رواية هل يشفع الحب
الفصل السادس والسابع
بقلم دينا عماد
"استاذ طه...حضرتك فاهم غلط... اللى شفتها قبل كده مش امى... انا مليش ام ولا اب ولا عيلة... انا من فتيات الدار هنا"
وقف طه جامد للحظات...بدون اى رد فعل...من المفاجئة
لاحظت عالية تغير تعبيرات وشه
قالت ف سرها"كنت متوقعة"
وبصوت مسموع
"عن اذنك اروح اشوف البنات...دى مسئولية وشكرا على تعبك والحاجات اللى عملتها"
"استنى هنا رايحة فين"
"ماشية"
"مش بقولك عايز اتكلم معاكى"
"اتفضل"
"احنا اتقابلنا مرات قليلة...ومع ذلك مغبتيش عن تفكيرى ابدا...وكنت بدعى ربنا انى اقابلك تانى واعرف اتكلم معاكى ...وبعد ما لقيتك مش هضيع وقت...عايز اخطبك...موافقة؟؟؟؟"
المفاجئة عقدت لسان عالية وشلت تفكيرها
فرحة وقلق واستغراب خلوها مفيش اى تعبيرات على وشها
سألها طه بقلق وحزن
"انا غلطت؟؟ انتى مخطوبة ولا حاجة؟؟ اتسرعت صح؟"
ردت عالية بابتسامة طمنته
"انا اتفاجئت بس"
قالتها وقعدت ...قعد طه قصادها
"عندى كلام كتير واسئلة وحكايات وحاسس انى نسيت كل حاجة لما شفتك"
احمر وشها...متكلمتش...كمل
"فاكرة يوم ماشفتك ف التاكسى"
هزت عالية راسها
"يومها حسيت ان دار بيننا كلام كتير... اللحظات اللى شفتك فيها قالت لى انك فاكرانى وعارفانى زى ما انا فاكرك وعارفك ... كنت بروح ادور عليكى عند الجامع اللى شفتك فيه اول مرة بس مكنتش بلاقيكى"
"انا بروح"
"مشفتكيش هناك...انتى بتروحى كل يوم؟"
"لا"
"يبقى انا كنت بروح ف ايام غير اللى انتى بتروحى فيها...احكى لى عن نفسك ياعالية"
"معنديش حاجة احكيها...زى ما انت شايف ..حياتى هنا"
"انتى هنا من زمان...قصدى يعنى اهلك توفوا امتى؟؟وايه اللى جابك هنا ملكيش قرايب تانيين"
قبل ماترد عليه... دخلت فاتن المكتب
استغربت انهم قاعدين مع بعض
"مالكم...فيه حاجة...قاعدين هنا ليه وسايبن الحفلة"
عالية وهى بتقوم من مكانها مكسوفة
"نورا وقعت واتعورت وكنت بربطلها الجرح...انا رايحة اشوف البنات"
طه حس بكسوفها...محبش يكسفها اكتر...سكت
بعد ما خرجت عالية...بص طه لفاتن
"اقعدى بقى اما احكيلك الحكاية من اولها...وشك حلو عليا يافاتن"
فاتن شافت فرحته...فرحت لفرحته لانها بتحبه...وقعدت تسمعه
*********************
نرمين ومها قاعدين ف الاوضة بيذاكروا
"انا جعت يامها...هقول لماما تحضرلنا الغدا"
"لا استنى شوية...مش الجمعة بتتغدوا كلكم مع بعض..استنى طه"
"قوليلى بقى...ايه حكاية اهتمامك بطه؟"
ردت مها وهى بتضحك بجرأة
"باين عليا اوى يعنى"
"اه"
"اومال هو مش فاهم ولا بيستعبط"
"انتى قصدك ايه"
"قصدى انه عاجبنى...عينى فيه بصراحة"
"بتحبيه يعنى...انتى مش كنتى بتحبى واحد جاركم السنة اللى فاتت"
"اه بس لقيته مش ف دماغه قلت اشوف حد تانى"
"اللى اعرفه ان اللى يحب حد بيفضل يحبه"
"عبيطة... انتى فاكرة الحب ده كلمتين وتنهيدتين وخلاص"
"اومال ايه"
"الحب انك توقعى عريس مناسب يجيبلك اللى نفسك فيه ويفسحك ويدلعك وتتمنظرى بيه على صحابك"
