رواية بداية الرياح نسمة (حي المغربلين) الفصل السادس عشر16بقلم شيماء سعيد


رواية بداية الرياح نسمة (حي المغربلين)
 الفصل السادس عشر16
بقلم شيماء سعيد



_ اشتقت إليك كثيراً فاروق أتيت إليك بأجمل خبر بالعالم داخل أحشائي ثمرة عشقي لك و ستكون بين يدينا بعد أشهر قليلة... 

فقط يصمت ليستوعب كلماتها الغير مفهومة بالنسبة إليه على الإطلاق، يردد حديثها عدة مرات ليتأكد أن ما وصل إليه حقيقي، عن أي ثمرة تتحدث؟! عينيه تتركز عليها بقوة فاروق المسيري رغم أنه مشتت من الداخل إلا أن الظاهر إليها رجل بارد جامد غير قابل للتحدي... 

أسند ظهره على المقعد بهدوء بعدما أبعدها عنه قائلاً بنبرة صوت خاوية :

_ عيدي حديثك مرة أخرى و بشكل أوضح جوليا.. 

أومأت إليها بإبتسامة متسعة ثم أردفت بلهفة :

_ أقول لك إن بداخلي ثمرة عشقي إليك فاروق نطفة صغيرة منك تكبر كل دقيقة برحمي لتجعل بيننا رباط قوي، أنا حامل فاروق... 

ابتسم لها مشيرا لها بالجلوس ثم أخذ نفس عميق مخرجا إياه بهدوء مردفا :

_ و موانع الحمل المتفق عليها بيننا جوليا كيف حالها؟! 

ارتبكت بشدة من بروده و نظراته الغير سعيدة بالمرة، ابتلعت لعابها خائفة تعلم أنها أمام رجل لا يعرف معنى للعواطف و لن يرحمها إذا وضعت تحت يده، شبكت يديها ببعضهما مردفه بنبرة متهدجة :

_ بعد أول ليلة بيننا قلبي وقع بك فاروق لذلك منعت موانع الحمل تمنيت طفل يحمل ملامحك الوسيمة و رجولتك الطاغية، و الآن أمنيتي أصبحت حقيقة ملموسة بين يدي.. 

أومأ برأسه عدة مرات و كف يده يلعب بالقلم الموضوع أمامه كأنه يلعب بأعصابها، آخر شيء كان يتوقعه أن يكون لديه أطفال و من من؟! إمرأة تعرف عليها و أراد الاستمتاع معها قليلاً. 

ألقى القلم من يده و قام من على الأريكة يلف و يدور حولها بخطوات بطيئة ثم نزل إلى مستوى أذنيها هامسا بفحيح مريب :

_ قرارك دون العودة إليا يعتبر خيانة جوليا أو لأكون أكثر صدقا معك هذا خطأك بمفردك لا دخل لي به.. 

انتفض جسدها مرتعبة من فكرة تخليه عنها لتقول بتقطع :

_ ماذا تقصد فاروق؟! 

اعتدل بوقفته قائلاً بهيبة تخطف الأنفاس و تسقط القلوب قائلا بإبتسامة هادئة :

_ لو رجل غير فاروق المسيري لكان مصيرك تحمل خطأك بمفردك لكنك معي جوليا و أنا لدي شقيقات، اذهبي مع مجد الحارس الخاص بي إلى شقتي و عند إثبات إثبات هذا الطفل لي سيكون لنا حديث آخر... 

_____شيماء سعيد_______

بحي المغربلين شقة كارم... 

قامت السيدة والدة كارم بإعداد الطعام لزوجة إبنها، تتمنى من قلبها الهداية لها من أجل طفلها الذي مازال لا يعلم بالحياة شيء دقت على باب الغرفة عدة مرات بلا رد فتحت الباب بهدوء فكارم منذ ما حدث لم يعد للمنزل.. 

ابتسمت بحزن على رؤيتها تجلس على هاتفها و ضحكتها تملأ المكان، كأنها لم تتشاجر مع زوجها ليصل الأمر بينهما لمد اليد.... 

انتفضت نجوى من مكانها بغضب تغلق هاتفها ثم وضعت شرشف الفراش على جسدها صارخة بغضب :

_ ايه القرف ده؟؟ ايه دخلك أوضتي من غير إذن؟؟ مفيش حاجة اسمها خصوصية في البيت العرة ده؟! 

وضعت الأخرى صينية الطعام بهدوء بجانب الفراش و هي تجلس بجوار زوجة ابنها، ستتحدث معها لعل و عسى تستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه بتلك العلاقة، ضمت كف الأخرى إليها مردفة بقلة حيلة:

_ لا يا بنتي خصوصيتك على عيني من فوق، أنا خبطت عليكي كتير بس مردتيش فكرتك نايمة دخلت عشان تاكلي لقمة أنتي على لحم بطنك من خناقتك مع كارم... 

