رواية بنت ليل الفصل الخامس5بقلم هدير سعيد


 رواية بنت ليل الفصل الخامس5بقلم هدير سعيد


ليتني قبلت هذا ما كانت تردده امي وهي تقص ما حدث فبعدما اعدت جدتي الطعام ذلك اليوم وتناوله الجميع خرج الشباب للعب واندمجت ورد في مشاهدة التلفاز ودخلت كل من ليل ومريم لتنظيف الأوني وبقت العمة وجدتي يتبادلن الحديث اثناء شرابهم للشاي 
العمة : انتي عارفة يا ام محمد ان سلو عليتنا نلم لحمنا وبنات العيلة ما يخرجوش براها
صفاء : ايوه طبعا 
العمة : وليل ماشاء الله ادورت وبقت عروسه واللي جدها مخطوبة وعلي وش جواز 
صفاء : مش فاهمه 
العمة : من غير لف كتير عمران عينه من ليل وعاوز يتجوزها وانا مش هلاجي احسن من بنت اخويا اجوزها لابني 
سكتت صفاء لبرهه اثر المفاجأه ولكنها لم تعترض فعمران ذو سمعة طيبه و حسن الاخلاق و ملتزم و قد انهي دراسته الجامعيه حتي وان اختار هو العمل مع والده ولكنه ذو ثقافة عاليه وامام للمسجد المجاور لمنزله فعلي ما الاعتراض
فتحدثت قائلة : وانا مش هلاقي احسن من عمران يكون عريس بنتي بس اللي اوله شرط اخرة نور لازم ليل تخلص علامها للاخر 
العمه :كده ولا كده عمران لسه بيبدأ مشروعه الجديد ومحتاج يوقفه علي رجليه وكمان بناية دور جديد ليل فالبلد  وتوضيبه هياخدله قد سنه ولا سنه ونص وياستي نمدها شويه كمان ونقول سنتين تكون عديتهم في الجامعه ويتبقي ليها سنتين زيهم تقضيهم متجوزة 
صفاء : ليل شاطرة وانا واثقه ان بنتي هيجلها طب و هتدخله وعشان كده انا بشرط من دلوقت انها تكمل ال ٧ سنين ومحدش يجف في طريجها 
العمة : وايه لزمته الطب خو اخنا هنشغلها ولا شيفانا هنجوعها وهنسيبها تشتغل تصروف علي نفسها والدي راجل ويجوم ببيته 
صفاء : انا مايهمنيش تشتغل ولا لا انا يهمني انها تحقق حلمها وحلم ابوها ولو هي موافقه علي عمران ده شرطي 
العمة : ياعني ايه لو هي موافقه هي البنات كمان هناخد رايهم فالجواز وتوافق وترفض وهو انا ابني يترفض من الاساس
صفاء : شرع ربنا يام عمران الجواز جبول وان موافجتش يبجي باطل رأيها اهم من رأيي
*******
كان ايمن يضرب الكرة بمنتهي العنف وكان هذا ملاحظ جدا لجيسي فنادته 
جيسي : ايمن موني شكلك متعصب خالص تعالي احكيلي مالك وسيب اللعب 
ايمن ومازال ظهره لها : مش رايق
فأقتربت قائلة : وانا مش هسيبك 
وجرته من يده واردفت : ما ينفعش تبقي زعلان ومعرفش ليه 
ايمن : ملل زهق وحدة 
جيسي : عشان مفيش واحده زيي في حياتك تملاها يامسكين تعالي نقعد وتعزمني علي الغدا وانا افرفشك 
وصارا إلي المطعم متشابكي الأيدي لم يكن ايمن منتبها ولكن جيسي كانت سعيدة وما ان خطت اقدامهم المطعم حتي وجدا بكينام هانم التي تطلعت إلي يديهم بفرحة فكم كانت تتمني خطبة ايمن وجيسي منذ زمن
وعندما اقتربا منها فجأته امه 
باكينام : اخيرا فرحتوني انكم بقيتو سوا اخيرا كان نفسي افرح بيكم من زمان عقبال فرحتي بفرحكم 
