رواية عنان المدمر الجزء الثاني2
الفصل الخامس5
بقلم فاطمة ابراهيم
واهمس بكل أحلامك بينك وبين ربك كل يوم فهي تقترب أكثر كلما آمنت بها وجعلتها من الله أقرب.
ارتجفت عنان بجلستها محاوله الثبات بعدما انطلقت الطائره تغلق عينيها بشده خائفه بل مرعوبه فهي بحياتها
لم تركب طائره من قبل ، وجدت من يمسك يدها بحنان و يضغط عليها يريد طمئنتها بوجوده جانبها ، فتحت عينيها ببطئ تنظر له ، ثم نفضت يده كمن لدغته أفعي صائحه به قائله بغضب تعجب من أمره بعدها كاد فمه يكاد يصل لأرض الطائره بعدما استمعها تقول :
"عيب كدا ، أنت ازاي تسمح لنفسك أنك تمسك أيدي ، لاء و بابا واثق أوي فيك رجعني لابويا"
جاء مطب هوائي مما جعلها تصطدم بصدره مخبأه رأسها داخله مستمدة منه الحمايه بعدما كادت تبكي ، قهقه ضاحكاً عليها قائلاً بتصنع مثلها مقلدا صوتها..
"أي دا يا متحرشه ، كدا بتحضنيني و الله لأقول لبابا "
برقت عينيها من ثم ابتعدت عنه سريعاً وجدته يضحك بشده مما أثار حنقها قائله بعجرفه :
"ايوا طبعاً و ديني لبابا اللي حصل دا غصب عني ، إنما انت كنت قاصد تمسك أيدي "
لوي ثغره بحنق قائلاً :
"يا حبيبتي أنا جوزك ، والله العظيم أنا جوزك يعني عادي لو مسكت إيديك ، حمحم قائلا بصوت منخفض ، امال لو عرفت اننا هنام في أوضه واحده هناك هتعمل أي هتقلبني من الطياره ..!
عنان بصراخ و هي تتخصر بجلستها :
"نــــعــــم !!! ، سمعني كدا بتقول أيه !!!"
انتبه الكثير من حولهم علي صوت صراخها فا حمحمت بإحراج قائله :
"Sorry"
نظرت له مره أخري قائله بصوت منخفض تلك المره ، لكنها حانقه :
سمعني كدا قولت أي تاني ، مين دول اللي هيناموا في أوضه واحده ، أكيد بتهزر صح !..
اردفت بسماجه قائلاً :
"لاء"
كتمت صراخها قائله :
"هو أي اللي لاء ، انت هتصتعبط ، نزلي من هنا و ديني لأمي"
رفع حاجبه الايسر مردفًا بسخط :
"بقي في واحده محترمه تقول لجوزها ، هتصتعبط ..!!"
ردت عليه ببرود :
"مش أنا قولت يبقي فيه ، وقف الطياره و نزلني"
ضحك بسخريه قائلاً :
"واخد بنت أختي معايا ، بعدين هو أحنا في الملاهي هقول لل بيشغلها وقفها عايزين ننزل هينزلنا ، أنتِ راكبه طياره يعني لو نزلتي منها أنتي و حظك بقي يا هتموتي في البحر اللي هتنزلي فيه ، يا علي أي أرض مدغدغه من الارتفاع اللي نازله منه ، فا استهدي بالله كدا و ناميلك شويه "
ازدرقت لعابها بخوف محاوله النظر من الشباك جانبه ، كانت علي مقربه منه حتي جاء مطب هوائي آخر أقوى من ذي قبل فاصطدمه به كاتمه صراخه بصدره ، ابتسم بعذوبة ربط علي رأسها بحنان قائلاً بحب :
"نامي شويه يا عنان ، نامي شويه يا حبيبتي"
استكانت برأسها بين ذراعيه ، حيث وجدت امانها به أحست بشعور جديد عليها ، لأول مره تشعر بالأمان بين ذراعي شخص آخر غير والدها ، ذلك القابع يسارها كانت تزداد دقاته بشده ، لا تعرف لماذا هو يخفق بشده هكذا ، أحست و كأنها ملكت العالم بأكمله ، أحست باشياء كثيره مختلفه معا لم تستطيع تحديدها ، لكن يغلفها غلاف خارجي و هو "السعاده و الأمان" ، كان لا يختلف عنها كثيراً ، اراد أن يتوقف بهم الزمن عند هذه النقطه و هي بين ذراعيه يحتويها بأمان ، كم يسعد بشعورها بالأمان و هي معه ، فقد بات يعشقها لا بل يتنفسها يتمنى مرور الأيام سريعاً و يأتي يوم يستيقظ من نومها علي وجهها الملائكي هذا ، يوم أن تكون معه فقط ، كم هو سعيد بتلك الأيام القادمه علي قدر حزنه أيضاً ، لكنه سعيد لوجودها معه فيها ، فا للحق هو أكثر من كان يريد وجودها بقربه لا صديقتها ، هو من يريدها فا وجودها يزيد حماسه و سرعته لإنجاز أي شيء ، يا الله ديمها بـ حياتي ، ولا تصيبها بسوء ، فا أنا بدونها افني .
