رواية عاصفة باسم الحب الجزء الثاني2من(حي المغربلين) الفصل الاول1 بقلم شيماء سعيد


رواية عاصفة باسم الحب الجزء الثاني2من(حي المغربلين) 
الفصل الاول1 
بقلم شيماء سعيد



الفصل الحادي والعشرين 
أول عاصفة. 
#عاصفة_بإسم_الحب 
#بداية_الرياح_نسمة 
#حي_المغربلين 
#الفراشة_شيماء_سعيد 

جلس الجميع و كأن على رؤوسهم الطير... سعادة زائفة مع ابتسامات مصطنعة حتى لا تكن الفضيحة أمام أهل الحي، ارتدت فتون ملابس شقيقتها و دموعها تنهار بقهر تخيلت أشياء كثيرة إلا أنها تصل لعائلتها لتلك النقطة.. 

أخفت شحوب ملامحها بمستحضرات التجميل ثم خرجت بيد جليلة المرتجفة، جلست جليلة بجوار فتون تقدم لها الدعم فهي من وجهة نظرها تحملت ذنب لا علاقة لها به.. 

بدأ عقد القرآن مع دهشة الجميع بعدما قال المأذون إسم فتون بدل فريدة إلا أن الحاج منصور أردف بهدوء :

_ العروسة فتون و فريدة أختها و أختها ساعدت عابد عشان يتجوز فتون لأنهم بيحبوا بعض... 

ربما الجملة ليس لها محل من الإعراب و لم تدلف لعقل البعض إلا أنها مرت مرور الكرام، أطلقت جليلة زغروطة عالية و ذهبت لتأتي بالشربات.. 

أخيرا ذهب قناعها و ضربت على صدرها عدة مرات بجنون لا تعلم ما أصاب شقيقتها، فريدة مسؤولة و يستحيل أن يخرج منها تصرف طائش قاتل لها أبداً ، لابد أن تنتهي تلك المهزلة لتبحث عنها.. 

جلست على أقرب مقعد أمامها جسدها بارد أصابعها زرقاء لأول مرة تشعر انها بلا ظهر و تقولها صريحة بصوت مقهور:

_ أنت فين يا فاروق تشيل الحمل ده معايا الله يسامحك و يسامحني... 

و على ذكر إسم فاروق سمعت صوت صريخ أزهار بالخارج، ركضت لمحل الصوت تدعو ربها اتسعت عينيها بذهول و شعرت بسقوط قلبها عند قدميها.. 

_ ابعد يا زبالة طلعت راجل واطي... 

ألقى بها على صدر جليلة قائلاً :

_ البضاعة طلعت مغشوشة مبروك عليكي... 

انهار عالمها مع شهقات النساء من حولها لم تشعر بنفسها إلا و هو تأخذ سكينة الفاكهة و تضريها بمنتصف صدره، الشهقات تحولت إلى صرخات، اهتز جدران المنزل على أثرها.. 

سقطت هي على الأرض غير واعية لما يحدث حولها و كأنها فقدت عقلها، عينيها تدور بالمكان... تضم جسدها بوضع الجنين، إنتهى كل شيء و




 فقدت كل شيء، اهتزت شفتيها التي تحول لونهما للون الأزرق، ساح كحلها على خديها مع الدمعات، لا ترى أو تسمع أحد حتى لم تشعر بما فعلته ضمت نفسها أكثر ثم دفنت رأسها بين ساقيها ستنام قليلاً ثم تستيقظ من هذا الكابوس المرعب... 

ركضت جليلة إلى شقيقها الذي كانت تضمه فتون إليها بانهيار صارخة:

_ أنتوا واقفين تتفرجوا حد يطلب الإسعاف بسرعة، أبيه أنت كويس صح رد عليا... 

أومأ إليها بصعوبة قبل أن يفقد الوعي فهو غارق ببحر من الدماء، أخذت جليلة تقبل يده بجنون غير منتبه لأحد غيره حتى تلك المسكينة التي كانت مجرد ضحية له.. 

أتت الإسعاف أخذته من بين يديهم بصعوبة بالغة، سحب عابد فتون إليها أما جليلة انقضت على أزهار تجذبها إليها من خصلاتها صارخة :

_ عملتي ايه يا مجنونة ليه عملتي كدة ردي عليا ضيعتي أخويا و ضيعتي نفسك ليه ردي... 

لم يأتيها منها أي رد أو حتى ترفع وجهها لها مستسلمة لما يحدث بهدوء أو ربما جنون، همسات النساء تصل إليها بوضوح :. 

_ يا نهار اسود بقى أزهار يطلع منها كل ده. 
_ طلعت مش بت طبعاً هنستني إيه من واحدة مالهاش أهل و عايشة طول عمرها في سوق الخضار بين الرجالة.. 
_ لالالا أزهار بت غلبانة تلقاه ابن الأكابر أخد غرضه و قال يلبسها مصيبة... 

