رواية هل يشفع الحب الفصل السادس والسابع عشر بقلم دينا عماد


رواية هل يشفع الحب
 الفصل السادس والسابع عشر 
بقلم دينا عماد




عالية قاعدة وماسكة التليفون بتتكلم
"ايوه موافقين...شكرا ياماما ربنا يخليكى ... حاضر هقولك اكيد... مع السلامة"

قفلت معاها ...رفعت ايديها للسما
"يارب انت عالم بحالى...يارب ارزقنا ولو بطفل واحد بس... مش طالبة اكتر من كده... يارب انا مش معترضة على حكمك...انا خايفة على بيتى وجوزى يروحوا منى...يارب مليش غيرك"

اخدت نفس سيطرت بيه على اعصابها...حاولت ترسم ابتسامة علشان حزنها ميبانش ف صوتها
واتصلت بطه
"الو... عامل ايه؟؟ مش هعطلك كتير... انا كلمت مامتك وقولتلها اننا موافقين وقالت نحجز مع الدكتور وهى جاهزة...ان شاءالله خير... ماشى يا حبيبى متتأخرش...مع السلامة"

قعدت عالية مكانها تبص لبيتها حواليها...ولصورتها هى وطه اللى على الحيط...ابتسمت وهى بتفتكر يوم فرحهم

قاطع تفكيرها صوت جرس الباب...قامت تشوف مين؟

عالية بتفتح الباب...ابتسمت بفرحة وترحيب
"ابلة فاتن...اهلا وسهلا"
سلمت عليها فاتن وهى داخلة
"ازيك ياعالية...عاملة ايه"
دخلت فاتن وقعدت هى وعالية
"الحمدلله...الله ع المفاجئة الحلوة"
"كنت بعمل كام مشوار كده وخلصتهم بدرى قلت اعدى عليكى اسأل عليكى"
"ده انتى نورتينى والله...تشربى ايه"
                  ********************

عالية وفاتن قاعدين وقدامهم فناجين القهوة فاضية
"وده معقول يا عالية...توافقى على شرط زى ده بنفسك"
عالية وهى بتتصنع اللامبالاة
"الحوجة مُرة وخلاص هى معاها حق..ده اخر امل لينا"
"يعنى ايه؟؟هتتطلقوا"
ردت عالية بسرعة
"لا... لوعايز يتجوز يتجوز بس ميطلقنيش"
وعيطت عالية
"انا مقدرش اتخيل حياتى من غير طه"
                       ********************

