رواية هل يشفع الحب الفصل الثامن والتاسع بقلم دينا عماد


رواية هل يشفع الحب 
الفصل الثامن والتاسع
 بقلم دينا عماد




فاتن قاعدة ف المكتب...عالية قصادها
عالية بتبص ف الارض وساكتة
فاتن بتتنهد وبتقول
"استغفر الله العظيم يارب...انتى هتقدرى البلا قبل وقوعه ليه بس"
بصت لها عالية وهو بتبتسم علشان تمنع الدموع اللى ف عينيها من النزول
"باينة يا ابلة"
فاتن بتحاول تطمنها وهى مش مقتنعة باللى بتقوله
"ردودها دى مش مقياس انها رافضاكى "
"بلاش ردودها...احساسى بمقابلتها بيقول انى معجبتهاش"
"لا اله الا الله...يا بنتى مقابلة ايه اللى مكملتش 10 دقايق اللى خلتك تحسى وتتنبأى بالقرار"
"يارب اكون غلطانة"
"غلطانة ان شاءالله... شوية كده واتصل بطه واشوف"
"لا بلاش يا ابلة الله يخليكى"
"بلاش ليه"
"مش عايزة احرجه"
"انا اللى هتصل مش انتى"
"بس هيبقى واضح انك بتسأليه علشانى...بلاش علشان خاطرى"
"طيب... انا لازم امشى ...متفقة مع ميار هروح بدرى النهاردة شوية"
"طيب يا ابلة...هى عاملة ايه"
"الحمدلله... امتحنت وخلصت والنتيجة ظهرت ونجحت"
"مبروك"
فاتن وهى بتقوم بتلم حاجتها وتاخد شنطتها... وعلى باب المكتب
"لو كلمك ابقى طمنينى"
                         ***********************

عالية ف اوضتها...بتصلى وبتعيط
رن الموبايل... رن رنات طويلة لحد ما خلصت صلاة
اول ما قامت...جريت ع الموبايل بلهفة
"الو"

طه فى العربية...بيتصل بعالية...اتأخرت لحد ما ردت
"الو... ايه ياعالية مردتيش ليه على طول"
"كنت بصلى يا طه معلش"
"تقبل الله"
"منا ومنكم"

لحظات صمت...مرت بسرعة...قطعها طه
"مالك؟"
"خايفة م اللى هسمعه"
"ليه متوقعة هتسمعى ايه"
"زى ما قلت لك...مامتك رفضتنى"
"للدرجة دى مش واثقة فيا"
"مش فاهمة"
"مش واثقة انى بحبك... مش واثقة انى قد كلمتى لما قلتلك هنتجوز"
عالية بتضحك ودموعها نازلة
"بجد؟؟ يعنى مامتك مش معترضة"
"لا يا ستى... هى كل اللى قالته عايزة شوية وقت تفكر نشوف هنعمل ايه"
"براحتها المهم انها مرفضتنيش"
"لا طبعا... هااا قوليلى بقى...بتحبينى زى ما بحبك"
عالية بتدارى فرحتها وبترد عليه مؤنبة
"طه...وبعدين"
"بعدين ايه...مش خلاص كلها حاجة بسيطة وتبقى مراتى"
عالية وهى مكسوفة
"لما ابقى"
وغيرت الموضوع
"انت بتكلمنى منين؟؟انت ف الشارع"
"انا ف العربية... رايح اجيب فلوس من تجار"
"ربنا يسلم طريقك"
"ربنا يخليكى ليا...بقولك عايزك يوم كده ننزل مع بعض نشترى شوية حاجات"
"حاجات ايه...وانت عارف رايي ف الخروج مع بعض يا طه"
"ياحبيبتى هننزل نجيب لك لبس علشان المناسبات اللى جاية لنا ان شاءالله"
                             *******************