جلد بلا رحمة أو شعور لمشاعرها أو مشاعر أحد، ضربت جليلة على صدرها قبل أن تتحرك للخارج وراء شقيقها لا تعلم عن من تبحث أو مع من تقف، ألقت نظرة أخيرة على أزهار بوجع قبل أن تعود إليها تضمها داخل صدرها قائلة بقهر :

_ يا ريتك سمعتي كلامي قولتلك بلاش فاروق بدل المرة ألف مرة... قولتلك مش شبهك و لا ينفع تكونوا سوا، قولتلك آخرك معاه ليلة بالكتير شهر.. عملتي كده ليه يا أزهار ليه..... 

نطقت أخيرا بنبرة شبه معدومة :

_ عملت إيه؟! كل اللي عملته إني حبيته.. بس اخوكي لو طلع منها عايش هقتله تاني يا جليلة هو قتلني و أنا كمان قتلته... 

إقترب منصور من جليلة قائلاً بصرامة :

_ ابعدي عنها و روحي شوفي اخوكي أزهار هتروح معايا بيتي... 

لم يكمل جملته بعدما أصبحت الشقة عبارة عن عساكر من الشرطة ليدلف الضابط قائلاً بحدة :

_ أزهار محمد معانا أمر بالقبض عليها... 

_____شيماء سعيد_____

_ آه يا حقير يا زبالة تساوم واحدة على بناتها و شرفها، خد اللي أنت عايزه يا كارم بس خليك فاكر اللحظة دي كويس أوي... 
 

كان يتمنى أن يسمع رفضها على أحر من الجمر، طوق النجاة الوحيد الذي كان يتمسك به أن تحافظ على نفسها تحت أي ظرف، لو بالفعل أحبته لكانت علمت أن من المستحيل أن يفعل ببناتها أي مكروه.. 

ألقى عليها قميص النوم قائلاً بسخرية و هو يقترب منها ليفك قيود جسدها :

_ غيري هدومك و البسي ده هيبقى طلقة عليكي، و الشغلانة مش صعبة أنتي متعودة عليها... 

خرج من الغرفة و تركها بداخلها أغلق الباب بالمفتاح، حدقت محل رحيله ثم إلى القميص بصمت، أهي وصلت إلى تلك الدرجة بنظره و ربما بنظر الجميع تحمل لقب عاهرة؟! ضمت صورة بناتها إلى صدرها تود لو تقدر على إدخال تلك الصورة بداخل قلبها... 

أخرجت تنهيدة حارة تصحبها دمعات ساخنة هامسة لنفسها بقلة حيلة :

_ أعمل إيه يا رب أنا تعبت من الظلم و قلبي مش قادر يتحمل أكتر من كدة، هو لو أنا موتت نفسي عشان آجي لك هتسامحني و الا هبقى كافرة؟! أنا في الحالتين هدخل النار لو قرب مني أو حتى قتلت نفسي، أختار أي عذاب فيهم ساعدني يا رب... 

هي بالفعل تحمل الخسارة في أي إختيار، بكلا الأحوال هاجر اكتفت من تلك اللعبة التي هي عاجزة عن الخروج منها أو على الأقل الإستمرار بداخلها.. 

نظرت إلى الصورة ثم ضحكت على نفسها بمرارة قائلة :

_ كنت عاجزة إني أشوفكم بتكبروا قصاد عيني، مش قادرة آخد واحدة منكم جوا حضني...

خلاصها من كارم فوزي و فوزي سيكون خلاصها من الحياة بالكامل، حاولت البحث عن هاتفها إلا أنها لم تجده بجوارها قامت من مكانها ترى أي مخرج لها من هذا العذاب... 

اتسعت إبتسامتها بقليل من الأمل على هذ الخط الأرضي الموضوع بآخر الغرفة، رفعت السماعة ثم وضعتها مكانها من جديد بيأس مردفه :

_ مينفعش فوزي لو عرف بالبنات هيكون أول واحد يخلص مني و منهم، فاروق هو الحل معنديش غيره... 

للمرة الخامسة تتصل به بلا جدوى، ضربت الهاتف بالحائط ثم ألقت بنفسها بجواره فاض بها الكيل و النهاية واحدة، انتفض جسدها مع دخول كارم للغرفة قائلاً لها ببرود :

_ فوزي عايز رقبتك و رقبة بناتك، فاروق المسيري عريس في شهر العسل ها ليكي حد تاني فاكرة أنه ممكن ينقذك أو ينقذ بناتك.. 