نرجس داخلة البيت...اول ما مها ونرمين يسمعوا صوت الباب من الاوضة ...يطلعوا يجروا عليها
نرمين"حمدالله ع السلامة ياماما"
مها"ازيك ياطنط"
نرجس"الحمدلله"
نرمين"هحضرلك العشا ونتعشا مع بعض"
نرجس بتبص لهم
"مالكم...مش على بعضكم ليه؟"
مها ونرمين بيبصوا لبعض ويضحكوا
وهما الاتنين" مالنا...عاديين اهو"
نرجس"طيب...يارب دايما عاديين كده"
مها بتغمز لنرمين بمعنى اتكلمى...شافتها نرجس
"جرى ايه يا بت منك ليها....مالكم ...انطقوا"
نرمين"قوليلها يا مها...مكسوفة"
مها"مكسوفة...من امتى ياختى"
تضربها نرمين وهى بتضحك...تتنرفز نرجس
"هنقضيها مياعة ولا هتنطقوا فيه ايه"
مها"اصل يا طنط...كان لينا واحد زميلنا ف الكلية...بس اكبر مننا يعنى... من زمان وهو بيحب نرمين وعايز يتقدم لها"
قعدت نرجس وسألت بأهتمام
"مين ده؟؟ وبيشتغل ايه وابن مين"
قعدت نرمين جنبها
"هو بيشتغل ف مصنع حاليا وباباه موظف عادى ومامته ست بيت...ناس عاديين يعنى ياماما"
نرجس"كحيان يعنى"
نرمين"مش كحيان ولا حاجة...شاب عادى لسه بيبدأ حياته"
نرجس وهى قايمة
"وايه اللى يرميكى الرمية دى...انتى كده قاعدة لما يجيلك اللى يستاهلك"
نرمين شاورت لمها..والاتنين مشيوا وراها
مها"ياطنط بس هو بيحبها...وهى كمان"
نرجس بتلتفت لنرمين
"هى كمان ايه؟"
مها بتلحقها"يعنى هى كمان عايزاه... مش احسن ما تتجوز واحد مبتحبوش وبعد الشر يتطلقوا...انما لما تتجوز واحد بتحبه اكيد هيبقوا مبسوطين مع بعض"
نرجس"هياكلوا ويشربوا حب... هيسكنوا بالحب...هيفرشوا بيتهم حب"
نرمين بتعيط"علشان خاطرى ياماما وافقى...انا وهو بنحب بعض وبعدين انه عايز يتقدم مش احسن ما نفضل نحب بعض من وراكم"
مها"صح ياطنط...يعنى بترفضوا الصح وبتدفعوهم للغلط"
كانت نرجس ف اوضتها وهما لسه وراها
"سيبونى افكر مع نفسى واخد رأى طه"
نرمين"طه ماله..المهم انتى"
نرجس بشخط"اخوكى الكبير وراجل البيت والكلمة كلمته... مش معنى انى مكنتش بخليه يمشى كلامه عليكى انك تنسى انه راجل البيت"
سكتت نرمين...وقالت بصوت واطى
"المهم كلامك هو اللى هيخليه يوافق او يرفض"
نرجس"بس نخلص من عملية مراته وبعد كده ربنا يحلها"
                      ********************

طه ونرجس قاعدين مع طارق
طه"يعنى برضه مش فاهم...ناوى على ايه"
طارق"ما انا بقولك انى لسه بادئ شغل قريب ومرتبى 900جنيه اول عن اخر"
طه"ماشى... هتجيب شبكة امتى...هتجيب شقة امتى... جاى تتجوز ازاى يعنى"
طارق"انا جاى وعارف اننرمين فهمتكم كل حاجة"

مها ونرمين ف المطبخ واقفين ع الباب وودانهم بره
عالية بتحضر صينية الجاتوه

مها"اخوكى شكله هيبوظ الدنيا"
اتضايقت عالية من كلام مها وسكتت على مضض
عالية"خدى يانرمين طلعى الصينية"
نرمين وهى بتاخد الصينية
"هاتى...علشان ألحق طه"
اخدت نرمين الصينية وراحت تقدم لطارق
كانوا بيتكلموا
طه"ازاى تتخطبوا وربنا يسهل بعد كده...لما نرمين قالت هتيجى لوحدك نتفق الاول مكنتش فاكر انك لسه تحت الصفر كده"

نرمين"طه ثوانى لوسمحت"
طه"بعدين يانرمين"
نرمين"لا دلوقتى ياطه"

قام معاها...نرجس استأذنت من طارق وقامت وراهم
راحوا يتكلموا ف الطرقة قريب من المطبخ
ولما قربوا مها راحت لهم
نرمين"انت عمال تكلمه كده ليه...زى ماتكون بتتلكك له"
طه"انتى شايفاه ينفعك؟"
نرمين"ماله؟"






طه"ده محيلتوش اى حاجة...ده عايز يخطبك كده بدبلة من غير ما نتفق على اى حاجة"
"ايه المشكلة يعنى"
"ايه اللى ايه المشكلة... ده مايناسبكيش يا نرمين... فيه فرق كبير بيننا وبينه"
واتكلمت نرمين بعصبية وهى بتعيط
"والله؟؟ ومقلتش الكلام ده لنفسك ليه وانت اتجوزت واحدة من ملجأ"
اتنرفز عليها طه...ورفع ايده يضربها
"اخرسى يا قليلة الادب"
جريت عليه عالية تحوشه...وشدت نرجس نرمين بعيد عنه
نرجس"انتوا اتجننتوا...هتفضحونا قدام الراجل"
طه وهو بيبعد عالية عنه
"خلاص...مش انتى عايزاه...مترجعيش تعيطى وتشتكى"

