رواية بداية الرياح نسمة (حي المغربلين)
الفصل الخامس عشر15
بقلم شيماء سعيد
على كورنيش النيل الهاديء كانت تقف فتون بجوار عابد و تحمل بين يديها كوب من حمص الشام اللذيذ، مكان مخصص للعشاق به الكثير و الكثير من قصص الحب منها من استمرت و منها من إنتهت هنا بنفس المكان كما بدأت..
شعورها بالسعادة و الإستمتاع بقربه ينقصه الأمان ليس منه و لكن من نفسها، تعلم أن علاقتها به على حافة الهاوية بلحظة واحدة ستكون رماد يحترق أمامها...
أخذ القليل من كوبه مقربا لها بين شفت٣يها يحثها على الطعام من يده، فتحت فمها إليه تستقبل دلاله لها بمتعة العشق..
ابتلعت ما بفمها قائلة بتوتر :
_ بلاش تعمل كدة تاني الناس بتبص علينا...
أخذ القليل من كوبه ثم وضعه بداخل فمها عنوة و هو يردف بلا مبالاة :
_ مفيش حد له عندنا حاجة حبيبتي و بتاكل من أيدي سيبك من الناس و خلينا مع بعض أحسن...
اتسعت إبتسامتها على كلمة حبيبتي الرائعة من بين شفتيه الرجولية ثم عادت خطوة للخلف متصنعة الحدة قائلة :
_ لا طبعاً احنا لازم نحترم وجود اللي حولينا و بعدين يا سيدي لما نبقى نتجوز هاكل كل حاجة من ايدك زي ما أنت هتاكل كل حاجة برضو من أيدي...
اقتنع بحديثها فخور بها و باختياره لفتاة مثلها، يشكر القدر الذي يجعله يحبها هي فقط لا غيرها، ستكون خير الزوجة و الحبيبة و الأكثر من هذا و ذاك ستكون خير الأم.
ابتعد عنها هو الآخر خطوة للخلف ليجعل المسافة بينهما مسموح بها، لو بيده لكان أخذ منها أول قبلة يتمنى أن ينالها من حبيبة أحلامه..
أخذ المعلقة من موضع طعامها يأكل هو منها متذوق نعيم بالفعل يرسمه بخياله لطالما رآها أو وصل إليه صوتها الناعم، أغلق عينيه لدقيقة مستمتعا ثم أردف:
_ جنة..أنتي جنة نفسي أقرب منها، تعرفي يا فريدة بحب شخصيتك و هدوءك بسيطة في كل حاجة مش زي أختك بحسها بتاعت مشاكل حتى جليلة مش شبهك أنتي فعلاً إسم على مسمى فريدة من نوعك..
لماذا دائماً يضغط على تلك النقطة لديها بكل بساطة؟! أهو أحب شخصيتها التي أخذت إسم شقيقتها للهروب منها؟! تصنعت الإبتسامة قائلة بهدوء تحاول تغيير الموضوع :
_ تعرف إني عرضت العمل بتاعي على دار نشر كبيرة و قبلته فعلاً..
ظهرت معالم السعادة على وجهه مردفا بحماس :
_ بجد يا فريدة ده أحلى خبر في الدنيا أنتي تستحقي النجاح و يلا يا ستي مش خسارة فيكي أول نسخة هشتريها عشان يبقى معايا من ريحتك...
أومأت إليه قائلة هي الأخرى بحماس :
_ بجد يا عابد أنت مبسوط طيب اشتري خمسين نسخة و الا حاجة.. واحدة ايه بس بلاش بخل..
حدق بها لحظات مذهول من ردها ثم انفجر بالضحك، دارت بعينيها بالمكان بخجل تحول إلى غضب من نظرات الفتيات إليه و إلى وسامته..
ضربته على صدره حاول كتم ضحكاته إلا أنه لم يستطع السيطرة عليها واضعا يده على بطنه، جزت على أسنانها بغيظ قائلة :
_ أسكت بقى بلاش فضايح أقفل بوقك و الا فرحان بنظرات البنات ليك يا محترم؟!
