رواية عنان المدمر الجزء الثاني2الفصل الثامن8 بقلم فاطمة ابراهيم

رواية عنان المدمر 

الجزء الثاني2الفصل الثامن8 

بقلم فاطمة ابراهيم

"دي تــالا "

ثانيه ، اثنين وكان يهوي علي الأرض بجانب ذلك الفاقد للوعي أثر اصطدامه بالسياره ..


"ماذا" كانت تلك الفتاه المجهوله هي صاحبة تلك الكلمه ثم فقدت هي الأخري وعيها في الحال .


لحقت عنان رحمه قبل اغمائها هي الأخري قائله و هي علي وشك البكاء :

"لاء بالله عليكي اجمدي كدا نوصل المستشفي بعدين اعملي اللي عايزاه ، مش هينفع انتِ كمان يغمي عليكي دلوقت حاولي تتنفسي هو أكيد ميقصدش اللي حصل هنروح المستشفي و نفهم كل حاجه بس يقوم ، ظلت تحاول تهدئتها حتي حمل أيهم الرجل الملقي أرضاً و إسلام ..، أخذت عنان بيد رحمه تدخلها السياره بجانب زوجها تسانده ؛ حتي تأخذهم السياره فا عددهم كبير الآن ، ذهبت هي تحمل الفتاه ألقت لـ أيهم نظره ناريه عندما حاول حملها هو ، رفع إحدي حاجبيه بمعني ..


"هذا ليس وقت ما تفعليه يا فتاه"


، جلست و أخذت تلك الفتاه جانبها كان المكان ضيق للغايه فهو كرسي واحد لكنه واسع فا أخذهم هما الاثنين ،

انطلق أيهم نحو أول مشفي قابلتهم ..


مرت أكثر من نصف ساعه و كان قد انتهي الطبيب من تضميد جرح "إسلام" بذراعه حيث أنه لم يكن عميق و قام بتركيب محلول لكل من الفتي و الفتاه المجهولين بالنسبه للمعظم !! ، كان هو لديه بعض الكدمات من أثر اصطدام السياره به ، أما هي فدخلت في فقدان وعي لا تريد أن تستيقظ منه حتي الآن !


أنهي أيهم جميع الإجراءات اللازمة و القانونيه أيضاً ؛حتي لا يصل الأمر للشرطه !.


ظلت رحمه تنتحب عما فعله بها أمام الجميع ، يدور عقلها بجميع الجهات ، لما فعلي بي هكذا فا أنا ادافع عنه ، فا أنا لم اتحمل ما حدث له ، لم فعل هكذا ؟!! ، توقف عقلها مرددا كلمته قبل فقدانه للوعين و تكون طبقه شفافه من الدموع الاماله بعينيه وقتها ..


"تالا، تـ ـا لا ، ايقصد تالا !! حقاً أهذه تكون شقيقته المفقوده ، لكن كيف عرفها بعد فراقهم تلك السنوات فا غابت عنهم اكثر من خمس عشر عاماً ، فا عندما اختفت كانت تملك «خمس سنوات فقط» هي قريبه من ملامحه ، تقريباً نفس العيون ، نفس ملامح الوجهه و لكن يبدو عليها الشراسه الخارجيه ، سحقاً لك أيها العقل تثرثر فقط"


ظلت شارده تحدث نفسها لدقائق حتي احست بشخص يربط علي كتفيها بحنان لم تكن سوي عنان هي صاحبه تلك اليد مردفه برفق :

"سرحانه في أي ؟!"


"تالا" 

كانت جمله كافيه لجعل عنان تسألها بشك .


"تفتكري نفس اللي بفكر فيه !"


وجدو شخص من خلفهم يقول ببرود :

"احتمال كبير يكون اللي في دماغكوا و احتمال بردوا يكون لاء"


نفخت عنان اوداجها بحنق فا مجرد رؤيته تثير حنقها ، ربطت عنان علي كف يد "رحمه" قائله بحنان :

"ادخلي اطمني علي جوزك يا حبيبتي" جاءت رحمه تتذمر شددت عنان علي يدها قائله بحزم ..