علي مقربه منهم كان يجلس إسلام يحاول تهدأت زوجته لا يلاحق كم الدموع المنهمره منها ، أحس و كأن عقله أصابه عطل ، فكيف يسيطر علي هذه الشلالات الفائضة ، أخذها بين ذراعيه يحتويها بحنان مملس علي كتفيها بحب يسألها بهدوء و هو يرفع أصبعه يزيل تلك القطرات اللعينه من سمائها الصافيه مردفًا بحنان :
"مالك يا ملاكي البرئ ، أي بس زعلك تعبانه ، في حاجه وجعاكي ، الحمل تعبك مش سألنا الدكتور و قال ان شاء الله خير و مش هيحصل حاجه لو سافرت ، بلاش دموع و فهميني"
انتحبت و هي تقول له من بين عبراتها :
"عا ..عايزه جوافه"
عادت تنتحبت مره آخر بشده و هي تشم رائحته ، رمش عدت مرات غير واعي لما قالته يحاول عقله استيعاب جملتها ردد دون وعي منه قائلاً :
"عـايـزه جــوافـه !!"
"بقي كل دا عشان عايزه جــوافــه ، فوضت أمري ليك يا رب ، طب بدل كل العياط دا و عنيكي تورم كدا ، قوليلي عايزه جوافه و أنا اجبلك "
انهمرت دموعها بشده قائله :
"ما أنا مش بحب الجوافه"
حاول التماسك حتي لا يصرخ بوجهها فهي تبكي فقط من "جوافه" ..فماذا لو كان "تين شوكي"
"طب بتعيطي لي دلوقت"
اردفت بدموع :
"عشان أنا مش بحب الجوافه ، بس شامه ريحتها و حاسه أن عايزه أكلها دلوقت"
مرت المضيفه بجانبهم و استمعت لحوارها ابتسم بلطف قائله :
"سوف اتصرف عزيزتي ،فقط لا تبكي"
ابتسم لها إسلام مجاملا ، لكنه أحس بألم صارخ بيده نظر لها وجدها تقضم كف يده بفمها ، سحب يده منها صارخاً..