راح طه بعصبية وقعد مع طارق
"انا مراتى هتعمل عملية الاسبوع الجاى ومش ضامن ظروفى بعدها... خلال يومين تلاتة بالكتير هات اهلك ونقرا الفاتحة"
                      *********************

عالية داخلة البيت...وطه بيسندها
ووراهم نرجس شايلة شنطة هدوم

سبقتهم نرجس ع الاوضة... عدلت السرير لعالية
طه بيسند عالية وهى بتنام على السرير

نرجس"ربنا يكملك على خير... واسمعى كلام الدكتور ومتتحركيش كتير"
عالية"حاضر"
طه بيقول لنرجس
"ماما...انا مش هعرف اجى المحل زى الاول... مش هينفع اسيب عالية طول اليوم"
نرجس"اه طبعا...مش مهم ...هعمل اعلان اشوف اى بنت تيجى تساعدنى ف المحل وعلشان كمان ابقى اجى اطمن عليها او لو عايزة حاجة اعملها لها"
عالية مش مصدقة اللى بتسمعه
"شكرا ياماما...مش عايزة اتعبك"
نرجس"احنا اللى مش عايزينك تتعبى ولا تتحركى زى الدكتور ما قال...كفاية اوى المتابعة اللى هتروحيها له"

رن جرس الباب
طه"هروح اشوف مين"

راح طه يفتح الباب
كانت هدير وبناتها قدامه
"سلامو عليكو"
"اهلا وسهلا ...اتفضلى"
هدير وهى ع الباب
"انا روحت لكم المستشفى قالوا لى لسه ماشيين"
طه وهو بيوسع لها تدخل
"اه فعلا لسه جايين ...اتفضلى عالية جوه"

هدير دخلت على اوضة عالية..شافت نرجس قاعدة...خافت من اللى ممكن تسمعه من نرجس...وبانكسار
"سلامو عليكو"
نرجس"اهلا وسهلا...اتفضلى"
هدير برقت من الاستغراب والمقابلة الحلوة اللى بتقابلها نرجس
سلمت عليها ذوقيا
"ازى حضرتك ياطنط"
نرجس"الحمدلله يا بنتى...ماشاءالله مين القمرات دول"
هدير وهى بتبص لعالية وعايزة تقولها مين دى؟ نرجس ولا واحدة شبهها
هدير"عالية وهنا بناتى"
نرجس"ربنا يخليهوملك ويقومك بالسلامة"
هدير"ربنا يخليكى... وان شاءالله عالية ربنا يكملها على خير"
قعدت هدير جنب عالية بعد ما سلمت عليها...واتكلموا كلهم ف مواضيع عادية..ولما حكوا ان الدكتور قال متتحركش كتير وان طه هيقعد معاها وميروحش المحل
هدير"والصبح متشيلوش همه...انا هجيلها كل يوم الصبح شوية"
نرجس"وبيتك وجوزك وعيالك"
هدير"عيالى معايا وجوزى بيرجع بالليل من الشغل...يعنى انا لو جيت لعالية ساعتين تلاتة الصبح اشوف طلباتها مش هيأثروا على بيتى ف حاجة"
نرجس"ربنا يقويكى ويديكى الصحة...صاحبتك جدعة اوى يا عالية"
عالية وهى بتبص بحب لهدير
"هدير اختى واكتر من اختى"
هدير وهى بتبص لعالية
"احنا مالناش غير بعض"
                      ***********************

طارق ونرمين قاعدين مع بعض ف كافيه
طارق مكشر ونرمين بتكلمه
"مالك يا طارق...كل ما اكلمك ترد عليها بغلاسة كده"
"يعنى انا غلس؟"
"كلامك وطريقتك معايا وحشة جدا"
"واللى حصل من اخوكى كان حلو"
"ايه اللى حصل ماهو نفذ اللى احنا عايزينه واتخطبنا"
"بعد ما حسسنى انه مش طايقنى لا انا ولا اهلى"
"اخويا معملش حاجة لاهلك بالعكس هو استقبلهم بكل ذوق"
"لا كان مبوز ف وشنا"
"هو عنده ظروف شاغلاه ومراته كانت رايحة تانى يوم تعمل عملية ...يعنى مكنش مبوز لكم انتم مخصوص...وبعدين يعنى هنفضل نتكلم على اخويا ولا نتكلم عن نفسنا"
"ما انا متضايق ...اعمل ايه "
"معلش علشان خاطرى متتضايقش...خلينا نفرح ببعض مش نعكنن على بعض"
طارق بيرد عليها بالعافية
"طيب"
                       ********************