أبعدت يد السيدة بقوة بعيدا عنها قائلاً بغضب :

_ بقولك إيه يا ست أنتي بطلي كهن و شغل الحموات ده، مردتش لأني مش طايقة حد فيكم إذا كان أنتي و الا المحروس ابنك، خدي قرفك ده في إيدك و غوري من هنا... 

كتمت السيدة أم كارم دمعاتها التي تهدد بالهطول قائلة برجاء و خوف امرأة عجوز :

_ يا نجوى يا بنتي بلاش تخربي بيتك بايدك كارم مفيش أطيب من قلبه و بيحبك و اللي عمله من غيرته عليكي، ابعدي عن طريقك ده و ارجعي لحضن جوزك و ابنك خلي الشيطان اللي بيلعب بيكي ده يخرج منك، لو مش عاملة حساب لبيتك و لا خايفة عليه يبقى لازم تخافي من عقاب ربنا... 

هناك قاعدة شهيرة يستخدمها الكثير من عينة نجوى " خدوهم بالصوت أحسن يغلبوكم"، انتفضت من فوق الفراش بغضب منذ متى و تلك المرأة تتجرأ عليها بالحديث و كأنها تمسك عليه شيء؟! ضربت صينية الطعام بساقها و هي تأخذ الأخرى من حجابها مردفة بتهديد :

_ بقولك إيه يا ولية يا عقربة أنتي... مش نجوى اللي حد يرفع عينه فيها جتك داهية تاخدك و تاخد ابنك و ابن ابنك معاكي، أنا أعمل اللي على مزاجي و قريب أوي هرميكي برة البيت ده و ابنك وراكي غوري يلا على برة و وفري فقرك ده لنفسك... 

_ هي حصلت تمدي ايدك على أمي يا بنت الكلب؟!

كان هذا صوت كارم الذى دلف من بداية حديث والدته معها، غضبه أعمى عينيه ليأخذها من خصلاتها إلى خارج الغرفة و يده الأخرى تكيل لها الصفعات ليتحول وجهها إلى كتلة ملتهبة:

_ آه يا زبالة ده أنا جايبك من الشارع يا **** تمدي ايدك على أمي و لابسة قميص النوم دة لمين و أنا مش هنا يا ***** انطقي.. 






أبعد والدته عنه بقوة و هو يأخذ هاتفها من يدها و فتحه ليرى شات بمواقع غريبة بداخله الكثير من البنات و الشباب و الحوار الدائر بينهم أقل ما يقال عنه وقح... 

قذفها على الأرض مع ظهور عروق جسده هل ما يراه حقيقي؟! تلك الحقيرة قدرت على خيانته، نعم خيانة حتى لو عبر الهاتف و شات أصدقاء كما يلقبها البعض و لكن منذ متى هناك صداقة بين رجل و فتاة؟! 

ألقى الهاتف من يده و هو ينهال عليها بالضربات صارخا بكبرياء رجل :

_ خيانة.. أديكي اسمي و شرفي يا تربية الشوارع و يكون الخيانة هي كلمة شكراً، كنت مستني إيه من واحدة *****زيك.. 

سحبها من خصلاتها مرة أخرى و قدمه تضرب بطنها بغل بداخله وسواس يطلب منه قتلها و هو نفذ ذلك عندما أخذ السلاح الموضوع بملابسه مشيرا عليها به قائلاً :

_ أنتي طالق طالق طالق، اللي زيك لازم تموت مع أنه هيكون راحة ليكي.. 

_____شيماء سعيد_______

بمقر القناة الخاصة بفارس المهدي... 

جلست هاجر بهدوء.. الأحوال لا تعجبها بالمرة، مر عشر دقائق تنتظر منه أي حديث و هو يتابع عمله بالملفات الموضوعة أمامه، عقله شارد بتلك الكشماء التي يحاول ترويضها.. 

رفع رأسه أخيرا لهاجر و عينه تتفحصها بدقة قائلاً :

_ المكتب منور يا مرات خالي... 

جزت على أسنانها بغيظ من هذا اللقب المستفز الذي يطلقه عليها منذ زواجها من فوزي الخولي، كتم غيظها قائلة :

_ خلي عندك شوية ذوق يا نجم مصر مهو مش من حبك في خالك أوي، طلبت تشوفني بعد الحلقة ليه يا فارس باشا؟! 

قهقه عليها بمرح قائلا :

_ عايزك تدربي فريدة أنا واثق فيكي كاعلامية ناجحة شهرين بالكتير و تكون نجمة اتفقنا... أصلي ناوي أخليها مكانك في القناة و البرنامج كمان... 

ضربت على المكتب بغضب من تلك العائلة الحقيرة التي ألقت نفسها بداخلها، قامت من مكانها ترفض حديثه خسرت كل شيء و يستحيل أن تسمح لأحد يأخذ منها ما تبقى لها.. 