"يا سلاااااام"
"اومال ايه يابنتى...انتى فاكرة حب الافلام القديمة ده حب...اسكتى اسكتى احنا زمن تانى خالص...قومى اتصلى كده بطه شوفيه جاى امتى"
"هو كان قايل رايح ملجأ علشان يوم اليتيم"
"يوم يتيم ..طيب ... بقولك ايه انتى مش صاحبتى والمفروض تساعدينى زى ما ساعدتك وخليت مامتك توافق اننا نروح درس مستر محمود علشان تبقى قريبة منه"
"يعنى هو اخد باله منى اساسا"
"المهم انى ساعدتك...صح ولا لا"
"صح"
"يبقى ساعدينى وخلى طه ياخد باله منى"
"ازاى"
"بينى له انى مهتمة بيه ...ولمحى له وشوفى رد فعله ايه وابقى قوليلى"
"طيب"
"قومى اتصلى بيه بقى"
******************
طه قاعد مع فاتن...فاتن ساكتة
"ايه يا فاتن...مالك وشك اتقلب ليه كده...انتى تعرفى حاجة عن عالية تقلق؟"
"عالية مفيش زيها دلوقتى...انا دايما بضرب بيها المثل ف كل حاجة...تدين ..اخلاق...حنان"
"اومال ايه بقى...سكوتك ده قلقنى"
"كل اللى حكيته حلو اوى ليكم انتم الاتنين... مفكرتش بقى ف مامتك؟"
"ماما نفسها اخطب واتجوز...وحكيتلها عن عالية وانى نفسى اشوفها تانى علشان اقولها انى عايز ارتبط بيها"
"بس الكلام ده على ان عالية بنت عادية... تفتكر ظروفها دى مش هتأثر على رد فعل مامتك؟"
"لا مش هتأثر"
قالها طه بثقة ...بصت له فاتن بعدم تصديق...كمل
"حتى لو اعترضت يا فاتن... هقنعها وانتى عارفة ان ماما كل همها انها تسعدنا"
ابستمت فاتن بسخرية
"ياريت... انت وعالية مناسبين لبعض فعلا...انا متأكدة انك مش هتلاقى زيها ولا هى هتلاقى زيك...بس لسه قلقانة من مامتك وهتشوف"
"انتى بس اللى شايفاها وحشة"
قالها طه بدون تفكير... اتضايقت فاتن
"الله يسامحك يا طه"
حس طه ان فاتن زعلت
"انا اسف يافاتن... بس بجد انا مش عارف انتم ليه كده مع بعض... يعنى لو على انها كانت بتتعصب عليكى زمان فزى اى ام بتتنرفز على ولادها"
"سيبك منى وخلينا فيك انت وعالية... هتعمل ايه"
"هكلم ماما لما اروح طبعا"
"ماشى ياطه...بس فكر ف كلامى واعقله قبل ماتتصرف"
*********************
هدير وعالية قاعدين على جنب لوحدهم بعيد عن عصام
"مبروك ياعالية...ربنا يعوضك خير"
"انا قلقانة يا هدير... لما يسألنى عن اهلى هقوله ايه"
"زى ما متغيرش لما عرف انك من الدار مش هتفرق معاه ليكى اهل او لأ"
"قلقانة اوى... متنسيش كلام ابلة فاتن عن مامته"
"بقولك ايه...هو لو راجل بجد ويستاهلك هيعمل المستحيل علشانك... اما لو طلع عيل يبقى ميلزمكيش...احنا شفنا كتير ومش ناقصنا وجع قلب"
"ياخوفى من وجع القلب"
"اهو جاى مع ابلة فاتن...هروح انا لعصام واسيبكم تتكلموا براحتكم"
قامت هدير... وراحت فاتن تشوف الاطفال...وقرب طه لعالية وقعد معاها
"اتاخرت عليكى؟"
"لا "
"كنت بحكى لفاتن عنك"
اتكسفت عالية وابتسمت...كمل طه
"قبل ما انسى...ادينى رقمك علشان ابقى اطمن عليكى"
"معييش تليفون"
"بجد ولا مش عايزة تدينى الرقم؟"
"لا والله بجد"
"طب مش مهم...هعرف اطمن عليكى برضه... احكى لى ياعالية عنك...عايز اعرفك اكتر واكتر"
