رواية بنت ليل
الفصل السابع والعشرون27
بقلم هدير سعيد
كان منصور يتوسط غرفة مكتبة يدور ويدور حائرا فيما يحدث فهو يعلم جيدا ان ابنه بالتاكيد قد اخفي ليل وانه غافل الحرس الذي تركهم امام المشفي لمراقبتهم وبكن امر ليل لم يكن هو المهم فكما علم مرضها شديد وحالتها حرجه وما يبقيها حيه تلم الاجهزة الموصزله بها حتي وان ظلت حيه فما يضيرة من كونها زوحة سرية لأبنه لا يعلم عنها احد ولكن الأزمة الحقيقية في تلك الشمس ظهورة قد يدمرة تماما خاصة مع اقتراب الانتخابات فهذا يهدد عضويتة فالبرلمان غير انه لن يسلم من التريند وعناوين الجرائد التي لن تتواني عن البحث في الأمر لأظهارة برمته للجميع فقد تفقد شركاته القيمة المرتفعه لأسخمها ظل حائرا حتي اصابة الفكر بألام مبرحة بالرأس فأشتقر علي ان يأخذ بعض حبات المنوم ويستبم له حتي ينال قسط من الراحة ليعاود التفكير بهدوء وراوية
*******
في مكان شعبي كانت سيارات ايمن وحرسه تملئ المكان حتي انهم كانو حديث المدينه فقد اجتمع العديد من الناس ليرو ضاحي التشريقة القادم إلي حي مثل ذلك في اسطول من السيارات فقد تفألو جميعا ظنا منهم انه مسئول ما اتي ليسمع معانتهم فنزل الحرس اولا ليجهزو ممرا يعبره ايمن الذي تخفي نظارته الشمسيه اغلب وجهه ورغم ذلك وضع يده كي لا يتعرف عليه اي كان في زمن السوشيال كي لا يصبح حديث المدينة وكل فرد سروي قصته الخاصه التي لن تنتمي للحقيقة من الأساس دخل إلي منزل الشاب المتوفي ليجد امة في حال يرثي لها يلتف حولها العديد من النسوة يتشحن جميعا بالسواد تبكي و تنعي ابنها الذي لم يسمحو لها بالمشفي استلام جثمانة لتوارية التراب اكبر ابنائها الذي يحمل عبئ تربية اخوتة البنات الصغار بعدما شاء المولي ان يتيتمن في صغرهن
كاد ايمن يفقد وعية فقد اعادة ذلك المشهد إلي يوم فقد ليل وكانت امها في مثل ذلك الوضع تماما فأمسك به هشام حينما لمح ترنحة فتماسك
هشام : السلام عليكم
الأم : انت تاني قولتلك ما بنبعش عيالنا لا بالحيا ولا بالموت
هشام : ايمن بيه جاي يتكلم مع حضرتك ويفهمك
الأم : البية بتاعك اللي متعود يشتري كل حاجه بالفلوس ده مايقدرش يشتري ضفر ابني بالمال قارون ابني مش للبيع
ايمن وكانت دموعة تملئ مقلتيه : تسمحي اتكلم معاكي علي انفراد يا هانم
الأم : يابية سيبنا في حالنا سيبنا باللي احنا فيه اللي كان شايل همنا راح اول فرحتي راحت يابيه وماهولش للبيع مابنبعش لحمنا مش هتفضلو عايشين علي حسابنا بفلوسكم ماهو اللي دايه وجري برده بيه زيك فلوسكم ماتلزمنيش اللي يلزمني راح خلاص
ايمن : انا مش عارف ممكن اقولك ايه يصبرك مفيش بعد الابن طبعا ومش هقولك الحي ابقي من الميت وانه ممكن اوفرلك اللي يكفيكي انتي وبناتك وتعيشو ميسورين باقي حياتكم هقولك ده خير هتعمليه لواحده اتحرمت طول حياتها من كل حاجه حلوة اتظلمت واتأذت و حاولو يموتوها انها كانت عايشه في مكان المكان اللي انتو عايشين فيه ده جنه بالنسبة ليه واحد شافت كل عذاب في حياتها وحدة قلبت عليها الدنيا كلها سنين طويله ويوم ما الاقيها تبقي حياتها متوقفه علي جزء من ابنك ليها طفلة في عمر الزهور ولو مش مصدقاني تعالي شوفيها وشوفي مكان سكانها هتعرفي انه انا مكدبتش عليكي في حرف
الأم : مايخصنيش ابني لاء عالجوها علي حساب حد غيرنا
احد المعزيات : الله يرحمه يام مصطفي الضانا غالي ووجعه مفيش بعدة بس فمري فال ٣ قطط اللي في ديلك دول هتربيهم وتكبريهم وتصرفي عليهم منين بعد الغالي ما راح
الام : لا يا ام علي اكلها بملح ولا ااكلهم علي حساب دم اخوهم
