رواية بنت ليل الفصل الرابع عشر14بقلم هدير سعيد


رواية بنت ليل 
الفصل الرابع عشر14
بقلم هدير سعيد
 
دائما وابدا كانت الام هي مصدر الأمان والقوة هي من نلجاء إليها فالصعاب والشدائد فالفرح وفي الأمل نبثها شكوانا ونشركها سعادتنا ولكن لم يكن الأمر كذلك بالنسبة إلي لأيمن وباكينام فقد سأت علاقتهم كثيرا بعدما اختفت ليل فقد حملها ذنب انتحاره حسبما ظن فقد كان يري مدي سوء المعامله التي تلقتها زوجته علي ايادي والدته وهو الأن يثق تمام الثقه ان امه هي السبب المباشر بهروب ليل ولذلك حينما وجد رقم باكينام ينير شاشته لم يعيره اهتماما بل فكر سريعا كيف يخفي امر ليل عنها حتي لا تسعي لأضاعتها من بين يديه مرة اخري وكان هشام وكأنه قد قراء افكار ايمن فأقترب منه 
هشام : ايمن باشا كنت عاوز اقول بحضرتك لو تسمحلي ياعني مالوش لزوم حد من العيلة يعرف بظهور ليل هانم الفترة دي علي الأقل لما تستعيد صحتها
ايمن : عندك حق بس انا عاوزها تصحي عاوز اسمع منها ليه عملت فيا كده 
نكس هشام رأسه في اسف : في امور كتير غايبه عن حضرتك بس لما بلغوني بان مدام ليل توفت وصدمة حضرتك ودخولك المصحة خلي الكل يتجنب يحكيلك حاجات كتير 
ايمن : لينا قعده وروقه من الواضح انك مخبي عليا حاجات كتير 
في تلك الأثناء كانت عبير قد قررت الرحيل فشمس وسط اسرتها وقد اشتقت هي لأبنائها وتحتاج ان تنال قسطا من الراحة نعم قد حجز ايمن لليل جناح فاخر رغم كونها بالعنايه ولن تنتفع به لكنه للمرافقين ولكن كيف تنعم بتلك للنومة المريحة وهي تعلم حال ابنائها وكيف لها ان تأكل مثل هذا الطعام الفاخر وهي لا تدري هل ابنائها جياع ام ممتلئة بطونهم حتي وان امتلئت فلن يأكلو مثل هذا الطعام 
عبير : شمس حبيبتي انتي هنا مع عيلتك وانا العيال وحشوني عاوزة اروح اشوفهم وهجيلك تاني 
شمس : خلاص هتمشي وتسيبيني لوحدي 
عبير : اسيبك لوحدك فين ما انتي معاكي ابوكي وخالتك وخالك ومرات خالك و هشام بيه ياعني مش محتاجاني في حاجه
شمس : معرفهومش معرفش غيرك متسيبنيش
كانت كلماتهم علي مسمع من ورد التي نزلت الكلمة علي قلبها ك*نص*ل حاد يمزقه إربا فلشمس كل الحق ان تهابهم فهي طفله وجدت نفسها بين اشخاص يخبرونها انهم اهلها وهي لا تعلم عنهم اي شئ مسبق فكيف لها ان تطمئن الا بوجود من تعرف 
عبير : هجيلك بكرة بس اروح اطمن علي شهد و سالم واجيلك
شمس : طب وهتروحي ازاي هو انتي معاكي فلوس مش اخر فلوس صرفناها واحنا رايحن لايمن بيه 
عبير : هسأل لما انزل احنا فين واكلم عمك ابو شهد يجي ياخدني 
شمس : ولو طلع معهوش فلوس هو كمان 
عبير : يستلف وانا لما ارجع المصنع هبقي اسدهم ولو حكمت اخدها مشي 
شمس : تمشي كل ده هتروحي بعد اسبوع اخنا بعيد اوي مش هينفع تمشي كل ده علي رجلك
في لحظة دخول ايمن وهشام للغرفه 
ايمن : تمشي فين يا مدام 
عبير : اروح يا بيه لبيتي وعيالي وحشوني وهبقي اجي ل ليل وشمس تاني 
ايمن : يبقي هشام هيوصلك و يبقي يوفرلك عربية بسوق تجيبك وتوديكي وقت ما تحبي 
عبير  بحرج : لا لا ما تتعبوش نفسكم انا هتصرف