"احكى ايه... احكيلى انت طيب"
"حاضر...شوفى يا ستى...انا طه"
"بجد؟"
اتفاجئ طه ان عالية بتهزر... اكتشف حاجة جديدة فيها ...ان سكوتها وقلة كلامها كان من كسوفها...وانهم فعلا بدأوا يقربوا من بعض
***********************
طه داخل البيت... شاف نرمين ومها قاعدين
"سلامو عليكو"
قالها وهو داخل...غمزت مها لنرمين
قامت نرمين وراه وهو داخل اوضته
"اتاخرت ليه ياطه... احنا متغديناش مستنيينك"
"استنتونى ليه كل ده"
"مها صممت انها تستناك وانا قلت استنى معاها"
"وماما؟"
"ماما لما لقت محدش هيتغدا دخلت نامت لحد ماتيجى"
"طيب انا داخل اصحيها وسخنى انتى"
"ماشى"
راحت نرمين لمها...دخلوا الاتنين المطبخ
"ايه قلتيله ايه"
"قلت له انك انتى اللى قلتى نستناه"
"طيب"
"حقا يا بت يامها لو صحيح تبقى مرات اخويا ونبقى على طول مع بعض"
"شدى حيلك معايا يا اختى...ساعتها بقى عايزين نخرج ولا نروح ولا نيجى محدش يقولنا حاجة...خلينا نشم نفسنا شوية"
طه داخل لنرجس يصحيها
"ماما...ماما"
"انت جيت يا طه"
"اه قومى نرمين بتسخن الغدا"
نرجس بتقوم من ع السرير...قعدت
"ماما عايز احكيلك على حاجة"
شافت الفرحة ف عنيه...ضحكت
"شكلك قابلت البنت اللى بتفكر فيها"
"اه ياماما...شفتها واتكلمت معاها"
نرجس باهتمام
"هاااا... احكى لى ...عرفت هى مين..وقابلتها ازاى... اسمها ايه واهلها مين... وبتدرس ولا مخلصة"
اسئلة نرجس...فكرت طه بكلام فاتن...وبعد ماكان هيحكى كل حاجة...قرر انه يحكى جزء ويخلى جزء
"هى اسمها عالية... وخلصت دراسة..هى بتشتغل ف دار ايتام وانا قابلتها صدفة هناك النهاردة"
"طيب خير...ابوها بيشتغل ايه؟؟امها بتشتغل؟؟ ليها اخوات؟؟ مستواهم ايه؟"
"مامااا... انا معرفتش كل حاجة عنها كده من اول مرة... لسه لما ابقى اعرف هبقى اقولك"
"طيب... حلوة؟"
"اجمل واحدة ف الدنيا"
"هههههه ايوه ايوه...مين يشهد للعروسة"
"المهم انا قلتلها انى عايز اخطبها"
"خبط لزق كده...مش لما نتعرف عليها وعلى اهلها الاول"
"ماما حبيبتى...المهم هى مش مهم اهلها"
"لا ازاى... الجواز مش واحد وواحدة دى عيلة بتناسب عيلة"
"يا ماما ما احنا عيلتنا كبيرة بس مالناش علاقة بيهم اوى"
"ماشى... ع الاقل امها وابوها يكونوا كويسين...احنا مش عايزين نسب يعر ولا يتعبنا"
"ان شاءالله...طب انا عندى فكرة"
"ايه"
"ايه رايك تشوفيها هى الاول وتقولى رايك فيها لوحدها بعيد عن اى حاجة"
"وماله... اشوفها"
دخلت عليهم نرمين
"يالا الاكل جاهز"
***********************
تانى يوم... فاتن ف مكتبها...لقت طه داخل عليها
"صباح الخير"
"صباح النور ياطه...ايوه ايوه كده هبقى اشوفك كتير"
ضحك طه لفاتن اللى كانت بتضحك وهى بتكلمه...قعد
"عاملة ايه"
"انا الحمدلله كويسة...انت ايه اللى جابك"
"الهوا رمانى"
"يا سيدى يا سيدى... ربنا يسعدك ياطه زى ما بتسعد كل اللى حواليك"
"هى فين؟"
"ف الفصل"
"ينفع اشوفها"
"الا ينفع... طبعا ده انت اخو المديرة"
"مش حكيت لماما"
