رواية بنت ليل الفصل الثامن8بقلم هدير سعيد


 رواية بنت ليل الفصل الثامن8بقلم هدير سعيد



اولا بعتذر عن التأخير حقيقي كنت ومازلت تعبانه بس مرديتش اتأخر اكتر من كده دعواتكم ليا بالشفا 
ثانيا معلش لو البارت صغير بس حقيقي مكنتش قادرة اكتب اكتر الصداع ماسكني فعلا  مستنيه رأيكم 

انه الفجر بدأ العديد ممن يفترشون الرصيف امثالنا من القيام لأداء الصلاة ولكن لم نكن منهم فقد اكتشفت حينها اننا لا نصلي ولم نهتم قط لامر الصلاة كانت امي تصلي ولكنها لم تأمرني قط بالصلاة بل لم تعلمني اياها علي الأطلاقا ولم توجهني إليها كنت اعلم البسيط عن الدين من تلك الحصص القليلة التي كنا نأخذها بالمدرسة ولكن لم يعلمني احد كيف اصلي ابدا وخالتي عبير لا تصلي قليل جدا من سكان حينا المصلين بل يكاد ان تكن امي هي الوحيدة التي تصلي حتي انها تتكاسل في بعض الاحيان فظلت كلتانا تنظر إلي هؤلاء الناعسون كيف قطعو نومتهم من اجل الصلاه الا يكفيهم ماهم فيه من عناء ولكن المفاجأة الحقيقه عي تلك العجوز التي مالت علينا لتسألنا 
العجوز : مش هتصلو معانا الحج محمد كل يوم بيصلي بينا جماعه 
كدت استشيط غضبا من تدخلها الغير مبرر ما خصها ان صلينا ام لا ولكن ضغطت خالتي علي يدي واجلبت بحرج واضح
عبير : لا هنصلي معاكو ياحجه
فلم تكتفي تلك العجوز بذلك فاعطتنا القاضية 
العجوز : امن المستشفي بيسمحلنا ندخل نتوضي فالحمام 
اكفهر وجه خالتي اي وضوء ذلك فهي كانت تسمع عن الصلاه ولكن لم يخبرها احد عن الوضوء مسبقا اما انا تذكرت ذلك الدرس الذي احتوي علي خطوات الوضوء والصلاه ولكن لا اذكر اي شئ منه فقد مُحي تماما من عقلي ماهذا لما لم تخبرها خالتي باننا لن نصلي لتغلق هذا الباب بعدما اومأت خالتي للمرأه واتجهنا إلي المشفي سألتها 
شمس : انتي عارفه هنتوضي ازاي 
عبير : والله ولا عارفه هنصلي ازاي طول عمري خايفه اموت وانا مبصليش من يوم ما سمعت الشيخ بيتكلم علي التلفزيون عن الصلاه بس عمري ماعرفت حد بيصلي يعلمني ولما شوفت كام مدام ماللي بروح اعملهم الشقق بيصلو اتكسفت اسألهم فلما الحجه دي قالت كده قولت فرصه من ربنا اتعلمها بس فجائتني بموضوع الوضوء ده 
شمس : طب هنعمل ايه 
عبير : والله ما انا عارفه 
وحينما دخلنا إلي دورة المياه وجدنا فتاة تتوضئ فقمنا بتقليدها بلا تردد وخرجنا إلي الساحة لنجد الجميع اصطف خلف الحاج محمد كان الامر خانق لي فالبدايه ولكن ما ان كبر وبدأت الصلاه حتي اقشعر بدني و هبطت علي قلبي سكينة وراحة كان يرتل القران بصوت عذب وجميل لم اكن اعلم ماذا افعل فكنت افعل كما يفعل من حولي فتذمرت يوم استيقظت علي بكاء امي ووجدتها تصلي وتدعو الله فدعوته كثيرا ان يشفيها ويعيدها إلي انتهت الصلاه وجدت في عين خالتي عبير لمعه لم ارها من قبل
شمس : عينك بتلمع 
عبير : انا مبسوطه اوي والله اني صليت وحاسه قلبي كده بقي طاير 
شمس : ربنا يفرحك يارب ويفرحني بشفا امي احكيلي بقي حصل ايه بعد ما ابويا عمل الحادثه 
*****
فلاش باااااااك
كانت رأسها مليئة بالجروح السطحية وهو ماسبب كل ذلك الهزيف وخلي جسمه من الكسور رغم صعوبة الحادث ولكن كان هناك قطعة من المهدن نفذت إلي معدته مما تسبب بنزيف شديد و جرح بالغ الصعوبه سيؤدي إلي استئصال جزء من الامعاء ولكن كان الكبيب بمنتهي المهارة انهي الجراحة وسيطر علي الأمر وزال الخطر ووضع ايمن تحت الملاحظه 
كان اسم ايمن كفيل بقلب المشفي رأسا علي عقب ولكن رغم كل ذلك كانت مروة هي اولي من علم بالحادث فبعد دقائق من وصولة إلي المستشفي كانت تتصل به فأجابتها احد الممرضات واخبرتها بالأمر وقامت بعدها بالبحث عن اي رقم مسجل باسم ابي او امي حتي يبلغو الاسرة وقد كان تم الاتصال بمنصور الوزير واعلامه بما حدث اما مروة فاستاذنت والدتها واخبرتها كذبا انها ستذهب إلي احد صديقاتها للتنزة و ذهبت مسرعه 
مروة : كنت كلمت حبيبي وحد رد عليا وقالي انه عمل حادثه 
الاستقبال : ايمن الوزير ايوة هو فالعمليات حاليا 
مروة وقد تفاجئت من كنيته : العمليات دي فين 
الاستقبال : الدور التاني يمين في شمال 
اومأت مروة وركضت بالأتجاه المشار إليه في لحظة وصول منصور الوزير والذي اتجاه إلي نفس الوجهه بعدما اخبره موظف الاستقبال بها 
********
مريم : ليل انتي مابتحبيش عمران انا كنت فاكره انك بتحبيه زي مابيحبك 
ليل : انا بعز عمران اوي بس كنت بتعامل كانه اخويا الكبير مجاش في دماغي مرة حتي انه بيحبني لانه كان بيعملني زيك فعشان كده مخضوضه بس 
مريم : عمران بيحبك اوي ومكانش ليه سيرة ابدا الا سيرتك 
ليل : بس هو عمرة ما لمحلي حتي 
مريم : عشان بيخاف ربنا مش زي شباب الايام دي غاوي يلعب ببنات الناس عارف الحلال من الحرام 
ليل : انا عارفه عمران طول عمرة ملتزم ومتزعليش مني مختلف عنكم كلكم كتير بستغرب انه عمتي اللي مربياه 
مريم : قصدك اننا وحشين 
ليل : لا والله انتو كلكم طيبين بس عمتي شديدة شوية 
مريم :اه لو امي سمعتك كانت كلتك دلوقت بس هو عمران رباية  عني ومرات عمي اصل ابن عمي من دوره فكان علي طول عندهم 

