رواية بنت ليل الفصل العشرون20بقلم هدير سعيد

رواية بنت ليل
 الفصل العشرون20
بقلم هدير سعيد

كانت ليل بدأت ان تستفيق فالعنايه الفائقه التي حصلت عليها ساعدت رئتيها علي الانتعاش نسبيا لتحافظ علي رمقها الاخير فالاكسجين بدا يصل إلي مستواه الطبيعي في الدم كان الامر غير متوقع حتي لدي الاطباء فالحالة كانت في تدهور شديد تم ابلاغ شمس وورد و استعدت كلايهما للدخول تعقمتا الفتاتان ودخلت شمس في بداية الامر فلم يسمح الطبيب الا بزيارة فرديه لكلا منهن لا سويا حتي لا تجهدا المريضه
شمس : امي وحشتيني اوي كده تخضيني وانتي عارفه اني ماليش غيرك 
ليل بصوت خفيض ضعيف : ليكي ربنا من بعدي 
اقتربت شمس ووضعت قبله علي رأس والدتها وامسكت يدها : انا بحبك اوي اوي انا كنت خايفه اوي 
ليل وقد انتبهت لتوها لفخامه غرفتها فقاطعت ابنتها : وانا كمان بحبك ياقلبي بس هو المستشفي دي شكلها نضيف اوي انتي ازاي تجيبيني هنا هندفع الفلوس منين 
شمس وقد تذكرت ان امها لا تعلم اي تتطور فقد تسارعت الاحداث وهي في غيبوبتها : ده موال طويل اوي والدكتور قال منتعبكيش بس في مفاجأة بعدي دخلالك انا رجعت لاهلي يا ماما وخالتي ورد بره وهتدخل بعدي هنحطيلك كل حاجة بس لما تخرجي 
كان وجه ليل بين السعادة والصدمه فهي ستري شقيقتها ولكن كيف حدث ذلك 
دخلت الممرضه : انسه شمس كفايه كده عشان استاذة ورد تدخل الدكتور سمح ب ٥ دقايق بس لكل واحده فيكم 
قبلت شمس والدتها مره اخري قائله: هبقي ادخلك تاني 
كانت ورد تقف بالخارج تتضارب مشاعرها بين رهبه وسعادة فهي تخشي ان يصيب شقيقتها اذي بعدما وجدتها و تخشي ان تنفعل شقيقتها اثر اللقاء فيزداد حالها سوء ولكن سعيدة بأنها ستراها اخيرا دخلت ورد في ترقب ولكن حينما وجدت شقيقتها يقظه جرت وضمتها لم تعبئ لتلك الانابيب المحيطه بها لم تلحظها من الاساس فكم انتظرت ذلك اللقاء حتي كادت ليل ان تختنق فانتبهت ورد وابتعدت وكانت دموعهن كفيضان النهر لا تتوقف 
تحشرج صوت ورد قائله : مش عارفه اقول وحشتيني عشان اللي حساه اكبر من كده بكتير بكتير اوي اكبر من اني اوصفه بكلام 
ليل : بكريتي وفرحتي اللي بجد كنت متبعاكي من بعيد لبعيد عمري ما بطلت اشوفك كنت بستخبه دايما قرب البيت واشوفك فالطالعه والنازله 
ورد : وليه مكلمتنيش ليه سيبتينا كل السنين دي واحنا فاكرين انك انك 
ليل : خفت علي شمس خفت اوي كانو هيحولو يم**وتونا تاني  لو عرفو اننا لسه عايشين لما عرفت بموت ماما فكرت اقرب يومها واكلمك اعيط في حضنك وتعيطي في حضني بس يومها جالي الطلق فالشارع لاقيت نفسي بصرخ والناس اتلمت حواليا وودوني المستشفي لما مسكتها بين ايديا اترعبت اترعبت عليها كنت واثقه انه باكينام وبنان مش هيسيبونا في حالنا وزي ما رموني فالنيل اول مرة واتقذني الشباب اللي كانو سهرنين علي النيل يومها كان هيعملو اي حاجه غيرها عشان يخلصو مني ومن بنتي 
كان الحديث مجهد ليل حقا فقد بدا صدرها يعلو تعاني في التقاط انفاسها كانها تركض منذ زمن طويل انتهت دقائق ورد الخمس ودخلت الممرضه لتخبرها فقبلت شقيقتها وغادرت وهي تبكي حتي وجدت شمس فالقت نفسها بين يديها وبكت طويلا وعلا نحيبها كانت شمس تبكي لبكائها وكانت ورد لا تستطيع التوقف 
********
ايمن : ها كل اذان صاغية يا بنان هانم 
بنان : لما اقنعت منصور بيه انه يجوزك ليل وقتها اعترض وقال الفضايح ودي مش من مستوانا وقتها اقترحت عليها انه الجواز يكون فالسر 
فلااااااش باااااك 
في منزل ليل كانت ليل تتجهز لتنزل إلي عملها بعدما اتفقت والدتها مع صاحبة المكان وتوسمت فيها خيرا
