رواية بنت ليل الفصل العاشر10بقلم هدير سعيد
بصو انا وشي منكم فالأرض والله بس حقيقي فكرة اني امسك الفون اكتر من ٥ دقايق الفترة الاخيرة دي بقيت مؤلمه جدا جدا جدا والله فعلا غصب عني
شمس وليل مين يا حلوة يلا من هنا عشان ما اطلبلكوش البوليس
كانت تلك كلمات فرد الامن لشمس حينما اخبرته انه شمس ابنة ليل
ولكن كان هناك من يستمع إليهم لتملئ الصدمة وجهه انه رئيس الامن الذي قد كان شاهدا علي الامر برمته ولكن الم تمت لقد اخبرته السيدة بنان مسبقا انه زوجة اخيها الهاربة قد توفيت غارقه وقد عثرو علي جثمانها طافيا في النيل بعد هروبها بعدة اشهر ولذلك فأن ملامحها قد اختفت تماما وقد تعرفو عليها من ملابسها وان يوقف البحث عنها فعو كان عقيد سابق وله الكثير من المعارف وكان يساعد فالبحث عنها فمن تلك الليل المقصودة استجمع وعيه لثوان ليلحق بتلك الشمس قبل ان يصرفهم فرد الامن
رئيس الأمن: كارم دخلهملي هاتهم هنا
كارم : بتعجب يا هشام باشا حضرتك مش شايف منظرهم اكيد مايعرفوش ايمن باشا
هشام : قولت دخلهم مالكش فيه
كارم : اتفضلو
دخلت شمس تتبختر في زهو وهي تنظر لكارم نظرة انتصار ودخلت عبير علي اثرها شامته به ايضا
اما هشام فكاد يفقد وعيه فشمس نسخة مكررة من ابيها لن يحتاج اي طب شرعي او فحوصات اثبات هويتها فهي واضحة للعيان غير انها تملك عيون امها الزيتونيه ولكن ملامحها ليست سوي ملامح ايمن ولكن علي انثي قاكثر نعومه
فكسر الصمت قائلا : انتي مين
كان متيقنا انها ابنة ليل وايمن ولكن لم يكن يعلم كيف يبدا الحوار الا بتلك الطريقه
شمس وقد هزت هيبة هشام ثقتها بالرواية القادمة بها فبح صوتها : انا انا اسمي شمس شمس ايمن الوزير
هشام : وهو اي حد هيجي يقول انا بنت ايمن الوزير هنقوله يا مرحب ما يممن حد زقك عليه عشان تقولي كده وتهبشيلك هبشتين
عبير : احنا لا عاوزين هبشه ولا اتنين ولولا الشديد القوي ما كنا جينا اصلا وفضلنا بعيد عن الأذية
هشام : انتي مين انتي كمان تكونيش امها
عبير : لاء امها اكتر من اختي انا جارتهم بس
هشام : اومال مجتش معاكم ليه
عبير : عشان بين الحيا والموت فالمستشفي ومحتاجه عمليه كبيرة اوي واحنا منحتكمش علي جنية من تمنها مكنش قدامنا غير اننا نلجأ للبيه
هشام وهو يثق في صدق روايتهم ولكن يخشي ان يخبر ايمن وتكن كاذبه ايضا فقد تعذب ايمن كثيرا بعدما فقد ليل حتي انه ذهب لمصحة نفسيه عدة اشهر : تمام انا هاجي معاكم لو طلع كلامكم صح هوصلكم لايمن بيه طلع كدب يبقي محدش هيعرف ليكم طريق جرة بعد كده
واستعد للذهاب معهم ولكن كان هناك من يستمع إلي ما يحدث ذلك الجاسوس الذي اعتاد نقل الأخبار دائما لبنان فهي لا تسطيع ان تحيا دون ان تعلم كل تفاصيل حياة اخيها ولم يكن فرد الامن ذاك جاسوسها الوحيد فقد كانو عدة في كل مكان حول ايمن
***********
في مكان اخر كانت تنقر المنضدة بعصبية وهب تتحدث بالهاتف : ياعني ايه ليل وبنتها عايشين وازاي يظهرو فجاءة كده
الامن : مش عارف ده اللي سمعته وحسيت انه مهم لحضرتك
بنان بصوت هادر : واسمها ايه النستشفي الهباب دي
فرد الامن : مقالوش يافندم ومكنتش هعرف اتحرك وراهم لزمايلي يلحظو ده هو اصلا لو مكنتش قريب مكتب هشام بيه مكنتش سمعت
بنان : طب غور لحد ما اشوف هتصرف فالمصيبة دي ازاي
احمد : مالك يا بوني متعصبه ليه
بنان دون ان تدرك ما تتفوه به : ست زفتة الطين ليل رجعت تاني
احمد بأستنكار : ليل بنت اخوكي وهي كانت فين
