رواية بنت ليل الفصل الحادي عشر11بقلم هدير سعيد
وصل هشام مع شمس وعبير إلي المشفي الذي صدم من سوء حالها الواضح وصل إلي غرفة المدير وكشف عن هويته له ومن ثم انتقل إلي غرفة الذي اضطر للسماح له للدخول إلي المريضه بعدما سمح مدير المشفي بذلك دخل وهو يتمني من داخله ان تكن هي ليل فقد كان من اسباب تعاسة وظلم تلك الليل وكام صحي من نومه فزعا بعدما علم بوفاتها بسبب شعور يملئة بالذنب تجاهها تمني ان تكن رواية شمس حقيقيه كي يعيدها إلي مكانتها ويطلب منها السماح فقد اثقل ذنبها قلبها لسنوات طوال وحينما رأها عرفها رغم علامات الزمن التي غزت وجهه بقوة ورغم كونها مازالت صغيرة في عقدها الرابع بعد فلم تتجاوز السادسة والثلاثون الا ان وجهها يحمل تجاعيد امرأه قد تخطت الستون من العمر فالقهر والظلم والمرض الذي تعرضت له رسم خطوط واضحة علي وجهها كم تبدو ضعيفه اين وجهها الباسم الممتلئ بالضحكة كانت نضارته تملئ الكون تمني لو كانت مستيقظه ليطلب منها تغفر له ما بدر منه تجاهها كانت شمس إلي جوارة تنتحب في صمت تمسك بيد امها وتدعو الله ان تفيق وتعود إليها انتبه إلي صوت الممرضه المسئولة الزيارة انتهت فألتف عائدا ولكن ظلت شمس ممسكة بيد والدتها فاستدار لها مرة اخري تعالي يا شمس عشان نشوف هنعمل ايه وامسك بيدها ليخرجها من الغرفه
هشام : احنا لازم ننقل مدام ليل لمستشفي مناسب ونعمل اجراءات العمليه في اقرب وقت
عبير : ياعني حضرتك اتاكدت اننا مش بنكدب
هشام : ايوة بس في حاجه مهمه ماينفعش حد يعرف اي حاجه عن الموضوع ده لحد ما مدام ليل تقوم بالسلامه ونشوف هنعرف ايمن باشا بالموضوع ازاي مدام ليل كتير جدا كرهينها وما صدقو وصلهم خبر موتها ولو عرفو انها عايشه مش بعيد يحاولو يق***تلوها تاني زي ما عملو قبل كده ورموها فالنيل لما كانت حامل فيكي عشان يمنعوها من التواجد في حياة ايمن باشا
كادت شمس تفقد وعيها لقد حاولو قت&*ل امها والتخلص منها من هم ولما ماذا حدث ليقعلو بها كل هذا
شمس : ليه هي كانت عملتلهم ايه
هشام : هددت عرشهم وعرش سطوتهم علي الباشا شفوها قليله عليه الموضوع طويل يابنتي
فلااااااااش باك
كان ايمن مازل فالمشفي بعد الحادث كانت بكينام تغلي كالماء بسبب امر مروة ولكنها لا تستطيع الحديث فحال ابنها لا يسمح بذلك وما ان رأت بادرة تحسن في صحته حتي طلبت ان يتم استكمال علاجة بالمنزل حتي تتاكد ان تلك الفتاة لا تأتيه في غيابهم هي قد اتخذت كل تدابيرها كي لا يحدث ذلك ولكن فالمشفي قد تصل إليه الفتاة بالحيلة ولكن بالمنزل لا سبيل لذلك وحتي يتثني لها ان تساعد في التقارب بين جيسي وايمن فهي من تليق بأسم العائلة
في غرفة ايمن
كانت جيسي إلي جواره تحمل الطعام بين يديها وتساعد ايمن في تناوله
ايمن : كفايه كده مش قادر
جيسي : وحياتي معلقة كمان انت يعتبر مكلاش حاجة
ايمن : تعبت مش قادر والله
جيسي : طب شوية و نحاول تاني
كان شوق ايمن إلي ليل يغلبه وما من طريق إلا مروة فكان يتمني ان تذهب جيسي قبل ان تعود امه حتي يستطيع الأتصال بها ولكن هيهات فبكينام قد اكدت علي جيسي مرارا الا تترك ايمن وحيدا قبل عودتها
ايمن : هو موبيلي فين من يوم الحادثه مختفي
جيسي : تقريبا مع انطي باكي لانه يوم الحادثه لمحته في ايدها
تذكر ايمن انه لم يتخلص من الورقه التي دونت عليها مروة الرقم مسبقا وانه وضعها في كتاب فقال : ممكن تجيبيلي الكتاب اللي علي الترابيزة ده وياريت لو تقربيلي الفون عاوز اعمل مكالمه مهمه
كانت بكينام تدلف إلي الغرفه في تلك اللحظه
بكينام : عاوز تكلم مين
ايمن : ناس صحابي اندال اختفو من يوم الحاظثه صح يح هو موبيلي فين
بكينام : ضاع فالحادثه منعرفش هو فين
كانت اجابتها كعلامة استفهام وضعتي في رأس ايمن وجيسي لما تكدب وقد رأت جيسي الهاتف بحوزتها مسبقا ولكن لم يستطع اي منهم التفوه بما يفكر
********
في قرية من قري الصعيد