توقف عن الضحك لأول مرة يشعر بغيرتها الواضح عليها، أبتسم إليها بهيام مردفا :
_ إيه ده أنتي غيرانة يا روح قلبي؟!
حمقاء و تستحق القتل ماذا فعلت بنفسها ها هي تقف أمامه بخجل شديد لا تعرف كيف تتصرف بعدما كشف غيرتها عليه، حمحمت قائلة بتقطع :
_ ط طبعاً مهو أنا معايا سيد الرجالة و لازم أغير عليه أكتر من روحي...
_ لا بقولك ايه عايزني أكون محترم لحد الجواز بلاش كلامك ده أنا لحم و دم برضو أقولك يلا بينا نروح من هنا...
_______شيماء سعيد______
دلفت إلى مكتبها بالقناة اليوم أول يوم عمل لها لا تعلم ما دورها إلى الآن إلا أنها ترفض الذهاب إليه، جلست على مكتبها الخاص وسط زملائها صامتة فقط تشاهد ما يحدث أمامها..
حياتها تنتهي أمامها و هي عاجزة عن توقف الزمن أو حتى العودة به للخلف، تشعر و كأن الجميع يعرف ما حدث معها نظراته تشكل لها حالة من الرهبة..
رغم أنهم صامتين إلا أن عينيها ترى العكس جسدها أصبح مثل لوح الثلج... فريدة أصبحت عارية بشهر ديسمبر، أنفاسها مسلوبة قلبها يطلب منها الرحيل و عقلها يأمرها بالاستمرار فهي دلفت إلى طريق مغلق بكامل إرادتها...
صوت السكرتير الخاص بفارس أتى إليها بإحترام قائلا :
_ آنسة فريدة فارس باشا طالب حضرتك في مكتبه...
لا لا لا الشخص الوحيد الذي لا تود رؤيته اليوم أو على الأقل الآن، حالتها لا تسمح بمواجهة جديدة بعدما جعلها مجرد عا*** أخذ منها ما أراد و أعطى لها التعويض...
ابتلعت لعابها ثم أومأت له برأسها، ذهبت خلفه إلى مكتب عدوها اللدود و بداخلها نيران تحثها على قتله و الثأر لنفسها منه لعلها ترتاح قليلاً..
دقت الباب عدة مرات حتى أذن لها بالدخول فتحت الباب و دلفت لتجده يجلس على الأريكة الموضوعة بجوار المكتب و بجواره ستار بذلته، أكمام القميص مرفوعة إلى منتصف ذراعيه و مقدمة صدره بشعره الأسود ظاهر من القميص المفتوح إلى المنتصف..
توترت من مظهره هذا و منعت قدميها من التقدم إلى الأمام خطوة واحدة، ابتسم لها بحبور مشيرا إليها بالجلوس قائلا :
_ أقعدي يا فريدة..
حركت رأسها رافضة ليضع ساق على الآخر محركا كتفه بلا مبالاة مردفا بهدوء :
_ إنتي حرة، النهاردة طبعاً أول يوم ليكي في الشغل معانا حابة تسألي عن إيه؟!
حاولت التحلي بالقوة و عدم إظهار نفورها منه رغم توتر يديها و ارتجاف جسدها الواضح قائلة :
_ حابة أعرف أنا دوري إيه هنا طبيعة الشغل عشان مش فاهمة حاجة...
ابتسم بخبث قائلا :
_ برضو مش عايزة تقعدي؟!
أجابته بصوت مبحوح و ملامح جامدة :
_ لا أنا مرتاحة كدة شكراً لحضرتك يا فندم..
أومأ إليها قائلا:
_ طيب استني خمس دقايق عندي شغل مهم أخلصه و أكون معاكي على طول...
ساعة و نص مروا عليها و هي تكاد تصرخ من شدة الألم ساقيها و كرامتها تأبى الخضوع و الجلوس، بين الحين و الآخر يخطف نظرة لها باستمتاع لأقصى درجة يكفي أنها أمامه عينيه تضمها قبل روحه الهائمة بقربها...
