رواية بنت ليل
الفصل الاول1والمقدمه
بقلم هدير سعيد
المقدمة
بنت ليل
بقلم هدير سعيد
انه الظلم الذي يغلف القلوب برداء من الحزن
انه ليل حالك كجميع اليالي السابقة فنور القمر عسير علينا فلم يصل إلينا قط فكيف يصلنا ونحن كفئران الجحور نقطن بحي صغير في شارع ضيق في اكثر حوارية ضيقا ثم زقاق اشد ضيقاً داخل منزل ان كان هذا الشئ الذي نحيا بداخل يجوز نطلق عليه منزلا هو مبني عجيب متهالك من ثلاثه طوابق غيرنا فانا من سكان الدور الأرضي الذي يتكون من بهو كبير وعدة غرف و دورة مياه وحيده ليست كما تعلمونها ولكن عبارة عن دائرة كبيرة مجوفة فالأرض تدعي طاقة وينصرف ما بداخلها إلي طرنش تأتي السيارة لتفريغة كل عدة ايام فحينا لم يصلة الصرف الصحي بعد وان لم تأتي تلك السيارة نغرق اعيش مع امي في احد الغرف ورغم انني وعيت من نعومة اظافري في هذا المكان الا انني لا اشبهه فقد اصرت امي علي ذلك دائما فكان تعليمي حتي انتهي من الجامعه هو هدفها الوحيد وكانت امي متعلمه عكس اغلب الجيران فأحدي جارتنا وصديقة امي ايضا قد وصلت إلي الدبلوم ولكن لم تنهي تعليها الجامعي لضيق الحال فكانت سمة المكان ان يتوقف التعليم بعد المرحلة الابتدائية ان وصلو إلي نهايتها من الاساس كنت امي تهتم لهندامي كثيرا وتصفيفي كانت تعمل ليل نهار في احد المصانع حتي لا تقبل بتلك المساعدات التي تأتي سكان منزلنا فالجميع معدم حقا إلا ام محمد صاحبة البناية واكثر من تحصل علي المعونات فلها قصة عجيبة فهي من احدي قري الصعيد لم تخبرنا من اي قرية هي واتت مع زوجها إلي القاهرة حتي يجد عملاً ولكن سقط امام القطار فمات في توة ولم تستطع ام محمد العودة إلي بلدها فهي لا تعرف لها سبيل كما تقول اظنهم طُرِدو منها لسبب ما فكيف لا تعلم من اين هي ولا تسطيع العودة لا يهم هذا الامر كانت ام محمد ام لسبعة ابناء اكبرهم في عامة السابع واصغرهم بعمر الشهرين اتي بها احد الجيران إلي حينا واستأجر لها الغرفة ولكوننا من سكان حي معدم فكان يأتينا معونات كثيرة ترفضها امي وتأخذها ام محمد وادخرت الاموال حتي توفر معها ثمن منزلنا فاشترته ثم ادخرت مرة اخري واشترت عدة منازل ورغم ذلك لم تترك غرفتها او حتي الحي كي لا تتوقف المساعدات المالية التي تأتيها كنت اتعجب عفة امي ورفضها التام للاموال والحقائب التي تمتلئ بالمواد الغذائية فقد ننام جوعي ولا تمد يديها ابدا كنت اغتاظ من امي فنحن بحاجه وراتبها لا يكفي ولكن ما باليد حيلة ولكن رغم اعتيادي لتلك الظلمة الا إن تلك اليلة مختلفة فكانت امي ترقد سريرنا في وهن ويلتف حولها الجيران توصيهم بي وما ان انصرفت النسوة حتي استوقفت امي جارتنا عبير
الام : استني يا ام شهد عاوزاكي في كلمتين
عبير : ايه ياحبيبتي
الام : البنت البنت لازم ترجع لأهلها اللي كان منعها عنهم وجودي وانا خلاص اهو قربت اسلم الامانه
عبير :
ربنا يديكي الصحة وتعيشي وتربيها ولا تتحرمش منك ابدا
الام : دي امانه في رقبتك ترديها لابوها العنوان واوراقها كلها في الظرف اللي موجود تحت المرتبه اول حاجه تعمليها ترجعيها لأبوها
لم اكن صغيرة فكنت في صفي الثاني الاعدادي فلم يكن عسير علي ان اعي ان امي تقصدني ولكن اب اي اب الم يمت قبل مولدي السنا فرع بلا جدر كيف اصبح لي اهل من اكون وماذا تقصد فمسحت دمعي بكفوفي ونظرت إليها قائلا : توديني عند بابا واهلي اهلي مين وازاي