"قومي يا رحمه اطمني علي جوزك ، دا مش وقت عتاب بعدين أعملي اللي عايزاه يكون فاق من اللي هو فيه يلا يا حبيبتي " 


فكرت في كلمات صديقتها للحظات من ثم اتجهت ناحية الغرفه التي يمكس بها نظرت له بشفقه حقاً هذا ليس وقت للعتاب يبدو علي ملامحه الارهاق متعلق بيده محلول جبينه يتصبب عرقاً يبدو أنه يري شيء سئ بحلمه اتجه نحو سريره تجلس بجانبه بخفه تمسك يده و تمسد عليها برفق ماسحه تلك القطرات علي جبينه بكف يدها الآخر ، تهمس ببعض الكلمات المطمئنه عله يسمعها و يستكين بنومه ..


بالخارج بعدما اتجهت "رحمه" نحو غرفه زوجها ، تأففت "عنان" ناويه الذهاب للخارج بعيداً عنه ، لكن وجدت يد تعوق حركتها مما جعلتها تريد الصراخ كلنه بطر هذه الكلمات الصارخه التي كانت سوف تخرج سريعاً مردفًا ببرود :

"دا أنا لسه كنت بقول عاقله و بتفهم غي المواقف ، ولا هو بنص الناس وعايزلي متين ناصح ، اهدي كدا مش وقته جنانك لما نروح نبقي نتكلم علي اللي عايزاه"


جاءت تقاطعه بتذمر ، لكنه لم يعطيها الفرصه حيث اردف و هو يشدد علي كلماته :

"اقعدي يا عنـان"


جلست بهدوء تفكر قليلاً حقاً هذا ليس وقت لتذمرها أو حنقها يجب عليها التصرف بحكمه قليلاً ..

"و الله لخليكي تقول حقي برقبتي يا أيهم يا أبن أم أيهم"

كانت هذه هي جملته السزجه بينها و بين ذاتها .


قلب أيهم عينيه بملل مردفًا و هو يهم بالوقوف :

"أنا هروح أشوف أخبار التحاليل أي و أشوف علي البت و الولد اشوفهم فاقوا ولا لاء "


"هاجي معاك" قالتها عنان بطفوله و هي تقف قبالته ، اراد أن يشاكسها قليلاً فهو يحب أن يري حنقها و شراستها التي تحاول تخفيها بقدر الإمكان..


"لاء" ، قالها ببرود مصطنع ، مما جعلها تتخصر بوقفتها قائله بحنق طفولي 

"لي بقي إن شاء الله"


اردف بلا مبالاة:

"اهو كدا بقي مش بيدخلوا أطفال"


"أطفــال !!"

رددت هذه الجمله بعدم تصديق ، ايقصدني أنا بتلك الكلمه نظرت لنفسها كالبلهاء فهي قصيره القامه بعض الشيء و حقاً تشبه الأطفال ، لكن هي ليست بطفله جاءت تصرخ بوجهه و خي ترفع نظرها من علي ذاتها لتلقي عليه نظراتها الناريه لكن حلت نظرات الصدمه بدلاً من ذلك ، وجدته يكاد يخرج من الممر المتواجدين فيه ، أسرعت تلحق به و هي تحاول تقليد صوت أخر غير صوتها مردفه بالروسيه حتي تشتته :


"Дорогой один момент, пожалуйста"

"عزيزي لحظه من فضلك"


ابتسم أيهم مانعاً نفسه من الضحك بشده فل تلك الحمقاء تظن أنه هكذا لا يعرفها ، اراد مجاراتها في الحديث فا توقف ينظر خلفه قائلا :

"Что ты хочешь?"

"ماذا تريدي انتِ"


لكنه صعق عندما وجدها تسرع و تجتاز مكانه مخرجه لسانها كالابله قائله بالعربيه :

"وسبقتك امم" توقف مره واحده عندما وجدته توقف مكانه مربع يده أمام صدره بلا مبالاه مردفًا بسخريه :

"طب يلا امشي و ريني هتروحي ازاي !؟"


نظرت له بلا مبالاه لكنها خطت عدت خطوات ثم وقفت حائره فهي لا تعرف إلي أين تذهب أو من أي إتجاه ، حكت رأسها بجهل ، استمعت لصوت قهقهته خلفها قائلاً :


"ورايا"

زفرت بحنق من كلمته هذه ايعتقدني جاريته ! أسرعت تلحق به حتي بقت بجانبه تمشي معه علي خط مستقيم ، ترفع رأسها بشموخ ، ضرب كف بأخر من حركتها الحمقاء التي تنير البسمه على وجهه ، لكن لا مجال للنقاش الآن يريد أن تهدأ الأمور أولاً ثم يتحدث معها حتي تخفف من حركتها الحمقاء هذه بالخارج وسط العامه !..


