رواية عنان المدمر الجزء الثاني2الفصل السادس6بقلم فاطمة ابراهيم

رواية عنان المدمر
 الجزء الثاني2الفصل السادس6
بقلم فاطمة ابراهيم
أنا مش عايزك تخافي مني ، أنا هـ ..؟!"

قاطعته و هي تعقد حاجبيها بتعجب ! ايظنها خائفه منه فاليذهب للجحيم !!
"هو أنت فاكرني هـ خاف منك ، لاء مش خايف منك المشكله بس "

لوي ثغره بسخط قائلاً :
"مش خايفه مني ! ، امال عامله حوار لي ، لتكوني بـ تشخري و انتِ نايمه!"

نظرت له بصدمه ، فهو حقاً يعرف عنها كل شيء هكذا !!!
و لكن لم تصل لمثل هذه الاشياء ، هو أكيد يمزح معها هي لم تفعل مثل هذه الاصوات من قبل تحدثت قائله بعدما وجدت ابتسامه لعوبه علي ثغره تلغي تلك الفكره عن رأسه مسرعه :

"مش كدا خالص ، انت حتي معرفتَنيش و أنا هتكسف أصلا أنام معاك في اوضه لوحدنا ، غير أن أنا مفيش معايا بيجامات محترمه ، مفيش غير اللي عليها ميمي بتبوس ميكي دي طفوليه اوي " قالت جملتها الاخيره بعفويه غير حاسبه لتفكيره ، و هي تحك رأسها بحنق ، اقترب منها ناظراً لها بعبث متحدثاً بخبث :

"هو دلوقت بقت ميمي اللي بتبوس ميكي ، أي المحترم في البيجاما بقي"

صعقت من جملته لم تتوقع أن يكون هذا هو رد فعله فهي فقط بيجامه عليها رسومات كرتونيه ، رمشت باهدابها عدت مرات غير مستوعبه بعدها استمعت له قائلا بلا مبالاة :
"ألبسي حاجه تانيه بقي غيرها دي مش محترمه خالص "

ردت عليه بحنق غير مدركه ما تقوله فقط يدفعها حنقها منه بالكلام :
"يا عم دي هي الوحيده اللي محترمه و أصلا مش هينفع بردوا اقعد قدامك بيها ، الباقي بقي هوت شورت و تيشرتات حمالات ، و اخر قلت أدب"

غمز لها بعبث قائلاً :
"طب ما حلو دا" 
لم يمر ثانيتين و كان يرفعها من تلابيبها مثل "حرامي الغسيل" قائلاً بسخط :

"نهارك أبيض ، انتِ كنتي بـ تقعدي قدام اخواتك و أبوكي كدا !"

حاولت نفض يده من عليها قائله بغيظ :
"وسع كدا أي مسكت المخابرات دي ، لاء طبعاً أنا ليا الاوضه بتاعي بدخل اقعد فيها لوحدي براحتي ، و حتي لو هما شافوني كدا عادي يعني اخواتي ، انما انت أي بقي !!"

اراح ظهره علي الاريكه بداخله بركان يشتعل من تكرارها لتلك الجمله غير مدركه كم حنقه منها فهي لا تعتبره زوجها و لكنه تجاهل كل ذلك رافعا قدم فوق أخرى ببرود قائلاً و يعلو ثغره ابتسامه سمجه مردفًا :

"جـوزك" 

اردفت بلا مبالاة و كأن ما مر علي سمعها صوت ذبابه طائره :
"تشرفنا ! المفروض بقي اعمل أي دلوقت !"

لوي ثغره بحنق ذاهباً نحو المرحاض صافعاً بابه بقوه مما جعل جسدها يهتز مردده بحنق و كأنها لم تفعل به شيء :
"دا مالوا دا ، كان حد داسله علي طرف !"

