رواية عنان المدمر الجزء الثاني2الفصل الرابع4بقلم فاطمة ابراهيم
بإحدي الملاهي الليلية كانت تقف فتاه تتميز بسماء صافيه في عينيها تتحدث مع ذاك وذلك بطرقه مشابه للاغراء او للحق فهي أكثر منه ..
قائله بالروسيه :
_تفضل عزيز هذا هو مشروبنا قبل أن نذهب للغرفه .
اردف الاخر بسُـكٌـر :
_لا داعي له ، هيا بنا جميلتي حيث المتعه .
سحبت ذراعها منه سريعا قائله بصوت شابه للهمس جعله يرتشف الكأس علي مره واحده !!
"يجب عليك تناوله أولا " ، انهت جملتها بغمزه مراوغه .
أخذ يترنح حتي امسكت به ساحبه أيها تجاه إحدي الغرف الجانبيه و هي تمشي بخطي مائله بفستانها الذي يكاد يصل للركبه ، و صلت إلي الغرفه دخلت و ادخلته معاها و هو يبتسم لها كالابله ، أغلفت الغرفه عليهم ثم نظرت لته بابتسامه قائله و هي ترفع يدها اليسار تشاور له مردفه بسخريه :
"تــكيــر يا بيبي !!"
بنفس اللحظه كان الرجل يتسطح علي أرضيه الغرفه ، و هو يهلوس و لكن أيضاً لا يعي شيء نتيجه ضربه رأسه و تلك الحقنه المخدره التي اعطاها له ذلك القابع امامها الآن ناظراً إليه بغضب مردفًا:
"ألم أقل لكي من قبل ان لا ترتدي مثل هذه الملابس العاهره و اللعنه"
و لكن تفاجأ بتلاصقها بالباب و انفلتت منها ضحكه خليعه عاليه و قبل ان يقوم بالرد عليها استمع إلي صوت رئيس ذلك المكان يصفر قائلاً بسعاده :
"هنأتي عزيزتي ، استمتعوا "
بعدها خرج من المكان المخصص للغرف و خرج إلي حيث مكان اصطاد الزبائن من الملهي نفسه ..
نظرت له بحنق قائله :
"اصمت ، اتريد ان تكشفنا أيها الاحمق"
نظر لها شذرًا بغضب قائلاً:
"لا تتجاهلي سؤالي ، لماذا ارتديتي مثل هذا الفستان الفاضح ألم أقل لكي من قبل أن لا ترتدي مثل هذا النوع من الملابس ..!"
تحدثت هي بسخريه قائله :
"اوه عزيزي ! اتريدني أن لا ارتدي مثل هذه الملابس مره أخر حتي أجلد من ذلك الأبله القابع بالخارج ، اتريدني ان لا اضحك مثل هذه الضحكات و اتصرف مثل العاهرات التي بالطبع أنا منهم ، حتي أعاقب لأن لا يأتي لي رجاله التي يصطادهم لي و لأمثالي ، ترقرقت عيناها بالدموع و هي تتجه لتجلس علي الاريكه الموضوعه بزاويه الغرفه بعدما تخطت ذلك القابع أرضاً .."
اتجه خلفها و قد ألمه قلبه عليها فهم يعيشون حقا في مأساة ، فا لولا اتحادهم معاً لكان لكل واحد منهم مصير اسوء مما تتخيل و خاصتاً هو !
جلس بجانبها علي الاريكه يربط علي كتفها مردفًا بالعربيه :
"خلاص بقي متزعليش ، طول ما احنا سوي عمر ما ، ءااا !!؟"
كممت فمه سريعاً بيدها قائله بالروسيه :
"اصمت ، ألم أقل لك من قبل أن لا يجب علينا التحدث بالعربيه في هذا المكان ، اللعنه عليك ، فماذا لو استمعك أحدهم !!"
فجاءه ...