دلف إلي إحدي الغرف وجد الشاب كما هو فاقد وعيه أثر المخدر الذي اعطاه له البيب مع محلوله ، خرج من الغرفه مصطحبها معه نحو غرفه الفتاه وجدها مازالت فاقده للوعي ، لكن أخبره الطبيب أنها علي وشك الاستيقاظ ، اومأ له أيهم ، نظرت له عنان قائله :


"خليني أنا هنا و روح أنت شوف باقي الاوراق و التحاليل اللازمة"


اومأ لها أيهم ملقي نظره سريعه علي تلك الراقده أمامه علي الفراش ، ثم خرج من الغرف حتي يري باقي الاوراق و التحاليل اللازمة ..!


__________________________


«عوده إلي أرض مصر»


بمنزل إياد و أميره كانت تجلس أمام التلفاز صباحاً و هو يستعد للذهاب إلي الشركه ، انتهي و امسك جميع الأشياء التي يحتاجها نزل لأسفل وجدها تشاهد التلفاز و هي مرتديه أيضاً ملابسها و تأكل فشار و تبكي ، ألقي بنظره علي التلفاز لكنه عقد حاجبيه بدهشه فهي تبكي من ماذا فهي تشاهد إحدى افلام الرسوم المتحركة "الكرتون" ..


"انتِ بتعيطي لي يا حبيبتي ، افتكرتي حاجه زعلتك طيب !"


نفت برأسها و هي تشير بيدها ناحيه التلفاز قائله :

"بص حبهم كيوت ازاي ، ضحت بنفسها عشانه ، ربنا يخليهم لبعض "


آمن خلفها بعد ذلك كادت مقلتيه تخرج من محجرها بصدمه ، فهو تأثر بما قالته و أيضاً آمن دعائها لاشخاص وهميه !!


ضرب كف بأخر متمتماً بسخط :

"يلا يا بنتي بدل ما نتأخر علي الشركه"


اردفت و هي تكفف دموعها و تهم بالوقوف بحماس و كأن شيء لم يكن:

"لاء أنا مش جايه معاك"


رفع إحدي حاجبيه بتعجب قائلاً :

"أمال لابسه ورايحه فين !؟"


ترقرقت العبرات بعينيها مجدداً قائله :

"ما أنا هقولك أهو ، ممكن توصلني المستشفي (...) لآيات عشان هي هناك "


اقترب منها يسألها بـ استفهام و هو يرف وجهها بين راحت يده :

"هي طالبه معاكي نكد انهارده ولا أي ، فهميني بس بتعيطي لي ، آيات دي مرات تميم صح «اومأت برأسها» خير يا رب هي تعبانه ولا تميم اللي تعبان هي في المستشفى لي !؟"

بدأ القلق يتسرب إليه شيئاً بشئ ، اردفت أميره بحزن :

"لاء آيات هي اللي تعبانه محجوزه من امبارح في المستشفي ، كانت حامل و في بيبي نزل ، تاره لسه قيلالي من شويه "


ازال عبراتها التي تهم بالنزول مردفًا بحزن هو الآخر :

" لا حول ولا قوه الا بالله ، ربنا يصبرهم ، طب يلا عشان نلحق نروح لهم " 

دقائق و كانت السياره تنطلق نحو وجهتها حتي تطمئن "اميره" علي صديقتها و هو أيضاً يواسي صديقه .


