بدري

لي لي بعبس: اوووكي، اتفضل تصبح على خير

كرم: بعد شويه هاجي تاني لو لقيتك بتلعبي في التاب هكسره 

لي لي تضع التابلت على الطاولة وتنام: نمت والله نمت، يلا بقا ( تتثاوب) تصبح علي خير يا بابي

كرم: وانتي من اهله حبيبتي


( رفع عليها الغطاء وقبل جبينها ثم تركها وعاد لغرفته، ليتصل بسامح)


سامح: باشا؟!

كرم: لسه صاحي؟!

سامح: ايوه 

كرم: انا روحت عند الست... اقصد البنت دي، وشكلها هتتعبنا

سامح: ما انا قولتلك يا باشا

كرم: فعلاً، هي جد بزياده وسكة الكلام المعسول مش هينفع

سامح: طيب إيه؟!

كرم: عاوزك تاخد بالك من الشغل، انا الاسبوع ده اجازه 

سامح: ليه ياباشا خير

كرم: عشان الموضوع ده، هي مينفعش معاها مقابله علي الماشي، دا لازم نكثف المجهود واكون في وشها طول الوقت

سامح: ناويت تتبع معاها اي طريقه

كرم بتنهيده: مش عارفه، زي ما قولتلك مش هيمشي معاها الكلام المعسول، ولا الفلوس حتي،

سامح: امال ايه اللي هينفع

كرم:  لسه هشوف من خلال مراقبتي ليها

سامح: هي عرفت انك كرم المهدي

كرم: ولا هتعرف قبل ما توافق

سامح: والله ما عارف هتقنعها ازاي بشكلها ده

كرم: هي فعلاً شكلها صعب جداً،.... لكن هتصعب علي مين، انا كرم بردو 

سامح: ههههه طبعاً يا باشا، كرم المهدى واحد مفيش غيره

كرم: بحب فيك تطبيلك ليه، وعشان كده لسه مشغلك معايا يا سامح 

سامح: ههههه عيب يا باشا انا مهما اقول موفكش حقك 

كرم: ايوه كده نافقني يا وديع ههههه تصبح علي خير يا سامح 

سامح: وانت من اهلو يا باشا 


( اغلق الخط وجلس علي سريره  ليفتح الاب توب، ويتطلع للمعلومات التي جمعها عنها والي صورتها  ليدقق النظر بها ويسأل نفسه ماذا سيفعل معاها،.. واصبح يفكر حتى غفا وهو يتطلع إلى صورتها  )


( كانت تجلس بغرفتها وهي ممسكه برسمه، واخذت تتطلع بها وتسأل نفسها،.. كيف رأها ليرسمها بدون تعابير الحزن التي لا تفارقها، ولماذا أخفى شحوب وجهها وتعبه ومن اين له ان يعرف شكل شعرها وهو غير مربوط ليرسمه ،.... ولماذا رسمها بهذا الشكل وهو يظهر عليه انه جيد جداً في الرسم وكان يستطيع ان يرسمها بحالتها التي رأها بها بدون ابتسامه،... لتغفي وهي تتطلع بها)


أتى اليوم  التالي واعدت نفسها  للخروج لتجد  ميسره تقف أمام  باب غرفتها ، وتنظر لها  بسخط


هاله:  صباح  الخير 

ميسره:  لا صباح  ولا  مسا،...  رجعلنا حقنا اللي عاوزة تنهبيه وبعد  كده  نصبح ونمسي

هاله  بتنهيده: انا  اتأخرت علي الشغل،  نتكلم  بعدين ( تتقدم خطوه لتمسك بها وتعيدها)

ميسره: مش هتمشي غير لما ننهى كل حآجه ونبيع، وكل واحد ياخد حقه، والا  انا مش هسكت وهلجاء للمحاكم وهما يجبولنا حقنا منك


( ظلت تنظر لها وهي تضم فمها بغيظ ثم ترفع يدها وتصفعها على وجهها)


هاله:  عاوزة  حقوق تانى  يا ميسره ولا  كده  كفاية 

تضع يدها  على  وجهها  وتنظر لها  بغيظ  شديد:  بتضربيني؟!.....( تتابع)  طبعاً  ما الغل اللي  جواكي يخليكي




  تضربي وتاكلي حق اخواتك اللي  ابوكي أمنك عليه،  فكرك انك  بكده هتملي عين حد 



 عشان  يبوصلك،...  لا يا حلوه  هما  مش  هيبصولك علشان  جمال  عيونك،  هما  هيبصو للمحل بتاعنا اللي  انتي  عايزة  تنهبيه 

تحبس دمعتها: تقولي  ايه.. انا مش جميلة  زيك ف بعوض النقص،.



.  وسعي ( ابعدتها عن طريقها واتجهت لخارج  المنزل




 وهي  تسمع سب ولعن ميسره  لها  ،  لتمشي بشارع والدموع تشوش رؤيتها ولم تركز على

  الطريق  حتى شدها احدهم فجأه  من أمام  سياره  كادت ان تضربها) 

               الفصل الثاني من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-