غاب قليلاً بالداخل كان قد أخذ حماماً دافئاً نظراً لبرودة الجو ،خرج و لكن بعدها كان يسرع يكمم فمها حتي لا يصل صراخها للخارج قائلاً :
"اسكتي يقولول بعذبك ولا بعمل فيكي حاجه ، أي شفتي عفريت ، رفت يدها علي عينيها تشير علي جزعه العلوي قائله و قد اكتست الحمره وجنتها مردفه بتلعثم :

"هو انت نسيت تجيب هدوم معاك ، ما تروح تلبس أي حاجه بدل ما أنت واقف كدا "

عقد حاجبيه لحظات و بعدها كان يضحك بقوه قائلاً :
"يعني كل الصويت دا عشان ملبشتش التيشيرت ، لا يا حبيبتي اتعودي علي كدا ، أنا مبعرفش أنام غير كدا أحمدي ربنا أن لبست بنطلون أصلاً !"

"نـــــــعــــــم !!"
كانت هذه الكلمه تخرج من فمها صارخه به و هي تعطيه ظهرها و لكنها أحست بالصمت فات دقيقه ، دقيقتان ، ثلاث فتحت عينيها ببطء و هي ترجع رأسها للخلف تنظر له لكنها صعقت مما رأت ، وجدته مُمدد علي الفراش بكل اريحيه ضربت الارض بقدمها بحنق ذاهبه نحو الاريكه تندب حظها و هي علي وشك البكاء :

" بقي يا رب دي آخرتي أنام بالاسدال بتاع الصلاه علي الكنبه ، هو أنا بعرف أنام أصلاً علي السرير عدل لما اعرف أنام بالمنظر دا علي الكنبه !!"

بعد ما يقارب النصف ساعه من محاولات كثيره باتت بالفشل اعتدل بجلستها قائله بحنق و لكن بصوت منخفض حتي لا يستيقظ :

"يا ربي ، اعمل اي دلوقت مش عارفه أنام" ، ألقت نظره عليه وجدته مستغرق بالنوم قامت بخلع حجابها قائله :

"هو أصلا شكله بينام في غيبوبه و أكيد تعبان من السفر مش هيصحي دلوقت ، انام حتي ساعتين و اصحي ألبسه"

قالت جملتها مرجعه رأسها للخلف ثانيتاً تحاول أن تسترخي حتي غفت من كثره الارهاق و هي تحتضن الوسادة بين ذراعيها كما اعتادت أن تقوم باحتضان أي شيء وقت نومها حتي تغفوا سريعاً لم يمر خمسه عشر دقيقة كان يمشي علي أطراف أصابعه حتي لا يفعل صوت تستيقظ بسببه ، فقد ظنت منه أنه نائم من وقتها لكن كيف تأتي له الراحه من وقت ما دخلت حياته تلك "العنان" كيف يرتاح و هو يشعر بضجرها و عدم راحتها تأكد من عمق نومها اقترب منها لكنه صعق مما رأي و كأنه رأي حوريه نائمه بوجهها الملائكي ينتشر حوله خيوط من القهوه الذائبه تصل حتي الارض منتشره علي أرضيه الغرفه هل تلك الفتاه تملك هذا الجمال يشكر الله أنه فقط من يحق له أن يراه و ليس الجميع ، لو كان غير ذلك لكان دمر جميع من نظر له اقترب منها ، حملها متجها بها نحو الفراش حتي تأخذ راحتها اراد أن يحررها من ذلك الذي ترتديه لكنه توقف حتي لا تصرخ بوجهه صباحاً ، او للحق حتي لا ينهار هو فـ مجرد أن رأي شعرها الذي يشبه القهوه الذائبه التي تصل بالتأكيد لركبتيها ظل ينظر لها كـ الأبله و كأنه فتي مراهق ! ، نفض جميع أفكاره محاولا تشتيت عقله عما يفكر الآن معطياً لها قبله حانيه أعلي رأسها ، بعدها لوي ثغره مردفًا بهمس :

"واضح فعلاً مين فينا اللي غيبوبه و هو نايم ، دا لو جبت طبله جنبك و لا هتحسي "

جاء يبتعد عنها ذاهباً هو إتجاه الاريكه يأخذ قيلولته عليها ، لكنه بلحظه كانت تقبع داخل أحضانه عندما اعتقدت أنه دبدوبها القطني و دفعته ناحيتها تنام علي صدره ، ذراعيها ملتفه حوله بشده و إحدي قدميها موضوعه عليه تستمد منه الأمان كما اعتادت أن تفعل دائما .