طه داخل الاوضة وعالية ع السرير قدامها التليفزيون
"حبيبتى ...انا اسف انى اتأخرت عليكى"
بيقرب منها يبوسها من راسها
"حمدالله على سلامتك"
قعد قدامها
"الله يسلمك...ها عاملة ايه؟"
"الحمدلله كويسة"
"هدخل اخد دش سريع واجى اغير هدومى علشان نلحق معاد الدكتور"
"طه...انت لسه جاى من السفر...نام ساعة ولا حاجة ونأجل معاد الدكتور لبالليل متأخر"
"لا نروح نطمن وبعدين لما نرجع ابقى انام براحتى"
"انا مش عارفة اقولك ايه"
"على ايه"
"طول الشهر ونص اللى فاتوا وانت ومامتك وهدير شايلنى على كفوف الراحة...انا حاسة انى تعبتكم كلكم"
"متقوليش كده... احنا بنحبك وبنخاف عليكى وياما انتى عملتى لنا كلنا ...المهم بس ان ربنا يكملك على خير ويرزقنا باللى نفسنا فيه"
"يارب... انا كل ما بصلى او وانا قاعدة بدعى ربنا ان يرزقنا الذرية الصالحة ويكملى على خير"
                         *******************

عالية وطه ونرجس عند الدكتور
عالية على سرير الكشف والدكتور بيعمل السونار
طه ونرجس عينيهم على الشاشة
عالية عينيها على الدكتور اللى لاحظت انه كَشر فجأة
عالية"فى ايه يا دكتور"
الدكتور"للاسف...الجنين مش بينمو نهائى"
طه بصدمة"يعنى ايه"
الدكتور"ربنا يعوضكم ان شاءالله...الجنين لازم ينزل"
قام الدكتور وراح قعد على مكتبه.
بعد الخروج من عيادة الدكتور...على السلم
بصت عالية لطه... وهى بتعيط بحرقة وبصوت عالى
طه بيحاول يدور على كلام يقوله لعالية...مطلعش منه كلام ...نزلت دموعه 
نرجس بتعيط من غير ما تتكلم
عالية وهى بتعيط
"كان نفسى اخلف يا طه...كان نفسى ابقى ام ولادك... كده خلاص اخر امل لينا راح"
طه بيحضنها
"متقوليش كده...ان شاءالله ربنا هيعوضنا"
"انا بحبك اوى...واللى انا فيه ده غصب عنى"
"انا عارف...قدر الله وماشاء فعل...هنحاول تانى الحياة مبتقفش"
التفتت لهم نرجس
"تحاول تانى ف ايه... ربنا مش رايدلكم خلفة من بعض وربنا مبيتعاندش... ومعدش ييجى منه محاولات تانية...انا ذنبى ايه تحرمونى من انى اشوف ولاد ابنى... احنا اتفقنا اتفاق ولازم يتنفذ"
طه وهو بيطبطب على عالية
"انا مقدرش اسيب عالية ابدا...ابدا يا ماما"
عالية على السرير بتعيط...ضهرها لطه
طه ع الناحية التانية...دموعه نازلة 
يمسح دموعه ...ويتعدل يقعد
"عالية... انتى لسه منمتيش"
عالية بتعيط ومبتردش عليه
"عالية وبعدين... مينفعش اللى بتعمليه ده.. وانا اللى فاكر ايمانك اقوى من كده"
بترد عليه عالية وهى ف مكانها
"غصب عنى حزينة ع الفرحة اللى مكملتش وحياتى اللى بتتدمر قدام عينى ومش قادرة اعمل حاجة ولا عارفة هعمل ايه ف اللى جاى"
"هتعملى ايه ف ايه"
واتعدلت عالية وقعدت جنبه وهى بتتصنع القوة
"لما تطلقنى...مش عارفة هروح فين واعمل ايه"
خانتها دموعها...كل ما تفكر انها هتبعد عن طه مبتقدرش تتحمل مجرد الفكرة
طه مستغرب من كلامها
"اطلقك ايه...مين قال كده...مش هيحصل طبعا"
عالية وهى بتعيط
"انا عارفة ان ده حقك...انت بقالك 3 ايام قاعد تراعينى بعد العملية وانا عارفة انك مش عايزنى احس انك زعلان...اوعى تكون فاكر انى مش حاسة بيك... انت ذنبك ايه تفضل عمرك كله مع واحدة زيي"
"ياعالية انتى حبيبتى ومراتى وان شاءالله هتبقى ام ولادى...ايه يعنى محصلش نصيب مرة ياما ناس حصلها كده"
"كلامك بيوجعنى اكتر من انه يخفف عنى...انا عارفة ان جواك كتير ومخبيه...متشيلش كل ده جواك لوحدك...اتكلم معايا زى ما بتكلم معاك...بين حزنك اللى مخبيه وشايفاه ف عنيك وسامعاه ف صوتك...متفضلش تخفف عنى وتشيل كل الالم جواك لوحدك"
دموعه نزلت غصب عنه
قربت منه عالية وحضنته وهى بتطبطب عليه وتعيط
"انا مش زعلان منك...انا زعلان على اللى بيحصل لنا ده...استغفر الله العظيم انا راضى بقضاء ربنا بس ..."
"انا فاهمة... متخبيش جواك يا طه... متشيلش همك وهمى وتخبيه...متحاولش تخفف عنى وانت متلقاش اللى يخفف عنك"
"انا بحبك انتى ياعالية...لازم تفهمى كده انى بحبك اكتر من طفل لسه ف علم الغيب"
"واتفاقنا مع مامتك"
"معرفش...انا مقدرش استغنى عنك ده كل اللى اعرفه"
                    ********************