نرجس خارجة من اوضتها الصبح
شافت مها ونرمين
"انتوا منتمتوش"
نرمين"لا لسه ...شوية وهننام ونقوم نكمل مذاكرة"
نرجس"واحدة فيكم تعملى كوباية شاى قبل ما انزل"
مها"مالك ياطنط...شكلك مقريفة كده ليه"
نرمين"هتنزلى بدرى ليه"
نرجس بعصبية"هروح للهبابة اللى لايفة على اخوكى علشان اخليها تتلم وتبعد عنه"
مها بفرحة بتتابع الكلام
نرمين"هتروحى لها فين"
نرجس"ف الملجأ اللى عايشة فيه ...وقعت طه ف الكلام وعرفت العنوان"
مها ونرمين ف وقت واحد
"ملجأ!!!"
نرجس"آآآه شفتوا الخيبة"
مها"يعنى اهلها فين"
نرجس"ميتين"
مها"لو ليها اصل من اصله"
بصت لها نرجس بتساؤل...ردت مها
"مش اللى بيلاقوه ف الشارع بيودوه ملجأ"
سكتت نرجس بتفكر ف كلام مها
"يالا الحقونى بكوباية شاى قبل دماغى ما تضرب لحد ما ادخل الحمام والبس"

راحت نرجس دخلت الحمام... ودخلت مها ونرمين المطبخ
                 ********************

نرجس على باب الملجأ... بتتكلم مع العامل 
العامل بيشاور لها على الجنينة

نرجس ماشية ناحية الجنينة اللى بيلعبوا فيها الاطفال
عالية ضهرها ليها ووشها للاطفال... نرجس بتقرب ناحيتها
وقفت وراها
"عالية"
التفتت عالية...اتفاجئت
"اهلا يا طنط"
الف سؤال بيدور ف راس عالية... طه كان بيتهرب من انه يحكى لها تفاصيل الكلام اللى دار بينه وبين مامته
ياترى هى عارفة ايه...الحقيقة ولا انها بتشتغل ف الدار
فاجأتها نرجس
"اتضايقتى لما شفتينى ولا ايه"
"لا ابدا...اتفضلى حضرتك"
قعدت معاها نرجس...وهى بتبص حواليها
"انتى عايشة هنا بقى"
تلعثمت عالية...مش عارفة ترد
"طه حكالى... بس عايزة اعرف منك حكايتك ايه"
"حضرتك عايزة تعرفى ايه"
"انتى مين اللى جابك هنا وملكيش اى قرايب خالص"
عالية وهى حاطة وشها ف الارض والكلام بيطلع بصعوبة
"انا كل اللى اعرفه انهم لقونى ف مستشفى حكومى وكان عمرى يوم ... اللى لقونى سلمونى ف القسم ومن القسم لملجأ للتانى للتالت لحد ما جيت هنا"
نرجس متفاجئة... بتحاول تسيطر على اعصابها
"لو انتى مكانى...هترضى تجوزى ابنك لبنت ح.. قصدى يعنى لبنت مالهاش اهل"
الدموع نازلة من عين عالية ومش بترد

ف نفس الوقت...فاتن خارجة من مكتبها رايحة لعالية
شافت واحدة قاعدة معاها... شكلها مش من الدار
قربت منهم تشوف مين دى وجاية ليه

قربت فاتن...على بعد خطوات...اتواجهت مع نرجس
فاتن المفاجئة عقدت لسانها
نرجس لما شافت فاتن...قامت واقفة بعصبية
"انتى بتعملى ايه هنا؟"
"ازيك يا ابلة نرجس... انا مديرة الدار"
فاتن بتمد ايدها تسلم على نرجس...نرجس مسلمتش
"آآآآآآآآآآآآآه... قلتوووووولى ...هى الحكاية كده بقااااا"

قامت عالية وقفت مذعورة من نرجس اللى تحولت فجأة
فاتن بتبص لها بابتسامة خفيفة... لانها عارفة طريقتها كويس
"انتى مديرة الملجأ... تبعتى لى واحدة صايعة تلوف على ابنى علشان تنتقمى منى...طول عمرك غلاوية وبتكرهينى"
عالية بتبص حواليها على الموظفين اللى بيبصوا من شبابيكهم واللى خرجوا من مكاتبهم على مصدر الصوت
فاتن"واكرهك ليه بس... اهدى وتعالى مكتبى نتكلم"
نرجس"مكتب...مكتب ايه يا ام مكتب...ده انا لولا فلوسى مكنتيش كملتى تعليمك"
فاتن بترد بضيق
"بابا الله يرحمه هو اللى علمنى وجوزنى قبل ما يموت...محدش له فضل عليا"
نرجس بترد بصوتها العالى
"اسمعى بقى انتى وهى... خطتكم دى مش هتعدى عليا... سامعيييييين"
وبصت لعالية
"وانتى... اوعى تفتكرى ان ممكن اجوز ابنى لواحدة زيك لا ليها اصل ولا فصل ولا حد عارف جيتى من انهى داهية"
وبصت لفاتن"اوعى انتى كمان"
زقت فاتن ف كتفها وهى ماشية وخارجة من باب الدار