علي بعيد آخر عنهم ، كان يغط في سبات و لكنه ليس بعميق كما نظن بل سبات ملئ بالأرق و الكوابيس ، استيقظت آيات و هي تشعر بألم حاد بسائر أنحاء جسدها همهمت بألم بعدها بدأت تفتح زيتونتها ببطء فكان ضوء الشمس يخرج من النافذه ينير الغرفه ، وجدت شيء يحتجز يدها نظرت يمينها وجدته هو من يحتجزها بين راحته و لكن لما تعابير وجهه هكذا !؟ لما يتصبب عرقاً و يغلق عينيه بقوه هكذا !؟

حاولت أن تعتدل بجلستها و هي تستوعب شيئاً بشئ من تفاصيل ليله أمس و بدأت عبراتها تم بالهبوط ، ربطت علي يديه برفق ، لكنها صدمه من رد فعله ..


انتفض تميم بجلسته كمن لدغته أفعي يهرول نحوها قائلاً بتلعثم :

"انـ .. ـتِ كويـ ..ـسه ، أجيب دكتـ ..ـور طيب ، لحظه هجيب دكتور ، ولا استني اجيبلك أكل أكيد جعانه مكلتيش من امبارح ولا اقولك أجيب دكتور احسن يطمن عليكي و ..!!!" قطعت جملته الغير مفهومه قائله و هي تحاول رسم ابتسامه علي شفتيها لكن باتت محاولتها بالفشل متسائله بقلق و هي ترفع يدها علي موضع بطنها مردفه بصوت يشبه الهمس :


"أي اللي حصل !؟"


هبطت عبراته بحزن قائلاً :

"أنا أسـف"


قطعت باقي جملته و هي تحرك رأسها علامه الرفض قائله :

"بتهزر صح ، أكيد بتهزر"


مسح دموعها سريعاً متذكراً كلام الطبيب أن يعرفها الخبر بهدوء اردف سريعاً و هو يضع يده علي بطنها :

" لاء في هنا بيبي موجود ، متقلقيش ابننا لسه موجود بـس ..!"


قطعت جملته للمره التي لا يعرف عددها قائله بابتسامه سعيده :

"بجد يا تميم بجد لسه موجود "


ابتسم لها ابتسامه حاول بقدر الامكان ان تظهر صافيه ، أكمل حديثه بهدوء و هو يقبل باطن كفها :

"انتِ كنتِ حامل في تؤام ، ربنا سبلنا واحد و خد مننا واحد ، أنا عايزك بس متزعليش عشان دا هيأثر علي البيبي اللي فاضل حاولي تكوني هاديه و اعرفي أن دي حكمه من عند ربنا "


ذبلت ابتسامتها سريعاً فيا الله كانت سوف تصبح أماً لطفلين من ذاك الشخص الذي عشقته فا في البدايه كانت لا تفكر في الأمر ولا يشغلها ،لكن عندما علمت أمنيته بأن يصبح له أطفال كثيره تعوضه عن وحدته في صغره ، و أنه يريد أن تنجب له أكثر من طفل حتي لا يصبح وحيداً مثله و هي كامت تؤيد فكرته و كلماته أيضاً هي الأخري وحيده و لا تتمني لطفلها هكذا يوماً ، كانت ستكون أسعد شخص أن كانت تعرف أنها تحمل داخلها الاثنين ، فالما الحزن انكي لم تعرفي من الأساس انك تحملي داخلك اثنين ، كان كل علمك أن بداخلك قطعه واحده منه ، لما الحزن إذا ، يجب علي الاهتمام به و مراعاته حتي إن كان مازال بداخلي لا يجب عليٌ الحزن هكذا حتي لا تدهور حالته ، يجب علي الهدوء قليلاً ،  أيضا بشأن هذا التميم لما يعتذر !؟


رسمت ابتسامه تكاد تصل لاخر ثغرها قائله :

"مش زعلانه ، انت كمان بلاش تزعل و لا تعتذر أنت معملتش حاجه ولا ليك ذنب في اللي حصل أنت لسه قايل دي حكمه من عند ربنا ، بعدين يا سيدي بكره نبقي نخاوي البيبي انت زعلان لي كدا يا حضره المقدم "


دخلت تاره كالإعصار هي و خالتها و والده آيات و قد استمعت لآخر جمله قالتها غمزت لها بمرح قائله :

"بقينا قللات الأدب أوي ، أي نخاوي البيبي دي ، طب احترمي المكان اللي قاعده فيه ، آه منه و أنا اللي كنت فكراكي مؤدبه "