نعود مره اخري بتوقيت الثانيه صباحاً بعد منتصف الفجر إلي أرض مصر حيث نجد أضاءت تلك الغرفه مظلمه و لكن يخرج منها همهمات منخفضه و لم تكن إلا لتلك القابعه علي سريرها تتكلم عبر هاتفها المحمول مع شخص آخر قائله :
" احكيلي انت بقي عن تفاصيل يومك "
اردف يزن بمشاكسه :
"اي التطفل دا ..!!"
فتحت إسراء فمها بصدمه قائله:
"تطفل ؟! ، انا متطفله ، الاهتمام بقي تطفل عندك ، لي هو انت واحد صاحبي و لا ابن خالتي حتي؛ عشان لما اسألك السؤال دا أكون بتطفل عليك ، أنت اللي المفروض خطيبي و جوزي المستقبلي ، يعني المفروض اعرف عنك كل حاجه زي ما انت بردوا تعرف عني كل حاجه ، غير الفتره الطويله اللي بعدنا عن بعض فيهم انا احكيلك وانت تحكيلي ، و تيجي تقولي متطفله ، شكراً " اردفت اخر كلمه بحزن ظاهر بـ نبره صوتها .
كان بأول كلماتها سوف يرد قائلاً
_ انك من تحدثني ، و يشاكسها و لكن انقلبت بمشاجره و قد حزنت ، سمعها تكمل كلامها مما جعله يضيق ذرعاً من نفسه .
اردفت إسراء مكمله بحزن :
"اقولك روح دور لك علي واحده خرسه احسن مني ولا تقولك رحت فين ولا عملت اي ، كلت ولا لسه و لا أي حاجه عشان متبقاش متطفله بالنسبه لحضرتك " انهت جملتها تزامناً مع إغلاقها للمكالمه ..حاول مراراً و تكراراً معها و لكن لا رد و انتهت بغلقها للهاتف نهائياً ..
بعد خمسه عشر دقيقة وجدت اصوات كثيره آتيه من الشارع (كـلكسات)
إسراء بنفسها : دي زفه ولا أي ، هو في فرح شعال لحد دلوقت أصلا ،تنهدت قائله بحنق " ناس بـ تتجوز و ناس بـ تفشكل "
لم يتوقف الصوت مما جعلها تذهب إلي الشرفه حتي تري ماذا يحدث و لكن تفاجأت بذلك القابع بجانب سيارته ينظر لها ، اتجهت لداخل الغرفه تمسك هاتفها تقوم بتشغيله حتي تقوم بالاتصال به ولكن بمجرد ما انفتح الهاتف وجدته هو من يقوم بـ الاتصال عليها رفعت الهاتف علي اذنها حتي تصرخ به و لكن الصدمه ألجمت لسانها اتجهت نحو الشرفه تنظر له و هي تستمع لما يصدح من هاتفها ..
كان يجلس بالسياره و يشغل أغنيه محمد سعد ..
_عايزين نصون الوعد ، و لا يفرقنا بُعد ، كتاب مشوار هوانا ، بدل نا نّغــز بعض .
انفلتت منها ضحكه فهي بداخلها طفله حقًا ، ابتسم تلقائيا بعدما استمع لصوت ضحكتها مخفض من صوت التسجيل قائلاً:
"ينفع كدا تزعلي مني ، و أنا اللي ما صدقت إني لقيتك بعد كل البعد دا "
زمت شفتيها بعبوث طفولي قائله :
"ما أنت اللي بتقول عليا متطفله ، بقي أنا متطفله يا يزن !"