******
وصل الخبر إلي البلدة والقي العم الخبر كالقنبلة التي نزلت علي قلب ابنته لتدمره فابتسمت مرغمه
بيسان بصوت محشرج : خطب ومين سعيدة الحظ دي 
العم : ليل بنت خاله الله يرحمه 
بيسان : طيبه ليل حلوة الله يهنيهم
العم : عجبالك انتي واخوكي عن جريب ان شالله
فأبتسمت ابتسامه حزينه و جلست لدقائق وانسحبت دون ان يشعر بها احد لتبكي بلا توقف لساعات طويله وريثما هدأت قامت وناجت ربها وحمدته فهي تعلم ان كل ماهو مقدر من الله خيرا ولكنها وجدت بابها يدق 
الام : ايه يابتي بقالك كتير مخرجتيش من الاوضه و لا جيتي تسعديني ولا تنكشي ابوكي زي عوايدك  لا تكوني عيانه ولا حاجه 
بيسان : لا بخير بس كنت نايمه 
الام : من ميتي بتكذبي علي امك يابتي عينك منفخه من العياط اهه مالك بس ايه اللي حصل حد ضايجك بحاجه 
بيسان : لا نفيش حاجه يامي صدقيني 
الام : الام ستر وغطا علي بنتها يابتي وانا شوفتك لما وشك اتخطف لما ابوكي جال علي خطبة عمران وليل بس ده نصيب يابتي وهو لو خير ليكي كان ربنا جعله رزقك لكن هو ممكن يكون كويس بس مهواش خير ليكي ولو ليكي نصيب معاه حتي لو اتجوز ليل وخلف منها عشرة هيكون من نصيب بس انا مرضهاش جومي صلي لله ركعتين كده عشان بالك يرتاح وتعالي عشان ناكل 
بيسان : حاضر يا امي
********
وصلت بكينام مذعورة 
بكينام : ابني ماله يا منصور حصله ايه 
منصور : لسه خارج من العمليات من شويه وبيقولو تحت الملاحظه 
لتدير عينيها فالمكان 
بكينام : ايه المستشفي الزبالة اللي انت سايب الولد فيها دي لازم يتنقل احسن مستشفي حالا لحد ما نسفرة بره 
منصور : الدكتور قال حالته متسمحش بالنقل دلوقتي لازم حالتة تستقر الاول 
بكينام : واحنا ايه يعرفنا انهم عملو اللازم وان حالة ابني متدهورش بسبب سوء المستشفي دي 
ليخرج الطبي من العناية ويسمعها فيجيب قائلا : احنا عملنا فوق اللازم لابن حضرتك ولو حضرتك خايفه مننا ممكن تاخدي ابنك بس تمضي اقرار انك مسئولة مسئولية تامة عن اي مضاعافات هتحصل بسبب النقل والحركه وانك خرجتيه خارج ارادتنا المفروض والطبيعي حضرتك كنتي تسالي وضعه ايه حالته ايه عموما بعد اذنكم 
بكينام بعصبيه : الدكتور ده قليل الادب لازم تفصله يا منصور لازم يتعلم يتكلم كويس 
منصور بتعجب : افصل الدكتور اللي انقذ حياة ابنك بدل ما اشكره 
بكينام وقد انتبهت لمروة : هي مين دي
منصور : مش عارف انا جيت لقيتها هنا 
بكينام وهي تطالعها من اعلي لأسفل : انتي مين ليكي مريض هنا
مروة : انا انا حبيبة ايمن 

تعليقات



<>