"وبعدين؟"
"افتكرت كلامك...حسيت ان معاكى حق...فمقلتش كل التفاصيل"
"وبعدين"
"بصى عالية امبارح حكت لى كل حاجة...ودى حاجة هى مالهاش ذنب فيها... فانا مش عارف بقى هقول لماما ولا لا"
"مينفعش تخبى الحقيقة"
"بس ممكن اقول نصها"
"انت ادرى بمامتك"
"انا فكرت انها تتعرف على عالية الاول ..ولما تحبها تبقى تتقبل ظروفها"
"مش عارفة ده حل ولا لأ...ومعرفش عالية هتوافق ولا لأ"
"هتكلم معاها واشوف"
"طيب...استناها ف الجنينة وهبعت حد يناديها...علشان تتكلموا براحتكم"
********************
عالية نازلة الجنينة...شافت طه قاعد...فرحت
راحت له... قام طه...سلم عليها
"ازيك ياعالية"
عالية وهى بتسحب ايدها ببطء وبدون ارتباك
"الحمدلله...ازيك انت"
"الحمدلله"
قعدت معاه... مد علبة كانت معاه قدامها
"اتفضلى"
"ايه ده"
"موبايل وخط"
"لا شكرا مش محتاجاه"
"بس انا محتاج اكلمك واطمن عليكى...وبعدين بترفضى ليه"
"متعودتش حد يجيبلى حاجة"
"من هنا ورايح لازم تتعودى...انتى هتبقى مراتى ومسئولة منى ومحدش هيجيبلك غيرى"
ترددت عالية لحظات...ومدت ايدها اخدت العلبة
"شكرا"
"العفو...كنت عايزك ف موضوع كده"
"خير"
"انا كلمت ماما عنك... بصى..زى ما انتى صريحة معايا من اول لحظة فانا هكون صريح معاكى وعايزك تتقبلى كلامك ومتزعليش منى"
عالية بقلق"خير"
"انا عايزك تقابلى ماما الاول قبل ما تعرف حقيقة ظروفك...وف المقابلة متجبيش سيرة ظروفك خالص...ممكن؟"
ترددت عالية لحظات...ومدت ايدها اخدت العلبة
"شكرا"
"العفو...كنت عايزك ف موضوع كده"
"خير"
"انا كلمت ماما عنك... بصى..زى ما انتى صريحة معايا من اول لحظة فانا هكون صريح معاكى وعايزك تتقبلى كلامك ومتزعليش منى"
عالية بقلق"خير"
"انا عايزك تقابلى ماما الاول قبل ما تعرف حقيقة ظروفك...وف المقابلة متجبيش سيرة ظروفك خالص...ممكن؟"
سكتت عالية... مفيش اى رد فعل منها...سألها طه
"زعلتى؟"
"انا عارفة ان مش من حقى ازعل...بس ف نفس الوقت مبحبش الكذب"
"ليه مش من حقك تزعلى"
"علشان انا عارفة ان اى حد مش هيقبلنى اكون من عيلته وانا نفسى معرفليش عيلة"
"لا يا عالية متقوليش كده... انتى اى حد يتشرف بيكى"
ابتسمت عالية بسخرية ودموع محبوسة ف عينيها
"ربنا يخليك"
"انا مش بجاملك ولا انا بقولك اى كلام...يمكن انا لسه مش عارفك اوى بس انا متأكد من اخلاقك...ده غير الكلام اللى قالته عليكى فاتن وهى اكيد عارفاكى كويس"
حست عالية بصدق كلامه...فرحت...ارتاحت... قالت له
"مامتك لازم تعرف الحقيقة"
"هتعرف طبعا... بس تتعرف عليكى الاول"
"ولما تسألنى عن اهلى اقولها ايه"
حس طه ان كلام عالية موافقة ضمنية...ارتاح
"متقلقيش... هنبقى نقول اى حاجة عايمة كده لا منها نكذب ولا منها نقول الحقيقة لحد ما اعرف رايها فيكى"
"انا خايفة"
"متخافيش"
"افرض مامتك رفضتنى بعد ماعرفت الحقيقة"
سـألته وهى مرعوبة من رده... وعينيها ف عينيه ...رد بدون تردد
"انا اختارتك انتى وحبيتك انتى... مفيش حد ولا حاجة هتخلينى اغير رأيي"
