رواية بنت ليل الفصل الثالث عشر13بقلم هدير سعيد
كانت الاسعاف قد تحركت تبعتهم سيارة هشام معه شمس وعبير إلي احد المشافي الكبري فالقاهرة حتي ان فور وصولهم إليها كادت شمس تفقد وعيها من مدي الرقي والفخامه
شمس : يالهوي دي مستشفي ده المستشفي اللي كنا فيها علي كده مقلب زباله
عبير : وبيتنا صفيحة جوا المقلب يالهوي دي زي الحتت اللي بتطلع فالتلفزيون
شمس : ياخربيت ابوهم عايشين وبيتعالجو في اماكن زي دي واحنا فران في جحر بيرمولهم فتافيت ويوم مايتمعظمو ويعملو يجبولنا شنطه فيها كيسين رز علي كيسين مكرونه وازازة زيت
كان هشام يستمع إلي حديثهم بتأثر شديد فعلي مايبدو ان ليل وابنتها لد عانو كثيرا
وفي اثناء ذلك كان ابناء الحي قد وصلو إلي المشفيط القديم لزيارة ليل فاخبرتهم الممرضه ان هناك رجلا مهم قد اتي مع ابنتها و المرافقه ونقلوها ولا يعلم احظ إلي اين ذهبو
ام حسن : شكلها بقي بحق وحقيقي والوليه ام شمس دي وصله والحدوته اللي كانت حكيتها زمان لابو حسن صح
ام محمد : حدوته ايه دي
ام حسن : ان شمس بنت راجل واصل اوي
عم حمدي : الله اعلم باللي حصل اللي انهارده بفلوس بكرة يبقي ببلاش يلا يا ام محمد نمشي هتيجي معانا يام حسن
ام حسن : وانا اهي يقعدني فالمخروبه دي يلا يا اخويا زمان ابو حسن رجع ومحتاجه لقمه تقوته
*******
ورد : متاكد متاكد انها ليل
ايمن : مش عارف مش عارف بس اكيد هشام مش هيكدب
محمد : طب بسرعه خلينا نروح نشوفها
الهام وهي تميل شفاتيها : هتلاقيه راجل عحوز وبيخرف من امتي الميتين بيصحو
ورد : الهام الله يباركلك اسكتي انا بقالي سنين متحملاكي عشان بيت اخويا مايتخربش بس لحد هنا وكفايه
الهام : شوف اختك بتقول ايه
محمد : الهام اخرصي انا مش عارف ايه جابك معانا كنتي قعدتي بعيالك بدل ما انتي رميتيهم عند الجيران
الهام : الحق عليا اني جايه اطمن علي اختكم
وتكمل في نفسها هو انا هلاقي فرصه زي دي في عمري دي لو طلعت عايشه تبقي طاقة قدر واتفتحتلنا ده جوزها هيموت عليها شكلها ايه دي اللي مخليه ايمن الوزير بحاله هيمان فيها كده
كان ايمن يطوي الطرق كأنه في طيارة ليس بسيارة يتمني ان يغمض عينه ويفتحها ليري محبوبته فالواقع لا السراب وصل إلي المشفي ولم يهتم بصف السيارة في مكان مناسب بل وقف امام المبني و خرج يركض وتبعه ورد ومحمد والهام لا يدري في اتجاه وهو يضع هاتفه علي اذنه يحدث هشام حتي يصل إليه
كانت ليل في غرفة الفحص فكانت كلمة زوجة ايمن الوزير كلمة السر لتصبح المشفي كخلية نحل الجميع يتسارع لكسب ود زوجها وصل ايمن اخيرا ليجد هشام ومعه امرأه وفتاة في حالة مزرية
ايمن : فين ليل ليل عايشه بجد وريهالي فين ليل ياهشام
هشام : ايمن باشا اهدي ليل هانم بتعمل اشعه دلوقتي عشان يحددو عندها ايه
ايمن : وصلتلها ازاي وازاي قولتلي انها ماتت من ١٤ سنه فهمني وكانت فين كل السنين دي
ورد : هو بجد ليل اختي اللي جوا ولا هنرجع نتوجع بحقيقة انها ماتت من تاني
هشام : مدام ليل اللي جوا والله بس في حاجه مهمه تانيه لازم تعرفوها
ايمن : ايه
هشام : شمس شمس بنت ليل
لتذهب انظار الجميع إلي حيث اشار
ليجدو فتاة صغيرة يكاد الناظر يظنها ايمن في صغره ولكن بشعر طويل
كانت الوجوه بين دهشة وصدمه ووجوم ملامح من الصعب تفسيرها نظرات كالسهام بين الجميع ولكن كان اسرعهم في استيعاب الموقف هو محمد الذي قطع الصمت صائحا