ألجمت الصدمه لسانه ، ازدرد لعابه بعد فعلتها الهوجاء هذه ما الذي يجب عليه فعله الآن يريد الخروج من الغرفه بأكملها ، لم يسعفه عقله فا استسلم للأمر الواقع حاول أن يغلق عينيه و يحاول أن يبتعد عنها لكنها كانت تتذمر كلما حاول الابتعاد عنها و تقترب هي منه أكثر استسلم لمشاعره و اقترب منها فهي زوجته بالاول و الأخير فما الذي سوف يمنعه ، ضمها بين ذراعيه بقوه استنشق رائحه شعرها فا اعتلي ثغره ابتسامه عذبه يريد أن يتوقف به الزمن عند هذه اللحظه و هي بين ذراعيه تستمد منه الأمان غفي و هي بين ذراعيه لم يشعر أي منهما بما حوله و أخذهم سلطان النوم بنـومٍ عميـق .

"ثم يهبك الله شخصاً يزهر ما أذبلته الأيام في قلبك"

كانت ممددة تضع رأسها علي كتفه بكل أريحية تحرك يدها حركات دائرية الشكل علي بطنها و هي تبتسم قطعت الصمت و هي تلف رأسها قليلاً تنظر لذلك القابع بجانبها يحتويها بين ذراعيه بحنان تعرف أصابعه طريقها بين خصلات شعرها المصنوعه من الذهب قائله بصوت يشبه الهمس لكنه يصل إلي مسمعيه نفسك البيبي يطلع نوعه أي بما أن أنا خلاص داخله علي الشهر الرابع و قرب نوع الجنين يظهر !

نظر لها و تعلو شفتيه ابتسامه عذبه حنونه قائلاً :
"اللي ربنا يجيبه أنا موافق بيه ، بس نفسي ياخد لو عينك ، بحس فيهم بـ السما الصافيه فيهم لمعه خاصه مشفتهاش قبل كدا ، عايزه يكون ملاك برئ زيك كدا ، انما نوعه أي ولد أو بنت اللي ربنا يجيبه حلو بدل منك أنتِ مش من حد تاني !.

"بجد يا إسلام "
كانت هذه هي كلماتها أثر عذوبة كلماته ترقرقت العبرات بعينيها و هي تتفوه بها مما جعله يعتدل بـ جلسته يضمها بذراعيه قائلاً بلطف :

"لي كدا خليتي السما تغيم ، لسه بقولك عايزها صافيه و نفسي البيبي ياخد صفاء عنيكي تقومي تخليه تتملي دموع كدا ..!" 

أكمل حديثه مردفًا بجدية : 
"طب أي رأيك بلاش نعمل سونار ، خلينا نعرف نوع الجنين أي وقت الولاده"

"فضولك مش هيخليك تقولي تعالي نروح للدكتور نعرف"
كانت هذه جملتها موجهه حديثها الفضولي أكثر منه إليه ، نظر إليها و غمز لها بعبث قائلاً :

"لاء فضولي هعرف احكمه ، الدور و الباقي عليكي "

اردفت بتحدي :
"طب أي رأيك و أنا كمان مش عايزه أعرف أي هو نوع الجنين دلوقت ، خلاص نعرف يوم الولاده "

"اتفقنا" 

ردت عليه قائله بتحدي ..

"اتفقنا"

انستدلت ستاير العتمه الليلية فـ كان مساء جميل للذين ينشرون الجمال في هذا العالم للذين يصنعون أكاليل الورد حول قلوبنا للذين ينشرون الود والأمان لمن حولهم

عوده الي أرض المحروسة مجدداً بدخول أشعة الشمس فا يا الله اتمني أن يكون هذا هو صباح الفرح المخبأ في ثنايا الحمد صباح خالي من العثرات و الكدر صباح هادىء جميل يليق بكم .

