رواية فارس ظلمتي الفصل الخامس عشر15بقلم اسماء الطبلاوي


 رواية فارس ظلمتي الفصل الخامس عشر15بقلم اسماء الطبلاوي



اطمئن فارس على حاله شمس وشادي وسكر قليلا ثم ركض مغادرا المشفى بالكامل يركض بكل ما اوتي من قوه حتى وصل الى المنزل فدخل ولم يجد احد فتوجه مسرعا لغرفه والدته لا يوجد من يقويه في لحظات ضعفه سواها فعندما دخل وجدها تجلس فوق الفراش واضع قدماها ارضا فتقدم نحوها مسرعا وخر واقعا على ركبتيه امامها واضع عن راسه فوق اقدامها قائلا ...

فارس: خلاص يا ماما تعبت مش قادر انا مش جامد زي ما انا مبين ما بقتش قادر اتحمل انا مش قادر احمى اللي بحبهم تعبت... تعبت اوي يا امه... موجوع. 

شريفه: ايه ده يا فارس... انا اول مره اشوفك كده... اهدى يا حبيبي واجمد انت قدها وقدود ربنا معاك يا ابني... هي شمس عامله ايه.

فارس: الموضوع مش شمس وبس يا ماما ده كمان شادي وسكر في العمليات في حاله خطر عملوا حادثة وهما جايينلي المستشفى وشمس ساعتها كانت في العمليات وانا واقف زي العاجز مش عارف اطمن على مين فيهم وعمال اجري شمال ويمين ما بينهم زي المجنون تعبان اوووي ياما... تعبان.. حاسس اني بتخنق ريحيني يا ام فارس انا صح ولا غلط...انا ليه بيحصل معايا كل ده.

  شريفه: يا لهوي امتى حصل ده كله يا فارس..  يا رب استر يا رب.. وانت يا حبيبي شايل ده كله وساكت طب يلا بينا على المستشفى لازم نكون جنبهم يا ابني ونعدي بيهم الازمه دي لازم تجمد يا فارس احنا كلنا مسنودين عليك يا حبيبي.. مراتك واختك وانا حتى شادي فوق لنفسك يا فارس ما ينفعش تقع دلوقتي خالص.. 

فارس: يا ماما انا من الصبح بلف حوالين نفسي تايه زي المضروب على راسه... وانا عارف مين اللي ورا الحادثه وورا كل اللي بيحصلي وساكت علشان مستني الفرصه المناسبه بس لامتى هتحمل... انا بشر يا ماما مش جبل.

شريفه: فارس... ابوك لما سماك فارس قالي ده هيبقى عامل زي فرسان الحكايات... ينقذ المظلوم وينجي الغرقان هيبقى سند لكل ضعيف وهيقف لاي حد يتجاوز حدوده... ابوك كان معاه حق سماك فارس وانت فارس قوم واقف على رجليك ما تقعش الوقعه دي ثاني ابدا واجمد... مراتك واختك وعريسها مستنيينك ومحتاجينك واللي عمل كده لازم يتحاسب ولو في حد استاذ في اخذ الحق يبقى فارس ابني يلا بينا.. 

فارس براحه: عندك حق يا ماما انا ما ينفعش اقع دلوقتي خالص.. لازم ابقى زي ما اتعودتى عليا.. انا وعدت شمس اني هحميها وهنفذ وعدي ووعدت سكر وشادي اني هجوزهم... وهجوزهم.. ومش ممكن ارجع في كلامي..

( عاد فارس ومعه والدته الى المشفى مسرعين حينما طلبت منه شريفه ان يذهب لشمس قائله..

شريفه: روح يا ابني انت اطمن على مراتك دي امانه ولازم تصون الامانه... وانا هطمن على سكر وشادي واجيلك يلا يا ابني اسمع الكلام.. 

فارس بطاعه: حاضر بس ما تتاخريش عليا يا ماما عايز اطمن عليهم.

( ذهب فارس الغرفه شمس بينما توجهت شريفه للعنايه المركزه حيث يوجد كلا من سكر وشادي وعندما وصل فارس وجد الممرضه تقابله ومسرعه تخرج من غرفه شمس تقول..

الممرضه: انت كنت فين يا استاذ فارس دي مدام شمس من ساعه ما فاقت وهي عماله تزعق وتصرخ وتنده عليك وكده خطر عليها..

فارس: وليه محدش رن عليا...  وسعي بسرعه انا هعرف اهديها..