"أي !.. عمـلـتلـك أي دلـوقـت يا مفتريه ، الحمل دا شكله هيجي فوق دماغي "
نظرت له بشر وكأنه عدوها لا زوجها حبيبها قائله :
"بتضحك للبت المفعصه دي لي ، ولا عشان هي أحلي مني و انا بدأ يطلعلي كرش ، قول اعترف "
ضرب كف بأخر ماسحاً علي وجهه بيأس مردفًا ببعض الحنان و كثير من الصبر :
"لا يا حبيبتي انتِ زي القمر ، تقولي للقمر قوم وأنا اقعد مكانك ، و كرشك دا متعرفيش أنا بحبه قد أي لانه جواه ابني او بنتي منك ، فا الكرش دا علي قلبي زي العسل "
رمشت بعينيها عدت مرات فكان منظرها لطيفه با أهدافها المبللة أثر قطرات الماء العالقة بها مع صفاء عينيها الامعه أيضاً أثر بعض القطرات التي مازالت معلقه بها و تورد وجنتها الوردي ، تثأبت عدت مرات ملقيه رأسها مره أخرى بين ذراعيه و كأن شيء لم يكن قائله بنعاس :
"عايزه أنام يا إسلام"
ابتسم علي ملاكه فهي حقا بريئه كما يلقي عليها و هرمونات الحمل لديها تجعل منها شخص مجنون أوقات كثيره مسح علي كتفيها بحنان مصطحب ذلك بقبله أعلي رأسها قائلاً :
"طب و الجوافه "
"امم ، مش عايزه أكل حاجه خلاص " قالت جملتها و غفت في الحال ، احكم حزام الأمان لديها ، بعدها احكم ذراعيه حولها مفكراً في مصيره المنتظره !..
حل الليل و نزل بستائره السوداء المرصعه بالنجوم اللامعة مزينه السماء جاعله منها لوحه فنيه يزداد جمالها بوجود القمر ..
دخل الغرفه ليلاً منهمكا من كثره العمل وجد الغرفه مظلمه ما عدا إضاءه منخفضه آتيه من إحدي اركان الغرفه نظر و جدها "كشمائه" كما يطلق عليها تجلس علي الاريكه تشاهد التلفاز ، ابتسم ابتسامه عذبه فلم يكن يتخيل يوماً أن يصبح له زوجه يحبها بل يعشقها بتلك الدرجه ، و أن يكون أسره كم يتمني أن تجلب له طفل حتي تكتمل أسرته ، خلع عنه حذائه و سترته ملقياً بهم بهدوء علي السرير متعمداً أن لا يصدر صوت ، اتجه ناحيتها بهدوء حتي لا يفزعها فجأة ألتقت وجنتها بقبله سريعه قائلاً بمرح بعدما كمم فمها قبل أن تصرخ مردفًا :
"أحلي مسا عليكي يا كشمائي ، أي اللي مسهرك لحد دلوقت ، مش في جامعه بكره ، ولا هنتأخر من أول يوم "
نظرت له ببعض النعاس قائله :
"اتأخرت لي يا تيمو ، كل دا في الشغل !"
"تيمو !!"
اردفها تميم بتعجب فا أول مره تناديه بـ اسم دلع ، تمدد بجانبها علي الاريكه واضعاً رأسه علي قدمها ، اخذت يدها لا اراديها تمسد علي خصلات شعره بحنان قائله :
"هسألك سؤال و رد علي بجد و سبب غير اننا متقابلين صغيرين او كدا اشطه "
"اشطه" اردفها بضحك متحمساً لسؤالها اردفت هي قائله ..
_ أي الفرق بيني وبين اللي عرفتهم قبلي !
مش عارف فيكي حاجة غريبه شدتني ليكي ، و أنا أول مره أتشد لشخص كدا ، كلامي مش هيكون مفهوم بس انا بحبك .
ترقرقت العبرات بعينيها من عذوبة كلماته نزلت علي قلبها خطفت لـُبه ، لم تقدر علي التفوه بشيء بعد قوله ، وجدته يعتدل بجلسته ينظر لها ببريق لامع بزيتونيته فقد اغرقتها نظراته العاشقه بلحظه كان يحملها متجه ناحيه الفراش قائلاً بمشاكسه :
"شكل كدا مفيش جامعه بكره اصلا"
قهقهت ضاحكه بخجل و هي تخفي رأسها بين حنايا عنقه قائله بهمس كاد يُذيبه و كأنه قطعه من الجليد منصهره تحت نيران حبها له !..
