رواية فارس ظلمتي الفصل السادس عشر16بقلم اسماء الطبلاوي
(وقف الجميع مصدومين بينما التفت شادي وفارس ينظرون لسكر بامل ان تكون هي وقد استفاقت حتى يقول شادي..
شادي: اوعوا كده سيبوني.. دى سكر بتبصوا على ايه. ده صوتها انا عارفوا كويس..
( انتزع شادي ما كان معلقا به من اسلاك وقام على قدميه فلم تحمله من الالم فوقع ارضا يزحف على بطنه حتى فراش سكر بمساعدة فارس ليستند على الفراش رافعا نفسه قليلا يتالم ممسكا بيديها يقبلها ويبكي قائلا..
شادي: سكر يا حبيبتي انتى فوقتي انا عارف ان ده كان صوتك ردي عليا بقى طمنيني...
سكر بتعب: قوم يا حبيبي من الارض انت تعبان ما تخفش عليا
فارس بفرحه: طبعا كويسه مش سكر حمد الله على السلامه يا مسيبه مفاصلي..
شادي: كده يا سكر عايزه تسيبيني لوحدي هو ده وعدك ليا برده..
شريفه: الحمد لله يا ابني ان ربنا قومكم لينا بالسلامه... ربنا يهنيكم يا رب ويتم شفاكم على خير..
فارس: ولاااااه... احنا هنسيبكم شويه.. بس بلاش قله ادب ها احسن انا اللي هدخلك غيبوبه المره دي..
(خرج فارس و بصحبته شريفه والدكتور وطاقم الممرضين تاركين سكر وشادي معا فنظر شادي لسكر بارهاق وحب غامر ليتحدث قائلا
شادي: وحشتيني اوووي يا سكر كل ما افتكر انك كان ممكن تضيعي مني بموت من الخوف
سكر: بعيد الشر عنك بلاش الكلام ده بقى... انا كنت حاسه انى في دنيا تانيه خالص.. اول ما سمعت صوتك بتعيط وبتنده عليا وبعدين صوت فارس وماما حسيت ان كاني بتسحب من مكان وبدخل مكان ثاني خالص لحد ما بفتح عيني شفتهم ملمومين حواليك وانت عمال تزعق وقتها بس عرفت ان لسه عايشه ومعاك..
شادى: بعيد الشر عن قلبك يا قلب شادي.. بس انتى عليكى حاجات يا سكر... يعني ما حبكش تقوليلى بحبك الا و احنا خلاص ما بين الحياه والموت والعربيه بتتقلب... ما انا كنت قدامك على طول ناقص ابوس ايدك ورجلك عشان تقوليها..
سكر بتمثيل: بصراحه مش فاكره اني قلت حاجه من دي تلاقيها كانت تخاريف موت او حاجه
شادي: والنبي... تخاريف برده... هقول ايه ما انتى ما بتعرفيش تقولي كلمتين جد على بعض....
طب انا عندي مشكله دلوقتي....أنا تعبت من القاعده دي ومش عارف اقوم الحل ايه... يا فارس... يا فارس... شوفلي ونش يقومني..
(( وفي غرفه شمس في صباح اليوم التالي كان فارس يقف بجوار الطبيب بتوتر فها هو اليوم الذي سينزع فيه الشاش عن عيني شمس فكانت تجلس ترتجف بقلق ليبدا الطبيب بنزع الشاش عن اعينها بهدوء شديد حتى انتهى فامرها بفتح اعينها ببطء شديد ثم تحدث اليها بهدوء قائلا..
الطبيب: انا عايزك دلوقتي تفتحي عينيك ببطء شديد جدا وتقولي لي شايفه ايه فتحت شمس عيناها الخضراء الجميله بمنتهى البطء تتلفت حولها بوجه مبهم لتغلق عيناها وتفتحها مره اخرى تنظر امامها وتقول....
شمس: مش شايفه حاجه يا دكتور غير الضلمه مش شايفه حاجه خالص..
الدكتور: طيب بالراحه حاولي ثاني من غير انفعال اقفلي عينيك وافتحيها وركزي كويس بالراحه
شمس: برده مش شايفه حاجه نفس الشيء يا دكتور...
(نظر فارس لها بصدمه مغمضا عيناه واضعا يده فوق وجهه يتنفس بضيق ليقترب منه الطبيب قائلا...