وقفت أمامه قائلة بقوة :

_ كفاية ظلم و قرف لحد كدة يا أبن المهدي، مش هسمح لأي حد مين ما كان ياخد شقى عمري مني سامع و الا لا، مشكلتك مع خالك أنت و فاروق أنا برة منها، شغلي خط أحمر فاهم و الا لا.. 

قام هو الآخر واقفا أمامها رأس برأس، رؤيته لها تتألم أحب ما على قلبه، تلك اللعنة التي أصابت عائلته هي جزء لا يتجزأ منها أشار لها بأحد أصابعه ساخرا :

_ اوعي عقلك يصورلك اني أهبل عثمان أخويا فين يا هاجر، حبك له هو اللي دمر حياته زي ما كان السبب في موت أمي قبل كدة... 

تعالت أنفاسها مع ذكره إلى حبيبها السابق، عثمان كان حلم دلفت منه إلى كابوس حياتها، أحمر وجهها من شدة مشاعرها و الانفعالات الدائرة بداخلها ثم أردفت من بين أسنانها :

_ ليه ليه مصمم تحملني كل حاجة حصلت؟! حبيت عثمان و أنا في سن المراهقة و لما عرفت أنه بيحب بنت عمه بعدت.. موت والدتك ده على ايد أخوها أنا برة اللعبة دي كلها، ابعد عني يا فارس عشان فاروق لو عرف إن البنت اللي كانت معاك في الليلة اياها اخته هيبقى آخر يوم في عمرك... 

جذبها من ذراعها بغل واضح مثل الشمس قائلاً بتهديد :

_ و أظن لو فوزي عرف إنك معاكي بنات منه و كمان عينك من الحارس بتاعه رقبتك هتبقى التمن، أخرجي برة فوراً... 

ألقت عليه نظرة ساخرة قبل أن تترك الغرفة و تخرج، جلس على مقعده يحاول أخذ أنفاسه المسلوبة منه، ثم حرر رباط عنقه و هو يضغط على شاشة هاتفه ليرى ما يحدث معها بداخل مكتبها... 

يبدو أن القادم سيكون بداية العاصفة التي لن يستطيع أحد الخروج منها سليم، لم يهدأ على رؤيته لملامحها بل زاد غضبه أضعاف على ضحكتها مع زميلها في الإعداد.. 

بمكتب فريدة.. 

قبل خمس دقائق دموعها كانت تزين خدها منذ حديثها مع فارس بالصباح، صفعته بعد شعورها بالنقصان و الإهانة، إلا أن رده كان أكثر استفزازا من أي شيء " أنتي فهمتي غلط أنا أقصد عقد جواز دماغك راحت فين على العموم أنا مسامح يا ستي" 

بروده و بساطة رده جحيم بداخلها لا يشعر به غيرها، كأنه يقولها صريحة أنتي الآن تحت قدمي أفعل بك ما أريد.. 

أزالت دموعها سريعاً مع دخول زميلها سامي من قسم الإعداد بمرح ليجلس على المقعد أمامها قائلا :

_ الله الله من أول يوم شغل القمر زعلان معقول مش عاجبك الشغل معانا و الا ايه.. 

ابتسمت إليه بمجاملة مردفة :

_ لا الشغل هنا جميل بس شوية إرهاق مش أكتر... 

أومأ لها بابتسامة معجبة فهذه الفتاة علم من أعلام الجمال، سحر لعدة ثواني بملامحها الرقيقة قائلاً :

_ بصراحة اليوم بايخ أوي هنا لحد ما جيتي مع أنه أول يوم شغل ليكي بس المكان بقى فيه روح.. اعتبري إننا أصحاب و قوليلي العيون الحلوة دي كانت بتبكي ليه... 

لم يعجبها طريقته بالحديث فهذا الغزل الواضح تكرهه بشدة، اختفت إبتسامتها و حل مكانها الضيق قائلة :

_ مش بحب الطريقة دي في التعامل يا أستاذ سامي، و إحنا مش أصحاب إحنا زمايل شغل مش أكتر... 

حاول تخفيف حدة الموقف من طريقتها لا يريد أن يخسرها بل يريد أن يأخدها إليه خطوة خطوة، أعجب بشدة بأخلاقها خصوصاً بمجال مثل مجالهم هذا، أردف باعتذار :

_ فعلاً معاكي حق أنا آسف بس قولت أخفف عنك أصلي عارف فارس باشا و غروره فاكر نفسه شارو خان.. 

كلمة بسيطة جعلتها تضحك و ترتاح فهي تتمنى أن تمسح بذلك المغرور تراب الأرض، ثم ثواني أخذت نفسها قائلة بهدوء :

_ أنا بقيت كويسة و شكراً ليك يا سامي.. 