طه ف المحل...قاعد سرحان وحزين ع المكتب
ونرجس واقفة مع الزباين...بعد ما يمشوا يتصل طه بعالية
"ايه الاخبار...عاملة ايه؟؟ قلقان تكونى تعبانة ولا حاجة...هرجع بالليل...لو فيه حاجة كلمينى...مع السلامة"

راحت نرجس قعدت قدامه
"صحتها عاملة ايه"
"الحمدلله احسن"
"انت بقالك اسبوع قاعد جنبها بعد العملية...وانا قلت استنى لحد ما تشد حيلها"
"ماما...انتى اجبرتينا على الموافقة على كلامك ...بس بجد مش هقدر...مش هقدر اطلق عالية ابدا"
سكتت نرجس ...بتفكر
"ماشى ياطه...انا مقلتش لازم تطلقها"
"ولا ينفع..."
"لأ بقى... ربنا حلل الجواز التانى وخصوصا ف حالتك دى...ذنبك ايه انك تفضل طول عمرك جنبها وهى مفيش منها رجا...بتحبها ومش عايز تسيبها ماشى...بس كمان متقولش متتجوزش واحدة تانية وتخلف منها"
طه ساكت...بيتخيل الفكرة
"لا لا لا ...مينفعش...مقدرش اتجوز عليها واجرحها الجرح ده"
"يعنى مشكلتك انك خايف عليها"
"اللى بيحب حد ميقدرش يجرحه"
سكتت نرجس...وقالت بصوت واطى
"معاك حق"
                         ********************