تحدث يزن بحنان قائلاً :
"مين بس قال كدا ، انا كنت بهزر والله ، كنت بنكش فيكي ، بدل ما تقوليلي انت ساكت لي "
اردفت إسراء قائله :
" تنكش فيا تقوم مزعلني ، هو انت و لا عارف تسكت و لا تتكلم في تلك الحالتين رخم كدا "
خرج من السياره سانداً عليها بجزعه العلوي قائلاً بحنق : " تشكري ، من زوقك والله "
قهقهت ضاحكه عليه قائله :
"مالك زعلت كدا لي ، هي الحقيقه بتزعل"
اردف يزن بحنق مصطنع فبعد ضحكته سعد كثيرا داخله و تأكد انها صفت من ناحيته و لكن تحاول اثارت حنقه كمان اثار حنقها منذ قليل :
"اتصدقي انك أنتي اللي رخمه !! ، بقي أنا جاي و مشغلك اللمبي و بقولك نصون الوعد و أنتي تقوليلي رخم ، روحي نامي يا إسراء الله يهديكي عشان وراكي شغل الصبح "
رفعت رأسها بشموخ قائله :
"ملكش دعوه بحياتي بعد أذنك ، انام اقوم أكل ماكلش ، ملكش دعوه "
زفر بسخط قائلاً :
" روحي نامي يا بت بدل ما اطلعلك "
ضحكت بسخريه قائله :
" وريني مين هيفتحلك الباب !!"
"أنــا !"
نظرت بصدمه خلفها قائله بتوتر :
"بابا"
اردف يزن من أسفل :
"كبسه"
تحدث والدها قائلاً:
"أي اللي مسهرك لحد دلوقت و مين دا اللي بتقوليلوا شوف مين هيفتحلك الباب ، ألقي بنظره لأسفل وجد من يشاور له بسماجه لوي شفتيه بسخريه قائلاً ..
_بقي هو دا اللي مش عايزه تفتحيله ، جاي في الوقت دا لي أصلا ، خير في حاجه .
تحدثت إسراء بتلعثم معطيه والدها الهاتف بيده قائله و هي تدلف إلي غرفتها
"هو يقولك بقي ، تصبح علي خير يا والدي"
"ندله"
كانت تلك هي الكلمه التي قالها يزن بين نفسه استمع لصوت والدها يسأله عن سبب وجوده هنا في ذلك الوقت المتأخر .!
بعد دقيقتين دان يغلق والدها معه المكالمه و تعلو شفتيه ابتسامه عذبه متذكرًا أيام شبابه مع زوجته رحمها الله ، فكان يفعل مثل تلك الحركات الجنونيه حتي ينول رضاها ، و أن لا تنم و هي حزينه او بقلبها ذره حزن واحده منه حتي لو كان هو المخطئ ، ثم بعد ذلك يعاتبها بهدوء.
أغلق الشرفه بعدما دخل منها ذاهبا إلي موضع ابنته مصطنعة النوم ، مقبل جبينها بحنان ، بعدها دثرها بالغطاء بأحكام ، وضع هاتفها جانبها ، ثم اتجه إلي خارج الغرفه مغلق الباب خلفه مبتسماً علي تلك الذكريات التي هاجمته متجهاً نحو غرفته ..
تنفست الصعداء بعدما خرج والدها فتحت عيونها ثم ابتسمت علي حركته الجنونيه ثم أغلقت عينها مره أخر ولكن بـ استسلام لسلطان النوم هذه المره .
مرت الايام يوم تلو الاخر بلا احداث تذكر سوي هناء كل عريس بعروسه و لا مانع لمشاكسته لها أيضاً ، أخبر أحمد والد عنان باقي الاسره بخبر سفرها ، حزن الجميع و رفضت والدتها ان تبتعد عنها ابنتها و لكن لانت رأسها قليلاً بعدما حدثها زوجها و طمئنها عليها ، العلاقه بين أيهم و عنان بدأت تطور ، بدأت عنان تدخل البهجه علي حياته الخاليه من المشاعر ، لكن بوجودها تتسرب إليه مشاعر المحبه و السعاده ، كان دائماً يدعي الله ان يديمها غي حياته ، فهي العوض له عن تلك السنوات التي كانت تمر كالضهر عليه ، كان يوميه مثل اليوم الذي مضي لا يصبح به شيء جديد قبلها وقبل وجودها في حياته ..!
أشرقت شمس صباح يوم جديد يون ملئ بالاحداث فـ
صباح الخير لمن صافح الصباح حباً ولمن سلك طريق التفاؤل والرضى درباً ..
