رواية عنان المدمر
الجزء الثاني2الفصل السابع7
بقلم فاطمة ابراهيم
جاءت تبتعد عنه تمنعه من فعل ذلك ولكن حدث ما لم يكن يخطر علي البال و الخاطر شيء لم يكن يتمني حدوثه فلم تكتمل سعادتهم نظر لها وجدها تغرقها دمائها بالاسفل نظراً لسقوطها من السلم الداخلي للمنزل خرج الجميع من غرفه علي صوت صراخها أضاءت الأنوار من حوله صرخت والدتها و هي تري ابنتها غارقه بدمائها بالاسفل و هذا يقف كالصنم أمامها لا يتحرك اسرعت هي و والدته بالنزول للطابق السفلي لها و جميع الافكار الشطانيه تخطر ببالهم ..
فقد استمعت والدته «مني» صوتهم بالخارج نظراً لقرب غرفتها من مكانهم لكنها ظلت بغرفتها حتي تطرق لهم بعض المساحه ، فهل كان يتشاجران ؟!
هل هو من أسقطها من أعلي؟!
لماذا لم يلحق بها ؟!
لماذا لم يتلهف عليها عندما رآها هكذا ؟!
لما كل هذه الدماء حولها ؟!
جميع هذه الأسئلة تدور بخلدهم ثلاثتهم لم هو يقف مصدوماً هكذا ماذا حدث ؟!!
صرخت تاره به قائله :
"انت واقــف تـتفرج أنزل شيلها بسرعه خلينا نروح المستشفى"
فاق من صدمته علي صوت صراخها به فلم يكن يتوقع أن يحدث شيء كهذا !! هل فرحتنا لم تكتمل بالخبر ، لماذا تسرعت أيها الأبله ؟! ما كان عليك التصرف هكذا ! كانت رأسه تدور بجميع الانحاء من كثره الاسئله و ... استمع والدته هذه المره تصرخ به أسرع بحملها لا يعرف كيف عليه التصرف و كأن تفكيره قد شُـلّ ، وجد تاره تفتح سيارتها و تقوم بتشغيلها تناديه أن يسرع عليها ، انطلقت السياره تشق غبار الطريق ، وصلت لأقرب مشفي قابلتهم ..
بعد ما يقارب النصف ساعه يقف الثلاث نساء بجانب و هو يقف بجانب أخر كا الطفل التائه ، اتجهت تاره نحوه تربط علي كتفيه بخفه تسأله بتوجس :
"أي إللي حصل يا تميم ! "
كلمه واحده تفوه بها كانت كفيله لانهيار تلك الاتيه عليهم :
"ابـنـي"
لحظات حتي تستوعب كلمته ، استمعت لصوت صراخ خلفها ..
"يا حبيبتي يا بنتي ، ملحقتش تفرح ، اتاريها سايحه في دمها " جاءت تهجم علي تميم ظننا منها انه من أسقطها فا كل تصرفاته تدل علي ذلك ..
"انت السبب مش عايز تخلف منها اتجوزتها لي ، انت حتي ما رفلكش رمش تنزل تلحقها و هي سايحه علي الارض ر ..!"
قاطعها خروج الطبيب من الغرفه و يبدو علي وجهه علامات الحزن مردفًا :
"مقدرناش نلحق الطفل ...
____________________
«بشركه الاسيوطي»
كان منكب علي المكتب وحده يعمل بكل طاقته ؛ حتي ينهي جميع الصفقات ، منذ قليل كان يخرج إياد متجه نحو منزله بعدما اتصلت عليه زوجته ، بينما هو أوصل زوجته لبيت خالتها ؛ حتي ينهي هو العمل و حالياً هما بعد منتصف الليل يجلس بمفرده بذلك المكتب فقد اشتاقها ، ولكن يجب عليه مساندة أصدقائه الغائبون ، فا تميم لا يملك أي معلومه عن أداره الشركات و الصفقات و إياد عليه شركته و يساعده أيضاً بشركه الاسيوطي ، تنهد قائلاً :
"يا ترى أنتِ بتعملي أي دلوقت يا تاره !"
_________________
«داخل المستشفى»
اردفت تاره بصدمه تقاطع حديث الطبيب :
"سقطت !!"
