رواية عنان المدمر الجزء الثاني2الفصل الثالث3بقلم فاطمة ابراهيم


 
رواية عنان المدمر الجزء الثاني2

الفصل الثالث3

بقلم فاطمة ابراهيم

"انــا مسـافــره الاسبــوع الجـاي ..!!

كان هذا ما تفوهت به علي مسامع والدها الذي نظر لها بسخرية



 ظننا منه ان هذه مزحه او مقلب منها كالعاده فا تحدث قائلا :

"يا بنتي خلاص بقي عندي مناعه من مقالبك دي ، لو في حاجه مهمه بجد قوليها"

فركت يدها بتوتر قائله:
" انا مش بهزر يا بابا و لا بعمل مقلب ، انا بتكلم جد "

عقد حاجبيه فيبدو علي ملامحها الجديه و ظاهر أيضا عليها التوتر ، فإن كان هذا مزحه من مزحاتها لكانت حاولت اقناعه و هي تضحك و تتحرك بحركات مسرحيه مصاحبه ذلك بكلمه "أبو حميد" لا كلمه بابا فا ابنته لا تناديه بـ "بابا" إلا وقت الجد فقط ..!

اردف أحمد بصرامه:
"عنان انتِ بتتكلمي جد فعلاً ، دا مش هزار ولا مقلب متأكده "

ازدرقت لعابها بتوتر فا ليس من السهل ان تبتعد عنهم و لا ان يوافق والدها فهي حتي آتيه تعرفه قرارها لا حتي تستشيره بالموضوع .
"ايوا يا بابا انا بجد مش بهزر انا هقولك اي اللي حصل الصبح و حضرتك بردوا تقرر عايز أي .."

ابتسم احمد بسخريه قائلاً:
"انتِ خليتي فيها قراري بقي ، دا انتِ جايه تقوليلي مسافره الاسبوع الجاي ، يعني مش جايه تاخدي رأيي حتي "

عنان:
"بابا .. انا والله لسه عارفه الصبح ...؟!"
Flash back ..

أيهم : 
_بخصوص رحمه !!!

عقدت عنان حاجبيها قائله:
_مالها رحمه انت هتقلقني لي .

تحدث أيهم بجديه و اخذ يقص عليها كل شيء بخصوص حادثهم منذ الصغر ، عندما انفجرت الأنبوب الغازية بمنزلهم و كان بالداخل والده و والدته ، و والد إسلام و والدته و أخته "تالا" و عند هذه الكلمه صمت و هو يري تعابير الصدمه و الدهشه علي ملامحها مردفه بتعجب ..

"إسلام كان عنده أخت ، لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ، ربنا يرحمها يا رب ماتت و هي لسه مشافتش حاجه من الدنيا ماتت موته صعبه اوي ، ثم ربطت علي كتف أيهم ظننا منها انه حزن من أجل تذكره لأهله فهو كان منذ وقت قام بقص تلك الحادث بخصوص أهله و تاره مع الرشيدي و ولده ، ولكن هذه اول مره تعرف شيء عن إسلام غير ان والدين أيضاً كانوا موجودين اثناء الحادث ..
صدمت من جمله أيهم وقعت علي مسامعها وقوع الرعد عندما قال:

"بس تالا طلعت عايشه"

عنان بصدمه :
"نعم ، ازاي انتو مش لقيتوا الجثث "

أيهم بحزن و تكونت طبقه من العبرات بعينيه تذكرا لذلك اليوم العصيب تحدث قائلاً :
"الجثث كانت متفحمه ، ابتسم بسخرية مكملاً..نفس موتت ابنه يا سبحان الله ربنا فعلاً مش بيسيب حق حد و مات نفس الموته و هو محروق و جثته اتشوهت ، بس هي جثته كانت مختفيه و بعد مده عرفنا انه خطفها و بعتلنا صورتها ميته ، بس طلعت صور مفبركة ضحك علينا ال** طلعت عايشه بس يا عالم عايشه ازاي بعتها روسيا بعيد خالص عن ايطاليا عشان لو فكرنا ندور حواليه ، بس طلعت شغاله فــ ...! نظر بأسف للارض و التزم الصمت لعدة دقائق بعدها اردف بخزي 
"في اماكن مشبوهه هناك كانوا بيعنها لمكان في روسيا من وهي طفله في كل حاجه زباله من دعـ ـاره ، شرب ، و قرف ، تخيلي طفله يحصل فيها كل دا ، يا عالم بقي هي لسه عايشه اصلا بعد دا كلوا ولا مستحملتش .."