كانت تحاول مراراً و تكراراً ان تيقظه و هو و كأنه غير موجود ، لا يشعر بكل ما يحدث حوله صرخت بشده قائله بحنق و هي تدربه بكفها الصغير علي كتفيه بشده و لكن لا يؤثر فيه شيئاً:
"قــــوم بقي يــا تميم ، كل دا نوم المفروض كنت نتحرك من ساعتين و نص و حضرتك ولا هنا "
اردف و هو يشيح لها بيده قائلاً :
"خمسه بس خمسه ، بعدين عايزانا نمشي لي ما المكان هنا حلو "
ضربته بالمخده بصدره قائله :
"يا عـم قــوم بقي ، أنا زهقت ، مامت وحشتني أوي ، بعدين أنت مش قايل أيهم مأكد عليك أسبوع واحد و تكون هناك أنت و الباقي زمانهم رجعوا اللي مسافرين ؤ
بلاد بعيدة عن مصر و احنا اللي المسافه بينا ساعه لسه متحركناش من الفندق ، اصحي بــ ...!!"
قاطعها صوت الهاتف معلنا وصول مكالمه ، اتجهت ناحيته و جدت أنه هاتف زوجها من يصدح رنينه ، اتجه نحو ذلك النائم مجددا قائله بسخريه و هي تعطيه الهاتف .
"قابل بقي ، اهو أيهم بيرن شوف هتقوله أي !"
انتفض تميم في جلسته قائلاً
"الو الو "
ضحكت آيات بسخريه قائله :
"افتح المكالمه الاول هيرد عليكي ازاي ..!؟"
ألقي عليها نظره ناريه حانقه متوعد لها بعقاب عما تفعله ، صدح صوت الهاتف مره أخرى فتح تميم سريعاً بعدما استمع لصوت الاخر البارد الذي لم يزيده سوي رعباً ، فـ أيهم يطلق عليه هدوء ما قبل العاصفه ، رد بتلعثم بعدنا سأله أيهم
_أنتو فين ؟! وصلتوا ولا لسه !!؟
تميم :
"أيوا ، ءاا ، احنا في الطريق اهو نص ساعه و نوصل"
"كداب"
كانت هذه كلمه أيهم مكملاً حديثه ..
"يعني اللي في باريس و البرازيل وصلوا و حضرتك لسه نايم ، ولا كأنك تعرف ان المفروض طيارتي انا و إسلام و البنات كمان ساعتين ، عمتاً حسابنا مش دلوقت بعدين ، ساعه و نص تكون موجود هنا تأخير دقيقتين كمان أنت حـر " لم ينتظر رد الآخر عليه و كان قد أغلق الهاتف بوجهه .
انتفض تميم ينقض علي آيات صارخاً بوجهها ثم انتفض بعيداً عنها بأقل من نصف دقيقه و كأن لدغته أفعي يهرول نحو الحمام يغتسل سريعاً قبل فوات الوقت مثرثراً ببعض الكلمات الغير مفهومه مما جعلها تنفجر في الضحك عليه ، أخرج رأسه من باب الحمام متحدث حانقاً بعدما استمع لصوت ضحكتها..
"صبرك عليا يا آيات الكلب ، مش انتِ اللي عماله تزني، اهو هـنزفت نمشي متقلقيش"
رفعت يدها علي فمها تحاول كتم ضحكتها حتي لا تثير غيظه أكثر من ذلك ، لكنها لم تقدر كثيراً بمجرد إغلاقه لباب الحمام مره أخري انفلتت منها ضحكه عاليه ، حوي استمعت لصوت صراخه الحانق .
بعد مده من الوقت كان يقف أيهم مع الشباب بعيد قليلاً عن مكان الفتيات تاركاً لهم مساحه لتوديع بعضهن ..