عالية بتروق اوضتها الصبح بعد ما طه نزل
جرس الباب يرن...تتوقع انها هدير

تروح تفتح...تتفاجئ بنرجس قدامها 
"اهلا يا ماما اتفضلى"
"ازيك ياعالية...عاملة ايه؟"
"الحمدلله"
نرجس بتدخل تقعد...تروح عالية تقعد معاها وهى مش مطمنة للزيارة
"اعملك شاى ولا قهوة"
"لا مش عايزة اتعبك...انا جيت اطمن عليكى"
قعدت عالية وهى مستغربة 
"ايه صحتك عاملة ايه دلوقتى"
"الحمدلله كويسة"
سكتوا الاتنين... اللحظات بتمر بتقتل عالية بالبطئ من خوفها من سبب الزيارة
"بتحبى طه؟؟"
اخر حاجة كانت تتوقعها عالية انها تتسأل السؤال ده...وردت من غير تفكير
"طبعا"
"اللى بيحب حد بيخاف عليه وعلى مصلحته...كده ولا لأ"
"طبعا"
"طه كمان بيحبك وخايف على زعلك علشان كده رفض الاتفاق اللى اتفقناه"
سكتت عالية...مش عارفة ترد تقول ايه؟
كملت نرجس
"بس لو كنتى بتحبيه كنتى حبيتى تشوفيه فرحان مش تشجعيه انه يفضل جنبك كده"
فهمت عالية سبب الزيارة...بكل وضوح مبقاش فيه مجال للشك
"عايزانى اقوله يطلقنى... ازاى وانا مقدرش ابعد عنه...والله العظيم بحبه وهو كل حياتى...تفتكرى انا ممكن اعيش من غيره...طب هعيش ليه ولمين"
"ان كان هو متمسك بيكى دلوقتى...متضمنيش بعد كام سنة لما يحس ان العمر فات هيحس بإيه...ساعتها ممكن يكرهك ويلعن اليوم اللى اتجوزك فيه"
عالية بتحاول تتماسك مش قادرة...بتعيط ومش عارفة ترد
"بصى ياعالية... انتى بتحبيه صحيح وعايزة تفضلى معاه طول العمر؟؟"
"ايوه طبعا"
"خلاص...انا هساعدك وانتى تساعدينى"
عالية بعدم فهم
"مش فاهمة؟؟"
"اقنعيه انه يتجوز واحدة تانية ...من غير ما يطلقك...وان كان على فتح بيتين انا مش هسيبه منها يبقى انتوا مبعدتوش عن بعض ومنها كمان ميتحرمش من الخلفة"
"يتجوز!!"
فكرت عالية ان الكلام ده قالته قبل كده لطه...بس مكنتش تتخيل انه بيوجع اوى كده لو اتنفذ بجد...ساعتها كان مجرد كلام...دلوقتى مطلوب منها انها تقنعه بالتنفيذ
"صعب اوى...اللى طلبتيه ده صعب اوى"
"تبقى انانية ومبتحبيش طه...مبتحبيش الا نفسك"
"والله ابدا...انا بحبه وغيرتى عليه غصب عنى"
نرجس وهى قايمة
"فكرى ف كلامى كويس وردى عليا...عايزاكى بس تعرفى ان لو فضل مصمم على موقفه كده مسيره يفوق...وان كان مستحمل دلوقتى مسيره يزهق... ومتنسيش انه استحمل وحاول معاكى كتير وانه مبقاش حيلته حيلة لعمليات وعلاج تانى...وانا كده بح خلاص انسوا انكم تطولوا منى جنيه...اعقلى الكلام كده ف دماغك واعرفى انه مش هيفضل العمر جنبك...وان مكنش دلوقتى بمزاجك فهيبقى غصب عنك ...لو اقنعتيه اوعدك انه مش هيطلقك وهتفضلى على ذمته الا لو انتى اللى عايزة تطلقى...اما لو رفضتى فوحياة ولادى لاحرمك منه واخليه يطلقك زى ما انتى واقفة لى كده وحرمانى انى اشوف ولاده... واياكى يعرف انى جيتلك النهاردة"

خلصت نرجس كلامها وخرجت ورزعت الباب وراها
قعدت عالية بعد ما اتجمدت دموعها وهى بتفكر بجد ف كلام نرجس
                      ********************

