رواية رقيه الفصل الثالث3بقلم هاجر محمود
ومرت الايام وجاء يوم الخطوبه فأستعدت رقية للحفل حيث ارتدت
فستانها ووضعت بعض المساحيق الناعمه التي تبرز
جمال ملامحها واستأذنت والدتها للذهاب لمنزل سارة لمساعدتها في تجهيز نفسها للحفل، وبعد ان انهت سارة ارتداء ملابسها
ووضع مساحيق الزينة جاء مصطفى بسيارته ليأخذها للحفل، فنزلت سارة وركبت معه سيارته واصرت على جلوس
رُقيّة معهم داخل السيارة، وبعد عدة دقائق وصلوا لمكان حفلة الخطوبة وبدأ الحفل وكان الجميع في غاية السعادة وبعد ان
ارتدى العروسين خواتم الخطبه بدأ الناس في المباركة لهم واقتربت رقية من سارة لتبارك لها وتعبر عن مدى سعادتها فقالت لها: مبروك يا سارة
سارة: الله يبارك فيكي يا حبيبتي
ضمتها رُقيّة بسعادة ثم تركتها وذهبت لتأخذ كأسا من العصير
****************
اثناء ذلك اقترب من العريس شاب أسمر يميل الى الحنطه وشعر اسود كثيف ذو قَصَةٍ رائعه تتماشى مع ملامح وجهه الرجوليه
وعينيه الرصاصيه ببذلة سوداء قمة في الاناقه، فإذا به صديقه المقرب سليم يبارك له بمرح: الف مبروك يا جدع، اخيرا
مصطفى بابتسامة: الله يبارك فيك يا صاحبي عقبالك
تنهد سليم وقال بسخريه: ماشي، مشوفتش الواد أمير؟
مصطفى وهو يبحث بعينيه عن أمير: هتلاقيه هنا ولا هنا مندمج ما انت عارفه
تدخّل أمير بمرح في النقاش قائلا: انا هنا منك له عاوزين ايه؟
سليم: كنت فين يابني؟
أمير: بشوف نفسي ياعم، ده في شويه بنات...
قاطعه سليم: اهبط شويه متفضحناش
أمير: طيب طيب، مبروك يا مصطفى عقبالي
ضحك مصطفى وقال: يارب احسن انت حالتك صعبه
ضحك سليم عليهم ثم قال لمصطفى: نسيبك بقا مع عروستك
مصطفى: استنوا اعرفكم بيها
نادى مصطفى على سارة التي تركت الرقص مع اصدقائها عندما سمعت مصطفى يناديها وذهبت اليه
مصطفى: سارة!! اقدملك سليم وأمير اعز صحابي انا وهما مع بعض من واحنا صغيرين
سارة: اهلا وسهلا
سليم وأمير: اهلا بيكي مبروك وربنا يتملكم على خير
سارة بأبتسامه: الله يبارك فيكو
وذهبت للرقص مع اصدقائها مرة اخرى، بينما اندمج أمير في الحفل مرة اخرى ووقف سليم يشاهده ويضحك عليه الى ان احس ببعض العطش فقرر الذهاب الى البوفيه، ولكن قبل ذهابه امسك سليم أمير من ذراعه وقال بمزاح: بقول لك ايه كفايه كده انت اتبهدلت
رد عليه أمير وهو يهندم ملابسه: معرفش مالهم، دول بيتخانقوا مش بيرقصوا، عالم بهايم بصحيح
سليم: لا انا قصدي عالبنات خليك خفيف ومتعملش مشاكل لمصطفى
أمير: متقلقش اتكل انت ومتفصلنيش
سليم: طيب
تركه أمير وعاد يرقص مع اصدقائه على الاغاني الشعبيه، بينما اتجه سليم للبوفيه
****************
اثناء ذلك كانت رقية متجهه الى مائدتها حاملة كأس عصيرها المفضل وعند استدارتها أصطدمت بسليم دون قصد فإنسكب العصير عليه وجاءت بضع قطرات على فستانها، فنظرت رقية الى ذلك الشاب وتلاقت اعينهم لبضع ثواني، فأصاب لون اعين سليم وسحرهم قلب رقية، فأما عن سليم فقد أُسر بجمالها الفاتن وعينيها البنية وقوامها الملفوف، وظلوا لبضع ثوانٍ ينظر كلٍ منهما الى الاخر الى ان تحولت ملامح رُقيّة للغضب عندما انتبهت الى قطرات العصير على فستانها لتردف قائله بحنق: مش تفتح يا اعمى
شرد سليم في ملامح وجهها دون ان يتحدث
قامت رقية بالتلويح بيدها في وجه سليم وهي تقول: يا كابتن يا استاذ يا حج!! هاااي
فقال سليم وهو يستجمع افكاره: ها؟! ايه؟! اعمى؟حج؟ انتي بتقولي ايه؟
رقية بنفاذ صبر: بقول لك فتح يا اعمى
سليم بعصبية: انتي بتعديها تاني؟ مين فينا الاعمى
رقية بأستفزاز: اكيد اللي خبط الكاس خلاها تقع مني وبوظ فستا..