تحدث أيهم بهدوء قائلاً :
"عارف أن الحمل هيكون تقيل عليكوا ، بس عارف ان انتوا قدها ، إياد و سيف عليهم مهمه الشركات و حمايه كل واحده مراته احنا منعرفش لسه مستنينا أي ، و أكيد المافيا مش هتسيبنا بعد آخر عمليه بوظناها ليهم و كمان خدنا ناس مهمه من رجالتهم ، تميم عارف أن هتقل عليك بس حمايه أسره عنان عليك غير مراتك تاخد بالك منها كويس أيام دراستها و دايما معاها حراسه "
ربط تميم علي كتفيه بحب قائلاً:
"عيب عليك دول عيلتي التانيه ، ان شاء الله خير و هترجعوا بسلام "
أكمل سيف و إياد حديثه مردفين :
"متشلوش هم الشركات في عنينا ، انتوا خدوا بالكوا من نفسكوا و ترجعولنا بخير يا رب "
احتضن كل منهم الآخر ذاهبين ناحيه زوجاتهم..
علي الجهه الاخر كانت حنان تتمسك بابنتها لا تريد تركها
Flash back..
_أنا مش هسيب بنتي يا أحمد ، احنا مالنا بكل دا .
رد عليها زوجها بعقلانيه و هدوء:
_متقلقيش عليها يا حنان ، بنتك مش مع حد غريب ، بنتك مع جوزها ، اللي أنا متأكد انه يخاف عليها حتي من نفسه ، عمره ما هيسمح لحد أنه يأذيها ، فكري في البت الغلبانه التانيه مين هيكون معاها و يراعيها دي ولا أم ولا أي ، عير أنها حامل يعني حتي مش هتعرف تاخد بالها من نفسها كويس لو لوحدها ، ربط علي كتفيها بحنان مردفًا..
متقلقيش عليها يا حنان هترجع بسرعه بإذن الله "
خرجت حنان و زوجها من الغرفه لإيصال ابنتهم للمطار ، اتجهت عنان نحو والدتها تأخذها بين ذراعيها بحب قائله ببعض المرح :
"شوف الست اللي كل شويه تقولي امتي يجيلك اللي يخلصنا منك و أول ما اروح له تزعل "
ترقرقت العبرات بعيني والدتها ، قبلت عنان جبهتها قائله :
"هقولك يا ست الكل اعتبريني اتجوزت و رايحه شهر العسل و إن شاء الله مش هنتأخر عن شهر ، دعواتك بس لينا "
"بدعيلكوا يا بنتي ، ربنا يوفقكوا يارب و يريح قلوبكم "
قاطعهم أحمد قائلاً :
_يلا يا بنتي جوزك بقاله ساعه واقف تحت ، بدل ما تتأخروا علي الطياره ..!
Back..
_خلاص بقي يا حنه ، متقلقيش عليا مش قولنا اعتبريني في شهر العسل شهر و إن شاء الله مش هتأخر عن كدا ، ابتسم أيهم لها في الخفي مما جعلها ترفع حاجبها بمعني .. "اتصدق !!فقط أمزح معها"
ترقرقت عيني رحمه فكم كانت تتمني ان تكون والدتها معها في هذا الموقف ، فكم اشتاقت لها ، فكم افتقدت حنان الأم ، هبطت دمعه حاره من عينيها و لكنها و جدت من تمسحها بحنان مُربطه علي كتفيها قائله و يزين ثغرها ابتسامه حانيه عذبه
"خدي بالك من نفسك يا حبيبتي ، و من اللي فـ بطنك ، -أضافت بعض المزاح حتي تخفف عنها- خدي بالك عشان عنان أكلها مره حادق دايما ابقي فكريها بالملح بقي "
برقت عنان عينيها بصدمه و هي تشير علي نفسها بمعني "من تقصدي بهذا الكلام .. أنا !!!"
قهقهت رحمه و شاركتها آيات الضحك مردفه :
"طب هي أكلها حادق ، أنا أكلي بايظ خالص يا طنط "
ارفت آيات ضاحكه :
"مشافتش البان كيك بتاعك"
نظرت لها رحمه بحنق ، مما جعل إسلام يردف بضحك :
"دا محدش هيشوف زيه اصلا "
تخصرت رحمه قائله بغيظ :
"قصدك اي بقي يا باش مهندس !"