تمطات في فراشها بكسل اصطدمت يدها بورقه موضوعه جانبها علي الفراش ، دعكت عينيها ثم رفعت تلك الورقه أمام وجهها تقرأ محتواها فا لل إراديا أشرقت ابتسامتها و ترقرقت عبراتها من عذوبة ما قراءة حتي لو كانت جمله بسيطه لكنها أدخلت السرور و الفرح علي قلبها ..

"‏صباح الخير يا جزئي الحُلو في كل صباح" 

"صحي النوم يا كشمائي دا أول يوم دراسه ، مستنيكي تحت للفطار ، اتمني تصحي قبل ما أجي أنا اصحيكي ، وقتها مش هيكون في يوم دراسي زوجتي العزيزه"

انهت قرأته مصاحباً اصطباغ وجنتيها بخجل مسرعه نحو المرحاض تغتسل سريعاً و ترتدي ملابسها بعد نصف ساعة من وقت قرأتها كانت قد انتهت من كل شيء قاطعها دخول تميم و هي تنثر عطرها مستعده للذهاب بعدها اردف هو بعبوس :

"لي بس كدا ! كان نفسي أوي ادخل قلاقيكي لسه نايمه"

ربعت يدها امام صدرها قائله بعدم تصديق :
"لا والله ، يلا الله يسهلك روح شوف شغلك"

لوي ثغره بحنق قائلاً :
"الله يسهلك !! بشحت منك يـ بت ولا أي ، يلا ياختي أما اوصلك للجامعه بعدين اروح شغلي "

انطلقت نحوه تتعلق بيده كطفل لأول مره يذهب لمدرسته قائله بسعاده :
"بجد هتوصلني"

رمش عدت مرات بصدمه قائلاً :
"مش أنا قولتلك امبارح"

ضيقت ما بين عينيها بعدم تذكر : 
"بجد و الله ! مش فاكره ، المهم خلينا فـ دلوقت و ابقي افتكر بعدين ، يلا بقي عشان منتأخرش"

ابتسم بتهمك قائلاً :
"يلا" 
بعد مرور ساعه من الوقت كانت تصتف سيارته أمام الجامعه بعدما قاموا بتناول وجبة الإفطار معاً و انطلاقهم نحو الجامعه ، ترقرقت العبرات بزيتونتها بحزن متذكره صديقتها ، فهم تميم ما يدور بخلدها فا تحدث برفق قائلاً :

"ادعلهم يخلصوا و يوصلوا بسرعه و هتلاقيها معاكي و العصابه بتاعكوا تكمل من تاني "

ضحكت بخفة علي أخر جملته متسائله :
"هي كدا ممكن تعيد السنه عشان مش بتحضر ؟!"

نفي برأسه عدت مرات قائلاً :
"مظُنش ! أيهم قال ها يتصرف غير أنه جاب لها كل الكتب اللي هـ تحتاجها و تذاكر فيها و لو عايزه تعمل دوبلير زي ما كانت بتقول و تاخد سنتين في سنه هـ يعملها كدا و يساعدها و يخليها تحضر علي الامتحانات علطول "

"ربنا يوفقهم و يرجعوا بسلامه ، يلا باي بقي عشان متأخرش "

"ندله"
كان هذا رده علي جملتها مما جعلها ترفع إحدى حاجبيها بدهشه قائله :
"دا الكلمه دي ليا !!"

رد بتأكيد :
"اكيد ، أي النداله دي يعني موصلك و عمال أقولك أخبار سريه و اطمنك علي صحبتك و في الاخر تقوليلي .. «مقلداً صوتها» يلا باي بقي عشان متأخرش !"

