رواية فارس ظلمتي الفصل التاسع9بقلم اسماء الطبلاوي
((صدمت سكر عندما فتح شادي عينيه فجاه فوقفت للانصراف عندما امسك شادي يدها قائلا...
شادي: استني يا سكر لو سمحتي... ممكن افهم ليه ما علقتيش لما الدكتور قالك يا مدام وهو فاكر انك مراتى... ليه ما قلتلوش الحقيقه...
سكر:سيب ايدى لو سمحت يا شادي وبعدين انا ما خدتش بالي اصلا انه قال كده.
شادي: ماشي.. هعمل نفسي مصدقك مع اني مش مقتنع تقدري بقى تفهميني ايه سر اهتمامك بيا... وايه اللي جابك اوضتي تطمني عليا..و ازاي عرفتي اني هكون تعبان ممكن تفسريلي كل ده انا عايز رد حاالا.. ومن فضلك اقعدي..
سكر: اديني قعدت عايز ايه يا شادي وليه كل الاسئله دي عادي يعني كل الحكايه اني عرفت من داده حسنيه انك ما رحتلهاش زي ما قلت ولا هي عدت عليك وانا كنت عارفه انك هتسخن وده معناه ان ما حدش معاك يراعيك يعني اكيد لازم ساعتها اجي اشوفك واطمن عليك يا بني ادم انت.. و اديني قاعده معاك اهو وسمعتك... في حاجه تانيه ولا امشي عشان انت لازم ترتاح...
شادي: علشان خاطري يا سكر خليكي معايا شويه انا من زمان ما حسيتش ان في حد مهتم بيا كده وانا تعبان قوي من اللي حصل امبارح مش الحادثه لا في حاجه ثانيه اللي تعبانى ومخنوق بسببها ومش طايق نفسي..
سكر بقلق: لا انت كده قلقتني انا مش متعوده عليك كده ايه اللي حصل فهمني..
شادي: انا برتاحلك قوي يا سكر وبحب اتكلم معاكي علشان كده هقول لك كل اللي حصل...
انا كنت امبارح عند بابا في الشركه وفضلت قاعد مستنيه لحد ما يجى وبعدين قمت دخلت الحمام في المكتب وهو جه وقتها وانا سمعت صوته و لسه بفتح الباب سمعته بيتكلم مع واحد..
سكر: واحد مين وبيقولوا ايه يخليك متضايق كده..
شادي: بابا كان جايب دكتور يا سكر وبيتفق معاه انه هيجيبله الملف الطبي بتاع شمس.. سمعته وهو بيقوله انا هجيبلك الملف الطبي بتاعها وانت كل اللي عليك انك تجيبلي عليه امضة شويه دكاتره معاك ياكدوا ان ما فيش اي امل من انها ترجع تشوف وان مشكله عماها دي عملت عندها خلل في اعصاب مخها وده يخليها مضطربه عصبيه ومش مسؤوله عن تصرفاتها اهم حاجه ان لو اي حد شاف الملف يحكم بان شمس فاقده للاهليه..حاجه كده زى شهادة معاملة الاطفال وبكده ابقى انا الواصى عليها واللى اسمه فارس ده يترمى في السجن..
سكر: يا نهار اسود هو في حد بيفكر كده احنا لازم نلحق نبلغ فارس قبل ما الملف يروح..
شادي: ما هو ده اللي مجنني يا سكر ازاي عقل بابا يوصلوا انه يعمل كده مع شمس بعد كل اللي عملته عشانا ده لولاها ولولا بيتها كان زمانا ضعنا... انا حاسس اني قليل قوي في نظر نفسي علشان مش قادر اقف قدامه وخايف اقول لفارس احسن ما يقدرش خوفي على شمس ويحرجني بالكلام عن بابا ويفكر اني متفق معاه وانا والله ما اعرف اي حاجه عن الموضوع ده غير بس امبارح..
سكر: لا تبقى غلطان لو فاكر ان فارس ممكن يعمل كده يبقى انت لسه ما تعرفوش بص انت دلوقتي ترتاح وتاخد علاجك وتاكل كويس واول ما فارس يرجع نقول له كل اللي حصل مع بعض وانا متاكده ان هو هيقدر وهيعرف يتصرف كويس..
شادي: سكر هو انا ينفع اقولك على حاجه بس من غير عصبيه وما ترديش عليا دلوقتي..
سكر: اتفضل ما هو النهارده يوم الاستماع العالمي.. قولي..
شادي: انا بحبك.... وبحبك قوي كمان.... وعمري ما قلتها لحد والله ومبسوط ان اول مره بقولها تبقى لك انتي.....
سكر بتوتر: شادي انا هبعتلك شوربه الخضار تاكل وترتاح وهبقى اعدي عليك ثاني... تمام..
(( انصرفت سكر تاركه شادي يفكر هل ستقبل به وبحبه ام سترفض وتتركه تعيسا..