رد عليها الطبيب قائلاً بهدوء :
"اهدي حضرتك ، المدام كانت حامل في توأم حصل لها أثر اصطدامها بشيء صلب إجهاض بس الحمد لله قدرنا ننقذ الطفل التاني بس الأول علي ما جبتوها كان نزل ، هي حامل لسه في أقل من شهر فا ياريت الراحه التامه ليها و بلاش مجهود بالذات بعد اللي حصل دا الطفل اللي لحقناه دا كان معجزه انه أثر الواقعه دي ما نزلش ، و ربنا يقوم هلكوا بالسلام ، عن اذنكم "
قطع تميم حركته يسأله بلهفة عليها هي من تخصه فقط فهو الآن لا يريد أطفال يريد الاطمئنان عليها بدأ يفيق من صدمته :
"هي .. هي يا دكتور أخبارها أي كويسه أهم حاجه"
ابتسم له بعمليه قائلاً باطمئنان :
"متقلقش هي الحمدلله ، بس حد يعرفها الخبر بهدوء لانها فاقت و هي بتصرخ و تقول البيبي و تقريبا هي متعرفش أنها كانت حامل في توأم ، و عايزه راحه الفتره الجايه عشان ميحصلش مضاعفات ليها أو للبيبي اللي فاضل ، هي حالياً واخده مهدئ و نايمه هتفوق الصبح تقدروا تدخلوا تطمنوا عليها بس بلاش تطولوا "
هرولت والدتها لداخل الغرفه ينفطر قلبها حزناً علي صغيرتها ، تبكي ألما علي ما حدث لها تحمل الذنب له وحده و هو مازال علي وضعه صامت لا يحاول حتي التبرير ، هل كان يخدعهم بحبه لها !
اخذ شهيقاً من ثم أخرجه ببطء يحاول تهدأ روعه يظنون أنه من فعل بها هكذا ، كيف و هي روحه ، حتي والدته تنظر له بعتاب ، فالماذا ينظرون إلىّ هكذا هل أنا المذنب ..
حقاً أنا المذنب ، كان لا يجب علي أن اتصرف مثل هذا التصرف دخل الغرفه وجدهم ملتفون حولها والدتها تحتضنها و تبكي نظرات اللوم صوبت إليه بمجرد دلوفه للغرفه ، اللعنه فا أنا لا احتمل كل هذا اتجه نحوهم قائلاً :
"يلا علي البيت"
صرخت به والدتها قائله :
" أنت كمان ليك عين تتكلم بعد اللي عملته ، أنا مش هسيب بنتي ثـ ..!"
قطع هو باقي جملتها قائلاً بهدوء يسبق العاصفة :
"أنا مش هبرر لحد بنتك أول ما تفوق تقدري تسأليها أي اللي حصل ! و أظن سمعتوا الدكتور قال أي يلا علي البيت مراتي و أنا اللي هبات معاها هنا ، مش عايز كلمه زياده " صرخ بأخر جمله ، اتجهت «تاره» نحو «ماجده» والدته «آيات» مردفه بخوف من تهور إبن خالتها فهي واثقه أنه لم يفعل به شيء فا تميم بأذي نفسه و لا يأذيها هي :
"يلا يا طنط نروح احنا دلوقت و نجيلها الصبح تكون فاقت ، مش هينفع نفضل هنا ، و تميم عمره ما يعملها حاجه ولا يأذيها ، أكيد في سوء تفاهم و آيات هتقول لحضرتك بس يلا احنا نروح نتوضي و نصلي و ندعيلها ربنا يقومها بالسلامه "
حاولت ماجده معارضتها لكنها لم تعطيها الفرصه حيث سحبتها هي و خالتها للخارج مردفه :
"يلا نسيبها ترتاح مينفعش كدا ، بعدين انتو مش فرحانين انكوا هتكونوا أجداد و ليكوا أحفاد ، الحمد لله ربنا سترها معاها و الطفل التاني لسه موجود ، ربنا يبارك لها فيه و يقومها بسلامه يا رب ، يلا بينا نروح عشان نصلي و ندعيلها "
ظلت تشغلهم بكلماتها حتي وصلت إلي السياره أركبت كل منهم و انطلقت نحو المنزل مجددا ..