"بـحـبـك ، يا تيمو "
ابتعدت عنه سريعاً متجه نحو الحمام تتقيء ، اسرع خلفها و جدها بحاله يرثي لها اسندها من الخلف يحاول مساندتها بدل من جسدها المرمي بإهمال علي أرضيه الحمام و رأسها داخل حوض الحمام و تنزلق الماء علي رأسها بشده تغسل وجهها بارهاق ، بمجرد إسناده لها متجهاً نحو باب الحمام ، وجدها تسرع ناحية الصنبور مره أخري تتقيء بشده تحاول إبعاده عنها لإخراجه لكنه لم يتزحزح شبراً واحداً بل احتضنها من الخلف حتي لا تسقط ، مسح علي وجهها عدت مرات مبلل كف يده بالماء يغسل لها وجهها بحنان ، بعدها أغلق صنبور الماء حاملاً أياها بين ذراعيه مردفًا بقلق
"أحسن دلوقت"
اومأت برأسها عدت مرات تهمس له بإحراج :
"مخرجتش لي يا تميم !؟"
عقد حاجبيه بتعجب و هو ينزلها علي الفراش يدثرها بالغطاء بأحكام جالساً بجانبها ..
"لي أخرج ..! "
تصنع التفكير لثوانٍ مكملاً حديثه:
"هو انتِ مفكره ان أنا هقرف منك"
اردفت بخجل ظننا منها أنه يقول هكذا فقط حتي لا يحزنها :
"أيوا يــ ..!!"
قاطعها قائلاً بجديه ظاهره بـ نبرته و ملامح وجهه ، لمعت زيتونيته بحب يفيض :
"أنا لو بقرف منك مكنتش كملت معاكي أصلا ! ، مستحيل اقرف منك ، حد يقرف من نفسه ! ، انا و أنتِ شخص واحد يا آيات ، يعني أنا لو تعبت فـ يوم ، هتقرفي مني ، و لا بما أنك دكتوره بقي هتقرفي من العيانين بتوعك !؟"
حركت رأسها علامه الرفض قائله سريعاً دون تفكير :
"لاء طبعاً ، مستحيل اقرف منك "
امسك كف يدها مقبلا باطنه بحنان و يعلو ثغره ابتسامه تجعل ذلك القابع يسارها يخفق بشده من عذوبة ابتسامته
"بجد يا تميم ، يعني انت ..!!"
قاطعها و هو يأخذها بين ذراعيه مربطاً علي كتفيها بحنان قائلاً :
"هشش ، خلاص اللي عدا عدا و أنا قولتلك انا محدش يقرف من نفسه و انتِ هكذا ، المهم بس انتِ حسه با أي دلوقت اجيب دكتور "
اومأت برأسها برفض قائله بارهاق :
"لا ملوش لزوم ، أنا كويسه ، ممكن بس جالي دور برد ، أو عشان زعلت أن عنان سافرت فا تعبت ، ما أنا لما بزهل بتعب كدا "
اردف بمرح :
"دا علي كدا الواحد يتجنب يزعلك خالص بقي بدل ما تتعبي"
تخصرت بجلستها قائله بحنق :
"و حضرتك ناوي تزعلني أصلا ولا أي يا حضرة المقدم !؟"
انحني يقبلها بمقدمه رأسها قائلاً بمشاكسه :
"و أنا اقدر يا باشا ، دا حتي انت الباشا "
بلحظه كان يقفز علي الناحيه الاخرى يندثر تحت الغطاء ساحباً إياها بين ذراعيه محتضنها بحنان ، تحدثت بدهشه :
"في حد ينط كدا !"
غمز لها بعينيها اليسري قائلاً بمرح :
"مخابرات بقي"
أخفت رأسها بصدره قائله بنعاس :
"تصبح علي خير"
قبل جبهتها ثانيتاً مردفًا بنعاس هو الاخر و هو يتثائب :
"و انتِ من أهل الخير يا حبيبي"
ننتقل لـ روسيا ذلك المنزل مضئ الأنوار نجد تلك القابعه بجانب الاريكه جالسه علي أرضيه الغرفه بثقل تمسك إحدى الكؤوس بيدها و فجاءه نجد ذلك الكأس يصطدم بالأرض بقوه مصاحبه صراخ هذا القابع جانبها قائلاً :
"من أمتي !!! ، من أمتي و أنتِ بتشربي بالطريقه دي !"