وهناك عند شمس وفارس كان عمر يقف ينظر الى شمس النائمه على الكرسي تحت الشجره باعجاب فلقد غلبها النعاس اثناء جلوسها فاتى فارس غاضبا من عمر الذي يراقب شمس بتفحص فوكزه في كتفه قائلا...
فارس: هو انت ايه اللي جابك هنا وواقف تبص على ايه كده هي فرجه..
عمر بعيون لامعه: اللي يشوفها نايمه كده زي الملاك مش ممكن يصدق انها عاميه..
فارس: واضح ان مش هي اللي عاميه.. انت اللي اعمى يا عمر ونسيت نفسك كمان دى مراتي.. وحذاري اشوف عينك واقعه عليها تاني بدل ما نخسر بعض...
(( تقدم فارس وحمل شمس بين يديه متجها بها الى السياره غاضبا تحت انظار عمر المتعجب فوضع شمس في السياره واتجه للمنزل وعندما وصل حمل شمس مره اخرى فلقد كانت مستغرقه في النوم وكانها لم تنم منذ مده.....
ليتوجه بها للداخل ليجد رنا وعمه شمس ما زالوا بالصالون فوقفت ناديه قائله بتحدي....
ناديه: اظن دلوقتي نقعد نتكلم شويه ولا ايه رايك..
فارس بتبجح: والله انتي تظني انما انا ما اظنش يا مدام...
اللي ما يشوفش من الغربال يبقى اعمى ما هي شمس نايمه قدامك اهي مش باين عليها ولا ايه ده انتوا ناس غريبه...
(صعد فارس للاعلى حاملا شمس النائمه وعندما هم ليفتح باب الغرفه حتى اوقفه صوت سكر وشادي فقالت له سكر..
سكر: لو سمحت يا فارس انا وشادي عايزين نكلمك في موضوع مهم ممكن..
( نظر لهم فارس بقلق فما هو الموضوع المهم الذي من الممكن ان يجمع بين شادي وسكر شقيقته.
ليقول فارس: ربنا يستر روحوا استنوني في اوضتك يا شادي وانا هنيم شمس واجي على طول.
( وفي غرفه شادي جلس فارس امامه هو وسكر بعدما وضع شمس في الفراش واطمئن عليها وهو ينظر لهم باهتمام قائلا..
فارس: شوفوا قولوا اللي عندكم باختصار لان النهارده اليوم كان مشحون وانا تعبان ومرهق جدا يلا انا سامع..
شادي بتوتر: انا كنت في الشركه النهارده عند بابا وسمعته وهو بيتكلم مع دكتور عن شمس..
( لاحظت سكر توتر كلمات شادي لتتدخل فورا وهي تقول..
سكر: من فضلك يا فارس عايزاك تسمع كل الكلام اللي شادي هيقوله وتحكم بعقل..
( نظر فارس الى شادي بنظره فيما معناها ان يكمل حديثه ليقص شادي على فارس كل ما دار بين والده والطبيب وفارس يسمع باهتمام بالغ حتى استكمل شادي حديثه قائلا...
شادي: خرجت من هناك مش شايف قدامي ده حتى قال للدكتور ان لازم تاريخ التقارير يبقى اقدم من تاريخ جوازكم ما كنتش مصدق وانا بسمع كل ده لانه كده هيبقى عاوز يحبسك في نفس الوقت يأذي شمس انا من كتر الصدمه عملت حادثه وانا جاي انت لازم تتصرف يا فارس شمس مراتك ولازم تحميها..
فارس: كان عندي حق من ساعه ما شفتك وانا بقول عنك انك راجل وجدع بس ابوك الصراحه مش جدع خالص... ده بقى تسيبهولى انا اللي عرفته عنه مخليني مش مستغرب اللي انت بتقوله.. انا في حاجه لازم اعملها دلوقتي وهعملها..
((هبط فارس الى الاسفل متجها لمكتب رضوان بغضب شديد فدخل مغلقا الباب خلفه مع علمه بعدم وجود رضوان وبدا البحث عن الملف الطبي لشمس فاخذ يقلب في الاوراق ويبحث في الادراج حتى وقف امام درجا مغلقا بالمفتاح فتاكد ان هناك شيء مهم بداخله فقام فارس بكسر الدرج وعندما فتحوا اخرج فارس منه بعض الملفات واخذ يفرز فيها بعنايه فائقه وهو يمسك احد الملفات...
فارس: ايوه هو ده الملف بتاع شمس الحمد لله بس ايه الملف ده شكله قديم قوي..
( قام فارس بفتح الملف من باب الفضول وبدا يقلب بين اوراقه بنظرات متفحصه ليتجهم وجهه وكانما اصابته الصاعقه فقرر ان ياخذ ذلك الملف ايضا وقام بوضعه في ثيابه وامسك ملف شمس بيده يتوجه للباب ليخرج فوجد رضوان يفتح الباب في نفس الوقت ينظر له بصدمه قائلا..
رضوان: انت بتعمل ايه فى مكتبى ومين سامحلك تقلب في اوراقي وايه اللي في ايدك ده...
فارس: ولا حاجه انا كنت بدور على الملف الطبي بتاع شمس وخلاص الحمد لله لقيته ليه هو في حاجه ولا ايه..