طه قاعد بيتفرج على التليفزيون
تيجى عالية تحط له شاى قدامه وتقعد جنبه وتحط ايدها ف ايده وهو قاعد
"ها... فكرت"
طه بيبص لها ويشيل ايدها من ايده
"انتى بقالك كام يوم مش طبيعية...فيه واحدة تطلب من جوزها يتجوز...ايه اللى حصل؟؟ شكلك مخبية عليا حاجة"
عالية بتقرب منه اكتر وبلهجة عادية وابتسامة
"فكرت...ولقيت ان بما اننا نفسنا ف طفل هيحصل ايه لو انت اتجوزت وخلفت وابنك يبقى ابنى برضه وهنفرح بيه كلنا"
"ده كلام يعقل"
"طبعا يعقل...بذمتك منفسكش ف بيبى حلو كده شبهك"




قالتها وهى بتضحك...سرح طه لما الامل داعب خياله...واتنهد
"نفسى طبعا"
"خلاص ...يبقى ليه نستنى"
"وانتى؟"
"انا هفضل مراتك حبيبتك برضه...ولا ايه"
حضنها طه
"طبعا ...انتى مراتى وحبيبتى لحد ما اموت"
"بعد الشر عليك"
عالية وهى ف حضنه بتجز على سنانها علشان تفضل متحكمة ف اعصابها اطول مدة ممكنة قبل ما حزنها يهزمها وتستسلم لدموعها اللى بتحاول تقتحم عينيها
سألته وهى ف حضنه
"ها...موافق؟"
"الفكرة صعبة...مش متخيلها"
"بس ده الحل الوحيد اللى قدامنا علشان نفرح بطفل...ماشى"
طه ساكت متردد
"انتى بجد مش هتزعلى؟"
"لا طبعا...بالعكس لما اشوفك فرحان انا كمان هبقى فرحانة"
كانت اكتر حاجة بتخليهم يتكلموا براحتهم
انهم حاضنين بعض...وعيونهم مش متواجهه
                      **********************

عالية بتكلم نرجس ف التليفون
"ازيك ياماما... انا خلاص اقنعت طه... اتصرفى انتى انا مش هقدر اتكلم ف الموضوع ده اكتر من كده... لا زى ما اتفقنا ميعرفش حاجة هو فاكر ان الكلام منى انا... مش هتفرق مين انا معرفش حد ... مع السلامة"
قفلت عالية مع نرجس... وسابت دموعها تنزل براحتها وهى قاعدة لوحدها ومحدش شايفها
                   ***********************

طه داخل المحل...شايف الفرحة ف عيون نرجس
بعد ما مشيوا الزباين اللى كانوا معاها...قعدت معاه
"كنت بكلم عالية الصبح وقالتلى انكم اتفقتوا"
رد بلامبالاة"آه"
"ومالك بتقولها كده"
"قلبى مش مطاوعنى اتجوز عليها وف نفس الوقت ده الحل الوحيد علشان كلنا نرتاح"
"ده عين العقل يا طه وبعدين لا انت اول ولا اخر واحد يتجوز على مراته"
"فكرة انى اتجوز واحدة معرفهاش علشان بس عايز اخلف مش قادر اقتنع بيها ...شايفها عيب اوى"
"ماعيب الا العيب..من امتى الجواز كان عيب"
"لما يكون له سبب غير ان الاتنين بيحبوا بعض"
"المال والبنون زينة الحياة الدنيا...مش عيب ولا حرام انك تتجوز علشان نفسك ف حتة عيل"
"وفين بقى اللى ترضى بيا...مين هتوافق تكون زوجة تانية"
"اللى يدور يلاقى...انت متعرفش حد؟"
"هعرف منين"
"حد من عندك ف الشغل مثلا"
"اللى معايا كلهم متجوزين ومعرفش حد"
"طيب انت دور من ناحية وانا هدور من ناحية"
"ربنا يسهل"
"واد يا طه... احنا هنروح بعيد ليه"
"ليه...مين"
"ايه رأيك ف مها"
"مها...دى اختى الصغيرة"
"اختك ايه...مها حلوة وصغيرة وبنت ناس وعارفينها ... بس هى توافق"
"انتى قولتيها اهو بنفسك...واحدة حلوة وصغيرة زيها ايه اللى يخليها توافق على واحد زيي"
"وانت ايه اللى يعيبك...لولاش بس انت متجوز ودى بقى نحاول نقنعها بيها...انت ايه رأيك"
"مش عارف"
"يعنى اجس نبضها"
"ماشى"
                *********************