لم يفهم ايمن مقصد امه ولكن جيسي فهمت علي الفور فاحمرت وجنتها ووجدت انها فرصتها فلم تكن تعلم ان امه تريدها زوجة لابنها مسبقا فظلت صامته لتتبين إلي اي اتجاه سيصل الحديث
ايمن : قصدك ايه 
باكينام : ايه كنت ناوي تخبي عليا طب ما انتو داخلين ايدكم في ايد بعض اهو هتخبو عليا ازاي بعد كده 
هنا انتبه ايمن ليده الموضوعه في يد جيسي فسحبها قائلا : لا انتي فاهمه غلط احنا بس كنا جايين بنتكلم فا منتبهناش بس 
باكينام : ماهي بتبدا كده يدوب ابدا اجهز فستان الخطوبه ما تطولوش انتو بس عشان نروح نطلبها 
كانت بنان قد وصلت لتوها وقد استمعت إلي الجملة الاخيرة فتسألت 
بنان : خطوبة مين 
باكينام : جيسي وايمن 
بنان : فعلا اوه مبروك متوقعتش الصراحه واقتربت من جيسي لتقبلها
ايمن قد الجمته المفاجأه فلم يسعفه اي حديث اما جيسي فالتقطت دفة الحوار قائلة 
جيسي : لاء خطوبة ايه بس ياانطي 
بنان : ايه هتاخدو وقتكم لسه فالتعارف ولا كانكم بقالكم مع بعض سنين هو عادة بردو البست فريندز بيرتبطو 
في دخول فريد لتتوجه إليه بنان قائلة شوفت يافري جيسي وايمن ارتبطو ومخبين علينا 
فريد : اوبا وقعت فالفخ ياحبيبي مبروك 
ايمن : ياجماعة انتو فاهمين غلط 
جيسي : تمسك يد ايمن معلش يا جماعة انا وايمن بس كان المفروض نروح الاسطبل هو هيشرحلكم كل حاجة فالبيت ويوضحلكم الامور 
تعجب ايمن من فعل جيسي حتي انه صار خلفها كمسلوب الارادة 
لتقف امام الباب وتنظر إليه 
جيسي : هو احنا ليه ما نجربش ليه عمرنا ما جربنا نبقي سوا انا عارفه انه احنا صحاب بس بس زي ما بنان قالت فالعادة من كتر ما الصحاب بيبقو قىيبين لبعض بيبقو الانسب فاهمين بعض عارفين طبع بعض فبيريحو وكمان انا بحبك 
كانت لتلك الكلمة واقع مؤلم علي قلبه فهو يعلم ولكنه كان يتهرب دائما حتي لا يجرح قلبها فهو يعزها حقا ولا يتمني ان يؤلمها فهي شريكة كل ذكرياتها ورفيقتة منذ الصغر فظل علي صامته لدقائق حتي سألت 
جيسي : هو انا فيا حاجة وحشه مش عجباك ليه مش حببني ولا عاوز حتي تديني فرصه انت مفيش حد في حياتك حتي علاقاتك و حياة النايت كلها طياري ليوم او اتنين يمكن تكون بتحبني بس انت مش عارف عشان متعود اني موجوده ولا لازم اختفي عشان تحبني انا عارفه انك بتكرة المسئوليه بس لو ده سبب بعدك عني انا مش هحسسك بوجودي هتفضل كأنك لوحدك
كنت كلماتها كالسيف حاد النصل ينغرس في قلبه فتحدث قائلا: انا مش عارف انتي اغلي عندي من الكل حتي بنان اللي عمري ما حسيت انها اختي بس يمكن من كتر ما انا محتاج اخت حطيتك مكانها 
جيسي بعصبيه : بس انا مش بنان انا بحبك بجد 
ايمن وهو يخشي ان تنجرح فهو يعلم كم هي رقيقه: وانا معنديش مشكلة نجرب بس لومقدرناش خايف اخسرك 
جيسي : ولو مجربناش هتخسرني بردو يمكن وقتها لو نقدرناش نقدر نرجع صحاب لكن دلوقتي لاء 
فمد ايمن يده ليمسك بأيدها : انتي عارفه اني مقدرش اخسرك 
وهو يخبر نفسه لعله ينسي تعلقة بتلك الليل 
******
بعدما انصرفت بكينام ايضا ظلت بنان وفريد في المطعم وكان التوتر باديا عليها حتي انها كانت تنقر المنضدة بعصبية شديدة 
