رواية فارس ظلمتي الفصل الرابع عشر14بقلم اسماء الطبلاوي
((جلست شريفه بجوار شمس تمسك بيدها صندوق صغير من النحاس فوضعته بين يدي شمس ثم وضعت يدها على كتف شمس قائله..
شريفه: قبل ما اقولك الصندوق ده في ايه.. عايزه اقولك حاجه مهمه جدا.... انا عارفه انك خايفه من العمليه بس انا عايزاك تفكري كويس تفتكري فارس كان هيوافق على العمليه لو شاكك حتى ولو واحد في المئه ان فيها خطر عليك ده فارس نفسه يسعدك باي شكل انتى عارفه ان فارس عمر قلبه ما دق لاي حد... اصلا من وجهه نظره ان الحب تفاهه وشغل عيال... لحد ما قابلك فضل يضحك على نفسه كثير ويكذب قلبه كثير اللي بيقوله انه حب لحد ما خلاص اعترف بحبه ليكي لقلبه ولعقله... حقك تفرحي علشان هتفتحي تلاقيه جنبك..
شمس: يا ماما شريفه انا مش معترضه على العمليه... انا خايفه منها... خايفه بدل ما افتح عينيا اشوف فارس يفضلوا عينيا مغمضين على طول واتحرم حتى من صوته انا عمري ما فكرت انى ممكن اقابل واحد احبه ويحبني ويبقى راجل بجد زي فارس مش مستعده اخسره..
شريفه: شوفي يا بنتي انا مش هقولك لازم تعمليها علشان احنا عايزين كده لا هقولك لازم تعمليها لان ابوكي عمره ما كان هيتمنى يشوفك كده ولا امك كانت هتحب بنتها تعيش محرومه من انها تشوف عريسها اللي مكتوب على اسمها من زمان واهلك بنفسهم هما اللي اختاروا كمان..
شمس باستغراب: ايه الكلام ده يا طنط قصدي يا ماما... انا مش فاهمه حاجه... يعني ايه العريس اللي اهلي اختاروه هم كانوا يعرفوه اصلا...
شريفه: شوفي يا شمس الصندوق اللي في ايدك ده مليان صور ليا ولجوزي مصطفى مع ابوكي عز ومامتك مها كنا اعز اصحاب وابوكي كان عايز فارس يتجوزك لانكم كنتوا متعلقين ببعض اوي من وانتم عيال ده حتى ابوكي هو اللي سما سكر على اسم الفرسه بتاعتكم والاسم بعد كده اتنقل للمهر اللي خلفته وماتت... الغرض ربنا كان كاتب انك انتى وفارس تتقابلوا من زمان حتى شادي وسكر كان ابوك محدد جوازهم اول ما اتولدت... قصدي اقولك ان اللى ربنا عايزه هيكون سلمي امرك لربنا يا شمس واتكلى على الله وفرحينا وافرحي يا بنتي..
( غادرت شريفه الغرفه تاركه شمس في لهفه وحيره غريبه قائله.
شمس: معقول الكلام ده... لا انا لازم اعمل العمليه عشان اشوف فارس واشوف هفتكره ولا لا وكمان اشوف الصور دي واعمل كل اللي بابا كان نفسه ان انا اعمله
( في اليوم التالي المنتظر انه هو اليوم الذى ستجري شمس به العمليه.. كان فارس يجهز شمس ويساعدها في ارتداء حجابها حينما اخرج من جيبه علبه قطيفه وامسك بيدها قائلا..
فارس: يا ريت يا شمس تقبلي مني الخاتم ده هديه جوازنا الشبكه يعني اللي انا ما جبتهاش لسه... بصي هو على شكل قلب والقلب فص فيروز اخضر يعني زي لون عينيكي... ولون قلبك الاخضر الطيب... وكمان لون ارضك اللي بتحبيها ومستنياكى تفتحي وتروحي تشوفيها بعينيكى الحلوه دى...
شمس: ربنا ما يحرمني منك ابدا يا فارس اكيد هو جميل علشان ذوقك..
فارس: لا على فكره هو ذوقك انتى.... فاكره لما كنت قاعد انا وانتى و قلتلك انا في ايدي كتالوج في صور مجوهرات وعايزك تحطي ايدك على صوره فيهم... وقتها انتى لمستي صوره الخاتم ده... انا بقى وصيت عليه وجبتهولك..
شمس: معقوله... والله انت عليك حركات.. عميا تنقي شبكتها ده خبر الموسم..
