رواية ظلمه
الفصل الحادي عشر11
بقلم سارة مجدي
خرج من منزله وهو يبتسم بخبث ... سوف يرى الان نظره الرعب والخوف بعينها ... ابتسم وهو يستند على الحائط الجانبى للباب وطرقه بقوه عده مرات حتى استمع الى صوتها المهزوز الخائف تسأل من يطرق الباب وحين اخبرها اسمه لم تفتح الباب وسألته بحده
- وانت عايز ايه ... وبتخبط عليا ليه دلوقتى
ليضحك باستخفاف وغيظ لقد اضاعت الفرصه ليتشفا فيها ... ويرى خوفها وضعفها ... فقال من بين اسنانه
- اكيد مش هخطفك ... افتحى يا ست الدكتوره الصخر طلب منى اجيلك واوديكى ليه .. وقبل ما تسألى ليه ... فأنا معرفش ... بس ياريت بسرعه لان صوته مكنش كويس
ظلت صامته لعده ثوانى وقبل ان يتحدث من جديد قالت
- ثوانى
بعد عده دقائق خرجت له وهى مقطبه الجبين وبيدها حقيبتها الخاصه وقالت
- اتفضل قدامى وانا وراك
نظر لها باستخفاف وضحك ضحكته السمجه وتحرك لتسير خلفه
********************
كان مازال على جلسته ينظر اليها بعيون حمراء حتى سمع صوت طرقات على الباب .
نزل سريعا وفتح الباب كاد كاسر ان يسأل ماذا حدث ولكن صخر تكلم سريعا موجه حديثه الى الطبييه قائلا
- ارجوكى بسرعه .. فوق .. بسرعه
صعدت خلفه سريعا فى حين كان كاسر ينظر اليهم بغيظ ... صعد خلفهم وكاد ان يدخل الغرفه ولكن صخر نظر اليه نظره قاتله اوقفته مكانه
نظرت شيماء الى تلك الجثه الهامده على الفراش الوثير ثم نظرت الى صخر بغضب قائله بحده
- هو ايه الى حصل
لم يستطع الحديث ولكنه اشار لها على مريم وقال
- ارجوكى ساعديها ارجوكى
كانت تنظر اليه بغيظ شديد وشكك ايضا داخلها شعور غريب ... لا تستطيع ان تشعر بالكره له فهذه هى المره الاولى التى ترى فيها الصخر بعد كل ما سمعته عنه وايضا لا تهابه ... ولا تستطيع الغضب منه ... لا تستطيع تفسير ذلك الشعور
نحت كل تلك الافكار جانبا ونظرت الى تلك المستسلمه
بدأت بالكشف عليها وهى تشعر احيانا بالغضب ... واحيانا بالشفقه ... و لكنها ركزت كل تركيزها على الاهتمام بها
انتهت سريعا ثم نظرت اليه قائله
- محتاجه اغيرلها هدومها وفرش السرير .
كان ينظر اليها ببلاهه ثم تحرك خارج الغرفه وتركها تنظر الى اثره باندهاش
وبعد عده دقائق عاد وبين يديه كومه صغيره وهو يقول
- دى هدومها انا مش عارف انت عايزه ايه منهم
كانت نظراتها غريبه هو لم يفهمها ولم يهتم فى الواقع
حين امسكت بتلك الكومه تحرك سريعا الى الخزانه واخرج شرشف نظيف ووضعه على الطاوله الصغيره الجانبيه ثم قال
- طمنينى عليها
نظرت له لثوانى ثم قالت بشيء من الغضب رغم احساسها بالشفقه عليه عيناه الحمراء ... تلك الدماء التى تلوس وجنته و ملابسه ارتعاش صوته واهتزازه يديه تدل على ان بداخل ذلك الضخم قلب حى يختبئ داخل ذلك الصدر العضلى الكبير يشعر بالخوف على تلك الصغيره
- هى ضعيفه جدا ... ومن الواضح ان بقالها فتره طويله مأكلتش ... وكمان من الواضح انها مرهقه جدا او مكنتش بتاخد راحتها وتنام كويس جسمها ضعيف جدا مقدرتش تستحمل الى حصل
اشار الى الدماء بيد ترتعش نظرت الى ما يشير اليه ثم قالت
- لو كنت لحظت انه تم بالغصب .. او بالعنف مكتش سكتلك .. لكن ده دم طبيعى بعد الى حصل ... بس انت ازاى تعمل فيها كده ازاى ... مش حرام عليك .. ولا هى علشان ملهاش حد قولت لنفسك انك سهل تعمل فيها كده
ليقطع سيل كلماتها وهو يقول من بين اسنانه
- دى مراتى انا وهى اتجوزنا النهارده
صمتت تنظر له ببلاهه لعده دقائق ثم قالت
- هى محتاجه راحه وغذا كويس .
كادت ان تغادر حين سمعته يقول
- شكرا يا دكتوره ا..
- شيماء
وكادت ان تكمل اسمها حين استمعا لصوت كاسر من الخارج يقول
- يا جماعه ما تطمنونا ... هو فيه ايه ؟
خرجت شيماء وخلفها صخر الذى يبدوء اهدء قليلا ولكن مظهره العام مقلق فا اقترب منه وهو يقول
- هو فى ايه يا صخر انت كويس
ليهز صخر رأسه بنعم ثم نظر الى شيماء قائلا
-هتفضل نايمه كتير
لتجيبه بهدوء قائله
- لحد ما جسمها يرتاح وياخد كفايته
اقترب منها خطوه ثم قال بلهجه متوسله لا يعلم لما شعر بالاطمئنان لها
- ممكن تيجليها تانى علشان تطمنى عليها .