أغلق الملف ثم وضع القلم بجواره مردفا بجدية :
_ أقعدي يا فريدة أنا محتاج أفهمك شغلك مش معقول هنتكلم و أنتي واقفة..
جلست على أول مقعد بجوارها ليقول ببعض الحدة و نفاذ الصبر :
_ يا بنتي هو أنا شبح تعالي أقعدي على الكنبة جانبي من غير نقاش اخلصي...
أصر عليها مع رؤية الرفض على معالم وجهها لتأخذ نفس عميق و تجلس على آخر الأريكة مردفة بوجه أحمر من شدة الغضب :
_ يا ريت ندخل في الموضوع و نخلص بقى يا فندم...
غمز لها بمكر مردفا :
_ ده أنتي عيون الأفندم، احممم نبدأ كلام في الشغل في البداية هتكوني موجودة تحت التدريب مع هاجر علوان أظن دي أكبر إعلامية في مصر بعد كدة هيبقى ليكي برنامج بس لما تاخدي خبرة الأول...
سألته بهدوء :
_ طيب و العقد بتاعي؟!
_ مفيش عقد طول فترة التدريب بس فيه مرتب و لما تبقى ثابتة هنا هيكون في عقدين واحد في الشغل و التاني في البيت...
عقلها لم يتحمل تلك الإهانة و قامت بكل قوتها تنزل بكفها الصغير على وجهه...
_______شيماء سعيد______
بمنزل فارس المهدي...
دلفت فرحة إلى المطبخ على صوت صفية المرتفع، وجدت الخادمات في حالة من الرعب أمام تلك اللعينة التي تأكلهم بحديثها و تصرفاتها، أخذت نفس عميق تحاول تمالك أعصابها و هي تسمعها تصرخ غاضبة :
_ جرى ايه يا حيوانة منك ليها هو أنا لازم أطلب الحاجة سنة عشان تتعمل و الا إيه... فين القهوة بتاعتي....
أجابتها الخادمة بتقطع :
_ كنا بنحضر الأكل للست فرحة يا ست صفية..
هدرت بها الأخرى و الغل يأكلها :
_ فرحة ايه و زفت ايه على دماغك و دماغها أنا هنا الأول و لازم تنفذي الأوامر بتاعتي قبل أي حد قبل فارس بيه نفسه...
_ و من امتا الضيوف بيتعمل ليهم حساب أكبر من حساب صحاب البيت يا صفية؟!
نظرت صفية خلفها لترى فرحة تقف أمامها و يديها أمام صدرها، كان يوم اسود عندما اختفى عثمان لتبقى تلك الحمقاء زوجة فارس، رسمت على وجهها إبتسامة سخيفة قبل أن تردف :
_ و مين بقى صاحب البيت يا ست فرحة اللي أعرفه إنك مجرد ضيفة و كمان تقيلة لولا عملة عثمان اللي وقع فيها فارس كان حلك عمرك ما شوفتي البيت ده...
جرحها تحاول بيدها كتم دماء قلبها قبل أن يراها أحد، بكل أسف لم تأخذ شىء من الحب إلا الوجع.. يا ليت بيدها لكانت أزالت هذا العشق من قلبها بلا عودة.. رأسها ابتعدت عن صفية و عادت إلى قبل حفل زفافها بيوم واحد...
فلاش باااااك...
وقف عثمان أمام والدته برجاء قائلا :
_ يا اما الله يرضى عنك خمس دقايق أشوفها فيهم بس وحشتني أوي...
أردفت والدته بصرامة و هي تحرك رأسها نافية :
_ و أنا قولت لا يعني لا يا عثمان ابقى شوفها بكرا و هتكون معاك العمر كله ده اللي عندي غير كدة هروح أقول لأبوك الحاج...
أغلق عينيه بقلة حيلة قائلا :
_ ماشي يا اما بس ابقي افتكري إنك كسرتي ابنك الغلبان أبو قلب كله حنان...