أخذت تترنح يميناً و يساراً و هو يحاول مساندتها للاعتدال بوقفتها تهذي بكلمات كثيره غير مركبه ببعضها .
صرخ بها قائلاً و هو يضرب إحدى وجنتيها :
"فوقي كدا ، أي اللي خلاكي تشربي أصلا ، مش كنا بطلنا ، و وعدنا بعض منرجعش للشرب مره تانيه " ، أخذ يسندها حتي وصل تحت صنبور المياه فتحه فـ صرخت من شده بروده الماء ، بعد قليل اصطحبها نحو الخارج مجددا بعدما بدأت تعي شيئاً بشئ ، قام برمي كل ما بالخارج من زجاجات خمر اجلسها علي الاريكه أسندت ظهرها و قامت بإرجاع رأسها للخلف رافعه يدها علي عينيها بارهاق جلس بجانبها متحدثاً برفق :
"أي اللي حصل خلاكي تشربي بشراسه كدا ! ، حتي مفيش شغل انهارده ، هو انتِ اليوم الوحيده اللي بـ ناخده أجازه كل فين و فين يحصلك كدا "
أخرجت زفير حار متنهده بتعب قائله بحزن ظاهر علي تعابير وجهها :
"كل ما افتكر شريط حياتي ، اسأل نفسي ؟! ، لي أنا يحصل فيا كل دا ، أهلي يموتوا قدام عيني كلهم ، بعدها اتخطف و اتجاب في مكان أقل كلمه تتقال عنه أنه كله قذاره ناس بتنهش في لحم أطفال !! ، تخيل طفله لسه مكملتش حتي خمس سنين تتجاب في مكان زي دا مع ناس معندهاش رحمه بطفله صغيره كل اللي ليهم متعتهم حتي لما كبرت انتقلت لمكان البنات الكبيره بقي ، «ضحكت بمرار مكمله» ، حاسه أن حتي لما أعجز هيكون بردوا عنده مكان للمسنين ".
اردف بحزن قائلا :
"دا قدر و نصيب مكتوب علينا ، و الحمد لله اننا من أول يوم و أحنا سوا و مع بعض ، خلاص قريب أوي و هنبعد عن هنا " ، ابتسم مكملاً بحماس
"مش أنا خلاص كدا خلصت الدكتور النفسي و قالي اقدر دلوقت اتعامل و اعيش حياتي طبيعي زي أي شخص طبيعي "
ابتسمت بوهن فا من داخلها تشفق عليه هو من هاش مع هؤلاء المرضي ، كان طفل صغير لم يعرف ديف يدافع عن نفسه فحقاً وضعه سيء عنها ، فهمي لم يمسسها آحد بأول يوم لها بذلك المكان وجدته يدافع عنها كان وصل لمرحله
الشباب المراهقه فكانت هي تبلغ من العمر خمس سنوات أما هو كان يملك اثني عشر سنه ، كان صغيراً و لكن اكتسب مناعه من هؤلاء المرضي ، كام معقد للغايه من أول ما رأها ذلك اليوم يصطحبها شخصاً ما مثلما فعلوا معه بالغصب و استمع لصوت صراخها ألمه قلبه عليها كامت طفله بريئه للغايه ذهب خلفها في الخفي مصطحباً معه زجاجه و أول ما أغلق ذلك الرجل الباب و اشتد صراخها بعدما كان يعود أدراجه قائلاً بنفسه ..
_"يفضل أن أكون بنفسي و حالي و لا أتدخل "
قطع صراخه نياط قلبه لم يشعر بنفسه سوي و هو يعود سريعاً يقتحم الغرفه ثم يغلقها خلفه ضارباً ذلك الرجل الذي كان يمسكها من ذراعها بطريقه تذكر بها نفسه ضرب بكل قسوه لا تصدق أن طفل هو ما فعلها ف قام بضربه علي رأسها مما جعله ينزف و يفقد وعيه في الحال !.