عالية منهارة من العياط... فاتن بتبص حواليها
بتطبطب على عالية
"روحى اغسلى وشك وتعالى...متعيطيش"
"انا مش قلتلك يا ابلة... انا كنت حاسة...الله يسامحك يا طه"
"طه ذنبه ايه بس"
"مقاليش الحقيقة انها مش عايزانى... ولما هو حكى لها كل حاجة عنى مقاليش ليه... ليه يسبنى اتفاجئ بيها هنا كده ليه"
عالية بتعيط... فاتن نادت لواحدة من العاملات
"خلى بالك من البنات ...روحى ياعالية اغسلى وشك وتعالى المكتب"
                    *********************

عالية قاعدة قدام فاتن... بتحط كوباية عصير خلصت قدامها ع المكتب
"شكرا يا ابلة"
"العفو"

دخل طه المكتب عند فاتن ملهوف
"فى ايه يافاتن... عالية حصل لها حاجة"
اتفاجئت عالية بطه... بصت له بغضب وقامت
فاتن"استنى ياعالية"
طه مش فاهم حاجة"فى ايه"
فاتن"انا اتصلت بطه علشان لازم يعرف اللى حصل...واللى انا متأكدة انه ميعرفش حاجة عنه"
انفجرت عالية ف العياط تانى... وقعدت مكانها
طه مش فاهم ولا عارف يوجه كلامه لمين
"فيه ايه فهمونى"
وحكت فاتن لطه اللى حصل بالظبط
طه لعالية" وانتى متخيلة انى كنت اعرف حاجة زى دى وسكت؟؟"
عالية"وهى عرفت كل حاجة منين"
طه فكر" انا مقلتلهاش حاجة غير ان اهلك متوفيين... وف وسط الكلام سألتنى انتى ساكنة فين؟؟على مكان الدار يعنى قلتلها"
فاتن"مامتك مش غبية يا طه... عرفت توقعك بالكلام وتوقع عالية بالكلام وربطت كله ببعضه"
طه وهو قايم"بصى يا عالية... انتى موافقة عليا ايا كانت ظروفى ولا لأ؟"
عالية"يعنى ايه ايا كانت ظروفك؟"
طه"يعنى لو اخدتك وروحنا بدأنا حياة بسيطة... موافقة ولا لأ؟"
عالية"شايفنى زى ما مامتك شايفانى...انى عايزة استغلك؟"
طه"كل اللى قصده هتقدرى تتحملى معايا اى ظروف"
عالية"ايوه"
طه وهو رايح ع الباب
"لو ماما فضلت رافضة...هنقل شغلى اى محافظة بعيد عن هنا ونكتب الكتاب واخدك معايا"
خرج طه من المكتب وعالية مستغربة
فاتن بتبص لها ومبتسمة
"مخيبش ظنى فيه... غير امه خالص ...ربنا يحميك يا اخويا... مبروك يا عالية"
                      **********************