إسلام بثبات مصطنع :
"احم ، قصدي ان محدش هيشوف في حلاوته أصلا ، أنا بقول يلا علي الطياره بدل ما تفوتنا ، سحب يد رحمه ذاهبا نحو باب المطار للداخل تحت تذمرها و ثرثرتها الحانق و التي زادت مع حملها "
ذهبت عنان اتجاه والدها ترتمي بين ذراعيه ، فهي أكثر من يعرف الصراع داخله ، فهو ليس والدها فقط بل صديقها و حبيبها الاول ، حب من نوع خاص ، لا يمكنه العيش بدونها و هي كذلك ، تعرف أنه يجاهد نفسه في قرار سفرها ، و لكن ليس بيده ..
Flash back..
صدح صوت هاتفه معلناً وصول مكالمه هاتفيه ، ألفي بنظره علي الهاتف الموضوع علي مكتبه وجده زوج ابنته المصون "أيهم" ، رفع الهاتف لأذنيه ملقيا السلام عليه بعدما استمع الاخر يقول ..
_السلام عليكم ، أذي حضرتك يا عمي أخبارك أي ؟!
رد أحمد عليه السلام :
_عليكم السلام ورحمه الله وبركاته يا حبيبي ، الحمد لله كويس ، انت أخبارك أي ..!
أجابه أيهم :
"الحمدلله ، كنت بستأذن حضرتك لو ينفع نتقابل عايز حضرتك في موضوع مهم !"
عقد أحمد حاجبيه باستفهام مردفًا :
"تزيد حمد يا حبيبي ، لا مفيش مانع ، نتقابل فين ، أنا اصلا خلصت شغل "
أيهم :
"خلاص أنا هعدي علي حضرتك و نروح أي مكان نتكلم عشر دقايق و أكون موجود ، سلام "
"سلام" اردفها أحمد بعدها قام كلا الطرفين بإغلاق المكالمه
بعد مرور ساعه من الزمن كان قص فيها أيهم قصته كامله هو و إسلام و إياد و تالا عليه ، أخبره أنها مازالت علي قيد الحياه و بضرورة و جود عنان معهم في تلك السفريه ، أخبره انها ستكون بعينيه و قلبه قبل أي شيء سيحافظ عليها من نفسه قبل أي شيء ، ظل يطمئنه عليها حتي وافق علي مضض ..
سأله أحمد قائلاً :
"طب نفترض يا ابني الراحل دا بيضحك عليكوا عشان كان ينجد نفسه مثلاً ، او بيحاول يعلقكوا بالموضوع "
نكس رأسه بحزن مردفًا بنبره يغلفها الغضب :
"دا كان بيقولنا عشان يحرق قلبنا ، اللي هو انا هموت و انتو شوفوا هتعرفوا تجبوها ازاي ، و هو أصلا ميعرفش مكانها ، الكلب باعها لـ ... "
بطر باقي جملته فلم يستطيع تكملتها ، تفهم أحمد ما بداخله أراد أن يريح قلبه فقد عان الكثير في حياته ، فهو حقا يشفق عليه ، لو كان أحد اخر مكانه
لمات في الحال من كل تلك المصاعب التي واجهته ، لكنه كان رجل بمعني الكلمه كان يقف مثل الجبل لا يهتز فقط يتعلم من الموقف الذي يقابله ، حتي أطلق عليه ذاك اللقب ، فهو حقـا الـمـدمـر ..!! ، اصبح لا يرحم أعدائه كل ما عليه هو تدميرهم لحماية عائلته .
"اتكل علي الله يابني ، و أنا واثق فيك ، و واثق أن بنتي هتكون مع راجل " ، انهي جملته و هو يربط علي إحدي قدميه مبتسماً له بحنان .
ابتسم له أيهم قائلاً :
"باستأذن حضرتك أن اعرف عنان تجيلي بكره اعرفها و أقنعها بس مش هقولها ان أنا قولتلك الافضل أنها تيجي هي تعرفك "
"تمام" اردفها أحمد باقتضاب فهو في الأول و الآخر أب يغار علي ابنته حتي لو كان زوجها ..
Back ..
تأفف أيهم و لا يعلم سر النيران المشتعلة داخله الآن فقط يريدها بين ذراعيه هو لا أحد غيره ..!