فارس: بلاش كلمه عاميه دي ما عدتش عايزه اسمعها تاني وقريب قوي هتشوفي احسن مني ومن كل الناس كمان بس انت قولي يا رب.
شمس: يا رب يا فارس يا رب طب يلا بقى اتاخرنا على الدكتور قوي
فارس: ايوه كده هي دي الحماسه والامل اللي انا عايز اشوفهم في عينيك يلا بينا..
(خرج فارس وشمس باتجاه المستشفى حينما وصلوا كان الطبيب بانتظارهم فسلم على فارس وشمس قائلا..
الدكتور: يا صباح الجمال.. ها يا شمس جاهزه للعمليه.... الاعصاب حديد...
شمس بكذب: الحمد لله انا زي الاسد وجاهزه جدا يا دكتور يلا بينا..
(شعر فارس بخوف شمس وقلقها فقال مهدئا لها..
فارس: شموسه يا قمر ادخلي واخرجيلي بسرعه عشان هتوحشيني اووووي وانتى جوه وكمان عاملك احلى مفاجاه ممكن تتخيليها... انا مش هتنقل من قدام باب العمليات لحد ما تخرجي واوعدك اول حاجه هتشوفيها هتكون انا...
شمس: حاضر يا حبيبي هخرج بسرعه وربنا يستر والحق اشوف المفاجاه..
( دخلت شمس غرفه العمليات مبتسمه داعيه متمنيه من الله الشفاء بينما رن هاتف فارس ليجيب...
فارس: الو ايوه يا شادي لا لا انا في المستشفى مع شمس هتعمل العمليه النهارده شادي وازاي ما تقوليش ده انا وسكر عندك في الارض.... بص احنا هنجيب عربيتك ونجيلكم حالا..
فارس: خلاص مستنيكم وسوق على مهلك ياض وخلي بالك من سكر..
( استقل شادي سياره فارس هو وسكر وانطلقوا باتجاه المستشفى فكان هناك من راى السياره منطلقه ولكن دون ان يعلم من يقودها فاتصل برضوان ظنا منه انه فارس الذي يقود ليقول له.
مجهول: خلاص يا رضوان بيه قول على صاحبك يا رحمن يا رحيم..
رضوان: يعني حصل ركب العربيه وطلع بها قدامك..
مجهول: لسه ماشي حالا وتقريبا معاه واحده ممكن تكون شمس هانم..
رضوان: بلا هانم بلا زفت على الله تكون هي ولا تكون اخته اللي عايزه تلف على شادي ابني وتاخده هي كمان اصلها ناقصه يلا الله يرحمهم مقدما والله اتاثرت..
مجهول: ما تنساش الزياده بقى اللي اتفقنا عليهم ولا انت عارف هعمل ايه..
رضوان: يا عم فاكر... فاكر... خليني اطمن الاول انهم ماتوا وحلاوتك محفوظه وبزياده كمان
((اغلق رضوان الخط وارتسمت على وجهه ابتسامه نصر فقال بخبث وسعاده..
رضوان: اخيرا خلصت منك يا فارس الكلب انت وبنت عز يلا روحه بلا رجعه..
( وعند شادي وسكر في طريق المستشفى كان يدور الحوار التالي
سكر: يا شادي هدي السرعه شويه انا بخاف اوووي امشي على مهلك عشان خاطري..
شادي بحب: خاطرك غالي عندي اووووي يا قلبي حاضر ههدي عشان خاطر عيونك بس..
( حاول شادي ان يضغط فرامل السياره اكثر من مره ولكن دون جدوى الفرامل لا تعمل... حاول مره اخرى واخرى قبل ان يقول لسكر حتى لا يصيبها بالفزع ولكن دون فائده ليصرخ بها قائلا...
شادي: سكر العربيه ما فيهاش فرامل نطى بسرعه من العربيه ما فيش وقت..
سكر: شادي ده مش وقت هزار وحتى لو ده هزار فده هزار بايخ جدا على فكره..
شادي بجديه: انا ما بهزرش يا سكر انا بتكلم جد..
سكر: يا نهار اسود ازاي ما فيهاش فرامل انا مش هنط واسيبك انت اتجننت..
شادي: مش وقته غباوه وتنشيف دماغ يا سكر نطى علشان خاطري
سكر: والله لو اخر يوم في عمري لو هموت فيها مش هسيبك يا نعيش سوا يا نموت سوا انت فاهم...
شادي: يا سكر ما تلعبيش باعصابى العربيه هتتقلب نطي وحياتى عندك لو بتحبيني..