ضحكت آيات و تميم بخفه ضحكه لم تصل لـ أعينهم ، دخلت «ماجده» والدتها تأخذها بين ذراعيها بتلهف غير معطيه للأمر اهتمام حتي تألمت آيات بين ذراعيها ، ابتعدت عنها سريعاً قائله بتلهف و قلق :


"حاسه بحاجه بتوجعك ، قوليلي ايه اللي حصل يا آيات ، أي وصلك للي أنتِ فيه دلوقت"


اردفت آيات بهدوء :

"قدر ربنا يا ماما"


تحدثت والدتها بعصبيه قائله بغضب :

"هو أي اللي قدر ربنا يعني انتِ وقعتي من علي السلم لوحدك ، ازااي !"


نكس تميم رأسه لأسفل اراد الذهاب للخارج بعيداً عن مرما عيون تتهمه من كل اتجاه كم ألمه نظرت والدته و والدتها أكثر من الموقف نفسه ايظنون أنه يستطيع أن يمسها بسوء ، او يمس طفله بسوء !!!


أمسكت آيات يديه بقوه و هي تشدد علي كلماتها و تنظر في عيونهم بقوه غير معهودة عليها :

"اللي حصل دا مش أكتر من قضاء و قدر من عند ربنا ، ربنا اراد زي ما حطه جوايا ياخده تاني محدش ليه ذنب في الموضوع دا و لو حد ليه ذنب فعلاً يبقي أنا "


نظر لها الجميع بدهشه اردفت والدتها بسخريه :

"انتِ ازاي يعني ، و انتِ أي هيخليكي تأذي ابنك بنفسك"


ترقرقت العبرات بعينيها قائله :

"أنا مستحيل هأذي ابني أو بنتي أنا اصلا مكنتش أعرف ان انا حامل في تؤام ولا أن أنا حامل اصلا غير امبارح الصبح في الجامعه ، أغمي عليا و جابوا دكتوره كشفت عليا و عملتلي تحليل عشان كانت شاكه في الحمل و انا لسه في الأول فا مكنش ظاهر أوي لسه و التحليل طلع أن انا حامل ، عرفت الخبر و انا طالعه من الجامعة كبت زينه و حاجه أعمل بيها مفاجأة لتميم لما يرجع وقولت أعرفه أول واحد ، هو عمره ما يأذيني انا هيأذي حته منه هو كان نفسه فيها أصلا ، هو بس حب أنه يفرحكم بالخبر دا و أنا اللي كنت معارضه و فعلا كنت جاين نعرفكم تحت إصراره ، انه يعرفك بالذات يا ماما «وجهت نظرها لمني والده تميم التي تمكس رأسها لاسفل بخزي من شكها به فهي أكثر من يعرف أن ولدها يتمني أن يصبح له طفل صغير يشاركه حياته» ، بس وقفنا في نص الطريق أنا كنت عايزه ارجع و بقوله خليها الصبح و بهزر قالي لو تعبانه هشيلك بس نفرحهم بالخبر دا ، قومت أنا جريت عشان ميعملش اللي قال عليه الموضوع كان هزار و أنا السبب فيه لو مكنتش جريت في الضلمي و النور مطفي فا وقعت من علي السلم ، مش هو اللي وقعني يا ماما «وجهت نظرها هذه المره لماجده والدتها» 


دقات بسيطة علي الباب جعلت حدت الموقع تقل لكن خارجياً فقط فا بداخل كل منهم احاسيس مختلفه هناك من يشعر بالذنب و هناك من بشعر بالحزن و هناك من يكابر و هناك من يشعر بالخجل من نفسه مما حكم به علي غيره دون علم ما حدث ..


دخلت أميره بصحبة زوجها و صديق و أخ لتميم ، اتجه كل منهم لصديقه يواسيه و يحتضنه بحنان و حزن ظاهر ..

