رواية بنت ليل
الفصل التاسع عشر19
بقلم هدير سعيد
اكلت شمس مع ورد وبعدما انهتا الطعام طلبت شمس من ورد ان تقص عليها ما تعرف عنه من امر ابويها فبدأت ورد بالحديث
انهت ليل ما كلفتها امها به وقامت بصنع كوبان من الشاي لها ولوالدتها
صفاء : وكمان شاي شكلك راضيه عننا يا لولو
ليل : ياعني كوبايه الشاي اللي بتظبط دماغك وانتي قاعده علي المخروبه دي عشان تفتحي البيت ومايقعش هي اللي هتتعبني ياصفصف
صفاء : ليل وراكي ايه انتي جايه تتكلمي فحاجه
ليل :
هاتي انتي بس اللي خلصتيه اعمله اوفر واشطبه
صفاء وهي تمد يدها بقطع الملابس لأبنتها : جبي من الاخر
ليل وعي تبدا في تشغيل المكينه الأخري : الصراحه كده بفكر انزل اشتغل فالصيف الطب تكلفته كبيرة كتب وبلكو وسماعه واشي جهاز ضغط وحاجات مكلفه اوي وعمامي ايدك منهم والارض مش هيبعتو فلوس وخصوصا بعد موضوع عمران مش هيزعلو عمتي وشغل الخياطه يدوب علي قد الاكل والشرب
صفاء كانت تعلم ان ليل لديها كل الحق ولكنها ام تخشي علي ابنتها العمل في مثل تلك السن الصغيرة وانها لن تجد عمل مريحا بالثانوية العامه : لا ياليل ربك هيدبرها ركزي انتي فدرستك وان شاء الله هنعرف نمشي الدنيا
ليل : وان مدبرتش انا مابقولش هشتغل طول السنه هشتغل بس شهريين الاجازة دول علي الاقل يبقي معايا فلوس الكتب والبلطو
صفاء : وهتلاقي شغل فين
ليل : في بوتيك فاتح بعدينا بكام شارع شوفت اعلانه وانا ماشيه محتاج انسه للعملى
صفاء : تشتغلي في محل ياليل واللي رايح واللي جاي يضايقك
ليل : هو انا هقعد فالسارع انا جوا البوتيك وده اغلب زباينه بنات متخفيش ولو ما ارتحتش هقعد
صفاء بعد تفكير : ماشي بس اجي اسوف البوتيك واصحابه الاول مايمكن يطلع صحبه راجل مش كويس
ليل : تعالي بس صحبته ست وتعاملها لطيف
صفاء : هنشوف
انهت ليل. صفاء الملابس و قامت صفاء لتستريح في غرفتها فقد المها ظهرها بشده اما ليل فقد اتجهت صوب الشرفة لتتمتع بالنسيم الصافي ظلت هائمه شاردة فاللاشئ حتي عاد إلي مخيلتها حديثها الاخير مع ايمن
فلااااش باك
ايمن : بس بس
ليل تسرع في سيرها فقد عودتها والدتها ان تزيد من سرعتها كلما حاول احد الشباب الحديث إليها والا تلتفت له ولم تكن تعرف في حينها ان ذاك ايمن فالصوت قادم من خلفها
ايمن : يا بنتي يا ليل طب دقيقه
التفتت ليل اثر سماعها لاسمها فقد تعجبت من هذا الذي يعرفها واتته الجرأه ليعترض طريقها فالشارع لتتفاجئ بأيمن امامها فتظهر ابتسامة بلهاء علي وجهها تخفيها سريعا ويحل محلها الجمود
ليل : في ايه يا استاذ مش عيب كده انت هتفضل تنطط زي فرقع لوز كده طول الوقت
ايمن : مفيش في ايدك دبلة
ليل : وانت مالك
ايمن : بحبك
ليل وهي تكاد تذوب فتلك المرة الأولي التي تسمع تلك الكلمه في حياتها ومنه من ذلك الذي افقدها لبها الايام الماضيه فسكتت لدقائق لا تسطيع الرد وتوردت وجنتيها وكانت تشعر بحرارة قوية منبعثه منها وكان هو صامت ايضا ينظر إليها بأبتسامة محب حتي كسرت صمتها بعدما استجمعت قوتها : اه زي مروة كده مستني مامتك تهزقني زيها لا مش كل اللي يصدقك وبعدين انا جبتلك من الاخر انا ماليش فاللف طريقي هو الخط المستقيم وده صعب عليك يابن الاكابر والتفتت واكملت سيرها كأن شيئا لم يكن حتي ان ايمن ظل واقفا لدقائق مشدوها من ردة فعلها عير المتوقعه
باااااك
كانت ليل مبتسمه ولكن قلبها حزين فالامر شائك ولا بد ان توقف عقلها من التفكير في مثل تلك الامور المستحيله