حركت رأسها بقلة حيلة نافية هذا الموقف بالكامل مردفة بنبرة متقطعة راجية :

_ كارم أرجوك بلاش كدة بناتي مالهمش ذنب في اي حاجة، و أنت راجل تعرف ربنا أكيد مستحيل تزني صح... أرجوك كفاية أنا مش قادرة أتحمل، سبني أمشي و مش هتشوف وشي و لا وش بناتي أبداً.. 

مط شفتيها إلى الأمام قائلا بتفكير :

_ مهو الاوضة دي إحنا فيها يا قاتل يا مقتول تحبي تكوني ايه يا ملكة الإعلام المصري؟! 

بارد من الخارج يحترق من الداخل بقانون الحب لابد من نهاية حاسمة لتلك القصة، رغم كل ما علمه عنها إلا أن دموعها تقتله بلا رحمة، يحبها و يعترف أنها بالنسبة له أول و آخر حب، تعجب من إبتسامتها الغريبة و خطواتها العجيبة و هي تعود للخلف مقتربة من الشرفة قائلة بقلة حيلة :

_ خلاص أنا اخترت أبقى الاتنين القاتل و المقتول، هموت نفسي و أريحك و أريح الكل مني...  و بناتي سيباهم لربنا  يحفظهم و يرعاهم

اتجه إليها بجنون قبل أن تصعد إلى سور الشرفة، جذبها إليه يحبس جسدها بداخل جسده، يسمع دقات قلبها يشعر بأنفاسها على عنقه ليقول بصوت متهدج :

_ مش بالبساطة دي تموتي لازم أطفي نار قلبي الأول، لو مش هقرب منك يبقى على الأقل معايا كام صورة لملكة الإعلام ذكرى ليا و شباب الحارة.. 

شق ثوبها رغم شعورها بفقدانها للوعي سيفعل أي شيء ليرى نظرة الذل و الحسرة بتلك العيون الكاذبة، وضعها على الفراش و يده مازالت تتجول على جسدها... 

_____شيماء سعيد_____

بفيلا فارس المهدي.. 

توسط سفرة الغداء يأكل بصمت غير مبالي بصريخها الذي يرن بكل ركن بالمكان، رغم أنه يعلم أن تصرفه أهوج و ربما فضيحة أمام الجميع إلا أنه بنفس الوقت يقتلها أفضل ألف مرة من أن يتم زواجها من غيره.. 

عضت صفية على شفتيها بغيظ قائلة :

_ مين البت اللي فوق دي يا فارس سارقة منك حاجة و الا مصيبتها أكبر من كدة قولي و أنا أجيبها من شعرها... 

رد عليها بهدوء دون أن يرفع رأسه لها مستمراً بتناول طعامه :

_ صفية أوعي تفكري تقربي من أوضتها أو إسمها ييجي على لسانك سامعة.. 

هذا فوق طاقتها لا يكفي عليها فرحة لتأتي تلك اللعينة الصارخة بالأعلى، قامت من مكانها صارخة بغيرة أعمت عينيها :

_ هي كانت المشرحة ناقصة مش كفاية دي كمان جايب واحدة تانية... 

ترك الشوكة من يده واضعا كفه على كف فرحة التي حاولت القيام بعيون تحبس دموعها يحثها على الجلوس من جديد قائلاً :

_ فرحة صاحبة البيت يا صفية و أنتي الضيفة فيه لو حابة تفضلي هنا لازم تحترمي صاحبة البيت أو تمشي منه خالص... 

يبدو أن فرحة أصبحت ذات تأثير قوي على فارس، حاولت التحكم في زمام الأمر لتجلس على المقعد باكية بتمثيل هائل :

_ كدة يا فارس هو عشان جوزي طردني من بيتي و جيت عندك قولت إنك ضهر و سند يبقى أنت كمان تطردني برة بيتك؟! 

ابتسم إليها بعيون ثاقبة مردفا :

_ أنا أكتر واحد عارفك في الدنيا يا صفية، أقعدي بس بأدب مالكيش دعوة لا بفرحة و لا فريدة.. 

و على ذكر إسم فريدة إنتبه إلى إختفاء صوتها، انتفض من مكانه بلهفة ماذا حدث لها بالداخل؟! صعد إليها و هو يأخذ السلم ثلاثة بخطوة واحدة.... 

فتح باب غرفتها بحذر شديد برعب أغلق عينيه عدة لحظات آخذا أنفاسه على فترات متقطعة، تنام على الفراش بعد إرهاق كبير من البكاء و الصريخ، أغلق الباب خلفه مقتربا منها بإبتسامة لذيذة... 

كم جميلة و هي نائمة على فراشه بكل أريحية، لوحة من يد فنان عبقري لن تعطي لجمال هذا المنظر حقه، نسي المكان و الزمان فقط يتذكرها هي.. 