ابتسمت عالية بفرحة... حس طه بيها وفرح اكتر لما شاف فرحة عينيها
*********************
عالية عند هدير فى بيتها
هدير بتقدم لعالية عصير... وبتقعد معاها
"متتعبيش نفسك ياهدير"
"فين التعب ده بس...انتى تعالى لى كل يوم وملكيش دعوة"
"ما انا بجيلك كتير اهو"
"تنورى يا عالية...انتى عارفة انا مليش غيرك...احكيلى بقى عاملة ايه مع طه"
وابتسمت عالية وهى بتحكى
"بيكلمنى كل يوم...لا مش كل يوم كل شوية... وبيجيلى الدار كل كام يوم ...طلب منى اكتر من مرة نتقابل بره بس انا محبيتش نتقابل ونخرج ولسه مفيش حاجة رسمى"
"ومامته؟؟ هتقابليها امتى"
"انا خايفة من المقابلة دى اوى... وبحمد ربنا انها بتتأجل"
"وليه بتتأجل"
"هى مبتبقاش فاضية غير الجمعة بس... فيه جمعة جت كان لازم طه يسافر يجيب بضاعة وجمعة تانية كانت بنتها تعبانة ورايحة معاها للدكتور وجمعة تالتة مش فاكرة حصل ايه"
"طب خلى بالك من التأجيلات دى"
ردت عالية بقلق
"ليه؟"
"يعنى...انتى تعرفى طه منين انه مش بيكذب ولا بيلعب بيكى وبيعلقك بيه ع الفاضى"
"معقول؟؟"
"ليه لأ... احنا ف زمن وحش واى حد ممكن يطمع فينا علشان عارف ان مالناش اهل ولا لينا حد يقف جنبنا لو حصلنا اى مشكلة"
سرحت عالية وهى بتفكر...وقالت بصوت واطى كأنها بتكلم نفسها
"بس هو هيعوز منى ايه واحنا كل اللى بيننا كلام وبس"
"معرفش يا عالية...انا بقولك خلى بالك بس مبقولش هو وحش"
"وابلة فاتن.. معقول هتضحك عليا"
"لا طبعا..بس ابلة فاتن هتعرف نيته منين اللى ربنا وحده هو العالم بيها"
سكتت عالية...كملت هدير كلامها
"اوعى تزعلى منى ..انا خايفة عليكى"
"ازعل منك ازاى..لا طبعا كويس انك نبهتينى"
**********************
نرمين ومها ف البيت... مها بتتكلم ف التليفون
نرمين بتشاور لها خلصى
"طيب...انا لازم اقفل دلوقتى... لالا مينفعش طبعا انا داخلة على امتحانات... طيب بعد الدرس وصلنا انا ونرمين صاحبتى... هبقى ارن عليك...باى"
قفلت مها...وقعدت جنب نرمين
"مين ده يامها"
"ده مصطفى"
"مين مصطفى ...عرفتيه امتى وازاى يعنى"
"لما كنت مروحة من عندك اول امبارح ركبت معاه ف التاكسى واتعرفنا"
"تاكسى؟!! سواق تاكسى يا مها"
"التاكسى بتاعه يا بت... وبعدين قمر قمر قمر حاجة كده مش موجود منها دلوقتى"
"بس سواق تاكسى برضه"
"انا مالى بالتاكسى... هو ابن ناس وخريج اداب والتاكسى ده باباه جابهوله كده لحد ما يلاقى شغل"
"انتى بتقوليله ايه بعد الدرس؟"
"هييجى ياخدنا...ومتقلقيش هبقى اقوله يشوف واحد صاحبه يجيبه معاه"
"لالالا ياختى انا مصدومة بعد ما المستر خطب"
"ههههههه مصدومة ايه يا عبيطة انتى...شوفى حد غيره ينسيكى على طول"
"انتى ازاى بتحبى وتنسى بسرعة كده"
"عادى... اهو بدور على الحب لحد ما الاقى واحد يتقدم لى ويخطبنى ونتجوز...يعنى بعد ما قلت اخوكى هيخطبنى بقى ويبقى هو وخلاص طلع مظبط وعايش حياته عادى وهيخطب... اتصدم بقى واقعد اسمع عبد الحليم واعيط"
"لا بس..."