اعرفكم بنفسي انا شمس ابنة ليل تلك المرأه التي هزمها المرض بعدما اهلكتها الدنيا واليالي فقد انارتني بشحوبها ذبلت هي كي اتفتح انا ولكن ها هي تود ان تتركني قبل ان يشتد عودي لأواجة انا مصير مجهول
االفصل الاول
شمس : بابا منين وازاي هو مش مات فهميني ولا انتي قصدك حد تاني عاوزة افهم
ليل : موضوع يطول شرحه بس اه ليكي اب وليكي اهل
شمس : وانتي امي بقي ولا خطفاني
ليل : امك والله امك بس مكنش في طريق تاني تفضلي بيه عايشه ومعايا الا هروبي
عبير : امك تعبانه يا شمس سبيها ترتاح وتعالي نقعد قدام الباب برة وان هحكيلك
ليل : لاء خليكم هنا
شمس بعصبيه ودموع : مش هتتعزمو ممكن تفهموني
فلاااااش بااااااااك
ليل في طريقة إلي مدرستها الثانوية فهي في سنتها النهائية تسير هي صديقاتها واثناء عبورهن الطريق توقفت احد السيارات فجأه محدثة صرير مروع قبل ليل بسنتيمترات قليلة ولكنها فقدت وعيها من شدة الفزع
نزل مسرعا شابا يبدو عليه السُكر قائلا: والله العظيم ما لمستها انا فجاءة معرفتش اسيطر ومكنتش شايفكم ولما شوفتكم وقفت بسرعة
سارة : ماهو انك ماتشوفناش كلنا تبقي اعمي
مروة :ماهو فاكر نفسه سايق طيارة جاي بسرعة الصاروخ
شهندة: سيبكم منه دلوقتي ركزو مع ليل فوقوها للامتحان يضيع عليها وعلينا
كان الشاب رغم عدم وعية الكامل مذعورا هو لما يكن مخمورا حتي لا يعي ولكن قد لعب الخمر برأسه قليلا فظل وقفاً كصنم بلا حراك وكانت الفتيات كل منهم تحاول مع ليل فمنهم من تفرك جبهتها واخري تشك اصبعها والاخيرة تبحث عن عطرها ليسعفهم وضعت الفتاة العطر في انف ليل فسعلت ليل بشدة وبدأت اهدابها فالتحرك حتي استطاعت فتح عينيها
ليل : في ايه
الفتيات : خضتينا يا شيخة حرام عليكي اتاخرنا علي الامتحان انتي كويسه
ليل بضعف : الحمد لله
شهندة : مش يلا نلحق الامتحان
مروة وقد اعجبت بالسيارة وبالتباعيه صاحب السيارة فقالت بخبث : مش الاخ سبب تأخرنا يدوب يوصلنا
الشاب : اه طبعا طبعا اتفضلو
ليل وصديقتايها يناظرن مروة بنظرة ماذا تقولين كيف نصعد إلي سيارة شاب غريب
الفتاة وقد قرأت ما في عين صديقاتها : نعتبرة تاكسي والاجرة الوقت اللي ضيعهلنا
كان الوقت قد ازف حقا مما اضطرهن للركوب علي مضض
كانت مروة تحاول فتح حديث بينها وباين الشاب ليبدأ التعارف ولم يكن ايمن بالهين فقد لاحظ نظرات الانبهار بعينيها ولكنه كان معجبا بتلك السمراء الرقيقه التي فقدت وعيها امام سيارته فقرر ان يتخذ من تلك المنبهرة سُلم كي يصل إليها
ايمن : انا ايمن انتو مين
لم يجب سوي مروة التي كانت الاخروات يطالعنها بتعجب : انا مروة احنا في ٣ ثانوي
ايمن : وانتو
لم ياتي رد الا من مروة كالمعتاد : دي شهندة و دي سارة وقبل ان تنطق اسم ليل كانت يد سارة قد سبقت لتقرصها لتصمت فتدرج وجهه بالحمرة من شدة الألم
كانت السيارة قد وصلت امام المدرسة فنزلت الفتيات في سرعة شديدة اما مروة فتلكئت فما كان من ايمن الا فهم طلبها فقال في هدوء ينفع اعدي اروحكم بعد الامتحان لو تحبي بتخلصو امتي
مروة : الساعة ١٢
ايمن : ١١ هتلاقيني واقف مستني
*********
في فيلا عتيقة واضح عليها عبق الزمن
كانت بنان تتوسط البهو قائلة : تحفة تحفة يا فري كل حاجة فيها انتيك كل اللي هيجو يباركولنا علي الجواز هينبهرو بيها
فريد ويبدو عليه عدم الاقتناع بالمكان فهو لا يفضل الاماكن الاثرية : تحفة ايه هو دي يتعاش فيها دي متحف اه اجي ازورها لكن اعيش فيها لاء
بنان بحزن : بليز يا فري دي حلوة اوي انت عارف اني بحب الانتيكات
فريد : ايون الانتيكات كام قطعه نجيبهم نزوق بيهم البيت مش نقعد جواهم