«بالداخل»
جلس بجانب الفراش يمسد علي خصلتها بحنان مربطاً علي معدتها و تكونت طبقه من العبرات بعينيه مردفًا بحزن :
"أنا أسف يا حبيبي ، مكنتش أعرف أن كل دا هيحصل ، كان كل اللي في دماغي وقتها أن أفراحهم زي ما أنا فرحان ، لو كنت أعرف أن دا اللي هيحصل و أن ماما هتتعب و تيجي المستشفي و الطفل التاني ينزل ، مكنتش طلعتها من باب الاوضه ولا قومتها من علي السرير أصلا "
استمعها تهلوس و هي نائمه تناديه بـ اسمه ..
"تـ تميم ، تمـ ـيم ، بلاش يا تميم ، الصبح ، البيبي ،
تـ ميم .."
هبطت دمعه حاره من عينيه ألماً و حزناً علي ما وصل به الحال ، قبلها بمقدمه رأسها مردفًا و هو يتجه لخارج الغرفه :
"أنا أسف"
خرج من الغرفه يكمل باقي الإجراءات اللازمة ، ثم اتجه نحو المسجد سمع صوت المؤذن يقيم صلاه الفجر ، ذهب للمرحاض توضأ و خرج يصلي ، يبكي يسجد يدعي الله أن يتم شفاها علي خير و يعوضه ب ابنه أو ابنته خيراً ، بكي حزناً علي فراق طفل لم يتكون ببطن والدته ، علي رقدت زوجته بالمشفي ، أنهي صلاته بحمد الله علي رحمه و أنه لم يبطر فرحته للآخر ، ترك له طفل و زوجته بخير لم يصيبها شيء سئ ..
"الحمد لله يا رب أنها جات لحد كدا ، الحمد لله أنها هتقوملي بالسلامه محصلهاش أي ضرر ، الحمد لله يا رب أنك نجيت الطفل التاني ، الحمد لله علي كل اللي حصل ، أنا راضي يا رب أكيد دا حكمه من عندك يا رب "
اتجه نحو الغرفه التي تمكس بها ، أغلق الباب متجهاً صوب الفراش سحب مقعداً يجلس عليه أمامها ، مسك يدها يقبل باطن كفها ثم شبك يده بيدها حتي غفي مكانه من كثره التعب و الإرهاق الشديد ، فكان بمهمه تبع عمله و جاء لم يأخذ حتي قسطاً قصيراً من الراحة بل أخذ جزء كبير من الحزن و الإرهاق .
سعات قليله و أشرقت شمس صباح جديد صباح نتمني أن يزيل هموم ليله أمس فكان هناك أخباره كثيره ينفطر القلب بشأنها ، و تتمزق نياط هذا المسكين الذي يقبع يساراً ، لكن هل سيكون حقاً هذا الصباح كما نتمني ام سوف يتدخل القدر و يُحزن أشخاص أخرون ! ..
استيقظت بتكاسل تأفف و هي تلقي نظرها نحو ذلك المزعج حاولت غلقه اكثر من مره لكنه يعود يصدح مجدداً
"امم" كانت هذه هو ردها دون أن تري من المتصل ، سمعت صوت صراخ من الناحيه الاخري قائلاً:
"كل دا علي ما رديتي ، يا شيخه حرام عليكي هنترفد من تأخيرك ، بقالي ساعه و نص برن عليكي ، جهزت و نزلت واقف تحت البيت عندك من ساعه ، و برضوا مش بتتكلمي"
رفرفت باهدابها تحاول استجماع وعيها للرد عليه طال صمتها حتي هبت تتجه نحو المرحاض بعدما استمعت لصراخه مره آخره و كانت جفونها علي وشك الالتصاق مجدداً..