رضوان بغضب: يا بجاحتك يا اخي يا بجاحتك وانت مالك بالملف ولا بمكتبي اصلا يا بجح هات الملف ده يا فارس..
فارس: وعايزه ليه اعتقد انه من حقى انا ده بحكم ان جوزها طبعا.. بلاش شوشرة يا رضوان ولم اوراقك وصلح درج مكتبك اصل بصراحه اضطريت انى افسخه يلا سلام بقى يااااااا... حاج...
(خرج فارس من مكتب رضوان متجاهله بوجه متجهم الملامح غير مصدق لما وجد وكان رضوان يقف غاضبا غير مصدق بما حدث الان ليقول رضوان..
رضوان: هقتلك قسما بالله هقتلك يا فارس..
(صعد فارس متوجها الى غرفه والدته وهو يشتعل غضبا بغير فهم طرق الباب ودخل الى والدته فجلس امامها ثم تحدث قائلا..
فارس: بصي يا امي لما وافقت بالطريقه دي على جوازي انا وشمس استغربت بس عديتها بمزاجي قلتيلي اني مش هندم على جوازي منها وبكل ثقه وعملت نفسي مش واخد بالي بس لما اعرف ان والد شمس كان مديون لابويا اللي انا وانتي عارفين انه كان راجل غلبان ب 12 مليون جنيه يبقى في حاجه غلط ولازم اعرفها ودلوقتي حالا اتكلمي يا ماما انا عقلي هيتشل من التفكير فهميني..
( علمت شريفه انه ليس هناك من مخرج وكل ما اخفته في هذه السنين حان الان موعد كشف لتنظر له وهي تضع يدها فوق وجهه قائله..
شريفه: انا كنت عارفه انك مش هتسكت وان كل اللي استخبى سنين طويله هيجيله يوم ويظهر...
(لتصمت قليلا ثم تتحدث بهدوء وبعينيها دموع و كأنها كانت تسترجع ذكرى سيئه..
شريفه: شوف يا فارس انا وابو شمس زمان كنا بنحب بعض بس كان حب عيالي كده يعني مش جد... ولما هو قابل مها ام شمس وانا قابلت مصطفى ابوك عرفنا يعني ايه حب بجد... مصطفى ده كان صاحب ابو شمس وقت ما انا عرفته ومها ام شمس كانت صاحبتي واكثر من اختي هي كانت غنيه ومن عيله مرتاحه وعز كمان ومصطفى برده كان مرتاح ماديا جدا... انما انا كنت من عيله بسيطه المهم ابوك حبني وانا حبيته واتجوزنا وعز اتجوز مها كنا مبسوطين جدا و مفيش احسن مننا... لحد ما جه اليوم المشؤوم اللي ابوك مات فيه يومها كان في شحنه لحوم كبيره جدا جايه لشركه عز كان مستوردها من بره عن طريق البحر وكان دافع فيها كل فلوسه لان العائد المادي منها كان هيبقى اكثر من اللي دفعه بكتير بس للاسف رضوان كان طول عمره اناني وحاقد راح اتفق مع ناس انهم يطلعوا على السفينه ويعملوا كل جهدهم انها تغرق ناس كده زي المرتزقه والمجرمين... وبعدين يهربوا ولانه كان عارف ان ضياع الصفقه دي هيوقع عز خصوصا ان الشرط الجزائي كان مبلغ ضخم جدا يومها مصطفى عرف كل حاجه وجالي وهو متوتر ومش عارف يتصرف ازاي يقول لعز ولا يخرج نفسه منها وانا اقنعته ان هو يقول لعز ولما راح يقوله كان فات الاوان والسفينه كانت غرقت فعلا بكل اللي عليها.... وقتها عز كان هيموت من القهر لولا ان ابوك اداله الفلوس بتاعه الشرط الجزائي وتعويضات الناس اللي اهاليهم ماتوا على المركب وخلصوا الموضوع من غير ما حد ياخد خبر وبالمبلغ الباقي وقف عز تاني على رجليه ولما عرف رضوان ان ابوك هو
اللي عمل كده ولحق عز من كارثه مؤكده سم ابوك لان ابوك الله يرحمه كان راجل بسيط وكان بيحب ياكل في وسط العمال حط له السم في الاكل ومن ساعتها بقى عز حزن عليه جدا يمكن اكتر مني كمان... وقتها كنت انا حامل في سكر والفرسه بتاعه عز كانت بتولد في نفس يوم ولادتي فعز سمى الفرس سكر ولما جه يطمن علينا
ويشوف اختك كانت بتضحك في وشه فسماها هي كمان سكر اصل ابوك كان قايل له انه لو جاب بنت هيسميها سكر عشان كده سمى الاثنين بنفس الاسم وبعد فتره جه وصاني انه لو حصل له حاجه انت تتجوز شمس وسكر
تتجوز شادي وبس فهمت ليه بقى انا قلت لك انك مش هتندم على جوازك من شمس لانها مكتوبه لك من وانت صغير