"المهم دلوقت إسلام لازم يسافر عشان يدور عليها و أكيد أنا مش هسيبه و هسافر معاه ندور سوا ، و هو خايف علي رحمه يسيبها لوحدها و بالذات اننا مش عارفين هنفضل هناك مده قد أي ، و انتِ عارفه رحمه ملهاش حد غيره ، فا قال هياخدها معاه بس بردوا خايف عليها يحصلها حاجه و هي هناك هتكون فتره طويله بردوا لوحدها ، اللي هنكون احنا بره بندور علي تالا ، و اظن بعد حملها دا هيخاف عليها أكتر و هو مشتت مش عارف يعمل اي فـ ..! "

قاطعته عنان قائله :
_فا قولتوا ان عنان هي اللي تسافر معاها تاخد بالها منها و كنان لو حصل أي حاجه بتعرف تدافع عن النفس و هتقدر تتصرف عن رحمه مش كدا .

نظر إليها أيهم بحزن ظننا منه انها سوف ترفض من نبرتها الجامده تلك و حرك رأسه علامه الصواب كان سوف يحاول إقناعها و لكنه صدم من ردها السريع عليه مقاطعة إياه قائله بجمود و هي تحاول منع عبراتها من الهبوط :

"و أنا موافقه "

نظر لها أيهم بسعاده قائلاً:
"بجد يا عنان وافقتي ، يعني مش عندك اعتراض للسفر و انك تساعدينا "

حركت رأسها علامه الرفض و بدأت عبراتها بالنزول قائله:
"لاء مش معارضه، دي صحبتي و لازم اخد بالي منها ، رحمه طيبه اوي و فعلا مش هتعرف تتصرف ، و بالذات من كونها حامل هتكون محتاجه مراعاة أكتر ، وكمان البنوته اللي اتظلمت دي و شافت أسود أيام ، ربنا يكون في عونها و يكون وقفلـها حد ابن حـلال يحمـيها من التعـابين اللي هي وسطهم رحمه ربنا كبيره و اكيد ربنا معاها ، انا معنديش أي اعتراض بس بــس ءاا ..!!"

عرفيه يا عنان و متخافيش والدك قلبه طيب و كبير و هيقدر اللي انتِ هتكوني فيه مت حيره و أي رد هو هيقوله انا موافق بيه أيا كان وافق او حد عارض و رفض ، بس انا واثق انه هيوافق !! "

Back ..

أردف أحمد بثبات :
"و هو واثق منين أن أنا هوافق ، نفترض قولت لاء "

نكست عنان رأسها لاسفل قائله بحزن :
"براحتك يا بابا اللي حضرتك هتقول عليه هعمله "

ابتسم أحمد قائلاً و هو يتجه إليها :
"بس دا مش قراري أنا ، انتِ شايفه الصح أي بالنسبه ليكي ، هتعرفي تسافري و تكوني قد المسؤلية بجد ، هتقدري تعتني بصاحبتك و بحملها من غير ما تقصري و بعدها تحسي بالذنب ، هتعملي اي في دراستك هـتسبيها ولا هتقدري تكملي السنه ، انتِ من نفسك عارفه انك هتكوني قد المسؤلية ، أنا معنديش مانع ، لكن لو مش هتكوني قد المسؤلية يبقي القرار ليكي في النهايه !"

رفعت عنان انظارها له قائله و ابتسامه عذبه تشق ثغرها:
" إن شاء الله هكون قدها يا بابا ، دي صاحبتي و أنا لازم أكون جمبها ، بالذات انها ملهاش حد خالص ، وكمان البنت اللي اتكتب عليها الظلم من صغرها دي " انهت جملتها تزامناً مع نزول دمعه حاره علي وجنتها اليسري .