فريد : في ايه يا بيبي مالك كنتي كويسه لحد ما وصلنا هنا
بنان : عارف ياعني ايه انه يرتبط ببنت ماجد الطويل  
فريد: ياعني ايه 
بنان : جيسي وحيدة ماجد الطويل ياعني المجموعه كله بقيت في جيب ايمن 
فريد : وفين المشكلة بردو 
بنان : ياعني امي تطلق واتحرم منها بالاجبار طول طفولتي وامه تفضل وتدلعه يعيش حياتة بالطول والعرض وسهر وسفر وانا يطلع عيني من  تانية جامعه مع بابي فالشغل وفالاخر ياخد كل حاجه جهزة ماهو اكيد ماجد الطويل مش هيجوز بنته لواحد صايع فهيبدا ينزل الشغل وبابي يبدا يعتمد عليه وتضيع كل حاجه مني ويفضل علي طول افضل واحسن مني
كانت لكلماتها واقع غريب علي نفس فريد فقد اشفق عليها ولكنه هابها وخشي ان تكون تلك هي ام لاطفاله فهو لا يريد اطفال يتمتعن بالحقد فهو دائما ما لاحظ انها تشبة امها ولكنه كان يكذب نفسه ولكن علي مايبدو ان امها قد بثت بها كل حقدها فاصبح لايدري ماذا يفعل 
****
كان عمران يجلس تحت شجرة التوت الموجودة امام منزله وينظر إلي الخضرة امامه شاردا في ليل وابتسامتها العذبة ضحكاتهم معا و المرات التي صعد فيها لتلك الشجرة ليأتي اليها بالتوت بعدما منعها خالهُ من صعودها وتصفيقها مع كل مرة ياتي لها به فكم تحبه
وتذكر تلك المرة التي كان يتشاجر بها مع جارها واصيب بجرح غائر في يده كم بكت من خوفها عليه فارح جسدة ونظر إلي السماء مبتسما ليفيق علي صوت 
صديقه وابن عمه عاطف 
عاطف : ايه ياعم ده انت كنت بعيد اوي ايه اللي واخد عقلك 
عمران : ولا حاجة بس بفكر اتجوز 
عاطف : تبقي اتجنيت في حد يسيب الحرية ويرمي نفسه تحت قطر الجواز بأيده لساك صغير اتمتع بحياتك الاول 
عمران : انا حر يا عم هو انا معقد.زيك 
عاطف : الحق عليا اني بحاول اعقلط يلا كان بدري عليك يابني ومين سعيدة الحظ بقي
عمران خشي ان يخبره انها ليل فهو لا يعلم هل ستقبل ام ترفض فقال : لسه بدور علي صاحبة النصيب 
كانت ابنة عمه تجلس في غرفتها بجوار النافذه فسمعت كلام عمران دون ان تقصد وتمنت ان يقع اختيارة عليها فهو كما يقال عنه فالقرية اخر الرجال المحترمين فقامت وتوضئت لتصلي صلاة الحاجة فتلك عادتها كلما تمنت شيئا طلبته من الله ولم تُخذل في دعائها من قبل فدائما ما دعت ربها متيقنة من الإجابة فالدعاء يغير الأقدار

"الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها. وفي لفظ: بالذنب يصيبه. قال السندي في شرحه على سنن ابن ماجه : قال الغزالي: فإن قيل: ما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من جملة القضاء رد البلاء بالدعاء، فإن الدعاء سبب رد البلاء، ووجود الرحمة، كما أن البذر سبب لخروج النبات من الأرض، وكما أن الترس يدفع السهم، كذلك الدعاء يرد البلاء"

"الحديث: ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر وأطيب. رواه أحمد وغيره من حديث أبي سعيد رضي الله عنه."
تعليقات



<>