ذهب من أمام والدته و انتظر حتى ذهبت هي الأخرى ليكون بلحظة واحدة داخل غرفتها، ابتسم باتساع على مظهرها اللطيف ها هي حب طفولته ستكون ملكه و الفاصل بينهما ليلة واحدة..
انتفضت من مكانها على رؤيته قائلة بفزع :
_ ايه ده عثمان أنت بتعمل ايه هنا كدة فال وحش أوي أخرج برة بسرعة...
تجاهل حديثها مقتربا منها أكثر و أكثر و هي تعود إلى الخلف من شدة توترها، هذا المرة المليون التي يدلف بها إلى غرفتها و يتم كشفه من قبل العائلة.
أشارت إليه قائلة :
_ عيب كدة يا عثمان مش كل مرة عمتي و أمي يدخلوا ياخدوك من هنا شكلنا بقى زى الزفت، أخرج بكرامتك أحسن...
شهقت مع جذبه إلى جسدها يضمها بين جسده بحنين، لا يصدق أن الآن و بعد طول انتظار حبيبته معه ، أخرج تنهيدة حارة قائلا :
_ أخرج ايه بس أنتي هتنامي في حضني الليلة خلاص أنا مش قادر أتحمل أكتر من كدة، مش كفاية العشر سنين اللي راحوا من عمرنا في البعد يا حبيبتي...
أبعدته عنها و عينيها تنزف الدموع ذكرها بأسوأ أيام حياتها على الإطلاق، وضعت كفها على صدره قائلة بجدية :
_ بلاش تجيب سيرة الأيام دي يا عثمان مش عايزة نخسر بعض تاني..
_ عثمان..
من شدة صدمته مع سماع صوت أبيه خلفه أشار لها لتقول له برعب :
_ يا نهارنا اسود ايوة عمي يا عثمان...
لم يتمالك نفسه و سقط على الأرض مغشيا عليه...
انتهى الفلاش باااااك...
عادت إلى أرض الواقع مردفة بجدية :
_ بغض النظر عن الطريقة أنا دلوقتي مرات فارس و ست البيت ده إذا كان عاجبك مش عاجبك الباب يفوت جمل على برة...
صرخت بها صفية:
_ ماشي يا بت الأصول ليكي جوز لما ييجي يبقى يعرفك أنا إيه بالنسبة له...
ذهبت من أمامها لتقول فرحة جملة واحدة بقلب مكسور :.
_ أنت فين يا عثمان الله لا يسامحك...
______شيماء سعيد_______
بالشركة الخاصة بفاروق المسيري..
جسده يطلب النجدة من ما حدث إليه، يتمدد بطول الأريكة مغلقا عينيه، أهذا ما وصل إليه فاروق المسيري نهايته تكون هكذا؟! قوته أمام الجميع مازالت محفوظة و أمامها هي تحول إلى طفل في سن المراهقة...
ضغط على أسنانه بغل قائلاً و وهو يتذكر ما فعلته به الشوكولا خاصته :
_ ماشي يا شوكولاته لما نشوف مين فينا اللي هيضحك في الآخر مش هسيبك إنتي بقيتي لعبتي أنا و بس..
فلاش بااااااااك...
_ سيبي نفسك تحس بالحب و إنك ست حلوة أوي يا شوكولاته على إيد فاروق المسيري، كله بالحلال يا روح قلبي غمضي عينيك و حسي بالمكسرات لما تغرق في الشوكولاته...
من الأنثى التي تستطيع السيطرة على مشاعرها و جسدها بين أحضان فاروق المسيري؟!... الإجابة واضحة مثل الشمس أزهار لن تنهار حصونها بتلك البساطة..
لم تجد طريقة تنقذ بها نفسها إلا بالضرب تحت الحزام، فعلتها بالفعل و قامت بعدها من على الفراش هاربة انتفض من مكانه مثل الثور الهائج كادت أن تنهي مستقبله بلحظة واحدة...