ضمها أحمد بين ذراعيه بحنان مربط علي كتفيها قائلاً:
"خير إن شاء الله ، و أنا واثق في بنتي اللي ربتها أنها هتكون قد المسؤلية و كمان هتعرف تاخد بالها من دراستها مع كل دا ومش هتأهملها " ابعد رأسها قليلا و هو يمسح دمعتها مكملاً ببعض من المرح حتي يخفف حزنها ..
"و لا أي يا دكتوره ، مش هتكوني قد المسؤلية"

ابتسم بخفه قائله :
"عيب عليك قدها طبعاً ، «التزمت الصمت لثواني معدوده ثم أكملت» مش هتكون خايف عليا و انا لوحدي هناك يا بابا ..!!"
تحدث أحمد بابتسامه حنونه قائلاً:
"مين قالك انك هتكوني هناك لوحدك ، انتِ هتكوني مع جوزك ، و دا اللي مطمني "

اردفت عنان بحنق:
"و حضرتك واثق فيه و مطمن منه اوي لي كدا "

أجاب ببساطه:
"لأنه جوزك" 

عقدت حاجبيها بحنق ظاهر علي تعابير وجهها مما جعله يقهقه ضاحكاً عليها 

"بس دا جوزي بالغصب "
ارفت تلك الجمله بتذمر مما جعله يقهقه ضاحكاً عليها مره اخر و هو يقرص وجنتها قائلاً:
"يا بت علي بابا"

ربعت يدها امام صدرها بتذمر طفولي ، احتضنها بحب قائلاً:
"أيهم بيحبك يا عنان و هيحافظ عليكي من نفسه قبل أي حد عشان كدا انا مطمن عليكي معاه "

فجأة كان باب الشرف يفتح علي مصراعيه مصاحباً لجمله

"أنا سمعت كل حاجه ان الهم كلمه ابداً"

كان أسر هو صاحب تلك الكلمات الغير عقلانيه و غير محببة بالنسبة لهم ..

تجهم وجه والده قائلا بغضب :
"انت بتصنت علينا يلا !"

أسر بلا مبالاه و هو يقوم بدس يده بجيب بنطاله و هو يرفع رأسه لأعلي مردفًا بتكبر :
"المهم يا حج مش عايزيني اقول للحجه مراتك انك كنت حاضن البت دي «قال جملته و هو يشير علي عنان التي ما زالت قابع بداخل احضان والدها» تخلي مراتك تبطل تضربــ ...!"

"ءااااااا"

قطع باقي جملته بصرخه  أثر اصطدام شبشب والدته به من الخلف يليه صراخها قائله :

"بقالي ساعه بعتاك تنادي لابوك و أختك عشان الغدا جاهز ، سخنت الاكل مرتين و أنت واقف زي ما انت متحركتش ، اعمل فيك اي بس ..!! "
نظرت له و هو يحك ظهره و علي وجهه تعابير الامتعاض الشديد ، حاول اثاره غضبها فا نظر لوالده و اخته القابع بين زراعيه قائلا :

"غلطان يعني كنت بقفشهم عشان اقولك تعالي شوفيهم "

ضم أحمد عنان إليه بتحدي مصطحب ذلك برفع إحدي حاجبيه ، ألقت حنان نظره عليهم ثم عادت بنظرها لذلك "الآسر" مجددا قائله بلا مبالاة ..

"فيها أي يعني ، أب و بنته ، انت مالك و لا انا مالي "

اتجهت ناحيته تقرصه من أذنه بشده قائله بصرامه :
" يا ريت تغير من نفسك ، زي ما انا غيرت من نفسي مش عيب أننا نغلط ، العيب اننا نكرر الغلط و نتمادي فيه ، بطل تتصنت علي أي حد بعد كدا و لا بجد ولا هزار حتي ، دا غير انه عيب كدا و ميصحش ، دا حرام ربنا يوم القيامه هيدخل في ودنك سيخ من نــار ، اتمني انك متكررهاش تاني يا أسر ، و دا أخر أنظار ليك علي فكره ".

نكس رأسه لاسفل بحزن و خزي من نفسه قبل أي شيء ، حقاً هذا فعل غير صحيح كان يفعل بدافع الهزار فقط ، لكن لا يليق به و بدينه و تربيته ..

ذهبت عنان إليه و قامت برفع رأسه لأعلي قائله بحنان أخوي و ابتسامه عذبه تشق ثغرها :
"اوعي تنزل راسك ابدا ، راسك دايماً مرفوعه ، احنا هنا في الدنيا عشان نغلط و نتعلم من غلطنا ، مش نستمر فيه 
استغفر ربنا علي اللي كنت بتعمله و هو هيسامحك حتي لو كنت مش بتكون قاصد اللي بتعمله و بتهزر ، بس لازم تبعد عن كدا عشان متكونش عاده عندك لما تكبر هتكون لا إراديا بتعمل كدا عشان متعود ، ماشي يا حبيبي "

"ابتسم فلست أنت الوحيد الذي لسعته الأيام"

ابتسم لها بامتنان فلولا و جود عائلته لكان لم ينجي من أخطائه ، هم دائما الدرع الحامي له ، هم دائما من يرفعوا من وحل أخطائه إلي الأفعال الصحيحه ..