**********
دخل ايمن علي ورد وشمس بعدما دق الباب وقفزت شمس بين يديه فضمها إليه كادت تطير حينها فاذادت من شدة الضمه
ايمن : شمس عاوزة حاجه انا لازم اروح ورايا حاجات كتير فالشركه ومحتاج ارتاح ساعه قبل ما اروح
شمس : شكرا هتيجي تاني
ايمن وهو يفكر في بنان : يدوب اخلص وهتلاقيني هنا
شمس : بجد هترجع
ايمن : لو مش عشان عمري اللي ضاع بعيد عنكم هيبقي عشان مايضعش عمر زياده وانتو مش معايا هشام شويه وهيجي ماتخرجوش من باب المستشفي لاء من باب الاوضه ورد لو بتحبي ليل ماتخرجوش خالص وماتحولوش تتعاملو مع حد ماتعرفوش او تقولو ليه انتو مين وليه هنا
ورد وهي تشعر ان هناك خطب ما : تمام
خرج ايمن ونزل إلي زوجته مرة اهري واصطحبها للعودة إلي المنزل كان رأسه يعج بالضجيج مع عدم نومه فبدا الالم يتسلل إلي جمجمته كانت ريناظ تنظر إليها بحيرة لا تعلم عنا تسأل تحاول الصمت فلا تستطيع وكلما همت بالمكلام لم تجد سؤالا تطرحة فتصمت مرة اخري حتي بدأ عقلها فالعمل واتجهت إليه تسأله : هي مين ليل وبنان ليه عاوزة ت*ق*ت*له*ا وبنت مين
ايمن : ريناد انا هحكيلك كل حاجه بس مش دلوقتي انا الصداع هيموتني ومعنديش حتي وقت اروح ارتاح وانام يدوب هوصلك واروح لبنان
ريناد : انا حقي اعرف
ايمن : عارف والله انه حقك بس حقيقي انا بحاول احتفظ علي شوية الطاقه اللي جوايا لحد ما اسيطر علي بنان وعمايلها
ريناد وهي تضغط علي نفسها كي تصمت : تمام ونظرت من نافذة السيارة فالفراغ وهي تقول لنفسها من تلك التي جعل ابنتي تحمل اسمها
********
بنان : ياعني ايه مفيش اي طيارة طالعه دلوقتي انا عندي ظرف قهري ومحتاجه اسافر حتي لو بطيارة خاصه
موظف المطار : للاسف يافندم حقيقي احنا في سيزون وكل المقاعد كومبليت ممكن حضرتك تنتظري معانا ٦ ساعات و تسافري مع اول رحله بعد دي
بنان : انا هتصرف ورفعت هاتفها لتقوم ببعض الاتصالات ولكن تفاجأت بشقيقها والحارس الخاص بها يحيطون بها
ايمن : دايما بتحبي تهربي طب بتهربي ليه فكراني مجرم ممكن افكر فال **قت**ل زيك طب مش يمكن لو انا بقذرتك دي كنت فكرت انتقم في ولادك اللي انتي سيباهم ومسافرة مفكرتش ثانيتين عرفت انك اكيد فالمطار ما روحتش بيتك حتي ياتري اخترعتي لجوزك حجة ايه عشان السفر ولا هو مش مهتم وخلاص ضاع الحب واللي بينكم بقي بيزنس بس
بنان : ايمن انا معنديش كلام اقولهولك الموضوع كله سوء تفاهم
ايمن : طب اتفضلي معايا احكهولي
بنان : مش هتحرك من هنا
ايمن ؟: اكيد بنان هانم مش هتحب تعمل هيصه وشوشرة فالمطار عشان الفضايح ولا ايه
نظرت لها بنان : ايمن انت اصلا فاهم غلط انا ماليش دعوة باللي حصل مامتك وهشام هما
عند ذكر اسم هشام كاد قلب ايمن ان ينفجر من شدة النبض وعقله من شدة ضغط الدم فهشام هو من اعاد إليه روحه كيف كان هو سارقها اذن فهو وضع ابنته وزوجته بين براثن ذئب لا شخص امين كاد يترك بنان ويذهب ولكن عقله نبه انه لو كان هشام يريد بشمس وليل سوءا ما كان اخبرة برجوعهم من الاساس فنظر إلي بنان : انا شايف اننا نرجع نتكلم في جنينة بيتنا القديم عشان مضطرش ابلغ البوليس في اختي الوحيدة بتهمة الشروع في قتل مراتي وبنتي وعندي شهود الحمد لله
واخرج هاتفها الذي نسته من خوفها فالمشفي واسترسل قائلا الراجل اللي كنتي بتتفقي معاه دفعتله اكتر فهيشهد عليكي وريناد سمعتك هتشهد بردو ها تحبي نروح نتكلم فالبيت ولا فالقسم
بنان : هحكيلك كل حاجه