من بعدها و هو يساعدها بكل مره و يبتكر طرق للتخلص من الأشخاص معها ، حتي كبرت يوم بعد آخر و وقع في غرامها و لكن كانت حالته النفسية لا تمكنه من الممارسه في تلك العلاقه التي لم تبدأ بعد ، بعدها بدأت هي الأخري تساعده ؛ حتي يتخلص من زبائنه هو الآخر بستخدامهم حقن المخدر مع الهلوسه حتي لا
يفتضح أمرهم خاصتاً ، أن ذلك الرجل رئيس المكان الجديد مشدد عن ذي قبل يمر علي الغرف و يجب عليهم استماعه لاصوات المرض خاصته مستمتعين حتي يخرج و يبتعد عنهم ، أيضا صرح لهم أن من يريد استئجار مسكن خارجي بمفرده يستأجر ، عن ذي قبل كان يجب عليهم النوم غي المكان المخصص لهم جميعا حتي لا يستطيع أحد منهم التنفس من كثره العدد و ضيق المساحه ، لكنهم أيضاً يختلفوا عن الجميع فهم من نفس الدوله العربيه يستطيعون التحدث بها و لكن بمفردهم ، و هذا الشئ أسهل عليهم أشياء كثيره كـ فهم بعضهم البعض ، التحدث سويا ، أيضاً المعيشه سويا علي عادتهم و تقاليدهم المصريه ، يمتلكون نفس الديانه و هي "الإسلام " بينهم الكثير من الأشياء المشتركه ..
قطع شرودها صوته صائحا بالروسيه :
"هٌــٰي !! أين ذهبتي أنتِ ، اللعنه علي هذا الذي يشبه الصرصور التائه عن مصرفه " ، انهي جملته و هو يشاور علي عقلها الشارد .
ابتسم له بلطف صائحه به هي الاخر :
"ما بــك لا استطيع أن اخلو بنفسي قليلاً ، اللعنه عليك انت أيها الصعلوق ، اتشبه عقلي أنا بالصرصور التائه !!"
انهت جملتها برميه بالوساده .
ضحك بمشاكسه قائلاً :
"متي سوف تتمي الواحد و عشرون من عمرك طفلتي ، أريد أن أتزوج ، ترضين أن يُنادين الناس بالعانس "
اردفت هي بالمصريه :
"طول ما بتقولي يا طفله و الله ما هتجوزك هه " زمت شفتيها بعبوس طفولي مربعه يدها أمام صدرها .
اردف بالروسيه لإغاظتها قائلاً :
"أنتِ حقا طفلتي فا أنا من ربيتك منذ كنتي صغيره حتي أصبحتي هكذا فاتنتي" انهي كلمته بغمزه مراوغه.
اصطبغت وجنتيها بحمره الخجل واقفه علي الاريكه تلقي عليه الوسادات و كل شيء يقابلها صائحه به بالمصريه :
"هو احنا مش قاعدين لوحدنا ، ما تتكلم عربي ! بس فالح تتكلم عربي لما نكون برا ، إنما لوحدنا لاء"
غمز لها مره أخري قائلاً بمرح :
"مين بس قالك اننا لوحدنا !! ، دا الشيطان الروسي بذات نفسه قاعد معانا"
صرخت به بشده :
"شيطان روسي كمان ، روح ألعب بعيد يا بابا ، المهم بس سيبك من دا كله و قولي الدكتور قالك أي تاني طمني عليك ، و أنت فعلاً حاسس بتحسن و لا بقالك سنتين علي الفاضي مش بحسهم أنا الدكاتره دول "
ارخي جسده علي الاريكه جانبها قائلاً :
"قالي أن دلوقت اقدر أعيش طبيعي و اتجوز عادي ، من غير ما هيكون عندي مخاوف او أي حاجه تمنعني ، بعدين أي مش بحسهم دي هما درجه حراره ! ، أصلا أنتِ كمان هـ تروحي للدكتور "
قفزت بجانبه و لكن يفصل مسافه صغيره بينهم فهم يعيشون كالاخوه فهم مهما كان يحدث حولهم هم مسلمون اردفت بردح مصري أصيل :
"هاأو دا عندها يا حبيبي ، أنا مش هروح لدكاتره نفسيه أنا مش مجنونه ولا تعبانه ، و الحمد الله محصلش فيا حاجه "
قرصها من وجنتها قائلاً :
"هنشوف الكلام دا بعدين ، تلت شهور دول بس يعدوا و تتمي الواحد و عشرين بس المأذون يكون هنا بعدين نشوف موضوع الدكتور دا ..