محمد : ايوه ليل لما اختفت كانت حامل
الهام : دي كأنها حضرتك يا استاذ ايمن
كان ايمن مشدوها وقف الزمن به ينظر إلي شمس كأنه ابله يتمني ان تكون ابنته حقا ويخشي ان تكون ليل تزوجت بعد فراقه وتلك ابنتها من غيره لا يعي ذلك الشبه الذي يجمعهم وكانت شمس بين لهفه ورعب واحتياج تناظرة بصمت تنظر ان يضمها إليه فمازالت لا تصدق ان لديها اب مثل كل الاطفال فهي تأقلمت علي اليتم منذ وعت علي الحياه فهو بمرار العلقم ولكن مرتعبه من الا يتقبلها ذلك الاب ذو الاسم والجاه تخشي ان تقترب فينهرها وتتمني ان يقترب فتلقي بنفسها بين يديه ولكن يد ورد كانت اسرع فضمتها ضمة طويلة وهي تبكي بلا كلمات تشتم بها عبق شقيقتها وكأن تلك الضمه هي ما جعلت ايمن يعود لرشده ليسأل بصوت خفيض
ايمن : شمس بنت ليل وبنتي ؟
هشام : ايوه يا ايمن باشا
ليمسك ايمن بيد شمس الملتفه علي ظهر خالتها ويجذبها إليه
ايمن : انتي بنتي بنتي انا ويضمها إليه في تردد واضح ولكن شمس تشبثت به فأجبر علي تشديد ضمته لها
فتدمع عيون الجميع
ليخرج الطبيب في تلك اللحظه من الغرفه فيلتف الجميع إليه
الطبيب : احنا مش عارفين نقول ايه بس مدام ليل عندها تليف رئوي ولازم عمليه في اسرع وقت ممكن
ايمن : اشوفها يا دكتور بعد اذنك واعمل اي حاجه ولو ينفع العمليه تكون دلوقتي يبقي ياريت
الطبيب: للاسف مدام ليل محتاجه متبرع وده هياخد وقت لانه هنحتاج يكون متوفي متوافق مع انسجتها ومايكونش عدي علي وفاته ٦ ساعات وده هيحتاج فحص وموافقه اهل المتوفي علي التبرع
ايمن : اعمل كل اللي شايفه المهم تعمل العمليه بس اشوفها.
ورد : وانا كمان عاوزة اشوفها
محمد : وانا اخوها بردو عاوز اشوفها
الطبيب : ماينفعش تدخلو كلكم ممكن واحد واحد يتعقم ٥ دقايق و يخرج
كان الجميع معترض فبعد غياب طويل لن تكفي تلك الدقائق الخمس في اوالة الشوق
*****
بنان : ياعني ايه سابكم قدام البيت وخد العربيه ومشي راح فين ده
الحارس : والله محدش عارف كنا منتظرينه قدام البيت اللي دخله فجاءة نزل معاه اتنين ستات وراحل ركب عربيته بسرعه ونول السواق وساق بسرعه فظيعه
بنان : ومحدش لحقه ليه
الحارس : ادي اوامر محدش يتحرك ياهانم مكنش ينفع نكسرها
بنان : والبيت اللي انتو فيه ده فين
الحارس : يصف العنوان
بنان : يبقي ليل فعلا ظهرت ومامتتش ده بيتها غور ولو عرفت حاجه كلمني وحاول تعرف هو فين بالضبط
تغلق الخط وهي تكاد تكسر الهاتف وتتصل بزوجة ابيها
ليأتيها صوتها الغاضب
بكينام : ايوه يا بنان
بنان : طالما متعصبه كده يبقي خبر المصيبة وصلك انتي كمان
بكينام : وايه الجديد ما باباكي طول عمرة كده لا بيتغير ولا هيتغير فضحنا في وسط الناس
بنان : بابا ماله ده ليل طلعت عايشه وابنك معاها دلوقتي
بكينام : يانهار اسود انتي بتقولي ايه دي لو ظهرت فعلا هخسر ابني باقي حياتي
بنان : لازم نشوف هما فين وعرف ولا لسه لازم نشوف هنبرر موقفنا ازاي
بكينام : انتي متأكده من الخبر
بنان : بنتها كانت عند هشام الصبح فالفيلا وبكلمه من الصبح مش بيرد عليا وحارس ايمن قال انه كان عندها فالبيت
بكينام : اقفلي اقفلي اشوف هما فين
واغلقت بكينام الخط لتتصل بايمن وهي تدعو الله الا تكون ليل قد قصت عليه ما حدث
