رواية بنت ليل
الفصل الرابع العشرون24
بقلم هدير سعيد
كان منصور يحاول ان يكذب ما اخبرة به الحارس ولكن يبدو انها الحقيقه وهناك فضيحة منتظرة علي الأبواب فهو حمد الله بعد اختفائها ان قلة قليله من المحيطين هي من تعلم بتلك الزيجة اما ظهورها بعد كل تلك السنوات كارثه بكل المقاييس
وكان الجميع في صدمه حال رؤيته عدا محمد الذي كان يعلم انه سيبحث عنه طالما رأه
منصور : ايه يا ايمن بيه كنت مستني تعرفني انه مراتك رجعت امتي لما الجرايد تنشر الخبر
ايمن : منصور باشا والله انا بنسي اني ليا اب احيانا فسقط موضوع اني احكيلك ده خالص
منصور : انت بتتريق
ايمن : انا ما بتريقش يا باشا والله احنا ممكن نعدي شهور ما نتقابلش الا واحنا بنخلص صفقات واي وقت بره الشغل حضرتك شغله كويس بموضيع خاصه بيك فامتي هنحكي ونتكلم في أمور شخصية
منصور : يلا معايا نتكلم ونشوف هنعمل ايه
ايمن : هنعمل ايه في ايه هو في حاجه هتتعمل مراتي وبنتي ورجعو لحضني
لم يكن امر شمس قد وصل لمنصور مسبقا فهوت الكلمة عليه كالقنبلة تذكر انها حينما اختفت كانت حاملا فكيف سيخفي الامر مع وجود حفيدة له منها دار بعينيه فالغرفه ولم يصعب عليه تميز شمس فهي الكفلة الوحيدة غير انها قطعه من ابيها حقا ظل يناظرها بصمت طويلا ومشاعره في تناقض شديد فقلبه يحثه علي الاقتراب منها وضمها وعقلة يخبره انه سيخسر سمعته ان خرجت للنور واعترف بوجودها ظل الخلاف يشتد بداخلة حتي حسم امرة والتف وخرج مبتعدا وهو يقول ايمن حصلني حالا
كان ايمن مدركا ان الامور قد تصاعدت ابكر من توقعاته فلم يستعد جيدا كان يتمني ان ينهي امر مرض ليل قبل خوض المعركة المنتظره كاد يطيع ابيه ويخرج خلفه ولكن توقف ماذا لو أرسل ابيه من يخفيهم مرة اخري بعد خروجة وماذا عن وعده لابنته بالغذاء فالخارج كاد عقلة ينهار فلم ينم جيدا فرفع هاتفه واتصل بهشام
هشام : افندم يا ايمن باشا
ايمن : ليل تتنقل حالا من المستشفي دي بهدوء وبحذر وبدون ما حد يحس منصور باشا عرف انها هنا واكيد سايب رجلته تحت
هشام : امرك يا باشا
ايمن : وعاوزك تشوفلي فيلا امان لشمس تقعد فيها وكلم عربية الحرس تستعد لاني هتحرك بيهم مع منصور بيه وخلي عربيتين تاني يحصلونا يتوصلو مع العربيه الاولي ويعرفو اللوكيشن عشان انا هنزل بشمس معايا
هشام : زي ما تؤمرني سعاتك
انهي ايمن اتصاله والتف إلي ابنته يلا ياشمس هننزل نشوف منصور باشا عاوز ايه وبعدين نتغدي
ترددت شمس في خوف ولكن نظرته لها اعطتها الأمان فتحركت ممسكه بيده لاحقين بمنصور الذي اختفي منذ دقائق فنؤكد هو بأنتظارهم في الأسفل
في سيارة تتميز بالفخامة الشديدة كان الوزير ينتظر ابنه في صمت يملئوة الضجيج فرغم رصانته وهدوئه الخارجي كانت الحرب مشتعلة بدخله فهو يختار بين سمعته وابنه وحفيدته معاً
وصل ايمن مع ابنته وصعدا إلي السيارة فاشار منصور للسائق ان يتحرك
********
ورد : مكنش المفروض نسيبه ياخد شمس
محمد : مكناش هنعرف نمنعه ده ابوها
الهام : ياعني هيخصلها ايه ياختي هو في حد بيأذي بنته
ورد : منصور الوزير مش سهل واكيد الموضوع مش هيعدي بالساهل
عبير : علي حسب كلام ليل منصور بيه عاطفي جدا رغم كونه يبان ناشف وصلب من برة مايقدرش ياذي نمله فمبالكم بحفيدته
محمد : هي ليل حكيتلك عنه
عبير ايوه
فلااااااش باك