تركته ذاهبه نحو غرفتها بتثائب قائله :
"أحلم بعيد يا بابا ، مش أنا طفلتك بردوا ، تصبح هلي خير "
اردف مشاكساً بصوت عالٍ بعض الشيء :
"أصبح و انتِ مراتي يا طفلتي "
صرخت بحنق و هي تدخل و تغلق باب الغرفه به مسببا صوت مرتفع ، ضحك علي حنقها الواضح قائلاً :
"الباب يتكسر و صاحب الشقه يعلقنا بقي ، ولا الجيران تتلم و دول عندهم عادي يجيبولنا البوليس بس مش الاداب عشان حاجه طبيعيه عندهم ، بس الازعاج بتاع حضرتك !!!
فتحت الباب قائله بحنق :
"حلو أوي كدا ، طفله و مزعجه و أنا هجبلك البوليس بجد هه" أغلقت الباب مره اخرى أقوى من ذي قبل..
ضرب كف بأخر متمتماً:
" بنت المجـ ـنو نه "
"عليٖ صوتك و أنت بتتكلم"
كانت هي صاحبة تلك الجمله الحانقه .
اردف بسماجه قائلاً :
"بدعيلك يا حبيبي ، يلا تصبحي علي خير"
كان سوف يرد قائلاً "بدعيلك ربنا يهديكي " ، لكنه لم يريد أن تخرج تتشاجر معه فهو حقا لا يريد حالياً سوي سريره و وسادته و لحافه و النــوم .
ذهب اتجاه غرفته ناحيه الحمام أولاً بطريقه للغرفه اغتسل و توضأ ، بعدها بقليل كان يسجد لله داعياً له بأن يوفقه
هو و حبيبته و ينجيهم من شر و مرض هؤلاء الاشخاص و يحميهم من بطشهم و يأتي من عنده بنجدتهم ، لم يشعر بنفسه بعدها انهي صلاته و نام بمكانه نوم عميق فهو خارج من رحله شفاء و عناء ظل لسنوات و انتهي الامر به لـ عناء أخر منذ سنتين و بكن بفضل الله خرج منها بخير .
"قلبي يَبنّبِضُ بِك كلما وقعت عيني بِعينك ".
"هيهيهيهي ، دا عندها "
كانت هذه الضحكه الخليعه لتلك التي تعلو الفراش تضع يدها بخصرها و من غيرها «عنان»
رفع حاجبه الايسر مردفًا ببرود و هو يتجه نحو الاريكه يرف قدم تلو الأخري يفك رابطه حذائه ثم يخلعه عنه نهائياً تحدث ببرود :
"تخيلي بعد ضحكتك دي أصلا همت يقولوا أي ، افهميها لوحدك بقي "انهي جملته باعثا لها غمزه عابثه..
صرخت بحنق ذاهبه اتجاهه تصرخ به قائله :
"متتكلمش معايا بالطريقه دي مش هقولك تاني ، ثم يعني عايزني
أعرف أنك هتكون معايا في ناس الاوضه و مقعدش أعيط كمان " ، ظن أنها خائفه منه فا حمحم متحدثاً بهدوء و هو يمد كف يده يسحبها تجلس بجانبه..
"أنا مش عايزك تخافي مني ، أنا بـ ..؟!"
قاطعته و هي تعقد حاجبيها بتعجب ! ايظن خائفه منه فاليذهب للجحيم !!
"هو أنت فاكرني هـ خاف منك ، لاء مش خايف منك المشكله بس "
لوي ثغره بسخط قائلاً :
"مش خايفه مني ! ، امال عامله حوار لي ، لتكوني بـ تشخري و انتِ نايمه!"
نظرت له بصدمه ، فهو حقاً يعرف عنها كل شيء هكذا !!!