نرجس بتفتح الباب وتدخل
شافت مها ونرمين قاعدين
نرجس"هو فين؟"
نرمين"ف اوضته"
دخلت نرجس مندفعة وفتحت اوضة طه
"فى ايه؟؟؟ مجيتش المحل ليه زى كل يوم؟"
"علشان الكلام اللى لازم نقوله مينفعش يكون ف المحل"
"كلام ايه"
"روحتى لعالية ليه"
"آآآآآه... ودودتلك وقومتك عليا...قالتلك ايه الكذابة دى"
"فاتن اللى حكت لى اللى حصل"
"يا بنى فوق ...دول عاملين عصابة مع بعض... فاتن وَزت بنت الحرام دى عليك علشان عارفينك طيب"
"ماما لو سمحتى متتكلميش عنها كده... هى مالهاش ذنب ف اى حاجة حصلت... مش ربنا قال لا تزر وازرة وزر اخرى...عايزة تاخديها بذنب ناس هى متعرفهمش ليه"
"العرق يمد لسابع جد... زى ما امها رمتها قبل كده هى مش هيبقى لها امان"
"مش شرط...وبعدين ايه دخل فاتن بالموضوع كله"
"هى اللى مخططة كل حاجة"
"مش صحيح انا شفت عالية قبل ما اعرف ان فاتن تعرفها"
نرجس بتقعد على طرف السرير
"يا بنى فكر ... انت شفت البت دى ف المحل اللى فاتن عارفة مكانه كويس... وشفتها تانى ف الملجأ اللى اكيد فاتن هى اللى قالتلك تروح"
"اولا انا شفت عالية اول مرة خالص ف الشارع وهى رايحة الجامع... هنعدى مرة المحل ويوم اليتيم انا اللى قلت لفاتن انى رايح"
نرجس بنفاد صبر"الموضوع منتهى...جواز من البت دى مش هيحصل"
طه وقف لحظات... وفتح الدولاب طلع شنطة وبدأ يحط فيها هدومه
"تمام...الموضوع فعلا منتهى"
نرجس باستغراب وقلق 
"انت بتعمل ايه"
"هسيبلك كل حاجة علشان تطمنى ان عالية وفاتن مالهمش دعوة ... لا هسكن ف الشقة اللى جيبتهالى ولا هاجى المحل بتاعك... هقعد ف اى فندق لحد ما انقل شغلى واكتب كتابى على عالية واخدها ونبعد خالص"
نرجس بنفاد صبر"الموضوع منتهى...جواز من البت دى مش هيحصل"
طه وقف لحظات... وفتح الدولاب طلع شنطة وبدأ يحط فيها هدومه
"تمام...الموضوع فعلا منتهى"
نرجس باستغراب وقلق 
"انت بتعمل ايه"
"هسيبلك كل حاجة علشان تطمنى ان عالية وفاتن مالهمش دعوة ... لا هسكن ف الشقة اللى جيبتهالى ولا هاجى المحل بتاعك... هقعد ف اى فندق لحد ما انقل شغلى واكتب كتابى على عالية واخدها ونبعد خالص"

سكتت نرجس لحظات... وعيطت
"عايز تسيبنا... عايز تسيب امك واختك لوحدهم... ده انت راجلنا وسندنا...عايز تسيبنا علشان واحدة منعرفهاش... نهون عليك يا طه"
واتأثر طه بدموعها... قعد جنبها وحط ايده على كتفها وبايده التانى مسك ايدها وباسها
"ياماما انتى اللى اضطرتينى لكده... انتى اللى صغرتينى وانتى اللى مش عاملة اى اعتبار لمشاعرى وانتى اللى قررتى انى متجوزش اللى اخترتها"
"ياااااااه... للدرجة دى شايل منى"
"ياماما انتى على عينى وراسى بس برضه انا مقدرش اتخلى عن وعدى للانسانة الوحيدة اللى حبيتها"
"اشمعنى هى؟"
"معرفش...هى اللى حبيتها دونا عن الناس كلها"
"مش مطمنة لها"
"ادى فرصة لنفسك تعرفيها...واديها فرصة تثبتلك انها كويسة"
"مش قابلاها"
"لو مش عايزة تشوفيها بلاش...بس مترفضيش جوازنا"
"بتلوى دراعى"
"بالعكس انا بطلب منك الموافقة...رغم اللى حصل ف الدار بس كله يعدى مش مشكلة"
"اوعى تفتكر انى ممكن اعتذرلهم"
"مش مهم تعتذرى لهم..المهم انك توافقى وتباركى جوازى"
"عملت فيك ايه البت دى"
"ولا حاجة... ارجوكى ياماما انا مش عايز ازعلك ولا عايز اسيب عالية... متحطنيش ف الاختيار ده"
"لما اتخيرت اختارتها هى"
"اخترت انى استقل يا ماما...لانى حسيت انك بتتحكمى فيا...متزعليش منى ... لو لسه عند رأيك انا هفضل على كلامى"
قامت نرجس وهى بتعيط وبتبعد عينيها عن طه
"رجع هدومك الدولاب وروح افتح المحل"
"وعالية؟"
"قطيعة متجبليش سيرتها...اسمها بيعصبنى"
"يعنى ايه"
"اتجوزوا ولا اتنيلوا...اللى بيشيل قربة مخرومة بتخر على دماغه لوحده"
                          *********************

