الفصل الحادي العشرون21
بقلم هدير سعيد
منذ متي كانت الرياح تأتي كما اشتهت السفن كم نكون سُذجا كلما نسينا ان الدنيا دار شقاء فقد كانت سعادة ليل تصل عنان السماء حينما سمعت كلمات ايمن ايعقل ان تسير الامور كمبتغاها دون عناء هكذا
ايمن : افهم من الابتسامه الحلوة علي وشك دي انك موافقه
ليل وقد غلبها الخجل إثر كلمته : لما ماما توافق
ايمن : ياعني انتي مش رافضه
ليل اخفضت رأسها خجلا ولم تجيب
ايمن : طب نوصل لماما ازاي
ليل : مش عارفه
ايمن : مش هتقوليلها ولا ايه
ليل : انا ؟؟
ايمن : اومال مين
ليل : انت
ايمن : هجي اخبط واقول عندكم عروسه ياولاد الحلال لازم انتي اللي تقوليلها او اقولك بصي هاتي رقم البيت وانتي قوليلها عشان لما اتصل تحدد معايا معاد
اخرج ايمن هاتفه فكتبت ليل رقم الهاتف عدة مرات ومسحتها فقد نست الرقم من الحرج
ايمن : مش حافظه رقم بيتكم
ليل : حفظاه بس نسيته
ايمن : طب تاخدي رقمي تكلميني انتي
ليل : لاء افتكرته وسجلت الرقم و اعطته الرقم وركضت دون حديث حتي كاد يظنها مجنونه
*******
دق هشام الباب فسمحت له ورد بالدخول ليجد الفتاتان في حالة بكاء شديد
هشام : في ايه ليه كل الدموع دي
كانت ورد تجفف دموعها وتحاول تستعيد رباطة جأشها : ليل فاقت
هشام : وده خبر يخليكم تعيطو كده بدل ما تفرحو
شمس : لاء احنا فرحانين بس خالتي عيطت فعيط معاها
ورد : عادي لسه بستوعب بس
هشام : ايمن باشا كلفني بمرافقتكم وحمايتكم عشان لو حصل اي حاجه اكون معاكم ولو محتاجين حاجه رجالتي تحت هيوفروهالكم
ورد : تمام
كانت عبير ايضا قد وصلت إلي المشفي ولكن لم يسمح لها الامن بالدخول الا بعد الاتصال بغرفه شمس وورد دخلت عبير إلي الغرفه ممتعضه من ماحدث فلم يوقف الامن احد سواها
شمس : مالك ياخالتي
عبير : ياختي كل الناس دخله خارجه ما قال لحد بم وانا يدو بخطيت الباب برجلي فتحلي تحقيق
هشام : حقك عليا يا مدام عبير انا هنزل اعرفهم انتي مين و انه محدش يضايقك تاني
عبير : شكرا يابيه انت مالكش الذنب هو عشان شافني مش شبه الناس اللي داخله الذنب مش ذنبك
هشام : سوء تفاهم وهنصلحه ونظر إلي ورد وشمس تأمروني بحاجه هروح اطمن علي بكينام هانم
شمس : هي مين بكينام هانم دي
هشام : دي جدتك والدة ايمن بيه تعبت امبارح وللصدفه نقلوها علي نفس المستشفي
ورد بضيق : ربنا يخدها
شمس : ليه كده
عبير : اسكتي انتي متعرفيش حاجه
هشام بعد اذنكم لو احتاجتو اي حاجه حازم اللي علي الباب هيجبهالكم مش محتاج اقولك يا ورد هانم انسه شمس ماتخرجش من الاوضه وساعه او اتنين بالكتير واللبس اللي ايمن باشا طالبه ليها هيوصلها وكل احتياجاتها وياريت لو حضرتك كمان ماتخرجيش عشان الشبه اللي بينك وبين مدام ليل قوي وهيتعرف مكانها لو حد شافك
ورد : سجن ياعني
هشام : احتياط امني عشان سلامتكم وايمن باشا لو باكينام هانم مخرجتش انهارده ان شاء الله هينقل مدام ليل مستشفي تانيه
ورد : هنشوف
خرج هشام فالتفتت شمس لورد ليه بتدعي علي جدتي
ورد : لانها سبب كل اللي حصل
فلااااااااش باك
ظلت ليل تلتف حول والدتها لا اقوي غلي الخديث إليها وتخشي اتصال إيمن قبل ان تمهد لها الامر
صفاء : مالك يالولو مش غلي بعضك زي اللي عاوز يقول حاجه وبيرجع في كلامه
ليل : لاء مفيش اصل لا مفيش حاجه تشربي شاي
صفاء : اشرب مشربش ليه اعمليه وتعالي احكيلي المصيبه اللي وراكي
ليل : انا بتاعت مصايب
صفاء : مش مطمنالك
ليل : هروح اعملك الشاي
صبت ليل الشاي وقدمته لوالدتها
صفاء : ها تعالي ياليل احكيلي في ايه مخبياه
ليل : مش مخبيه بس اصل ياعني هو
صفاء : مالك يا ليل
ليل : جايلي عريس
