رواية ظلمه الفصل العاشر10 بقلم سارة مجدي

رواية ظلمه 

الفصل العاشر10 

بقلم سارة مجدي

كان جميع من بالغرفه يشعر بالاندهاش الصخر سيتزوج مريم ... لم يتخيل كاسر ان يصل الامر الى هنا ... شعر بالغضب وحاول ان يثنيه عن ذلك الامر ... وجعله يفعل ما يريد معها دون زواج ... ولكن صخر رفض بشده وافشل خطه كاسر بأن يقلب البلد عليه 

كان محروس لا يعلم ما دار بين صخر وكاسر ولكنه كان يشعر بالخوف حقا على مريم ولكن رغم كل ذلك يشعر ان هناك ولو شعاع نور صغير بداخل صخر هو ما جعله يتزوجها وكان من الممكن ان يأخذها دون زواج وهى بين يديه فى بيته دون حول منها ولا قوه 

انتهى كل شيء وكانت مريم تقف فى جانب الحائط باحدى زوايا الغرفه تنظر الى الامام بزهول لا تستوعب ما يحدث ودموعها تغرق وجهها

غادر الجميع دون ان تشعر بهم ولا بما حدث كل ما تفكر به هو لماذا يحدث فيها كل ذلك كل ذلك العذاب ما سببه  وكل ذلك الذل ماذا فعل والدها له .... لماذا يعذبهم بتلك الطريقه فوالدها طيب القلب لم يؤذى احدا قط كانت سارحه فى افكارها دون ان تشعر بذلك الواقف بعيدا يتاملها لقد اصبحت زوجته حلمه القديم يتحقق ولكن كلمات صديقه تصرخ داخل عقله « فرصتك جت لحد عندك .... خليها تعرف مين الصخر ... دوس على شرفها وشرف ابوها علشان تعرف انها هى وابوها ولا يسوا التراب الى فى نعل جذمتك »