"حاضر حاضر دقيقتين و هكون تحت أنا أصلا بلبس الكوتشي " لم تنتظر رده و أغلقت الهاتف تلقيه علي الفراش بإهمال ، غابت أقل من عشر دقائق بالداخل ثم خرجت ترتدي ملابسها بعجاله بعد نصف ساعه كانت تفتح باب السياره الامامي بجانب مقعده و ترتسم علي شفتيها ابتسامه مشرقه و كأن شيء لم يحدث قائله بمرح :
"مش هتلاقي بنت تعرفها تجهز في نص ساعه بس ، عشان تعرف أن معاك نعمه تخاف لتتحسد عليها "
لم تكن تتوقع أن تكون هذه هي رد فعله ، حيث رفعها من تلابيب قميصها صارخاً بوجهها مكملاً هو الحديث :
"اتحسد !! حسد أي بس كتك وكسه ، المفروض تكوني مرزوعه جنبي و تقولي كدا لو كانت الساعه 7 ، إنما دلوقت الساعه قربت علي 9 ، لو اترفدنا من الشغل ابقي وريني هنتجوز ازاي بقي و لا هنىاقي شغل في شركه زي دي فين أصلا"
نزعت يديه قائله بحنق :
"يا خويا بدل ما عمال تزعقلي أتحرك بدل ما نتأخر "
اردف بصدمه :
"نتأخـر !! ، يعني في الآخر هكون أنا السبب في التأخير ، صبرني يـــا رب "
انطلق بالسياره نحو الشركه و هي تثرثر بكلمات مزعجه و حانقه بجانبه مما جعله يريد أن يحطم رأسها إلي أشلاء صغيره ، بعد عدت دقائق من القياده ، أوقف السيارة و هو يريد أن يصرخ بوجهها اردف بسخط :
" انزلي !، انزلي و أنا اللي كنت بشتكي من ساره دي طلعت ولا حاجه جنبك ، تقريباً كان عندها حق لما قالتلي ..«و هو يقلد صوتها»
_بكيه يبنا يخييك تتجوز واحده تغيبك عني .
"_بكره ربنا يخليك تتجوز واحده تغلبك عني ."
قهقهت ضاحكه و هي تأخذ حقيبتها و تودعه ، اردف قائلاً :
"خليكي هنا هركن و اجي يعني كمان هتدخلي قبلي و الله ما ينفع "
اردفت و هي تخرج لسانها له بمشاكسه :
"طب أي رأيك بقي هدخل قبلك"
ضرب كف بآخر بغيظ و هو يقوم بصف سيارته حتي يعود لها ، بعد أكثر من عشر دقائق عاد لكنه صدم مما رأي ، أحس و كأن أحدهم قام بغلي دمائه حاول أن يتماسك ذهب نحوها قائلاً :
" متشرفتش بحضرتك " قال جملته و هو يحاول أن يفصل ضحكاتهم المثيره لازعاجه ، قالها و يعلو ثغره ابتسامه صفراء حانقه ..
اردف الآخر و هو يرفع يده يصافحها :
"انتِ كدا معاكي الرقم بتاعي ، بجد سعيد جداً ان قابلتك ، متعرفيش كنتي وحشاني قد أي أنـ ..!"
لم يكمل جملته نتيجه لكمه اطاحت به الأرض .
تحدث يزن و كأنه يحادث أحد أعدائه :
"مش عايز اشوف وشك تاني و رقمك هي هتمسحه " انهي جملته و هو يسحبها خلفه و كأنها شوال من الرمال لا قيمه له ، حاولت أن تفلت يدها من قبضته لكن باتت محاولتها بالفشل ، صل أمام باب الشركه دخلوا إلي الإستقبال ترك يدها بعد معاناه منها بأن يتركها .
تحدثت هي بغضب :
" أي اللي أنت عملتوا دا ، بتجر بقره وراك ، بعدين أي اللي عملته مع كريم برا دا ، دي معامله تتعامل بيها بقيت .. همجي اوي ، هو مشي منعاً للمشاكل بس و عشان مش عايز يزعلني و بعدين هيتصل بيا يعرف أي اللي حصل دا و عشان واحد بيحترم المكان اللي هو فيه و عارف لو كان قام رد علي اللي انت عملته دا ممكن يحصلنا مشاكل و عرف أن دا مكان شغلي ، مش زيك "
سريعاً حدثت مقارنات ، يجب أن لا اقارن بأحد! فـ أنا شريك حياتك و عمرك القادم ، عندما ظهر شخصاً ما آخر تقارنين به لا و تجعليه أفضل مني ، اللعنه علي هذه العلاقه التي بها أنا دائماً الطرف المخطئ ، دائماً لا يعجبكِ تصرفاتي ، لا يعجبكِ أي شيء أقوم به ، و الآن هذا المجهول بالنسبة لي أصبح الأفضل ، لم تحاولي يوماً أن تفهميني ، قطع شروده جملتها التي كانت كفيله لرد سحق كرامته أكثر من ذلك و كان يجب عليه أن يردها مجدداً.