آيات بحنق :
" و المفروض أعمل لحضرتك أي يعني ، بعدين أي اخبار سريه دي هو أنت بتقولي أخبار عن الوطن ، فتحت حقيبتها مخرجه منها بعض الوريقات النقديه تعطيها له مردفه :
"امسك يا عم حق التوصيله ولا تذلني"

نظر لها و للنقود بيده بصدمه قائلاً :
"هو انا محتاج منك فلوس يا بنت ماجده ، بقولك كدا عشان تعملي كدا ، تديني فلوس من الفلوس اللي هي أصلا في الأساس أنا اللي مديهالك الصبح "

اردفت بجديه :
"لا سكسكيوزمي !! خلاص انت طلعتهم من جيبك دخلوا جيبي بقوا فلوسي أنا "

اصطنع التفكير قائلاً : 
"لاء فكره برضوا "
صرخ بوجهها مكملاً :
"أمشي يا بت من قدامي دلوقت ، أمــشــي !! أنا اللي غلطان أصلاً هخلي عم مصطفي يوصلك بعد كدا "

أسرعت تهرول من السياره سريعاً و هي تقهقه عليه قائله و هي تعطي له قبله هوائيه بمرح :
"هـتوحشي يا موري"

صرخ بغيظ متمتماً مع نفسه : 
"صبرني يا رب" ، انطلق يعدها و تلاش حنقه جانباً ينظر للطريق و سعلو ثغره ابتسامه بلهاء علي أفعالها المجنونه المحببه لقلبه ، انطلق نحو مقر عمله حتي ينهيه و يرجع سريعاً لـ كشمائه كما يطلق عليها .

نذهب نحو منزل لأول مره ندخل إليه لنقول أنه حديث الإنشاء كان يجلس و هي تجلس بجواره فا قطعت هي الصمت قائله :
"يعني المفروض أنك كما شويه تنزل نروح الشركه اللي هي بتاعك اصلا و معدش فيه شغل تاني كا مهندس عادي "

ابتسم بتهمك قائلاً :
"يا بنتي أنا فهمتك الموضوع دا كام مره ، أيوا يا حبيبتي دي الشركه بتاعنا الاساسيه أنا و أيهم عير الشركه بتاع إسلام و اللي كنت بشتغل فيها دي هي الشركه الأم بس هي مكتوبه بأسم الاسيوطي و رموز بتاع حروفنا أنا و أيهم عشان نبعد عننا الشبهة فا الكل بيقول شركه الاسيوطي و إسلام هو اللي بيشغلها أكتر مننا و واخد باله منها ، و موضوع أن أنا كنت بشتغل هناك دا أنتِ عرفتي السبب كان أي ، « و هو يقبل كف يدها بحب مكملاً» و عشان أقابلك يا أحلي صدفه و مقابله "

سحبت يدها بخجل مردفه بحماس طب أنا عايزه ارجع الشغل بتاعي ، عقد حاجبيه بسخريه قائلاً :
"شوف بقولها شركتي ، تقولي ارجع الشغل بتاعي"

لوت ثغرها بحنق :
"طب أعمل اي يعني هفضل قاعده في البيت ، عايزه اشتغل بدل الزهق دا"

ظل يفكر لبضع الدقائق انهي قضمته من الطعام يهم بالوقوف ناظراً بساعه يده قائلاً بصرامه :
"عشر دقايق و تكوني جاهزه و أنتِ تشتغلي ، اتأخرتي ! مفيش شغل "

لم تعطيه فرصه حتي للتنفس و كانت تسرع كالبرق إلي الغرفه تقوم بتبديل ملابسها ، عشر دقائق و كانت قد انتهي من كل شيء و تقف أمامه تلتقط أنفاسها ، نظر بساعه يده مصفقاً مصاحب ذلك بصفير عابث مردفًا :

"لاء ملتزمة بـ مواعيدك يا باش مهندسه ، دي بشاره أنك هتكون ناجحه في عملك و من أكفأ المهندسين كمان ، بس أي الشياكه دي كلها ، متأكده انك عايزه تنزلي الشغل !"
نظرت له بكبر رافعة رأسها بشموخ قائله و هي تتجه نحو باب المنزل  :

"يلا يا باش مهندس هنتأخر علي الشغل و شكلك هيكون وحش اوي لما يقولوا المدير مش ملتزم بـ مواعيده "

بخطوات بسيطة كان يسبقها نحو السياره تاركها خلفه يكاد فمها يصل للأرض من سرعته مستمعه لحديثه الساخر :