الطبيب: واضح العصب ما استجبش للعمليه حاليا وخد بالك بقول حاليا.. بص احنا في الحالات دي بندي للمريض مهله اسبوعين يحاول يتاقلم مع الوضع الجديد غالبا بيحصل انه بيرجع يشوف في اي وقت خلال الاسبوعين ولو ده ما حصلش بيكون للاسف العصب ما استجبش.. وبالتالي بتكون العمليه فشلت... ان شاء الله خير ربنا يطمنك عليها . .
شمس: فارس ممكن تيجي لو سمحت عاوزاك..
فارس: نعم يا قلبي حمد لله على سلامتك مش حاسه بحاجه تعبانه يعني..
شمس بالعكس: انا الحمد لله كويسه اوي... مش عايزاك تزعل يا حبيبي كله بامر ربنا..
فارس: انا مش زعلان ابدا يا قلبي بالعكس.. ده الدكتور طمني وقالي اننا ما نستعجلش.. وانك ممكن ترجعي تشوفي في خلال اسبوعين خلي عندك امل في ربنا
شمس: اهم حاجه اني جنبك موضوع الشفا ده خليه على الله
فارس: طيب بصي انا عايزك تهدي اعصابك خالص وما تتعبيش نفسك وخليكي واثقه ان رحمه ربنا في كل شيء..
شمس: انا عايزه اطمن عليك انت حاسه انك مرهق وتعبان وده مش مريحني... انا عايزه اروح علشانك... عشان ترتاح شويه زمانك تعبت اوي.
فارس: مفيش خروج من هنا يا هانم غير لما الدكتور يقول انا هروح دلوقتي اساله ينفع تخرجي امتى وارجعلك على طول..
شمس: وانا مستنياك..
(بعد انصراف فارس رفعت شمس يداها للسماء قائله..
شمس: الحمد لله يا رب انك رزقتني براجل حنين زي ده يحبني ويخاف علي ربنا يخليك لي يا فارس يا رب وما يحرمنيش منك ابدا..
(خرج فارس و بصحبته شمس متجهين للمنزل بعدما امر الطبيب بذلك مع مراعاه العنايه الفائقه لشمس بينما ظلت شريفه مع شادي وسكر لبعض الوقت وحينما وصلوا كان فارس ممسكا بيد شمس متجها بها للداخل فتفاجاوا بوجود عائله مهران تجلس براحه يتحدثون في بهو المنزل الكبير وحينما وقع نظر رضوان على فارس وشمس حتى وقع الكاس الذي كان في يده متحطما فوق الارضيه الرخام ليقول بصدمه..
رضوان: فارس.. شمس.. انتوا هنا ازاي... هو انتواا...
فارس: اه اه فهمك قصدك يعني عايشين ايوه الحمد لله احنا بس كنا بنغير جو..
شمس: طلعني اوضتى يا فارس مش عايزه افضل هنا حاسه بقرف
فارس: يلا يا حبيبتي. على كل حال الجو هنا فعلا يخنق لازم نبقى نرش ونطهر...
(صعد فارس ومعه شمس الى غرفتهم تحت انظار رضوان وعائلته الحاقده التي الجمتهم المفاجاه من كون فارس وشمس ما زالوا احياء فظلوا ينظرون لبعضهم البعض بصدمه فقالت ناديه..
ناديه: هما دول اللي ماتوا وارتاحنا منهم... بتضحك عليا يا رضوان
رضوان: بطلي هبل يا ناديه سيبيني اعرف افكر هعمل ايه في الكارثه دي..... الواد ده ايه مخاوي متحصن ده بسبعه ارواح كل ما انصبله خيه يفلت منها ويرجع تاني يقعد على قلبي ويحرق في اعصابي... انا مش عارف اعمل معاه ايه بالظبط انا هتجنن..
رنا: ما ليش دعوه لازم تتصرف انا مش هتحمل وجودهم مع بعض قدامي...
ناديه: هو ده بس اللي همك يا اختي... ايه نسيتى انه قال لو شافنا هنا ثاني هيزفنا على حمار بالمقلوب امشي قدامي... انجري قدامي بسرعه نلم حاجاتنا انا مش عايزه من خلقتكم حاجه كفايه لحد كده اما تلاقي حل يا رضوان ابقى كلمنا...