اغمض عينيه لثوانى ثم فتحها وتقدم وهو ينظر الى تلك الجثه الواقفه على قدميها لم تشعر به وهو واقف امامها ... ذادت دموعها من حنقه وغضبه لينحنى و يحملها بحركه سريعه مفاجئه ... جعلتها تشهق بصوت عالى  

~~~~~~~~~~~~~~~~~      

كان يصعد درجات الدرج وهو يحملها على كتفه بشكل عكسى وكأنه يحمل شوال من البطاطه فوق كتفه وهى تصرخ طالبه منه ان ينزلها وهى متشبثه بقميصه من الخلف 

وصل الى غرفته المحرمه عليها من وقت دخولها قصره وفتح الباب واغلقه بالمفتاح ... ثم توجه الى السرير والقاها عليه لتصرخ من الخوف ...وهى تعتدل سريعا ترتب حجابها وتتأكد ان جسدها مغطى جيدا تنظر له برهبه وخوف .. كيف حدث ذلك كيف تزوجها هى الان زوجه الصخر ذلك الضخم المخيف ... ذلك الظالم الجبار... هى الان بين يديه فى غرفته  

كان هو ينظر اليها بتشفى وقال 

- دلوقتى بقيتى ملكى بجد ... محدش يقدر يتكلم ... وفى الاساس محدش يجرء انه يتكلم .... بس انا سعيد انى بقيت قادر انتقم منك بشكل جديد 

كان يقول هذا وهو يحل ازرار قميصه 

لم تعد تحتمل الصمت طول تلك المده التى مرت عليها هنا وهى تهان وتذل ... لا طعام لا نوم لا راحه ... إهانات مستمره نظرات مخيفه ولكنها لن تستطيع ان تكون له بتلك الطريقه .. كيف ستسمح له ان يستبيح جسدها بهذا الشكل ... بمسمى زواج 

اعتدلت فى جلستها وضمت ساقيها الي صدرها واحتضنتها بذراعيها وهى تقول بصوت ضعيف 

- انت ليه بتعمل فيا كده ... انا عملتلك ايه ... حرام عليك انا ضعيفه ولوحدى فى الدنيا ليه بتعمل فيا كده وليه كنت بتعمل فى ابويا كده ابويا راجل طيب عمره ما اذى حد ... يبقا ليه 

ليتحول وجه الساخر الى غضب مستعر وهو يقول 

- انت وابوكى سبب كل شيء وحش حصل فى حياتى ... وكل حاجه حلوه ممكن كانت تحصل معايها أخدتيها منى .... انتوا سرقتوا حياتى ... خلتونى بقيت صخر اسما  ووصفا

نظراتها البريئه ودموعها التى تغرق وجهها جعلته يجلس على ذلك الكرسى خلفه وهو ينظر اليها وهى تسأل 

- انا .. انا عملت فيك كده ليه وازاى ... انا مكنتش اعرفك ولا عمرى شفتك ... وابويا كمان معتقدتش انه كان يعرفك 

نظر لها بكره شديد وهو يقول 

- سابتنى علشانك انت وابوكى ... شفت ابويا بيترجاها متسبناش ركع تحت رجليها لكن هى كانت مقرره ... انتو كنتوا عندها اهم منى انا ابنا الوحيد .... انتوا خليتوا ابويا يبقا وحش من غير قلب ... انا مش خسرت امى بس انا كمان بسببكم خسرت ابويا وحياتى 

تنظر اليه ببلاهه ثم اتسعت عيناها فى صدمه وهى تقول باقرار 

- انت ابن فريده .

لينتفض واقفا وعيناه تطلق شرر ولكنها تلك المره لا تعلم ماذا حدث لها وما تلك القوه التى تشعر بها وكأنها صحوه قبل الموت لتقف هى الاخرى وتقول 

- احنى احنى مين .... امك دى اسوء ست فى الدنيا ... دى كانت عذابى الى عشته لسنين وجيت انت كمان علشان تكمل عليا ... هى الى جريت ورى ابويا علشان كانت بتحبه .. لكن هو كان مفيش فى حياته غير ماما وبس ... لكن بعد امى ما ماتت هى فضلت تلف عليه وتلعب علشان تتجوزه .

كانت نظرات الشك الحيره الضياع هى ما تطل من عين ذلك الضخم .

لتكمل قائله 

- انت ربنا رحمك منها ... وابتلانى بيها ... انت كنت متخيل ان وجودها معاك نعمه اتحرمت منها .. وانا كانت وجودها فى حياتى نقمه وعذاب ابتليت بيهم . انت حسبتنى انا وابويا على حاجه اصلا دفعنا تمنها من زمان .

كان يشعر بالضياع .. هل هى كانت بتلك الصوره البشعه حقا ... هل هى قاسيه متحجره القلب بتلك الطريقه .

ظلت تنظر اليه وصدرها يعلوا ويهبط من سرعه تنفسها حين اقترب منها وهو ينظر اليها نظره جعلت ذلك الخائن الذى رغم كل ذلك يشعر بالأمان بجانبه يعطف ويرق عليه وعلى حاله  وياليتها لم تعطف فقد اخذها فى رحله مؤلمه جارحه ... لن تغفرها له ما حيت ... وكان هو فى عالم اخر ... كان يحتضنها حتى يخرج فيها كل عذابه وقهره لسنوات كان ينتقم من فريدة و خليل و والده فى تلك الصغيره التى تتوسله بكل الطرق ان يهدء ان يبتعد ان لا يقتلها الان ولكنه كان بداخل دائرته المظلمه لم يبتعد لم يرحمها و كلماته ترن فى اذنها وهو لا يقول سوى 

- انت مراتى انا مش هأزيكى ... انا محتاجك ... انا محتاج ده اووى ... انا محتاجك  

ولكن رغم كل شيء ازاها ... انتفض مبتعد عنها بعد ان استوعب انها لم تعد بوعيها وانها بعالم اخر وجهها الشاحب انفاسها القليله وقف على قدميه ينظر اليها ممده بلا حراك اثاره واضحه عليها وتلك الدماء التى تلطخ ثيابها و السرير ... شهق بصوت عالى حيث انه اكتشف انه كان يكتم انفاسه من صدمه ما يراه .

تحرك سريعا ليتصل بكاسر و حين اجابه طلب منه احضار الطبيبه فورا .

وجلس ارضا بجانب الحائط ووضع رأسه بين يديه ينظر اليها بخوف ولاول مره منذ سنوات تنحدر عده دمعات من عينيه .

~~~~~~~~~~~~~~~       

كانت جالسه فى منزلها  تتذكر ما حدث بعد عودتها من منزل الصخر وما حدث بينها وبين مريم .... لتجد بعض النسوه ومنهم زوجه الحاج منصور وابنته يقفون امام منزلها وحين وصلت اليهم

كانت اسئلتهم كثيره يريدون الاطمئنان عليها لتجيبهم بما حدث وما قالت مريم وما رأته هى من شحوب وجهها وزبولها وخوفها الكبير .

كانت جميع النسوه تشعر بالشفقه على تلك الصغيره التى عانت طوال حياتها وخاصه من بعد موت والدتها بعد ان تزوج خليل من فريده تلك السيده البشعه .... التى كانت تتعامل مع الجميع بغرور وتكبر … وكانت تنظر لمريم على انها خادمه بدون اجر .

كادت النسوه ان تغادر حين حضر محروس والقى مفاجئته ورحل  

- الصخر اتجوز مريم .

لتعلوا الشهقات والهمهمات .... وبعد عده ثوانى عم الصمت على الجميع لم يعد هناك مجال لفعل شيء لتلك المسكينه لها الله      

كان ينظر اليها بشفقه ... هو يعلم بماذا تفكر ... وان ما حدث اليوم اعاد لها ذكرياتها القديمه ... اقترب منها وهو يقول

- متقلقيش ... انا مش هسبها .

نظرت له بحزن وهى تقول 

- ياريت ... ياريت تلحقها ... ياريت متمتش وهى لسه عايشه ... ياريت .

         الفصل الحادي عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



<>