رواية عناد القاسم الفصل الثاني2 بقلم ايه الموافي

رواية عناد القاسم 

الفصل الثاني2 

بقلم ايه الموافي 

قرب قاسم بالكرسي منها، فبعدت هي: ايه مالك؟! خايفة من ايه دا انا حتى مبعضتش.


اتصنعت فاتن الشجاعة وقالت: ومين قال اني خايفة؟!


ابتسم قاسم، وراح ناحية السرير، وهو بيقول: كويس.


سند قاسم بدراعاته على السرير واعد عليه، بصلها قاسم، وقال وهو بيطبطب على السرير من الناحية التانية:


- نامي جنبي علشان احس بالدفا.


فاتن بتعجب: دفا!!


قاسم: يعني بدل ما احضن المخدة هعتبرك مكانها، ترضي جوزك وقرة عينك ينام وهو حاضن المخدة ومراته موجودة؟!


فاتن في عقل بالها: دا طلع ذكي وبيردهالي، احيه اعمل ايه انا دلوقتي؟!


قاسم بملل: هتفضلي واقفة تبرطمي كدا كتير؟!


بلعت فاتن ريقها وقالت: بس انا برفس زي الحمار وانا نايمة واخاف عليك تاخد شلوت مني.


ضحك قاسم على حجتها السخيفة، وقال بمكر:


- لا متخافيش عليا.


راحت فاتن للسرير من الناحية التانية، وحطت مخدات بينهم، بتحذير:


- حذاري تعدي حدودك.


رفع قاسم حاجبه وقال: ودا تهديد ولا أمر؟!


فاتن ببرود: اعتبر اللي تعتبره بس متعديش حدودك معايا علشان انا بعض وبرفس.


بصلها قاسم بتحدي، وشال المخدات، كانت هتتكلم بعصبية، بس هو جذبها ليه بسرعة، وقال قدام وشها بغضب:


- اخر مرة تكلميني بالإسلوب دا، انتي فاهمة؟!


هزت فاتن راسها بخوف، واخدها قاسم لحضنه، وغمض عيونه، شهقت فاتن بصدمة وقالت:


- انت بتعمل ايه؟!


فتح قاسم عيونه بإنزعاج، وقال ببرود:


- اخرسي بقى عايز اتخمد.


اتصدمت فاتن من انفصامه، وقالت بصوت واطي:


- مش كان من شوية متعصب؟! 


قاسم بزهق: اسكتى بقى.


بتوتر: طب ما تسيبني.


غمض قاسم عيونه: انتي لو مسكتيش انا هتعدى حدودي اكتر من كدا.


شهقت فاتن بصدمة، وحطت ايدها على بقها علشان متتكلمش، فضلت فاتن فاتحة عيونها، لحد ما غلبها النعاس ونامت وهما في حضن بعض.


• تاني يوم.


قامت فاتن من النوم، وبصت جنبها، لقت قاسم نايم وحاطط ايده على كتفها، سرحت فيه شوية، وقالت بصوت واطي:


- يا ترى ايه اللي حصلك علشان ترفض تعمل العملية؟!


رجعت فاتن شعره لورا وقالت: ملاك نايم يا جدعان.


فاقت فاتن على نفسها، فقالت بتوبيخ:


- ايه اللي انا بعمله دا؟! بت انتي اتظبطي انتي جاية هنا لمهمة ولما تخلص هطلق وارجع بيت ابويا تاني.


قامت فاتن من السرير براحة، ونزلت تحت، قابها سلطان وقال:


- حصل حاجة امبارح؟!


فاتن وهي بتضحك: هو في الاول طبعا كان عصبي وهاين عليه يضربني بس انا عرفت ادروكه وانسيه غضبه ازاى.


سلطان بفخر: جدعة يا بت.


فاتن: تربيتك انت وابويا يا حاج.


سلطان: تعالي يلا علشان نفطر.


فاتن برفض: لا لما قاسم يصحى من النوم هنفطر مع بعض.


سلطان بصدمة: هو لسه قاسم مصحاش من النوم؟!


فاتن بإستغراب من صدمته: اه، مالك مصدوم كدا ليه؟!


سلطان: غريبة اوي، اصل قاسم من ساعة الحادثة معدتش بينام زي زمان وبيصحى على كوابيس.


فاتن بشفقة: دا بسبب ان حالتة النفسية وحشة اوي.


دخلت فاتن المطبخ وهي بتقول: هو بيحب يفطر ايه؟!


سلطان برفض: بلاش تطلعيله لانه بيقى متعصب اوي بالنهار.


فاتن بصدمة: متعصب اكتر من كدا؟!


هز سلطان راسه بحزن وقال: بيبقى متعصب اكتر من كدا بكتير.