"أنا مش هقدر أعيش مع واحد زيك همجي و مش بيعرف يتصرف في المواقف ولا يشرفني أن ...!؟"
كان دوره هو أن يقوم بقطع جملتها مرددا اعتباره و كرامته المهدورة :
"أنا اللي ميشرفنيش أكمل مع واحده زيك أصلا مبتحترمش الشخص اللي معاها ، اتمنالك حياه أفضل من كدا مع شخص أفضل مني ، علي الاقل مش همجي و يعرف يتصرف في المواقف" ، أردف آخر جملته بسخريه و هو يتركها صاعداً لأعلي مكان عمله ..
وقفت كالصنم مكانها لم تتحرك سوي علي يد شخص ما خلفها ، ألتفت وجدت صديقتها تاره ارتمت بين زراعيها تنتحب بشده ، ربطت علي كتفيها بحنان مردفه :
"تعالي نروح أي مكان نتكلم شويه "
رفضت إسراء و حركه رأسها علامه الرفض عدت مرات ..
اردفت تاره بشفقه فهي رأت الموقفه أكمله من الخارج حتي الان فهي وصلت من أول نزول "يزن"من السياره كانت تجاوره لكن بعيد قليلاً فلم يراها أحد :
"لي بس ، متقلقيش لو علي الشغل أنا هكلم سيف هو اللي ماسك الاداره الفتره دي "
نفت برأسها مره أخري و هي تبتعد عنها قائله :
"معلش يا تاره مش قادره اتكلم دلوقت "
اردفت تاره بحنان :
"براحتك يا حبيبتي ، لو عايزه تاخذي باقي اليوم اجازه هـكلم سيف اعرفه أنك تعبانه هو مش هيقول حاجه "
"يلا يا حبيبتي تسلمي ، بس ممكن تخليه ميزعقش لـ «يزن» علي التأخير ، ترقرقت العبرات بعينيها مره آخري ؛ لأن كان بسببي ، عن أذنك عشان متأخرش عن كدا ، تركتها متجها نحو مكتبها تعيد تفكيرها في الذي حدث منذ قليل ..
«بالاعلي»
حمد يزن ربه أن مديره كان مشغول بشيء ما و لم يكن بالمكتب فا تأجلت وصلت تعنيفه قليلاً ، فا يكفيه ما حدث منذ قليل ، حاول التركيز بالاوراق أمامه ، لكنه شرد بحياته و مواقفهم معاً ، متسائلا ..
هل أنا لستُ بشخص مناسب حقاً ؟!
هل كانت مخطئة بخطوط ارتباطها بي ؟!
هل و هل جاءت بتفكيره لم يوقف ذلك العقل سوي بـ طرقات بسيطه علي باب المكتب نظر للشخص القابع أمامه بارهاق ، نظر و جدها شخص مألوف بالنسبه له ، قام من علي كرسيه يسألها بلطف :
"حضرتك عندك معاد"
اومأت برأسها بشفقه يبدو علي ملامحه الحزن الشديد مردفه برفقه :
"ايوا ، انا أكون مرات الباش مهندس سيف و هو عارف أن أنا جايه"
افسح لها الطريق مردفًا بترحاب :
"اتفضلي يا فندم ادخلي"
اومأت برأسها علامه الموافقه و هي تشكره ثم دخلت المكتب و أغلقت خلفها الباب بهدوء ، نظرت يميناً و يساراً لم تجده جلست علي مقعده و هي تخيلت نفسها المديره و اخذت تكلم نفسها و تشاور و كأن أحدهم أمامها ، فجأة استمعت لقهقه عاليه جانبها نظرت بصدمه للقابع امامها يمسك منشفه بيديه يدلك بها رأسه و يمسح القطرات المتساقطه من خصلاتُ شعره المتساقطه علي وجهه جاعله منه شخصاً لطيف بتلك القطرات المتناثره حول وجهه ، احمر وجهها خجلاً و هي تتمتم مع نفسها..
"زمانه بيقول عليا مجنونه و بتكلم نفسها دلوقت"
"ابقي فكري بصوت واطي شويه يا توتا" ، انهي جملته بغمزه مشاغبه مما جعلها تنفخ اوداجها بخجل قائله :
"كنت بشوف نفسي و انا مدير و مسيطره بقي"
قهقه مره أخري و هو يقترب منها حتي و قف أمام مقعدها حاولت الابتعاد عن المقعد حتي يجلس عليه لكنه ثبتها عليه بيده قائلاً :
"نفسك تكوني مديره !"