ابتسمت صفاء فابنتها السمراء التي تنمر عليها الجميع في صغرها اصبحت عروس تطلب تتذكر حينما اتت حماتها لزيارتها يوم الولاده
الحماه : يالهوي دي شكلها يغم ايه السواد ده
صفاء بتعجب فالحماه اشد سمره من ليل : ليه ياماما دي حلوة وكل حاجه فيها منمنمه كده
الحماه : ياختي القرد في عين امه غزال بلا نيله انا قولت هتطلع حلوة لاخواتك
صفاء : بس طلعت قمر شبهك انتي ياماما حته منك
صمتت الحماه ولكن ظلت متأففه
عادت صفاء إلي الواقع فالذكري تؤلم قلبها فقد ظلت الحماه تفرق بين ليل و ابناء عمومتها حتي اخوتها كونها سمراء غيرهم وحينما ولدت ورد بنفس ملامح شقيقتها تماما ولكن بلون قمحي فاتح كادت الحماه تطير بها ولذلك كانت ليل النفضله لأبيها يحاول يعوضها عما تعاني من جدتها
اقتربت صفاء نن ابنتها وضمتها قائله : وياتري مين الامير ابو حصان ابيض اللي ملغبطك كده
فقصت ليل الامر من بدايته علي امها التي اتقبض قلبها حينها فكيف للمرأه التي اهانت صديقة ابنتها ان تتقبل ليل كا كنة لها بمثل تلك السهولة
ليل بخوف : شكلك مش موافقة
صفاء : الحدايه ما بتحدفش كتاكيت ياليل ياعني ازاي الست اللي هزات مروة كده هتوافق عليكي الا اذا كان الموضوع في ان
ليل : مش عارفه هو قالي انا باباه وافق وعاوز معاد
صفاء : انتي عاوزاه
ليل وهي تنظر إلي الأسفل : ايوه
صفاء : طب لما يتكلم يبقي ربنا يقدم اللي فيه الخير رغم اني مش مرتاحة بس مش هكسر بقلبك لكن لو طلع جاي يتسلي او يلعب هتسمعي الكلام وانتي ساكته
ليل : حاضر
دخلت ليل إلي غرفتها تتجهز لعملها وهي تفكر كيف وافقت امه وتذكرت مروة وتأكدت انها ستخسرها إذا تم الأمر ففكرت فالأتصال بشهندة لقص الأمر عليها والاخذ بنصيحتها فدائما ما كانت شهندة هي اكثرهم حكمه
*******
في الصعيد
عمران : انا قولت مش هتجوز تخطبيلي فلانه تخطبيلي علانه مش هتجوزها الموضوع انتهي بالنسبالي علي الاقل دلوقتي
الام : ليه ياولدي انت هتقفل علي حياتك علي الهبابة دي
عمران : امي بعد اذنك اللي حصل قسمه ونصيب وكل واحد راح لحاله مالةش لازمة نجيب سيرة الغايبين وهي معملتش حاجة وحشه
الام : لساك بتدافع عنها لساها في قلبك
عمران : القلوب زي النصيب مش بأيدنا بعد اذنك
خرج عمران من الغرفة ليجد بيسان و مريم قد سمعتا حديثه مع والدته فحمدت بيسان ربها انها رفضته قبل توضع هي موضع جارتهم التي اعلن رفضه لها
بيسان : مش قولتلك قلبه لسه معاها اتقمصتي وزعلتي علي اخوكي
مريم : اتاريكي ناصحة يا بت وطلعتي بتفهمي
بيسان : طول عمري بفهم اكتر منك بس انتي اللي مش واخده بالك
مريم : قصدك ايه ياختي
بيسان : مقصديش قومي نطلع فوق عامله صنية كيكه بالشكولاته مالهاش حلة
مريم : يلا ما تقولي من بدري ياختي انه في كيكه
بيسان : بتاعت بطنك طول عمرك
جلس عمران مع ابن عمة اسفل المنزل فرأتهم الفتيات من النافذة وكانت بيسان تعلم مدي حب عمران لكعكاتها فقامت بانزال عدة قطع له ولشقيقها
كانت بيسان تشبه مريم إلي حد كبير حتي انه في صغرهم ان الجيران لا يعلمن من مريم ومن بيسان
وكان عمران يراها كشقيقته ولكن حينما نظر إلي عينيها اللوزتين الحزينه وهي تعطيه الطبق الخاص به شعر بشئ يشبه القشعريرة يسري في عروقه قد رأها لاول مرة بيسان الانثي لا الطفله ابتسم في حرج فقد ظنها شعرت به وشكرها وعادت هي من حيث اتت
*******
باااااااك
ايمن : مضطر اسيبك هنا مع الحرس لازم امشي حالا وكده كده احمد بيه والاولاد فاكرينك مسافرة مش هيقلقو عليكي ماتحوليش معاهم جواسيسك مش فيهم واللي موجودين انا واثق من ولائهم وماتحوليش تكلمي احمد بيه لانه مش فاضي في بيته التاني اه نسيت انك متعرفيش وترك بنان في حال يرثي لها فقد كادت تفقد وعيها حينما علمت ان لزوجها زوجة اخري