بلعت فاتن ريقها: بس لازم اطلعله علشان يفطر لانه لازم يقوى علشان لما يقتنع يعمل العملية.


سلطان: خلي بالك يا بنتي وانتي بتتعاملي معاه.


حطت فاتن الفطار على الصينية، وعملت فنجان قهوة، وطلعت بيهم، وهي بتقول بخوف:


- ربنا يستر.


دخلت فاتن الاوضة ولقته لسة نايم، حطت الصينية على الكمودينو وهزته بالراحه، فتح قاسم عيونه، ومسكت فاتن الصينية، وهي بتقول بإبتسامة:


- كل دا نوم، قوم يلا علشان تفطر.


بصلها قاسم بحدة وقال: اطلعي بره.


تجاهلت فاتن كلامه، وقربت الصينية منه اكتر: بطل دلع بقى وقوم افطر.


زقها قاسم جامد، وقال بزعيق:


- انا مش قولت اطلعي بره.


وقعت فاتن على الارض والاطباق اتكسرت، صرخت بألم لما اتكبت القهوة السخنة على ايدها، بصلها قاسم بصدمة، وهي بصتله بدموع:


- انشاله عنك مأكلت، انا اللي غلطانة اصلا علشان عبرتك.


قامت فاتن من مكانها، وطلعت تجري على بره، وقاسم لسه بيبص عليها بصدمة.


دخلت فاتن تحت وحطت ايدها تحت الحنفية، شافها سلطان وقال بصدمة:


- هو ايه اللي حصل، انا سمعت زعيق فوق وصوت حاجات بتتكسر على الارض.


فاتن بهدوء: محصلش حاجة يا عمو، القهوة اتكبت عليا بس.


سلطان: اكيد قاسم اللي كبها عليكي، هو ازاى يعمل كدا؟!


فاتن: هو مكنش قصده، هو زقني جامد فوقعت عليا.


سلطان بحزن: قولتلك يا بنتي متطلعيش.


فاتن: للاسف يا عمو لازم اطلع علشان قاسم بيحاول يهرب من الواقع، بليل بيبقى هادي شوية علشان اليوم بينتهي وبالنهار بيبقى متعصب اوي علشان اليوم بيبتدي.


هز سلطان راسه بفهم وقال: لو هتتإذي يا بنتي بلاش تكملي واطلقى منه.


هزت فاتن راسها برفض: لا يا عمو انا جاية هنا علشان سبب ومش همشي غير لما اخلصه.


طبطب سلطان عليها: انا مش عارف اود جمايلك دي فين؟!


فاتن بمرح: جمايل ايه يا عمو، دا انت في مقام ابويا.


قربت فاتن منه وقالت وهي بتغمز: هو ابنك الحليوة دا اخد ملامحه من مين؟!


ضحك سلطان: قصدك ايه يعني؟! وليه ميكونش واخدها مني.


ضحكت فاتن وقالت: ما انت مز انت كمان بس بصراحة قاسم امز منك.


سلطان بقرف: امز يا بيئة.


فاتن بضحك: انت هتعملهم عليا.


ضحك سلطان، وفاتن قالت: بس ابنك مش شبهك خالص.


اتنهد سلطان بحزن: هو شبه مامته الله يرحمها.


فاتن بحزن: الله يرحمها، هو انا ممكن اسألك سؤال؟!


سلطان: اسألي.


فاتن: هو انت ليه متجوزتش بعد ما طنط الله يرحمها ماتت، اصل انا سمعت انها ماتت من زمان قوي وبصراحة صعب اوي راجل يعيش من غير جواز.


اتملت عيون سلطان بالدموع وقال بحزن: نسمة الله يرحمها لما ماتت خدت قلبي معاها، مقدرش استوعب ابدا ان ممكن واحدة تيجي وتملي مكانها.


سند سلطان على الحيطة اللي وراه وقال: مكنتش هقدر اني اتجوز تاني بعدها وعلشان كدا انا اللي ربيت قاسم واشتالت مسؤليته لوحدي.


فاتن بإبتسامة: شكل كان بينكم قصة حب عنيفة زي ما بيقولوا.


سلطان: طبعا، دا احنا حب طفولة، ربنا يرحمها يارب.


فاتن: يارب.


مسكت فاتن المقشة والجاروف: انا هطلع الم الإزاز علشان محدش يتعور.


سلطان: خلي باك.


فاتن: متقلقش.


طلعت فاتن فوق ودخلت الاوضة من غير ما تخبط، بصلها قاسم بصمت، وهي تجاهلته ولمت الازاز في الجاروف، اتحمحم قاسم بتوتر وقال: 


- مكنش قصدي.


بصتله فاتن ببرود وقالت: ولا يهمك.


قاسم: تعالي.