اردفت بحالميه :
"يــــاه ، يا حلم بعيد "
اكمل هو جملتها :
"يـا وارد أنه يبقي أكيد"
ابتسمت بسعاده قائله بمرح :
"أيوا أهي الاغنيه دي اللي عايشه عليها"
أقرب وجهه من وجهها قائلاً :
" و اللِ يحققلك الأمنية دي ، تديلوا أي !"
نطقت بعفوية :
"اديلوا بوسه"
"طب هاتي بقي"
ابعدته عنها قائله :
"بس يا بابا ، انا بقول اللي يخليني مديره "
اردف هو بحزن مصطنع :
"كدا و أنا اللي كنت هخليكي مديره ، يلا ملكيش في الطيب نصيب "
اردفت بتعجب :
"انت بتتكلم جد !! طب ازاي !!"
اردف بجديه :
"اها ، بس انتِ بقي منفذتيش كلامك"
عقدت حاجبيها :
"انا قولت اللي يخليني ، اضمن الاول مش ممكن تكون بتضحك عليا مثلاً"
ضربها بخفه علي كتفيها :
"يا بت هضحك عليكي لي ، خليكي كريمه شويه دا أنا حتي جوزك ، فا بوسه قبل و بوسه بعد "
" هو أنت بتقدم علي توكتوك !"
"توكتوك !! ، اخرتها .. امشي يا تاره الله يسهلك ، قال توكتوك قال ، اقولها هخليكي مديره و تقولي تقدم علي توكتوك !"
قطع جملته طرقات بسيطه علي باب المكتب ، أذن للطارق بالدلوف و جده سكرتيره يقدم له القهوة قائلاً :
"قهوه حضرتك يا باش مهندس"
اردف سيف بغضب :
"ممكن افهم سبب تأخير حضرتك لحد دلوقت"
شددت تاره علي يده فاي الخفي فا قلل حدت نبرته..
يزن :
"آسف يا باش مهندس حصل مشكله و انا كاي في الطريق بس أخرتني ، آخر مره "
شددت علي يديه مره اخري لم يفهم مقصدها لكنه أنهي الحديث مردفًا :
"اتمني أنها تكون آخر مره فعلاً ، اتفضل علي مكتبك راجع الأوراق اللي عليه"
خرج و هو يتنهد براحه زفر ببطء فلم يتوقع أن يقتصر تعنيفه علي هذا الحد فا توقع أن يأخذ عقاب لتأخره خاصتاً أنه تأخر أكثر من ساعه ، حمد الله كثيراً ثم اتجه نحو مكتبه يعمل علي الاوراق الذي أمره بأن ينهيها ..
بالداخل..
نظر سيف إليها عاقداً حاجبيه بعدم فهم لما فعلته
"كنتي بتتكي علي إيدي كل شويه لي !!"
اردفت بنبره يتخللها الحزن :
"دا يزن ، خطيب صحبتي إسراء كانت شغاله معايا تحت معرفش تعرفها ولا لاء ، بس التأخير دا كان بسببها و حصل مشكله تحت كمان هلته يتأخر أكتر و سابوا بعض ، يعني يا ريت لو متكترش عليه الشغل انهارده لانه أكيد مش هيكون مركز هو اصلا حالياً كل واحد فيهم دماغه مش فيه ، لانهم حب طفوله"
تأثر بكلماتها مردفًا :
"طب بدل هما حب طفوله ازاي يستغنوا عن بعض بسهوله كدا !"