طه ف المحل بيتكلم ف التليفون
"خلاص ياعالية...ماما وافقت اخيرا"
"بجد ولا بتضحك عليا زى المرة اللى فاتت"
"انا ضحكت عليكى؟"
"ايوه انت قلت لى وافقت ولقيتها جت بهدلتنى"
"هى جت من ورايا...وبعدين خلاص ياعالية ماما استنتجت ان فاتن مرتبة كل ده"
"ابلة فاتن!! وهتعمل كده ليه"
"ماما وفاتن مبيحبوش بعض من زمان...خلافات بقى مالناش دعوة بيها"
"يعنى مامتك وافقت بجد اخر كلام"
"ايوه والله...بصى بقى هرتب يوم كده وننزل نجيب الشبكة"
عالية بفرحة"شبكة!!"
"اه طبعا...انتى مش عروسة ولا ايه...وبعدين اوريكى الشقة ونبتدى نجيب العفش"
"طه"
"نعم"
"انت فرحتى الوحيدة اللى حسيتها ف حياتى...ربنا يخليك ليا"
"الله الله... ايه الحلاوة دى"
عالية سكتت من كسوفها
"ايه...سكتى ليه ...كملى"
"انت احرجتنى على فكرة... المهم عايزة اطلب منك طلب" 
"اؤمرينى"
"ممكن هدير تبقى معانا ف الشبكة والتجهيزات والفرش وكده...هدير هى عيلتى"
"طبعا ياحبيبتى... اى حد بتحبيه يبقى على عينى وراسى"
"تسلم لى عينيك"
سكت طه... لحظات صمت
"الو...طه انت فين"
"مش عايز اقاطعك علشان تكملى الكلام الحلو ده"
ودخلوا زباين للمحل...وطا طه صوته
"عالية هقفل معاكى وابقى اكلمك لما اخلص... سلام يا حبيبتى"
                    **********************

طه داخل البيت...شاف نرمين قاعدة
"ماما ف اوضتها برضه؟"
نرمين"اه ...مها روحت وسابتنى وماما ف اوضتها طول اليوم عيانة من ساعة كلامك معاها"
قالتها نرمين وهى بتحاول تحسسه بالذنب
تجاهل كلامها ودخل لنرجس

طه بيفتح الباب...بيبص على نرجس...كانت صاحية
قعد جنبها على طرف السرير
"مالك ياماما... مش هتنزلى المحل تانى ولا ايه"
"اللى فيا مكفينى...صدمتى فيك كبيرة"
"لو تعبانة اجيبلك دكتور"
"تعبى مش عايز دكتور...تعبى من جوازة الندامة"
طه وهو قايم
"سلامتك ياماما...لو احتاجتى حاجة انا ف اوضتى"





راح ع الباب...سمع نرجس
"هو مفيش امل تفكر تانى"
"لا خلاص... وهننزل نجيب الشبكة لو هتقدرى تيجى معانا قوليلى لو مش هتقدرى اروح انا وعالية نجيبها"
نرجس بغيظ
"مش لما اختك تخلص امتحانات... ولا مش عايزنا نفرح بيك"
"مفيش مشكلة...نرمين هتخلص كمان يومين...لما نرمين تخلص...تصبحى على خير"
                       ***********************

مها ونرمين خارجين من الامتحان
شافوامصطفى ف التاكسى
مها"مصطفى ومعتز اهم...تعالى تعالى"
راحوا على التاكسى...سلموا عليهم وركبوا
ركبت مها جنب مصطفى قدام
ونرمين جنب معتز ورا