خرج منصور الوزير من منزل ليل وهو معجب بليل واهلها واعتزازهم بأصولهم وكرامتهم ولكن هذا لا يمنع ان الامر عسير فالوسط لا يرحم والقيل والقال لا تنتهي
صعد كل منهما إلي سيارته فلم ياتي اي منهم مع الاخر وتفرقت بهم الطرقات
فقد ذهب منصور إلي تلك الفيلا التي خصصها لنزواته السريه اما بنان فذهبت إلي احمد و عاد ايمن إلي الفيلا واتصل ببعض اصدقائه للذهاب إليه للسهر معه
اما ليل وامها واخواتها كانو قد بدأو المناقسه فالأمر
صفاء : انا مش مرتاحة للموضوع ده يا ليل شوفتي كلامهم انه الجواز فالسر
احمد وهو مبهور بفكرة النسب مع عائلة الوزير : ماهو وضحو وجهة نظرهم وبعدين حطي نفسك مكانهم اذا كنا احنا واحنا في حالنا ما بنخلصش من القيل والقال بتاعت الجيران اومال ناس زي دول لو عملو بيم بيبقو متصدرين الصفحات الاولي في كل الجرايد مش هيخافو ولا ايه ياليل
ليل : مش عارفة بس انا خايفة
صفاء : وانا كمان خايفة اوي مش عاوزة اتوجع فيكي ياليل
محمد : انتو متخيلين لو ليل اتحوزت الجوازة دي هنتقل نقله شكلها ايه خايفين من ايه دول ناس كل تعاملهم بالأتيكيت
صفاء : واحنا نتنقل ليه احنا ومالنا ومالهم
احمد : محمد معاه حق اضعف الأيمان هنشتغل في شركاتهم ودول المرتبات عندهم يالدولار ياعني هنتنغنغ
محمد : وبعدين ماهما وافقو يقعدو مع عمي وخلاني معني كده انه الموضوع مش سر ولا حاجه
صفاء : سرحانه في اية ياليل
ليل : في اخته
صفاء : بردو مرتحتلهاش نظرتها كلها كبر وغرور
ليل : اوي وبتتعامل من طراطيف مناخيرها وكانه مفيش منها تاني فالكون
احمد : ليه دي عسل
محمد : عسل ايه ياعم دي عروسة المولد شيل كل المكياج اللي هي حطاه خنلاقي اخوها احلي منها
ضحك الجميع وقامت صفاء للاتصال باخوانها وإخوة زوجها لتقص عليهم الأمر وتسمع ارائهم
*******
بعدما انهي منصور سهرته دخل إلي الشرفة يدخن السيجار وهو شارد
فخرجت إليه مديرة مكنبه وزوجته السرية بعقد عرفي : ايه يابيبي مالك مش فالمود كده ليه
منصور : ايمن تاعبني اوي
مي: بكرة يعقل لسه صغير
منصور : عاوز يتجوز
مي : ومالو الجواز يعقله
منصور : واحده من ادني المستويات
مي : اه طمعانه ياعني
منصور : لاء البت دي واهلها مش طمعانين ناس كويسين بس بدل ما اناسب واحد من الشركا ولا يجبلي بنت رجل اعمال او وبنت عضو مجلس شعب يوصل للمستوي المنحدر ده واحفادي يطلعو يلاقو اهل امهم لوكال كده
مي : مش يمكن دي اللي تصونة ماهو مش بالمال
منصور : مفيش اهم من الفلوس
مي بانكسار : الحب ودفا البيت اهم كتير كتير اوي
منصور : المشكلة انه اهلها رافضين انه الجواز يبقي فالسر وانا مقدرش اوجه مجتماعنا انه دي تبقي مرات ابني بنان قالت نعمل فرح علي قد اهلها بس ومفيش حد من طرقنا يحضر والحرس يمنعو الصحافه خالص وشايفه انه بكرة يزهق منها ويطلقها افرض ما زهقش اقول للناس دي مين
مي : واللي يقولك الحل
منصور : اغلب الشباب اليومين دول بيسافر ويتجوز برة ويرجع يفاجئ اهله بالعروسة انتو اعملو فكرة بنان و لما يبدا الموضوع ينتشر قولو عرفها لما كان مسافر ومالهاش اهل هنا واهلها كلهم مسافريين برة مصر مش كان في باريس باين يبقي اتجوزها في باريس واهلها مهاجرين من زمان
منصور وهو يفكر فالامر : طول عمرك ذكيه ومريحاني وعشان كده مابحبش قدك ولا اعرف فالمكتب الاقي حد يشتغل معايا ويفهمني قدك
مي : حبيبي انت تعالي بقي اقولك كلمة سر
منصور : ايوه انا بحب اسرارك دي اوي
ودخلا سويا إلي الغرفة