(وصل فارس وشمس لغرفتهم فوجدوا حسنيه بالداخل تنظف الغرفه وعند رؤيتها لهم ركضت بفرح لشمس قائله...
حسنيه: حمد الله على السلامه يا حبيبتي وحشتيني اوي يا شمس كده تغيبي عني كل ده..
شمس: غصب عني والله يا دادا اديني جيتلك اهو يا حبيبتي..
فارس: شمس لازمها راحه يا دادا علشان ربنا يكرمنا ودي بقى مسؤوليتك..
حسنيه: في عيني يا ابني دي الغاليه و بنت الغالي.. بس انا كنت عايزه حضرتك في كلمتين بره..
فارس: من غير حضرتك يا دادا هنيم شمس واجيلك على طول..
( مره ثلاثه ايام على عوده شمس للمنزل بعد العمليه والوضع كما هو عليه بدا شادي وسكر في التحسن بينما كان فارس يستعد لاكبر مواجهه سيخوضها حينما هبط هو وشمس لبهوى الفيلا ممسكا يدها مناديا..
فارس: يا رضوان بيه معلش والنبي هاتلنا المدام معاك كده وشرفونا شويه بعد اذنك... علشان خلاص وقت حسابك جه..
رضوانحساب ايه وزفت ايه يا فارس هو انت ما بتهمتش ابدا هديت حالي..
نعمات: في ايه يا فارس ما كفايه حرق اعصاب بقى...
فارس: هو انتموا شفتوا لسه حاجه... انا خلاص قررت اني انظف الدنيا منكم... يعني مثلا يا رضوان بيه قتلك لابويا مصطفى رشوان... اللي انت لسه ما تحاسبتش عليه لحد دلوقتي واجب ان انت تتحاسب عليه شوف انا ما بنساش حاجه..
رضوان: بصدمه.. نعم انت بتقول ايه... هو انت تبقى ابن مصطفى.... هي العيله دي عايزه مني ايه... انتوا بتطلعولي منين...
فارس: موتك... عايزين موتك سميت ابويا ودبرت الحادثه لعمي عز ابو شمس ده غير انك استغليت عماها وكنت بتسرق فلوسها وشاركاتها.. لا ويا ريت على كده وبس كمان تطلع بتديها دواء للحيوانات بدل دواها علشان تفضل عاميه وبعد كده تحصل ابوها مش كده يا رضوان...
رضوان برعب: ده كذب ما حصلش وانا هعمل كده ليه دي بنت اخويا اللي ما ليش غيرها ومصطفى ده كان صاحب عمري وعز اخويا هو انت عايز تلبسني اي حاجه وخلاص انت بتكرهني ليه..
فارس: لا مش كدب ولا حاجه وما تقولش على ابويا صاحبك عشان متوسخش سيرته... وانا اكتشفت ده بنفسي بعد ما رحت فتشت المستودع اللي بترموا فيه البلاستيك لقيت كل عبوات الدواء عليها لزقه مستعاره وهو اصلا دواء بهايم وكنت بتديهولها من زمان.... واما انا ظهرت في حياتها زي البعبع بالنسبه لحضرتك طبعا كنت عايز تخلص مني رحت اعتمدت على واحد خاين فاقس نفسه بنفسه.. وبحكم اني عارف شخصيته كويس فهمت على طول انه واطي علشان باع صاحبه.... اشتريت عمر البنهاوي صاحبي بالفلوس علشان يفكني فرامل العربيه واموت صح... وانا كنت كل شويه الاقيه بيلح وبيصر اني اركب العربيه شكيت فيه واخذت العربيه وديتها للميكانيكي وعرفت ان شكي كان في محله وصلحت العربيه بس انت رجعت تاني وخليته يبوظها لما عرف بتصليحها... بس للاسف ابنك واختي هما اللي ركبوها يوم الحادثه والنتيجه دلوقتي انهم بقالهم اسبوع مرميين في المستشفى بين الحياه والموت ولولا ستر ربنا كانوا ماتوا... شفت اهي جات في ابنك.. واخد بالك انت... ابنك اللي انت ما تستاهلوش..
نعمات بهلع: يا لهوي شادي كنت هتموت ابني يا رضوان حسبي الله ونعم الوكيل فيك منك لله.. روح عمري ما هسامحك ابدا..