كان النساء يتجمعن حول ليل يزغردن ويغينين احد الاغاني الفلكلورية
"اهو جالك يا بت .. اهو جالك يا بت
بكرة يأستك الاساتك
بالدهب تملى دراعاتك
ويعوض كل اللى فاتك
واهو جالك يا به ... ريح بالك يا به
اهو جالك يا به .. ريح بالك يا به
خدى بالك منه وهنيه
واللى يعوزه قوام اديه
واما يموت هاتورثيه
واهو جالك يا به .. ريح بالك يا به
اطبخيله الصبح بطة
واطبخيله العصر بطة
كترى يا بت الشطة
واهو جالك يا به .. ريح بالك يا به
اهو جالك من بعيد
جابلك فستان جديد
إعملى له حلة محشى
يسقط فيها ما يطلعشى
اهو جالك يا بت .... ريح بالك يابت"
اما فالخارج كانت تقام الذبائح ويقوم الرجال بالتحطيب والرقص
استعد للخطبة في يوم الغد
كانت عمران وجهه ينضح بالسعادة لم يكن يصدق انه سيفوز بمحبوته حتي انه كاد يشعر انه كالطير فالسماء اما ليل فكانت بين النساء جسدا لكن عقلها كالتائه ترسم ابتسامة كاذبة علي وجهه لا تشعر ولا تعي اي شئ فهي لا تكري لما كل شئ يجري حولها بمثل تلك السرعه اما بيسان فكانت تراقب ليل تحاول ان تجد به الشئ المميز الذي جعل عمران يختارها فرأت حزن عينيها تعجبت امرها فكيف لعروس ان تكون بمثل ذلك الحزن فبادئ الامر قررت ان تتغافل عن ما لحظت ولكن فضول الانثي قد ساقها إلي ليل
بيسان : مباااارك ياعروسه
ليل ترسم بسمة زائفه : الله يبارك فيكي عقبالك
بيسان : عقبالي بس وانا فرحانه مالك ياليل حزينه ليه في واحده خطوبتها بكرة تبقي عينه دبلانه كده
ليل بأنكار : لا مبسوطه طبعا بس انا مابحبش الزحمه
بيسان : ماشي يا ست ليل انا زي اختك لو حبيبتي تتكلمي انا بسمع حلو جوي وسرك معايا في بير غويط
ليل : ماشي
بيسان : مبروك تاني ربنا يهنيكي بعمران وهنية بيكي عمران جوهرة الف مين تتمناه واللي بختارها تبقي محظوظه
ليل : لم ترتاح لكلمات بيسان فقد شعرت بشئ غامض ولكنها لم تولي الأمر اهتماما
*******
باااااااااك
لم تكن بكينام في حال جيد فذلك الاتصال جعلها كتنين ينفث غضبا اعطت السائق العنوان المطلوب كانت تتمني لو كانت الأرض تطير لتصل سريعا كاد عقله ينفجر من شدة التفكير واخيرا وصلت إلي احدي الفيلات في احد المدن الجديدة التي تختبئ فالصحراء وتبعد اميال عن قلب قاهرة المعز كان فرد الأمن المسئول عن المكان قد تلقي اوامر مسبقه بعدم اخبار اي انسان هوية مالك الفيلا او السمح بدخول اي انسان غيره ولذا كان الامر علي بكينام عسير
فرد الامن : قولت لحضرتك يافندم صاحب الفيلا مش موجود ومقدرش اسمح لحضرتك بالدخول
بكينام بصوت هادر : انا عارفه انه الزفت بتاعك ده جوا دلوقتي ولو مدخلتنيش ليه حالا مش فصلك من المكان ده علي ايدي ومش بس مده ومستحيل اي كومباوند تاني يسمح بوجود اسمك في سجلات الامن بتاعته
الامن وهو لا يدري ماذا يفعل : طب حضرتك مين وانا اتصل ابلغ الباشا اذا سمح بدخولك او لاء حضرتك انا كده هتأذي
بكينام : سواء فتحت الباب او ما فتحتوش هتغور من الهباب ده بس تفتحة وتاخد ١٠٠ الف جنيه وانت ماشي ولا تطرد وماتخدش ولا جنيه
كان الرقم كفيل باقناع فرد الأمن بفتح الباب بلا تردد
دخلت بكينام بكل هذا الغضب تبحث عن زوجها وعشيقته ولم يكن الامر عسيرا فقد وصلت إليه في ثوان معدودة تفاجئ منصور الوزير بتلك القابعة فوق رأسه حتي كاد يختنق
بكينام : اتخضيت ليه يا باشا مش متوقع صح انت مازهقتش من القرف ده بقيت حديث النادي بسببك بقي شكلي زي الزفت انت مش خايف علي شكلك خاف علي شكلي انا انا بكينام هانم انت تخلي اللي يسوا واللي ميسواش يتكلم عليا انت مش عارف تبص لنفسك فالمرايه بتجري ورا بنات اصغر من ولادك انت جد وعندك احفاد وياريتك تقدر علي اللي بتعمله ده ده انت اساسا خارج نطاق الخدمة من سنين فاتت بس الرمرمه في دمك والتفت لتلك القابعه فنهايه السرير مفزوعه قائله : دقيقتين وتختفي من المكان الا هتشوفي فضيحة مفكرتيش انك تتعرضيلها في عمرك كله