"أنا المدير يا حبيبتي ، يعني أروح وقت ما أحب "

همست بحنق ..
"مغرور أوي ، بس له حق الصراحه دا عليه جوز عيون ياختــي عـ ..!!"
قطع شرودها الهائم به بـ صراخه بها للجلوس بجانبه حتي ينطلق حيث وجهته بعد ما يقارب النصف ساعه كانت السياره تصتف أمام الشركه و جد من يسحبه ناحيته بشده قائلاً بشر و من سواها «زوجته»

"أعمل حسابك أول ما ندخل الشركه تمسك مايك و تقول دي مراتي تمام ، مش ناقصه بقي هي جو روايات ، و أقولك متعرفش حد أن أنا مراتك و تحصل مشاكل و تيجي في دماغي في الاخر ، أي حد يقابلك قوله دي مـراتـي ، عشان كمان ملاقيش واحده كدا ولا كدا بتعاكسك و ترجع تقولي .. معرفش انك مرات الباش مهندس اعتذر يا فندم و الحوارات دي ، خـلـصانـه !"

صدم من لهجتها الصارمه ، حاول كبت ضحكته حتي لا تنفجر به ، أومأ برأسه عدت مرات مقبلاً يدها التي تلوح بها بتحذير أمام وجهه مردفًا بمرح :

"خـلـصـانـه يـا بـاشـا"

انطلق الثنائي إلي الداخل مشابكاً كفه بكف يدها ، تقريباً تمشي و كأنها بداخل أحضانه مما زاد من خجلها حاولت الإبتعاد عنه بحرج و اكن وجدت كم من الفتيات ينظرون لها بحقد فا ها هي من فازت بقلب المدير المجهول منذ سنوات و عاد من وقت قصير و لم تقدر أي منهن ان توقعه بـ شباكها و جاءت هذه الفتاه و تزوجته ، كانت كلما تمر بجانب فتاه من تلك النوعيه الحاقده و الحاسده يرفع يدها بغيظ تُريها خاتم زواجهما فا تشيط الأخري غيظاً ، وقف إياد بمنتصف الردهة قائلاً بصوت مرتفع بعض الشيء و هو يقوم باحتضان «أميره» أمامهم التي تكاد تمون خجلاً و لا يزيد من صبرها سوي هؤلاء الفتيات 

"أحب أعرفكم بـ الباش مهندسه «أميره» مراتي أظن في منكم عرف الخبر دا من صحافه أو حضر الفرح ، بس بردوا حبيت يكون عندكم علم منعاً للمشاكل "

رد عليه إحدي الموظفين بترحاب :
"ربنا ما يجيب مشاكل يا باش مهندس نورت الشركه طبعاً"

ابتسمت له بـ مجامله و فعل هو المثل مردفًا :
"تسلم يا باش مهندس ، اتمني يكون الكلام اتفهم ، عن أذنكم "

طوال طريقهم للمكتب يتلقون التهنئة والتبريكات بمناسبة زواجهم منها المجامل و منها السعيد و منها الحاقد !!

انطلقوا بالمصعد نحو مكتبه ، جلس علي الاريكه بارتياح و فعلت هي المثل تظفر بضيق قائله :
" دا في هنا شويه بنات ملزقه ، اعوذ بالله"

قهقه ضاحكاً عليها قائلاً : 
"ملكيش دعوه بيهم كل واحد هنا في حاله و اديني عملت اللي عيزاه " 

اردفت بحماس :
"طب أنا بقي هشتغل هنا أي !"

"مهندسه أكيد مش هتيجي تمسكي البوفيه"
كان هو صاحب تلك الكلمات الساخره ، ضربته بخفه علي كتفه مردفه بحنق :
"رخم أوي علي فكره ، ما أنا عارفه بس قصدي هشتغل فين نفس النظام هنا زي هناك ولا كل واحد ليه مكتب لوحده ولا أي نظام الشغل هنا !"