امرأه اخري : وهو ايه جاب دم اخوهم هو كان البيه اللي قتلة ودي الديه ده خير ربنا سايقهولك عشان عارف حملك تقيل واهو تنقذي حياة واحدة وتفضل حته من ابنك عايشه وتبقي من ريحته
سيدة اخري : ايه اللي بتقوليه ده منك ليها انتو خلاص هتبيعو تشترو في جتت الواد وهو لسه دمه مابردش عاوزين تحسرو امه اكتر ماهي محسورة عليه
ايمن : لا بيع ولا شرا لو وافقتي يا ام مصطفي فليكي اللي تطلبيه ولو ماوفقتيش فبردو انتي وبناتك ربنا حطكم في طريقكي اكيد عشان اتكفل بالبنات ومصاريفهم
تحرجت ام مصطفي من كرم ايمن فرغم رفضها قرر التكفل باسرتها ولولا انه يعز عليها ابنها لا وافقته علي امر نقل رئتيه
ايمن : البقاء لله هستاذنكم
الام : ممكن يابيه تتوسطلنا يخرجوة عشان يندفن
ايمن : هشام اعمل اللازم
هشام : اومرك
والتف ايمن للانصراف لتنادي عليه الأم :
ايمن بيه و الست اللي حكيت عنها عمرها واقف علي رئة ابني فا انا موافقه ومش عاوزة منك حاجة خالص غير انك تعمل لابني صدقه جارية
ايمن : صدقة واحدة بس قولي صدقات لو عاوزاني ابني ليه مسجد هبنيله وبردو انتي وبناتك في عيواني وكل واحده منهم هيتحطلها وديعه محترمة باسمها فالبنك
هشام : طيب معلش يا ام مصطفي هنتعبك تيجي معانا تمضي علي الاقرار وتستلمي مصطفي
الام بحسرة والم : حاضر
واتجه الجميع إلي المشفي ايمن ورجالة و ام مصطفي وعدة رجال مابين اقارب وابناء الحي
**********
ورد : ليل هتعمل العمليه حالا
محمد : ازاي فجاءة كده
ورد : لسه ايمن مكلمني ومبلغني انا هروح استفسر من الدكتور
محمد : خديني معاكي
شمس : هاحي معاكي يا خالتو
ورد : لاء معلش ياعبير خليها معاكي انتي والهام احنا مش هنتاخر
وخرجا كلايهما باتجاه مكتب الطبيب
دقت ورد الباب فسمح لهم الطبيب بالدخول
ورد : السلام عليكم يادكتور احنا اخوات مدام ليل صاحبة عملية الرئة
الطبيب : اهلا بيكم
محمد : كنا عاوزين نفهم بس ازاي العملية جت فجاءة كده
الطبيب : والله يا استاذ محمد هي مفاجأه لينا احنا كمان احنا تراسلنا مع المستشفي السابق وعرفنا انهم كانو بيدوها مثبطات مناعة تجهيزا لنقل العضو بس دول بس يومين ياعني مظنش انها اتجهزت كفاية لكن للاسف احنا مضطرين لانه الشاب اللي هينقلها الرىة توفاه الله وطبعا معانا عدد ساعات وقت قليل اللي هتفضل فيه الرئة حيه
ورد : نسبة نجاح العمليه دي كبيرة
الطبيب : للاسف منعرفش لانه العمليه دي اتعملت مرتين بس في مصر واحدة للاسف فشلت والتانيه نجحت بنسبه ياعني ما استعدتش كامل عافيتها والرئة اليمني اصابها التلف وعايشه علي رئة واحده بس
فللاسف محدش عارف يتوقع نسبة نجاح من فشل كله متروك لأرادة ربنا
ورد : ياعني اختي ممكن تموت
الطبيب : هو للاسف نسبة نجاة مدام ليل بدون العمليه لا تتعدي ٣% هي مسالة وقت لحد ما يحن الاجل والعمليه هي مخاطرة بس نسبة النجاح ونسبة الفشل مناصفه والامر فالحالتين راجع لأرادة ربنا
ورد ببكاء : ليه ياربي ياعني انت كنت مرجعهلنا نشوفها وتاخدها تاني مرجعها تفتح الجروح ونحزن عليها من الاول تاني يارب
محمد والدموع تناسب بهدوء علي خديه : اهدي ياورد احنا اسفين يا دكتور علي الأزعاج بعد اذنك
الطبيب : اتفضلو
خرجا من غرفة الطبيب و قلوبهم تأن من الالم ذهبت سويا إلي الرعاية ليرو شقيقتهم قبل ان تدخل إلي غرفة الجراحة ليجو شمس بالداخل انتظرا بعض الوقت حتي خرجت فدخل كل منهما منفرد لدقائق معدودة ضاعت جميعها فالقبل والضمات كأنهما يشبعا قلبيهما من رؤيتها
وبعد دقاىق كانت ليل تتحضر للجراحة و دخلت إلي تلك الغرفة واغلقت الأبواب