_ احنا دايماً في خدمة القمر.. 

جاءت لتوبخه على كلماته... أتت إليهم العاصفة، انتفضت من مكانها على أثر صوته الحاد :

_ و الله و عايز تقول ايه كمان يا أستاذ سامي اتفضل غور على شغلك قبل ما تاخد نهاية الخدمة... 

تمنت أن لا يتركها الآخر معه بمفردها إلا أن خاب أملها مع رحيله السريع، عادت بمقعدها للخلف تحاول الهروب منه إلا أنه جذب المقعد و حصرها بداخله، ابتلعت لعابها من نظراته الغير مفهومة... 

أما هو يغلي من الداخل دون أن يعرف السبب، فقط عقله يرفض ضحكتها مع غيره هي ملكه و حقه بمفرده، بدأت أنفاسه الساخنة تسلم على بشرتها بمحبة قبل أن يقول بابتسامة مستفزة :






_ هنا مكان شغل يا مدام احترمي نفسك بدل ما أبوسك أدامهم كلهم... 

اتسعت عينيها من وقاحته صارخة بغضب :

_ آنسة يا حيوان... 

قرص أنفها.. يتلذذ بمجرد الحديث معها حتى لو حديث مستفز مثل هذا، أخذ نفس عميق و هو مغلق عينيه يدلف مع أنفاسها رائحة الياسمين خاصتها هامسا :

_ اثبتي لو تقدري، القلم الصبح له حساب هاخده قريب، قومي معايا مفيش شغل في المكتب ده تاني تعالي اتدربي في مكتبي... 

_______شيماء سعيد______

عاد فاروق لمنزله بإرهاق يبحث عن قطعة الشوكولاتة خاصته يتسلى قليلاً و ينسى ما حدث بيومه، كاد أن يصعد إليها إلا أنه وقف على أعتاب مكتبه مع سماع صوت أحدهم بالداخل. 

فتح الباب و دلف ليرى أزهار تجلس على مقعده و بيدها أحد الكتب، تعجب هل هي لها في قراءة التاريخ؟! ما تعجب إليه أكثر انتفاض جسدها على أثر دخوله و كأنها تفعل كارثة.. 

تسرب إليه بعض الشك إلا أنه رسم على وجهه ابتسامة قائلاً :

_ ايه الجبروت ده ليك عين بعد ليلة امبارح تقعدي تقرى... اوعي تكوني مثقفة يا شوكولاته؟! 

سندت ظهرها على المقعد بغرور مثلما يفعل ثم وضعت ساق على الآخر واضعة إحدى السجائر الفاخرة لديه مردفة بنفس نبرة صوته الخشنة :

_ أنا فاروق المسيري مفيش ست تقدر عليا... 

أزالت السيجارة مكملة حديثها بنبرتها التي تحمل بها الكثير من السخرية :

_ أهو أنا بقى الست اللي علمت عليك يا أبن المسيري... 

أغلق باب المكتب و اتجه إليها بخطوات بطيئة، لذيذة تلك الفتاة و متعة التحدي و الانتصار معها لها معنى خاص، مع رؤيتها يتسرب إليه مشاعر مختلفة أهمها الأشواق، عيناه دائماً على أقل تفصيلة تصدر منها.. 

أخذها من كفها ببساطة بين أحضانه هذا الحضن حلال و مصرح به، يغمرها و جسده يضغط على جسدها لو بيده لقام تعمير جسده بها لينعم بالدفىء.. 

لماذا هي الأخرى شعرت باللذة بين يديه لماذا لا تريد تركه وجودها معه و خصوصاً بتلك اللحظة نعيم لا تريد الخروج منه... 

أقترب من عنقها يدفن رأسه به هامسا :

_ مبسوطة و أنتي معلمة عليا بس خدي بالك الشاطر اللي يكسب في الآخر يا شوكولاته، إنتي مختلفة في كل حاجة حتى في قربك و نهايتك لازم تكون مختلفة، اوعي تخسري مكانتك في قلبي يا أزهار... 

ابتعدت عنه قليلاً متوترة من نبرته لا تعلم ماذا يقصد أو إلى أين يريد الوصول بها؟! ألقت ما بيدها على الأرض قائلة بنبرة بها رقة الأنثى و هذا جديد عليها :

_ إحنا مش في حرب يا فاروق عشان يبقى فيه خسران، أقولك على حاجة أنا بدأت أتقبل وجودي في حياتك مش بس كدة أنا قربك بقى بيحسسني بالأمان و دي حاجة غريبة عليا خصوصاً بعد موت أبويا... 

ابتسم لها بعيون معسولة مردفا بحنين :

_ أديني قلبك من غير خوف.. 

_ قلبي بقى في ايدك بس خاف عليه... 




تعليقات



<>