"فين الاتنين علي حسب الكفائه بتاع المهندس ، بس طبعاً انتِ هتكوني في مكتب لوحدك قريب من مكتبي همسكك معايا الصفقات المهمه اللي مش بنثق في أي حد يمسكها و بتتراكم عليا أنا و أيهم و إسلام ، فا انتِ تمسكي معانا و تراجعي الملفات بتاعها كويس جداً و بدقه الغلطه فيها بفوره زي ما بيقولوا "

ابتسمت بسعاده لا تكفي سعادتها من الداخل فهل يثق بها بهذه الدرجه فا فتره تعرفهم ببعض لم تكن كبير بقدر كافٍ اردفت بسعاده :
"و أنا إن شاء الله هكون قد ثقتك دي"

قبل جبهتها مردفًا بمشاكسه :
"حضرتك بقي هتنوريني النهارده في مكتبي لحد ما مكتبك يخلص ، دا لو ميضايقش معاليكي يعني "

اردفت بكبر مصطنع :
"يلا هتنازل و اقعد معاك " ، أنهت جملتها مصاحبه ذلك برفع يافطه قميصها التي ترتديه ، لكنها وجدت شيء يصدم بوجهها و لم يكن سوي علبه الاوراق المبلله التي كانت موضوعه علي مكتبه .

ظل هكذا الحوار بينهم بين شد و جذب طوال الوقت لحظات ضحكاتهم تملئ المكان و أخري صوت صراخهم الحانق يملئ الغرفه ، أوقات يشاكسها و أوقات تثير حنقه حتي انتهي بهم اليوم و عادوا إلي منزلهم مجدداً .

انهت يوميها الدراسي خرجت منه و السعاده تشع من عينيها الامعه وجدت السائق هو الذي ينتظرها بالخارج كما قال كانت علي أمل أن تراه هو و لكن حمدت الله حتي تكمل مفاجأتها ، اخبرت السائق ان ينطلق إلى محل (...) حتي تجلب منه كل الاشياء التي تريدها و من بعدها انطلقت نحو المنزل حتي تقوم بتجهيز كل شيء ..

تبدل النهار ليلاً و انسدلت ستائر العُتمه الليلية فـ سماء مرصعه بالنجوم اللامعة يزينها القمر و يزيد من جمالها

جاء من الخارج منهك للغاية من كثره العمل و جد الاناره مغلقه ظن أنها نائمه فا قام بتشغيل اضاءه خافته حتي لا تستيقظ يري فقط اتجاهاته ثم يغلقه مجدداً لكنه صدم من منظر الغرفه مليئة بالبلالين مزينه بالكامل تجلس هي في إحدي الاركان تنظر له و علي وجهها ابتسامه مشرقه ، نظر لها عاقدا حاجبيه قائلاً قائلاً بعدم تذكر :

"هو انهارده الفلانتين ولا أي ؟! أصل انهارده مش عيد ميلادي ولا عيد جوازنا"
نظر بساعته يتأكد من التاريخ لكنه لم يتذكر أن هذا وقت اي مناسبه فا لما الغرفه مزينه هكذا !!

"تصدق انك فصيل"
اردفت ني جملتها بسخط متجه نحوه تحاول تهدئه روعها مبتسمه مجدداً له قائله بحب و هي تمسك إحدي الصناديق تعطيها له :

"افتح دي و أنت تعرف"

نظر لها بتعجب ثم امسك منها أول صندوق يفتحه وجد به ورقه مكتوب عليها ..

"بحبك يا أجمل بابي"

عقد حاجبيه بغباء مردفًا :
"وانا كمان بحبك يا بنوتي" 

لوت ثغرها بحنق تعطيه الصندوق الاخر فا قام بفتحه وجد أيضا رساله مكتوب عليها ..
"فاليوم سيكون أجمل ذكري تجمعنا بابي"

سعد للغايه انها تعتبره كا والدها و لكنه استغرب لما كل هذا قائلاً :
"قلب بابي من جوه أي بقي الذكري الحلوه بما أن انهارده كان يوم دراسي الاول ليكي في السنه الجديده ، طلعتي الاولى من أول يوم"