مصطفى"نقول مبروك"
مها"اخيرا خلاص...ده احنا طهقنا من المذاكرة"
معتز لمها"عملتى ايه"
مها"الحمدلله"
مصطفى"احنا لازم نحتفل بيكم بالاجازة...هنعزمكم عزومة حلوة"
مها بفرحة"هنروح فين"
مصطفى"لا دى مفاجئة بقى"

مشى مصطفى بالتاكسى... وكل مها ولا نرمين ما يسألوا يردوا الاتنين
"هتعرفوا"

وقفوا قدام عمارة...وركن مصطفى
ونزل معتز وفتحوا لهم الباب
نرمين بتبص لمها بتساؤل
مها"انت ركنت هنا ليه"
مصطفى"مش قلنا هنحتفل بيكم...اصحابنا مستنيينا فوق هنطلع نقعد معاهم شوية"
نرمين"نطلع فين...انا مش هطلع عند حد"
مها ساكتة بتبص لمصطفى ومعتز
معتز"ليه مش هتطلعى...هنقعد شوية مع بعض وننزل مش هنتأخر"
ومسك دراعها
"يالا بدل وقفة الشارع كده"
مها فجأة وهى بتشاور على بعيييد
"بابا يا نرمين... بابا شافنا"
التفتت نرمين تبص حواليها... وارتبك مصطفى ومعتز
مها شدت نرمين
"تعالى قبل ما يشوفنا...ابعدوا انتوا"

وقفت مها تاكسى... ركبت فيه هى ونرمين بسرعة
واول ما التاكسى اتحرك
"باباكى فين يا مها؟؟"
ضحكت مها
"الحمدلله ...فلتنا"
"انتى بتضحكى على ايه...باباكى فين اصلا هو باباكى جه من بره"
"بابا ايه ...انا اخر مرة شفت بابا من سنين"
"اومال"
شاورت مها على سواق التاكسى...
"ف البيت نتكلم"
                       **********************

نرمين داخلة البيت ووراها مها... دخلت مها تبص ف الاوض وباقى البيت ورجعت لمها
"مفيش حد هنا...فهمينى بقى ايه اللى حصل"
"انتى مشفتيش كنا هنتدبس ف ايه... شفتى كان بيشدك ازاى...ولاد الكلب فاكرينا من بتوع الشقق"
"كان ممكن نصوت ونلم عليهم الناس"
"اه ياختى ونكبر الموضوع ونتفضح...لما قلت بابا هما كمان خافوا"
رن موبايل مها...بصت فيه...وقفلته
"اهو بيتصل...بقولك ايه انا هجيب رقم تانى علشان اريح دماغى وانتى خلى طه يجيبلك خط جديد"
"وبعدين دول عارفين البيت هنا والبيت عند مامتك"
سكتت مها لحظات تفكر
"ميتهيأليش يقدروا يعملوا لنا حاجة"
نرمين برعب حقيقى
"بصى بقى... انا مش هكلم حد تانى ولا ادى لحد رقمى ولا عنوان البيت...انا هموت م الرعب وافرضى مكناش عرفنا نتصرف كانوا عملوا فينا ايه...لا يا ستى توبة"
ردت عليها مها وهى بتقعد وبنبرة حزينة
"انا بحب الاهتمام يا نرمين... انا بحب احساس الحب نفسه"
"كنا هنروح ف داهية"





"انتى بتتكلمى كده واحنا ف نفس الظروف...ماانتى كمان راميينك لوحدك طول اليوم زى ما امى مشغولة بجوزها والجرى وراه ونسيانى"
"ايوه محدش بيهتم بينا...ايوه الحب والاهتمام حلو ونفسنا فيه... بس انا كل ما اتخيل كان ممكن يحصلنا ايه اترعب... بصى المرة دى ربنا ستر منضمنش يحصل ايه بعد كده"
"ماشى اهو بنتعلم...احنا بس ننجح والكلية هتبقى مجالها اوسع كل واحدة فينا تلاقى النص التانى بقى ونرتاح"
                         ********************

