رواية بنت ليل الفصل الثاني عشر12بقلم هدير سعيد


 رواية بنت ليل الفصل الثاني عشر12بقلم هدير سعيد



كانت صفاء قد اصرت ان تتم خطبة ليل في منزل والدها لا منزل عمران فتم تحضير البيت وتنظيمه ليستقبل المدعويين كانت الازياء في ذلك الوقت لامعه واسعه "منفوشه " ففستان الخطبة كفستان الفرح علي اختلاف الالوان وكان موضة تلك الفترة اللون البرتقالي بدرجاته فكان فستان ليل من هذا اللون ولكن الدرجة الفاتحة منه "سيمون" كانت ليل قد اتمت زينتها وظلت في انتظار عمران كانت ورد ومريم وبيسان في صحبتها يتجهزن ايضا وصل عمران اخيرا وانبهر بجمالها فكانت تلك مرتها الأولي لمساحيق التحميل وحقا كانت فاتنه بحق وقد حدد الكحل عينيها فاصبحت نظرتها ساحرة كانت ليل سعيدة بما يحدث فهي ما تزال صغيرة يسعدها الفستان والفرح ولكن كانت تتمني لو كان ايمن هو العريس لا عمران أزدات فرحة عمران حينما وجدها تضحك فقد كان يلاحظ انها ليست سعيدة بالأيام الماضيه فحينما رأي فرحتها اطمئن قلبه اعطاها الورد وتعلقت في يده كان يرتدي حلة كحلية و رابطة عنق من لون فستانها كان عمران وسيما ببشرة خمرية وشعر اسود لامع و انف حاد وعيون بلون العسل والزيتون وبنيه شديدة لم يكن ذو طول فارع مثل ايمن ولكن كان متوسط الطول فكان من يراهما معا يحسدهما علي حسنهم صعدا إلي السيارة التي اتجهت إلي المنزل و حينما وصلا واثناء صعودهم سمعت احدهن تقول "ياختي ويقولك المخده ما تشيلش اتنين حلوين " 
كان اليوم جميلا حقا حتي اتت اللحظه التي وضع عمران في اصبعها خاتم الخطبه نظرت اليه وتخيلته ايمن هو من يضعها في اصبعها فلما استفاقتت ووجدته هو شعرت وكأنها الجمر في يدها واتقبض قلبها كادت تبكي ولكن تماسكت حتي تنهي اليوم بسلام 
*******
كانت بنان منهارة في غرفتها بعدما تركها فريد فهي كانت تحبة حقا رغم كل شئ كانت تظهر نفسها له ككتاب مفتوح كانت تتمني ان يشعر بها ويشعر بعذابها ظنته سيعوضها الرفض الذي عانته في طفولتها والوحدة التي صاحبتها فلم يكن احد يحبها لم تعي ان ذلك كان لغرورها الزائد فكانت تعامل الآخرين وكانها ملكة الكون فكانت بغيضة مكروهه كثيرا ما تمنت ان تكون باكينام امها لتضمها كما تضم ايمن ان تنجح فيهتمو لامرها ان تمرض فتجد من يمرضها ويسهر عليها لم تكن بكينام زوجة الاب التي تكرة ابنة الزوج وتعملها معامله سيئة ولكن لم تهتم بها ولم تراها من الاساس وفي خضم مسؤوليات منصور الضخمه لم يكن لدية وقت ليهتم بأبنته كانت تبكي منذ ايام ولم تذهب إلي الشركة او النادي او إلي اي مكان وللعجب لم ينتبه لاختفائها إلا موظفو الشركه لا اهل ولا اصحاب كان احمد مدير مكتبها في ذلك الحين لم تكرر غيابها وهو امر غير معتاد مع اغلاقها للهاتف الخاص بها اتصل بفريد الذي نفي معرفته بمكانها فظل متحيرا لامرها كثيرا كان قلقا عليها لا حبا بها ولكن كان يري بها فتاة قوية و لمعرفته بطبعها فكان يثق ان هناك خطب ما فساقه الفضول توقع انها قد تكون سافرت للتنزه ولكن نفي هذه الفكرة فقد كانت لتخبره فهو مدير مكتبها حتي ينسق موعيدها وحينما نفي فريد معرفته بامرها تاكد ان هناك خلاف بينهم فحسم امرة وقرر الذهاب إلي المنزل بحجه عدة اورق تحتاج إلي توقيع ليستطلع الامر  وصل إلي المنزل و ابلغ الأمن الذين بدورهم اتصلو إلي المنزل كادت ترفض مقابلته في بادئ الامر ولكنها خافت ان يتعطل العمل بسبب توقيعها فتضطر إلي مواجهة ابيها وهي تحاول تأجيل تلك المواجهه ىيثما تستعيد نفسها وتصبح قادرة عليها لم يكن الامر بالعسير ليتوقع انها حزينه فرغم مساحيق التجميل التي تملئ وجهها الا ان عينيها الذابله المشوبه بالحمره قد اعلمت انها كانت تبكي منذ قليل 
احمد : انا اسف اني جيت لحد هنا بس قلقت حضرتك اول مرة تختفي عن الشغل فجاءة حتي انك مطلبتيش اكنسل اي مواعيد