استغربت فاتن وراحت قدامه، فشدها قاسم لحد ما اعدت جنبه على السرير، بصتله فاتن بتوتر وقالت:


- في ايه؟!


مردش عليها قاسم، وجاب الاسعافات الاولية من الدرج، مسك مرهم الحروق ومسك ايدها بلطف، سحبت فاتن ايدهاوقالت:


- هدهنه انا.


مردش عليها قاسم وسحب ايدها تاني وحط عليها المرهم، كانت فاتن بصاله بشرود، ولما اخد باله منها، ودت وشها الناحية التانية بسرعة وهي محروجة.


خلص قاسم، وقال بهدوء: انا آسف مكنش قصدي.


هزت فاتن راسها، وقالت بتردد: هو انا ممكن اسألك سؤال؟!


بصلها لمدة طويلة من غير ما يتكلم، لحد ما اتنهد وقال:


- اسألي.


فاتن: هو انت ليه مش عايز تعمل العملية، اى حد تاني مكانك لو جاتله الفرصة دي كان هيمسك فيها بإيده وسنانه؟!


اتحولت تعابير قاسم من الهدوء للغضب وقال: 


- ملكيش دعوة.


ادركت فاتن ان الموضوع حساس بالنسبة ليه جدا، فمكررتش سؤالها، وقالت:


- لو عايزني اقبل اعتذارك افطر.


قاسم ببرود: انشالله عنك مقبلتيه.


وسعت فاتن عيونها بصدمة، وقالت بغيظ: تصدق انك مش راجل جدع.


قاسم ببرود: لو خلصتي كلامك اطلعي بره.


فاتن بغيظ: انا مش عارفة انت جايب البرود دا منين، ابوك مش كدا.


بلعت ريقها لما بصلها بغضب، فخرجت بره بسرعة وهي بتقول:


- دا بيتحول في ثانية يا جدعان.


كان سلطان واقف بره فقال بإستغراب:


- انتي بتجري كدا ليه؟!


فاتن: ابنك دا بيخوف اوي، يا ساتر.


ضحك سلطان، وقال: انا عارف، انتي هتقوليلي عليه.


اتنهدت فاتن: انا هنزل علشان اطبخ الغدا.


سلطان برفض: لا يا بنتي متتعبيش نفسك انا هجيب جاهز زي كل مرة.


هزت فاتن راسها برفض: لا طبعا جاهز ايه، انتوا لازم تبطلوا الاكل المضر دا وتتغذوا شوية.


سلطان بإستسلام: اللي انتي شايفاه.


فاتن: هو انت ليه مجبتش واحدة تساعدكم في اعمال البيت؟!


سلطان: جربت اعمل كدا بس محستش اني واخد راحتى في بيتي.


هزت فاتن راسها بتفهم وقالت: دا انا هعملك شوية اكل، تاكل صوابعك وراهم.


سلطان بضحك: اما نشوف.


ضحكت فاتن ونزلت تحت، وسلطان بص على اوضة ابنه بحزن، خبط على الباب، فقال قاسم من جوه:


- مين؟!


سلطان: دا انا ابوك، ممكن ادخل؟!


مردش عليه قاسم، وفضل سلطان واقف بره كتير، اتنهد سلطان بألم وكان هيمشي، بس وقف لما قاسم فتح ليه الباب، بعد قاسم بالكرسي بتاعه وقال:


- اتفضل.


ابتسم سلطان ودخل جوه، واعد على الكنبة، اتحرك قاسم بالكرسي لحد ما بقى قدامه وقال:


- كنت عايز ايه؟!


سلطان بحزن: 


- هو انت ليه يا بني بعيد عني؟! ليه كل ما بقرب منك بتبعدني عنك.


قاسم بحزن: 


- علشان احنا طول عمرنا بعاد عن بعض، طول عمرك مبيهمكش الا نفسك.


سلطان بصدمة: انا!!


قاسم: اه انت، انت اللي الفلوس اهم عندك من ابنك، طول عمرك كنت بتفكر ازاى تجيب فلوس ومبتفكرتش ابدا ازاى تحتويني.


دمع سلطان، وقال بألم من قسوة ابنه:


- انا ضحيت بحياتي كلها علشانك، انا اللي رفضت اتجوز علشان بحب امك الله يرحمها وعلشان مجبلكش مرات اب، انا اللي كنت شايل هم بكرة ليحصلي حاجة وانت تكون صغير واهلي الطماعين يضحكوا عليك ويرموك في دار ايتام، انا اللي نسيت اعيش حياتي وكرست كل حياتي علشانك.


نزلت دموع سلطان على خده، وكمل كلامه وقال:


- انا مكنتش متوقع ابدا يابني انك تقولي الكلام دا، كنت مفكر انك هتكون مقدرني وواخدني مثلك الاعلى بس يظهر اني كنت غلطان.