"بقولك ايه... عايزة تفضلى ف خيبتك دى انتى حرة... محدش لاقى عرسان دلوقتى ومش عيب اننا ندور على عريس"
"يا بنتى احنا لسه بدرى على ما نخلص"
"لا والنبى ايه... اللى قدنا ياماما ف الفلاحين والصعيد بتبقى متجوزة ومخلفة عيل ولا اتنين...وانا مبقولش هقوم اتجوز دلوقتى... نقضيها خطوبة سنتين ولا حاجة وبعدين انا نفسى اتجوز ف الكلية واروح الكلية كده وانا متجوزة ولا حامل وامشى اتمنظر بجوزى"
نرمين سرحانة ف كلامها...كملت مها
"هااا اقول لمصطفى يشوف لك واحد صاحبه ولا ملكيش مزاج"
نرمين وهى بتتصنع اللامبالاة
"بس يكون ابن ناس بلاش سواق"
******************
طه عند عالية ف الدار... بيفتح علبة أكل
"بدل انتى مش عايزة اعزمك ع الغدا بره قلت اجيب الغدا ونتغدا مع بعض هنا"
"لا شكرا...انا باكل مع البنات ف الدار"
ساب طه اللى ف ايده... وبص لها شافها مكشرة
"مالك يا عالية؟"
"احنا داخلين على شهر من ساعة ما اتقابلنا وبصراحة شكلى بقى وحش قدام الموظفين والبنات هنا"
"شكلك وحش ليه...احنا مبنعملش حاجة غلط"
"معلش يا طه... مقابلاتنا كل يوم والتانى كده غلط"
قامت عالية
"استنى ياعالية...ايه اللى غيرك كده؟"
"بصراحة انا مش شايفة اى خطوة...انت قلت مامتك تشوفنى الاول معترضتش...انما فين المقابلة دى مبتجيش ليه...يا طه انت لو غيرت رأيك مش هزعل ...اللى يزعلنى انك تضحك عليا"
"اضحك عليكى !!طب استنى...اقعدى من فضلك"
قعدت عالية...طلع طه الموبايل من جيبه
"الو...ازيك ياماما...انتى فين...طب بصى ايه رايك تقابلى عالية دلوقتى...اه دلوقتى ايه المشكلة... لا متقفليش ولا حاجة انا هجيبهالك لحد عندك... لو فضلنا نستنى الجمعة اللى فاضية فيها مش هنخلص...نص ساعة ونكون عندك...مع السلامة"
عالية كانت مستغربة تصرف طه
"قومى يالا"
عالية بارتباك"اقوم فين؟"
"انتى مش سمعتى المكالمة... قومى هنروح لماما"
"فجأة كده"
"عالية...انتى هتحيرينى ليه... لا عاجبك نستنى ولا عاجبك نروح دلوقتى...قوليلى اعمل ايه علشان اثبت حسن نيتى"
فرحت عالية ان كل شكوكها ف طه كانت غلط
قامت وقفت
"هروح استأذن ابلة فاتن واجى"
"هستنامى ف العربية... انا كنت عند فاتن من شوية"
********************
عالية قاعدة جنب طه ف العربية...مكسوفة
وقفوا قبل المحل بشارع
"انا بركن هنا كل يوم"
هزت عالية راسها
"ايه مالك؟؟"
"خايفة ومكسوفة ومتلخبطة ومش عارفة اتلم على نفسى"
"ههههه ليه كل ده"
"مش عارفة هقول ايه ولا اتكلم ف ايه ولا ممكن مامتك تسألنى على ايه"
"متخافيش انا معاكى اهو ...ومش هنطول"
*********************
نرجس قاعدة ع المكتب وفاتحة التليفزيون
دخل عليها طه... ووراه عالية ماشية بخطوات مترددة"
"ازيك ياماما... تعالى ياعالية"
شاور طه لعالية...اللى قربت من نرجس تسلم عليها
"ازيك ياطنط"
نرجس بتبص لها من فوق لتحت نظرة متفحصة
"اهلا يا حبيبتى"
جاب طه كرسى لعالية وشد كرسى لنفسه وقعدوا قدام المكتب
نرجس"شوف عالية تشرب ايه وابعت هات م القهوة"
عالية بتبص لطه... بتتمسك بيه انه ميقومش
"لالا ...شكرا...متجيبش حاجة"