سكر: وحياتك عندي ما هنط انا بحبك يا شادي ومش هموت غير وانا معاك ومستحيل اخون حبي ليك وحبك ليا وانط واسيبك..
شادى وهو يحاول ايقاف السياره باي شكل..
شادي: جايه تقوليلي بحبك دلوقتي يا سكر.. لا لا وطي يا سكر بسرعه ااااااااااه..
((محاولات شادي المستمره لايقاف السياره جعلتها تنقلب عند منعطف بالقرب من المشفى كان شادي محتضنا لراس سكر وهي تحتضنه بينما توقفت السياره محطمه على جانب الطريق بشكل ماساوي...
(كان فارس يقف امام غرفه العمليات التي بها شمس منتظرا بقلق حينما سمع صوت مذياع المستشفى والممرضه تعلن عن وصول حالتان باصابات خطره في حادث فنظر فارس ليجد ممرضه ترقض في الممر ليوقفها سائلا.
فارس: خير يا انسه في حادثه ولا ايه..
الممرضه: ايوه حادثه كبيره ابن رضوان بيه اللي من عيله مهران ابنه الوحيد عمل حادثه ومعاه واحده وحالتهم خطر جدا..
فارس بصدمه: شادي وسكر.. بتقولي حالتهم خطره هم فين انطقي..
الممرضه: دول دخلوا العمليات على طول ربنا يلطف بيهم.
( ذهبت الممرضه بينما وقف فارس مصعوقا فاخذ يحدث نفسه بهذيان...
فارس: اعمل ايه دلوقتي.. اعمل ايه... اروح اطمن عليهم... ولا استنى شمس.. الله يخربيتك يا رضوان اكيد انت اللي وراها وصلت معاك لكده... يا رب اتصرف ازاي اول مره اتحط في موقف زي ده اعمل ايه...
( خرج الطبيب من غرفه العمليات التي بها شمس مبتسما قائلا..
الدكتور: الحمد لله يا استاذ فارس العمليه نجحت بدون اي مضاعفات دلوقتي هننقلها الغرفه بتاعتها وبعد اربع ساعات هتفوق وتقدر تشوفها... والشاش باذن الله نشيله بعد بكره ونتاكد من النتيجه بنفسنا وان شاء الله خير دلوقتي كله بين ايدين ربنا...
فارس بحزن ممزوج بسعاده: متشكر اووي يا دكتور ربنا يطمنك الحمد لله..
(اطمئن فارس عن سلامه شمس ليركض مسرعا الى الاستعلامات قائلا...
فارس: لو سمحتى يا انسه قوليلي الاثنين اللي جم في الحادثه دلوقتي حالتهم ايه..
الممرضه: حضرتك الدكتور هناك اهو تقدر تساله بنفسك عنهم..
(ركض فارس باتجاه الطبيب وهو مذعور قائلا..
فارس: من فضلك طمني على الحالتين اللي جم في الحادثه وضعهم ايه هيعيشوا..
الدكتور: والله ما اقدرش اطمنك دلوقتي.. الحادثه كانت صعبه جدا الشاب عنده ارتجاج في المخ وكسور في ضلعين مع جروح كثير والبنت للاسف في غيبوبه بسبب اصابه شديده في الراس وعندها كسر مضاعف في رجليها وبرده جروح كتير... بصراحه حالتهم خطر لو الليله عدت على خير ومؤشراتهم الحيويه استقرت يبقى الخطر زال عنهم...
فارس: متشكر اووي يا دكتور من فضلك خلي بالك منهم كويس واهتم بيهم لو سمحت..
الدكتور: احنا بنهتم بكل المرضى... هم يقربولك حاجه...؟؟؟ اصل يعني بنرن على الارقام اللي على تليفون الشاب ما حدش بيرد وتليفون البنت للاسف اتدمر..
فارس: البنت تبقى اختي واللي معاها يبقى خطيبها كانوا جايين هنا اصلا عشان يقابلوني..
الدكتور: طيب تمام هحتاجك تروح الاستعلامات تملا الاستمارات بتاعت دخولهم وان شاء الله خير..
)( انصرف الطبيب بينما وقف فارس حائرا يمشي بالممر ذهابا وايابا قائلا بقى كده يا رضوان ما كفكش ابويا عايز كمان تاخذ اختي ومراتي وابنك... مش هرحمك يا رضوان وغلاوتهم ما هرحمك.. اناااا.... انا تعبااااان...
تعبان اوووى... انا عايز امي لازم اروح لامي...