تأفأفت حنان بملل قائله:
"علي فكره أنا مش هسخن الاكل للمره التالته ، عندكوا محطوط اهو علي السفره كلوا بارد بقي "

قالت جملتها المصنعه هذه حتي تخرجهم من ذلك الموقف المؤثر فا انتهي الدرس و قد تعلم صغيرها منه ..

قاطعهم صوت بار المنزل و دلوف "حسام" منه العائد من عمله ، انتبه لو جودهم فا تحدث قائلا ببعض المرح:

"سلام عليكم ، مالكوا متجمعين عند البلكونه كدا لي "

اجاب الجميع عليه السلام قائلين :
"عليكم السلام ورحمه الله وبركاته"

"اي يا حبيبي أنت مش قولت هتطلع من الشركه علي بيت خطبتك هتتغدا عندها ، حصل حاجه "
كانت تلك هي كلمات حنان والدته ..

تردفت عنان و هر توكز آسر ببطنه بخفه قائله بمزاح :
"ايوا بقي يا عم ناس ليها دلع ، ونا عندها اتمنع"

قهقه آسر ضاحكاً مؤيد جملتها مما جعل حسان يقوم بلوي ثغره بحنق مردفًا بسخط:
"ما بلاش انتِ اللي تتكلمي يا عنان ، دا انتِ في خلال نص ساعه كنتي متجوزه ، مش فضلتي مخطوبه سبع شهور و خطيبك مش بيتكلم معاكي حتي كلمتين علي بعض و علطول مكسوف لحد ما جضيت و الله"

عنان بحصره اردفت :
"هي الدروس مش جايبه نتيجه ولا اي؟!"

عقد حسام حاجبيه بتعجب قائلاً : 
"دروس أي ..؟!"

عنان :
"لا ولا يهمك ، دي حجات تخصني أنا ، بعدين انت بتحسد بقي ، يا عم شفتني رحت في حته يعني ولا اتحركت من البيت ، ما انا قاعده علي قلبكوا لسه اهو ".

نظر لها احمد و لوي فمه مرددا في نفسه :
"يعيني عليهم لما يعرفوا الصدمه ، دا حسام احتمال يحصله حاجه و يقولك رايحه تعمل شهر عسل قبل ما تتجوز"

انتبه علي نداء زوجته لا بل صراخ زوجته الحانق :
" علي فكره اما بجد مش هسخن الاكل ، عازين بقي تفضلوا ترغوا كدا لبكره و متاكلوش براحتكوا ، و انت يا حبيبي غير يلا وعالا كل معانا "

قاطعها حسام قائلاً:
"ما انا هغير فعلاً يا ست الكل بس هرجع تاني ، انا بس جيت اغسر لبس الشغل و البس لبس عادي بدل بدله و كدا "

اردفت حنان بحنان :
"ماشي يا حبيبي ، و انتو خليكوا كدا بقي "
قالت اخر جملتها بغيظ تاركه إياهم ذاهبه اتجاه السفره ..

عنان بدهشه : 
"هي مراتك مالها يا ابو حميد ، بتتحول ولا اي "

جاورها اسر الحديث :
"مش عارف ياختي تيجي مع حبيب القلب ننوس عين أمه الكبير و الحنيه كلها ، معانا بقي تقلب دراكولا "

وجد شيء طائر يصطدم بوجهه مصاحباً لصراخ والدته الحانق :
"بقي أنا دراكولا يا ابن الجزمه !!"