تريد أن تصرخ بوجهه يالا غبائه كيف دخل كليه الشرطه هذا الأبله لكنها تحاملت و ارتسمت ابتسامه علي وجهها تعطيه الصندوق الاخر ، قام بفتحه و هو يتأفف من كثره الصناديق يقرأه بلا مبالاة :

"سـ تصبح ابّا فا اليوم علمت بخبر الحمل بابي"

اردف بلا مبالاة :
"ايوا أعمل أي يعني ، عرفت ان أنا بابي و انم بتعتبريني زي باباكي"

صرخت بوجهه بحنق قائله :
" عماله اقولك بابي ، بابي ، أنا حـــامــل "

قلب عينيه بعدم فهم ثم تحدث بصدمه و تكاد تخرج مقلتيه من محجرها :
"انا بابي ، قصدك أن أنا اللي هكون بابي !"

بلحظات كانت ترتفع قدميها ولا تلامس الأرض يضمها بشده بين ذراعيه يهتف لها كلمات الغزل شاكر الله علي هذه النعمه فكم تمني أن ينجب منها طفلاً ..
ثلاث ثواني اخذ بها أنفاسه و كان يسحب يدها خلفه يصيح بكل المنزل قائلاً :

"هكون أب ، هكون أب يا ماما "
سحبت يدها منه بمنتصف الممر قائله بصوت منخفض :

" حرام عليك تصحيهم من النوم تلاقيهم نايمين كلهم دلوقت ابقي عرفهم الصبح ، يلا الدنيا ضلمه أصلا و مش شايفين و أحنا ماشين بعدين مليش الجري دا "

اقترب منها قائلاً بسعاده :
"خلاص اشيلك نعرفهم و نرجع الاوضه تاني نيفرحوا أوي" 
جاءت تبتعد عنه تمنعه من فعل ذلك ولكن حدث ما لم يكن يخطر علي البال و الخاطر شيء لم يكن يتمني حدوثه فلم تكتمل سعادتهم نظر لها وجدها تغرقها دمائها بالاسفل نظراً لسقوطها من السلم الداخلي للمنزل خرج الجميع من غرفه علي صوت صراخها أضاءت الأنوار من حوله صرخت والدتها و هي تري ابنتها غارقه بدمائها بالاسفل و هذا يقف كالصنم أمامها لا يتحرك اسرعت هي و والدته بالنزول للطابق السفلي لها و جميع الافكار الشطانيه تخطر ببالهم ..
فقد استمعت والدته «مني» صوتهم بالخارج نظراً لقرب غرفتها من مكانهم لكنها ظلت بغرفتها حتي تطرق لهن بعض المساحه ، فهل كان يتشاجران ؟!
هل هو من أسقطها من أعلي؟!
لماذا لم يلحق بها ؟!
لماذا لم يتلهف عليها عندما رآها هكذا ؟!
لما كل هذه الدماء حولها ؟!
جميع هذه الأسئلة تدور بخلدهم ثلاثتهم لم هو يقف مصدوماً هكذا ماذا حدث ؟!!

ما الذي سوف يحدث هل هكذا انتهت حياه طفلهم من قبل ما يأتي علي هذه الحياه و لما هو يقف كالصنم لا يتحرك هل أصابه الشلل و لم يقدر علي التفكير أو اللحاق بها ؟!

______________
عذراً لو فيه أخطاء إملائية هعدلها الصبح .
______________

لو وصل 50تصويت و كومنت هنزل اللي بعده عشان انتو مش بتتفاعلوا بعد كدا البارت بيكون جاهز مش هينزل غير لما قلاقي الرقم اللي طلباه اشوف بقي بتحبوا الروايه ولا لاء و هتزودوا كمان عن كدا عشان انزلكم كل يوم و يوم ، علقوا علي الجمل في النص اللي تعجبكوا دا بيشجعني اكتر 🥺

سؤال كل مره ، هل هذه فقط الحكايه و بعدها سوف تنتهي قصتنا ام سوف يحدث أشياء أخري تقلب الموازين و خاصتاً بين أبطالنا "عنان و أيهم"؟!!!


تعليقات



<>