استدركت بنان الموقف فحاولت مدارة الامر : لا دي ليل تاتيه حوار كده فالشغل فقد تعلمت درسها جيدا بعد ما حدث فالماضي
فلاااااااش باك
بنان : ياعني ايه احنا مش مناسبين لبعض
فريد : ياعني مش قادر اكمل يا بنان انا بخاف منك فعلا هبقي طول الوقت حاسس انك بتضحكي في وشي وورا ضهرك في سكينه مستنيه اللحظه المناسبه اللي تطعنني بيها
بنان : انا انا اعمل معاك كده انت عارف انا بحبك قد ايه ازاي ياعني اعمل كده
فريد : وانا ايه يعرفني انك بتحبيني مش بتكدبي اذا كان اخوكي اللي من دمك بتكرهيه و الدنيا مكنتش سيعاكي من الفرحة لما عرفتي بالحادثه بتاعته وطول الطريق ماشي تتمني يموت و لما شوفتيه عملتي زعلانه ومتاثره وخارجه من عنده اهو وهو بين الحيا والموت بتجهزي لبارتي عيد ميلادك ولا كان في بني ادم مرمي فالمستشفي كنت طول الوقت بخاف من كلامك علي اخوكي بالطريقه دي وموقفك انهارده ده اللي جاب الاخر
بنان بثبات : انت عارف كلامك ده معناه ايه وباباك هيخسر ازاي بعد الشراكه بينه وبين بابي ما تنتهي
فريد بنفس الثبات : هخسر لو انا اللي روحت بلغتهم بقرار فسخ الخطوبه لكن لو انتي اللي قولتي مش عاوزاه يبقي مش هخسر
بنان : وانا ايه يخليني اقول كده
فريد وهو يرفعه هاتفه النقال بدايه ظهور هواتف النوكيا امثال ٦٦٠٠ و الدمعه : من مميزات الموبيلات الجديده دي انها مش بس للمكالمات لا دي بتسجل كل حاجه حتي بصي ليتسمع صوتها وهي تحدثه بمدي كراهية اخيها وامه
فبهت وجهها حقا فان سمع والدها مثل هذا الكلام ستخسره بلا محالة فقالت : والمطلوب
فريد : تروحي تقولي لأنكل انك مش عاوزة تكملي انه مش حاسه اني الانسان المناسب وانك عاوزة تفسخي الخطوبه دي
بنان : دلوقتي وايمن فالمستشفي
فريد : دلوقتي افتكرتي انه ايمن فالمستشفي والبارتي اللي بتجهزي نفسك ليه ده ايه عموما انا هبقي احسن منك غشان بس ظروف منصور بيه واني بعزة خلينا لحد ما ايمن يخرج من للمستشفي واهو نظهر خلافات غلي مقاطعات حتي لم نسيب بعض مايبقاش مفاجاه
*
فاقت بنان علي صوت زوجها : ايه يا بنتي روحتي فين ايه ده انتي سافرتي واضح انه موضوع ليل ده كبير اوي
بنان : اه مشكله كبيرة فعلا انت شكلك خارج رايح فين
احمد : رايح لاصحابي مستنيني
بنان : وهو حياتك هتفضل كده صحابك وسهر وشرب وبس
احمد : اومال عاوزاني اعمل ايه
بنان : اشتغل زي ما كل الرجالة بتشتغل
احمد : يا حبيبي بابا سايبلي فلوس لو فضلت اصرف منها عمريين علي عمري مش هخلصها يبقي اشتغل ليه
بنان : اوف بقي الغلط غلطي اتجوزت دلوع المامي اللي مابيعتمدش عليه
وتركته وذهبت
********
كان ايمن يجلس مع ابنته ليل يلاعبها ويتمتع بأنسها وكانت هي لطيفه خفيفه ذات ثغر باسم و غنج طفولي مميز لتدخل عليه زوجته
الزوجه : ايه هتفضل ست ليل واخداك مني علي طول مش كفايه كده تعالي نقعد سوا فالجنينه وناخد فنجان قهوة سوا
ليل : يووه يا مامي ثيبلي بابي ثويه نلعب ثوا
الزوجه : ده قاعد معاكي من بدري
ليل : ماهو بيغيب كتيل خالث بقي هليه يقد معايا ثويه
ايمن يجذب زوجته : تعالي انتي كمان العبي معانا وشويه وننزل كلنا الجنينه صح يالولو
ليل : ايوه يابابي
وبدأو باللعب فكان ايمن يقوم بتمثيل مسرحيات بالدمي مع زوجته وابنته
******
كانت بكينام تجلس في احد الجمعيات النسائيه التي تترأسها وكانت تحضر كلمتها التي كانت ستقوم بألقائها بعد قليل حتي رن هاتفها لتجيب ومن ثم تمسك بحقيبتها وتنصرف في سرعه شديدة ويبدو عليها الغضب الشديد