( دخل فارس مسرعا ليجد شمس تصرخ مناديه له بكل قوه فوقف جوار الفراش ينظر لها دون ان يتحدث حينها هدات شمس تنهج من فرط العصبيه وهي تشتم الرائحه حولها قائله...

شمس: فارس انت هنا...  انا شامه ريحتك يا حبيبي تعالى جنبي..

فارس: انا جيت اهو يا قلبي بس انا زعلان منك اووي يا شمس لا  حقيقي زعلان..

شمس: ليه يا حبيبي انا عملت ايه ده انا اللي المفروض ازعل منك..

فارس: ليه بقى ان شاء الله.. ده انا يا دوب رحت جبت ماما وجيتلك على طول ارجع الاقيكي عامله الزيطه دي كلها... لا انا زعلان.. زعلان اوي..

( تحسست شمس بيديها الطريق الى وجه فارس وامسكت به وانحنت تقبله في خديه يمينا ويسارا ثم قالت..

شمس: انا اسفه يا حبيبي حقك عليا.. انا بس خفت لما عرفت انك مش موجود بره قلقت عليك اوي هو انت مش قلتلى انى لما افوق هتكون اول حد قدامي..

فارس: قلقتي عليا ولا قلتى فارس خلاص وقع ومش قادر يتحمل فسابني وخلع مش كده.

شمس: مستحيل افكر كده ابدا فارس اللي اعرفه مستحيل يقع او يهرب من مسؤوليه..

( دخلت شريفه للغرفه ترسم ابتسامه مصطنعه على وجهها قائله.. 

شريفه: انا رأي كان كده برده يا شمس فارس طول عمره قد المسؤوليه.. 

شمس بحب: اهلا يا ماما يا حبيبتي شفتي اخذت بنصيحتك وعملت العمليه اهو تعالي اقعدي جنبي.. 

شريفه: شاطره يا شمس وربنا يا بنتي يتمهالك بالشفاء والعافيه.... طبعا هقعد جنبك امال انا جايه ليه...

فارس مقاطعا: ماما عايزك بره شويه... بعد اذنك يا شمس شويه وراجعينلك على طول.. 

(توجه يا فارس مع والدته للخارج مغلقا الباب على شمس ليسالها بخوف قائلا..

فارس: هاااا يا ماما طمنيني سكر وشادي اخبارهم ايه..

شريفه بحزن: والله يا ابني اخبار ما تسرش ابدا.. بس الحمد لله عدوا مرحله الخطر الدكتور بيقول ان مؤشراتهم الحيويه استقرت بس لسه شادي ما فاقش عمال يتشنج ويخرف ويقول كلام غريب زي نطى بسرعه... العربيه ما فيهاش فرامل... وبعدين يرجع يهدى ويقول بحبك يا سكر مش عايزك تموتي.. ويرجع يهدى ثاني... اما اختك بقى لسه في الغيبوبه وما حدش عارف هتفوق امتى.. بس شادي منتظرين يفوق في اي لحظه والدكاتره خايفين اوووي من الوقت اللي هيفوق فيه

فارس: عارف يا ماما عارف ربنا يستر... من كلامك ده عن تخاريف شادي انا فهمت اللي حصل بالتحديد بس خلاص كل حاجه وضحت وقربت تتكشف وكله بحسابه...

( وهناك في فيلا شمس كان رضوان يجلس فوق كرسي المكتب براحه شديده وحوله ناديه ورنا ونعمات يضحك قائلا... 

رضوان: ههههههه شوفتي يا ناديه قلتلك هخلص منه وكنت قد كلامي ونصيبها بقى جابها معاه قدرها كده... كل حاجه دلوقتي هترجع لاصلها..

ناديه: بس مش غريبه ان لحد دلوقتي ما سمعناش خبرهم ده حتى ما حدش جه بلغنا انهم عملوا حادثه ولا حتى كلمنا مش غريبه..

رنا بغل: لا مش غريبه تلاقي العربيه لما اتقلبت ولعت واتفحموا ومش قادرين يتعرفوا عليهم احسن علشان يبقوا يتحدوا اسيادهم.. 

نعمات: يلا اهم غاروا افتكرولنا حاجه عدله.... المهم يا رضوان ابنك مش باين من امبارح ومش عارفه راح فين.. مصيبه ليكون خد البنت بتاعته وراح اتجوزها من ورانا... 

رضوان: ما يقدرش يا نعمات شادي ابني بعد كل شيء وانا بقى منمرله على جوازه بس ايه حسب ونسب وجمال.. اول ما اشوفه هفتح معاه الموضوع.. 