هزت راسها بنعم دون كلمه اخرى وغادرت وقبل ان تختفى عن نظره قالت
- لما تصحى محتاجه تاكل كويس ... وتشرب عصاير كتير ... وتاكل فواكه وياريت تكون انسان وترحمها
كانت نظرات كاسر بينهم تشتعل غيره وغضب وقرر انه حان وقت تنفيذ ما ينوى عليه
•••••••••••••••••••••.
كان يتحدث عبر الهاتف بعصبيه كبيره وصوت عالى قائلا
- يا ابنى انا محتاجك معايا .. انت مش خايف على بنت عمك
ليجيبه محدثه قائلا ببرود
- إذا كان ابوها نفسه مش خايف عليها اخاف انا ليه ... يا اياد انا مش بلعب انا فى مهمه رسميه ومهمه و خطيره وبعدين انا قربت اخلص ولما اجيلك نبقا نروح مدينه الصخر دى نطمن عليها
نفخ اياد بغضب وهو يقول
- بلد الصخر يا اخويا مش مدينه ... يا جاسر انا بجد خايف عليها ... انت عارف هى هتعرف هناك ايه واذاى. ... انا مكنتش موافق عمى على الى حصل ده .. انا معنديش استعداد اقرر مأساة لين
صمت تام هو ما حصل عليه من محدثه لعده ثوانى وبعدها سمعه يقول
- لين ... لين هى الشوكه الى اتغرذت فى رجولتنا ... اذا كان انت او انا ... او صخر
صمت لعده ثوانى و اغمض اياد عينيه بألم وذكرى ما حدث تجلد روحه ورجولته حين اكمل جاسر قائلا
- متقلقش مش هسمح ان الى حصل زمان يتكرر ... انا بوعدك بده .
تنهد اياد قائلا
- انا بشوف نظرات الاتهام فى عيون يارا كل مره تيجى فيها سيره لين .. انا مش قادر اسامح نفسى
قال جاسر سريعا
- لين صاحبه يارا الوحيده يا اياد ... وموتها هى اكتر واحده اتوجعت منه .... يارا مش بتلومك .. بس هى غضبانه من الحصل وانت اقرب حد ليها ... جوزها وانت الى لازم تتحمل بقا
تنهد اياد بتعب وهو يقول
- ارجع بسرعه ... انا بجد محتاج وجودك جمبى .
ليوعده جاسر بصدق قائلا
- صدقنى انا جمبك ... ومعاك .
••••••••••••••••••••••.
كان محروس يقف امام الحج منصور الذى يتكلم بغضب
- انت ازاى تشهد على العقد .. ازاى متقوليش ... كان لازم نوقف الجوازه دى
ليقول محروس بانكسار وقله حيله
- وانا بأيدى ايه يا عم منصور ... ده انتوا اهل البلد مش قادرين تقفوا قصادهم انا هقدر
ليبتسم بسخريه وهو يكمل
- عايز محروس الخدام ... الى تحت رجليهم يمنعهم ... انا يعم منصور حايله تابع ... انفذ الأوامر وبس ... انا مش قدهم .
ربت الرجل الكبير على كتف الشاب امامه وهو يقول
- متقولش كده يا ابنى ... انت زى ابنى الى راح ومسألش ... انا اسف يا ابنى حقك عليا متزعلش منى
جلس الرجل على تلك الاريكه الريفيه المصنوعه من الأسمنت وهو يقول
- انت معاك حق محدش فينا قدر يقفله ... احسبك انت ليه
جثى محروس امام الحج منصور وقال
- انا حاسس بيك .. بس مش فى أدنا حاجه نعملها دلوقتى هى بقت مراته .
هز الرجل راسه بنعم دون رد
••••••••••••••.
كان على جلسته منذ امس يجلس ارضا عيناه ثابته عليها ... ومن طول المده تعتقد انه يعلم عدد انفاسها ... لم ينم لم يبدل ملابسه ... بل بعد رحيل الطبيبه وكاسر جلس امامها ينظر الى وجهها الشاحب وبدأت رحله الذكريات
بعد رحيل والدته تحول والده الى شخص اخر لم يعرفه يوما عصبى طوال الوقت .. قاسى لم يعد الحنون الهادئ
كل يوم يمر يكون اسوء من الذى قبله حول كل غضبه على ابنه
دائما يضربه ويوبخه... حتى وصلت انه جلده ذات يوم لم يكن له اصدقاء سوى اولاد عمه اياد وجاسر ... وكاسر صديق دراسته اياد اكبر منهم ثلاثتهم باربع سنوات ولكنه دائما معهم يحتوبهم ويوجههم ... وكانت هناك فتاه جميله دائما تحاول التقرب من صخر وكان هو يشعر بالخجل وخاصه مع تعليقات كاسر السخيفه .... وبعد فتره قليله اختفتت تلك الفتاه وبعدها وجدوها ملقاه فى الصحراء مقتوله بعد ان حدثت لها محاوله اغتصاب وحين قاومته بشده قتلها ... تلك الحادثه اثرت بشده علي صخر وجعلته انطوائى وحزين وبعدها اعتدا عليه والده بالضرب بشده وبعدها اختفى صخر ولم يعثر عليه احد وخلفه بفتره صغيره أختفى كاسر ... وحين فقد السيد ولى الدين والد صخر الامل فى ان يجد ابنه انتحر وهو يلعن اليوم الذى قابل فيه فريده واحبها وتزوجها .