قام سلطان من مكانه، وخرج بره على طول وهو بيمسح دموعه، وقاسم بص على ضهره بحزن وندم من اللي قاله.


نزل سلطان لتحت وخرج من البيت كله، عصجت فاتن اللحمة، وحضرت صوص البشاميل، وسلقت المكرونة، وحطت المكونات على بعض وحطته في الفرن، وخرجت بره في الصالة.


مسكت موبايلها لما سمعت صوت حد بيتصل عليها، فردت لما لقته باباها:


- اهلا بالناس اللي مصدقت اني اتجوز وامشي من البيت.


على بضحك: لا متقوليش كدا، دا البيت وحش من غيرك.


بغيظ: لا واضح.


علي بجدية: انتي عاملة ايه؟! قاسم كويس معاكي؟!


فاتن: سيبك انت من قاسم، المهم هتيجي امتى؟!


علي: على بليل كدا ان شاء الله هكون عندك.


فاتن: طب ما تيجي كمان نص ساعة وناكل مكرونة بالبشاميل مع بعض.


علي: انتي اللي عملاها؟!


فاتن: اه.


علي: حيث كدا بقى فانا دايس في الليلة دي.


فاتن بضحك: وانا بسأل نفسي انا طلعت بحب الاكل كدا لمين، الجواب بان خلاص.


علي بضحك: طب اقفلي بقى يا لمضة علشان ورايا شغل.


فاتن: مستنياك متتأخرش.


علي: حاضر.


قفلت فاتن معاه وفضلت تلعب بموبايلها شوية، لحد ما اتحمرت المكرونة، طفت عليها، وراحت ناحية الباب الخارجي لما سمعت صوت الجرس، فتحت الباب واترمت في حضن ابوها اللي قال:


- حبيبة بابي عاملة ايه؟!


فاتن: كويسة يا بوب.


دخل علي وقال: اومال فين سلطان؟!


فاتن: معرفش، هو خرج من شوية ولسة مجاش.


علي: فين قاسم لما اطلع اسلم عليه.


فاتن: فوق بس انا معرفش هيتقبل يعد معاك ولا لأ.


علي بضحك: هيتقبلني غصب عنه، دا ياما عملها عليا وهو صغير وكنت انا اللي بغيرله.


فاتن بتفاجأ: دا بجد! هو انتوا تعرفوا بعض.


علي: اه يا بنتي، دا يعتبر ابني التاني.


فاتن بإستغراب: اومال انا مكنتش بشوفه ليه؟!


علي: دا كان بيجي على طول وهو صغير، وكنتي انتي لسة يعتبر مولودة جديدة فأكيد مش هتفتكريه.


كمل علي كلامه بحزن، وقال:


- بس من ساعة ما مامته الله يرحمها ماتت بقى انطوائي اوي ومنعزل فمعدتش بيجي، بس انا كنت بشأر عليه من وقت للتاني في شغله.


زق علي فاتن بخفة وقال: 


- وامشي بقى عايز اشوفه.


فاتن: اخس على الابوبة.


ضحك علي وطلع فوق، خبط على الباب ودخل على طول، فلف قاسم بالكرسي ولقاه، ابتسم قاسم بخفة وقال:


- اهلا يا عمي.


علي: متقولش يا عمي، انا زعلان منك اوي.


قاسم: ليه؟!


علي بغيظ: بقى بقالي ست شهور بحالها اجيلك هنا وانت تقولي مش عايز اشوف حد.


بص قاسم في الارض بحزن وقال:


- انا آسف بس اعذرني انا مكنتش عايز حد يشوفني وانا ضعيف.


اعد علي على السرير اللي قدامه وقال: 


- يا حمار دا انا في مقام ابوك، وبعدين مين قالك انك ضعيف؟!


مبصلوش قاسم، فقال علي: 


- بس انت عندك حق، انت فعلا ضعيف.


بصله قاسم بصدمة، وعلي قال:


- ضعيف مش علشان اصابتك، ضعيف علشان انت مستسلم للي جرالك ومش عايز تعافر، يبني الدنيا دي مبتجيش غير على الضعيف، فخليك انت القوي اللي يتحداها، عجبك كدا وانت مسالم وسايبها تلطش فيك في الراحة والجاية.


دمعت عيون قاسم وقال بقهر:


- انا تعبت اوي يا عمي، معنتش قادر.


مسح علي دموع قاسم وقال:


- انا عارف والله يابني انك تعبت واللي جرالك دا مش حاجة سهلة، بس انت قدامك فرصة مبتتكررش ليه مش عايز تشبط فيها.


مردش قاسم عليه، فقال علي:


- عجبك حالة ابوك دي.


بصله قاسم بصدمة وقال: 


- هو حكالك؟!

           الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



<>