"الطياره هتتطلع يلا يا عنان !"
نظر له والدها رافعا إحدي حاجبيه ، بعدها ابتسم بسخريه بعدما علم ما يدور بداخله أحب أثارت غيظه قليلاً فا شدد من احتضانها مصاحباً ذلك بقبله حانيه علي جبهتها ، لم يشعر سوي و هي تنسحب من بين ذراعيه بقوه ذاهبه نحو باب المطار بواسطه ذلك الذي كاد يحترق ، فلم يعير أي أحد انتباها و اتجه بها للداخل تخت تذمرها ..
"أي يا عم ساحب جاموسه ، ما براحه شويه هقع علي وشي "
اردف بصراخ :
"اسكتي دلوقت "
نظرت له بتعجب لاففه رأسه للخلف و هي تشوح بيدها الحره بمسرحيها مما جعل حنقه يزداد مشددا على قبضتها بقوه حتي اختفوا بعد جملتها ..
"سلام يا ست الكل ، ها توحشني يا أبو حميد ، ابقي سلملي علي الواد حسام ، و أبو طويله ابنك " انهت جملته بقبله طائره لوالدها مما جعل الجميع ينفجر بالضحك علي طريقتها و علي تجهم و جه أيهم الغاضب ..
"مع السلامه يا قلب أبو حميد" كانت هذه أخر حمله استمعتها عنان من والدها بعدها اختفت معه خلف الباب ، ناهياً اوراقهم سريعاً لم ينتظر كثيراً و كان يتجه كل ثنائي نحو الطائره محلقه في السماء مغادره أرض الوطن ، ذاهب حيث مكان و حكايه جديده و لكن ليست بجديده فعلياً فهي قد ردمها الماضي و جاء الوقت حتي ييقظها الحاضر ، متفائلين بالمستقبل متمنين كل الخير فيه .
ارتجفت عنان بجلستها محاوله الثبات بعدما انطلقت الطائره تغلق عينيها بشده خائفه بل مرعوبه فهي بحياتها لم تركب طائره من قبل ، وجدت من يمسك يدها بحنان و يضغط عليها يريد طمئنتها بوجوده
جانبها ، فتحت عينيها ببطئ تنظر له ، ثم نفضت يده كمن لدغته أفعي صائحه به قائله بغضب تعجب من أمره بعدها كاد فمه يكاد يصل لأرض الطائره بعدما استمعها تقول :
"عيب كدا ، أنت ازاي تسمح لنفسك أنك تمسك أيدي ، لاء و بابا واثق أوي فيك رجعني لابويا"
جاء مطب هوائي مما جعلها تصطدم بصدره مخبأه رأسها داخله مستمده منه الحمايه بعدما كادت تبكي ، قهقه ضاحكاً عليها قائلاً بتصنع مثلها مقلدا صوتها..
"أي دا يا متحرشه ، دا بتحضنيني و الله لأقول لبابا "
برقت عينيها من ثم ابتعدت عنه سريعاً وجدته يضحك بشده مما أثار حنقها قائله بعجرفه :
"ايوا طبعاً و ديني لبابا اللي حصل دا غصب عني ، إنما انت كنت قاصد تمسك أيدي "
لوي ثغره بحنق قائلاً :
"يا حبيبتي أنا جوزك ، والله العظيم أنا جوزك يعني عادي لو مسكت
إيدي ، حمحم قائلا بصوت منخفض ، امال لو عرفت اننا هنام في أوضه واحده هناك هتعمل أي هتقلبني من الطياره ..!
عنان بصراخ و هي تتخصر بجلستها :
"نــــعــــم !!! ، سمعني كدا بتقول أيه !!!"
يا تري ما رد فعل عنان بعدما علمت بذلك الهبر و أنها سوف تمكث معه بغرفه واحده ؟!
يا تري هل سيجدوا "تالا" حيه أم ميته ؟!
هل إن كانت حيه ! سوف يجدوها سريعا ! هل سوف يقابلهم
مصاعب أم سوف يكون هذا الموضوع سهلاً عليهم ؟!