عالية قاعدة عند هدير ف البيت
عالية مظهرها اتغير بقت اشيك
هدير بتحط صينية شاى وبتقعد
"منورة يا عالية"
"ربنا يخليكى يا هدير...بصى بقى انا عايزة اقولك حاجة ومتتكسفيش"
"خير"
"لو انتى تعبانة من الحمل ومش هتقدرى تيجى تفرشى معايا بلاش تتعبى نفسك"
سكتت هدير وحست عالية انها زعلت
"انتى زعلتى منى...والله انا خايفة عليكى"
"خايفة عليا ولا حماتك مش عايزانى"
"لا والله ماجابت سيرتك خالص...وطه عارف انتى بالنسبة لى ايه ومش بيتضايق من وجودنا مع بعض ابدا ...بالعكس ده جابنى وقالى اقعدى براحتك وابقى كلمينى لما تخلصى"
"يوم ما كنا بنجيب الشبكة كانت نظراتها ليا مش حلوة ابدا"
"مش ليكى لوحدك...وليا انا كمان"
"وبعدين؟؟ انا خايفة عليكى يا عالية منها...هتعرفى تتعاملى معاها ازاى...انتى نسيتى ابلة فاتن كانت حكت لنا ايه عنها"
"منسيتش...بس انا ممكن استحملها علشان طه...انتى مش متخيلة انا بحب طه قد ايه وممكن استحمل ايه علشانه"
"معقول؟؟"
"ايوه... اكتر كمان ما تتخيلى..انا مبقتش قادرة اتخيل حياتى من غيره...هو يستاهل الحب ده واكتر... قبل ما اقول نفسى ف حاجة بيجيبهالى...حنيته وخوفه عليا ميتوصفش... الكام شهر اللى فاتوا دول حاسة انه عوضنى عن حرمان السنين"
"يا بختك يا عم طه...ايه ده يابنتى ولا كان يبان عليكى"
"يا بختى انا بيه"
"بس برضه حماتك شكلها شرانية...ولا بنتها شكلها زيها بالظبط"
"مش مهم...المهم طه عندى"
"ربنا يسعدكم"
"المشكلة بقى دلوقتى اللى محيرانى"
"ايه"
"يوم كتب الكتاب عايزة اعزم ابلة فاتن وخايفة من حماتى بعد الخناقة اياها"
"بقولك ايه...ابلة فاتن عاقلة وطيبة...خرجى نفسك من المواضيع دى خالص"
"ازاى"






"هما عيلة ف بعض...اخوها يعزمها ميعزمهاش ملكيش انتى دعوة" 
"انتى شايفة كده يعنى... طيب"
                       ******************

عالية قاعدة مع طه ف العربية...واقفين قدام الدار
"عالية"
"نعم"
"عايزة نكتب مؤخر كام"
"مؤخر؟؟ انت بتفكر تطلقنى ولا ايه"
"لاقدر الله لا طبعا... انا مش عايز احسسك انى ضيعت اى حق ليكى"
"مش عايزة حاجة يا طه...ولو فكرنا ف الحقوق ما كان فيه حاجات كتير المفروض انى اجيبها وانت متخلتنيش اجيب حاجة خالص"
"علشان مفيش فرق بيننا"
"يبقى ليه فاكرنى انا عاملة فرق"
"زعلانة علشان مش هنعمل فرح؟...والله لو كنت اقدر كنت عملتلك احلى فرح"
"يا طه انت فرحتى...وبعدين هنعمل فرح وتعزم اصحابك ومعارفك ويلاقوا عروستك من غير اهل؟...خلينا مداريين كده احسن"
"مقصدش والله..انا بس تجهيز البيت بسرعة كده اخد كل اللى حيلتى وماما ساعدتنى ومش عايز اطلب منها تانى"
"انا عارفة كويس انك متقصدش...ياطه انا فاهماك من غير ما تتكلم... وزى ما قلتلك انت فرحتى مش الفرح والهيصة"
"ربنا ما يحرمنيش منك... ان شاءالله هنكتب الكتاب واسبوعين تلاتة بالكتير ونتجوز"
"ان شاءالله...عايزة اسألك على حاجة كده"
"اسألى"
"هتعزم ابلة فاتن ولا لأ؟؟ يعنى علشان اللى حصل بينها وبين مامتك ف الدار"


                الفصل العاشر من هنا

تعليقات



<>