قاطعها سليم بعصبية: وبوظ الچاكيت بتاعي، يبقا مين الاعمى
رُقيّة بأستفزاز اكبر: انت بردو، وقليل الذوق كمان
عض سليم على شفته السفليه بغضب وضغط بقوه على قبضة يده ليكتم غضبه ثم مسح على وجهه ليهدا وقال: تمام اوي عن اذنك بقا، عدينييي
فتحركت رُقيّة وهي تربت بيدها على فستانها لتزيل قطرات العصير التي سقطت عليه وتخطاها سليم ببضع خطوات، فنظرت رُقيّة اليه وهو يحاول تنظيف چاكتته بيده وشعرت بخطأها فنادت عليه قائله: استنا يا....
التفت اليها سليم ونظر اليها بنفاذ صبر وسألها: في تهزيق تاني؟
رقية بخجل: ااا لا، انا اسفه اوي عاللي حصل، انا اللي غلطانه
ابتسم سليم على خجلها وقال: ولا يهمك حصل خير
رُقيّة: يعني مش زعلان؟
سليم: لا مش زعلان خلاص، بالمناسبه انا سليم
فردت رقية بأبتسامه اصابت قلبه: اهلا بيك وانا رُقيّة
فقال سليم وهو يخلع چاكيت بذلته عنه: طيب عن اذنك هروح انضف الجاكيت، اوعي تمشي
رقية: لا مش همشي هستناك
****************
تركها سليم وذهب لينظف چاكتته بسرعه واثناء رجوعه لها استوقفه احد اصدقائه ليتحدث معه قليلا، بينما ذهبت رقية لسارة لتخبرها بما حدث
رُقيّة: الحقيني
سارة: ايه اللي حصل؟
رُقيّة: دلقت العصير على الشاب اللي هناك ده
سارة: فين ده؟
رُقيّة: اهو الاسمراني الطويل ده
سارة: قصدك سليم؟!
رُقيّة بدهشه: انتي تعرفيه؟!
سارة: اه ده صاحب مصطفى
رُقيّة: يا نهار ابيض ده انا دبشت فيه اوي
ضحكت سارة وقالت: يخربيت دماغك
وفجأه رن هاتف رُقيّة برقم والدتها، فنظرت اليه وقالت لسارة: يا خبر ماما بترن انا اتاخرت اوي، طيب اعتذريله وانا هكلمها بره اطمنها وامشي
ساره: حاضر
رُقيّة: مبروك
سارة: الله يبارك فيكي
****************
واثناء انشغال سليم في حديثه مع صديقه ايهاب كانت عيناه تبحث عن الفتاه التي اسرت قلبه فوجدها تقف مع العروس وتهم بالرحيل فقال لصديقه ايهاب: وسع كده
واذا به يجري ليلحق بها قبل ان تغادر وايهاب ينادي عليه من خلفه: سليم! سليم!! رايح فين؟؟
سليم وهو يجري: راجعلك تاني
ولكنه لم يستطع اللحاق برُقيّة فذهب الي مصطفى يسأله عنها
سليم: مصطفى!! مين اللي كانت واقفه مع عروستك من شويه
مصطفى: دي صاحبتها
سليم: طيب نادي على عروستك كده عاوز اسألها على حاجه
مصطفى بعدم فهم: حاضر
وقام بمناداة سارة التي كانت ترقص مع رفيقاتها، فأتت اليه وسألته: في ايه يا مصطفى؟
مصطفى: سليم عاوز يسألك عن حاجه
سارة: خير يا سليم
سليم: مين اللي كانت معاكي ومشيت
سارة: دي صاحبتي رُقيّة
سليم: طيب هي مشيت ليه انا ملحقتش اتعرف عليها
مصطفى: في ايه ياعم مالك؟؟
سليم: مش عارف يا مصطفى من ساعة ما شوفتها وهي خطفتني
مصطفى بدهشه: معقول!! سليم المُضرب عن الحب والجواز وقع بسهوله كده؟!
نظر اليه سليم وقال بتوتر: ااا وقعت ايه، ده فضول مش اكتر
ابتسم مصطفى له وتمتم في نفسه: ربنا يجعلها من نصيبك يا سليم
فسأله سليم: بتقول ايه؟
مصطفى: مبقولش حاجه، ركز مع سارة
نظر سليم لسارة وسألها: اعمل ايه؟
سارة: كلمها
سليم بلهفه: ما انا جايلك عشان كده عاوز اتعرف عليها
سارة: هي جاتلها مكالمه هتخلصها وتمشي ممكن تلاقيها بره القاعه وتلحقها
سليم بخيبة امل: لا معتقدش اني هلاقيها انا هروح اشوف الواد ايهاب عاوز ايه وهمشي عشان بكره هرجع الشغل مبروك كمان مره
سارة ومصطفى: الله يبارك فيك...