أميره :

"أخبارك أي دلوقت يا حبيبتي ، ربنا يقومك بالسلامه يا رب"

اردفت آيات :

"الحمد لله يا حبيبتي ، تعبتي نفسك لي بس "


ضربتها بخفه علي رأسها قائله :

"تعب أي بس يا بت ، هو أنا ليا غيركم ، أول ما تاره قالتلي زعلت أوي ربنا يعوضك خير يا رب"


نظرت آيات لتاره بجنق قائله : 

"علي رأي البت عنان علطول تقول مش بيتبل في بؤها فولها"


تنهد ثلاثتهم قائلين بنفس واحد :

"فينك يـا عنان" نظر الثلاث فتيات لبعضهم البعض مبتسمين بخفه اردفت تاره بدموع :

"فينها عنان دلوقت كانت عرفت تخرجنا من مود الكئيب دا و عرفت تراضينا كلنا "


نظر لها الفتاتان بقلق قائلين :

"كلنا !!"


أميره بقلق :

"تقصدي أي بـ كلنا دي"


اردفت تاره بشفقه :

"إسراء اتخانقت مع يزن و سابته"


شهقه خرجت منهم مردفين بصدمه :

" ااي !"


____________________________

«نعود لروسيا داخل الغرفة التي تمكس بها عنان »


شهقه خرجت من جوفها بعدما استيقظت تلك القابعه علي السرير ، نظرت لها عنان برفق اتجهت نحوها تعدل من جلستها ، ابعدتها عنها بحده اردفت عنان بالعربيه بمرح و هي تشير بيدها علامه الجنون قائله :

"كريزي يا عزيزي ولا أي !؟"


عقدت الأخري حاجبيها بدهشة من جملتها الحمقاء اهي بوقت المزاح والضحك الآن ، تفكيرها مشتت اردفت بحنق 

" انـ ..!" جاءت تتحدث باللغة العربية ، لكن لحقت ذاتها سريعاً ، لكن علي من فهي "عنان المدمر" اردفت باقي جملتها بالروسيه لكن بطرتها عنان قائله :


"طب طلاق تلاته انتِ بتتكلمي عربي أحسن مني كمان ، مش معني أن عنيكي زرقا و بت زي لهطت القشطه كدا و مزه أخر حاجه هقول عليكي روسيه بقي و كدا لاء عادي في مصرين حلوين كتير ، مش شايفه أن جمالي قاتل ازاي" ، 

اردفت آخر جمله و هي تعدل من حجابها بغرور  ، ضحكت الاخري عليها بشده قائله :

"انتِ مش ممكنه بجد"


غمزت لها عنان بمرح و هي تجلس بجانبها قائله بكبر مصطنع :

"دي أقل حاجه عندي ! بصي هبهرك"


مدت يدها تصافحها قائله بابتسامه :

"احم ، شويه جد بقي بما اننا مصرين في الغربه و كدا ، أنا اسمي عنان ، 19 سنه ، أولي علي الثانويه العامه بلا فخر ، عندي أخين واحد كبير بس للاسف خاطب "قالتها بحزن" والتاني هو طويل و اهبل كدا بس أنا أكبر منه مش هينفعك للاسف ..


اردفت الآخري بتعجب و ضحكه مرحه تزين ثغرها فمن تلك المجنونه التي تقبع أمامها الآن ! :

"انتِ بجد مش معقوله ، أنا في أي ولا أي ، مش كفايا خلتيني اتكلم معاكي بالعربي ، محدش يعرف أصلا أن أنا مصريه "


"عليكي أحكام و هربانه ولا أي !"

كانت هذه الجمله المختله بالتأكيد "عنان" هي صاحبتها ، كانت تبذل كل ما في وسعها حتي تتعرف عليها و تخرجها من حزنها ، فهي تشك في أمراً ما عليها اكتشافه و أيضاً يبدوا انها فتاه غامضه ، لكن علي من فهي ..

«عنان أحمد السيد »


(اسم مش مركب خاليث🤭😂)


"شكلي كدا مش هخلص منك أنا عارفه ، أنا عندي 20 سنه و هتم الـ 21 كمان تلت شهور ، متقلقيش مرتبطه يعني مش محتاجه حد من اخواتك ، "ترقرقت عينيها بطبقه شفافه حاولت إخفائها عند ذكر كلمه أخواتك" ، معنديش اخوات و مفيش عليا أحكام ولا هربانه انا أصلا هنا غصب عني ، حاجه تانيه !"