أسر صارخاً بألم : 
"شوف بتقولي عيب يا أسر متعملش كدا و بطل تتصنت ، و تروح هي تعمل كدا "

حنان صارخه بسخط :
"لاء يا أخرت صبري ، كنت جايه اناديكوا للاكل عشان زهقت منكوا  ، ما تقول حاجه يا أحمد انت كمان ساكت لي كدا  ، مش شايف عيالك و عمايلهم ، بقي انا ابنك يقول عليا دراكولا و أنت واقف و ساكتله "

اتجه أحمد إليها و هو يحاول كبت ضحكته حتي لا تتحول حقا عليه ذهب و ضم كتفها إليه مقبلاً جبهتها مردفًا بحب :
"سيبك منه ، هتاخدي علي كلام أسر ما انتِ عرفاه ، يلا يا حبيبتي ناكل احنا هما حرين محدش فيهم صغير ، و كل واحد عارف مصلحته فين"

ضرب أسر كف باخر و يكاد فمه هو و تلك القابعه جواره يصل للأرض مردفًا بحنق مضحك :
"شفتي ثبتها ازاي ، دا خدها و مشي بكلمتين "

قاطعه صوت والده الصارم :
"بطل رغي كتير ، و دقيقه تمون مرزوع هنا أنت و أختك ، يـــلا !"
بأقل من ثلاث ثواني كانوا جالسين علي المائده بصمت ..

قهقه حسام بشده عليهم فقد انتهي و خرج استمع لكلمات أسر الحانقه و صراخ والده به منتهيه بعمل سباق بينه هو واخته للوصول للمائده بأسرع وقت ، اتجه ناحيتهم قائلاً بتوديع :

"عايزين حاجه ، همشي انا بقي ، سلام "

حنان بتوديع :
" مع السلامه يا حبيبي ، ربنا يحفظك من كل سوء وشر ، خد بالم و انت سايق ، سوق براحه "

اعطي لها قيله طائره قائلاً :
"عيوني يا ست الكل "

حنان بحب :
"تسلم عنيك يا حبيبي"

"اوعدنا يا رب بحد يخاف علينا كدا"
كانت هذه جمله أسر المرحه او لنقول المائله للغيره قليلاً

ضربته عنان بخفه اسفل رأسه من الخلف قائله :
"مالك مستعجل لي ! بكره تكبر و يجيلك واحده تطلع عينك اصبر بس اللي بتعمله فينا دا هيطلع كله عليك و بكره تقول عنان قالت .."

كان يتشاجر معها قائلاً بصراخ :
"متجوزه سوسن عشان تنزلي بالمايوه دا ، مستحيل تخرجي برا باب الاوضه أصلاً منه مش هقولك باب الشقه حتي ..! "

تاره بحنق هي الاخر تحدثت صارخه :
"لي يعني ، دا مايوه عادي يعني ، بعدين مش هلبسه هنا اصلا ولا حتي في مكان عام ما هلبسه في المكان اللي امت بتحجزه لما بنروح هناك و بيكون فاضي ، يعني مين هيشوفني !" 






رفع سيف إحدى حاجبيه مردفًا بسخريه :
"طب بدل ما هو عادي و محدش هيكون هناك غيري يشوفك بيه ، ما تلبسيه هنا عادي بقي "

اصطبغت وجنتها باللون الاحمر مردفه بخجل :
"لاء طبعاً "

اردف سيف حانقاً :
"يعني اتكسفتي تلبسيه هنا ، هتلبسيه هناك ازاي ، نفترض هناك في كاميرات ، او صاحب المكان دخل فجأءه اللي انا متأكد انه مش هيدخل عمره ، بس نفترض ، بعدين بدل مكسوفه تلبسيه هنا قدامي ، ما أنا بردوا اللي هكون هناك ، مش هتكوني مكسوفه وقتها "

اردفت تاره بتلعثم فهي لم تكن ترتديه فقط أحبت مشاكسته قليلاً فا مجرد الفكره تخجلها ..

"خلاص بقي يا سيف كنت بهزر معاك  "






رفع سيف حاجبه اليسار مردفًا بخبث : 
"طب اي رأيك بقي أن أنا عجبتني الفكره "

شهقه خرجت من جوفها قائله بتلعثم و هر تبتعد عنه :
"فكرت أي بس استهدي بالله و صلي على النبي في قلبك كدا  ، قال حبيت الفكره قال "

قهقه سيف ضاحكاً عليها متحدثاً:
" يلا بقي نعمل بروڤه علي المايوه قبل ما نروح بيه "

صرخت بخجل و هي تنطلق صوب الغرفه و تغلق الباب عليها و لكن منعتها يده و صوت قهقهته العاليه تلمئ المكان حوله ..!

أنا لم احُبكَ بقلبِي فقطَ ، أنا احَببتُكَ بِقلَبي وعقلِي وسَمعي وبَصري ودمِي لم يتمكنَ أيِ أحدَ من الوصُولَ إلى دَاخلِي مِثلمَا فعلتَ انتَ "").