نرجس"ليه ياعالية...هو احنا بخلا"
عالية"لا العفو ياطنط...بس مش عايزة شكرا"
نرجس"معلش انى مش فاكراكى زى ما انتى شايفة انا كل يوم بيجيلى زباين اشكال والوان ومش بفتكرهم كلهم"
عالية"ولا يهم حضرتك...ربنا يعينك"
نرجس"وازى ماما واختك العروسة اتجوزت ولا لسه"
ارتبكت عالية...بصت لطه... نرجس بتبص لها مستنية رد...ردت عالية بارتباك
"الحمدلله"
نرجس"شكلك صغيرة ...انتى عندك كام سنة"
عالية"20"
نرجس"اومال مخلصة وبتشتغلى ازاى"
عالية"معايا دبلوم تجارة"
بصت نرجس لطه وهى بتردد
"دبلوم تجارة...آآآه"
طه بيحاول يبروز مميزات عالية
"عالية كمان غير شغل الدار بتدى دروس تحفيظ قران ف الجامع وحافظة القران ومتدينة واخلاقها عالية جدا"
نرجس"ماهو باين عليها"
لحظات صمت بينهم
طه"طب يالا ياعالية اوصلك عايزة حاجة ياماما"
نرجس"متتأخرش"
*********************
طه وعالية ف العربية...ساكتين...وقبل مايوصلوا للدار
"على فكرة ...انا معجبتش مامتك"
"ليه بتقولى كده"
"مش محتاجة ذكاء يا طه"
"لا بيتهيألك"
"هتشوف ان معايا حق لما ترجع وتقولك رأيها فيا"
"انتى غلطانة"
"يارب اكون غلطانة"
وقفوا قدام باب الدار
نزلت عالية...وهى بتقفل الباب
طه"شوية وهكلمك"
عالية هزت راسها وهى مبتسمة...وبتقول ف سرها
"يارب متكونش اخر مرة اشوفك فيها"
********************
طه داخل المحل...شاف زباين
وقف يساعد نرجس ف البيع
خلصوا وخرجوا الزباين
رجعت نرجس ع المكتب...مسكت الريموت وقعدت تقلب ف قنوات التليفزيون...طه مستغرب انها معلقتش على عالية خالص
راح قعد قصادها... وسألها
"هااا...ايه رأيك"
"ف ايه"
"ف عالية ياماما"
"من ناحية ايه يعنى"
"من كل النواحى"
واتعدلت نرجس وسندت ضهرها ع الكرسى
"شكلها بنت غلبانة"
"يعنى عجبتك؟"
"لا طبعا معجبتنيش"
"ليه"
وفقدت نرجس هدوئها اللى كانت بتحاول تظهره
"لا لبس ولا شكل وباين اوى ان اهلها غلابة وكمان شهادة اى كلام"
"اولا شكلها مش وحش وطالما انا شايفة حلوة خلاص...ثانيا اللبس ممكن يتغير وابقى اجيبلها احسن...الشهادة بقى انا هتجوزها مش هوظفها عندى"
"ابوها بيشتغل ايه"
"ميت"
"وامها"
"ميتة"
"وعايشة مع مين"
"ف دار ايتام"
نرجس وهى بتجز على سنانها
"لو مكنتش ف المحل كان زمانى رقعت بالصوت الحيانى جبت التايهين"
"ليه يعنى ياماما... هى شخصيا مالها"
"متنفعكش"
"حبيتها"
"وماله...حبها ...امشى معاها شوية لحد ماتزهق منها"
"لا انا ولا هى بتوع مشى مع بعض والكلام ده"
"لما تيجى تتجوز لازم تناسب عيلة محترمة وعروسة تشرفك مش تعِرك"
"انا شايف ان عالية تشرف اى حد"
"وانا مش شايفة كده"
"والحل"
"معرفش...المهم انك مش هتتجوزها"
"اسف ياماما... انا اللى هتجوز مش انتى"
"هتتجوزها غصب عنى مثلا؟"
"انا جيت اخد رأيك وبحكيلك كل حاجة م الاول اهو...انما لو رفضتى علشان اسباب مش مقنعة زى اللى قلتيهالى...فانا هتجوزها برضه ...انا اللى هعيش معاها مش انتى ياماما"
سكتت نرجس...بتفكر...وتصنعت ابتسامة كذابة
"طيب ...سيبنى افكر كام يوم كده واشوف هنعمل ايه"