صفاء : ليل البوتيك ده مكان مفتوح وفي ناس كويسه وناس وحشه نش هقولك غير خليكي جنب الحيط وانتي تعرفي تفرقي بين الخبيث والطيب
ليل : حاضر ياصفصف دعواتك بس 
صفاء : قلبي وربي راضيين عنك يا ليل 
نزلت ليل لتجد سيارة ايمن حاولت تتجاهلها وتسير في طريقه فظل ايمن خلفها وحاول ايقافها بالة التنبية الخاص بالسيارة ولكنها لم تتوقف وذهبت إلي عملها والتوتر يملئها فهي بلا سبب كان قلبي ينبض بشدة فهو يومها الاول ورؤيتها لايمن ذادت من شدة توترها بشكل عنيف فلما وصلت وجدتها ربه العمل متعرقة بشدة ووجهها كحبة فراولة شديد الاحمرار رغم سُمرتها الا ان الاحمرار كان شديد الوضوح 
غزل : ازيك ياليل مواعيدك مظبوطه دي بدايه مبشرة 
ليل بصوت خفيض : بابا موعدني انه ماينفعش اتأخر علي مواعيدي مهما حصل محدش ليه ذنب يتحمل تأخيري 
غزل : بس شملك مخضوضه اوي وشك احمر كده ليه وايدك بترتعش انا مبكلش الناس علي فكرة وانتي هتقفي في بوتيك لازم تبقي واثقه في نفسك هادية مبتسمه 
ليل : عشان اول يوم بس 
غزل بتفهم : طب تعالي اعرفك علي طبيعة الشغل والمنتجات واسعارها 
لكن ايمن لم يمهلهم فظل ينتظر ليل لبضع دقائق ظننا منه ستبتاع شئ وتنتهي فلما طال الوقت ذهب ليستطلع ماذا تفعل بالداخل فالتفتتا الفتاتان إليه فأبتسمت غزل مُرحبة وجحظت عينا ليل من الصدمه 
غزل : نورتنا يافندم عندك طلب معين 
ايمن وقد استدرك انه في محل مستحضرات نسائيه فكذب قائلا : اه عيد ميلاد اختي وكنت محتاج هدية تناسبها 
غزل : طب في حاجه معينه في دماغ حضرتك 
ايمن : لاء مش عارف ماليش اوي في مواضيع البنات دي 
غزل : طب هي عندها كام سنه 
ايمن : ٢٧ 
غزل التفتت إلي ليل : ليل ممكن تناوليني البرفانات اللي موجوده علي الرف التالت دي و عادت بنظرها إلي ايمن ولا تحب اكسسورات 
ايمن : لا برفيوم تمام 
احضرت ليل عدة زجاجات من العطر بدا ايمن في تجربتها كان سعيدا جدا فتلك المرة الاولي التي يتحدث بها إلي ليل دون ان تنهرة فحاول اطالة الوقت قدر المستطاع وكان يلاحظ تعبيرات وجهها كلما قام برش قطرات العطر من احد الزجاجات فعلم ايهما مفضلة إليها فاختار نوعان من العطر لاحظ اعجبها بهما
غزل : تمام تحب نلفهملك في شكل هدية ولا حضرتك هتحتاج حاجه تاني 
فنظر حوله بسرعه ثم وقع عينيه علي احد الدمي شعر انها تشبه محبوبته فاشار قائلا: وعاوز دي كمان 
غزل : ليل هاتي اللي الاستاذ اختاره 
ايمن وهو يوجه كلامه ل ليل : ايه رأيك فيها يا انسه تفتكري حلوة هتعجبها 
ليل بحرج : اه حلوه
قامت غزل بلف البرفيوم مع الدميه بشكل لطيف ودفع ايمن الحساب الذي تفاجئ بمدي تفاهته بالنسبة إليه 
اخذ هديته وبصوت خفيض : مستنيكي بره ياليل ان شالله للصبح 
خرج ايمن وبدات غزل في شرح كل شئ يخص العمل ل ليل وبدات ليل بالعمل الفعلي حتي ان غزل تنحت جانبا وبدات ليل فالتعامل مع كل من يدخل كانت سعيدة ولكن قلقع فكلما ذهبت بنظرها إلي الهارج وقعت عيناها علي سيارته انتهي وقت العمل وودعن ليل غزل وخرجت وهي لا تدري ماذا تفعل فمن الواضح انه سيعترض طريقها كان الامر يسعدها ولكن تخشاه 
سارت في طريقها وتجاهلته تماما ولكنها صار خلفها علي قدميه وامسك بذراعها 
ايمن : ليل استني لازم اتكلم معاكي ضروري 
ليل : انت اتجننت ابعد عني هصوت والم عليك الناس 
ايمن : حتي لو عرفتي انه بابا وافق علي جوازنا وعاوز معاد مع مامتك عشان نيجي نخطبك رسمي
فسقط فك ليل من هو المفاجأة وظلت تنظر إليه بلا حراك 

تعليقات



<>