"ولااااااا ، انت غمزتلها متنكرش ، أنا شيفاك بعنيا الاتنين و أنت بتغمزلها و قامت هيا ضحكتلك ضحك رقاصه ..!"

كانت آيات هي من تفوهت بتلك الكلمات الحانقه و هي تقف أعلي السرير و تمسك تميم من تلابيب قميصه الصيفي ..

كتم تميم ضحكته و هو يحاول التملص منها مردفًا بحزم مصتنع :





" يا بت اتهدي و سبيني ، مالك مسكاني زي اللي قافش حرامي غسيل كدا ، نزلي أيدك دا أنا حتي الفهد !!"

آيات بردح قائله بغيظ:
"قال فهد قال ، رد عليا غمزتلها لي ، تعرفها ، و لا قاعد مع كيس جوافه ، دا أنت لو كنت قاعد مع كيس جوافه كنت احترمت البذر اللي جواه "

تميم و هو يحاول رفع يدها الممسكه به تحدث قائلاً :
" يا بنتي انا مش عايز استخدم معاكي العنف طب شيلي ايدك و انتِ قزعه كدا و واقفه علي السرير عشان تطوليني ، ابعدي و نتكلم بالعقل ..!!"

اردفت بحنق و هي تقوم بشده أكثر من تلابيبه :






"عقل مين يا ابو عقل ، أنا مش سيباك غير لما تقولي غمزتلها لي ، ءااااااا"
شهقه خرجت منها نتيجه سقوطها علي السرير و هو فوقها غامزاً بوقاحه :
"قولتلك بلاش استخدم معاكي العنف ، و أيوا غمزتلها عندك اعتراض !؟"

صرخت بوجهه و هي تضرب يدها بصدره بغضب قائله :
"بقي كدا طيــــب ....!" 

ثانيه ، ثانيتان ، كانت تضرب رأسها بقوه مصطدمه برأسه تألم الاثنان خاصتاً هي فهو لم يتأثر بضربتها كما تأثرت هي قائله بحنق :

"يخربيت دماغك ناشف اوي كدا لي "

"في حد عاقل يعمل اللي انتِ عملتي دا ؟!"
تفوه تميم بتلك الكلمات الحانقه و هو يحك مقدمه رأسه..

ترقرقت العبرات بعينيها و هي تحاول إبعاده عنها قائله بصوت مخنوق بالدموع :
"ابعد عني يا تميم ، اقولك روح للي كنت بتغمزلها "

انتبهت جميع حواسه لها مؤنبا ذاته علي ما فعله بها فهو أحب مشاكستها فقط كالمعتاد لذلك فعل هذا التصرف ، اقترب بوجهه اكثر منها مجففا دمعتها الخائنه قائلاً بحنان :
"لي الدموع بس ، انا مكنتش قاصد ازعلك ، أنا بس بحب طول الوقت اناكف فيكي ، بحب أشوف غيرتك عليا ، خلاص مش عامل كدا تاني بس بلاش دموع قولتلك كذا مره دول غالين عندي اوي "

اردفت آيات بحزن : 
"لو أنا اللي كنت غمزت لواحد و هو بصلي و ضحك ، كنت عملت أي وقتها !؟"

نطق سريعاً بطلقائيه :





"كنت خزقتلك عنيكي الاتنين اللي بس فكروا يبصوا لغيري مش بس يغمزواوا ، و موت اللي ضحكلك دا "

نظرت له بحزن قائله :
"يعني المفروض دلوقت بقي اخزقلك عنيك الاتنين ، و اروح اموت بنت الوارمه دي !" 

ضحك تميم بشده مما زاد من حنقها ثم أردف بمزاح :
"قلبك تبيض بقي ، خلاص آخر مره أعمل كدا تاني ، بس اضحكي ، خلي الدنيا تنور "

ضمت آيات شفتيها بعبوث طفولي محركه رأسه يميناً و يساراً علامه الرفض ، غمز لها تميم بعبث قائلاً بخبث :  

"ابت ، طب اروح اغمز للبت تاني بدل مش عايزه تضحكي "

اقتربت منه حتي لا عاد يفصل بينهم إلا بعض السنتيمترات ممسكه إياه من تلابيبه مره اخره قائله بتحذير :
"ابقي فكر كدا ، عشان اخليها تقرأ عليك الفاتحه قبل ما تحصلك ..!"