اردفت و هي تهم بالجلوس :
" هما حكايتهم طويله ، بس اللي اعرفه انه شاف واحد بيتكلم و يهزر معاها فا ضربه فا هي اتعصبت و بصراحه كلمته كلام مهين اوي فا هو رد كرامته و قالها شُفيلك حد يكون أفضل مني بدل مضايقك في حياتك و سابها و طلع ، حتي عرضت عليها تاخد اليوم أجازه او نخرج نتكلم بره شويه موافقتش "
"ربنا يصلح الحال و الخير ربنا يقدمه ممكن ربنا شايف أن كدا أفضل ليهم "
اردفت بحزن :
"بس بردوا يا سيف ميبعدوش بالسهولة دي عن بعض مش عشان موقف و هي من غضبها هبلت بالكلام كان يعاتبها يعرفها أن كلامها دا مينفعش و هي تعرفه أن طريقته بتضايق منها مش أقرب حل ليهم البعد "
قبل يدها :
"ادعلهم يا حبيبتي ، ممكن يكون شيطان و دخل بينهم و أن شاء الله كل حاجه ترجع أكسن من الأول بس هو كدا لازم يحصلهم قرصه ودن عشان يعرفوا قيمه بعض دا لو فعلا بيحبوا بعض بجد انما لو كان مجرد تعلق لأنك قولتي من الطفوله و مراهقه بقي ، فا دا الحل المناسب ليهم و ربنا عمل كدا لان دا هيكون في صالحهم بدل ما يتجوزوا و يحصل مشاكل بينهم "
اردفت بحزن :
"ممكن بردوا ، ربنا يكتبلهم الخير يا رب "
لا يريد أن يري حزنها فا أردف و هو يقرص أذنيها بمشاكسه قائلاً :
"و انتِ يا بت رايحه تدي صحبتك أجازه علطول مدا مفيش استئذان حتي ، اه ما هي واسطه بقي "
حاولت ابعاد يده عن أذنيها مردفه بحنق :
"الله مش بوجب مع البت ، يعني لازم نستفاد بردوا منك بأي حاجه كدا ، ودني يا سيف هو أنا في المدرسه و معملتش الواجب و المس بتعاقبني "
ترك أذنها بسخط قائلاً :
" أنا عارف و الله متجوز سريجي قد الدنيا ، ما هاخد أي من واحده عارفها من خناقه علي ركنه عربيه "
قهقهت ضاحكه متذكره تلك الأيام :
" اه و الله كانت أيام عسل ، خرجت بيها من أحلي باش ميكانيكي " قالت آخر جملتها و هي تمسك وجنتيه كـ طفل يبلغ خمس سنوات من عمره ، ابعد يدها بحنق مردفًا
"أيدك يا حبيبتي ، بتلاعبي ابن أخوكي انتِ"
أنزلت يدها متذكره ما حدث ليله أمس قائله بحزن :
"يا عيني هلي ابن اخويا اللي مات و مامته متعرفش أنه موجود أصلا ، ربنا يباركلهم في البيبي اللي فاضل و يقومها منها بسلامه "
"أمين"
آمن خلفها فهي قصه عليه ما حدث و حزن حزناً شديداً علي صديقه و ما حدث معه ..
"إن الذاكرة والألم توأمان لا تستطيع قتل الألم دون سحق الذاكرة"
«نذهب نحو روسيا»
كانت سياره إسلام تتحرك بين شوارع روسيا يتجول فيها نظراً لرغبة الفتيات علي استكشاف المكان لكن مره واحده لم يستطيع السيطره علي المحرك فقط ينظر أمامه و لا يعي من حوله عيناه تكاد تخرج من محجرها من شدت نظراته لا أحد يعرف ماذا يحدث فقط يحاولون السيطره علي السياره لكنه اوقفها عندما صرخت تلك الفتاه أمام السياره من الخارج ..
_"لا عزيزي لا تتركني وحدي استيقظ ، انت لم تقل لي أنك سوف تتركي يوماً استيقظ"
خرج الجميع من السياره و لا أحد يشعر بما يحدث من حوله لا أحد يصدق ما حدث صدمه تعتلي وجههم ، لم يشعروا سوا بصراخ تلك الفتاه و هي تمسك سلاحاً أبيض قد أخرجته من قدميها تحاول طعن إسلام به رفع أيهم يدها سريعاً فا أصابت كتفه حاولت طعنه مره أخري لكن تحكم بها أيهم و هي تصرخ به و عنان تحاول أن تهدأ رحمه صدمت مما فعلته رحمه بتلك الفتاه حيث و بدون سابق انذار هوت بكف يدها علي وجهه هذه الفتاه ، صعقه ضرب رأس الجميع ، حيث هوي إسلام علي وجهه رحمه بصفعه مماثله قائلاً و عينيه تجمعت بها عبرات تنذر بانفجارها و يحرك رأسه علامه الرفض ثم اردف قبل اغمائه ..
"دي تــالا "
ثانيه ، اثنين وكان يهوي علي الأرض بجانب ذلك الفاقد للوعي أثر اصطدامه بالسياره ..
كُن بخير ؛ لايهمني البُعد سنلتقي يوماً فالحياة صدفه
سؤال كل مره ، هل هذه فقط الحكايه و بعدها سوف تنتهي قصتنا ام سوف يحدث أشياء أخري تقلب الموازين و خاصتاً بين أبطالنا "عنان و أيهم"؟!!!