قهقهت بمرح قائلة :
_ تستاهل يا واكل مال الولايا إلعب بعيد يا شاطر نجوم السما أقرب لك من إنك تلمس شعرة واحدة مني...
تقوده إلى الجنون و تفقده سيطرته على ردود أفعاله، أخذ يقترب منها مثل الفهد الذي ينقض على فريسته، بدأت تشعر بالقلق و الخوف ينهش قلبها عينيه الحمراء تقول لها جملة واحدة " ليلتك سودة"..
رفعت اصبعها بتحذير مردفة :
_ أوعي تقرب مني يا أستاذ أنا مش عايزة أمد ايدي عليك أنت برضو راجل و ليك قيمة...
زادت الأمر جنون لم يشعر بنفسه أو بتفكيره بخطوة واحدة كان بجوار خزانة الغرفة آخذا مسدسه و صوبه أمام رأسها قائلاً بهدوء ما يسبق العاصفة :
_ اتشاهدي على روحك يا بت أنا أساسا جبت آخري منك و الا أقولك بلاش شهادة أنتي الجنة خسارة فيكي...
تحولت من وحش كاسر إلى حمل وديع رمشت بعينيها عدة مرات ثم رفعت رأسها باستسلام تقول الشهادة بصوت منخفض و رأسها تهتز بطريقة هستيرية...
هدأ غضبه محاولا إخفاء ضحكته التي تهدد بالظهور، قائلاً بغضب :
_ انطقي يا بت بتقولي إيه مش سامع؟!.
أردفت بنبرة سريعة و هي مازالت تغلق عينيها :
_ مش بقول حاجة يا سيد الناس ده أنت تاج فوق راسي، اهدى بس و كل اللي أنت عايزه هعمله و أنا حاطة جزمة في بوقي...
فرصة خيالية أتت إليه على طبق من ذهب، اتسعت ابتسامته الخبيثة مشيراً بسلاحه مردفا بأمر وقح :
_ اقلعي...
لحظة و الثانية تحاول فقط استيعاب ما قاله هذا الوقح هل ما وصل إلى مسامعها حقيقي، لن تستطيع تحمل دور البريئة أكثر من ذلك و جاءت برأسها فكرة أكثر خبثا منه...
بكل خفة و رشاقة صعدت فوق الفراش لتقف بآخره قائلة بدلال غريب عليها :
_ طيب ما تقرب أنت تعمل كدة بنفسك....
رغم رؤية الغدر بداخل عينيها و عدم تصديقه لها إلا أنه قرر خوض التجربة معها للنهاية قائلا و هو يلقي سلاحه على الأرض :
_ عندك حق يا روحي بس خدي بالك أنتي كدة دخلتي في طريق بلا رجعة.......
بحركة ربما تكون همجية هبط بثقل جسده على الفراش بنفس اللحظة التي نزلت هي بها على الأرض ليسقط الفراش به أرضا...
_ تعيش و تاخد غيرها يا واكل مال الولايا يلا عن إذنك أنا رايحة أنام في أوضة تانية يا سيد الرجالة... دخلة مباركة إن شاء الله قال شوكلاته بالمكسرات قال...
انتهى الفلاش باك...
حاول الاعتدال بجلسته مع سماع صوت باب المكتب إلا أن ظهره أعطى إليه صوت شبيه بالكسر تحامل على نفسه ثم أردف بنبرة جامدة :
_ أدخل....
دلفت السكرتيرة قائلة بهدوء:
_ في واحدة ست برة أجنبية اسمها جوليا طالبة تشوف حضرتك...
أشار لها كي تدخلها و بعد أقل من دقيقة دلفت جوليا بجمالها المعتاد، ابتسمت إليه باشتياق و لهفة مقتربة منه تضمه إلى قلبها الذي يعيش على ذكريات ثلاثون يوم معه بالنعيم قائلة بسعادة :
_ اشتقت إليك كثيرا فاروق أتيت إليك بأجمل خبر بالعالم داخل أحشائي ثمرة عشقي لك و ستكون بين يدينا بعد أشهر قليلة...