ايمن : مستحيل الست اللي فضلت مع بنتي ومراتي ووقفت جنبهم وباتت فالشارع عشان ماتسيبش بنتي لوحدها اجازيها باني اسيبها تمشي لوحدها دي اقل حاجه ارد بيها جميلك انك حفظتيلي علي بنتي ورجعتيهالي 
عبير : ليل دي اختي وشمس زيها زي شهد انا اللي مربياها لا جمايل ولا حاجة دي محبه 
ومال ايمن علي اذن هشام 
ايمن : اسحب من اي مكينة تحت ١٠٠٠٠ واديهملها ووصلها لأي مكان ولو عرفت تجيب شهادة ميلاد شمس واي ورق يخص ليل وشمس جيبه 
هشام : اومرك يا ايمن باشا 
ايمن : شمس معاكي مفتاح بيتكم صح عرفي هشام انتو شايلين اورقكم فين عشان وهو بيوصل مدام عبير يجيبه
شمس : المفتاح مع خالتي صح ياخالتي ولا ضيعتيه 
عبير : لا معايا اهو واعطت المفتاح لهشام 
نزل كل من عبير وهشام وكانت الهام تتجول في المشفي التي تشبة المول فلم تكن مشفي فحسب ولكن هناك دور كامل يحوي عدة محلات للهدايا ليبتاعها الزائريين لمرضاهم فلمحتهم فاخذها الفضول إلي اي مكان سيذهبان فصارت خلفهم لتجده توقف عند احدي مكينات الصرف الألي ليسحب مبلغ ما ومن ثم يضع كارت اخر غير الاول ليسحب مبلغ اخر 
الهام لنفسها ياختي رايحين فين دول وبيسحب الفلوس دي كلها ليه 
ولكن شرودها كان قوي حتي انها لم تنتبه لأستقلالهم اخد السيارات حتي انها ظلت تبحث عنهم بعينيها ولكنها لم تراهم إلا اثناء تحرك السيارة فالتفت عائدة لذلك الجناح الذي حجزة ايمن 
*******
وصلت سيارة هشام إلي الحي فوجد صعوبة في دخول احد الشوارع فاضطرا ان يترجلا ليكملا ماتبقي سيرا علي الأقدام ولكن قبل ان ينزل اي منهم من السيارة اعطي عبير النقود التي رفضت تماما ان تأخذها في بادئ الامر ولكنها اخذتها بعد اصراره الطويل لتتفاجئ بانه مبلغ كبير حتي انها كادت ترقص فرحا رغم انها لا تعرف كم هو ولكن كل ما همها انها ستطعم ابنائها مثل ذلك الطعام الذي رأته فالمشفي كانت السيارة ملفتة للأنظار فكيف لسيارة مثل تلك تقف في حي مثل هذا كان المنزل يبعد مسافة عشر دقائق من السير السريع ولهذا لم يكن احد يعلم عبير في هذا المكان فلم تكن اقتربت بما يكفي من منزلها ولكن حينما اقتربت بدأ الهمز واللمز حول من هذا الرجل ذو الهيبة  الذي يصاحب عبير ولكن لم تهتم عبير لنظرات الجيران قدر حرجها من مكان سكنها وكان هشام يتطلع إلي المكان بحسرة حقيقيه فكيف تسبب ان تحيا ليل وابنتها في التواجد في مكان مثل هذا فالشوارع غارقه فالوحل والازقة في منتهي الضيق والمنازل أيلة للسقوط وملابس الجميع رثه بشكل مبالغ به كيف استطاعت ان تحيا في مكان كهذا
وصلو إلي المنزل 
عبير بحرج : معلش المكان مش قد المقام بس لولا الورق اللي انتو عاوزينه مكنتش دخلتلك لحد هنا 
هشام بضيق : هي مدام ليل عايشه هنا من امتي 
عبير : من يوم ما خطفها الراجل اللي رماها فالنيل 
كانت الصدمة جاليه علي وجه هشام فلم يتوقع ان تصل بنان وبكينام إلي مثل هذا الأمر فقد ظن مثل ايمن ان ليل قد انتحرت بعد هروبها اثر معاملة الجميع السيئة لها وان الامر لم يكن يتعدي المضايقات اللفظية والتهديدات التي كان هو جزء منها لكن قتل فلم يكن يتوقع هذا ابدا 