جلس على طرف الفراش بجوارها سامحا لأصابعه بالمرور على ثمرة التفاحة المحرمة، أنعم بشرة إمرأة لمسها على الإطلاق، نزل بوجهه إلى مستواها قليلاً يأخذ أكبر قدر من رائحتها بين صدره.. 

تحركت على الفراش بانزعاج واضح تدير نفسها للجهة الأخرى، ابتسم عليها بمشاكسة مقتربا أكثر يعيد ما كان يفعله.. 

لم تجد أمامها حلول لتفتح عينيها بضجر.. انتفضت تعدل جلستها مع رؤيتها له ، سقطت يدها بكل قوتها على صدره قائلة بغضب :

_ الله يخرب بيتك و يخرب بيت الصدفة اللي جمعتني بيك يا أخي، عايز مني إيه تاني سيرتي بقت على كل لسان.. 

رغم قوة لكماتها إلا أنه لم يتألم منها... قيد يديها الإثنتين قائلاً بهدوء حرق أعصابها :

_ اهدى بس يا عروسة ده أنا عملت معاكي واجب مش بدل ما عريس الغفلة يكشف المستور.. 

عضت شفتيها بألم من قوة قبضته إلا أنها  استخدمت ساقيها بضربه تحت الحزام، صارخة بجنون :





_ خرجني من هنا يا حيوان يا سافل، أنت بجد مش واخد بالك من تصرفاتك... أنا دلوقتي بس اتأكدت إني ضعت، يا خسارة كنت فاكرك راجل و حمدت ربنا إنك هتستر عليا بعد ما ضعت بسببك، طلعت زبالة فرحان باللعبة و مش خسران حاجة، على الأقل اعمل حساب للدم اللي بنا اللي لسة عارفة عنه قريب مع إنك كنت عارف أنا أبقى ليك ايه و فضلت تلعب بيا عادي... منك لله بكرهك بكرهك و هفضل طول عمري أكرهك... 

تألم من حديثها و انهيارها الواضح انفجر بداخله بركان من الوجع ليشعر بمدى قسوته عليها، كل هذا بمكان و تلك الكلمة التي قالتها بقهر بمكان آخر أخذت روحه و ألقت بها في الجحيم.. 

حاول الإقتراب منها إلا أن صرختها و نفورها جعله يعود خطوة للخلف، ضغط على كف يده قائلاً بهدوء لا يناسب الموقف :

_ من أول مرة لمستك فيها و ختم المهدي اتحط على كل حتة في جسمك، مش هتكوني لغيري يا فريدة و مش هتخرجي من هنا إلا و أنتي معايا و مراتي و على اسمي... 

فر من الغرفة مغلقا الباب خلفه بإحكام لا يتحمل نظرات الكره و العتاب بداخل مقلتيها، إنتبه أخيرا إلى رنين هاتفه ليرفع الهاتف على أذنه قائلا :

_ خير.. 

أجاب عليه أحد رجاله برعب :

_ إلحق يا باشا مرات فاروق باشا ضربته بسكينة و أهل الحي بلغوا عنها و الباشا في العمليات... 

للحظات وقف محله لا يستطيع استيعاب ما قاله هذا الأحمق إلا أنه أردف بصرامة و غضب :

_ و فين رجالتنا لما الباشا يحصل فيه كدة ابعت لها في الحجز واحدة من عندنا مش عايز الدكتور يعرف يخيط فيها حاجة و خلي كل رجالتنا في المستشفى حتى اوضة العمليات على ما اوصل... 

_____شيماء سعيد_____

أزهار ضائعة خائفة لا تعلم قلبها مقهور و جسدها تخلى عنها لتفقد الشعور به، رغم قوتها إلا أن هذا المكان يرعبها غريب عليها تحاول استيعاب ما فعله فاروق بها و ما فعلته هي به، أهذا هو اليوم المنتظر بعد زفافها عليه بساعات يحدث كل هذا؟!

لم تشعر بتلك النساء و عيونهم التي تأكلها فضول، لم تشعر بتلك المرأة التي تقترب منها بعيون قاتلة فهي عليها وصاية عالية.. 

جذبتها تلك السيدة من ملابسها فجأة قائلة بنبرة مرعبة :

_ يلا يا نسوان الحلوة كانت دخلتها امبارح و النهاردة مدفوع فيها كتير لازم تحية تليق بالعروسة... 

لم تحاول الدفاع عن نفسها أو استخدام قوة أزهار و لسانها السليط، استسلمت لما يحدث بها متمنية الموت، أصبح لا يوجد جزء بجسدها سليم من الضربات و هذا المشرط الذي يجرح كل جزء منها، أطلقت صرخة قوية بإسمه رغم كل ما فعله بها إلا أنه حتى الآن طوق النجاة الوحيد لها :

_ الحقني يا فاروووووووووق. 



                الفصل الثاني من هنا













تعليقات



<>