نرجس راجعة البيت...واول ما دخلت
"نرميييييييين...مهاااااااااا"
جت نرمين من الاوضة تجرى
"نعم ياماما"
"فين مها"
"روحت"
"روحت!! يعنى اليوم اللى عايزاها فيه الاقيها روحت"
"عادى ياماما ...ماهى قالت جاية تانى بكرة بالليل...انتى عايزاها ف حاجة"
وقعدت نرجس
"اه... كنت عايزة اجس نبضها كده ممكن توافق على طه"
"طه؟؟!!"





"ايوه...بدور له على عروسة ومفيش اقرب من مها"
قعدت نرمين...وهى بتضحك
"بتضحكى على ايه"
"تعرفى ان مها كانت عينها على طه من زمان من قبل ماتظهر عالية"
"بجد؟"
"اه والله...ولما ظهرت عالية فهمت مها انه مبيحبهاش فكبرت دماغها"
"تفتكرى ممكن توافق"
"اهو لما تيجى نكلمها...وانا من ناحية وانتى من ناحية ونقنعها"
                  ********************

طه وعالية قاعدين بيتعشوا
"ماما قالت لى انكم اتكلمتوا الصبح"
عالية مش عارفة نرجس قالت له ايه بالظبط على اتفاقهم





"اه اتكلمنا عادى...هى قالت لك ايه؟"
"قالت يعنى انها هتدور على واحدة"
عالية وهى بتحاول تتقبل الامر الواقع
"طب كويس ...ولقيت حد"
"لأ...لسه"
"طيب ابقى عرفنى الاخبار"
"هو انتى مش هتكونى معايا ف كل خطوة"
"مش لازم اكون موجودة...بس انا موافقة على اى حاجة ممكن تسعدك"
قامت عالية بسرعة...بعد ما فكرت ف حجة
"شكلى نسيت البوتاجاز مفتوح"

دخلت المطبخ وهى بتحاول السيطرة على نفسها
حست بطه وهو داخل وراها
"مالك"
"مفيش يا حبيبى"
"عالية...انتى زعلانة...صح؟"
عالية بعد ما مسحت دموعها...وبنبرة هادية
"بص يا طه..انا موافقة ومفكرة ومقررة بعقلى...انما غصب عنى بتضايق...ارجوك متحملنيش فوق طاقتى ولا تطلب منى انى اكون مبسوطة وسعيدة وانا بجوز جوزى"
"مش انتى اللى طلبتى"
"ايوه ومش هرجع ف كلامى...بس كمان متطلبش منى مزعلش"
                      *****************

مها ونرمين ونرجس فى اوضة نرمين
نرجس"هااا...ايه رأيك يامها؟"
مها"انا عارفة ان واحد زى طه تتمناه الف واحدة وانا اولهم بس الكلام ده كان قبل ما يتجوز"
نرجس"يعنى ايه"
مها"متزعليش منى ياطنط..ايه اللى يخلينى اتجوز واحد متجوز"
نرجس"انتى عارفة طه ابنى طيب وحنين واخلاقه عالية وراجل مفيش زيه دلوقتى...ده غير ان طلباتك كلها هتجاب زى اى عروسة ...يعنى هجيبلك شبكة وعفش جديد واعملك فرح...المهم انتى توافقى...ولو انتى وافقتى معتقدش مامتك هترفض لما نقولها"
"ومراته"
"مالها"
"هترضى؟"
"ملكيش دعوة بيها...انا اللى بقولك وهى هتوافق ع اللى بقوله"
"طيب كل الكلام ده كويس...بس نسيتى اهم حاجة"
"ايه هى؟"
"طه نفسه..عايزنى ولا انا مفروضة عليه"
"عايزك طبعا"
"خلاص اقعد معاه ونتكلم وبعدها اقرر"




تعليقات



<>