وصلت عبير إلي غرفة ليل فقالت : دي اوضة ليل وشمس الورق موجود في صندوق تحت السرير اللي في وش الباب علي طول في ظرف ليل كانت محضراه
دخل هشام وذهبت عبير إلي غرفتها لتجد زوجها في وجهها 
ابو شهد. : ايه ياوليه روحتي وقولتي عدولي يومين بره البيت وسايباني انا والعيال هنموت مالجوع 
عبير : وطي صوتك ابوس ايدك في ناس في اوضة ام شمس 
ابو شهد : ناس مين 
عبير : راجل كُبره بيشتغل مع ايمن بيه الوزير جوز ليل جيه عشان ياخد حاجات ليهم 
ابو شهد : وهي ليل دي متجوزة اصلا ومين الراجل الكبره ده 
عبير اقعد وانا احكيلك 
وقصت عليه كل شئ حتي امر النقود التي ما ان اخرجتها من حقيبتها حتي كاد زوجها يفقد عقلة فلم يري مثل ذلك المبلغ من قبل 
فقال :احنا ننزل نجيب هدمتين حلويين و شوية اكل يرمو عضمنا وعضم العيال الهفتانه دي و علبتين سجاير اجنبي اتنك بيهم علي الحارة 
عبير : انت هتضيعهم في كلام فاضي استني نشوف دول كام ونفكر هنعمل بيهم ايه اصلا 
شهد : امي طب هاتي ورقة منهم انزل اجيب بيها خضار ولحمه من السوق 
عبير وهي تعطي ابنتها النقود : حرصي عليهم يابت ومتخليش حد يضحك عليكي وهاتي كل اللي نفسك فيه انتي واخوكي
كان هشام قد انهي مهمته ولكن حينما خرج من الغرفه وجد معضلة اي طريق يسلك للعوده فلم يكن هناك بدا الا من طرق باب عبير خرج زوجها 
هشام : مش دي اوضة مدام عبير 
ابو شهد : انت البيه اللي من طرف ام شمس اتفضل اتفضل نورتنا 
هشام : شكرا بس انا مش عارف اخرج من هنا ازاي 
عبير وهي تقف خلف زوجها : معلش يابو شهد روح وصله للطريق بره هو راكن عربيته برة عند بتاع الفطير  اللي علي الشارع الكبير 
******
كان الأرهاق باديا علي شمس فسقطت في النوم بين يدي خالتها 
محمد : نامت 
ورد : ياقلبي بتقول مانمتش من وقت ما امها دخلت المستشفي 
محمد : حاسسكم بقيتو اصحاب 
ورد : هي بس مخضوضه علي امها والفضول قاتلها تعرف هي ازاي امها اتجوزت ايمن الوزير 
محمد وقد عادت إلي رأسه الذكريات 
فلاااااااااش باك 
ليل : مش هننزل القاهرة بقي انا متعوداش علي العيشه هنا الجو حر وخانقه ومفيش نزول الا من بيت لبيت واصحابي وحشوني 
احمد ومحمد : ليل علي حق احنا زهقنا يا ماما وعاوزين نرجع بيتنا 
صفاء : هنا بيتكم وهناك بيتكم وانتي ياليل لازم تتعودي علي الغيشة هنا ده انتي هتتحوزي هنا 
ليل : يووووه ما قولنا هيجب شقه هناك واتفقنا علي كده 
صفاء : واديكي شفتي عمتك كل ما تيجي سيرة العيسة فالقاهرة تعمل ايه وتتعب ازاي 
أحمد: بتمثل يا ماما بتمثل ماهي صحتها بمب ضغطها مابيعلاش بس الا لما تيجي سيرة جوازة ليل وعمران
صفاء : عندها حق ياعني بعد كل ده تيجب ليل تاخد بكريتها منها صحيح ربي ياخايبه للغايبه 
محمد: انا مش زيهم انا هقعد معاكي في اي مكان مش هسيبك ابدا 
صفاء : بكرة تغير رأيك
محمد : مستحيل 
ليرن جرس المنزل 
صفاء : شوفي مين ياورد 
ورد بعدما فتحت الباب : عمران يا ماما 
صفاء : قومي استقبلي خطيبك ياليل
 
تعليقات



<>