"حبيبي الغيور ، بس أي مش ملاحظه انك بقيتي جريئه اوي الفتره دي "
مع انتهاء جملته ، اصطبغت وجنتها باللون الاحمر بعدما ادركت 





وضعهم محمحمه بحرج محاوله الابتعاد عنه و لكنه كان كالجسد الصلب لا يتحرك بل يقترب أكتر ،
انتهي الأمر بقهقه تميم العاليه علي منظرها الخجول الحانق ..

_كان الصراخ يعم المكان من كل جانب حتي اتت ثلاث صرخات متتاليه لأول مرة في هذه الحياة ، هن ثلاث أطفال انجبتهم أميره توأم ..

خرجت أميره إلي غرفه عاديه بعد ولادتها و بجانبها الثلاث أطفال ، نظر لهم إياد بحب لا يصدق أنه قد أصبح ابّا و لا لثلاث اطفال معا فـ حمداً لله علي هذه النعمه .

بعد مده فاقت أميره و جلست و حولها زوجها و اطفالها بعدما ذهبت والدتها الخارج لشراء بعض الاشياء ، تحدثت أميره بمرح قائله :
"احنا نتفق اتفاق 





احنا ناخد طفل نربيه ، و ماما تاخد طفل تربيه ، و التالت شهر عندنا و شهر عند ماما ، لأن انا مش هقدر علي التلاته لوحدي "

اردف إياد بمرح :
"انا بقول مامتك تاخد التلاته تربيهم ، عشان احنا مش هنكون فاضين أصلا ، هنكون بنجيل غيرهم عشان نكمل دسته !!"

"نـــــعـــــــم !!! "

كانت هذه هي كلمتها الصارخه به مكمله :

"قال دسته قال ، كدا كفايا اوي يا حبيبي ، كدا جبرت ، انا لو عليا كنت عايزه واحد بس اعرف اربيه "

استيقظت فزعه من النوم و جدته مستلقي براحه جانبها ايقظته بغيظ قائله : 
"اصحي ، قوم ، دا انت جبروت يا أخي ، قـــوم !"

قام مفزوع من نومته مردفًا بقلق:
"اي في أي ، حصلك حاجه تعبانه ءااا"

قاطعته قائله بغيظ و مازال حلمها مؤثر عليها :
"بقي أنت يا مفتري ، عايزنا نخلف دسته"

اردف بجهل :
"دسته ..؟!سته اي ..؟! "

اردفت أميره بسخط :
"هيكون اي يعني دسته جاتوه ، دسته عيال ، بقي انا لسه والده تلات عيال تقولي عايزين نكملهم دسته و مامتك تربي دول .."

رمش عدت لحظات يحاول استيعاب كلماتها تلك ثم تردف بلا وعي :
"أميره انتِ كنتي بتحلمي ؟!!" 

اردفت تلقائيا :
"اها ، بس دا مش معناه ءااا"

كان الدور عليه هو بالمقاطعه الآن قائلا :
"يعني انتِ عامله دل دا علي حلم ، امال لو كان حقيقه بقي ، يا شيخه مصحياني مفزوع من و انا عريس





 و لسه متجوزين مبقاىناش يومين و تقوليلي مخلفين تلاته و عايز اكملهم دسته ، اردف بخبث..




_بس والله حلوه الفكره يلا نطبقها بقي !"

غزت الحمره وجهها ولكنه لم يعطيها فرصه للحديث بعدها صدحت صوت ضحكاته تملئ الغرفه ..

فهل يا ترى يوف تدوم تلك الضحكات للابد ام للقدر رأي آخر ..؟!

يا تري سوف تدوم سعادتهم جميعاً ام سوف تنقلب السعاده لتعاسه ..؟!

يا ترى ماذا سوف يحدث في الاسبوع القادم عليهم بعد انتهاء




 شهر عسلهم ، و سفر كل ثنائي لرحله البحث عن المفقود منذ سنوات ..؟!

يا تري هي مازالت علي قيد الحياة أم ماتت ..؟!

هل بعد كل هذا سوف تنتهي قصه عنان و أيهم و سوف تكون



 مقتصره علي بحثهم علي "تالا" و بعدها تنتهي ، ام هناك مغامرات أخري ..؟!

تعليقات



<>