بنان : ولا يهمك يا استاذ احمد فين الورق المحتاج امضي 
احمد.: هو الحقيقه مفيش حاجه ايرجنت ياعني بس انا جيت اطمن علي حضرتك ومكنش في طريقه غير موضوع الورق ده خصوصا اني كلمت فريد بيه و قال نا يعرفش حضرتك فين 
بنان  وقد كانت بحاجه ان تبث همومها إلي اي انسان : انا وفريد مش هنكمل 
احمد بتسرع ولم يكن يتوقع ان العيب منها فظن انها قد علمت بمغامرات فريد العاطفية مع موظفات الشركة : والله يافندم انا كنت بستغرب ازاي يبقي معاه نجمه زي حضرتك ويبص لشوية حجارة علي الارض مفيش واحده بس من اللي عرفهم تيجي ربعك حتي بس هو غاوي خيانه
بنان بصدمه : احكيلي كل اللي انت عارفه 
احمد : مالوش لزوم نتكلم فاللي يوجع المهم حضرتك تستعيدي نفسك لانه فعلا مكنش بستهلك 
بنان وهي تخشي ان تخونها عبراتها وتتساقط امامه : استناني هنا انا هطلع اجهز و هنزل نروح المكتب وتحكيلي كل اللي تعرفه 
واتخذت طريقها إلي غرفتها و اغلقت الباب والقت بنفسها علي السرير وبكت كثيرا 
***********
فالوقت الحالي 
مالك ياورد قالها شقيقها محمد 
ورد : وصلتله 
محمد : مين 
ورد : اللي موت اختي وامي 
محمد بحزن : تاني ياورد بتفتحي فالقديم ليه 
ورد : القديم زي الجديد كله بينفد علي بعضه حرمني من اختي وبعدها امي ماتت بحسرتها لما عرفت ان بنتها انتحرت من اللي شافته معاه 
محمد : خلاص ياورد ده قدرها وقدرنا 
ورد : والمرمطه اللي شوفنها في بيت عمك بعد ما ماما راحت واخوك اللي اضطر يسافر ويتغرب عشان بس يصرف علينا وعمتك اللي كانت مخليه الكل يقاطعنا 
محمد : كله نصيب ياورد كله نصيب 
ورد : نصيب بس بسبب وانا لازم ادفعه التمن 
محمد : وهتعمليله ايه 
ورد : معرفش بس لازم افكر 
دخلت زوجة محمد : ورد اعمليلي قهوة 
محمد : ما تعملي لنفسك 
الهام : ما انا تعبانه طول النهار فالاكل  وشقيانه مع عيالك هيحصل ايه لو عملتلي فنجان قهوة وريحتني 
ورد في نفسها اه الاكل اللي جبراني اعمله قبل ما انزل علي شغلي كل يوم : حاضر يالهام هقوم اعمله 
الهام : والمواعين بالمرة احسن ضهري وجعني 
ورد : ومن امتي ضهرك مكنش وجعك حاضر يالهام اومر تانيه 
الهام : شكرا
انصرفت ورد لاحضار القهوة ولكن رن الجرس فذهبت لفتح الباب لتتفاجئ بايمن امامها
ايمن : كنت خايف تكونو غيرتو العنوان 
ورد : ايه اللي جابك 
محمد : مين ياورد 
ورد : ابن الوزير 
خرج محمد وهو يظنها تضحك فوجده امامه لتنجلي الصدمه علي وجهه : عاوز ايه 
ايمن : اتعودت منكم علي الكرم مش تقولولي اتفضل 
ورد بعصبيه قول جاي ليه خلاص اللي كنت بتجيلها زمان انتحرت علي ايدك فقول اللي عندك 
ايمن : طب ندخل نتكلم جوا مش لازم العمارة كلها تسمع 
محمد : اتفضل 
ايمن دخل يتأمل ليل في الزوايه نعم قد تغير المنزل ولكن الحوائط كما هي ولكل حائط منهم لديه ذكري كادت عيونه ان تدمع من فرط الحنين فهي محبوبته الوحيده
ورد وهي تنظر إليه بناريه : ها دخلنا عاوز ايه 
ايمن : تعرفي ياورد انا فرحت اوي لما شوفتك انهارده حسيت انك طيف من ليل ظهر قدامي يطبطب عليا بعد غيابها الطويل ده 
ورد : ليل اللي عاشت في ذل في بيتك لدرجة تنتحر 
ايمن : عمرك شوفتي مني حاجه واحده وحشه تجاه ليل عمرها جت اشتكت مني او حد منكم شفني اذيتها بكلمه او فعل 
كانت الاجابة بالنفي فصمت محمد وورد فحقا كاد يجعلها تلمس النجوم ولكن لا يعلمون ما حدث بعدما انتقلو للحياه في منزل اهله فقد تبدلت احوال ليل واصبحت حزينه حتي اتاهم خبر وفاتها غرقا بعدما هربت من منزل زوجها واختفت لبضعه ايام و ظهرت ملابسها واوراقها طافيه علي الماء حتي انهم لم يجدو جثمانها إلي تلك اللحظة واختفي ايمن بعدها فلم يظهر ولم يسأل عنهم منذ ذلك الحين فعلمو ان لديه يد بما حدث 


تعليقات



<>