بنان : يووووه هو كده اي حاجة تعجبني متعجبكش
فريد : خلاص لو عجباكي نجيبها بس مش هنعيش فيها ابقي تعالي فيها لوحدك
بنان : ليه ممكن اعملها جاليري او اجرها لمعرض لوحات او حتي سفارة وممكن نعمل فيها حاجات كتير اوي
فريد : انتي اللي ورثتي دماغ عمي كل تفكيرك فالبيزنس عكس ايمن تماما حياته كلها فاللعب والسهر
بنان : حلو ده في مصلحتنا خليك انت دايما دراع بابي اليمين
فريد :مش سهله انتي يا بنبونايه
تنظر لها بنان بأبتسامة وتتجول في الفيلا
******
داخل المدرسة
شهندة : انتي اتجننتي ايه اللي كنتي بتعمليه انهاردة ده مالنا وماله ياعني
مروة : انتي مش شايفه الواد قمر ازاي وعربيته شكلها ايه عربيته بس تمنها يشتري بيتنا كله
سارة بشفاه مائلة : قوام ريلتي مرقعة بنات فاضية
ليل : اللي انتي عملتيه ده غلط يا مروة وواحد زي ده لا شبهنا ولا احنا شبهه ولا عمري هيبصلنا بصي علي اللي من توبك عشان متقعيش علي جدور رقبتك
مروة : طيب ياختي منك ليها انا الوحشة وانتو الملايكة هتدخلو الامتحان ولا لسه في دروس تانيه هتدوهالي
شهندة : الغلط غلطنا اننا صابرين عليكي
سارة : عندك حق والله يا شوشو طول الوقت بعمايلها دي جاييلنا شبهه ابقي قوليلي هتشوفي الشاطر حسن ده تاني فين
مروة : جايلي بعد الامتحان
ليل : نهارك ابيض انتي ادتيله معاد انتي بتهزري
سارة : وانتي فاكرة واحد زي ده هيفتكر المعاد وهيجي تاني يابنتي فكك ده لقاها هبلة قال يشتغلها بكلمتين
شهندة : بقولك ايه لو الواد ده جيه وركبتي معاه هروح اقول لامك ويلا علي اللجنة خلونا نخلص السنة دي علي خير
واتجهت الفتيات إلي اماكن جلوسهم وبدأ الامتحان وكان الامتحان به شئ من الصعوبة ولكن ليس علي ليل فهي كانت ممن يأكلون الكتب ولم يكن بتلك الصعوبة علي شهندة ولكن سارة كانت تناظر الورقة وتبكي فقد نست كل ما استذكرته مسبقاً وكانت مروة ورغم ذكائها اخر من يهتم فكانت تخل ما تعلم وتترك مالا تعلم فهي تتمني ان ينتهي الوقت سريعا كي تتاكد ان امير الاحلام سيأتي كما وعد ام كما قالت سارة لن يأتي
انتهي الامتحان بعد واتي الوقت الموعود كانت شهندة وليل تحاولا تهدئة روع سارة التي رغم انها اجابت علي جميع الاسئلة ولكنها تشعر ان هناك خطاء ما وسيضيع جهدها هدرا ولم تهتم مروة لأمرهن بل ذهبت مسرعة إلي خارج المدرسة للتأكد من وجود فارس الجواد الابيض منتظر او لا وما ان وقعت عينها عليه حتي اتسعت ابتسامتها وكادت تصرخ لولا ان وجدت يد شهندة قد وصلت إلي كتفها
وقالت: انا حلفت بالله لو قربتي منه هروح اقول لامك وانتي عارفه العلقة اللي هتاخديها منها وبعدها هيرجع ابوكي هتاخدي علقة زيها ومش بعيد ما يجيبكيش تكملي الامتحانات
كانت مروة تعلم ان صديقتها لن تتورع عن فعل ما قالت فمشت معهم صاغرة وهي تتمني ان يسير خلفها ذلك الوسيم اما ايمن فقد صُدم بعدما مرت الفتيات دون ان تتوقف اي منهن خاصة مروة فقام بمنادتهن ولكن لم تجيب اي منهن فقرر السير خلفهن لمعرفة منزل تلك السمراء الفاتنه فكانت ليل فاتنة حقا ذات بشرة حنطية تميل إلي السمار وشعر طويل اسود ناعم مجدول خلفة لتصل ضفيرتها إلي منتصف فخذها بعيون كحيلة بلون الزيتون وانف منمقه وشفتان صغيرتان مرسومتان و جسد ممشوق و طولها متوسط تملك في ملامحة طفولة و عينيها برائة وجسدها انوثه طاغية فحقا كانت مميزة ظل يسير خلفهم كانت مروة تراقبه بعينيها سعيدة تظن انه يسير خلفها حتي تفرقت طرقهم ولكن فجاءة لم تجدها خلفها فظنت انه قد مل وعاد لم تكن تدري انه اتخذ طريقة خلف ليل
و