رأفت عنان بحالها حاولت تغير الموضوع قائله بمرح و هي تمسكها من رداء المشفي التي ترتديه قائله بمرح :

"انتِ متبريه من اسمك ابت ولا اي !؟"


عقدت حاجبيها فهي لم تتخلص من هذه الفتاه بهذا اليوم ، من أين ظهرت لي يا الله اردفت بلا مبالاة :

'تــالـ ..!! اسمي تالـيتا " أي اسئله تانيه!"


حركت رأسها برفض متصنعه الامتعاض قائله :


"هو انا بشحت منك ، الحق عليا قولت اسليكي بدل ما انتي قاعده لوحدك كدا لحد ما المحلول يخلص عشان تقومي تطمني علي الكراش بتاعك ، بس شكله روسي عرفتي توقعيه ازاي "


رفرفت باهدابها عدت مرات غير مستوعبه كلماتها مردفه بتلعثم : 

"لا، اه ،يا ربي بقولك أي انا عمري ما اتكلمت مع حد هنا اصلا ، و شاكه فيكي و طريقه أسئلتك "


اشترت عنان لها بغمزه :

"يا سبحان الله القلوب عند بعضها ، انا كمان شاكه فيكي ، بس لو شكي دا طلع في محله ، صدقيني هنفرح كلنا و أولنا انتِ و هكون أقرب حد ليكي كمان لما تتعرفي عليا كويس وقتها ، يا تالا قصدي يا تاليتا " اردفت اخر جمله بسخريه بعض الشيء تريد أن تصل إلي مخزي كلماتها إليها ..


ابتلعت لعابها قائله :

"تالا !!" 

"أنا عايزه أعرف انتِ مين و مين اللي معاكي دول ، و مين اللي خبطنا بالعربيه و أنا «ازدرقت لعابها بتوتر و بدأ قلبها بالخفقان الشديد مكمله» و أنا ضربته هو حصله أي ، اطلعي بره بدأت تصرخ ، كما يصرخ عقلها و قلبها ، و كأن هناك غشاشه سوداء بدأت تحيط عينيها و ترجع تنزاح مجدداً ، لا تعرف ما يحدث حولها أصبحت مشتته للغايه !!


انفتح الباب مره واحده و أطل هو بزرقاوتيه  يحيطها غلاف شفاف من العبرات التي تهب بالهبوط يلتف حول زراعة قماشه بيضاء اللون ، ملامح تتذكرها ترقرقت عبراتها تشعر و كأنها بحلم و سوف تستيقظ منه عما قريب ، ظلت تقنع نفسها أنه فقط مجرد اشتياق للحبيب الغائب ، هو من يجعلها تشعر بتلك المشاعر ، حاولت التماسك و هي ترفض تلك الفكره التي تنبض بعقلها ، لكن كلمه واحده !! كلمه واحده اطاحت بها الأرض عندما تفوه بها : 

" ءااا !!؟"


_____________


خرجت من الشركه قابلته بوجهها هذا الصديق التي التقت به ليله أمس ينتظرها بالخارج كان يقف خلفهم يريد الاعتذار علي طريقته و أنه سوف يتصرف بهدوء بعد ذلك ، فبعد ليله أمس و تفكير كثير ، أحس أن لا قدره للعيش بدونها ، فهي حب طفولته الذي عاش علي ذكراه ، سوف يعتذر و يجب عليها هي الاخري تعتذر علي كلماتها لكن الرجوع أولاً ، صدم عندما وجدها تخرج تقابل هذا الابله مره آخري ، زفر عدت مرات يحاول تنظيم تنفسه و أن لا يتهور ولا يظن به السوء ممكن أن يكون مجرد صديق من أيام دراسه فقط !


اقترب منهم و ياليته لم يقترب ..


كانت تقف تضحك بكل اريحيه معه قائله 

إسراء :

"مش عارفه أنت مستعجل علي أي يا كريم "


اردف كريم بضحك و هو بسحبها نحو السياره :

"يا ستي خير البر عاجلاً ، يلا عشان نلحق نحضر للخطوبه بتاعنا و نكلم الباقي "


"خطوبه !!"

اردف يزن هذه الكلمه بصدمه و كأن صداها يردد بصمامه .

ألتفت تنظر إليه ازدرقت لعابها بتوتر قائله:

"يـزن ، احنا !! .."

           الفصل التاسع من هنا

تعليقات



<>