رنا: انا عارفه عاجبه ايه في الحيوانه اللي اسمها سكر دي.. ما كانتش تبقى معاهم في العربيه ساعه ما اتقلبت ونخلص منها بالمره..

( كانوا جميعا يتحدثون دون وعي منهم لمن يستمع ويسجل كل شيء بدقه فليس كل ما نتمناه يحدث خصوصا ان كان شر فرب الكون لا ينصف ظالم وينكس مظلوم فدائما ما تكون هناك اسباب لانصاف الحق ومن كان يستمع كان سببا مهما في هذا رغم بساطته..

( وفي مساء اليوم التالي في غرفه العنايه المركزه حيث يتسطح شادي وسكر في سريران مجاوران كان شادي يخرف بنفس الكلام قبل ان يفيق مذعورا يصرخ بقوه قائلا.

شادي: سكررررر....

( حينها بدا ينظر حوله بحثا عنها حتى يهدئ من نار قلبه ويطمئن عليها حينما تاكد انه بالمشفى وعندما راها ممدده فوق فراش مجاور له تخرج منها اسلاك الاجهزه غائبه عن الوعي نظر اليها مطولا ثم نادى عليها بتعب قائلا..

شادي: سكر.. يا سكر.. ردى عليا يا قلبي.. انا شادي حبيبك ردى عليا والنبي.. ليه يا سكر ما نطتيش زي ما قلتلك.. ليه ما سمعتيش كلامي يا عمري... اوعي تسيبيني وتروحي انتى قولتي يا  نعيش سوا يا نموت سوا... 

(عندما لم يجد استجابه منها بدأ  يصرخ ببكاء مناديا بصوت تتمزق له نياط القلوب لمن بالخارج علهم ياتون ليطمئنوه عليها قائلا.. 

شادي: يا ناس يا اللي بره حد يجي يطمني عليها ويعرفني مالها حد يريح قلبي ردوا عليا حد يطمني جرالها ايه..

( دخل الطبيب مسرعا وخلفه الممرضه وشريفه التي كانت تقف بالخارج وخلفها فارس ليطمئنوا فوجدوا شادي يجلس فوق الفراش ينظر لسكر ويبكي مثل الاطفال قائلا.

شادي: طمنوني مالها حد يريحني شوفوها فوقهالي عايز اكلمها..

الطبيب: اهدا يا استاذ شادي كده خطر عليك الانسه سكر في غيبوبه ومش سمعاك اصلا..

شادي: غيبوبه.. غيبوبه ازاي... لا هي بتهزر معايا دلوقتي هتلاقيها قايمه وترد عليا قومي يا سكر كلميني... ردى عليا بقى.. 

شريفه بحزن: اهدى يا شادي بس يا حبيبي.. ده قضاء ربنا وباذن الله تقوم لنا بالسلامه انت تعبان دلوقتي ارتاح شويه..

شادي: ارتاح.. ارتاح ازاي.

فارس: اجمد يا شادي ما تعملش في نفسك كده اتفائل خير ربنا معاها..

شادي: انا السبب.. انا السبب يا فارس.. بس انا قلتلها تنط من العربيه واتحايلت عليها كثير والله بس هي رفضت.. ركبت دماغها زى العاده.. خدتها في حضني والعربيه اتقلبت وبعد كده مش عارف ايه اللي حصل... ليه مش انا اللي مكانها يا فارس.. ليه. 

فارس: استغفر ربنا يا شادي ده امر الله وبعدين انت تعبان دلوقتي ولازم ترتاح وما ينفعش تلوم نفسك على حاجه زي دي خصوصا لو ما كنتش انت المقصود بيها..

شادي: يعني ايه هي كده خلاص هتروح مني.. ده احنا اشترينا الشبكه وكنا جايين نوريهالك... ده احنا كنا طايرين من الفرحه واحنا جايينلك  عشان نفرح معاك بسلامة شمس و تتمم جوازنا... لا انتوا بتهزروا اكيد مش هتسيبني هي اكيد هتفوق دلوقتي انا عارف... يا سكر ردى عليا يا سكر ردي عليا..

الطبيب: حضريلي حقنه مهدئه بسرعه الانفعال ده غلط عليه لازم ينام..

( اقترب الطبيب من ذراع شادي بالحقنه محاولا ان يعطيه اياها وهو يصرخ رافضا وفارس ممسكا به يحاول تهدئته بينما اوقفهم جميعا بصدمه مذهولين صوتا ضعيفا يقول..

: بطل دوشه بقى محدش يعرف يدخل في غيبوبه جنبك. 

تعليقات



<>